الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد اصاب كبد الحقيقة حول الاسلام كاتجاه متطرف لماذا ؟

مهدي مالك في الأربعاء ١٤ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد اصاب كبد الحقيقة حول الاسلام كاتجاه متطرف لماذا ؟

مقدمة متواضعة                                 

انني اشعر شخصيا بالتقدير و الاحترام تجاه فرنسا باعتبارها ارض للتعايش السلمي بين الثقافات و الديانات و باعتبارها دولة علمانية تسمح ببناء المساجد و ما يسمى بالمراكز الاسلامية و توفر اسباب العيش الكريم للناس كافة بدون  التمييز بسبب الدين  او العرق حيث هنا لا اتحدث عن المثالية على الاطلاق لان الغرب المسيحي له تاريخ اسود من الجرائم ضد الانسانية خصوصا بعد اكتشاف القارة الامريكية او في مستعمراته بقارتنا الافريقية و بالشرق الاوسط بمعنى ان لا يوجد اسمه العدل المطلق او الديمقراطية المطلقة في هذا العالم الواسع لان الله وحده هو المطلق و اما الانسان هو نسبي حسب ارضيته المعرفية و التربوية .

لو لم تظهر الوهابية في الجزيرة العربية لاستطاع الاسلام كدين و كقيم انسانية عليا ان يتطور مع العصر و مع الدولة الحديثة حيث كان في قدرة المسلمين منذ اواخر قرن 19 ان يجددوا الاسلام بانتاج ارضية للاجتهاد و الابداع في اصول الحكم الاسلامي من خلال الاعتبار ان ما فعله الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم او ما فعله الصحابة من بعده هو اجتهاد انساني كان يناسب مع ارضيتهم المعرفية للقرن السابع الملادي دون اي تعارض مع الاسلام كنص الهي قابل للتطور و البحث وفق العلم الحديث حسب نظرية الاستاذ محمد شرور رحمه الله بمعنى ان الاسلام يمكنه ان يتطور مع العصر لو لم تظهر الوهابية كفكر صحراوي لا يعترف بالحضارة او بالمستقبل و لو لم يدعم الغرب المسيحي نفسه السعودية منذ تاسيسها سنة 1932 الى الان بسبب النفط الموجود في جزيرة العرب منذ اوائل القرن الماضي .

ان اسلام الشعوب الاصيل قد خرب من طرف الوهابية العالمية بفضل دعم الغرب و بفضل تغلغلها داخل مجتمعاتنا الاسلامية رسميا منذ اواخر سبعينات القرن الماضي و داخل مجتمعات الغرب المسيحي و اقصد بالوهابية هنا عقائد الولاء و البراء و الاتباع الاعمى للسلف الصالح دون تحكيم العقل و تكفير هويات و انظمة الشعوب الاصيلة في الديمقراطية و محاولة انشاء دولة الخلافة المتعارضة مع الدين الاسلامي نفسه و ما وصلته الانسانية من مدارج التقدم و مدارك المعارف.

الى صلب الموضوع                     

ان الرئيس الفرنسي  ايمانويل ماكرون قد اصاب كبد الحقيقة حيث صرح ان الاسلام يعيش ازمة في كل انحاء العالم و وصف الاشياء باسماءها لان فرنسا قد تعرضت في هذه السنوات الاخيرة لهجمات الارهاب الوهابي كما اسميه لان المسلم العاقل لن يذهب لقتل الابرياء في اي مكان في العالم تحت ذرائع مختلفة من قبيل الجهاد و فتح بلدان الكفار و وطئ نساءها و هذا موجود في كتب البخاري و مسلم البشرية و نعم البشرية دون التعرض لهم كما يفعل الاستاذ اسلام البحيري الان في برامجه التلفزيونية.

ان الرئيس الفرنسي لم يقصد الاسلام كدين و كشعائر على الاطلاق بالنسبة لي بكل التواضع بل قصد الاسلام كاتجاه متطرف الذي يمثله الوهابية و الاخوان المسلمين حيث لا انني افرق بينهما في مقالاتي لان تيارات الاسلام السياسي منذ سنة 1928 قد وجدت دعما رسميا من طرف الدولة السعودية لترويج مذهبها الوحشي داخل مجتمعات شمال افريقيا و مجتمعات الشرق الاوسط عبر مجموعة من المداخل و الوسائل علما ان الوهابية قد شكلت جانب اساسي من الخطاب الديني الرسمي لهذه الدول باستثناء ايران بمعنى اننا نواجه الوهابية يوميا في مساجدنا و في اذاعاتنا الوطنية و حتى في سيارات الاجرة.

ان المسلمين في الغرب المسيحي عموما و في فرنسا خصوصا اصبحوا في خوف دائم بسبب ان احزاب اليمين المتطرف تنظر اليهم باعتبارهم ارهابيين يقتلون الناس في مختلف انحاء العالم و لا يشاركونهم في قيمهم المجتمعية الخ من هذه الصور الجاهزة للتناول الاعلامي في فضائياتهم او في اعمالهم السينمائية بمعنى ان المسلمين هناك يعيشون في ترقب دائم لحدث ارهابي جديد بصامات وهابية باسم الله اكبر .

و هذا هو واقع ديننا الحنيف بعد 14 قرن من نزوله على رسولنا الاكرم .

المهدي مالك

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 2349