من ف3 : الكتابة عن المزارات:من ج 1 :( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )
مصر المملوكية فى رحلة ابن بطوطة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٣ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مصر المملوكية فى رحلة ابن بطوطة

من ف3 : الكتابة عن المزارات:من ج 1 :( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )

مقدمة

1 ـ إبن بطوطة هو ( محمد بن عبد الله اللواتى الطنجى ) من قبيلة لواته الأمازيغية ومن مدينة طنجة ، مولود عام  703 ، وتوفى عام  779.  يعتبر أشهر الرحالة فى العصور الوسطى ، لا أدل على ذلك من ترجمة كتابه ( تحفة الأنظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) الى البرتغالية والفرنسية والانجليزية ، ومقتطفات منها الى الألمانية . شملت رحلته شمال أفريقيا ومصر والحبشة والشام والعراق والجزيرة العربية و ( الحجاز ) واليمن وأواسط أفريقيا وتركستان والتتار ومر ّبالهند والصين وجاوة . بعد عودته إنقطع الى السلطان أبى عنان من ملوك بنى مرين ، وأملى أخبار رحلته على الكاتب محمد بن جزى الكلبى .

2 ـ فى الكتاب الذى كان مقررا على قسم التاريخ عام 1984 ذكرت الجزء الخاص بمصر فى رحلة ابن بطوطة ، مع تحليل يعلّق عليها ، وألحقته بفصل المزارات ، وننشره هنا على حلقات تباعا ، ثم يأتى  تحليل ما قاله ابن بطوطة فى النهاية.

ثم فى الجزء الثالث ( المضاف لهذا الكتاب ) سننشر بعون الرحمن جل وعلا بابا مستقلا عن كتابات الرحالة كمصدر تاريخى ، أسوة بما فعلناه فى هذا الجزء الأول ، وسنعرض إضافات تحليلية لرحلة ابن بطوطة فى مصر.

كتابات إبن بطوطة عن مصر الملوكية فى رحلته ( رحلة ابن بطوطة من ص 23 : 43 ) ط دار الشعب .  من ف3 : الكتابة عن المزارات:من ج 1 :( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )

النّص الأول : 

( وكان أمير الإسكندرية في عهد وصولي إليها , يسمى صلاح الدين , وكان فيها أيضاً في ذلك العهد سلطان إفريقية المخلوع , وهو زكريا أبو يحيى بن أحمد بن أبى حفص المعروف باللحياني , وأمر الملك الناصر بإنزاله بدار السلطنة من إسكندرية , وأجرى له مئة درهم في كل يوم . وكان معه أولاده عبد الواحد , ومصري , وإسكندري , وحاجبه أبو زكريا بن يعقوب , ووزيره أبوعبد الله بن ياسين . وبالإسكندرية توفى اللحياني المذكور وولده الإسكندري , وبقى المصري بها إلى اليوم . ) قال ابن جزي : من الغريب ما اتفق من صدق الزجر في اسمي ولدي اللحياني : الإسكندري والمصري , فمات الإسكندري بها , وعاش المصري دهراً طويلاً بها , وهى من بلاد مصر . وتحول عبد الواحد لبلاد الأندلس والمغرب وإفريقية وتوفى هنالك بجزيرة جربة .

                       ذكر بعض علماء الإسكندرية

فمنهم قاضيها عماد الدين الكندي إمام من أئمة علم اللسان, وكان يعتم بعمامة خرقت المعتاد للعمائم, لم أر في مشارق الأرض ومغاربها عمامة أعظم منها. رأيته يوماً قاعداً في صدر محرب , وقد كادت عمامته أن تملأ المحراب ! ومنهم فخر الدين بن الريغي , وهو أيضاً من القضاة بالإسكندرية , فاضل من أهل العلم .

