القاموس القرآنى : باب / أبواب

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٠ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : باب / أبواب

مقدمة :

1 ـ مصطلح ( باب / أبواب ) فى العربية متعدد ، هناك الاستعمال الحقيقى ( باب البيت ، باب الحارة ، باب الحجرة ، باب الدولاب ، باب فى كتاب ، باب الفتوح فى القاهرة ، باب زويلة ..) وهناك الاستعمال المجازى : ( الباب العالى كناية عن  سلطان الدولة العثمانية ، باب النبى ، باب القبول ، باب الرزق .. )

2 ـ فى القرآن الكريم هناك إستعمال ل ( الباب / أبواب ) بالمجاز ، وهو قليل . أما الأغلب فهو الاستعمال الحقيقى .

3 ـ ونعطى تفصيلا :

أولا ( باب / أبواب ) فى الاستعمال المجازى :

1 ـ أبواب الرحمة وأبواب العذاب الدنيوى . قال جل وعلا :

1 / 1 : عن عذاب دنيوى حلّ بقريش : (  حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿المؤمنون: ٧٧﴾.

1 / 2 : عن الأمم السابقة التى أهلكها الله جل وعلا : (  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿الأنعام: ٤٤﴾. ليس هناك أبواب مادية للرحمة أو العذاب ، فالتعبير هنا مجازى .

2 : فى إستحالة دخول الكافرين الجنة . قال جل وعلا :

 (  إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ٤٠﴾، أى لا تتفتح لهم أبواب الرحمة ولا مجال لدخولهم الجنة .

3 ـ  فى إنفجار الساعة . قال جل وعلا :

 (  وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ﴿النبإ: ١٩﴾ التعبير هنا مجازى عن تدمير الكون .

4 ـ  فى هطول الماء فى طوفان نوح . قال جل وعلا :  ( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴿القمر: ١١﴾. السماء هنا تعنى الغلاف الجوى ، وقد إنفتح بماء منهمر .

5 ـ عن طلب الكفار من العرب العروج الى السماء كآية حسية ، قال جل وعلا أنه حتى لو تحقق ذلك فلن يؤمنوا : ( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴿  ١٤﴾ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ﴿١٥﴾ الحجر ) ، باب السماء أو من السماء يأتى مجازا هنا .

ثانيا : الإستعمال الحقيقى :

 ( باب / أبواب ) القرية ، المدينة ، حدود الدولة

1 ـ باب القرية :

1 / 1 : . قال جل وعلا  فى قصة بنى إسرائيل :

 ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ البقرة )

1 / 2 :(  وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٦١﴾ الاعراف )

1 / 3 : ( وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ﴿النساء: ١٥٤﴾. هنا السجود عند باب للقرية ، وهو باب مادى حقيقي .

2 ـ باب الدولة ، أو بوابة الحدود

1 ـ فى قصة يوسف : عن دخول أخوته الى الحدود المصرية وبوابات الحدود . قال لهم أبوهم يعقوب : ( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿يوسف: ٦٧﴾. فى هذا العصر السحيق كانت لمصر بوابات على حدودها الشرقية بحُرّاس وتفتيش وأمن مستحكم متحكم ، شاعت شهرته حتى لقد خاف يعقوب عليه السلام من دخول أبنائه من باب واحد فيثيرون حولهم الشبُهات .

2 ـ فى قصة موسى وطلبه من بنى إسرائيل دخول الأرض المقدسة التى كتب الله جل وعلا لهم . رفض بنو اسرائيل دخولها خوفا من قوم جبارين يعيشون فيها ، ولديهم باب على الحدود . تدخل رجلان شجاعان . قال جل وعلا : (  قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿المائدة: ٢٣﴾

 ( باب /  أبواب ) : خارج البيت. باب البيت الخارجى :

إعتادت قريش أن تتعالى على العرب فى الحج ، فإبتدعوا لهم رسوما خاصة فى تأدية المناسك ، وأطلقوا على أنفسهم لقب ( الحُمس ) ، وكانوا وقت الإحرام لا يدخلون بيوتهم فى مكة من أبوابها بل من ظهورها  . قال جل وعلا :  ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿البقرة: ١٨٩﴾

فى داخل البيت : فى قصة يوسف وإمرأة العزيز

 قال جل وعلا :  (  وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿يوسف: ٢٣﴾. هى أحكمت إغلاق أبواب البيت من الباب الكبير الى ما دونه حتى باب حجرتها ، أغلقتها من الداخل لتنفرد بيوسف  فى حجرتها . ولكن كان زوجها معه مفاتيح للأبواب ، وقد جاء ففتّح الأبواب  من الخارج ، وظل يفتح الأبواب حتى وصل الى باب مخدعها ، وعندما هرب يوسف من الزوجة وفتح الباب فوجئا به أمام الباب . قال جل وعلا : ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿يوسف: ٢٥﴾. أى فى هذا الوقت السحيق كانت فى مصر  قصور بأبواب تُغلقُ وتُفتح من الداخل ومن الخارج .

