من هدى الله الى ضلالة الشيطان
من الظلمات الى النور

نهاد حداد في السبت ١٧ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

الخروج من الظلمات الى النور 
باريس 16 اكتوبر 2020
امس ، قتل استاذ تاريخ من طرف رجل يدعي الدفاع عن الاسلام؟ فهل دافع هذا الرجل عن إسلام الله واسلام القرآن ام عن ضلالات البخاري! 
يقول تعالى:"وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غيره" صدق الله العظيم . 
حين يقول تعالى كلاما كهذا، مليء بالسلم والسلام، مليء بالتعامل السلمي والاجابات التي يجب تذكرها وتمثلها واعطاء نموذج حي عن كيف يجب ان يكون تصرف المسلم حتى وان استهزأ أحدهم بآيات الله في حضرته ! حيث ان الله تعالى يعطينا نموذجا عن المسلم المسالم الذي يتصرف بهدوء وعقلانية حتى وهو يرى ويسمع آيات الله يستهزأ بها ! 
الانسحاب ! 
لم يقل اقتلوهم او قطعوهم او احرقوهم ، بل قال ، لاتقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، معنى هذا انك ستعود وتجلس معهم حين يغيرون حديثهم! وهذا كلام الله ! لان الله فعلا يهدي ويخرج الناس من الظلمات الى النور ! لان المسلم يجب ان يكون نموذجا يحتذى به في السلم والتسامح ! لان الله يعطي فرصة للبشر لكي يهتدوا ! 
وسنرى ما الذي سيفعله البخاري وانصاره، فشتان بين كلام الله وكلام البخاري وعُبَاده! 
ولنر الفرق بين كلام الله وكلام الشيطان ! 
الله يهدي للتي هي احسن، ويدخلك الجنة!
اما الشيطان فيضلك ويخرجك من النور الى الظلمات! 
لقد كذبوا علينا حين قالوا انهم يجاهدون من اجل اخراج الناس من الظلمات الى النور ! ولكنهم شياطين ابالسة وليسوا بشرا ولا مسلمين ! 
كيف ؟
الشيطان يغويك ويدخلك الى جهنم!
والارهابي يقتلك ويدخلك الى جهنم! 
فالارهابي يمنع عنك فرصة التوبة والهداية ، تماما مثل الشيطان بل اكثر ! على الأقل ، الشيطان يوسوس ولا يقتل ! 
فكيف اذن هو الاخراج من الظلمات الى النور؟ وبأي حق تقتل شخصا وانت تعلم بانك تدخله مباشرة الى جهنم وتدعي بانك تخرج الناس من ظلام الكفر الى نور الايمان ؟ 
او ليس هذا فعلا شيطانيا؟ 
الشيطان يدخلك الى جهنم، والارهابي يدخلك الى جهنم! فهل مازال العالم في حاجة الى الشيطان؟ 
ان الله يعطي الفرص للناس وانتم تحرمونهم منها؟ فكيف اذن سيسامحكم الله؟ 
لقد اعطى الله لآدم فرصة بعد ان عصاه، فمن انتم حتى تحرموا الناس حق التوبة؟ وحق المعرفة؟
ان السلام والاسلام يجب ان يحتذى كنموذج، وليس بالقتل وسفك الدماء! فالشخص المقتول حتما في نية الشيطان القاتل لامحالة في جهنم! 
فمن هو الشيطان هنا؟ القاتل ام المقتول ام هما في الضلالة سواء؟ 
ومن الذي يهتدي بعد هذه الافعال ؟ 
وكيف تخرج هذه الافعال من الظلمات الى النور وعلى من تكذبون؟ 
بل قولوا انكم عبيد البخاري واحاديثه الشنيعة! وهاهو الحديث المسؤول عن هذا السلوك الشيطاني الذي لا يمت للانسانية او الدين بصلة. 
تقول الحكاية :
تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للكثير من الأذى، من سفهاء المشركين، ولم يسلم من الصغار فيهم، وكان يشقّ عليه صلى الله عليه وسلم ، ما كانت تقوم به نساء المشركين من الأذى.
 
وكانت امرأة تدعى «عصماء بنت مروان» تعيب الإسلام وتؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحرض عليه وتعيب الإسلام وتقول الشعر، كما كانت تطرح مخلفات وأذى النساء، في مسجد بني خطمة، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها.
 
وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليها عمير بن عدي الخطمي رضي الله تعالى عنه لخمس ليال بقين من رمضان من السنة الثانية من الهجرة.
 
ونذر عمير بن عدي لئن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة ليقتلنها، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، جاء عمير ليلاً حتى دخل عليها بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام، منهم من ترضعه في صدرها، فجسها بيده وكان ضرير البصر، فنحى الصبي عنها، ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها.
 
وروى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا رجل يكفنا هذه».
 
‎ فقال رجل من قومها: أنا، فأتاها، وكانت تمارة - تبيع التمر-  فقال لها: أعندك أجود من هذا التمر؟ قالت: نعم، 
وأتى المسجد فصلى الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «أقتلت ابنة مروان؟» قال: نعم فهل علي في ذلك شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينتطح فيها عنزان»، فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله عز وجل ورسوله فانظروا إلى عمير بن عدي».
 
فقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: «انظروا إلى هذا الأعمى الذي يسري في طاعة الله تعالى».
 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقل الأعمى ولكن البصير».
 
فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عميرًا البصير، فلما رجع عمير وجد بنيها في جماعة يدفنونها، فقالوا: يا عمير أنت قتلتها؟ قال: «نعم، «فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون»، فو الذي نفسي بيده لو قلتم بأجمعكم ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم». 
ويقول القرآن : " 
وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) . 
ان الله يطلب منا ان لا نسب الناس حتى لا يسبوا الله ، فما بالكم بالقتل! 
كم من شخص قد يكون سب الله ورسوله فور السماع بهذا الخبر المفجع ! ومن السبب في هذا! ومن هم القدوة والمثال، هل أولئك الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه وهو قرآن ربهم أم أولئك الذين يتبعون الشيطان ويعرضون عن ذكر الله وآياته؟ 
اشهر من آذى رسول الله بالكلام والفعل هي زوجة ابي لهب، ومع ذلك اكتفى القرآن بالتهديد والوعيد الأخروي ، فكيف اذن ندع القرآن وطريقته في معالجة المشاكل وندعي بعد ذلك أننا مسلمون ؟ 
اجمالي القراءات 2776