كيف يتعامل المسلمون مع القرآن الآن ؟؟

رضا عبد الرحمن على في الجمعة ٢٢ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كيف يتعامل المسلمون مع القرآن الآن ؟؟

كل شيء في هذه الدنيا خـُلِقّ لسبب عند المولى عز وجل..

خـُلـِق الماء لجعل الحياة في كل شيء حي ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)الأنبياء :30
خلق الله عز وجل الجن والإنس ليعبدوه .. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات : 56
أرسل المولى عز وجل الرسل مبشرين ومنذرين (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) الأنعام : 48

والطبيعي أن كل رسول له رسالة ، وكل رسالة يجب الإيمان بها ، والعمل بما فيها والحفاظ والمحافظة عليها ..
ولكن مع الأسف لم يفلح المسلمون في التعامل مع رسالتهم الخاتمة ، وقد أضلهم الشيطان عن الذكر ، ولذلك عند البعث يقول الرسول عليه السلام أن قومه اتخذوا القرآن مهجورا ـ والآيات من (الآية 21 إلي الآية 30 ) من سورة الفرقان توضح بالتفصيل الموقف يوم القيامة ، وكيف يعض الظالم على يديه لأنه ضلَّ عن الذكر ، كما يندم على اتخاذ من أضله عن الذكر خليلا ، وتنتهي الآيات بقول الرسول عليه السلام يبرئ نفسه أمام المولى عز وجل بالآية 30 من السورة يقول تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) الفرقان : 30 ، وهذا هو واقع الأمر يوم القيامة أن يتبرأ الرسول من الذين تركوا الذكر وتركوا الرسالة ، وليس كما يتوقع معظم الناس أن النبي سيكافئهم بالشفاعة لأنهم أساءوا للقرآن ، اتبعوا البخاري وهجروا القرآن كتاب الله عز وجل ..
وفي عصرنا هذا ، وبعد هذه القرون الطويلة ، التي حفلت بتدوين دين جديد من صنع البشر ، وأصبح ينافس الرسالة السماوية القرآن الكريم ، وأحيانا يتفوق عليها عند البعض .. فنقول إن المسلمين أغمضوا عنها الأبصار بالفعل ، ولا يقبلون التحدث عن الدين من خلال القرآن وحده ..!!
ونقول أيضا ـ هل تعود المسلمون على الفتاوى المعلبة ؟؟؟ وهذا مخالف لكتاب الله عز وجل ـ لأن كل مسلم مطالب بالبحث والتدبر في كتاب الله على قدر علمه ومعرفته ، والهدى من عند الله عز وجل ـ يقول تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت : 69، وهنا الخطاب لكل الناس ، وليس لفئة معينة .. حتى لا يعتقد البعض أن فهم الدين (القرآن) قاصر على مجموعة من البشر بعينها ..

ونقول عن المسلمين ـ هل غيبوا الحقائق القرآنية لأنها لا تتناسب مع طموحاتهم في الحياة ؟
, ولأنها تزعجهم وتخيفهم , ولأنهم من خلال هذه الحقائق مطالبون بالعمل الجاد ,العمل الصالح للفوز برضا الله في الآخرة ..؟؟
, أو لأن التمسك بالقرآن وبما فيه من تشريعات واضحة وصريحة ومحكمه ولايمكن لأحد التلاعب بها ـ يغضب الكثير من المسلمين .. ؟؟ ، ولأن القرآن ليس حمال أوجه ـ كما يقولون ..
هل يريد المسلم شريعة مطاطة توفر له التهرب من أوامر المولى عز وجل ، وفي نفس الوقت تمنيه أنه من أهل الجنة في الآخرة ..؟؟
هل يريد الإنسان منا نعيم الدنيا والآخرة ؟؟ يقول تعالى ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران : 142
لماذا لا نتعامل مع القرآن الكريم كما أمرنا المولى تبارك وتعالى ؟؟ في
قوله تعالى الذي يوضح أن المولى عز وجل يـَسَّره للذكر، وهذا حكم من الله (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) القمر :17,22,32,40 تكررت نفس الآية الكريمة في نفس السورة أربع مرات !!!! كم مسلم يعمل اليوم بهذه الآية ؟؟؟