                             حكاية

يذكر أن جد القاضي فخر الدين الريغي كان من أهل ريغة , واشتغل بطلب العلم , ثم رحل إلى الحجاز , فوصل إلى الإسكندرية بالعشي , وهو قليل ذات اليد , فأحب ألا يدخلها حتى يسمع فألاً حسناً , فقعد قريباً من بابها , إلى أن دخل جميع الناس وجاء وقت سد الباب , ولم يبق هنالك سواه , فاغتاظ الموكل بالباب من إبطائه , وقال متهكماً : أدخل يا قاضي ! فقال : قاض إن شاء الله . ودخل إلى بعض المدارس , ولازم القراءة وسلك طريق الفضلاء , فعظم صيته وشهر اسمه , وعرف بالزهد والورع , واتصلت أخباره بملك مصر . واتفق أن توفى قاضي الإسكندرية , وبها إذ ذاك الجم الغفير من الفقهاء والعلماء , وكلهم متشوف للولاية , وهو من بينهم لا يتشوف لذلك , فبعث إليه السلطان بالتقليد , وأتاه البريد بذلك , فأمر خادمه أن ينادى في الناس : من كانت له خصومة فليحضر لها .وقعد للفصل بين الناس, فاجتمع الفقهاء وسواهم إلى رجل منهم كانوا يظنون أن القضاء لا يتعداه, وتفاوضوا في مراجعة السلطان في أمره, ومخاطبته بأن الناس لا يرتضونه. وحضر لذلك أحد الحذاق من المنجمين, فقال لهم : لا تفعلوا ذلك , فإني عدلت طالع ولايته وحققته , فظهر لي أنه يحكم أربعين سنة . فأضربوا عما هموا به من المراجعة في شأنه, وكان أمره على ما ظهر للمنجم , وعرف في ولايته بالعدل والنزاهة .

ومنهم وجيه الدين الصنهاجي من قضاتها , مشتهر بالعلم والفضل . ومنهم شمس الدين بن بنت التنيسي , فاضل شهير الذكر . ومن الصالحين بها الشيخ أبو عبد الله الفاسي , من كبار أولياء الله تعالى , يذكر أنه كان يسمع رد السلام عليه إذا سلم من صلاته . ومنهم الإمام العالم الزاهد الخاشع الورع ( خليفة ) صاحب المكاشفات .

 كرامة له

أخبرني بعض الثقاة من أصحابه قال: رأى الشيخ خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم, فقال: يا خليفة زرنا. فرحل إلى المدينة الشريفة , وأتى المسجد الكريم   , فدخل من باب السلام , وحيا المسجد وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقعد مستنداً إلى بعض سواري المسجد , ووضع رأسه على ركبته ( وذلك يسمى عند المتصوفة الترفيق ) فلما رفع رأسه وجد أربعة أرغفة، وآنية فيها لبن , وطبقاً فيه تمر , فأكل هو وأصحابه وانصرف عائداً إلى الإسكندرية , ولم يحج تلك السنة .ومنهم الإمام العالم الزاهد الورع الخاشع, برهان الدين الأعرج من كبار الزهاد, وأفراد العباد, لقيته أيام مقامي بالإسكندرية, وأقمت في ضيافته ثلاثاً.

                     ذكر كرامة له

دخلت عليه يوماً, فقال لي : أراك تحب السياحة والجولان في البلاد , فقلت له : نعم إني أحب ذلك . ولم يكن حينئذ خطر بخاطري التوغل في البلاد القاصية من الهند والصين فقال لابد لك – إن شاء الله – من زيارة أخي فريد الدين بالهند , وأخي ركن الدين زكريا بالسند , وأخي برهان الدين بالصين , فإذا بلغتهم فأبلغهم منى السلام .فعجبت من قوله , وألقى في روعي التوجه إلى تلك البلاد . ولم أزل أجول حتى لقيت الثلاثة الذين ذكرهم وأبلغتهم سلامه . ولما ودعته زودني دراهم لم تزل عندي محوطة , ولم أحتج بعد إلى إنفاقها , إلى أن سلبها منى كفار الهنود فيما سلبوه لي في البحر .

ومنهم الشيخ ياقوت الحبشي من أفراد الرجال،وهو تلميذ أبى العباس المرسى. وأبو العباس المرسى تلميذ ولي الله تعالى أبي الحسن الشاذلي الشهير ، ذي الكرامات الجليلة والمقامات العالية .

