تعليقا على الاعتقال الثالث للكاتب الاسلامى : رضا عبد الرحمن على
( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) الأعراف )

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٧ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) الأعراف )              

تعليقا على الاعتقال الثالث للكاتب الإسلامي رضا عبد الرحمن على

أولا : معنى ( المكر )

1 ـ بتعبير عصرنا هو ( التآمر ) .

2 ـ والله جل وعلا يستعمل أسلوب المشاكلة ، أي يأتي بوصف ما يفعله البشر ويأتي وصف الرد الالهى باللفظ الشبيه ، فمكر البشر يردُّ الله جل وعلا بمكر إلاهى ، كقوله جل وعلا : ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) النمل )  .

3 ـ ويأتي مصطلح ( المكر ) في القصص القرآنى في تآمر المجرمين  على الأنبياء والمؤمنين بالكتاب الإلهى ، وكانت عاقبة تآمرهم أو مكرهم هو الاهلاك الكلى الذى انتهى باهلاك فرعون وقومه ، ثم فيما بعد بالإهلاك الجزئى بالزمان والمكان .

4 ـ معنى :( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ) : أي يغترُ بقوته ويتحدّى رب العزة جل وعلا كافرا بآياته :  

4 / 1 : ، يغترُّ بقوته ، لا يؤمن بأن القوة لله جل وعلا جميعا . قال جل وعلا : ( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) البقرة )

4 /  2 :  يغترُّ بقوّته فلا يقدّر الله جل وعلا قدره ، وهو جل وعلا القوى العزيز ، أي يكفر بقوله جل وعلا : ( مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)  الحج )

4 / 3 /  يغترُّ بقوّته ، ينسى :

4 / 3 / 1 : أنّ الله جل وعلا خلقه ضعيفا بجسد ضعيف ، قال جل وعلا : ( وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) النساء )

4 / 3 / 2 : أن الله جل وعلا هو المسيطر على الجسد البشرى . قال جل وعلا عن كل دابة حيّة :( مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا  ) (56) هود ) . النفس البشرية هي التي تقود جسدها وتعمل صالحا أو سيئا ، ولكنها لا تتحكم في جسدها . أجهزة الجسد يتحكم فيها الرحمن جل وعلا . القلب والكبد والمعدة والأمعاء ..الخ لا تأخذ أوامرها من النفس ، بل من الخالق جل وعلا . بأمره جل وعلا تتوقف أجهزة الجسد أو بعضها مؤقتا أو تصيبها الأمراض . وهو جل وعلا وحده الذى يشفى المرض .

4 / 4 :  يغترُّ بقوّته وجاهه وينسى أن الله جل وعلا قادر أن يصيبه وأولاده بسرطان الحلق ، أو سرطان المُخ ، أو سرطان الجلد ، أو سرطان المثانة أو المعدة ، أو الشلل التام أو النصفى أو الدماغى ، وهل نسيتم كورونا ؟ !!  

 5 ـ معنى ( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )

5 / 1 : خسارة الدنيا وقتية ، لأن الحياة نفسها وقتية . الذى لا يأمن مكر الله جل وعلا يخسر خسارة مؤقتة في الدنيا بالعذاب الدنيوى وخسارة المنصب والجاه والنفوذ والصحة ، ثم يخسر خسارة خالدة بدخوله جهنم . قال جل وعلا :

5 / 1 / 1 : ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)( الزمر )

5 / 1 / 2 : ( إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) الشورى )

5 / 2 : هنا خسارة النفس وخسارة الأهل يوم القيامة . وهو خالد في النار قد يكون أهله معه ، فيتخاصمون ويتلاومون فيها ، وقد يكون اهله في الجنة ، فيفقدهم الى الأبد . هذه هي الخسارة الحقيقية التي لا نهاية لها ولا مخرج منها .

5 / 3 : العادة أن الذى لا يأمن مكر الله يبغى الكسب ويكره الخسارة ، ولا يدرى أنه أوقع نفسه في خُسران حقيقى ، يرى بعضه في الدنيا ، حين يخسر ثروته ونفوذه ، ثم تنتظره الخسارة الكبرى في الخلود في جهنم .