ويقول تعالى يؤكد أن القرآن هو سبيل الهداية والبشرى للمؤمنين الصالحين ـ (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء : 9

ويقول تعالى أن إتباع القرآن وحده فرض أو وصية من الله عز وجل ، وأن إتباع طرق أخرى غيره هي بـُعد وفرقه عن الصراط المستقيم (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )الأنعام : 153 ـ أليس من الواجب أن نتبع وصية المولى عز وجل ..؟؟


ويقول تعالى يوضح أن القرآن كامل ، ما فرط في شيء (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )الأنعام : 38 ، ويقول تعالى مؤكدا أن هذا القرآن لو كان من عند غير الله لكان فيه اختلافا كثيرا ، وهذا واضح في جميع كتب الدين التي كتبها البشر .. يقول تعالى (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ) النساء : 82
ويقول سبحانه أن من لم يتدبر القرآن كمن على قلوبهم أقفال ..
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد : 24

هل يرى المسلمون القرآن غير كاف ، رغم ما فيه من رحمة وذكرى لكل مؤمن ، وبالتالي ينطبق عليهم قول الله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) العنكبوت : 51
أو ينطبق عليهم قوله تعالى (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) الزمر : 45
, وقوله تعالى ( وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) الإسراء : 46 وهل يهتم المسلم بالقرآن كتاب الله نفس اهتمامه بكتب الدين الأخرى التي كتبها البشر ؟؟؟

,كم من المسلمين يتدبر القرآن ؟ كم من المسلمين يجتهد في فهم القرآن ؟؟؟؟
إن موضوع فهم القرآن والتدبر في آياته متاح وميسر للجميع وغير قاصر على فئة معينة من المسلمين كما يعتقد البعض ــ فالدين ليس حكرا لأحد وكل إنسان منا سيفهم على قدر اجتهاده وبحثه وتدبره وعلمه ، وهذا ما ذكر في القرآن يقول تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت : 69 ، يقول تعالى عن وضوح القرآن وأنه كتاب محكم ومفصل من عند الله (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) هود : 1

ــ وبعد هذا العرض لعظمة القرآن كتاب الله عز وجل المنزه عن الخطأ والنقيصة ـ سأضرب بعض الأمثلة الحية من داخل المجتمع المصري توضح كيف يتعامل المسلم : اليوم مع القرآن :القرآن كتاب التشريع الأول والأخير للمسلمين ـ الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كما يقول رب العزة جل وعلا ، إليكم الأمثلة :
بعض الناس يضعون المصحف في السيارة للحماية من الحسد : وطبعا سيدافع البعض ويقول أننا نقرأ فيه بعض الوقت ـ للأسف الشديد لم أرى مصحفا في سيارة إلا وجدت عليه كميه من الغبار و الأتربة ..!! وهذا معناه أن المصحف لم يتحرك من مكانه منذ وضعه في السيارة ، ويؤكد السبب الذي وضع من أجلة في السيارة ..
والبعض يضعه تحت المخدة للتخلص من الكوابيس ، أو لجعله حجابا ليبعد عن الولد الحسد والعين القبيحة كما يعتقد بعض الناس ..
والبعض يستخدمه في الدجل ودعوى إخراج الجن من الملبوسين أو الملموسين أو الممسوسين بالجن ..
وأخر يضعه في أشرطة الكاسيت في السيارة ليبدأ اليوم بالقرآن ويسمونها اصطباحه ، وبعد الإصطباحه ينشغل بأغاني نانسي عجرم ، وأنا لا أرفض سماع الأغاني ، ولكن أعرض كيفية التعامل مع القرآن ..
ومنهم من يدفع لقارئ من قراء القرآن العظام الكبار من (500 إلى 5000 جنيه )في الليلة الواحدة لمجرد قراءة ( ربعين أو ثلاثة من القرآن ) : وذلك داخل صوان كبير ومكبرات صوت رهيبة , على الرغم أن كل قارئ من هؤلاء يسمى نفسه خادم القرآن الكريم ..!! ، كيف يخدم القرآن بهذه المبالغ الكبيرة ..؟! ، وكيف يفاصل في الفلوس وهو خادم للقرآن ..؟!