                           كرامة لأبى الحسن الشاذلي

أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه أبى العباس المرسي : أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة ويجعل طريقه على صعيد مصر، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انقضاء الحج , ويزور القبر الشريف , ويعود على الدرب الكبير إلى بلده . فلما كان في بعض السنين – وهى آخر سنة خرج فيها – قال لخادمه استصحب فأساً وقفة وحنوطاً [1] وما يجهز به الميت . فقال له الخادم : ولماذا يا سيدي ؟ فقال له : في حميثرا سوف ترى . وحميثرا في صعيد مصر في صحراء عيذاب , وبها عين ماء رعاق وهى كثيرة الضباع . فلما بلغ حميثرا , أعتل الشيخ أبو الحسن وصلى ركعتين , وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته , ودفن هناك . وقد زرت قبره رضي الله عنه.

                        حزب البحر : المنسوب إلى الشاذلي

كان يسافر في كل سنة ـ كما ذكرنا على صعيد مصر وبحر جدة, وكان فكان إذا ركب السفينة يقرؤه في كل يوم, وتلامذته إلى الآن يقرءونه في كل يوم. وهو هذا :  ( يا الله يا على يا عظيم, يا حليم يا عليم... أنت ربى, وعلمك حسبي. فنعم الرب ربى , ونعم الحسب حسبي . تنصر من تشاء وأنت العزيز الرحيم . نسألك العصمة في الحركات والسكنات والكلمات والإرادات , والخطرات من الشكوك والظنون والأوهام الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب , فقد أبتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً , ليقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض : ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً ...فثبتنا وانصرنا وسخر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى عليه السلام , وسخرت النار لإبراهيم عليه السلام , وسخرت الجبال والحديد لداود عليه السلام , وسخرت الريح والشياطين والجن لسليمان عليه السلام ...وسخر لنا كل بحر هو لك في الأرض والسماء , والملك والملكوت , وبحر الدنيا وبحر الآخرة , وسخر لنا ملكوت كل شيء يا من بيده ملكوت كل شيء .كهيعص , حم عسق , أنصرنا فإنك خير الناصرين , وافتح لنا فإنك خير الفاتحين , وأغفر لنا فإنك خير الغافرين , وارحمنا فإنك خير الراحمين , وارزقنا فإنك خير الرازقين , وأهدنا ونجنا من القوم الظالمين , وهب لنا ريحاً طيبة كما هي في علمك , وانشرها علينا من خزائن رحمتك , واحملنا بها حمل الكرامة مع السلامة , والعافية في الدين والدنيا والآخرة , إنك على كل شيء قدير. اللهم يسر لنا أمورنا , مع الراحة لقلوبنا وأبداننا , والسلامة والعافية في ديننا ودنياك وكن لنا صاحباً في سفرنا , وخليفة في أهلنا , وأطمس على وجوه أعدائنا , وامسخهم على مكانتهم فلا يستطيعون المضي ولا المجيء إلينا . ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون . ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون. يس . والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم. تنزيل العزيز الرحيم. لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون. لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون . إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون . وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون . وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلماً ... يس , طسم , حم عسق , مرج البحرين يلتقيان , بينهما برزخ لا يبغيان .. حم , حم , حم , حم , حم , حم , حم , حم , حم الأمر وجاء النصر فعلينا لا ينصرون .. حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم , غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب , ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير . ( باسم الله ) بابنا (تبارك ) حيطاننا , ( يس ) سقفنا , ( كهيعص ) كفايتنا , ( حم عسق ) حمايتنا ... فسيكفيكهم الله هو السميع العليم . ستر العرش مسبول علينا , وعين الله ناظرة إلينا , يحول الله لا يقدر علينا . والله من ورائهم محيط ... بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ... فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .. إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . )

 حكاية :

