أُمّى وزوجتى .. هما سبب محنتى ..!

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٢ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 أُمّى وزوجتى .. هما سبب محنتى ..!   

مقدمة :

أضطر لقطع سلسلة المقالات عن الشيوخ أكابر المجرمين لنشر هذه الرسالة الهامة الى جاءت على بريد ( فإسألوا أهل الذكر / الفتاوى ) في موقع أهل القرآن . هي رسالة طويلة متخمة بالألفاظ العامية والأخطاء من شخص مفروض أنه خريج كلية جامعية .

أنشر بعض الرسالة مع بعض تنقيح ، ثم أردّ عليها .  

أولا :يقول صاحب الرسالة :  

(أنا متابع الفتاوى وعاجبانى ، وعشان كده اسمح لى أحكى لك حكايتى وما عنديش مانع تنشرها ، أنا مش عايز ترد على بفتوى ، أنا بس بأحكى عشان الناس تتعظ .

أبويا الله يرحمه كان وحيد أمه على تلات بنات . وكان أصغرهم . أمه ( جدتى ) جوزته بدرى عشان تفرح بيه. وبسرعة أمى أنجبتنى وكنت أول فرحة ، وبعدها أمى شالت الرحم يعنى مفيش خلفة وبقيت ابنها الوحيد اللى ليها فيالدنيا. . وتمكنت أمى من السيطرة على أبويا وخلته يقاطع أمه ، وماتت أمه اللى هي جدتى بحسرتها ، ماتت وابى غائب لم يحضرها لأن أمى لم تاذن له بزيارتها .

إنفردت أمى بأبويا وهى أكبر منه في السن وشخصيتها قوية وعدوانية ، وأبويا الله يرحمه كان شخصيته ضعيفة وكان بيحبها وما يقدرش يخالفها . كفاية تهدده انها تسيب البيت وتلاقيه يبوس إيديها ورجليها عشان تسكت وتهدى وتقعد ، ما كانش يقدر يستغنى عنها ، وأذا غضبت لا تأكل ويجرى وراها أبويا بصحن الطعام يترجاها أن تأكل . خالتى كانت اكتر واحدة تزورنا هيوجوزها وعيالها ، وكان جوزها في منتهى الغلاسة، وكان يحب يتريق ويسخر من أبويا وهو في بيتنا وأمى تضحك ومراته وعياله يضحكوا وأبويا يبتسم وهو ساكت. وكان عيال خالتى بيتصرفوا عندنا زى ما يكونوا أصحاب البيت وأنا وأبويا الضيوف  . وفى نفس الوقت ما كنتش أعرف عماتى لأن أمى أجبرت أبويا يقاطع اخواته البنات شقيقات ابويا . ( عماتى ) إتنين منهم متجوزين بره البلد ، وفيه واحدة متجوزة في بلدنا . بيتها قصاد بيت خالتى . أنا كنت بأزور خالتى وما أعرفش إن عمتى الشقيقة في البيت اللى قصادها . وعمرى ما شفت أبويا زار أخته . في يوم كنت طالع من بيت خالتى سمعت واحدة بتنادى علىّ بصوت واطى ، كانت عمتى ، خدتنى فيحضنها وعرفتنى بنفسها ، وبصيت في وشها ولقيت فيها ملامحى وملامح أبويا وملامح جدتى الله يرحمها . وكلمت أبويا عنها فرأيته يبكى فيحرقة ، وشفته عاجز قليل الحيلة ، وصعب حاله علىّ . وقعد يوصينى ما أقولش حاجة لأمى منعا للمشاكل ، وقال لى اللى انا عارفة كويس واللى شفته كتير ، إن أمى لما بتغضب فأقل حاجة حتصرّخ وتلم علينا الناس وتقع من طولها ، وابويا مش عايز فضايح . وقال لى أزور عمتى بس من غير ما خالتى وأولادها يشوفونى ، وبقيت أروح عند عمتى سرا زى اللى بيسرق  ، وكان أبويا بيدينى فلوس لعمتى ، وسافرت مع عمتى سرا وزرت عمتى اللى اسكندرية وعمتى اللى فيالمنصورة . وفى النهاية خالتى شافتنى طالع من بيت عمتى وقالت لأمى ، وكانت ليلة سودا . أمى جات لها الحالة الجنونية بتاعتها وقعدت تلطم وتصرخ ، ووقعت في الأرض ولما فاقت صممت تسيب البيت ، وأبويا مرعوب ويهدى فيها لما فاقت . وحلفت ليها إن عمرى ما أروح لعمتى ولا أكلمها . وطبعا حلفت كدب ، وصُمت تلات أيام ، وبقيت أزور عمتى بعد إتصال بالتليفون معاها . كان فيه سبب آخر هو بنت عمتى ، كانت حلوة وحطيتها فيدماغى  أتجوزها ، خسارة حد تانى ياخدها منى . . وبعد الكلية فكرت أخطبها ، وكلمت أبويا فرفض ، وحذرنى . مش بس عشان أمى بتكره عمتى لكن الأهم إن أمى كانت مصممة تجوزنى واحدة قريبتها ودى بمشورة خالتى . ما قدرتش أرفض وسمعت الكلام . وتجوزتها .