والعجيب .. !!! أن يكون القارئ الكبير الذي يأخذ مبلغ غير قليل من المال ـ يقرأ القرآن داخل الصوان ، والناس بدلا من سماع القرآن :: يفتحون قصص ومواويل داخل الصوان ومنهم من يدخن السجائر ومن يرد على المحمول , وكل تعليقاتهم وردود أفعالهم على القارئ تكون مبنية على جودة صوته ,وطبقات ونغمات صوته , وليس لآيات الله أي دخل في الموضوع .. !!
المهم صوت القارئ هو الذي يؤثر ويثير عواطف الناس على الرغم أنه يقرأ القرآن كتاب الله الذي أمرنا سبحانه وتعالى عند سماع آياته أن ننصت وننتبه : (وَإِذَا قرئ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الأعراف : 204

وأكبر دليل على تجاهل الناس معاني القرآن عند سماعه في صوان العزاء أنهم بعد الخروج من العزاء لا يتحدثون إلا كما يلي (أيه رأيك في صوت الشيخ وسمعته قال الآية الفلانية إزاى) ـ هذا كل ما شغلهم في الموضوع !!
وعند التجهيز والإعداد للمأتم طبعا تكون هناك أطروحات للعديد من القراء ويتم النقاش مابين مؤيد ومعارض ويكون طبعا الاختلاف على جودة صوت فضيلة الشيخ ..
للأسف الشديد هذه أمثلة موجودة في المجتمع وتنتشر في جميع طبقاته من غنى وفقير وكل من يرغب في تشييد صوانا للعزاء ..
اليوم نجد القرآن الكريم أصبح تجارة مربحة جدا ، ويرتبط هذا بمصطلح جديد ارتبط بهذا النوع من الربح ، لأن كل صاحب مهنة يحاول استخدام القرآن لأغراض مادية خاصة ، وهنا كلمة السر هي (خادم القرآن الكريم ) ، وهذا المصطلح يطلقه على نفسه كل من يقوم بقراءة القرآن الكريم في المآتم وفى دور الضيافة المخصصة للعزاء ، وهذا القارئ (الخادم) كما يدعى عند الاتصال به على تليفونه المحمول للاتفاق معه على القراءة في المأتم الفلاني ـ يتفق على المبلغ أو الأجر مقدما ، وإذا كان الأجر غير مناسب يرفض ، وكل ما يفعله التغني بالقرآن مثلما يفعل المطربون والمطربات ، ويستخدم نفس طبقات الصوت والنغمات الصوتية في قراءة القرآن لأنها بالفعل وظيفة اعترف بها المجتمع الإسلامي، وصارت من الوظائف التي يفتخر بها علية القوم في المجتمع ـ بمعنى انه كلما ارتفع سعر الشيخ الذي سيقرأ في المأتم كلما كانت العائلة ذات حسب ونسب وجاه وثراء ، ونأتي لردود أفعال المستمعين لهذا الشيخ الخادم لكتاب الله كما يدعي ، فكل ما يعجبهم في الشيخ هو صوته وأسلوبه في القراءة ، ونغمة صوته وطبقات صوته ، وقدرته على قراءة أكبر عدد من الآيات مع بعضها في نفس واحد ، هذا كل ما يشغل المسلم عند سماع الشيخ ، وتساوى في ذلك الجاهل والمتعلم ممن يذهبون إلى المآتم ، تم تهميش كتاب الله الحكيم الذي فرض علينا فيه أن نقرأه بخشوع وتمعن وتدبر في كل كلمة من كلماته ، ولم نأمر أن نتغنى به على الإطلاق ، ونستأجر قارئ (خادم) في مأتم أو عزاء وندفع له مبالغ كبيرة لكي نخالف شرع الله تعالى كما أمرنا كيف نتعامل مع كتابه عز وجل ..
فهذه أحد المخالفات الواضحة في المجتمع الإسلامي الذي يجب أن يقدس كتاب الله .
وهذه أحد الوظائف التي ظهرت في العصر الحديث للإسلام ، وأصبح المقرءون لهم لبس محدد ، وشكل متميز ، وأكل خاص ، كما أصبح لهم هيبة وتقديس من بعض المراويش والدراويش من الناس البسطاء . ورغم ذلك إن رجال الدين الأبرار بما فيهم أكبر العلماء يذهبون إلى هذه المآتم ولم ينقدوها من قريب أو بعيد ..

