صاحب الاسراء نبي الله محمد (عبده) ورسوله؟ و المسجد الأقصى في القدس

شريف هادي في الجمعة ٠٦ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم ،،، وبعد
بدأت تظهر بعض الكتابات مأجور أصحابها يبحثون في دين الله ، فلا يهتدون لمن أسرى به الله أو لمكان الاسراء ، ومنهم أخي الفاضل / سامر والذي عرض سؤاله باحثا عن إجابة وإن لم يجزم هو بالاجابة إلا أنه لايميل أن المسري به هو عبد الله ورسوله محمد أو أن مكان الاسراء هو المسجد الأقصى المعروف اليوم ، وفي محاولة مني للإجابة على هذه الاسئلة نقول و&Egrبالله التوفيق
قال تعالى " افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها" محمد 24 وقال تعالى" ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر" القمر
كتاب الله القرآن كتاب يسره رب العالمين للذكر ، وجعله مفتاح للقلوب الغلفى بالتدبر فيه ، ولكن شرط التدبر ليس فقط معرفة لغة القرآن ، ولكن أيضا معرفة طريقة القرآن فمن رحمة رب العالمين أن جعل للقرآن طريقة واحدة ومنهاج واحد في تدبره ، ولو أن له أكثر من منهاج وطريقة لكان ذلك مخالفا لقوله تعالى "ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر " القمر
فتعالوا نتدبر آية الاسراء من كتاب الله ، مهتدين بأسلوب القرآن وطريقته في الاجابة على الاسئلة
أولا: من صاحب الاسراء؟
الاجابة من كتاب الله (عبده) قال تعالى" وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا" (الجن19)
، والسؤال من هو (عبده)
الاجابة : نرجع لكتاب الله سبحانه وتعالى ونبحث عمن هو (عبده) وهنا نجد أن الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن لفظ (عبده) ست مرات (6مرات) في سور (الاسراء1 ، الكهف1 ، مريم2 ، الفرقان1 ، الزمر 36 ، النجم 10 ، الحديد 9) وانها في خمس مرات من مجموع ست مرات ذكرت مقصود بها النبي محمد عبده ورسوله ، وفي مرة واحدة في سورة مريم الآية 2 مقصود بها زكريا عليه السلام وقد صرح الله باسمه (زكريا) ففي المرة الوحيدة التي ذكرت لغير رسول الله محمد ذكر معها أسم المقصود بالاضافة قال تعالى" ذكر رحمة ربك عبده زكريا" (مريم2) أما في باقي الايات كان لفظ (عبده) مقصودا به النبي دون ذكر الاسم ، راجع قوله تعالى " الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا" (الكهف1) وقوله تعالى" تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا" (الفرقان1)
إذا فمنهج كتاب الله عند ذكر لفظ (عبده) يكون الضمير عائد على رسول الله محمد إلا أن يصرح سبحانه بإسم العبد المقصود وهو في القرآن (زكريا) في سورة مريم ، حتى أصبح لفظ (عبده) اسم علم على رسول الله ، ويؤكد ما ذهبنا إليه أن الله أيضا عندما يذكر عبدنا فإن الضمير يكون عائدا على محمد إلا أن يصرح بإسم العبد إن كان غير رسول الله محمد ، فقد ذكر سبحانه وتعالى لفظ (عبدنا) في القرآن سبع مرات (7مرات) في سورة البقرة23 ، وسورة الانفال 41 كان الضمير عائد على نبي الله محمد عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ، ثم في الكهف 65 (عبدا من عبادنا) العبد الصالح ، ص 17 داوود ، ص41 أيوب القمر 9 نوح التحريم 10 نوح ولوط عليهم جميعا السلام
حتى عندما يذكر الله سبحانه وتعالى لفظ (عبد) بمعنى العبودية لله فإنه سبحانه يصرح باسم العبد ما لم يكن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
إذا في قوله تعالى " سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير" (الاسراء1) وباتباع منهج القرآن يكون الضمير هنا عائد على نبي الله محمد عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
السؤال الثاني : هل كان الاسراء بالنفس والجسم ، أم كان بالنفس فقط؟
قبل الاجابة على هذا السؤال يجب أولا أن نعرف من الفاعل في فعل الاسراء ، هل هو رسول الله أم هو الله؟ قطعا الاية واضحة الدلالة والثبوت أن الفاعل هو الله وأن شبه الجملة (بعبده) من الجار والمجرور في محل نصب مفعول به للفعل أسرى
وهنا يجب أن نؤكد على حقيقة مفادها إذا نسب الفعل لله سبحانه وتعالى يجب أن يؤخذ ويحمل على معنى الكمال ‘ إلا أن يصرح رب العزة عن معنى آخر وفقا لإرادته سبحانه وتعالى ، فمثلا قوله تعالى" قال لا تخافا انني معكما اسمع وارى " طه 46 ، فهنا فعل السمع وفعل الرؤية من الله ليس كفعل السمع والرؤية من البشر الذين يحدهم حدود الزمان والمكان ، ولكن رب العزة لا يحده الزمان والمكان