دخلت بزوجتى مراتى في بيت العيلة بيت أبويا وأمى . مراتى ما عجبهاش سيطرة أمى على كل شيء في البيت وتحكمها فىّ وف أبويا ، وماعجبهاش انها تكون على الهامش . مراتى زى ( أمى ) عصبية وغيّارة ومتسلطة وعدوانية . الإتنين نار ومية نار . وبدأت المشاكل من شهر العسل . ابويا ما قدرش يتصرف ، وما استحملش، مات بعدها بالسكتة القلبية وإستريّح وساب لى أنا الهمّ . عشت أنا مع أمى  ومراتى فيمسلسل مستمر من الزعيق والمشاكل من الصبح الى العشاء، والمشاكل على أيشيء، لكن الأساس واحد ، كل واحدة عايزانى لنفسها وبس . وبقيت لعبة وسط صراع يومى بين أمى ومراتى ، دى تشدنى ودى تشدنى . إذا راضيت أمى غضبت مراتى ، وإذا طيبت خاطر مراتى صرخت أمى ، ووقعت فيالأرض . جابوا لى من بدرى أمراض السكر والضغط والكوليسترول وانا فيالتلاتين .

وولدت مراتى أول ولد ، وبقت هيالكل فيالكل ، وانهزمت أمى ، وجالها شلل من القهرة والغيظ ، وبقت قاعدة فيالسرير تحت رحمة قريبتها الست مراتى . مراتى ترفض تخدمها فبقيت انا اللى أخدمها، بس فيالوقت اللى تسمح به مراتى . وكانت مراتى تكيد خالتها اللى هيحماتها بكل الطرق وتمنع إبنى من الدخول عليها . عاشت أمى فيتعاسة مالهاش حد لغاية ما ماتت . وهى بتموت قالت لى إن ربنا خلّص منها ذنب عماتى. أنا نصحت مراتى ما تعملش زي أمى عشان ما يجيش الوقت الى مرات ابنى تتحكم فيها وتخلّص منها . مع الأسف مراتى عملت ودن من طين وودن من عجين....

العجيب إن أنا زى أبويا الله يرحمه بأعمل كل حاجة ترضى مراتى ، وما بأرفضش ليها طلب ، ودايما مهتم بيها ، وهى على العكس تشخط وتزعق وتشكى وتندب حظها الأسود في عيشتها معاى ، وما بأحسش بيها مبسوطة إلا لما تيجى خالتى وجوز خالتى ويقعدوا يتريقوا علىّ زى ما كانوا بيتريقوا على أبويا . ومراتى تضحك قوى لما ابن خالتى يقلدنى . وأنا مستحمل عشان أمنع المشاكل . مع أنى كويس جدا في الناحية الجنسية وبأمارسها كتير عشان أسعد مراتى إلا إنها مرّة طعنتنى في رجولتى وقالت قدامهم إنها ما بتحسّش بأى حاجة لما بأنام معاها ، وإنها بتقرف من العملية الجنسية . الكل ضحك وأنا استحملت وقلبى بينزف دم .!

أنا عارف إنك حتقول ان أنا ضعيف الشخصية ، لكن أنا ابن حلال طالع ضعيف زى أبويا الله يرحمه ، وأنا مؤمن إن ربنا سبحانه وتعالى خلقنى كده شخص ضعيف زى أبويا ومسالم وما أحبش مشاكل ، ومؤمن إن ربنا يمهل ولا يهمل ، وأنه بينتقم من الظالم . ومراتى ظلمتنى وظلمت أمى وأمى ظلمت عماتى وظلمت أبويا ، بس ربنا انتقم من امى وحينتقم من مراتى . ولو عشت وشفت إنتقام ربنا من مراتى مش حأتعاطف معها أبدا . كفاية اللى شفته منها ......وربنا كبير .. ). إنتهى .