ومن العجيب أن يقوم طلاب العلم بتقطيع ورق المصحف وأخذه ووضعه في الجيب أوفى الشراب حتى يحاول إخراجه داخل لجنة الامتحان لكي ينجح في مادة القٌرآن الكريم ، ونسى هذا الطالب المسكين أن هذا المصحف كتاب الدين , والعقيدة والتشريع الإسلامي :: ولكن الطالب يريد النجاح ليس إلا ...!! ، ويحدث هذا في امتحانات القرآن الكريم التحريرية في جامعة الأزهر .. ، وفي الثانوية الأزهرية ..

, ولم نسمع عن إعطاء جائزة لطالب مسلم أو طفل مسلم :لأنه من خلال تدبره في آيات الله توصل لحقيقة قرآنيه في موضوع معين :: , ولكن جميع الجوائز تعطى لحفظة القرآن وجميع المسابقات تسمى مسابقات حفظ القرآن !! (أنا مش ضد حفظ القرآن لا سمح الله) : لكنى أطالب بعمل مسابقات للتدبر والاجتهاد في كتاب الله كما وصانا المولى تبارك وتعالى في كتابه العزيزفى كثير من الآيات يقول تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد : 24 , حتى نصنع جيلا من المفكرين النابهين الذين يفهمون القرآن من خلال القرآن , بدلا من عشرات الأجيال التي تردد ما تسمعه من السابقين وتعلمه لمن يتلوها ليس أكثر دون إضافة أي جديد . فيصبحون مثل الببغاوات ليس لهم أي دور في الحياة سوى تكرار ما يسمعونه حولهم ونقله لمن بعدهم : لأنهم يحفظون ولا يتدبرون , ولأنهم فهموا القرآن من خلال كتب أخرى ..

سؤال صعب يطرح نفسه ... كم عدد الآيات القرآنية التي يقرأها الإمام أو الخطيب يوم الجمعة أثناء إلقاءه الخطبة على الناس .. ؟؟ وهل تتناسب مع عدد القصص التي يحفظها من كتب الخطابة..؟؟ وأشهرها كتاب الخطب المنبرية الذي يقتنيه جميع خطباء المساجد ، وأصبحت هذه الخطب بديلا للقرآن !!! على الرغم أن المولى تبارك وتعالى حسم الأمر في صلاة الجمعة في قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )الجمعة : 9 هل هناك أفضل من ذكر الله القرآن لنسعى إليه ..
أكيد جميعنا يصلى في المساجد فأرجو من حضراتكم عندما تذهبون لصلاة الجمعة المرة القادمة فليحاول أحدكم أن يعد الآيات القرآنية التي سيقرؤها الإمام في خطبته , وهل ستتفق الخطبة مع الآية الكريمة في سورة الجمعة ؟؟؟؟
وفى النهاية : أنا لا أهاجم الناس ولكن سأطرح سؤالا ـ من الذي جعل المسلمون يتعاملون مع كتاب الدين بهذه الأساليب الغريبة شأنه شأن أي كتاب عادى على الرغم أن القرآن الكريم أخر الكتب السماوية , وهذا الكتاب سنحاسب عليه جميعا أمام الله عز وجل ..

رضا عبد الرحمن على ـ مدرس بالأزهر

اجمالي القراءات 17044