الردُّ على تعليقات على المقال السابق ( عن القراءات المزعومة للقرآن الكريم )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

الردُّ على تعليقات على المقال السابق ( عن القراءات المزعومة للقرآن الكريم )  

 

د مصطفى إسماعيل حماد هو أول من علّق على المقال .

 قال : ( ليس لدى ذرة شك فى أن القرآن نزل بصيغة واحدة هى قراءة حفص التى بين أيدينا ،وموقن تماما بمسئولية العبد وحريته فى اختيار مصيره، ربما أخطأت التعبير فى تعليقى السابق ولكن اعتبرنى مقتديا بأبى ابراهيم عندما طلب من الله جل وعلى أن يطمئن قلبه. فكل الآيات المذكورة يمكن أن يعود فيها ضمير صاحب المشيئة إلى الله أو إلى العبد ،وإرجاعه إلى الله كما اخترتم هو الأقرب للعدل الإلهى ولكن ماقولك فى آيات سورة المدثر كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴿٥٤﴾ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿٥٥﴾ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴿٥٦﴾هنا لايمكن إرجاع مشيئة الذكر إلى العبد ،هنا المشيئة الإلهية ليست متوقفة على مشيئة العبد ولكن الذكر هو المتوقف على مشيئة الله.كما أن اللسان العربى يمكن أن يجعل الآية (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)تحتمل المعنى (وما تشاءون إلا إذا شاء الله رب العالمين)أكرر أنى مؤمن يقينا بما ذهبتم إليه ولكن لابد أن ندرس الأمر من جميع وجوهه ليطمئن قلبى.

جاء الإحتكام إلى الله فى مواضع كثيرة فى القرآن الكريم ،وهل هناك حرج فى الإحتكام إلى الله تعالى؟ ولكن لم تأت أبدا بصيغة توجيه الأمر لله جل وعلا !! كيف يأمر العبد ربه بأن يعدل؟ هل الله تعالى فى حاجة-أستغفر الله- لمن ينبهه لتحرى العدل؟قلتم إنها جاءت فى سياق حواربينه وبين قومه،هذا ممكن ،ولكن لِمَ نتجاهل كلمتى (قل) السابقتين ؟ألا يمكن أن نعتبر كلمة(قل) الأخيرة استئنافا لكلمتى قل السابقتين خصوصا لو استبعدنا اسلوب الإلتفات؟
جاء الأمر للرسول بكلمة قل فى خواتيم سور كثيرة أذكر منها طه-النور-النمل –الإسراء-الكهف وغيرها ،لماذا لاتكون كذلك أيضا فى سورة الأنبياء؟ ما كنت أقصده ليس تعدد القراءات ولكن ربما كان هناك تصحيف فى قراءة حفص،
فى مسألة العدل الإلهى قد تشتط بى الأفكار وتنتابنى الظنون وتركبنى الوساوس شأن كل المهمومين بدقائق دينهم ،ولكن ملاذى وأمانى وهداى ومرفئى هو الآية الكريمة من سورة هود (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖوَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾صدق الله العظيم.)

أقول :

أولا :

1 ــ اللسان القرآنى العربى نفهمه من داخل القرآن ، وليس من أجتهادات علماء النحو في العصر العباسى .

مثلا هم يرون الإستثناء أن تستثنى جزءا من شيء أكبر ( نجح التلاميذ إلا فلان ) . مثل قوله جل وعلا : ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ الحجر) ( وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ﴿٢٤﴾ ص) ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴿٦٧﴾ الزخرف ) ولكن يأتي الإستثناء في القرآن ليس بهذا المعنى المألوف ، مثل قوله جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنْ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) المدثر  ). أصحاب اليمين ليسوا إستثناءا من قوله جل وعلا ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) . الإستثناء ليس مقصودا هنا على الإطلاق . المقصود هو وعظ المجرمين وتذكرتهم . والوعظ في حد ذاته تقرير لحرية المشيئة البشرية. لو كانوا مجبورين على الطاعة ما كانت هناك حاجة للوعظ ، فلا يوجد وعظ للحيوانات والجبال والكواكب والنجوم.

2 ـ الوعظ المرتبط بحرية المشيئة الإنسانية هو أساس السياق هنا  .

