أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (3 )

آحمد صبحي منصور في السبت ١٨ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (3 )

تكملة سادسا : شهر جمادى الآخرة  

8 : ( وفي يوم الجمعة خامس عشره‏:‏ جمع السيد الشريف شهاب الدين أحمد بن عدنان كاتب السر ، بأمر السلطان أربعين شريفاً اسم كل شريف منهم محمد، وفرّق فيهم من ماله هو خمسة آلاف درهم ، وأجلسهم بالجامع الأزهر ، فقرءوا ما تيسر من القرآن الكريم بعد صلاة الجمعة ، ثم قاموا - هم والناس - على أرجلهم فدعوا الله تعالى، وقد غصّ الناس بالجامع الأزهر، فلم يزالوا يدعون الله حتى دخل وقت العصر ، فصعد الأربعون شريفاً إلى أعلى الجامع ، وأذّنوا جميعاً ، ثم نزلوا فصلوا مع الناس صلاة العصر وانفضوا . وكان هذا مما أشار به بعض العجم ، وأنه عمل هذا ببلاد المشرق في وباء حدث عندهم فارتفع عقيب ذلك . فلما أصبح الناس يوم السبت أخذ الوباء يتناقص في كل يوم حتى انقطع. )

8 / 1 : هذا هجص وضيع ومضحك ، تجميع أربعين شريفا كل منهم إسمه ( محمد )  للتوسل بالاههم محمد لرفع الطاعون مقابل 5 ألاف درهم من مال برسباى المشهور بالبخل .! . الذى تولى تجميعهم هو كاتب السّر ( الشريف إبن عدنان ) ، ولو أراد هذا الشريف إبن عدنان تجميع آلاف من ( الأشراف ) كل منهم إسمه ( محمد ) فما وجد عُسرا ، إذ تكاثر الزعم بالانتساب للنبى عند طوائف المحمديين خصوصا بين الصوفية ، فكل من يزعم الولاية يصنع لنفسه إنتسابا للنبى محمد زورا وبهتانا ، وكانت طبقة الأشراف ذات مكانة عالية في أديان التصوف والتشيع والسّنة، بالتالى كانوا ينتمون الى أكابر المجرمين من رجال الدين . وبعضهم إصطنع الإنتساب للنبى محمد وزعم المهدية  ليصل للحكم ويصير من أكابر المجرمين المستبدين  .

8 / 2 :  وهنا ظهر تقليد جديد لمواجهة الطاعون واكب وصوله الى ذروته وبدء تناقصه .

 8 / 3 : فى وباء كورونا الحالي يظهر بين الشيعة والسنة أنواع أخرى من الهجص الدينى في مقاومة كورونا تثير القرف ، وتؤكد أن هذه الحيوانات الضالة أشد ضررا من كورونا. ، 

9 ـ (  وفشا ببلاد الصعيد وببوادي العرب وبمدينة حماة ومدينة حمص‏.) .تناقص الطاعون  في القاهرة بينما إشتد في الصعيد والشام . وليست لدى المقريزى تقديرات بالضحايا .

10 ـ ( ووجد في بعض بساتين القاهرة سبعة دياب قد ماتوا بالطاعون‏.)  ( ومات عند رجل أربع دجاجات وجد في كل واحدة منهن كبة في ناحية من بدنها‏.)  ( وكان عند رجل نسناسة فأصابها الطاعون برأسها وأقامت ثلاثة أيام، إذا وضع لها الأكل لا تتناول الغداء، وتشرب مرة واحدة في اليوم، ثم هلكت بعد ثلاث‏.).في القاهرة : موت ذئاب ودجاج وقرود بالطاعون .

سابعا :  شهر رجب أوله الأحد‏:‏

1 ـ (  أهل هذا الشهر والوباء قد تناقص بالقاهرة ، إلا أنه منذ نقلت الشمس إلى برج الحمل في ثامن عشر جمادى الآخرة ودخل فصل الربيع فشا الموت في أعيان الناس وكبرائهم ومن له شهرة بعد ما كان في الأطفال والخدم، وقد بلغت أثمان الأدوية وما تحتاح إليه المرضى أضعاف ثمنها‏. وذلك أن الأمراض طالت مدتها بعد ما كان الموت وحيا فلا تخلو دار من ميت أو مريض‏. وشنع في هذا الوباء ما لم يعهد مثله إلا في النادر، وهو خلو دور كثيرة جداً من جميع من كان بها ، حتى أن الأموال المخلفة عن عدة من الأموات أخذها من لا يستحقها‏.)

