حديث صحفى للدكتور أحمد صبحى منصور

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٤ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ملاحظة:

تم إجراء هذا الحوار مع جريدة الدستور منذ أسبوع : وقامت به هبة الشرقاوى

1. ما هو واقع القرانيين في مصر وتصورك الشخصي عن عددهم ؟

من الصعب إعطاء تقدير لعدد القرآنيين . والسبب الأساس أن القرآنيين ليسوا جماعة أو فئة أو طائفة يمكن أن تسجلهم أو أن تجمعهم فى مؤتمر أو أن تضمهم فى تنظيم.
القرآنيون ليسوا كذلك . هم فقط منهج عقلى فى فهم الاسلام ، وعقول تقرأ القرآن الكريم قراءة موضوعية بمفاهيمه هو ثم تنظر من خلاله الى تراث المسلمين وتتمنى اصلاحهم بالاسلام و القرآن الكريم. ولأنهم إتجاه فكرى فمن المستحيل وضع تصور عددى لهم .
ولكن يمكن لى من خلال التعامل مع من يتجاوب مع المنهج الفكرى لأهل القرآن أن أضع بعض المؤشرات :
لو تم رفع الاضطهاد عن القرآنيين وتمتعوا بحريتهم ـ التى يكفلها لهم القانون وكل الأعراف ـ لاصبح عددهم بالملايين ، ولأصبح الاصلاح السلمى ممكنا .
هناك من يؤمن بنفس أفكار القرآنيين ومنهجهم الاصلاحى السلمى الفكرى الثقافى لكنه غير مستعد للمجازفة بحياته فى سبيلها ، طبقا لهذا المعيار فهناك ملايين القرآنيين فى مصر وخارجها .
هناك قرآنيون متعاطفون ونشطون بطريقة ما بحيث لا تعرضهم للخطر ، وبهذا المعيار فان عدد القرآنيين يتجاوز مئات الألوف فى مصر وحدها .
هناك قرآنيون ارتبطوا بالعمل السلمى الاصلاحى فى ميادين الكتابة و النشر ، وأولئك عشرات ، ولاشك أن الأمن لديه ملفات خاصة بهم ، حيث أصبحت الكتابة الاصلاحية المسالمة المستنيرة جريمة بينما أصبح من الفضائل الافتاء برضاعة الكبير والتبرك ببول النبى . وبدلا من أن نتنناقش حول حقوق المواطنة وحقوق المرأة و حقوق الانسان والأقليات و الديمقراطية من داخل الاسلام أصبحنا ندافع عن رضاعة الكبير. وفى الوقت الذى تدخل فيه بلاد المسلمين فى أتون حروب اهلية ينشغل أولئك العلماء بالحجاب و النقاب و الرضاع و البول . وأرجو أن تقرئى مقالى المنشور منذ عدة أشهر تحت عنوان ( البكاء غدا على أطلال وطن ) وقد حذرت مما يحدث الان ناعيا على أولئك العلماء جر اهتمامات المسلمين الى قضايا فرعية هامشية بينما تسيل دماؤهم أنهارا.

لماذا هذا التصعيد المفاجئ ضد القرأنيين الآن ؟

ربما لأن الانترنت أتاح نافذة للاصلاح الذى يقوم به القرآنيون ، ولأن هذا الاصلاح السلمى غير مرغوب فيه فلابد من وقفه بالاعتقال . مع انه لا يمكن إعتقال فكر ، ولا يمكن سجن قلم ولا يمكن مطاردة عقل .

ما تفسيرك لحملة اعتقال بعض القرانيين وهل هي تشبه حملة الامن علي الاخوان المسلمين؟

الاجابة الحقيقية عند الجانى و ليس المجنى عليه. نحن لم نخرق قانونا ، حتى قانون الطوارىء نفسه . ولذا فاننا لا نجد تفسيرا لما يحدث. ليس لدينا سوى الاستغراب. من حقنا ـ بل من واجبنا كمصريين أن نفكر فى اصلاح بلدنا سلميا بدلا من الهوة التى تنتظرنا جميعا.
فهل يكون إنشغالنا باصلاح بلدنا سببا للاعتقال والاضطهاد ؟


ما تفسيرك لمهاجمة الامن لمنزلك خاصة وانك تقيم بالولايات المتحدة منذ سنوات طويلة ؟
هذا يعنى ببساطة أننى المقصود ، خصوصا وقد قاموا بترويع العجائز من السيدات فى بيتى فى القرية .. وقاموا بترويع كل أهلى وهم مسالمون (غلابة ).

