الشفاعة فى الدنيا وليست فى الاخرة
الشفاعة فى الدنيا وليست فى الاخرة

رضا عامر في الإثنين ١٣ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

سمحت لنفسى بان اشارك فى النقاش الحاصل حول الشفاعة وهو موضوع طالما اسىء فهمه وربما أدى الى مشاكل عظمى بسبب ثبات بعض المفاهيم التى وصلت الى شبه اليقين العام واستراح الكثير من الناس الى انه مهما عظمت ذنوبه وسيئاته فان مصيره حتما سيكون فى جنة الخلد طالما انه شهد انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لأن النبى الكريم سيشفع لجميع المسلمين ويضمن لهم النجاة من العذاب ولو حتى بعد حين وهذا علي نفس المنوال الذى يفيد بان السيد المسيح فدا المسيحيين بروحه فيكون الناتج ان شفيع = فادى او العكس ..

واكاد اعتقد ان تلك المقارنة كانت احدى الاسباب التى دفعت المحمديين الى اختراع هذه الفرية , فرية الشفاعة المريحة للاعصاب هذا اليقين الذى يزيد فى قوته عن يقين وجود عذاب القبر وتفاصيله ادى الى شهرة وغنى لا يتصوره انسان لأحد مشايخ (الأرصفه) حينما هاجم أحد المفكرين الذى جاهر بانكار شفاعة النبى للمسلمين يوم القيامة حدث هذا فى تسعينات القرن الماضى.

واحب ان اشير الى بعض النقاط لافسر عنوان مقالى هذا

اولا: لو تأملنا ايات القران الكريم التى وردت فيها كلمة شفاعة يشفع أو شفيع لوجدنا أنها دائما تأتى مرتبطة (بالهداية) والارشاد الى طريق الله المستقيم وتبليغ دين الله الذى يحقق للمتبع النجاة يوم الحساب أى أن نتيجة الشفاعة تظهر يوم الحساب .. فكيف تكون الشفاعة فى الاخرة ؟؟؟

ثانيا : لابد أن يأذن رب العزة جل وعلا لمن يشفع أن يقوم بهذا العمل وارشاد الناس الى الخير والعمل الصالح فى الدنيا بقوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴿٢٥٥ البقرة﴾ وهم تحديدا الانبياء والرسل لنيل حسن ثواب الاخرة ... فكيف تكون الشفاعة فى الاخرة ؟؟؟

استوقفتنى كثيرا الاية الكريمة مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَع ْشَفَاعَة ًسَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا ... اذ كيف تكون الهداية الي ما هو سىء بناء على ما سبق وقلته فى السطور السابقة وقد سماها الله فى القران شفاعة أيضا ولكنها سيئة ؟؟ والاجابة فى تصورى أن الشفاعة السيئة انما تأتى من الذين لم يأذن الله جل وعلا لهم بالقيام بها وهذا أشد ما يكون وضوحا ونستمع اليه بشكل مستمر فيما يسوقه خطباء الجمعة فى مساجد الضرار وما يخرج من افواه وحناجر نجوم البرامج الدينية فى الفضائيات.

كتبت هذا المقال ابتغاء وجه الله تعالى طامعا فى سعة صدوركم وعليكم السلام.

اجمالي القراءات 3173