عبث البرامج الرياضية

خالد منتصر في السبت ٢٥ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أن يخرج علينا كابتن كرة شهير ومدرب قديم ومسئول يعرف قدر الكلمة وخطورة التصريح، ويقول إنه قبل كل ماتش أفريقى كان بيقعد معانا الحكم ويقول لنا عايزين ضربة جزاء ولا أطرد لاعب؟!، اتهام مباشر لذوى البشرة السمراء أنهم مرتشون!!، ثم يقول كل الأندية المصرية كانت بتقدم رشاوى للحكام الأفارقة!!، يعنى ببساطة كل بطولاتنا الأفريقية هى بالرشوة وتعتبر فشنك!!، هل هذا ما تريده يا كابتن ويا ملك خط النص؟!، كلمات هى منصة صواريخ حماقة فى وقت فى منتهى الحساسية، نحاول فيه لم الشمل أفريقياً لمساندتنا فى قضية حياة أو موت، قضية مياه، كلها شأن أفريقى ونحتاج فيها إلى الأفارقة بقوة، يأتى شخص من الوسط الرياضى يلقى بتلك القنبلة فى هذا التوقيت الكارثى!!، ماذا يحدث فى مصر؟، هل فقدنا كل إحساس بهذا البلد وبالمسئولية الجماعية تجاهه؟، كل فرد أخذ ينهش من لحم هذا الوطن «نسيرة» ويجرى، الكل يرغب فى ركوب التريند وترويج الهاشتاج حتى ولو على جثة هذا الوطن، ما فائدة هذا التصريح الآن؟، ما وجه الإلحاح فى قوله؟!، وماذا يعود على قائله وعلى البرنامج وعلى البلد منه؟، هل هو مجرد طق حنك؟، وهل فى مصلحة البلد يجوز طق الحنك؟، البرامج الرياضية فى مصر تنذر بكارثة ستحرق الأخضر واليابس فى هذا البلد، البرامج تعانى من بطالة أدت إلى ماكينة حماقات وهستيريا خناقات حوارى، فلا توجد كورة ولا دورى ولا جمهور، ولا توجد رياضة أصلاً لكى توجد برامج رياضية، فكان الحل هو فى برامج النميمة والردح والفتن والضرب تحت الحزام المسماة برامج رياضية، برنامج تقدمه مذيعة ذات شعر أصفر لم نسمع عنها فى الوسط الرياضى من قبل، تستضيف اليوم لاعب كرة ليشتم فى زميله، ثم غداً تستضيف المشتوم ليرد الشتيمة!!، وهكذا تدور ساقية الكراهية فى بركة الجهل والغل والسواد، ويصبح البرنامج تريند، وتصبح المذيعة نجمة، وبرنامج يقدمه مذيع آخر أراه لأول مرة على قناة تقدم جرعة ثقافية محترمة، يستضيف فيه ضيوفاً ثابتين وضيوفاً متغيرين، وكل موهبته تنحصر فى إن فلان بيقول عليك كذا.. معقول؟!!...ويتم تسخين الضيف ليهاجم ضيفاً آخر أو يفتعل شجاراً فى مداخلة أو يشتم فريقاً، وبرنامج يطرد فيه مسئول رياضى مذيع البرنامج بعد خناقة.. إلى آخر هذا الكلام الذى لا يمت للرياضة ولا للإعلام بصلة، إذا كانت الرياضة قد تحولت إلى ردح وشتيمة وتسخين ضيوف على ضيوف وثرثرة مصاطب واستعراض عضلات وتجنيد كتائب ألتراس، فالأفضل فعلاً أن نرفع شعار: بلاها رياضة.

اجمالي القراءات 2577