هل يمكن ان نطلق علي القرانين انهم فئة من المسلمين كالشيعة مثلا ؟

قلت إننا إتجاه فكرى عقلى منهجى فى فهم الاسلام ، و يريد الاصلاح السلمى للمسلمين من داخل الاسلام بعد أن ثبت فشل القائمين على المؤسسات الدينية الرسمية فى القيام بالاصلاح ، بل ثبت أنهم سبب التخلف واتهام الاسلام بالتطرف و الارهاب و التخلف .


ما هو الاطار الذي يحكم القرانيين كهيكل اوتنظيم وتصورهم عن علاقة الدين بالسياسة. ؟

قلت إن القرآنيين ليسوا تنظيما أو فئة او طائفة ، بل هو منهج مفتوح أمام كل الدارسين و الباحثين و المفكرين المسلمين لفهم حقائق الاسلام بقراءة موضوعية للقرآن الكريم وفق مصطلحاته ، وبقراءة نقدية للتراث وفق مصطلحاته وظروفه المكانية و التاريخية .
ومن الطبيعى مع اختلاف مستويات القرآنيين العلمية و البحثية أن يقعوا فى الاختلاف ، وهذا ما يحدث فى موقعنا حيث تتشابك الاراء وتختلف ، وهذا وارد ـ
وأقول أننا لا زلنا نحاول الفهم ولا بد من احترام الاختلاف فى الرأى فيما بيننا واحترام الاختلاف فى الرأى مع غيرنا من المسلمين وغير المسلمين .باختصار فان كل منتسب للمنهج القرآنى له عقله وفكره وله أدلته ، وكل ما ارجوه هو أن نتعلم آداب النقاش واحترام الاختلاف فى الرأى .
ونحن نرفض استخدام الدين بالسياسة ، ونقول أن المسلم الذى يخشى الله تعالى هو الذى يتطوع بقول الحق و الدعوة السلمية للحق دون أن يفرض رأيه على احد أن أن يأخذ من الناس أجرا.


هل يمكنا القول بان القرانيين اعتمدوا علي أصول تراثية في التاريخ الاسلامي القديم ؟

الاحتكام الى القرآن الكريم فرض ديني منصوص عليه فى القرآن الكريم نفسه (الأنعام 114 )
والاحتكام الى القرآن الكريم فى الخلافات السياسية و المذهبية و الفكرية أساس فى الجدل السياسى و الدينى بين المسلمين طوال تاريخهم منذ التحكيم فى موقعة صفين الى المناظرات بين علماء الحديث وعلماء الكلام والفقه والأصول حيث جرى التبارز بالايات .
الفارق بيننا و بينهم ـ كما أتصور ـ وقد أكون مخطئا ـ أننا لا ندخل على القرآن الكريم برأى مسبق وننتقى له من الآيات ما يوافق رأينا ونتجاهل أو نؤول ما يخالفنا من آيات أخرى.
هذا ما جرى عليه أغلب من احتكم االى القرآن الكريم لكى ينتصر على خصمه أو لكى يخدع خصمه ـ بدءا من عمرو بن العاص فى التحكيم فى صفين الى الجدل بين علماء الكلام و الفلسفة والفرق ( الاسلامية )
من قرأءة كتبهم تجدهم انتقوا من الايات ما يعزز مقدما وجهة نظرهم .
بالنسبة لنا نحن ندخل على القرآن طالبين الهداية ، ومستعدين لقبول ما يقوله القرآن الكريم مهما خالف ما وجدنا عليه آباءنا. بعد هذا التوجه المخلص لمعرفة الحق نقوم بتجميع كل الآيات المتصلة بالموضوع و نبحثها جميعها ، ونتدبرها كلها وفقا لقراءتها طبقا لمفاهيم القرآن نفسه، لأن مفاهيم القرآن تخالف ـ فى أحيان كثيرة ـ مفاهيم التراث..و من يقرأ كتبى المنشورة على موقعنا يجد تطبيق هذا المنهج ( القرآنى )، ومن هنا فنحن قرآنيون لأننا أصحاب منهج فى فهم القرآن والتراث يخالف الاخرين .

انت مثار للقلق منذ البداية خاصة رسالة الدكتوراه حول اثر التصوف في مصر العصر المملوكي والتي ناقشتها بجامعة الازهر هل تذكر ما حدث ؟

