الكتور محمد الشحات
رسالة الى الدكتور محمد الشحات

زهير قوطرش في الجمعة ٢٢ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أحببت من خلال هذه المقالة أن ارد على الدكتور محمد الشحات الجندي ،الذي اتهم أهل القرآن بالعديد من التهم ،وخجل أن يقول أنهم من المرتدين ، واكتفى بأنهم من الرافضين أو الرافضة ،ومن ثم تحق عليهم عقوبة الردة مستقبلاً... دكتور محمد ، أهل القرآن هم مجموعة من المسلمين ،عزَّ عليهم وضع الامة المتخلف والمنحط ، وعز عليهم أن تكون الامة في أخر درجات سلم الحضارة في هذا الزمن . وكأن الله عز وجل قد تخلى عن المسلمين والعياذ بالله ، والسبب في ذلك لأن خاصتها من امثالكم وعامتها الذين تم تضليلهãde; . تخلوا عن كتاب الله ،وأسسوا على السنة القولية والموحاة حسب اعتقادهم ،وبالتالي أشركوا بالله ، والدليل على ذلك ما نراه من صحوة النقل،وتعطيل العقل، فهل هذا يرضيكم يادكتور ،ويناسب طموحاتكم الشخصية ....لهذا أنا العبد الفقير الى الله ، أمثل عامة الناس ،لست فقيها، ولا رجل دين ،ولست ضليعاً في أمور اللغة العربية، معلوماتي متواضعة ، وثقافتي بالكاد تبلغ عشر ثقافتكم..ومع هذا آليت على نفسي أن ابحث وأفكر واتقصى الحقائق لأضع النقاط على الحروف ،علي أستدل على بعض من اسباب التخلف عند المسلمين ،وصرت أسأل نفسي سؤالاً واحداً ،من أين جاءت فكرة السنة النبوية القولية ،وهل فعلاً هي وحي من الله ،وهل كل هذا التنوع من الاحاديث في كل تناقضاته كتاباً يوازي القرآن الكريم ، وهل القرآن لايفهم بدون السنة القولية ،بدأت رحلة البحث في العديد من كتب التراث وأحببت ان أقدم لكم ولقراء أهل الكتاب ما قاله السلف من الصحابة والتابعين عن موضوع تدوين السنة ، وجعلها وحياً، وقد أقتبست حديثاً على الأقل لكل صحابي لأنني أعلم علم اليقين بأنكم ستقولون وكالعادة هذا حديث ضعيف... أي تضعفون ما لا يناسبكم ، فاعذرني أرجوك يادكتور وتقبل مني هذا الرأي برحابة صدر المؤمن، فنحن تجمعنا العقيدة والتوحيد إن شاء الله.
من هو رسول الله محمد(ص)
محمد (ص) هو رسول الله وعبده المأمور بإيصال رسالة محددة للناس وإبلاغها ،دون أن يكون له حرية التصرف من عنده، وليس له حرية التأويل والتفسير كما يشاء، وقد كان تحت عين الله ومراقبته،وكان الله يعصمه من اخطاء نفسه ومن الناس ونواياهم في معارضة دين الله...وكونه رسولاً أو نبياً كان مجال التحرك عنده حدود القرآن ، حتى قيل عنه (ص) أنه كان قرآناً يمشي على الارض ، علم القرآن وكُتب القرآن تحت عينه وعين رب العالمين من خلال الملك جبريل. فثبتت عنده العقيدة ،والتي أساسها التوحيد.. وعلم المسلمين أنذاك العبادات كما جاءت في عمومها في القرآن الكريم، حيث تركت بعض التفاصيل للفعل البشري أي لتصرف النبي ...