، كما أن فعل السمع والرؤية لله فعل (كمال) وليس فعل (نقص) فهو فعل إيجابي وليس سلبي بمعنى لو طغى عليهما فرعون فإن الله بسمعه ورؤيته سينقذهما من أذى فرعون ، أما فعل السمع والرؤية لو تم نسبته لإنسان فيحتمل فيه النقيضين الكمال والنقص ، وهو للنقص أقرب فقد أضع أجهزة أمان وكاميرات في مكان ما ، ولكن عند حدوث سطو على هذا المكان أحتاج لتدخل قوة خارجية كالشرطة مثلا أو الأمن لوقف الفعل ، ولكن الله لا يحتاج لغيره ، فتنسب أفعاله إلي الكمال ، ما لم يصرح سبحانه بعكس ذلك ، كأن ينسب الفعل لنفسه ولخلقه في ذات الوقت كقوله تعالى" فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ان الله سميع عليم" الأنفال 17 ، فنسب فعل الرمي لخلقه ولنفسه ، فكان الفعل على سبيل التجسيد للمخلوق وعلى سبيل النتيجة للخالق ، ونطبق هذه القواعد على قوله تعالى (سبحان الذي أسرى) فالفاعل في فعل الاسراء هو الله وحده ولا إرادة لأي مخلوق في الفعل حتى الرسول غير إرادة الله ، فيرد الفعل إلي صفة الكمال ، فيكون الفعل (الاسراء) بالنفس والجسم معا.
الرد على شبهة أن الاسراء كان من مكة للمدينة ، وكان بفعل الرسول وهو الهجرة. قال البعض أن رسول الله هاجر من مكة للمدينة هربا بدينه بعد إذن الله له ، وكان بدأ الهجرة بالليل ، وهوفعل الاسراء الذي ذكره الله تعالى في قوله " قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد الا امراتك انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب" (هود81) وفي قوله تعالى" فاسر باهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم ولا يلتفت منكم احد وامضوا حيث تؤمرون" (الحجر 65) فلماذا لا يكون بدأ الهجرة إسراء والمدينة المنورة هي المسجد الأقصى بإعتبار أن الأقصى هو البعيد
فنقول لهم أن الله عندما نسب الاسراء لنفسه قال (ليلا) وعندما نسبه للوط وأهله قال (بقطع من الليل) ولم يقل ليلا ، فإسراء رب العالمين برسوله استغرق الليل كله ، فحد زمانه ولم يحده زمان ، أما إسراء لوط بأهله كان (بقطع من الليل) فحد بعض من الليل فعل الاسراء ، فكان فعل لوط محدود بزمانه ، وثانيا زمان نزول الاية الكريمة في مكة ولم يكن رسول الله قد غادر إلي المدينة بعد ، وثالثا فعل الخروج من مكة إلي المدينة إستلزم ليالي طويلة وليست ليلا واحدا
أين مكان المسجد الأقصى؟
الاجابة: المسجد الأقصى في القدس ، ولنرجع لكتاب الله ونبحث فيه لعلنا نهتدي.
أولا:ذكر لفظ أقصى جاء في القرآن في آيات ثلاث ، في سورة الاسراء 1 موضوع البحث ، وفي قوله تعالى" وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى قال يا موسى ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين" (القصص20) وقوله تعالى" وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين" (يس20) وفي الآيتين لم يكن المقصود بأقصى المدينة أبعد مكان فيها ، ولكن كان المقصود به المكان البعيد عن مكان الحدث القرآني ، فمثلا في قصة موسى نجد أن الملأ عندما يجتمعون ليأتمرون بموسى فمن الطيبيعي أن مكان الاجتماع سيكون في قلب المدينة وكان حدث قتل موسى للرجل على أطراف المدينة فكان أقصى المدينة بالنسبة لمكان وقوع فعل القتل هو قلبها الذي اجتمع فيه الناس ليأتمروا بموسى ويقتلوه ، ومن المعروف أن المسجد الحرام هو مكة وهي بداية فعل الاسراء لقوله تعالى" قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون" (البقرة 144) ولقوله تعالى" جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم (المائدة97) ، فأي مسجد بعد المسجد الحرام أقصى منه ويطلق عليه لفظ مسجد؟ هو مهبط الرسالات السابقة في القدس ولنتدبر قوله تعالى" ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اساتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا" (الاسراء7) المستفاد من نص الآية الكريمة أن هناك مسجدا وذلك قبل أن يبني صلاح الدين مسجده في ذات المكان وأعطاه نفس الاسم إستكمالا لتاريخ المسجد وليس إنشاءا لتاريخ جديد ، ثم أن أحداث دخول المسجد تاريخيا ترتبط بجالوت ثم بنبوخذ نصر (ختنصر) وكلاهما دخل القدس وكان دخول نبوخذنصر على عهد نبي الله دنيال.
