( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا ( 2 )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٤ - فبراير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 ( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا ( 2 )

ثانيا :

يقول جل وعلا : (  وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿  ١٢٣﴾  وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿الأنعام: ١٢٤﴾.

1 ـ ( فلان ) مجرم . يسرق ويقتل ويسعى في الأرض فسادا ، وضحاياه بالمئات . هو ( فرد مجرم ) . ( فلان ) أسّس عصابة له ، فتكاثرت سرقاته وتكاثر ضحاياه فأصبحوا آلافا . (فلان  ) أصبح من ( كبار المجرمين ) . ولكنه ليس من ( أكابر المجرمين ) الذين يضعون ( كبار المجرمين ) في السجون ، هم الذين يتمتعون بالتقديس مع أنهم الذين ينهبون البلاد ويقتلون العباد .

2 ـ يتحول ( فلان ) هذا من ( فئة كبار المجرمين ) الى ( أكابر المجرمين ) حين يستخدم عصابته في الوصول الى الحكم ، فيكون ضحاياه شعبا ، وتتسع ممتلكاته لتكون ( وطنا ) . ولكن لا يمكن أن يصل الى هذه المكانة إلا بالتميز عن رفاقه القدامى ( كبار المجرمين ) ، ويأتي هذا التميز بإستخدام الدين . نقصد الدين الأرضى الذى يؤمن به أغلبية الشعب . وأكثرية الناس قال عنهم رب العزة جل وعلا : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ الانعام  ) ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾ يوسف  ) ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ يوسف  ) .

3 ـ أي لا بد ل ( فلان ) هذا أن يستخدم شيوخ الدين الأرضى ليكونوا ضمن عصابته . قد يكون الدين الأرضى مختلفا عن الأديان الأرضية العادية ، قد يكون دينا قوميا متعصبا  كالنازية أو متعصبا طبقيا كالشيوعية ، وفى كل الأحوال يسود هذا الدين الأرضى المصنوع ، ويكون له شيوخ وقادة يعملون مع ( فلان ) للوصول الى الحكم ، ثم يشاركونه في الحكم ، وتتشكل بهم وبباقى أفراد العصابة نُخبة تعمل في خدمة ( فلان ) منهم من يتخصّص في الإعلام ، وفى ( الدين ) وفى الأمن للنظام وفى قهر الشعب .

4 ـ ومن الطبيعى أن يوجد تنافس وتآمر . فالمستبد بعد أن يصل الى كرسى الحكم بالخداع والفساد لا يسمح لأحد أن ينازعه مُلكه ، وهو لا يثق في أي أحد ، وهو على إستعداد لأن يضحى بأقرب الناس اليه  ليظل سلطانا، ويعلم هذا أتباعه من ( الملأ ) و ( النخبة ) فينافقونه إثباتا لإخلاصهم ، ويدور الصراع حول المستبد، وهو مستفيد منه، ولكن عندما يضعف المستبد ينقلب بعضهم عليه . هذه هي أولى ملامح ( أكابر المجرمين ) ، وبالتعبير القرآنى : (  وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ  ).

5 ـ ولكن أصعب ما يخشاه المستبد هو أن يتآمر عليه ( شيوخ ) الدين الأرضى الذى أسّس به مُلكه وإستمد منه مشروعيته السياسية .لذا لا بد أن يُحكم سيطرته عليهم ليكونوا تحت قدمه ورهن إشارته . إذ أنهم أصبحت لهم مكانة قدسية لدى العوام ، فهم الذين يستخدمون الدين في ترسيخ الولاء والطاعة المطلقة للمستبد ، فإذا إنقلبوا عليه إستخدموا مكانتهم وقدسيتهم ضده لأنهم ( ممثلو الدين و حُماة الشريعة ) . إذا نجحوا في إنقلابهم عليه تحول شيوخ الدين الأرضى الى ممارسة السلطة بأنفسهم ، وتتكون بهذا ( الدولة الدينية الصريحة ) بديلا عن الدولة المستبدة التي تستخدم الدين . ونعطى أمثلة :

