أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (2 )

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (2 )

تكملة ( خامسا ) فى شهر جمادى الأولى  

6 ـ ( وفي سادس عشرينه‏:‏ حضر تجار الإسكندرية وقد طُلبوا منها، فأوقفوا بين يدي السلطان ، وألزموا جميعهم أن لا يبيع أحد منهم شيئاً من أصناف البضائع التي تُجلب من الهند كالفلفل ونحوه لأحد من التجار الفرنج وهُدّدوا على ذلك‏. وسبب هذا أن السلطان أقام طائفة تشتري له البضائع وتبيعها، فإذا أخذت بجدة المكوس من التجار التي ترد من الهند حملت فلفلاً وغيره في بحر القلزم من جدة إلى الطور ثم حملت من الطور إلى مصر ، ثم نقلت في النيل إلى الإسكندرية . وألزم الفرنج بشراء الحمل من الفلفل بمائة وثلاثين ديناراً‏. هذا وسعره بالقاهرة خمسون ديناراً‏. فبلغ السلطان أن بعض التجار سأل الفرنج بالإسكندرية أن يبتاعوا منه الحمل بأربعة وستين ديناراً فأبوا أن يأخذوه إلا بتسعة وخمسين فأحب السلطان عند ذلك الزيادة في الفوائد وأن يأخذ ما عند التجار من الفلفل بسعر ما دفع لهم فيه الفرنج ليبيعه هو على الفرنج‏. مما تقدم ذكره فمنعهم من يبيعهم على الفرنج ليبور عندهم فيأخذه حينئذ منهم بما يريد‏.).

جشع السلطان برسباى لم يوقفه الطاعون . كان مشهورا باحتكار  التجارة الشرقية . كان يؤتى بها من الهند الى جدة ( في الحجاز التابع للدولة المملوكية ) ، ويتم نقلها من البحر الأحمر ( القلزم ) الى القاهرة ومنها بالنيل الى الإسكندرية ليشتريها التجار الإيطاليون . الفلفل الأسود أهم المستورد من الهند ، ويُباع في القاهرة بخمسين دينارا بينما ألزم برسباى التجار الايطاليين في الإسكندرية بشرائه ب 130 دينارا . وحاول بعض التجار في الإسكندرية أن يبيعوه الى الايطاليين ب 64 ، وأثناء التفاوض علم السلطان بالخبر فاستدعاهم لقلعة الجبل ( مقر الحكم ) وهددهم إذا باعوا شيئا من البضائع الهندية ( للفرنجة ). و قصد بذلك أن يتلف ما لديهم فيشتريه منهم بالسعر الذى يحدده .

7 ـ( وفيه أيضاً طلب الأمير أقبغا الأستادار الباعة بالقاهرة ومصر ليطرح عليهم السكر ، فأغلقوا الحوانيت، وفروا منه، فأعيا الناس شراء الأدوية للمرضى، ولم يكادوا أن يجدوا ما يعللوهم به‏.).

إحتكر برسباى أيضا السكر ، وألزم التجار في القاهرة ليشتروه منه بالسعر الذى يحدده ، فأغلقوا الحوانيت وهربوا . وباغلاق الحوانيت لم يجد الناس أدوية وقت الوباء . وهذه هي مساهمة برسباى في مواجهة الوباء .  

8 ـ  ( وفي هذا الشهر‏:‏ شنع الموتان الوحي السريع بالطاعون والنزلات التي تنحدر من الدماغ إلى الصدر فيموت الإنسان في أقل من ساعة بغير تقدم مرض‏. وكان أكثر في الأطفال والشباب ثم في العبيد والإماء وأقله في النساء والرجال‏. وتجاوز في مدينة مصر الفسطاط المائتين في كل يوم سوى من لم يرد الديوان‏. وتجاوز في القاهرة الثلاثمائة سوى من لم يرد الديوان‏. وضبط من صلى عليه في مصليات الجنائز فبلغت عدتهم تزيد على ما أوردوه في ديوان المواريث زيادة كثيرة‏. وبلغت عدة من مات بالنحريرية - خاصة - إلى هذا الوقت تسعة آلاف سوى من لم يعرف وهم كثر جداً‏. وبلغت عدة الأموات بالإسكندرية في كل يوم نحو المائة‏. وشمل الوباء عامة البحيرة الغربية والقليوبية‏.).

