لا شفاعة ونقطة السطر

يوسف ترناصت في الجمعة ١٠ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 بعد البحوث والدراسات المستفيضة التي قام بها تيار أهل القرءان في نفي شفاعة النبي محمد عليه السلام يوم الحساب، إيمانا منهم بأن النبي عليه السلام نفس بشرية تنطبق عليها الآيات القرءانية التي تنفي شفاعة الأنفس البشرية، ليس طعنا في الدين ولكن رفعا لكتاب الله وحديثه الذي أحسنه وحفظه بحفظه.

   والمحدثين قد أورثوا لهذه للأمة الإسلامية ألوانا متعددة من شفاعات النبي؛ وهي شفاعة الإنقاذ من النار بزعمهم ان من قال لا إله إلا الله يكون آخر من يدخل للجنة أو من زاره قبر النبي تحق له الشفاعة...الخ، ولا يدخل النار بعد أن يقرر الله بإدخاله فيها، وهناك أحاديث كثيرة في هذا الإتجاه، وفي مقابلها العديد من الآيات الصريحة التي تنفي ذلك.

  وشفاعة الإخراج من النار أي من يدخل لجهم سيعذب بقدر ذنوبه تم ما يلبث الا ويشفع فيه النبي بإخراجه من النار، وهناك العديد من الآيات الصريحة التي تنص على صفة الخلود في نار جهنم بالنسبة للفساق والعصاة الذين خسروا الميزان الالهي يوم الحساب.

  وشفاعة التخفيف من عذاب جهنم كالحديث المفترى عن النبي المتعلق بسؤال عائشة للنبي عن شفاعته في عمه فقال لها لولا أنا لكان في دحيح النار.

  والشفاعة الخطيرة هي شفاعة النبي في المؤمنين والتقاة انهم لا يدخلون للجنة حتى يزكي النبي عملهم باعتقادهم ان أعمالهم لا تنجيهم حتى يشفع فيهم النبي، وكأن أعمالهم ستذهب هباءا منثورا اذا لم يتدخل النبي، وسنقف عند هذه الشفاعة الأخيرة.

  تقول الآيات الكريمة : ﴿وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون (51) ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين (52)﴾(الأنعام)، فالله سبحانه يخاطب النبي بإن ينذر المتقين بالقرءان لأنهم ليس لهم من دون الله من ولي ولا شفيع.

  وقد حذرت الآية الكريمة من طرد النبي للمؤمنين الذين يعملون الصالحات وأنه ليس هو الذي سيحاسبهم ولا يمكن أن ينفعهم بشيء من أعماله لأن حسابهم على الله، وهم كذلك نفس الأمر ليسوا هم من سيحاسبونه ولا ينفعونه بشيء من أعمالهم، وقد حدتث نفس القصة في زمن نوح عليه السلام ولأن قلة من المؤمنين من تتبع الرسل فقال قومه انتبعك واتبعك الأراذل يقول عز وجل : ﴿قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون (111) قال وما علمي بما كانو يعملون (112) إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون (113) وما أنا بطارد المؤمنين (114)﴾(الشعراء)، ويقول عز وجل في سورة هود : ﴿ويا قوم لا أسئلكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين ءامنو إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون (29)﴾،وتقول الآية 13من نفس السورة : ﴿ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون﴾.

   وإذا كان النبي عليه السلام لا يمكنه ان يشفع في المؤمنين الصالحين والتقاة لأن أعمالهم هي التي ستنجيهم مصداقا لقوله تعالى : ﴿يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة..﴾، (الآية 204 من سورة البقرة)، لذلك فكيف سيشفع في المجرمين المسلمين والسفاحين والمشترون بآيات الله ثمنا قليل ويكتمون ما أنزل الله من البينات بغيا وعدانا والظالمين والمعتدين...الخ، إذن لا شفاعة للنبي ولا لأي نفس بشرية والشفاعة لله جميعا تفويضا بأمره لملائكته الكرام الذين يشهدون بالحق والعلم ونقطة على السطر.

    ونختم بقوله تعالى في سورة غافر :﴿رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق (15) يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب(17)﴾..ويخاطه سبحانه النبي بقوله...﴿وأنذرهم يوم الءازفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (18) يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (19) والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير(20)﴾.

اجمالي القراءات 3456