قصيدة : النمل يغزو قصر السلطان

شادي طلعت في الأحد ٢٨ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

إنتفضــت مملكة النمل

قد  رأت الملكة  رؤيا

 

فيها هجرتهم عبر أَمواجٍ مُرتَفِعَةْ

وعنـاءُ لبناءٍ داخلَ شَجرَةٍ مُرتَقَبَةْ

 

إستبشرت  الملكة   خيرا

أمرت النمل بالبدء  سيرا

 

لِسُفِـــنِ  سَلَيْمَان  عَلَىْ  الشُطْآنْ

قالت  أبَشِرُوا   سَنُغَادِرُ   لُبْنَانْ

سَنـــوَدِعُ القَسْوَةْ وكل الأشْجَاَنْ

نُبْحِـرُ لِشَجَرْةِ إبنْ الملك عُثْمَاْنْ

وستكفينـــا حاجاتنا بدون رهانْ

خشبهــا  طَيِّبْ  قَدْ   فَاَقَ  الزّاًنْ

شجرة  الوادي بقصر  السُلْطَاًنْ

حيــثُ إسطنبول الخير والْجِنَاَنْ

إستعـد النمل بقلوب  كلها إيِمَاَنْ

 

قالوا  إرتضينا   بكل  جوارحنا

سنحمــي الملكة بجميع أرواحنا

لا نرجوا منها  ثمناً   لإخلاصنا

حتــى وإن كانت  سبباً   لهلاكنا

 

وتأهبوا للمشقة فسيعبرون بحارا

سيواجهوا حاكماً قويا كان جبارا

 

وصلــت سفن سليمان مرسى إسطنبول

فرح النمل بأرض كانت مقبرة  للمغول

زحفـــوا جحافل لا يمنعهم دوي الطبول

 

فالدنيـــــا سعيدة بعودة السلطان  الهمام

أقدام الإنكشارية تطأ الأرض ولا تضام

والنمــــل يسير لا يخشى موت أو سَقام

يــــذودون عن الملكة بنفوس كلُها إقدام

 

وصل النمل لمراده داخل وادي الريان

نظرت الملكة للشجرة نظرة  العطشان

تتعجــل  بيتاً   يقابل   قصر   السلطان

 

كانت  تلك  التي    رأتها    برؤياها

أمــرت  النمل  بالحفر  في   جذعها

تـريد قصراً كقصر  سليمان  داخلها

هجمـــوا  على الشجرة  و  امتطوها

علـى  جذعها و أغصانها  إخترقوها

 

بَنَوْا بيتاً للملكة كقصر الخاقانْ

غير عابئين بالحرس و الغِلْمَانْ

 

علم السلطان فأقبل على  عجل

ساخطاً على فعل النمل المبتذل

 

سأل سليمان  النمل كيف  تجرؤون

قالت الملكة رؤيا  تبتهج لها العيون

قدرنا نسكن شجرتكم ذات الغصون

 

مثلنا  لا   يخشى  الأغلال

بأرضكم حققنا  الإستقلال

وما شجرتكم  إلا إستهلال

لن نرحل أياً كانت الأهوال

 

غضب السلطان مما سمع

رد   بكبرياء  إمام   متبع

 

أنا سليمان القانوني

سلطان   السلاطين

ملـــــــــــك الملوك

كاســـــــرُ الأصنامِ

مبيـد أعداء الإسلامِ

سلطـــــــان البرينْ

خاقــــــان البحرينْ

 

ما أنتم  إلا   قلة   بكل   جاحافلكم

سأجعل الشجرة مقبرتكم لتطاولكم

 

قالـــت الملكة أتقتل أبرياء

أأنت   تمنع   عنا   الهواء

سنشكـــــــوا لرب السماء

فيمنعك ويمنع عنا  البلاء

 

إنــــك في الدنيا لن تمنع عنا ظلنا

أنت أضعف من أن تحمل وزرنا

 

سمع سليمان لما  أصغى فاضطلع

فليـــس خيرُ من نبي أحق أن يتبع

 

قـال: سأرسل لشيخ الإسلام يفتيني

فأمر الدين مسعى لنفسي يرضيني

 

رد أبــوالسعود الشلبي رداً مختصر

مولاي أرجو أن  تسمع و لا تضجر

فـرأي  الدين  واضح  غير   مستتر

فــــــــأنت   إنسان   مجتبى ويختبر

إن قتلتهــم سيقتصون  يوم العرض

 

فلا تتكبر- ولا  تتجبر- دوماً  تذكر

 

أنك سلطان ما  بقيت إلا  لعدلك

فإن حـدت عنه ستموتُ بظلمك

 

ستحاسب على نفوس ضعيفة قتلتهم

دعهم يعيشوا ليشهدوا  أنك إفتديتهم

بشجرة  السلطان  العامرة وفضلتهم

 

قـــــرأ سليمان الفتوى فأمر بتركهم

 

فكل  إنسان   مصاب

وخير الدعاء المجاب

ومآله وذويه  للتراب

ومآله وذويه  للتراب

ومآله وذويه  للتراب

 

شادي طلعت

اجمالي القراءات 2364