المقريزى يستعمل وصف ( الوحى ) للطاعون ، يعنى السريع ، أي سرعة الطاعون في الانتشار بحيث يقضى على المُصاب في أقل من ساعة . وكان أكثر الضحايا من الشباب والأطفال والرقيق والمماليك، الذين لا حصانة لديهم ، بينما كانت نسبته أقل من الكبار ، فقد نجوا من طاعون سابق واكتسبوا منه حصانة . ويورد المقريزى إحصاءات تقريبية عن الضحايا في القاهرة وضواحيها وبعض مدنها . وطبعا لا علم له بالضحايا في المدن الأخرى والقرى ، ويكتفى بالقول  (وشمل الوباء عامة البحيرة الغربية والقليوبية‏.) ، فماذا عن الصعيد وبقية أقاليم مصر ؟ .

9 ـ ( وفي العشر الأخر من هذا الشهر‏:‏ وجد بالنيل والبرك التي بين القاهرة ومصر كثير من السمك والتماسيح ، قد طفت على وجه الماء ميتة، واصطيدت بنية كبيرة ، فإذا هي كأنما صُبغت بدم من شدة حمرتها‏. ووجد في البرية ما بين السويس والقاهرة عدة كثيرة من الظباء والدياب موتى‏. وقدم الخبر بوقوع الوباء ببلاد الفرنج‏.). قبل السد العالى كانت التماسيح تمرح في النيل حتى مصبّه في رشيد ودمياط . ووصل اليها الطاعون ، كما أصاب أيضا الحيوانات البرية من الذئاب والظّباء . ووصل الطاعون الى أوربا .

10 ـ ( وفي يوم الخميس سلخه‏:‏ ضبطت عدة الأموات التي صلي عليها فبلغت ألفين ومائة ، ولم يوُّرد في أوراق الديوان سوى أربعمائة ونيف‏. وفيه مات ببولاق سبعون لم يوُّرد منهم سوى اثني عشر‏.... ‏. وشنع الموت بخانكاه سرياقوس حتى بلغت العدة في كل يوم نحو المائتين،  وكثر أيضاً بالمنوفية والقليوبية حتى كاد يموت في الكفر الواحد في كل يوم ستمائة إنسان‏.).

 يذكر المقريزى أعداد الضحايا المُتاحة له ، موضحا الفارق بين الأعداد الرسمية التي يتم توصيلها الى ديوان المواريث ، وهى أقل كثيرا من الأعداد الحقيقية حيث يتكتم الناس عن التبليغ عن موتاهم حتى لا يستولى على معظم تركاتهم ديوان المواريث والذى يتحكّم فيه أكابر المجرمين من العسكر ورجال الدين . وفى خانقاة ( سرياقوس ) التي أنشأها السلطان الناصر محمد بن قلاوون كان يموت فيها يوميا حوالى مائتين . والبلدة لا تزال حتى الآن معروفة باسم ( الخانكاة ) في محافظة القليوبية . وعن إنتشار الطاعون في القرى القريبة من القاهرة يقول ( ،  وكثر أيضاً بالمنوفية والقليوبية حتى كاد يموت في الكفر الواحد في كل يوم ستمائة إنسان‏.). ( الكفر ) بفتح الكاف يعنى القرية ، و لا يزال مستعملا حتى الآن .

11 : ويذكر المقريزى بين سطور الخبر السابق تفصيلات درامية ، يقول :

11 / 1 :( وشنع الموتان حتى أن ثمانية عشر من صيادي السمك كانوا في موضع فمات منهم في يوم واحد أربعة عشر ، ومضى الأربعة ليجهزوهم إلى القبور فمات منهم وهم مشاة ثلاثة فقام الواحد بشأن السبعة عشر حتى وصل بهم إلى المقبرة مات أيضاً‏.)

11 / 2 ( وركب أربعون رجلاً في مركب وساروا من مدينة مصر نحو بلاد الصعيد ، فماتوا بأجمعهم قبل وصولهم الميمون‏.)

11 / 3 :  ( ومرت امرأة من مصر تريد القاهرة وهي راكبة على حمار مكاري ، فماتت وهي راكبة ، وصارت ملقاة بالطريق يومها كله حتى بدأ تغير ريحها فدفنت ولم يعرف لها أهل‏. ) . أين ذهب المكارى يا شيخنا المقريزى ؟ ( المكارى ) هو الذى يحمل الناس على الحمار.

11 / 4 : ( وكان الإنسان إذا مات تغير ريحه سريعاً مع شدة برد الزمان .)، أي مع شدة البرد كانت الجثث تتجيّف سريعا .!

سادسا : شهر جمادى الآخرة أوله الجمعة‏:‏

1 ـ ( فيه تزايدت عدة الأموات عما كانت فأحصي في يوم الاثنين رابعه من أخرج من أبواب القاهرة فبلغت عدتهم ألفاً ومائتي ميت سوى من خرج عن القاهرة من أهل الحكورة والحسينية وبولاق والصليبة ومدينة مصر والقرافتين والصحراء وهم أكثر من ذلك‏. ولم يوُّرّد بديوان المواريث بالقاهرة سوى ثلاثمائة وتسعين،  وذلك أن أناساً عملوا توابيت للسبيل، فصار أكثر الناس يحملون موتاهم عليها ولا يورّدون الديوان أسماءهم‏.)

