اصحاب الجنة واصحاب النار وصفاتهم.
أصحاب المنزلتين

يوسف ترناصت في الأحد ١٧ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

   أولا : في أصحــاب الجنــة وصفاتهـــم :

    1 - أصحــاب الجنــة :

    بعد الحساب يساق أصحاب جهنم الى جهنم أولا، ثم أصحاب الجنة الى الجنة، يقول سبحانه في سورة الزمر الآية 71 : {..وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا..}، والآية 73 من نفس السورة تقول : {..وَسِيقَ الَّذِينَ اِتّقَوا رَبَّهُم إِلى الجَنَّةِ زُمَرًا..}، فأصحاب الجنة سيساقون اليها على شكل فئات، واحدة تلو الآخرى، وعموما فهم فريقين، أما أصحاب جهنم فهم بدورهم سيساقون الى جهنم على شكل أمم أمة تلو أخرى، وهم عموما فريق واحد ويسمون (بأصحاب الشمال)، وليس بينهم اختلافا في الدرجات داخل جهنم لأنهم على نفس المستوى من العذاب وسنرى، فجهنم ليس فيها درجات وأنما دركات، والمنافقون سيكونون في الدرك الأسفل من النار (في قاع الجحيم).

  والفريقين أصحاب الجنة هم السابقون المقربون وأصحاب اليمين تقول الآيات التالية من سورة الواقعة : {..وَكُنْتُم أَزْوَاجًا ثَلاَثَة(7)فَأَصْحَابُ المَيْمَنَة مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَة(8)وَأَصْحَابُ المَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْئَمَةِ (9)وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)}، وتقول الآيات التالية من سورة الواقعة : {..فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ(88)فَرَوحٌ وَرَيْحَان وَجَنَتُ نَعِيمٍ(89)وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ اليَمِينِ(90)فَسَلاَمٌ لَكَ مِن أَصْحَابِ اليَمِينِ(91)أَمَّا إِن كَانَ مِن المُكَذِّبِينِ الضَّالِين(92)فَنُزُلٌ مِن حَمِيمٍ وَتَصْلِيَة جَحِيمٍ(93)}.

  وهنـالك أربع درجات فقـط في الجنة وليس ثمان كما يقال (وسنتطرق الى مواصفاتها)، وكل درجة من درجات الجنة لها مستويات بحسب الأعمال، وهذه الجنات الأربع منها الجنتين العلويتين، أعلاها درجة وهي جنة النعيم، ثم هناك الأقل منها درجة، وهي جنة عدن أو الفردوس (الفردوس هي أعلى مستويات من جنات العدن)، هاتين الجنتين للمقربين السابقين بالنسبة للأعلى درجة، والمؤمنين الصالحين بالنسبة لجنات العدن، حسب درجاتهم وأعمالهم، وهناك الجنتين السفليتين أقل درجة من الجنتين العلويتين، ومتفاوتة مع بعضها في الدرجات، وهي مخصصة لأصحاب اليمين حسب درجاتهم وأعمالهم.

  يقـول سبحانـه فـي سـورة الرحمان عن درجات الجنة وصفاتها : {..وَلِمَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)(فبعد أن وصفهم سبحانه قال)..وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ(62)..(ووصفهم كذلك)}.

أ -  من هم المقربون السابقون (أصحاب جنات النعيم) ؟

* المقربون السابقون هم من يتقربون الى الله بالتطوع في العبادات والأعمال الصالحة بالإضافة الى الالتزام بتنفيذ الأوامر وتجنب النواهي، و يسارعون في الخيرات، وبما أن الملائكة الكرام كلهم ينفذون أوامر المولى عز وجل ولا يعصونه في شيء ابدا، فهو يوصفهم بالمقربون، لقوله سبحانه في سورة النساء الآية 172 : {..لَن يَسْتَنْكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لله وَلاَ المَلاَئِكَةُ المَقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِف عَن عِبَادَتِهِ فَسَيَحْشُرُهم إِلَيْهِ جَمِيعًا}، وقد أشار سبحانه في القرءان الكريم لبعض هؤلاء لمقربين من البشر وهو :

 * عيسـى ابـن مريـم : لقوله سبحانه وتعالى : {..إِذ قَالَتِ المَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَم إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْه اِسْمُه المَسِيحُ عِيسَى اِبْنَ مَريَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالءَاخِرَة وَمِنَ المُقَرَّبِينَ(آل عمران 45)}، فسبحانه وتعالى قال مِنَ المُقَرَّبِينَ، "ومن" هنا تفيد التبعيض لأنه هناك مقربين آخرين، لم يشير اليهم الذكر الحكيم.