لو نشأت فى مجتمع صحى ما كنت مثارا للقلق ـ بل كانوا سيعتبروننى مثارا للفخر. الاجتهاد لا يكون مثارا للقلق إلا إذا كان المجتمع مريضا. وأسوأ أنواع المرض هو أن يرفض المريض العلاج ، وأن يتهم الطبيب وأن يلعنه رافضا العلاج معتزا بمرضه .
حين كنت مدرسا مساعدا فى جامعة الأزهر كان يمكننى أن أحصل على الدكتوراة بسهولة كما يفعل الاخرون ، بمجرد نقل المكتوب من رسائل اخرى ، ولكننى صممت على أن أكون باحثا حقيقيا لأجيب لنفسى اولا على السؤال الذى كان يؤرقنى منذ الصغر ، وهو : ما هو السبب فى تخلف المسلمين ؟ اهو الاسلام أم المسلمون أنفسهم . وبقراءة القرآن الكريم قراءة موضوعية وجدت أن الاسلام أعز وأرفع و أقدس من أن تطوله الاتهامات، وعندما كنت التفت الى كتب التراث التى كنا ندرسها بالأزهر يتاكد لى أن العيب فيها و ليس فى الاسلام . ولذلك صممت على أن أبدأ ببحث التصوف ، وكان ذلك فى رسالة الدكتوراة ، وقد عطلونى ثلاث سنوات ( 1977 ـ 1980 ) ليرغمونى على تغيير ما كتبت ، وفى النهاية اتفقنا على حذف ثلثى الرسالة ومناقشة ثلثها فقط ، وأجيزت بمرتبة الشرف الأولى ، وبعدها عام 1985 قدمت خمسة كتب لنيل درجة استاذ مساعد وكانت تناقش الفكر السنى و الأحاديث فحدث الاضطهاد الثانى الذى ترتب عليه وقفى عن العمل عامين فى داخل الجامعة و مصادرة كتبى الخمسة و منعى من السفر و من الترقية واحالتى للتحقيق ، وقدمت لهم استقالتى فرفضوها فرفعت عليهم قضية فى مجلس الدولة لارغامهم على قبول الاستقال . وتركت الجامعة إلا إنهم و بالنفوذ السعودى جعلوا النظام يسجننى شهرين فى آخر عام 1987 بتهمة انكار السنة .


الاسلام دين السلام من اهم مقالتك والتي عرضت فيها للاسلام من وجهة نظر القرانيين والسنة فالي أي مدي تجدهما مختلفين ؟
هما متناقضان . يكفى أن تقرأ قوله تعالى ( لا إكراه فى الدين )( البقرة 256 ) وأن تقارنه بالحديث السنى الكاذب الذى يقول ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا .. )
يكفى أن تقرأ وصف الله تعالى لخاتم النبيين محمد عليه السلام بأنه رحمة للعالمين ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( ألأنبياء 107 ) ثم تقرأ أحاديث مثل ( جعل رزقى تحت ظل رمحى ) وفتاوى القتل وغيرها . طبعا كلها أحاديث كاذبة يجب على كل مؤمن محب لرسول الله عليه السلام أن يبرئه من هذه الأكاذيب.


كيف يري القرانيون السنه في ضوء منهجهم ؟
الاجابة موجودة فى مقال ( الاسناد ) المنشور على موقعنا ( أهل القرآن )
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=20
وقد قمنا بعمل مناقشة لهذا المقال على الموقع فى ( رواق أهل القرآن )


لماذا يري البعض ان القران يتعامل مع العموميات والسنة تكمله بالحديث عن الفرعيات ؟

هذا خطأ فالقرآن الكريم ملىء بالتشريعات الدقيقة و المفصلة و المكررة.
وهناك منهج لفهم تشريعات القرآن واختلافه عن تشريعات الفقهاء ، وقد كتبت فيه فى أبحاث منها ما نشر على موقعنا و المواقع الأخرى مثل ( التأويل ) وأبحاث أخرى فى سبيلها للظهور لتوضح فهم القرآن و تشريعاته. وهناك كتاب لى منشور فى موقعنا هو ( القرآن وكفى مصدرا للتشريع ) فيه الكثير مما يجب أن يعرفه المسلمون عن التناقض بين الاسلام و تلك التى يسمونها بالسنة ـ أى أحاديث البخارى و غيره.

هل لجا القرانيون لمنظمات حقوقية لرعايتهم او الدفاع عنهم؟

مركز اندلس لدراسات التسامح والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية ، أوجه لهما الشكر ـ فهم يحاولون معاونة أهلى ( الغلابة ) فى محاولة الاطمئنان على المقبوض عليهم ومعرفة مكان أحتجازهم ، والى الان لم يروهم ، ولم يتم عرضهم على النيابة و لم يتم توجيه تهم محددة لهم ـ بعد مرور اكثر من اسبوعين من اعتقالهم ظلما وعدوانا.
والله تعالى هو المستعان وهو خير حافظا وهو ارحم الراحمين ..

الا تري ان تخبط الفتاوي خاصة من المفتي دليلا علي ان السنة تحتاج الي وقفة.

ليست هذه (سنة ).
هذه أكاذيب نسبوها للنبى محمد عليه السلام بعد موته بقرنين واكثر من الزمان.

اجمالي القراءات 23733