ثالثا : ( باب / أبواب ) فى الآخرة بين الجنة والنار

أبواب الجنة

1 ـ البداية : أن يُساق أصحاب الجنة جماعات ( زمرا ) الى أبواب الجنة ، ولم يأت عدد لأبواب الجنة . قال جل وعلا : ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿الزمر: ٧٣﴾. ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا  ) يعنى إستعدت لهم ( أبواب الجنة ) ، وسيكون فى إستقبالهم ملائكة الجنة ترحّب بهم: (وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ   )

2 ـ والجنة لا مثيل لإتساعها . قال جل وعلا : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿آل عمران: ١٣٣﴾ ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿الحديد: ٢١﴾

 3 ـ وبهذا الإتّساع يستطيع أصحاب الجنة أن يروا أهل النار فى عذابهم دون أن يمسهم أذى أو أن يسمعوا حسيسها ، وقد يخاطبونهم ، مثلا واحد من أهل الجنة سيؤنب رفيقا كان له فى الدنيا كافرا بالبعث ، قال جل وعلا : ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٥٠﴾ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ﴿٥١﴾ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴿٥٢﴾ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴿٥٣﴾ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ﴿٥٤﴾ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴿٥٧﴾ الصافات ) سيكلمه حتى لو كان فى سواء الجحيم أى فى قعر الجحيم .

4 ـ فأبواب الجنة ليست مغلقة بل متفتحة أبوابها . قال جل وعلا :(  جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿ص: ٥٠﴾

5 ـ ولأصحاب الجنة مساكن فيها ، قال جل وعلا : ( وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾ التوبة ) ( غْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾ الصف ).

6 ـ  ، ولهم فيها غُرف ، قال جل وعلا : ( أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿الفرقان: ٧٥﴾( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿العنكبوت: ٥٨﴾  ( وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴿سبإ: ٣٧﴾ (  لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّـهِ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ الْمِيعَادَ ﴿الزمر: ٢٠﴾.وفى هذه الغرف والمساكن سُرر يجلسون عليها متقابلين ، قال جل وعلا : (  وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿الحجر: ٤٧﴾ (  عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿الصافات: ٤٤﴾   (   مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴿الطور: ٢٠﴾ (   عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ ﴿الواقعة: ١٥﴾  وهى سُرُر مرفوعة عالية : (   فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ﴿الغاشية: ١٣﴾، ولهذه السُّرر أبواب ، قال جل وعلا :(  وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿الزخرف: ٣٤﴾

 7 ـ وهناك أبواب لكل مسكن لأهل الجنة ، وتدخل عليهم الملائكة تحييهم . قال جل وعلا : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿  ٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾ الرعد ). أى تحييهم الملائكة عند أبواب الجنة الخارجية وتدخل عليهم مساكنهم الداخلية من أبوابها لتحييهم يقولون : ( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار)

أبواب الجحيم : على العكس من الجنة :

1 ـ  فأبوابها محددة ، هى سبعة أبواب ، كل باب منها جزء من اصحاب النار يدخل فيه . قال جل وعلا : (  لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿الحجر: ٤٤﴾، أى أربعة عشر قسما . والرقم 7 من تجليات الإجاز العددى فى القرآن الكريم .

2 ـ ويُساقون جماعات ( زمرا ) الى أبواب جهنم حيث يدخل كل جماعة من الباب المخصص لهم ، قال جل وعلا : (  وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿الزمر: ٧١﴾. هنا قال جل وعلا : (  حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )، أى يتم فتح أبواب الجحيم فجأة . ثم تتولى ملائكة الجحيم تبكيتهم : ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )

3 ـ ويتكرر تأنيبهم وهم يدخلون أبواب جهنم بأنهم سيعيشون فى عذابها خالدين أبد الآبدين . قال جل وعلا : ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿الزمر: ٧٢﴾ (  فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿النحل: ٢٩﴾ (  ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿غافر: ٧٦﴾.

4 ـ بالتالى فأبواب الجحيم هى للدخول فقط وليست للخروج ، أى هو دخول للجحيم بلا خروج بعده  . قال جل وعلا : ( كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿البقرة: ١٦٧﴾  ( يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿المائدة: ٣٧﴾

5 ـ وبالتالى فأبوبها مغلقة مؤصدة  قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴿١٩﴾ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ ﴿٢٠﴾ البلد ) ( نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴿٩﴾ الهمزة ).

6 ـ وهم فى داخل الجحيم مغلقة أبوابها عليهم يحاولون الخروج فتلاحقهم الضربات تعيدهم الى ما كانوا عليه ، ويتكرر هروبهم وضربهم فى عذاب متكرر متواصل خالد . قال جل وعلا : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿الحج: ٢٢﴾  ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿السجدة: ٢٠﴾

7 ـ وفى هذا كله لا تخفيف من العذاب ولا خروج منه . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿٣٦﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧﴾ فاطر )

8 ـ سيكون للمنافقين وضع خاص يتفق مع نفاقهم . يحاولون اللحاق بالمؤمنين فيفصل بينهم سور له باب مخصوص، باطنه المقابل للمؤمنين رحمة ، وظاهره المواجه للمنافقين فيه العذاب  . قال جل وعلا : ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴿١٣﴾ الحديد )، وسيكونون فى الدرك الأسفل من النار . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾ النساء  )

أخيرا

كل متاع الدنيا لا يعادل لحظة نعيم فى الجنة . وكل عذاب الدنيا لا يساوى لمحة عذاب فى الجحيم . 

اجمالي القراءات 3458