  والأنبياء عليهم السلام شأنهم شأن باقي البشر كلهم كان دعائهم المقربة الى الله عز وجل، ويبتغون الى ذلك الوسيلة. 

 * عباد الله المخلصين : وهم كذلك من يرثون الجنة النعيم الدرجة العليا من درجات الجنة، يقول سبحانه : {..إِلاَّ عِبَادَ الله المُخْلَصِينَ، أُولَئِكَ لَهُم رِزْقٌ مَعْلُومٌ، فَوَاكِهَ وَهُم مُكْرَمُونَ، فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(الصافات 41 الى 43)}، وقد أشار القرءان الكريم الى بعض من عباد الله المخلصين وهم : 

 - يوسف عليه السلام، لقوله سبحانه : {..وَلَقَد هَمَّت بِه وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَن رَءَا بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ(يوسف 24)}.

 - موسى، لقوله سبحانه : {..وَاِذَكُر فِي الكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولاً نَبِيَّا(مريم 51)}.

  وهؤلاء المقربـون السابقـون، وعبـاد الله المخلصين، هم أصحاب جنة النعيم الدرجة العليا من درجات الجنة، فقد جاء في القرءان الكريم على لسـان سيـدنا ابراهيـم عليه السلام فـي الآيـات 75 الـى 85 مأن سـورة الشعـراء : {..وَالَّـذِي أَطْمَـعُ أَنْ يَغْفــِرَ لِـي خَطِـيءَتِي يَـوْمَ الدِّيـنِ(82) رَبِّ هَـب لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)وَاجْعَل لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الَءاخِرِينَ (84)وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ(85)}.

  وهذه الدرجة التي وعد الله بها خاتم النبيين محمد عليه السلام، لقوله : {..أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّليْلِ وَقُرْءَانَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا، وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَّجَد بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(الإسراء 78 و79)}.

  كما أن هذه الجنة هي التي يطمع كل إنسان ان يدخل إليها، يقول سبحانه : {..أَيَطْمَعُ كُلُّ إمرِئٍ مِنهُم أَن يَدْخُلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ(المعارج 38)}.

* أما أصحاب الدرجة الثانية من الجنة "جَنَّـةُ عَـدْنٍ أو الفردوس"، وهم كل المؤمنين الذين يعملون الصالحات، إلا أنهم ليسوا من أصحاب جنات النعيم، يقول سبحانه وتعالى : {..وَمَن يَأْتِيهِ مُؤْمِنًا قَد عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فأولئك لَهُم الدَّرَجَاتُ العُلاَ، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّى(طه 75 و76)}، وقوله : {..إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ، جَزَاءُهُم عِنْدَ رَبِّهِم جَنَاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ الله عَنْهُم وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَن خَشِيَ رَبَّهُ(البينة 8)}، وقوله : {..الّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَن حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِم وَيُؤْمِنُونَ بِه وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِر لِلَّذِينَ تَابُوا وَاِتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِم عَذَابَ الجَحِيمِ، رَبَّنَا وَأَدْخِلهُم جَنَاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَن صَلُحَ مِن أَبَاءِهِم وَأَزْوَاجِهِم وَذُرِّيَتِهِم إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ(غافر 7 و8)}.

  أما جنة الفردوس فهي أعلى مستويات جنات العدن، تكون للمؤمنين الصالحين المفلحون، الذين يحققون ستة شروط كما جاء في الآية 1 الى  11 من سورة المؤمنون، لقوله سبحانه : {..قَد أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ فِي صَلاَتِهِم خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُم عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُم لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِم أَو مَا مَلَكَت أَيْمَانَهُم فِإِنَّهُم غَيْرَ مَلُومِينَ، فَمَن اِبْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُم العَادُونَ، وَالَّذِينَ هُم لِأَمَنَاتِهِم وَعَهْدِهِم رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُم عَلَى صَلَوَاتِهِم يُحَافِظُونَ، أُولَئِكَ هُم الوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الفَرْدَوْسَ هُم فِيهَا خَالِدُونَ}.