5 / 1 : إيران في عهد الشاه كانت تستخدم التشيع في ترسيخ إستبداد الشاه . وصل طغيان الشاه الى ذروته مصحوبا بالقهر والفساد ، ثار الناس ، ووجدها فرصة بعض رجال الدين الشيعي فركب أمواج الثورة مستغلا الفاعلين فيها ، ووصل بها الى الحكم سارقا جهد ونضال من قام بها ، وزجّ بهم الى السجون ، وتأسّست ( ولاية الفقيه ) .

5 / 2 : قامت الدولة السعودية بالدين الوهابى الأرضى ، وزايد شيوخ الوهابية على ( عبد العزيز ) مؤسس الدولة السعودية الراهنة ، وزايدوا على من حكم بعده من أولاده ، وكانت أصعب أنواع المعارضة من داخل شيوخ الوهابية ، ولا يزال هذا حتى الآن . وترتب عليه إنقسام شيوخ الوهابية الى فريقين : أحدهما يمتطيه ولى العهد السعودى والآخر يضعه في السجون ، إذ لا يكفى عند ولى العهد السعودى الحالي ( محمد بن سلمان ) صمت شيوخ الوهابية بل لا بد من إعلان الولاء له بأعلى صوت . فالقضية هنا لا تقبل المساومة .

5 / 3  ـ   كان الأزهر أكبر مركز كهنوتى في مصر، ولكن ظل مؤسسة أهلية غير حكومية تتعيش من صدقات الأوقاف . تولى عبد الناصر مستبدا فإحتاج الى الأزهر مطية له ضد الإخوان المسلمين حلفائه السابقين ، وليؤكد به إستبداده ، ولينشر به أيدلوجيته الجديدة البديلة وهى القومية العربية . لذا جعل الأزهر مؤسسة حكومية ، فتوسع الأزهر وتنوع دوره تعليميا ودعويا ، بل واصبح له نفوذ خارج مصر ، وأحكم عبد الناصر سيطرته على الأزهر الجديد فقد أصبح جهازا حكوميا يتم تعيين شيخه والعاملين فيه بمرتبات وترقيات .  في عهد السادات ( الرئيس المؤمن ) تعاظم دور الأزهر وإختلف دوره ، فأخذ الأزهر يميل مع السادات نحو الوهابية السعودية .

6 ـ تبعية الشيوخ أبواقا لأسيادهم السلاطين جعل خطابهم يختلف حسب هوى المستبد ، فهو المايسترو وهم العازفون .

6 / 1 : فى الحرب ضد الاستعمار والصهيونية  قام الشيوخ بتعبئة الشعب بآيات القتال ، وإختلف الوضع في عصر السادات والصلح مع إسرائيل ، وبعد أن كان يقال في عهد عبد الناصر ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ )﴿٦٠﴾  الأنفال ) أصبح يقال في عهد السادات : (  وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) ﴿٦١﴾ الأنفال). كان الأقباط ( عربا ) في عهد عبد الناصر يؤكد ذلك الأزهر ، ثم أصبحوا مواطنين مضطهدين في عصر السادات طبقا للدين الوهابى الذى ساد من وقته .