زيادة الضحايا عن ذي قبل . في يوم واحد بلغوا ألفا ومئتين من بعض أحياء القاهرة ، والعدد أكثر من ذلك . ولم يتم التبليغ إلا عن 390 . وتمت صناعة توابيت ليحمل الناس عليها أمواتهم دون الذهاب للديوان .

2 ـ ( وفي هذه الأيام‏:‏ ارتفعت أسعار الثياب التي تكفن بها الأموات ، وارتفع سعر ما تحتاج إليه المرضى كالسكر وبذر الرجلة والكمثرى ، على أن القليل من المرضى هو الذي يعالج بالأدوية بل معظمهم يموت موتاً وحيا سريعاً في ساعة وأقل منها.)

إرتفعت أثمان الأكفان ، وإرتفع سعر الدواء المعروف وقتها ، ونعرف أنه كان السكر وبذر الرجلة وبذر الكمثرى ، وهى خبرة شعبية في التداوى . ويقال الآن عن الفوائد الطبية لنبات ( الرّجلة ) وهو نبات طبيعى في الريف المصرى ، كان طعاما مشهورا في الستينيات في القرى المصرية . إستعمل المصريون بذور الرجلة في عصر المقريزى ضد الطاعون ، مع إنه لم يكن لها جدوى لأن المريض كان يموت سريعا.!

3 ـ  ( وعظم الوباء في المماليك السلطانية - سكان الطباق بالقلعة - الذين كثر فسادهم وشرهم وعظم عتوهم وضرهم بحيث كان يصبح منهم أربعمائة وخمسون مرضى فيموت في اليوم زيادة على الخمسين مملوكاً.) . من منافع الطاعون إهلاك معظم المماليك الذين إشتراهم السلطان برسباى ( المماليك السلطانية ). كانوا مجرمين حقيقيين ، تسلطوا على المصريين المستضعفين بالسلب والنهب والاغتصاب والقتل والإذلال ، يقول عنهم المقريزى ( الذين كثر فسادهم وشرهم وعظم عتوهم وضرهم ) . لم تكن لديهم حصانة من الطاعون فتساقطوا في حصون القلعة . حصون القلعة أو ( طباق القلعة ) لم تغن عنهم شيئا ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ  ) (78) النساء ) . هل يعتبر عسكر مصر الآن ؟!

4 ـ ( وشنع الموت‏  بمدينة فوه ومدينة بليبس ووقع ببلاد الصعيد الأدنى‏.  وانقطع الوباء من البحيرة والنحريرية وكثر بمدينة المحلة‏.). إشتعل الطاعون وبلغ الذروة في الوجه البحرى والصعيد ، بينما خفّت حدته في المناطق الأخرى التي هاجمها أولا مثل البحيرة والنحريرية .

5 ـ ( وفي يوم الخميس سابعه‏:‏ أحصي من صلى عليه من الأموات في المصليات المشهورة خاصة فكانوا نحو الألف ومائتي ميت ، وصُلّى بغير هذه المصليات على ما شاء الله‏. ولم يورد في ديوان القاهرة سوى ثلاثمائة وخمسين وفي ديوان مصر دون الثلاثين‏. وصلى بها على مائة‏.)

كانت هناك ( مُصلّيات ) للصلاة على الموتى في الأوقات العادية ، وتشتهر في أوقات الطاعون باعتبارها مصدرا لتعداد الضحايا بجانب ديوان المواريث الذى فقد صُدقيته . ولكن للمقريزى علم بالمُصليات المشهورة فقط . وهناك الكثير منها غير مشهور .

6 ـ وفى إحصاءات لاحقة عن أعداد الضحايا يقول المقريزى :

6 / 1 : ( وضبط في يوم السبت تاسعه من صُلّى عليه بالقاهرة فكانوا ألفاً ومائتين وثلاثاً وستين ، لم يرد الديوان سوى ما دون الأربعمائة،  فكان عدد من صُلّى عليه بمُصلّى باب النصر في هذا اليوم أربعمائة وخمسين ..... ) مصلّى باب النصر كانت الأشهر في العصر المملوكى ، وكانت بجانب باب النصر الموجود حتى الآن .

6 / 2 : ( وبلغ عدد من صلى عليه بمصلى باب النصر في يوم الأحد عاشره خمسمائة وخمسة ، وهي من جملة أربع عشرة مصلى‏. ....)