5 / 4 : هل بضعة سنوات من غرور القوة والطغيان تستحق لحظة من عذاب جهنم ؟ فما بالك بالخلود فيها ؟ المؤمنون يوقنون بآيات الله جل وعلا . الكافرون بها هم الخاسرون .

ثانيا : المكر والتآمر في قصص السابقين

1 ـ مكر قوم نوح وإغراقهم : قال عنهم نوح : ( وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) نوح ) وقد دعا عليهم  : ( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) القمر ) . وعوقبوا بالغرق .  

2 ـ مكر قوم ثمود وتدميرهم. قال عنهم جل وعلا : ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) النمل ) وقال جل وعلا عن عاقبة مكرهم وعن العبرة التي ينبغي أن نتعقلها : ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل )

3 ـ مكر فرعون وإغراقه وقومه : هذا هو أخر الإهلاك الكلى . أحد أقارب فرعون ظل يعظه ، فتآمر عليه فرعون ، فوقاه الله جل وعلا من مكر فرعون ، وحاق بفرعون وقومه عذاب في البرزخ ثم ينتظره أشد العذاب في جهنم : ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر )

4 ـ مكر السابقين جميعا وتدميرهم : قال جل وعلا :

4 / 1 : ( وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) الرعد )

4 / 2 : (  قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) النحل )

ثالثا : مكر قريش بالنبى محمد عليه السلام .

1 ـ كان عليه السلام يحزن من مكرهم وتآمرهم فقال له ربه جل وعلا :

1 / 1 : ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) النحل )

1 / 2 : (  وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)  النمل )

2 ـ وذكر رب العزة تآمرهم عليه بالقتل أو السجن أو التهجير ( القسرى ) ، قال جل وعلا : (  وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)  الانفال  ) .

رابعا : استمرارية المكر والتآمر بعد نزول القرآن الكريم

1 ـ الشيطان لم يقدم إستقالته ، وهو مستمر في إغواء البشر ، وأشدُّ ضحاياه هم أكابر المجرمين وأعوانهم ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا ، إذا زيّن لهم الشيطان مكرهم وصدّهم عن سبيل الحق ، وعاقبتهم عذاب في الدنيا ثم عذاب أشقُّ في الآخرة ، ولن يقيهم أحد من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة . قال جل وعلا : ( بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنْ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34) الرعد )

2 ـ و( مكر الله ) أو إنتقامه هو أسرع مما يتصورون ، هذا لأنهم في غرورهم بقوتهم غافلون ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلْ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) يونس )

3 ـ والملائكة تسجّل مكرهم ، ولا ينتج عن مكرهم سوى البوار والعذاب الشديد ، قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) فاطر )

خامسا : وهم في الجحيم :

أكابر المجرمين في الدنيا لهم أتباع ، فالمستبد يعطى الأوامر والأتباع بحسب درجاتهم ينفّذون . في الجحيم يتلاومون . قال جل وعلا:( وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) سبأ  )

سادسا : قواعد قرآنية سارية في عاقبة المتآمرين الماكرين

1 ـ مكر أكابر المجرمين في كل دولة ، وعقوبتهم . قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) النساء )

2 ـ أي إن المكر السيئ لا يحيق إلّا بصاحبه . قال جل وعلا : ( اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) فاطر )

سابعا : وعظ الماكرين المتآمرين في الدنيا

1 ـ بعد أن قصّ رب العزة ما حدث للسابقين ، قال يعظُ مُحذّرا اللاحقين في كل قرية ( أي مجتمع ودولة ) : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) الأعراف  )

2 ـ وتكرّر هذا في قوله جل وعلا : (  أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) النحل  ) .

أخيرا : هذا بلاغ للناس

يبقى أن نتدبر قوله جل وعلا : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (52) إبراهيم )  .

ودائما : صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 2937