أخيرا : أقول لصاحب الرسالة

1 ـ أنت إخترت أن تكون ضعيفا ، فأتعست نفسك بمثل ما فعل أبوك . لو إخترت أن تكون رجلا حازما لأسعدت زوجتك واسعدت أمك معا . الزوجة لا يمكن أن تكون سعيدة مع زوج تركبه وتسيطر عليه . لا يمكن أن تكون سعيدة مع زوج ( لا يملأ عينيها ). وإذا سيطرت على زوجها وصار طوع أمرها فلا يمكن أن يملأ عينيها . الزوجة ( بإعتبارها الأضعف ) تحاول دائما أن تسيطر على زوجها لتشعر بالأمان . ولكن عندما تتمكن من السيطرة على زوجها فعلا وتتمكّن فكأنها تقول وداعا لسعادتها معه .

2 ـ الزوج إذا كان رجلا فعليه أن يضع زوجته فيقلبه ، ولكن لا يسمح لها أن تصعد فوق رأسه . بمعنى أن يحب زوجته ويعطيها حقها ولكن لا يسمح لها أن تتدخل فيعلاقته بوالديه وأخوته وأقاربه . تدخلها يكون تعديا وإفتئاتا على حقوقه وحقوقهم. للزوجة حقوقها ، وللأم والأب والأخوة والأقارب حقوقهم . إذاكان لا يصح للأم أن تتدخل فيعلاقة ابنها بزوجته ، وكذلك الأب . فمن باب أولى لا يصح للزوجة أن تتدخل فيعلاقة زوجها بوالديه وأقاربه . 

3 ـ  هناك فارق بين ( الأصل ) و ( الفرع ) . ( الأصل ) هو الأب والأم والأخوة والأخوات والأقربون. هم ( الأصل ) لا يمكن إستبدالهم لأنهم حتميات. إنت جئت لهذه الحياة فوجدتهم . (الفرع ) هو الزوجة والأولاد . الزوجة يمكن أن تطلقها أو أن تتزوج عليها ، وحتى الأولاد يمكن أن تنجب غيرهم . لكن هل يمكن أن تطلق والديك وأخوتك ؟

4ـ لا يمكن أن يكون الوالدان أعداء لآولادهما . ولكن قد يحدث أن تكون الزوجة والأولاد أعداءا ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٤﴾ التغابن ) . لم يقل : إن من آبائكم وامهاتكم .!!

5 ـ الله جل وعلا لم يُنزل وصية للوالدين بالاحسان الى أولادهم ، لأنه جل وعلا خلقهم مجبولين على حب ورعاية أولادهم . على العكس فإن الله جل وعلا أمر بالإحسان للوالدين بذوى القربى  . قال جل وعلا :

   5 / 1 : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) ﴿البقرة: ٨٣﴾

  5 / 2 : ( وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴿النساء: ٣٦﴾

  5 / 3 : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) ﴿الأنعام: ١٥١﴾

  5 / 3 : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)﴿ ٢٣﴾(وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)﴿٢٦﴾ الاسراء ) .

5 / 4 : بينما يبلغ الإحسان بالوالدين درجة خفض الجناح لهما من الذل ، قال جل وعلا : ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ( 23 ) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤الإسراء)، فإن حق الزوجة هو مجرد المعاشرة بالمعروف ( حتى لو كان الزوج يكرهها ) .     قال جل وعلا : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴿١٩﴾ النساء )  

6 ـ من حيث الطاعة :

6 / 1 :  طاعة الوالدين واجبة ما عدا الوقوع في الشرك . قال جل وعلا :

6 / 1 : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا )   ﴿العنكبوت: ٨﴾

6 / 2 (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ )﴿لقمان: ١٥﴾.

6 / 3 ـ ولكن ليس على الزوج أن يطيع زوجته ، بل على الزوجة أن تطيع زوجها إلا في المعصية ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

6 / 4  نتكلم هنا عن ( قوامة الرجل ) أي قيامه بالإنفاق على زوجته ومسئوليته عليها .    بالقوامة فإن من حق الزوج أن يؤدب زوجته العاصية الناشز بالوعظ ثم بالهجر في الفراش وأخيرا بالضرب . ويحرم عليه أن يظلم الزوجة المطيعة . قال جل وعلا : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴿( 34النساء )  من يضرب زوجته ظالما باغيا إستحق غضب الرحمن جل وعلا .

7 ـ لو قام أبوك بضرب أمك علقة ساخنة لعاشت معه في سعادة . ولو قمت أنت بضرب زوجتك علقة ساخنة لعاشت معك في سعادة .

8 ــ الذى أنزل تشريع الضرب للزوجة الظالمة هو الخالق جل وعلا . سبحان القائل : ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٤﴾ الملك ).

اجمالي القراءات 10949