ثانيا: كلنا يعرف قصة الهدهد مع سليمان ، وكيف ساء الهدهد أن يرى بلقيس وأهلها يسجدون للشمس من دون الله ، ثم نعرف قصة بلقيس مع سليمان وكيف جاء بعرشها ، تعالوا نتدبر قوله تعالى" لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ(15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ(16) سبأ يحكي رب العزة عن سبأ في اليمن وكيف أن الله منحهم نعيم ولكن بكفرهم واعراضهم تبدل حالهم ، ثم نقرأ قوله تعالى" وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ(سبأ18) ، القرية التي تكلم الله عنها هي في اليمن والقري التي بارك الله فيها هي القدس وباقي قرى فلسطين لأن بلقيس ملكتهم وعرشها ذهبا إلي سليمان وقد أتبعت بلقيس سليمان ، وأنظر لقوله تعالى (باركنا فيها) ، ولقوله تعالى (باركنا حوله) فالقرى التي بارك الله فيها تقع حول المسجد ولذلك بارك الله حوله ، قرى ظاهرة (مكة والمدينة) أظهرها الله تعالى بدينة وبرسوله ولنتدبر قوله تعالى " هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا " الفتح 28
وأحب أن انوه أن هذا اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ ، ولكنه ثمرة تدبر كتاب الله ، ثم أنني أرد على الممترين الذين يقولون أن من يتخذ القرآن مصدرا وحيدا يهدم حتى الثوابت التاريخية ، ولكن مع تدبر كتاب الله نعرف ثوابتنا حتى التاريخية من كتاب الله. وأقول لأخي الحبيب الاستاذ / سامر ، سيناء لم تكن في يوم من الايام جزء من سوريا الكبرى ، ولكن الكنعانيون أحتلوها لبعض الوقت ، فلو سلمنا بأنها كانت جزء من سوريا الكبرى فهو تقنين بل (وشرعنة ) الاحتلال ، فسيناء طوال تاريخها القديم جزء من مصر ومرتبطة إرتباط لا يقبل التجزئة بوادي النيل وإليك ما استطعت جمعه من وكيبديا عن الاصول الكنعانية وعن الشام وعن سيناء
الاصول الكنعانية
يعتبرهم مؤرخو العرب القدامى من العرب البائدة، هناك ساحل في منطقة عُمان يعرف باسم كنعان، وقد استقر الكنعانيون في فلسطين وسيطروا عليها سيطرة تامّة، حتى أنها عرفت باسم ارض كنعان أو بلاد كنعان، كما ورد في العهد القديم من التوراة. ويعتقد أن هجرتهم كانت قبل الميلاد بـ 4 إلى 3 الاف سنة ، وهم في الأصل عرب، فلفظة كنعان مشابهة لعدنان وقحطان وغسان.
هناك عدّة نظريات حول أصل موطن الكنعانيين، ومن أشهر النظريات، ولكن أيضا من تلك التي يشكك فيها بعض المؤرخين كـ"خزعل الماجدي" هي أن الكنعانيين من أكبر الموجات المهاجرة التي خرجت من شبه الجزيرة العربية.
كما يرى البعض مثل "ستاربون" أن أصل الكنعانين هي سواحل الخليج العربي، وذلك لتشابه أسماء مدن تلك المناطق القديمة مع أسماء المدن الكنعانية في الشام، ويرجح اصحاب هذه النظرية ان تكون تلك الخليجية هي الأقدم.
