قل ( البو خارى ) ولا تقل ( البخارى )
البُراز العقلى في حديث البخارى :( خير القرون قرنى )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٢ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

البُراز العقلى في حديث البخارى :( خير القرون قرنى  )

قل ( البو خارى ) ولا تقل ( البخارى )

مقدمة :   بين أقوال المفكرين وأقوال الرّعاع

1 ـ كلها أقوال بشرية ، ليست جزءا من الدين الالهى .

2 ـ أقوال المفكرين تحمل بعض الحكمة والصواب ، ومنها ما قد يتفق مع بعض ما جاء في الكتاب الالهى ، ولكن تظل معدومة الصلة بالله جل وعلا ورسوله وكتابه ، وليست بالقطع جزءا من الإسلام .

3 ـ العوام من البشر هم وفقا لما جاء في القرآن الكريم هم الأكثرية التي لا تعقل ولا تفقه ، والتي هي كالأنعام بل أضل سبيلا  . للرعاع أئمة أيضا ، والويل للعصر الذى يسيطر عليه أئمة الرعاع ، إذ تحملهم العوام الى سدة التقديس ، وتجعل أقوالهم دينا ، ويصيرون بها كهنوتا ، ويصبح دينهم الأرضى ( أفيون الشعوب ).

4 ـ المفكرون العقليون ينسبون أقوالهم الى أنفسهم . أئمة الرّعاع ينسبون أقوالهم الى رب العزة جل وعلا ورسوله يجعلون لها حصانة من النقد باعتبارها دينا يجب طاعته .  

5 ـ في التاريخ الفكرى ل ( المسلمين ) ظهر فلاسفة ومفكرون منهم المعتزلة ، نسبوا أقوالهم لأنفسهم . على النقيض ظهر أئمة الرّعاع ، قالوا ما يعبّر عن الحضيض العقلى الذى يعيشونه ، ونسبوا هذا التخلف الفكرى للنبى محمد عليه السلام بعد موته بقرنين وأكثر . وبهذا تأسّست أديان السُّنّة والتشيع والتصوف . هم يقولون كلاما أبسط ما يوصف بأنه ( بُراز فكرى ) . وحين نصفه ب ( البُراز ) فنحن نترفق به وبهم ، لأن الوصف القرآنى أفدح ، فأقوال الكافرين في الدين هي ( رجس ) وهم ( نجس ) بفتح الجيم . والرجس والنجس أقذر من ( البُراز )

6 ـ في عصر واحد عاش الجاحظ المعتزلى وتوفى عام 255 هجرية ، وعاش ابن برزدويه البخارى المتوفى عام 256 .

6 / 1 : الجاحظ قمّة فكرية في انتاجه المتنوع بين كتب ضخمة كالبيان والتبيين و ( البخلاء ) والعشرات من الرسائل الصغيرة عظيمة القيمة . كتاباته تحفل بالمناظرات الفكرية والرؤى الثاقبة والتحليل لما يراه الناس شيئا مألوفا ، مع بساطة في الأسلوب بلا تقعّر ، ولمحة من خفّة الظل تجعل القارىء صديقا له مهما إختلف معه . ومع مرور القرون فلا تزال كتابات الجاحظ سهلة الفهم . ثم ــ وهذا هو الأهمّ ـ فالجاحظ لم ينسب أقواله الى النبى ، ولم يجعلها دينا .

6 / 2 ـ البخارى أحد أكبر الأبقار المقدسة للمحمديين ، من يتعقّل أحاديثه يجدها نوعا سافلا من ( البراز الفكرى ) . ليس فقط في التناقض في الصفحة الواحدة بل في الحديث الواحد ، ولكن أيضا في غيبة الوعى حين يؤلف أحاديث ينكرها عقل طفل صغير مثل حديث يعنى قيام الساعة بعد مائة عام ، فإذا قال النبى هذا الحديث فكيف يعيش البخارى في القرن الثالث الهجرى. واضح أن ابن برزدويه ( البخارى ) كان يتعاطى نوعا رديئا من المخدرات ، أنتج مخدرات دينية لا تزال تقوم بعملها في تغييب المحمديين حتى الآن .

7 ـ للتدليل على البُراز البخارى نتوقف مع حديثه ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم،.. الخ ). وقد رواه أيضا مسلم ، ولم يسبق وجوده في موطأ مالك و( الأم ) للشافعى . وقد إفتراه البخارى وتابعه مسلم في وقت استقرّ فيه مفهوم ( أمّة محمد ) ، فهو بذلك يعبر عن الدين الأرضى للمحمديين الذى يقدّس الصحابة والتابعين بزعم انهم خير القرون، يتصور أنه ليس في العالم سوى ( أمّة محمد ) ولا يرى في الأرض غيرهم .