جاءت موجة تالية من الطاعون . الأولى كان ضحاياها في الأطفال والخدم والرقيق ، وكان موتا سريعا يستغرق ساعات . الموجة التالية كانت مرضا طويلا أصاب الكبار والأعيان المشهورين ، ربما لأنه كانت لديهم مناعة تقاوم الطاعون فتطيل المرض ومعاناته . وطول مدة المرض جعلت الطلب كبيرا على الأدوية فارتفعت أثمانها . وبلغ البلاء أن كل دار ــ تقريبا ــ كانت لا تخلو من مريض ، وكان قد مات فيها من قبل ضحايا من الموجة الأولى . وبالتالي  خلت دور كثيرة من أصحابها بعد موت أصحابها ، واستولى آخرون على هذه البيوت .

2 ـ ( وشنع أيضاً الموت والأمراض في المماليك السلطانية بحيث ورد كتاب من طرابلس فلم يجد الشريف عماد الدين أبو بكر بن علي بن إبراهيم ابن عدنان من يتناوله حتى يفتحه السلطان‏. وكان السيد أبو بكر إذ ذاك يباشر بعد موت أخيه السيد شهاب الدين، وقد عين كتابة السر فأخبرني - رحمه الله - أنه خرج من بين يدي السلطان حتى وجد واحداً من المماليك خارج القصر فدخل به حتى أخذ الكتاب من القادم به وفتحه ثم قرأه هو على السلطان‏.).

2 / 1 : المقريزى كان يعرف كاتب السّر ( سكرتير السلطان ) إبن عدنان . وقد أخبره كاتب السر أن معظم المماليك السلطانية قد أبادهم الطاعون الى درجة أنه بصعوبة وجد واحدا منهم ليستلم رسالة من نائب طرابلس . قلنا ان الطاعون أحسن صنعا إذ إلتهم جلبان برسباى المجرمين ، فإحتاج الى ( جلب ) مماليك آخرين قضى عليهم أيضا طاعون عام 841 .

2 / 2 : ندعو الله جل وعلا أن تطهر كورونا الكرة الأرضية من أكابر المجرمين في عصرنا من الحكام ورجال الدين .!

3 ـ الطاعون لم يعطل التعيينات والترقيات والعزل لأنه مورد رزق ( سُحت ) للسلطان بها يأخذ رشوة ، ومن يتولى يسلب أضعافها من المستضعفين . يقول المقريزى :

3 / 1 : ( وفي يوم الاثنين تاسعه‏:‏ خلع على الطواشي زين الدين خشقدم واستقر مقدم المماليك بعد موت الأمير فخر الدين ياقوت‏. وخشقدم هذا رومي الجنس رباه الأمير يشبك وأعتقه واشتهر ).

3 / 2 :( وفي سادس عشره‏:‏ قدم الأمير تغري بردي المحمودي من سجنه بدمياط فرسم أن يتوجه من قليوب إلى دمشق ليكون أتابك العساكر بها فتوجه إليها‏.)

3 / 3 :( وفي ثالث عشرينه‏:‏ خلع على بدر الدين حسن بن القدسي واستقر في مشيخة الشيخونية بعد موت صدر الدين أحمد بن محمود العجمي‏.)

4 ـ ( وفي هذه الأيام‏:‏ انحل سعر الغلال وقد دخلت سعر الغلة الجديدة فأبيع الشعير بتسعين درهماً الأردب والقمح بمائتين وما دونها ) 

5 ـ ( وكثر الإرجاف بحركة قرا يلك على البلاد الفراتية وأن شاه رخ بن تيمور شتا على قرا باغ ، فأخذ السلطان في تجهيز العسكر للسفر‏.). تأهب برسباى لتجهيز حملة حربية لتأمين تخوم ( إمبراطوريته ) المجاورة للعراق وآسيا الصغرى ..

ثامنا : شهر شعبان أوله الأربعاء‏:‏

1 ـ ( في ثالثه‏:‏ منع نواب القضاة من الحكم ، ورسم أن يقتصر الشافعي على أربعة نواب والحنفي على ثلاثة والمالكي والحنبلي كل منهما على نائبين. فما أحسن هذا إن تم‏.).