  فالمسألة هنا متعلقة بالتقوى والمسارعة الى الأعمال الصالحة، فالتقي الذي يخاف الله، ويخاف سوء الحساب والعقاب، خوفه هذا يدفعه الى القيام بالأعمال الصالحة التي ستنقذه من سوء الحساب والعقاب، فيعمل للآخرة ويستعد لها، ويسارع ويسابق الى فعل الخيرات، يقول سبحانه : {..وَمَن أَرَادَ الءَاخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُو مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيَهُم مَشْكُورًا، كُلاَّ نَمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِن عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا، انظُر كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ وَلَلءَاخِرَة أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَر تَفْضِيلاً(الإسراء 19 الى 21)}، ويقول سبحانه عن المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم : {..فَضَّلَ الله المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِم وَأَنْفُسِهِم عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاَّ وَعَدَ الله الحُسْنَى وَفَضَّلَ الله المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا، دَرَجَاتٍ مِنهُ وَمَغْفِرَةٍ وَرَحمَةً وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا(النساء 95 و96)}، ويقول سبحانه عن جنة النعيم : {..وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ(المطففين 26)}.

  ب - أصحاب اليمين :

  وأصحاب اليمين فهم أصحاب الدرجتين السفليتين من درجات الجنة وذلك حسب اختلاف أعمالهم ودرجة تقواهم، فالتقوى ليست على درجة واحدة فهي تتفاوت حسب الأحوال، يقول سبحانه وتعالى : {..فَاتَّقُوا الله مَا اِسْتَطَعْتُم..(التغابن 16)}، وأن كل من يدخل الجنة فهو مبدئيا تقي، وإن اختلفت درجة التقوى لديه، لقوله سبحانه في سورة الزمر الآية : {..وَسِيقَ الذَّينِ اِتَّقَوا رَبَّهُم اِلى الجَنَّةِ زُمَرًا}.

  وقد يكون من بين أصحاب اليمين المُرْجَوْنَ لأمر الله، لقوله سبحانه : {..وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْر الله إِمَّا يُعَذِّبَهُم وَإِمَّا يَتُوب عَلَيْهِم وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ(التوبة 106)}.

  ج - الفرف بين درجات الجنة : 

- الفرق بين الجنات الأربع :

الفرق بين الجنات الأربع (الجنتين ذات الدرجة الأولى والثانية) و (الجنتين ذات الدرجة الثالثة والرابعة) من خلال سورة الرحمان وسور أخرى.

جنات النعيم وعدن (للمقربون السابقون والمؤمنون الصالحون)

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

     (لأصحاب اليمين)

جنتان (النعيم وعدن) ذواتا أفنان (أي مرقّعِين ومرصَّعين وغاية في التفاني).

جنتان مدهمتان (؟؟؟؟؟)

 

جنتين (النعيم وعدن) فيهما عينان تجريان، أي تحت كل جنة أنهار تجري، فكل جنة يوصفها الله بأنها تجري من تحتها الأنهار فهي إحدى هاتين الجنتين.

جنتين فيهما عينان نضّاختان والمقصود بالعين النضّاخة أي الفوّارة، ترش الماء فقط.

(فالعيون هنا فوّارة فقط ولا تجري)،

 

 فيهما الفواكه مختارة (عند الطلب) واللحوم (منها لحوم الطير)، وفيهما من كل فاكهة زوجان...أي من كل فاكهة نوعين متقابلين.

فيهما فاكهة ونخل ورمان..غير مقطوعة وغير ممنوعة

وطلح منضود (أشجار كثيفة).

 

أزواج مطهرة كأنهن الياقوت والمرجان أو كأنهن بيض مكنون (أجمل أكثر بكثير وليس فيهن عيوب..).

أزواج مطهرة هن خيرات الحسان (أي حسنوات وجميلات فقط)،

متكئين على الأرائك وعلى فرش بطائنها من استبرق، وجنى الجنتين دان (اي ثمار الجنتين قريبة ونجد ذلك ايضا في قوله سبحانه : {قطوفها دانية}).

متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان..

 

 

- سرر (جمع سرير) موضونة ومصفوفة ومرفوعة بطائنها من استبرق، وزرابي مبثوثة (مطروزة بالجواهر والنقوش والزخارف).