8: هذا الإفك يخالف القرآن الكريم  في الآتى :

أولا :

علم الغيب :

يتصور الجاهل الذى صنع هذا الحديث أن النبى محمدا إطّلع على الغيب وعرف منه أن ( خير القرون هم ( قرن النبى ) ثم الذين ..الخ ) .النبي محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ولم يكن له أن يتكلم فيه ، وبالتالي فكل أحاديث الغيبيات باطلة ، سواء ما كان منها عن غيب الدنيا ( العشرة المبشرين بالجنة ) أو غيب القاهرة ( الشفاعة ) . ونستشهد بالحقائق القرآنية التالية في موضوع الغيب :

1 ـ الله جل وعلا وحده هو الذى لديه علم الغيب . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ ) (65) النمل )

1 / 2 : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) الانعام )

1 / 3 : ( وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ )  (20) يونس )

2 ـ ولأن الغيب لله جل وعلا فلا بد من الإيمان بالغيب الالهى الذى جاء في القرآن الكريم ، ولا بد من الكفر بأى غيب يفتريه البشر وينسبونه لأنفسهم أو للنبى محمد عليه السلام . قال جل وعلا :

2 / 1 : عن الإيمان بالغيب الإلهي :( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة )

2 / 2 : عن إنكار علم الآلهة المزعومة بالغيب : (  وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) النحل  )

3 ـ الله جل وعلا يعطى بعض الأنبياء العلم ببعض الغيب . قال جل وعلا :

3 / 1 :( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ )(179) آل عمران )

3 / 2 :(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ )(27) الجن)

4 ـ بعض الأنبياء لم يعطه الله جل وعلا العلم بالغيب فأعلن ذلك .

4 / 1 : نوح عليه السلام قال لقومه : ( وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (31) هود ).

4 / 2 : محمد عليه قال لقومه :

4 / 2 / 1 : ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ  ) (50) الانعام )

4 / 2 / 2 : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الأعراف )

4 / 2 / 3 : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الاحقاف)

4 / 2 / 4 : ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) الجن )

4 / 2 : وجاء التنبيه على عدم علم النبى محمد بالغيب ,

4 / 2 / 1 : فلم يكن يعلم سرائر أصحابه . قال جل وعلا : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) (101)  التوبة )

4 / 3 : ذكر الله جل وعلا بعض الغيوب في القرآن الكريمة فأصبحت معلومة ، وجاء في سياقها أن النبى لم يكن يعلمها قبل ذلك . قال جل وعلا :

4 / 3 / 1 : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) (49) هود )

4 / 3 / 2 : ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) يوسف )

 4 / 3 / 3 : ( ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)  آل عمران )

5 ـ بعض الأنبياء أعطاه الله جل وعلا العلم ببعض الغيب تصديقا لنبوته ، فأعلن ذلك .

5 / 1 : يوسف عليه السلام قال لصاحبيه في السجن : ( قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) (37) يوسف )

5 / 2 : عيسى عليه السلام قال لقومه :(  وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ (49) آل عمران )

ثانيا :

القرن الذى عاش فيه النبى محمد عليه السلام لم يكن خير القرون . ليس فقط على مستوى العالم وقتها بل على مستوى المكان ( الجزيرة العربية )  

1 ـ عن الصحابة : الله جل وعلا ذكر في كتابه الكريم المنافقين والذين في قلوبهم مرض من الصحابة ، وذكر أسوأ المنافقين وهم الذين مردوا على النفاق وأنه جل وعلا سيعذبهم مرتين في  الدنيا ثم العذاب العظيم في الآخرة .  (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)  التوبة )

2 ـ وعن قوم النبى محمد ذكر جل وعلا  تكذيبهم للقرآن ، وأنبأ بما سيفعله الخلفاء الفاسقون بعد موت النبى ، وهم الذين مردوا على النفاق : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) الانعام )

3 ـ ويوم القيامة سيتبرأ منهم فهم أعداؤه :( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان )

ثالثا :

 المؤمنون التابعون بإحسان تيار مستمر الى نهاية العالم :

1 ـ أنبأ بهم رب العزة جل وعلا في كلامه مع موسى عليه السلام على أنهم تيار مستمر عالمى وفى الناس كافة : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) الأعراف )

2 ـ وفى أواخر عصر النبى محمد عليه السلام قال عنهم ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة ). فالذين إتبعوا السابقين تيار يسرى فوق الزمان والمكان الى نهاية العالم .

3 ـ عمومية الخطاب عن التابعين بإحسان جاءت في قوله جل وعلا :

3 / 1 :  ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (18) الزمر )

3 / 2 :( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55)  الزمر )

3 / 3 :( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر )

4 ـ وهناك  التقسيم الثلاثى  حسب الايمان والعمل : بين سابقين ومقتصدين ( وسيكونون من أصحاب الجنة ) ثم هناك الأكثرية الفاسقة الضالة من أصحاب الشمال .

4 / 1 : جاء هذا التقسيم عن أهل الكتاب . ذكر جل وعلا منهم السابقين والمقتصدين والفاسقين . مثلا : قال جل وعلا :

4 / 1 / 1 : ( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَامَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27) الحديد )

4 / 1 / 2 :( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) المائدة )

4 / 1 / 3 : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) آل عمران )

4 / 1 / 4 : ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) أل عمران )

4 / 1 / 5 :( فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً (160) وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (161) لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (162) النساء )

4 / 1 / 6 : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (54 ) القصص )

4 / 1 / 7 :  ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء )

2 ـ وباختصار جاء نفس التقسيم الثلاثى عن أهل القرآن، قال جل وعلا: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ )  (32) فاطر )

3 ـ وجاء عن عموم البشر

3 / 1 عند الاحتضار ، إذ يعرف مصيره ، هل هو من السابقين أو أهل اليمين في الجنة أو من أهل النار. قال جل وعلا : ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) الواقعة )

3 / 2 : في يوم القيامة . قال جل وعلا : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)  الواقعة )  

اجمالي القراءات 4599