1 / 1 :هذه لمحة عن فساد القضاء ، وتدخل السلطة المملوكية ( الفاسدة ) لاصلاح هذا القضاء بين الناس ، مما يدلّ على أن أكابر المجرمين من القضاة كانوا الأكثر فسادا من برسباى . لا ننسى أن كبيرهم قاضى القضاة الشافعى شيخ الإسلام ابن حجر العسقلانى أمير المؤمنين في الحديث . كانوا في نهم لأخذ الرشاوى لتعويض ما يدفعونه في شراء المنصب . أحس السلطان إنهم يسلبون كثيرا وبما يفوق ما دفعوه من رشوة فاتخذ هذه الخطوة الإصلاحية بتخفيض أعداد ( نواب القضاة ). إنقسم القضاة الى الدرجة العليا وهم قضاة القضاة ( الأربعة ) وعلى رأسهم القاضي الشافعى . وكل منهم يستنيب ( أي يعين ) له نوابا في البلاد ، يأخذون الرشوة على الأحكام .إذ كانوا يدفعون الرشوة كالمعتاد لكى يتولوا المنصب ، فأكثروا من تعيين قضاة ينوبون عنهم .

1 / 2 : المقريزى يعلق يائسا : ( فما أحسن هذا إن تم‏. ). يعنى لم يتم هذا الإصلاح ، لأن الفساد أصله في الرأس ، وهم أكابر المجرمين من مماليك ورجال الدين .

2 ـ ( وفي يوم الاثنين ثامنه‏:‏ أدير محمل الحاج على العادة و لم نعهده أدير قط في شعبان ، وإنما يدار دائماً في نحو نصف من شهر رجب ، غير أن الضرورة بموت المماليك الرماحة اقتضت تأخير ذلك ، حتى أن معلمي اللعب بالرماح أخذوا في تعليم من بقي من المماليك ما عرفوا منه كيف يمسك الرمح ، فكان الجمع فيه دون العادة‏.). أهلك الطاعون المماليك الرمّاحة الذين يلعبون بالرماح في إحتفال خروج المحمل بالحجاج ، وكان مناسبة هامة .

3 ـ نعيد القول : الطاعون لم يعطل التعيينات والترقيات والعزل لأنه مورد رزق ( سُحت ) للسلطان ، يأخذ رشوة ، ومن يتولى يسلب أضعافها من المستضعفين . يقول المقريزى :

3 / 1 :( وفي ثالث عشرينه‏:‏ خلع على جمال الدين يوسف بن أحمد التزمنتي - المعروف بابن المجير - أحد فضلاء الشافعية واستقر في مشيخة الخانكاه الصلاحية سعيد السعداء‏. وكان قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن المحمرة قد استنابه فيها‏.)‏

3 / 2 :( واستقر أيضاً بدر الدين محمد بن عبد العزيز - المعروف بابن الأمانة - أحد خلفاء الحكم الشافعي في تدريس الشافعية بالشيخونية ، وكان ابن المحمرة قد استنابه عنه ، فاستقل كل منهما بالوظيفة عوضاً عن مستنيبه، بحكم إقامته على قضاء دمشق‏.)‏

3 / 3 : ( وخلع أيضاً على أمين الدين يحيى بن محمد الأقصراي واستقر في مشيخة الأشرفية المستجدة وتدريس الحنفية بها عوضاً عن كمال الدين محمد بن الهمام لرغبته عنها تعففاً وزهادة‏. )

 4 ـ ( وفيه كثر الإستعداد لسفر السلطان‏.)

‏تاسعا : شهر رمضان أوله الأربعاء‏:‏

1 ـ (  في تاسعه‏:‏ قرر السلطان في جامعه المستجد بجوار قيسارية العنبر من القاهرة دروساً ثلاثة، فجعل مدرس الشافعية شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن يعقوب القاياتي‏. وقرر عنده عشرين طالباً ، وجعل مدرس المالكية عبادة بن علي بن صالح الزرزاري مولده سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وعنده عشرة من الطلبة ، وجعل مدرس الحنابلة زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المعروف بابن الزركشي ومعه عشرة من الطلبة‏. ومولد عبد الرحمن الزركشي في تاسع عشر شهر رجب سنة ثمان وخمسين وسبعمائة‏. وسمع علي بن إبراهيم البناني صحيح مسلم)