وهذه رحمة وتسهيلاً للمؤمنين ،ونقلت الينا العبادات بالتواتر، فثبتت العبادات وثبتت منظومة الاخلاق. .أما تصرف الرسول كونه حاكماً أوكونه قاضياً او قائداً للجيش ، ومدبراً لشؤون المؤمنين والناس الذين كانوا يعيشون في كنف المسلمين في الجزيرة العربية ، ومواقفه من الجوار من الناحية السياسية وما ترتب على كل ذلك من اقوال وافعال وتصرفات ،ليس لها علاقة بصلب العقيدة الاسلامية، فقد كانت لها صفة المحدودية الزمانية والمكانية ،وهي وظائف دنيوية، أما أمر الرسالة فهي ازلية.(وهنا حدث الخلط مابين الأمرين عند الخاصة في امة الاسلام ،وتبعها بذلك العامة)
الشيطان خلقه الله وله مهمة ضمن مشيئة الله وذلك ليضل الناس عن طريق الهداية(الاختبار، والبلاء) .والضلالة لها أبواب كثيرة وأكثر ما يقع في هذه الضلالة مع كل أسف المشايخ والعلماء...لماذا؟ لأن ضلالهم ليس فردياً وحسب، بل ستضل معهم الامة... كما حصل مع الديانات الأخرى.ومع أكثرية علماء الوحيين ،وعلماء النقل بدون العقل، ضلوا السبيل واضلوا غيرهم.... قد يسأل أحدهم هات برهانك إن كنت من الصادقين.... أقول أنظروا الى حال الامة وما وصلت إليه من الانحطاط بسبب هذا المنهج الشيطاني الابليسي الذي سيطر على عقول الخاصة فضلت معهم العامة والعياذ بالله ألا يكفي هذا الدليل!!! 
وهذا ما يفسر الفرق بين المؤمنين الأوائل من الصحابة والتابعين الذين لم يخالفوا على الاطلاق تعاليم الرسول(ص) وأوامره وخاصة فيما يتعلق بكتابة أقواله الخاصة، لأنهم كانوا يعلمون انه نهى عنها بشدة ، فكانت قوة الايمان تردع الشيطان من أن يؤثر بهم ويغريهم .... لكن الشيطان لنا بالمرصاد وهو على ما هو عليه ينتظر الفرص المؤاتية ليمارس غوايته واغرائه.... وانتظر حتى جاءت أجيال الامة التي ضعف إيمانها ،وضعفت عقيدتها وأصبحت نفوس هؤلاء العلماء والمشايخ ضعيفة لدرجة أنهم اقدموا على كتابة الحديث إرضاء للأهواء السياسية أو المصلحية الضيقة... وأصيب بعضهم بعد ذلك بعذاب الضمير من ذلك قول الزهري (أستكتبني الملوك فأكتبتهم ،فا ستحييت من الله إذ كتبها الملوك ألا أكتبها لغيرهيم ) ومعنى ذلك أنه استحى من عامة الناس بعد أن كتب الاحاديث للملوك ،ولكنه يعلم في دواخله أنه قد خالف أوامر الرسول (ص). وهكذا تغلبت قوى الشياطين على قوة العقيدة والايمان ... وتم الشرك الذي كان له الأثر السيء وما زال على حياة المسلمين. عندنا كتاب الله كمنهج ،وهذا المنهج رسم لنا الطريق المستقيمة والصحيحة... فتخلينا عن الطريق ومن ثم تركنا المنهج ...فتخلى الله عنا .....وصرنا مضرب المثل في التخلف والخنوع والفقر والوساخة ( البدن ،والنفس ،والبيئة) ولن ينصرنا الله إلا إذا تغيرنا في نفوسنا وعدنا الى كتاب الله.

(اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا). بعد ذلك توفي الرسول وكان وحي الله محفوظاً في القراطيس وفي الصدور ،فهل نحن بحاجة الى من يكمل الدين . الكل يردد الحديث (لاتكتبوا عني .....) وهاهو البخاري يجمع أكثر من نصف مليون حديث من الاحاديث . ولو كانت مشيئة الله تأمر بجمعها لأمرنا في كتابه الذي لم يترك لاكبيرة ولا صغيرة إلا وذكرها..... ولنرى ما هو موقف الصحابة من تدوين سنن العبادات فقط وليس الحديث.

موقف الخليفة أبي بكر الصديق
-روى الحاكم بسنده عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : جمع ابي الحديث عن رسول الله(ص) وكان خمسمائة حديث فبات يتقلب كثيراً. فلما أصبح قال أي بنيتي، هلمّي الأحاديث التي عندك فجئته بها، فدعا بنار فحرقها. تذكرة الحفاظ الصفحة الخامسة

موقف عمر بن الخطاب:
- عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي (ص) في ذلك فأشاروا عليه بان يكتبها، فطفق يستخير الله شهراً (السنن هي سنن العبادات، وليست سنن الاحاديث) ثم هو أصبح يوما وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً، فأكتبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء ابداً) جامع بيان العلم وفضله جزء1 الصفحة 64.

-وقوله ايضا (لا كتاب مع كتاب الله)المصدر نفسه
- وقوله عندما راى احداً وقد نسخ كتاب دانيال ، ضربه وقال له ( أنطلق فامحه... ثم لاتقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس فلئن بلغني عنك أن قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكنّك عقوبة)
- وهاهو عمر يخطب بالناس فيقول: (أيها الناس إنه قد بلغني أنه قد ظهرت في ايديكم كتب فأحبّها إلى الله أعدلها واقومها، فلا يبقين أحد عنده كتاب إلا أتاني به، فأرى فبه رأيي قال : فظنوا أنه يربد أن ينظر فيها،ويقوذمها على أمر لايكون فيه اختلاف . فاتوه بكتبهم فأحرقها بالنار، ثم قال ( امنية كامنية اهل الكتاب) كما انه كتب الى الأمصار (من كان عنده منها شيء فليمحه) تقيد العلم ص52 ،وجامع بيان العلم ص42- ج2 .

- راي علي بن أبي طالب.
قال علي رضي الله عنه يخطب الناس قائلاً( أعزم على كل من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث اتبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم) جامع بيان العلم وفضله ص63-ج1

موقف باقي الصحابة:
زيد بن ثابت يأبى أن يكتب عنه مروان بن الحكم ويقول له ( إن رسول الله (ص) أمرنا ألا نكتب شيئاً من حديثه )
- ابو هريرة يقول ( لا نكتب ولا نُكتِب ) جامع بيان العلم وفضله ص 66-ج1

- في رواية عن ابي سعيد الخدري أنه قال : (أتريدون أن تجعلوها مصاحف؟ إن نبيكم (ص) كان يحدثنا فنحفظ فاحفظوا كما كنا نحفظ) ...وكره ابو موسى أن يكتب ابنه عنه مخافة أن يزيد او ينقص ومحا ما كتبه بالماء، وفي رواية قال (احفظوا عنّا كما حفظنا)..وفي رواية عنه أنه قال ( إن بني اسرائيل كتبوا واتّبعوه وتركوا التوراة).


موقف عمر بن العاص....
-عمر بن العاص يزعم أن رسول الله (ص) قد سمح له وحده أن يكتب الحديث دون غيره من الناس، وأنه سمح له أن يحدث الناس عن بني اسرائيل ولا حرج.)... كل الصحابة أتلفوا كل كتب الحديث والسنن العملية واستبقوا القرآن الكريم ،ومنعوا الناس أن يأتوا بمثل ذلك ... الرسول منعهم وكان أيضاً موقفهم المنهجي الصارم ورؤيتهم المستقبلية في خوفهم على أن يهجر الناس القرآن ويتدبروا ما كتب الناس . إلا عمر بن العاص الوحيد منح كرت اخضر من النبي (ص) (بدون تعليق)

والمقالة تطول ، ولكني لا أحب أن أثقل على أحد في عصر السرعة وعصر المقالات القصيرة.... ومن كل ما تقدم أريد أن أسأل الدكتور ...هل أهل القرآن أتبعوا ما قاله رسولهم الكريم وما طبقه الصحابة والتابعين جميعاً؟ ولم يتبعوا عمر بن العاص الذي أتبعتموه انتم ،فمن هو على حق بالله عليك..... الاعتقال لن يفيد.... والضغط لن يفيد لأن الطريق أصبحت واضحة ..انها طريق أهل القرآن...وشكراً

اجمالي القراءات 16383