هو تقديس لإله مصنوع لا علاقة له بخاتم النبيين عليهم ـ جميعا ـ السلام .
هذا الشّعار الشيطانى ( إلّا رسول الله ) الذى يفضح تأليه المحمديين لاله مصنوع

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٦ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

هذا الشّعار الشيطانى ( إلّا رسول الله ) الذى يفضح تأليه المحمديين لإله مصنوع

هو تقديس لإله مصنوع لا علاقة له بخاتم النبيين عليهم ـ جميعا ـ  السلام .

مقدمة:

 1 ـ ردّا على الكاريكاتور المُسىء للنبى محمد قام شاب مخدوع بذبح مدرس فرنسى ، وغضبت فرنسا ورئيسها ، وتبنّى خطابا متشدّدا ، فتحول الأمر الى أزمة سياسية يتلاعب بها أردوغان وأئمة الكهنوت ، مع مظاهرات ودعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية ، ولا تزال الأزمة مشتعلة يستفيد بها إعلاميا وسياسيا أردوغان وأئمة الكهنوت ، ويدفع ـ وسيدفع ـ ثمنها أبرياء .

2 ـ لم تشتعل تلك المظاهرات غضبا لما يتعرّض له ( المسلمون ) في أوطانهم من عسف المستبد الشرقى بهم ، ولم تشتعل تلك المظاهرات غضبا لما يتعرّض له ( المسلمون ) من مذابح واضطهاد في الصين وميانمار وحتى في الهند وكشمير، ولم تشتعل تلك المظاهرات بسبب المذابح في سوريا والهاربين منها اللاجئين الى الغرب، أو بسبب تدمير شعب اليمن .  قامت هذه المظاهرات هادرة بسبب تداعيات كاريكاتير مُسىء للنبى محمد في الغرب الذى إعتاد السخرية من المسيح عليه السلام ، بل إنهم في أمريكا يعتادون شتم المسيح بلفظ داعر عند الغضب أو التعجب ، ولا يرون في هذا بأسا ولا حرجا . إنه الغرب الذى سمح للمحمديين  المهاجرين بحرية دينية وسياسية كانوا محرومين منها في بلدانهم الأصلية ، وهم يستخدمون هذه الحرية ضد الغرب ، ولا يعرفون عواقب هذا عليهم ، ولا يعرفون أن الغرب يرى فيهم ( الإسلام ) ، بالتالى فهم يقومون بتشويه حقيقة الإسلام عندما يضعون عليه ملامح أديانهم الرضية التي تتناقض مع الإسلام ، وهو دين السلام والعدل والإحسان والرحمة والحرية الدينية المطلقة والديموقراطية المباشرة .

3 ـ يهمنا هنا هو ذلك الشّعار الشيطانى ( إلّا رسول الله ) الذى يفضح تأليه المحمديين لإله مصنوع لا علاقة له بخاتم النبيين عليهم ـ جميعا ـ  السلام .

أولا :

1 ـ في مظاهرات ( جهادهم ) عن الإله الذى يعبدون يصرخون ( إلّا رسول الله  ) . يستعملون أسلوب القصر ، فكما يُقال في الإسلام ( لا إله إلا الله ) هم يقولون : ( إلّا رسول الله ) يقصدون الإله الذى أسموه محمدا ، والذى صنعوه متناقضا مع الشخصية الحقيقية للنبى محمد في القرآن الكريم . جهادا في سبيل إلاههم الشيطانى ( محمد ) يهتفون : ( إلّا رسول الله ).

2 ـ ، ( إلّا رسول الله  ) يعنى في عقيدتهم الشيطانية أن إلاههم الذى أسموه محمدا أعظم عندهم من رب العزة جل وعلا ، ومن دينه ( الإسلام ) ، بدليل :

2 / 1 : هناك من يسبُّ الله تعالى وهذا يحدث كثيرا ، ولا يتحرك من أجله أحد . ولكن إذا وصل الأمر الى مجرد السخرية من إلاههم محمد فلا تسامح ، والشعار ( إلّا رسول الله )

2 / 2 : هناك من يسبُّ الإسلام ، دين الله تعالى وهذا يحدث كثيرا حتى من المسلمين ، ولا يتحرك من أجله أحد . ولكن إذا وصل الأمر الى مجرد السخرية من إلاههم محمد فلا تسامح ، والشعار ( إلّا رسول الله  ).

ثانيا : بينما يقدسون إلاههم المصنوع فهم يحتقرون رب العزة جل وعلا ، والدليل :

1 ـ في جهادهم الشيطانى يصرخون ( الله أكبر ) عند القتل العشوائى للابرياء ، وعند التفجيرات ، وعند الإعتداء على الأبرياء وبيوتهم وأماكن عبادتهم . أي يجعلون ( الله أكبر ) رمزا لأفظع المعاصى وأكبر الكبائر . هذه هي منزلة رب العزة جل وعلا عندهم ، والتي لا مقارنة لها بمعنى ( إلّا رسول الله ).