- سدر مخضود وفرش مرفوع.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

؟؟؟؟؟؟.

- يطوف عليهم ولدان وغلمان مخلدون كاللؤلؤ المكنون (مخلدون أي مزينين بالحلي والجواهر) اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا.

؟؟؟؟؟.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

- ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وكأسا بيضاء من معين مزاجها زنجبيلا، (وفي جنة النعيم كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، ويسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ومزاجه من تسنيم).

- ماء مسكوب...

- يطاف عليهم بءانية من فضة وبأكواب من الفضة.

 لباسهم ثياب أخضر من سندس وإستبرق (الحرير)، ويحلون بأساور من ذهب ولؤلؤا.

الحلي من فضة فقط.

عين من العيون تسمى سلسبيلا.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 ظل ظليل ودائم.

ظل ممدود ودائم.

القصور بالنسبة لجنة النعيم، بينما الغرفات بالنسبة لجنات العدن (والغرفات موفوعة وتجري من تحتها الأنهار)

هنا مقصورات في الخيام.

مباشرة على الرفرف الخضر.

ولا تجري من تحتها الأنهار.

 

 2 - صفات أصحاب الجنة :

 - يلقون التحية والسلام والسرور :

  يقول سبحانه : {..دَعْوَاهُم فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهم وَتَحِيَتَهُم فِيهَا سَلاَم وَءَاخِر دَعْوَاهُم أَن الحَمْد لله رَبِّ العَالَمِينَ(يونس 10)}، وقوله : {..أُولَئِكَ يُجْزَونَ الغُرفَةَ بِمَا صَبَروا وَيُلَقَّونَ فِيهَا تَحِيَّة وَسَلاَمًا، خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَت مُسْتَقَرَّا وَمُقَامًا(الفرقان 75 و76)}، وقوله : {..لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلاَّ سَلاَمًا وَلَهُم رِزْقُهُم فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيَّا(مريم 62)}، وقوله : {..لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا، إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا سَلاَمًا(الواقعة 25 و26)}.

 ويقول سبحانه : {..إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، اِدْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ، وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِن غِلِّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ(الحجر45 الى 47)}.

   - الوجوه بيضاء نظرة، ولامعة :

  يقول سبحانه : {..وُجُوه يَوْمَئِذٍ نَاعِمَة، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(الغاشية 8 و9)}، وقوله : {..إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ، تَعْرِف فِي وُجُوهِهِم نَظْرَةَ النَّعِيمِ(المطففين 22 الى 24)}.

  - لا يسمهم نصب ولا لغوب، ولا حزن ولا غمٍّ، ولا يصدعون ولا ينزفون :

  يقول سبحانه : {..إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، اِدْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ، وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِن غِلِّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ، لاَ يَمَسُهُم فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ(الحجر 45 الى 48)}، قوله : {..وَقَالُو الحَمْد لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ، الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسَّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسَّنَا فِيهَا لُغُوبٌ(فاطر 34 و35)}، وقوله : {..لاَ يُصّدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يَنْزِفُونَ(الواقعة 19)}، وقوله : {..لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُم عَنْهَا يَنْزِفُونَ(الصافات 47)}.

 

  ثانيا : في أصحاب جهنم وصفاتهم.

 1 - أصحــاب جهنـم :

  وهم أصحاب الشمال، أو أصحاب المشئمة، وليس هناك تفاوت في الدرجات، لأن أصحاب جهنم كلهم يتلقون نفس العذاب، وأنه في جهنم دركات، والمنافقون سيكونوا في الدرك الأسفل منها.

  وهناك أصناف من المعذبين سيتلقون عذابا مضاعف حسب الآيات التالية :

  - قوله سبحانه : {..الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيل الله وَيَبْغَوْنَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كَافِرُونَ، أُولَئْكَ لَم يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِن دُونِ الله مِن أَوْلِياءَ يُضَاعَف لَهُم العَذَابُ..(هود 19 و20)}.

 - وقوله : {..وَالَّذِينَ لاَ يَدعُونَ مَع الله إِلَهًا ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَل ذَلِكَ يَلْقَى أَثَامًا، يُضَاعَف لَهُ العَذَابُ وَيَخْلُد فِيهِ مُهَانًا(الفرقان 68 و69)}.