6 / 3 :  ( وبلغت عدة من صلى عليه في يوم الاثنين حادي عشره في المصليات المشهورة بالقاهرة وظواهرها ألفين ومائتين وستة أربعين‏. وانطوى عن الذي ضبط الكثير ممن لم يصل عليه فيها، وبلغت عدة من صلى عليه فيها وبلغت عدة من صلى عليه بمصلى باب النصر خاصة في يوم واحد زيادة على ثمانمائة ميت ، ومثل ذلك في مصلى المؤمني تحت القلعة ، وكان يصلي على أربعين ميتاً معاً فما تنقضي الصلاة على الأربعين جميعاً حتى يؤتي بعدة أموات . وبلغت عدة من خرج من أبواب القاهرة من الأموات اثنا عشر ألفاً وثلاثمائة ميت‏.).

7 ـ ويذكر المقريزى بعض الغرائب ، يقول :

7 / 1 : ( ومات بعض الأمراء الألوف فلم يُقدر له على تابوت حتى أخذ له تابوت من السبيل‏. ومات ولد لبعض الوزراء فلم يقدر الأعوان - مع كثرتهم وشدتهم - على تابوت له حتى أُخذ له تابوت من المارستان‏.  ). ميزة الوباء أنه لا يفرّق بين المستضعفين وأكابر المجرمين . هذا ما نرجوه من كورونا في وقتنا هذا .!

7 / 2 : ( واتفق في هذا الوباء غرائب منها:  أنه كان بالقرافة الكبرى والقرافة الصغرى من السودان نحو ثلاثة آلاف ما بين رجل وامرأة صغير وكبير ففنوا بالطاعون حتى لم يبق منهم إلا قليل‏. ففروا إلى أعلى الجبل وباتوا ليلتهم سهارى لا يأخذهم نوم لشدة ما نزل بهم من فقد أهليهم وظلوا يومهم من الغد بالجبل فلما كانت الليلة الثانية مات منهم ثلاثون إنساناً وأصبحوا فإلى أن يأخذوا في دفنهم مات منهم ثمانية عشر‏.). قال جل وعلا : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) (8) الجمعة  )

7 / 3 : ( واتفق أن إقطاعاً بالحلقة انتقل في أيام قليلة إلى تسعة نفر، وكل منهم يموت). قسّم المماليك أراضى مصر الزراعية إقطاعات على أنفسهم ، من الجنود الى الأمراء والسلطان . أحد الإقطاعات كان لأمير فمات هذا الأمير فإنتقل لغيره من نفس الرتبة ، فمات هذا الأمير فانتقل لمن يليه ، فمات ، وهكذا تنقل هذا الإقطاع الى تسعة من الأمراء ماتوا كلهم واحدا إثر آخر . ألا يتعظ بالموت جنرالات السيسى الآن ؟ !.  الأرض تبقى ونحن نموت ونصبح فيها ترابا . ولكن أكابر المجرمين غافلون . وسبحان من يرث الأرض ومن عليها : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40) مريم )

7 / 4 :  ( ومن كثرة الشغل بالمرضى والأموات تعطلت أسواق البز ونحوه من البيع والشراء وتزايد ازدحام الناس في طلب الأكفان والنعوش فحملت الأموات على الألواح والأقفاص وعلى الأيدي) . في هذه المحنة كسدت أسواق الحرير ( البزّ ) ، وانتعشت سوق الأكفان والنعوش ، وكانوا بسبب قلة المعروض من التوابيت والنعوش يحملون الموتى على الأيدى وألواح الخشب والأقفاص .!

7 / 5 : (  وعجز الناس عن دفن أمواتهم، فصاروا يبيتون بها في المقابر ، والحفارون طول ليلتهم يحفرون،  وعملوا حفائر كثيرة تلقى في الحفرة منها العدة الكثيرة من الأموات ، وأكلت الكلاب كثيراً من أطراف الأموات،  وصار الناس ليلهم كله يسعون في طلب الغُسّال والحمّالين والأكفان،  وترى نعوش الأموات في الشوارع كأنها قطارات الجمال لكثرتها والمرور بها متواصلة بعضها في إثر بعض،  فكان هذا من الأهوال التي أدركناها‏.). ثم وصل الناس الى العجز عن دفن الضحايا ، فلجأوا الى المقابر الجماعية التي إزدحمت بالجثث ، وعجزت عن مواراتها بالكامل فكانت الكلاب تأكل أطراف الجثث . والمقريزى يصف ما رآه ويقول : ( وترى نعوش الأموات في الشوارع كأنها قطارات الجمال لكثرتها والمرور بها متواصلة بعضها في إثر بعض،  فكان هذا من الأهوال التي أدركناها‏.).!

اجمالي القراءات 2938