بدأ بقوله جل وعلا : (  كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37  ) .

ثم جاء بعد التقرير بأن كل نفس رهينة عملها الناشئ عن مشيئتها .( المدثر 38 : 48 ) ، ويستمر سياق الوعظ . قال جل وعلا عن المجرمين : (فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ (53) .

ثم  قال جل وعلا : (   كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)، أي إن ما سبق هو وعظ للتذكرة لمن شاء أن يتذكر ويتعظ  ،  وبمجرد مشيئته تأتى مشيئة الله جل وعلا مؤكدة .

هذا في السياق المحلى للأيات ما قبلها وما بعده . أما السياق الموضوعى في القرآن الكريم كله فقد عرضنا في المقال بالترتيب .

3 ـ نؤكد مجددا أن تدبر القرآن يكون من خلاله هو وليس من قواعد النحو ، ومن خلال سياقاته بعد تحديد مفهوم الكلمة القرآنية من داخل القرآن ومعرفة  المتشابه والمحكم  من الآيات ، ونتذكر قوله جل وعلا :  ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7 ) آل عمران ) .  

ثانيا :

نأتى ثانيا لاختلاف النسق القرآنى عن قواعد النحو ، وقد اشرنا لذلك كثيرا في أزمنة الأفعال ( ماضى مضارع مستقبل ) وفى كلمة ( كان ) . نتوقف هنا مع ما يسميه النحويون بالضمائر . نعطى بعض أمثلة :

1 ـ كلمة ( هو ) تفيد الغائب في الكلام عن البشر . ولكن رب العزة ليس غائبا ، وهو قيوم السماوات والأرض ، لذا تأتى ( هو ) عن رب العزة بمعنى الذى لا يغيب عنه شيء . نتدبر  معنى ( هو ) عن رب العزة في قوله جل وعلا :

1 / 1 : ( أَلَمْ تَرَ  أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة )

1 / 2 : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد )

2 ـ ضمير الملكية : تقول ( كتابى ، قلمى) أي أنت تملك هذا الكتاب وذاك القلم . وتقول ( بيتنا ، أرضنا ) أي تملكون البيت والأرض . لكن عندما تقول ( ربى / ربنا ) فأنت المملوك للخالق جل وعلا .

3 ـ يقولون إن فعل الأمر يفيد الأمر . هذا في التعامل بين البشر . لكن في التعامل مع الخالق جل وعلا يكون العكس وهو الدعاء بتضرع . لا يأتي ما يعرف بفعل الأمر في خطاب البشر لرب العزة إلا بالدعاء وفقط .! حتى لو كان البشر عُصاة . إذ لا فارق هنا بين المؤمن والعاصى . كلهم يقول داعيا : ربنا : (  فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴿ ٢٠٠﴾ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿البقرة: ٢٠١﴾.

4 ـ بهذا نفهم الدعاء في قوله جل وعلا : ( قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) الأنبياء ) . تدبر معنى ( وَرَبُّنَا ) (الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)

ثالثا :

الله جل وعلا هو خالق وفاطر ومالك السماوات والأرض وما بينهما وما ومن فيهما . وكتابه العزيز هو الذى نحتكم اليه ، وليس أن نحتكم بشأنه الى النحويين أو هجص المفسراتية وحفص وحفصة .  

 

قال الأستاذ : زكريا المغربى :

( وأنا أٌقرأ هذا الموضوع جاءتني هذه فكرة . مشيئة الله سبحانه و تعالى هي ارادته ، و ارادته هي العدل و القسط ، و الله يحكم بالحق و هو خير الحاكمين  .  قوله تعالى  ( عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ) هذه الاية الكريمة تخبرنا ان الحكم لله ، و لاشفيع و لا شفاعة لأحد يوم القيامة . فقط الله سبحانه و تعالى ، هو الذي بمشيئته العادلة ، يحكم بالعذاب على من يستحقه .....اذن هذه الاية الكريمة تذكرنا بأن الحكم لله و لايشرك في حكمه أحدا.)

أقول :

كتبنا مقالات عن إرادة الله جل وعلا ، ونتفق مع ما قاله الأستاذ زكريا المغربى .