المؤمنون الحقيقيون تخشع قلوبهم عند ذكر الله جل وعلا : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الانفال )، ولكن هؤلاء يجهرون باسم الله جل وعلا عند إرتكاب الكبائر ، ويتخذون القرآن أغانى هزوا ولعبا ، وعلى شياطينهم يتوكلون .

(الله أكبر ) يكرّرها المؤمن في صلاته قياما وركوعا وسجودا تعبيرا عن الخشوع ، ولكنهم يصرخون ( الله أكبر ) في جهادهم الشيطانى ، ولو وعظتهم بالقرآن لتوجهوا اليك يريدون العصف بك وهم يهتفون ( الله أكبر ) . وهم يصرخون : ( إلّا رسول الله  )

2 ـ في تعاملاتهم يقومون بإهانة رب العزة في قولهم ( إن شاء الله ) . وهذا عنهم شائع ، حتى لقد سخر المرشح الرئاسي الأمريكي جو بايدن من غريمه الرئيس الأمريكي ترامب ، فقال عن وعوده ( إن شاء الله ) يعنى إنها وعود زائفة . لو كان جادّا لقالها بايدن  بالانجليزية (  God Willing  )، ولكنه قالها استهزاءا كما يفعل المحمديون عندما يقولون ( إن شاء الله ).

الوفاء بالوعد والعهد من صفات المؤمنين (  البقرة 177 ، آل عمران 76 ، الانعام 152 ، الاسراء 34 ، الرعد 20 ، النحل 91 ، 95 . ) المحمديون لا يكتفون بنكث العهد والوعد ولكن يرتكبون هذا وهم يعبثون باسم الرحمن جل وعلا فيقولون ( إن شاء الله ). هذا بينما لا يتسامحون إذا سخر بعضهم من إلاههم المصنوع المسمى ( محمد / رسول الله ) ، عندها يجأرون ( إلّا رسول الله ).!

ثالثا : ما فعله البخارى يفوق الكاريكاتور المُسىء

1 ـ في كتابنا ( القرآن وكفى مصدرا للتشريع ) الصادر من 30 عاما ( عام 1990 )، وهو منشور هنا خصّصنا الفصل الثالث لطعن البخارى في شخص النبى محمد عليه السلام ، وأثبتنا هذا بأحاديث البخارى مصورة من كتابه ، وكيف إنه إتهم النبى محمدا بكل نقيصة . ودافعنا عن ( رسول الله ) بالقرآن الكريم ردّا على البخارى . كوفئنا على هذا الكتاب بالتكفير وإستباحة دمنا ، لأننا أوضحنا الفارق بين الشخصية الحقيقية لخاتم النبيين عليه وعليهم السلام وبين الإله المصنوع الذى صنعه البخارى وغيره . هو إله مزعوم مصنوع صناعة سيئة مليئة بالمتناقضات . وهم لا يرون هذه المتناقضات لأنهم لا يعقلون ولا يفقهون . هم فقط يُهيجهم الشيطان حين يصوّر لهم أنّنا ( أعداء الرسول ) لأننا نفضح ما صنعه أئمتهم من إله مزعوم أسموه ( محمدا رسول الله ) . هم أعداء لمن يقوم بتجلية حقائق الإسلام الغائبة ( ومنها الشخصية القرآنية للنبى محمد ) الذى أرسله الله جل وعلا بالقرآن الكريم رحمة للعالمين وليس لارهاب العالمين .

2 ـ ما فعله البخارى وغيره في الهجوم على النبى محمد يفوق ملايين المرات ما فعلته الجريدة الفرنسية . ولكن المحمديين لا يعقلون .

رابعا : إساءات المنافقين للنبى محمد عليه السلام تفوق الكاريكاتور المُسىء

1 ـ ما واجهه النبى محمد عليه السلام في حياته من إستهزاء المنافقين يفوق ملايين المرات ما فعلته الجريدة الفرنسية . كان وقتها القائد ورسول الله ، ومعه السُّلطة لكى يعاقب بالعدل من يستطيل عليه ، ولكنه عليه السلام كان يستغفر لهم ، الى درجة أن عاتبه ربه جل وعلا ، وأكّد لهم انه مهما استغفر لهم فلن يغفر رب العزة لهم : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) التوبة ) ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) المنافقون ).

2 ـ كان يصبر على أذاهم وهو القائد ولا يرد على اتهاماتهم ، فينزل القرآن الكريم بالردّ من رب العالمين دفاعا عنه . وعلى سبيل المثال لنتدبّر قوله جل وعلا :

2 / 1 :( وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) التوبة  )

2 / 2 :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنْ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) المجادلة  )

2 / 3 :( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8)  المنافقون )

أخيرا :

1 ـ الصحابة المتقون السابقون شاهدوا هذا الإيذاء للنبى محمد ، ولم يقوموا بمظاهرة تقول ( إلّا رسول الله ) .

2 ـ هل أوباش المحمديين أكثر إيمانا من أولئك الصحابة الأبرار الذين قال جل وعلا عنهم : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة )؟!! 

اجمالي القراءات 6059