وفي رأي ثالث يُعتقد أن نزوحهم كان من سواحل البحر الأحمر أو منطقة سيناء والنقب، كما أن هناك رأياً آخر يفيد بأن الكنعانيين هم مصريون، ويستندون بذلك إلى العلاقة المميزة بين المصريين والكنعانيين
الشام هناك عدة نظريات حول مصدر كلمة الشام وهي حسب التسلسل التاريخي للمصدر
• إنها مشتقة من الشخصية التوراتية سام بن نوح أي أرض أبناء سام بن نوح والاسم يلفظ بالسريانية شام.
• سبب التسمية يعود لهجرة بني كنعان إليها.
• إنها مأخوذة من الشمال، حيث تقع على شمال الكعبة، بعكس اليمن التي تقع على يمين القبلة.
• طبيعة أرض الـشام (لا يوجد مصادر تحدد التاريخ).
o في القاموس المحيط " ( الشَّأمُ ): بِلادّ عن مَشْأمَةِ القِبْلَةِ وسُمّيَتَ لذلك أو لأنَّ قَوماً من بني كَنْعانَ تَشاءَموا إليها أي تَياسَروا أو سُمِّيَ يِسامِ بنِ نُوحٍ فإِنَّه بالشينٍ بالسُّرْيانِيَّةِ أو لأنَّ أرْضها شاماتٌ بيضٌ وحُمْرٌ وسودٌ وعلى هذا لا تهْمَزُ وقد تُذَكَّرُ وهو (شامِيُّ وشآمِيُّ وشآم وأشْأَمَ) أتاها " موقع صخر المعاجم العربية القاموس المحيط.
o في لسان العرب " الشأْم بلادٌ عن مشأَمة القبلة سُمِّيَت بهِ لذلك. أو لأن قومًا من بني كنعان تشاءَموا إليها أي تياسروا. أو سُمِّيَت بسام بن نوح فإنهُ بالشين بالسريانيَّة. أو لأن أرضها شاماتٌ بيض وحمر وسود. وعلى هذا لا تُهمَز وهي مؤَنَّثة وقد تُذكَّر " موقع صخر المعاجم العربية لسان العرب.
o أيضا في موسوعة الإسلام "الشأْم بلادٌ عن مشأَمة القبلة سُمِّيَت بهِ لذلك".
أطلق العرب على تلك البلاد هذه التسمية. وسميت بذلك أيام الخلافة، ثم أصبح اسمها بلاد الشام ، وعاصمتها دمشق
سيناء ا شك أن الوضع الجغرافي لسيناء كان له تأثيره علي التوزيع السكاني ، بل من الملاحظ أنه كان له أيضا تأثير علي الاسم الذي أخذته سيناء . فهناك خلاف بين المؤرخين حول أصل كلمة "سيناء "، فقد ذكر البعض أن معناها " الحجر " وقد أطلقت علي سيناء لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة " توشريت " أي أرض الجدب والعراء ، وعرفت في التوراه باسم "حوريب"، أي الخراب . لكن المتفق عليه أن اسم سيناء ، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء ، مشتق من اسم الإله "سين " إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين ، ثم وافقوا بينه وبين الإله " تحوت " إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها. ومن خلال نقوش سرابيط الخادم والمغارة يتضح لنا أنه لم يكن هناك اسم خاص لسيناء، ولكن يشار إليها أحياناً بكلمة " بياوو" أي المناجم أو " بيا " فقط أي " المنجم " ، وفي المصادر المصرية الآخري من عصر الدولة الحديثة يشار إلي سيناء باسم " خاست مفكات " وأحياناً "دومفكات" أي "مدرجات الفيروز" .
والواضح أنه خلال الدولة القديمة كانت هناك صلة بين سيناء ووادي النيل ، ولعبت سيناء في ذلك التاريخ دورا مهما كما يتضح من نقوش وادي المغارة وسرابيط الخادم. فقد كانت سيناء بالفعل " منجما " للمواد الخام كالنحاس والفيروز الذي يستخرج المصريون القدماء ما يحتاجونه في الصناعة، كما كان سكان شمال سيناء وهم "الهروشاتيو" ( أي أسياد الرمال ) ، وجنوبها وهم " المونيتو " الذين ينسبون إلي الجنس السامي، كانوا يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعي علي العشب التناثر في الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس، كما كانت الحملات الحربية تخرج من مصر في بعض الأحيان لتأديب بعض البدو في سيناء نتيجة الغارات التي كانوا يشنونها علي الدلتا.
وأخيرا أعتذر للجميع عن اسهابي في الشرح ، ولكن الموضوع يستحق ومن لديه أدلة أخرى يسعدني أن يعرضها فلو كانت أكثر وضوحا فسنتبعها ، فإن الله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / شريف هادي

اجمالي القراءات 38583