 

قال الأستاذ بن ليفانت

( عندي مداخلة متواضعة حول عبارة "قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ" وبصورة عامة حول مشيئة الله. لكن قبل ذلك كل عام وانتم بخير. لقد مضى وقت ليس بالقصير دون ازعاجكم بتعليقاتي، لكني اتابع ماتكتبون عن المماليك ودولتهم. مايلفت النظر أنه رغم الظلم والطاعون والفساد فقد استطاع المماليك الدفاع عن الدولة ضد الغزاة و حتى قلب المعادلة بالهجوم عليهم في عقر دارهم، فأي حضيض وصلت إليه الدول العربية الآن؟ لقد أشرتم في مقالاتكم إلى ذلك أكثر من مرة، ويبقى سؤال مفتوح: لماذا؟

هناك خبر على الماشي: لقد كنت في النصف الاول من آذار في زيارة لمصر (لاول مرة) وكانت رحلة نيلية على سفينة من الاقصر حتى اسوان والسد العالي. لفت نظري بعض الاشياء منها: أولاً لطافة الناس وبساطتهم ولقد كانت محاولاتهم لاقناع السياح بشراء مصنوعاتهم متواضعة ويمكن تحملها. ثانيا، ضخامة البناء الفرعوني بما فيه من معابد وتماثيل ومسلات، وما يثير الدهشة الاتقان العجيب في الأداء وكيفية التعامل مع هذه الكتل الضخمة من الصخور رغم تواضع الامكانيات المتاحة في تلك العصور، كما وتظهر جلياً المهارات والمعرفة التقنية التي كان يمتكلها البنائون والفنانون، وكمثل بسيط، فلا يمكن لعاقل أن ينكر معرفة المصريين القدماء للزاوية القائمة وما يدور حولها من قوانين الرياضيات رغم بنائهم للمسلات. كنت ولا أزال أتصور أنه لو استعمل المصريون هذا الكم الهائل من المعرفة في مجالات اخرى مفيدة للبشر لكان باستطاعة المصريين خلال آلاف السنين الوصول إلى المريخ قبل وصول الغرب  إلى القمر. 
والآن إلى موضوعي الاصلي: مشيئة الله: حسب قناعتي، فلا شيء في هذا الكون يحصل دون أن يسمح الله له بذلك، وبذلك فالله له أن يسمح أو يمنع متى وكيف يشاء. ولو أمعنا النظر في مصطلح سمح أو منع وأخذنا بالاعتبار مايريد الانسان فعله، فسنلاحظ الآتي: في حالة المنع يوجد احتمال واحد وهو أنه ليس بوسع الانسان عمل مايريده. أما في حالة السماح (إن شاء الله)، فللانسان الخيار في احتمالين: أن يفعل أو لا يفعل مايريد، أي له الخيار في ذلك، وفي كلا الحالتين فهو يعمل بمشيئة الله. مثال آخر للتوضيح: الموظف أ يعمل في شركة، وهو لا يستطيع دخول ابنية الشركة إلا بموافقتها (بمشيئتها)، لكنه يستطيع أن يتغيب في يوم كذا أو يأتي متأخراً، فله مطلق الحرية على ذلك، وسيحاسب طبعاً يوما ما على ذلك، لكن الشركة لا تأتي يومياً إلى بيته وتأخذه عنوة إلى الشركة. لهذا فانني أفهم من عبارة "عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ" أن الله له الخيار بالعفو عن فلان أو ايصاله للعذاب الذي يستحقه (يوجد خياران)، والله لا يظلم أحداً.)

وأقول :

1 ـ أزعجتنا أخى الحبيب بغيابك عنا . هذا حقيقى . تعليقاتك مفيدة لنا ، سواء إتفقت أو إختلفت معنا . وكما تعلم فما نكتبه هو إجتهاد بشرى غير معصوم من الخطأ ، ويحتاج للتصويب .