6 / 2  ـ بعد سقوط عبد الناصر ظهر من يحمل راية القومية العربية دين عبد الناصر . كان أبرزهم صدام حسين العدو الأكبر للسادات . وجد صدام في دين القومية العربية وسيلته في إحكام قبضته على العراق بكل فئاته العرقية والدينية والمذهبية ، جعلهم كلهم عربا في مواجهة إيران . قهر صدام من يعارض سلطته من السنة والشيعة ، وتنافس مع رفيقه البعثى العروبى السورى ( حافظ الأسد ) . ولكى يتفوق عليه حارب صدام ( العروبى )  إيران ( الفارسية ). ثم إنهزم وإنسحب ، وتفاديا لهزيمته في حربه القومية العروبية ضد إيران الفارسية وصل به حُمقه الى تدمير دينه الأرضى ( القومية العربية ) حين إحتل الكويت ( العربية ) . هنا دخل دين القومية العربية في صراع مع الدين الوهابى . كان إحتلاله الكويت سابقة شيطانية في سياسات الاستبداد العربى . أظهرت عوار العرب  ( القذافى العربى ساعد إيران ضد صدام ، والفلسطينيون العروبيون  في السعودية والخليج هتفوا لصدام ). ولكن كان شيوخ الأديان الأرضية أبر مظاهر هذا العوار . الشيوخ الشيعة والسنّة التابعون لصدام عقدوا مؤتمرا دينيا في تمجيد صدّام ، الشيوخ التابعون للمعسكر الآخر ( السعودية والخليج ) عقدوا مؤتمرات دينية في الهجوم على صدّام . تبارز الشيوخ هنا وهناك في العبث بالآيات القرآنية يلوّون ويؤلون معانيها لتخدم  صدام أو السعودية .

6 / 3  ـ من الطريف أن حسنى مبارك تردد باحثا عن مصلحته في هذا الصراع، هل ينحاز الى صدام أم ينضم الى معسكر السعودية ، ولأنه كان بطىء الفهم فقد إستغرق وقتا قبل أن يعلن موقفه . صمت الشيوخ المصريون وصمت معهم الإعلام ينتظرون قبل أن تنطلق حناجرهم تأييدا لما سيختاره حسنى مبارك . وقتها كان أحد الشيوخ من كبار المنافقين الأزهريين قد عينه حسنى مبارك في مجلس الشعب . وقف هذا الشيخ أمام المرآة وقد جهّز خطبتين : الأولى في تأييد صدام إذا إختار مبارك الإنحياز الى صدام ، والأخرى في تأييد السعودية إذا إختار مبارك الإنضمام الى السعودية . قرأ الشيخ المنافق الخطبة الأولى أمام المرآة وبكى ، ثم قرأ الخطبة الأخرى أمام المرآة وأيضا بكى .! . وجاء الوقت الذى أعلن فيه حسنى مبارك إنضمامه الى معسكر السعودية . وعندها وقف شيخ النفاق في مجلس الشعب يدافع عن السعودية ..ويبكى .!!

  7ـ كان مبارك يطوف بالكعبة فإستوقفه حاج مصري وقال له كلمة واحدة : ( إتق الله ). عاد الرجل الى مصر فأدخله مبارك السجن . تخيل أنك قلت علنا لأحد الشيوخ الذى يتلاعب بآيات القرآن ( إتق الله ) ؟ هل سيخشع أم سيثور وتأخذه العزة بالإثم ؟ طبعا ستأخذه العزة بالإثم ، فقد تعود أن يعظ الناس ولا يعظه الناس . تعود أن يصرخ في الناس يخوفهم برهبة الدين فكيف ينتقده علنا بعض الناس ؟ قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾ البقرة ). نلاحظ هنا قوله جل وعلا :

7 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ ) أي حيث يوجد ناس فمن الناس من يكون هكذا . أي هي عادة تتكرر في أي مجتمع فاسد يعطى النفوذ لهذا الشخص ، هو يعقد المؤتمرات يخطب في الناس ويعظهم . لو تجرّأ شخص وقال له ( إتق الله ) تأخذه العزة بالإثم . هو إكتسب العزة بالإثم من السلطان الآثم الذى يخدمه .

7 / 2 :( مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أي هو منافق فصيح اللسان لذا تفوّق على الآخرين في دولة السلطان لأن فصاحته تحوز إعجاب الناس . وفصاحته تتجلى في دينه الأرضى ( الدنيوى ) أي فيما يخص الدنيا أو :( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  ). ومن مهارته في النفاق وخداع الناس أنه يكذب على رب العزة أي ( وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ  ). هذا هو مظهره الخارجي .