 - وقوله : {..يَا نِسَاءَ النَبِيِّ مَن يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرًا(الأحزاب 30)}

  أما الذين يطيعون الضالين المضلين ويتبعونهم في ضلالتهم، فلهم نفس الكمية من العذاب، يقول سبحانه : {..قَالَ اِدخُلُوا فِي أُمَمٍ قَد خَلَت مِن قَبْلِكُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَت أُمَّةً لَعَنَت أُخْتَهَا حَتَّى إذَا اِدَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَت أُخْرَاهُم لِأُولَهُم رَبَّنَا هَؤُلاَءِ أَضَلُّونَا فَءَاتِهِم عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلِّ ضِعف وَلَكِن لاَ تَعْلَمُونَ(الأعراف 38)}،

 2 - صفات أصحاب جهنم :

  - الوجــوه مســودة : 

يقول سبحانه : {..يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتُسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّت وُجُوهَهُم أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانَكُم فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُم تَكْفُرُونَ(آل عمران 106)}.

  - أصحاب جهنم مقرنين في الأصفاد والسلاسل والأغلال :

  بينما يتنعم أصحاب الجنة في النعيم الخالد بكامل حريتهم، فأصحاب الجحيم يتعذبون في دورات العذاب، مقرنين في الأصفاد ويسحبون بالسلاسل والأغلال.

  والأصفاد، هي ما يوضع على اليدين، يقول سبحانه : {..يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ وَبَرَزُوا لله الوَاحِد القَهَّارِ، وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (ابراهيم 48 و49)}،

  والأغلال هي ما يوضع على العنق وتحت الذقن، وتكون مربوطة وموصولة بالسلاسل للسحب في جهنم، يقول سبحانه : {..إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِم أَغْلاًلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُقْمَحُونَ(يس 8)}، وقوله : {..إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلكَافِرِينَ سَلَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيرًا(الإنسان 4)}، وقوله : {..وَإِن تَعْجَب فَعَجَبٌ قَوْلُهُم أَءِذَا كُنَّا تُرَبًا أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم وَأُولَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِم وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ(الرعد 5)}.

  وهذه الأغلال والسلاسل بها سيسحب المعذبين على وجوههم في نار جهنم، يقول سبحانه : {..يَومَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرٍ(القمر 48)}، وقوله : {..الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالكِتَابِ وَبِمَا أُرْسِلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، إِذِ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِم وَالسَلاَسِلَ يُسْحَبُونَ، فِي الحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ(غافر 70 الى 72)}، وقوله : {..خُذُوه فَغُلّوهُ، ثُمَّ الجَحيمَ صَلَوهُ، ثَمَّ في سِلسِلَةٍ ذَرعُها سَبعونَ ذِراعًا فَاسلُكوهُ(الحاقة 30 الى 32)}.

  - أصحاب جهنم يصطرخون ويجءرون :

 بسبب العذاب الشديد في نار جهنم، فالمعذبين يجءرون ويصطرخون، وهذا الإحساس لا يمكن وصفه، فمصطلح الإصطراخ ينوه هنا على شيء عظيم جدا، ففي الدنيا هنا صراخ بينما في نار جهنم اصطراخ، يقول سبحانه : {..وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُم نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِم فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّف عَنْهُم مِن عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ، وَهُم يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَل صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَل أَوَلَم نُعَمِّرَكُم مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَن تَذَكَّر وَجَاءَكُم النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّلِمِينَ مِن نَصِيرٍ(فاطر 36 و37)}، وقوله : {..حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهَا بِالعَذَابِ إِذَا هُم يَجْءَرُونَ، لاَ تَجْءَرُوا اليَوْمَ إِنَّكُم مِنَّا لاَ تُنْصَرُونَ، قَد كَانَت ءَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُم فَكُنْتُم عَلَى أَعْقَابِكُم تَنْكِصُونَ(المؤمنون 64 الى 66)}.

  صدق الله العظيم على آيات القرءان الكريم.

  ربنا لا تؤاخذنا أن أخطأنا أو نسينا.

  ذ. يوسف ترناصت.

  باحث في الثراث الإسلامي.

اجمالي القراءات 2458