2 ـ عن الفارق بين عسكر المماليك وعسكر مصر الفاشل الآن هو نفس الفارق بين المصريين القدماء الفراعنة أصحاب المجد الحربى والحضارة الباهرة والمصريين اليوم في حاضرهم البائس . كانت هناك طبقة عسكرية فرعونية حاكمة تسترق عموم المصريين ، وتسخرهم في البناء والزراعة والتعمير، وتحتكر هي الثروة والعلم والسلطة والجيش، هي التي كانت تغزو وتحتل . إنتهى هذا كله بإنهزام الفراعنة فلم يبق سوى الشعب الجاهل المغلوب على امره الذى لا يعرف سوى الخنوع والخضوع . تاريخ مصر ينقسم الى عصرين فقط : عصر أن كانت قوية تحتل بلاد الآخرين ، ثم عصر أن أصبحت محتلة يحتلها الآخرون . في عصر خضوعها للغزاة كان المجد للغزاة سواء في توسعاتهم كما حدث في الدول الطولونية والاخشيدية والفاطمية والأيوبية والمملوكية ، أو فيما أقاموه من أبنية لا تزال موجودة ، ولكن لا مقارنة بينها وبين الآثار الفرعونية . وصلت مصر الى الحضيض حين أصبحت ولاية عثمانية . العثمانيون شعب حربى متخلف حضاريا وسلوكيا فأرهق ( مع المماليك الحاكمين الفعليين لمصر العثمانية ) الشعب المصرى . كان المصريون خاضعين لحكم أوباش من العسكر لا يختلفون عن قُطّاع الطرق . تنفست مصر بعض الشىء تحت حكم محمد على بتوسعاته الحربية وبالتقدم المرحلى الذى أحدثه الخديوى إسماعيل ، ولكن ضعُف خلفاء الخديوى إسماعيل ، وإحتلت انجلترة مصر ، ثم كانت القاصمة الكبرى وهو حكم العسكر المصرى الفاشل من عام 1952 . ضباط شباب لا حظ لهم من الثقافة ، أرسوا إستبدادا لا يزال حتى اليوم . المستضعفون المصريون لم يتغير حالهم ، من عهد الفراعنة الى أولئك الذين شاهدتهم في رحلتك السياحية . الذى أبقى المصريين على رمق هو هجرتهم الى بلاد النفط  والغرب . ولا يزال عسكر مصر الخائب الفاشل يأكل الأخضر واليابس الى أن اصبح يبيع أرض مصر وحقوقها ويعذب أحرار المصريين .

3 ـ النفس الإنسانية هي السائق للجسد ، ولكنها لا تملك الجسد . الله جل وعلا خلق النفس حُرّة المشيئة ولكن جعل جسدها تحت سيطرته ، فالأجهزة في الجسد ( القلب ، المعدة ، الكبد ، وحتى الخلية ) يتحكم فيها الرحمن جل وعلا وليس النفس. الله جل وعلا يحاسب النفس على مشيئتها ، وهو الأعلم بما تخفيه .  وهو جل وعلا يعفو عنها عند عدم التعمد ، وعند الإضطرار والنسيان والخطأ غير المقصود .

 

قال الأستاذ سعيد على :

( هكذا هم أهل القران أفكارهم حاضرة و يربطون المواضيع المختلفة بأفكارهم المختلفة تأكيدا لأصل الأفكار .. شكرا أستاذ زكريا و كل عام و أنتم بخير.وحشتنا أستاذ بن ليفانت فأنت تثري مقالات الدكتور أحمد .. أنت أسميت أفكارك و مداخلاتك بـ ( المزعجة ! ) و ما أجمل إزعاج قامة كحضرتكم . يا سيدي إزعج زي ما تحب .. و كل عام و أنتم بخير و ألمانيا بخير .. لا أعلم إن كنت سأذهب إليها أم لا هذا الصيف كما جرت العادة لـ 9 سنوات مضت.)

وأقول :

شكرا لابنى الحبيب أستاذ ( سعيد على ) على هذه المداخلة .

 

قال الأستاذ عمر على محمد :