1 / 1 :لتحصين أمواله السُّحت من المصادرة إذا حدث له طارئ، كان الأمير المملوكى أو السلطان المملوكى يبنى مدرسة او جامعا او خانقاة ، يوقف عليها اراضى زراعية ، ويعين فيها مدرسين وطلبة في العلوم الدينية في دينه الأرضى ، ويجعل نفسه قائما على الوقف ، ينفق الأقل على المدرسة ويستأثر بالباقى . لم يكن وقتها تهريب الأموال فى بنوك خارجية. إضطر كبار المجرمين الى إستثمار أموالهم في الداخل ، وتشغيل حلفائهم أكابر المجرمين من رجال الدين في تلك المؤسسات الدينية التعليمية .

1 / 2 : عمائرهم الدينية لا تزال باقية في مصر والشام ، وكلها من مال حرام.  

2 ـ (  وفي يوم السبت ثامن عشره‏:‏ قدم كاتب السر بحلب شهاب الدين أحمد بن صالح ابن السفاح باستدعاء ليستقر في كتابة السر بديار مصر ويستقر عوضه في كتابة السر بحلب ابنه زين الدين عمر على أن يحمل عشرة آلاف دينار‏. وكانت كتابة السر قد شغرت بعد موت السيد الشريف شهاب الدين فباشر أخوه عماد الدين أبو بكر أياماً قلائل،  ومات فباشر شرف الدين أبو بكر الأشقر نيابة حتى يلي أحد.  وسعى فيها جماعة، فاختار السلطان ابن السفاح وبعث في طلبه وخلع عليه في عشرينه‏.). المُلفت فيما قاله المقريزى ــ وهو يكتب على سجيته ـ أن السلطان إستدعى من يتولى منصب كاتب السر على أن يأتي وهو يحمل معه الرشوة عشرة ألاف دينار. وقد تنافس آخرون على شراء هذا المنصب فاختار السلطان هذا الشخص وألزمه بدفع الرشوة . وما كان له إلا أن يطيع ، ليس فقط خوفا من السلطان ولكن سيكون في القاهرة بجانب السلطان أكثر نفوذا وأكثر قدرة على السلب والنهب .‏

3 ـ ( وفي ثالث عشرينه‏:‏ قدم رجل أدعى أنه شريف - اسمه هاشم - بكتاب شاه رخ ابن تيمور ومعه هدية هي عدة قطع فيروزج و لم يختم الكتاب ولا كتب فيه بسملة بل ابتدأه بقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ‏"‏ إلى آخر السورة وخاطب السلطان فيه بالأمير برسباي )  حتى الرسول القادم من عند شاه رخ بن تيمور لنك كان من الأشراف . وكانت العلاقة سيئة بين شاه رخ وبرسباى .

عاشرا :  شهر شوال أوله الخميس‏:

1 ـ ( أهل هذا الشهر وعامة المبيعات من الغلال واللحوم والفواكه رخيصة جدا‏.‏)  ـ

2 ـ ( وفي يوم الثلاثاء عشرينه‏:‏ برز محمل الحاج وكسوة الكعبة إلى الريدانية خارج القاهرة فرحل الركب الأول في ثاني عشرينه ورحل المحمل من بركة الحاج في ثالث عشرينه)

3 ـ  ( وفي يوم الخميس ثاني عشرينه‏:‏ نودي على النيل بزيادة إصبع واحد لتتمة خمسة وعشرين إصبعاً من الذراع التاسعة ولم يناد عليه من الغد فتوقفت الزيادة ثم نودي عليه من يوم الأحد‏.‏

4 ـ ( وفي يوم السبت رابع عشرينه‏:‏ قدم المماليك السلطانية من التجريدة إلى الرها وخلع علي سليمان بن عذراء بن علي بن نعير بن حيار بن مهنا واستقر أمير الملأ عوضاً عن مدلج بن نعير وعمره نحو خمس عشرة سنة‏.).