ومما جرى في مدينة الإسكندرية سنة سبع وعشرين , وبلغنا خبر ذلك بمكة شرفها الله : أنه وقع بين المسلمين وتجار النصارى مشاجرة , وكان والي الإسكندرية رجلاً يعرف بالكركي , فذهب إلى حماية الروم , وأمر بالمسلمين فحضروا بين فصيلي  1 باب المدينة , وأغلق دونهم الأبواب نكالاً لهم , فأنكر الناس ذلك وأعظموه , وكسروا الباب , وساروا إلى منزل الوالي , فتحصن منهم , وقاتلهم من أعلاه , وطير الحمام بالخبر إلى الملك الناصر , فبعث أميراً يعرف بالجمالي , ثم أتبعه أميراً يعرف بطوغان , جبار قاسى القلب متهم في دينه , يقال أنه كان يعبد الشمس , فدخلا أسكندرية , وقبضا على كبار أهلها وأعيان التجار بها , كأولاد الكوبك وسواهم , وأخذا منهم الأموال الطائلة , وجعلت في عنق عماد الدين القاضي جامعة حديد .ثم إن الأميرين قتلا من أهل المدينة ست وثلاثين رجلاً, وجعلوا كل رجل قطعتين , وصلبوهم صفين , وذلك في يوم جمعة . وخرج الناس على عادتهم بعد الصلاة لزيارة القبور , وشاهدوا مصارع القوم , فعظمت حسرتهم , وتضاعفت أحزانهم . وكان في جملة أولئك المصلوبين تاجر كبير القدر , يعرف بابن رواحة , كان له قاعة معدة للسلاح , فمتى كان خوف أو قتال جهز منها المئة والمئتين من الرجال بما يكفيهم من الأسلحة , وبالمدينة قاعات على هذه الصورة لكثير من أهلها . فزل لسانه وقال للأميرين : أنا أضمن هذه المدينة , وكل ما يحدث فيها أطالب به وأكفي السلطان مرتبات العساكر والرجال . فأنكر الأميران قوله , وقالا : إنما تريد الثورة على السلطان وقتلاه. وإنما كان قصده رحمه الله إظهار النصح والخدمة للسلطان فكان فيه حتفه .

وكنت سمعت أيام إقامتي بالإسكندرية بالشيخ الصالح العابد المنقطع , أبى عبد الله المرشدي , وهو من كبار الأولياء : أنه منقطع بمنية بني مرشد , له هناك زاوية هو منفرد فيها , لا خادم له ولا صاحب , ويقصده الأمراء والوزراء , وتأتـيه الوفود من طوائف الناس في كل يوم , فيطعمهم الطعام . وكل واحد منهم ينوى أن يأكل عنده طعاماً أو فاكهة أو حلوى, فيأتي لكل واحد بما نواه, وربما كان ذلك في غير أيانه. ويأتيه الفقهاء لطلب الخطبة فيولى ويعزل, وذلك كله من أمره مستفيض متواتر, وقد قصده الملك الناصر مرات بموضعه  . فخرجت من مدينة الإسكندرية قاصداً هذا الشيخ نفعنا الله به.

 وصوله إلى تروجة

ووصلت قرية تروجة , وهى على مسيرة نصف يوم من مدينة الإسكندرية ,قرية كبيرة بها قاض ووال وناظر , ولأهلها مكارم أخلاق ومروءة , صحبت قاضيها صفى الدين وخطيبها فخر الدين , وفاضلاً من أهلها يسمى بمبارك ويُنعت بزين الدين . ونزلت بها على رجل من العباد الفضلاء كبير القدر , يسمى عبد الوهاب ، وأضافني ناظرها زين الدين ابن الواعظ , وسألني عن بلدي وعن مجباه , فأخبرته أن مجباه نحو أثنى عشر ألفاً من دينار الذهب , فعجب وقال لي : رأيت هذه القرية ؟ فإن مجباها اثنان وسبعون ألف دينار ذهباً . وإنما عظمت مجابى ديار مصر , لأن جميع أملاكها لبيت المال .

وصف مدينة دمنهور

ثم خرجت من هذه القرية فوصلت مدينة دمنهور , وهى مدينة كبيرة , جباتها كثيرة , ومحاسنها أثيرة , أم مدن البحيرة بأسرها , وقطبها الذي عليه مدار أمرها . وكان قاضيها في ذلك العهد فخر الدين بن مسكين من فقهاء الشافعية, وتولى قضاء الإسكندرية لما عزل عنها عماد الدين الكندي، بسبب الواقعة التي قصصناها. وأخبرني الثقة أن ابن مسكين أعطى خمسة وعشرين ألف درهم ـ وصرفها من دنانير الذهب ألف دينار ـ على ولاية القضاء بالإسكندرية. ) .



[1]
 عقد الجمان مخطوط حوادث سنة 721 , نهاية الأرب مخطوط 31/ 3: 4 ,8  السلوك للمقريزي  2/ 501 الطالع السعيد للأدفوي 172 : 173 , لطائف المنن للشعراني 459 : 460 ط 1288 .

 

اجمالي القراءات 3349