( كنت من المستمعين للشيخ عبدالباسط  والمعروف بتنويعة في القراءات المزعومه .. في احد المرات استمعت له يقرأ  سورة يوسف في قوله "وقالت هيت لك" . ومره يقول "وقالت هيات لك" واخرى "وقالت هيأت لك" ومره "وقالت هيتا لك" على اساس انها جاءة بعدة قراءات .. ويتكرر هذا معه في كثير من حفلاته المجوده  ..مثلا ليغرق اهلها .. لتغرق اهلها ... فتبينوا .. فتثبتوا .... زكية ... زاكية...هذا ينافي قوله تعالى "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ.
كما ذكر الدكتور احمد في قوله قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ..  لو كانت اساء لشملت الجميع ولكن الله ترك باب الرحمه والمغفرة فتكون اشاء لان هناك من سيتوب ويستغفر.
قال رب احكم بالحق . واضحة دعاء النبي لربه ان يحكم بينه وبين قومه  وليست فعل امر  مثلها مثل قوله تعالى "رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ،" ..عيسى  عليه السلام  : ربنا انزل علينا مائدة من السماء ، موسى عليه السلام : ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم ، ابراهيم عليه السلام :فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم ، انزل , اطمس , اجعل , ارزقهم ... هل تعتبر هذة افعال امر ام دعاء ؟)

وأقول :

اشكر هذا الاجتهاد للأستاذ عمر على محمد ، خصوصا أنه أشار لما لم أكتب عنه وهو إرتباط القراءات المزعومة بالتغنى بالقرآن الكريم ، وهو موضوع طويل ، وقد كان هذا سائدا في العصر المملوكى .


د مصطفى حماد

أقول للأخ العزيز بن ليفانت(وحشتنا آراؤك النيرة،فلا تحرمنا منها) فيما يتعلق بالحضارة الفرعونية هل تعلم أن جهات الهرم الأكبر لاتفترق عن الجهات الأصلية إلا بأربع شرطات بينم يفترق مرصد باريس ب18 شرطة؟ هذا حدا بهم أن يعتقدوا أن الجهات الأربع كانت فيما سبق تتفق مع جهات الهرم الأكبر، وهل تعلم أن الشمس لاتشرق على وجه تمثال رمسيس إلا مرتين فى السنة يوافقان يومى ميلاده وتتويجه؟  ومثل هذا كثير ولكن المفاجأة هى أن التراث اليونانى كله من فلسفة ومنطق وهندسة وطب مسروق كله حرفيا من التراث الفرعونى ، نقله الإغريق ونسبوه لأنفسهم ،وهذه المعلومة مسجلة فى كتاب على الشبكة بعنوان( التراث المسروق) للباحث الأمريكى جورج.إى.إم.إس. كما لاتنس أن الحضارة الرومانية ثم الأوروبية وليدة الحضارة اليونانية أى أن الفراعنة هم أصل الحضارة .
بخصوص رأيك فى تفسير (عذابى أصيب به من أشاء)بأنه تعالى يعذب من يشاء من العصاة الذين يستحقون العذاب ويعفو عمن يشاء منهم فهو لم يحل الإشكال لأن جانب المساواة فى الحساب هنا قد انتفى .
أقول للعزيز عمر ليس كل ماجاء بصيغة الأمر أمرا ،ترى لو قلتُ لك (أعطنى مما أعطاك الله )هل تعتبر هذا الأسلوب أمرا أم رجاء واستجداء؟ الآيات الكريمة التى اخترتَها كلها دعاء ورجاء، بينما ما ذكرتُه يشمل الأمر بأن يحكم و بالعدل!!!بأن يعدل!!!.زعموا أن أعرابيا أمر الرسول بأن يعدل فرد عليه (ويحك فمن يعدل إن لم أعدل) كما زعموا أن عمر بن الخطاب استأذن الرسول فى قتله ،فإذا كان هذا رد الفعل من عبد لعبد فما بالك بالخالق جل وعلا. هدانا الله وإياكم.).

 

وقال الأستاذ أبا مهند جابر

( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(78). نلاحظ في الآيه الكريمه ان هناك مجموعه من الناس يلوون السنتهم بالكتاب, ولي السان هو نطق الكلام بطريقه غير آخرى غير الطريقه المعتاده. وهم يلوون السنتهم بالكتاب وليس بغير الكتاب. والنتيجه اننا نظن ان هذا الكتاب من عند الله تعالى وفي الحقيقه انه ليس من عند الله. لذلك القرءات الاخرى محاوله لتحريف القرءان . )

وأقول :

هذا إجتهاد رائع يا أبا مهند ، ولم يخطر على بالى ..

في النهاية

الشكر الجزيل لكم أحبتى ، وكل عام وأنتم بخير في شهر الصيام ، شهر القرآن .

اجمالي القراءات 5328