7 / 3 : ( وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) . في الجانب الآخر من حياته يسعى في الأرض فسادا خادما لسيده السلطان .

7 / 4 : (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ). هو من أكابر المجرمين ولكن تخصصه في الدين ، لذا فالويل لمن يقول له ( إتّق الله ).  

8 : يقول جل وعلا في الآية التالية ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠٧﴾ البقرة ). أي إذا كان ( من الناس ) رجال دين من أكابر المجرمين ف ( من الناس ) من يبيع حياته إبتغاء مرضاة الله جل وعلا . هذا مصيره الإضطهاد ، لأنه سيقول لأكابر المجرمين ( إتقوا الله ).! ولهذا تعرضنا للإضطهاد لأننا قلناها بالقرآن للسلطان مبارك وشيوخه ( أكابر المجرمين ) .

9 : الدين السائد لأكابر المجرمين هو دين متوارث ، أو بتعبيرهم : ( ثوابت الدين ) . قرآنيا هم القائلون : ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴿٢٢﴾ الزخرف ) هكذا قال كفار مكة ، وهى تُقال الآن ( أجمعت الأُمّة ) . أي هى عادة سيئة في كل قرية ظالمة ، أى كل دولة فاسدة أو كل مجتمع فاسد يسيطر عليه أكابر المجرمين . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣﴾ الزخرف  ). المترفون هنا هم أكابر المجرمين . من السلطان والملأ حوله . بإحتكارهم الثروة صاروا مترفين ، وليسوا مجرد أثرياء . هم أسّسوا سلطانهم بهذا الدين الأرضى المتوارث ، وهم يتمسكون به لأنه الغطاء الشرعى لمكانتهم وثروتهم . لذا يرفضون دعوة الحق ، ويستكثرون أن تأتى دعوة الحق من أشخاص أقل منهم مكانة ، ويرون أنفسهم الأحق بأن ينزل عليهم الوحى الإلهى . هذا يذكّرنا بقوله جل وعلا عن ( أكابر المجرمين ) :(  وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿  ١٢٣﴾  وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ) . ما قاله جل وعلا ينطبق تماما على المحمديين اليوم .

10 ـ نتدبر قوله جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ الانعام )( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ يونس ). أظلم الناس هم شيوخ الأديان الأرضية الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا ويكذّبون بآياته . هم موصوفون بالمجرمين . وطالما هم أظلم الناس فهم من كبار المجرمين ، وليسوا من المجرمين العاديين .

11 ـ  المجرم العادى ( سواء كان فردا أو زعيما للمافيا ):

11 / 1 : لا يستخدم الدين ، ولا يجعل فساده دينا ظلما وإفتراءا على رب العزة جل وعلا .  

11 / 2  ـ المجرم العادي ( سواء كانوا أفرادا أو زعماء للمافيا ) لا أتباع لهم من الجماهير . أكابر المجرمين لهم أتباع من ملايين الناس المستضعفين .

12 ـ في الجحيم سيتخاصم المجرمون المستضعفون مع أسيادهم المستكبرين أكابر المجرمين  . قال جل وعلا :

12 / 1 : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩الشعراء ). المجرمون المستضعفون في جهنم سيقولون لأكابر المجرمين من السلاطين :( تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾) ثم يلتفتون الى المشايخ المُضلين ويقولون ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾).

12 / 2 : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾ الأحزاب ). ييأس المستضعفون المجرمون في جهنم فيعلنون حسرتهم ، ويلعنون سادتهم وكبراءهم ( أكابر المجرمين ).

13 ـ أكابر المجرمين من الشيوخ موصوفون بأنهم أعداء الأنبياء وموصوفون بالإجرام وبأنهم شياطين الإنس والجن . لنتدبر قوله جل وعلا :

13 / 1 : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿الفرقان: ٣١﴾

13 / 2 : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ الانعام ).

ودائما : صدق الله العظيم .!

اجمالي القراءات 5949