حادى عشر : شهر ذي القعدة أوله السبت‏:‏  ‏

1 ـ ( وفي ثالثه‏:‏ خلع على الوزير الصاحب كريم الدين ابن كاتب المناخ واستقر أستاداراً عوضاً عن الأمير علاء الدين أقبغا الجمالي مضافاً إلى الوزارة‏.)  ( وفي رابع عشرينه‏:‏ خلع على أقبغا الجمالي، وُأخرج لكشف الجسور‏. ) ( وفي سادس عشرينه‏:‏ نودي على النيل بزيادة ثلاثة أصابع لتتمة سبعة عشر ذراعاً وتسعة أصابع‏. ) ( وفيه نقص النيل لتقطع الجسور من فساد عمالها فتوقفت الزيادة‏.) ( وفي عشرينه - الموافق لثاني عشر توت -‏:‏ نودي على النيل بزيادة إصبع واحد لتتمة تسعة عشر ذراعاً وعشر أصابع ولم يناد عليه من الغد ونقص عشر أصابع لتقطع الجسور‏.) .  كان لا بد من مراعاة الكبارى والجسور على النيل ، وكانت تحدث المجاعة إذا فاض النيل زائدا عن الحد أو إذا تناقص . وبعد المجاعة يحدث وباء بسبب تعفن الجثث في الشوارع .! ‏

2ـ  ( وفي ليلة السبت خامس عشره‏:‏ ظهر للحجاج - وهم سائرون من جهة البحر الملح - كوكب يرتفع ويعظم ثم يفرع منه شرر كبار ثم اجتمع‏. فلما أصبحوا اشتد عليهم الحر فهلك من المشاة ثم من الركبان عالم كثير وتلف من جمالهم وحميرهم عدد عظيم وهلك أيضاً في بعض أودية ينبع جميع ما كان فيه من الإبل والغنم كل ذلك من شدة الحر والعطش‏.)

ثانى عشر : شهر ذي الحجة أوله الاثنين‏:‏  ‏

 1 ـ ( وفي عاشره‏:‏ توجه عظيم الدولة القاضي زين الدين عبد الباسط ناظر الجيوش ومدبر الدولة في جماعته لزيارة القدس‏. ) . لم يرد في الحوليات ذكر فلسطين أو سوريا أو لبنان أو الأردن ...!

2 ـ ( وفي سابع عشرينه‏:‏ قدم مبشرو الحاج وأخبروا بهلاك من هلك من العطش‏.‏)

3 ـ ( وفي تاسع عشرينه‏:‏ قدم القاضي‏ زين الدين عبد الباسط من القدس‏.)

4 ـ ( وفي هذا الشهر‏:‏ توجه الأمير قصروه نائب حلب والأمراء المجردون من مصر بمن معهم لمحاربة قرقماس بن حسين بن نعير فلقوا جماعه تجاه قلعة جعبر وقد أخلى الجليل فأخذ العسكر في نهب البيوت فخر عليهم العرب فقتلوا كثيراً منهم وفيهم أتابك حلب وسلبوهم فعادوا إلى حلب بأسوأ حال‏.)

5 ـ ويوجز المقريزى أحوال هذه السنة 833 فيقول : ( فكانت هذه السنة ذات مكاره عديدة من أوبئة شنعة وحروب وفتن ، فكان بأرض مصر - بحريها وقبليها - وبالقاهرة ومصر وظواهرهما وباء، مات فيه - على أقل ما قيل - مائة ألف إنسان والمجازف يقول المائة ألف من القاهرة فقط ، سوى من مات بالوجه القبلي والوجه البحري وهم مثل ذلك . وغرق ببحر القلزم في شهر ذي القعدة مركب فيه حجاج وتجار يزيد عددهم على ثمانمائة إنسان لم ينج منهم سوى ثلاث رجال وهلك باقيهم ، وهلك في ذي القعدة أيضاً بطريق مكة - فيما بين الأزلم وينبع - بالحر والعطش ثلاثة آلاف ، ويقول المكثر خمسة آلاف وغرق بالنيل في مدة يسيرة اثنتا عشرة سفينة تلف من البضائع والغلال ما قيمته مال عظيم‏. وكان بغزة والرملة والقدس وصفد ودمشق وحمص وحماة وحلب وأعمالها وباء ، هلك فيه خلائق لا يحصى عددها إلا الله تعالى ). هذا ما يقوله المقريزى شاهدا على عام 833 .

6 ـ ويقول رب العزة جل وعلا  عن منافقى المدينة : ( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾ التوبة ) . أكابر المجرمين من الخلفاء الفاسقين والسلاطين أشد كفرا من منافقى المدينة قبلهم.!

اجمالي القراءات 3814