العقل والدين
الوسطية والكلب

غسان مغارة في الخميس ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الوسطية والكلب 

الكلب حيوان له صفات يعجز كثير من الناس عن الأتصاف بها والاستمرار عليها بنفس القدر الذي يتصف به الكلب فصفة الوفاء من انبل الصفات الاخلاقية عند الناس لكن قليل من البشر من يأتي بها على اكمل وجه في حين ان الكلب وفي لصاحبه الذي يعامله بالحسنى وفاء جعله رمزاً للوفاء بدون منازع كذلك الطاعة كسلوك اخلاقي يتوجب على كل انسان تجاه من له حق الطاعة عليه هذا السلوك يقوم به الكلب عادة على اكمل وجه كذلك اتقان العمل والاخلاص فيه من اهم السلوكيات الاخلاقية التي تُبنى عليها الحضارات الانسانية والاقتصاد الناجح وحيث ان اهم وظيفة للكلب هي الحراسة فإن الكلب يتفانى في انجاز هذا العمل واتقانه على اكمل وجه ثم يأتي من يزرع العداوة بين الكلب والانسان ويزرع في نفوس الناس نظرة حقد وكراهية تجاه هذا المخلوق الذي سخره الله عز وجل لخدمة الانسان وذلك بالاعتماد على احاديث ليست صحيحة ويجعلها اساساً لزرع الكراهية تجاه هذا المخلوق الوفي وذلك بالادعاء بأنه نجس وناقل للأمراض في حين ان كثير من الحيوانات تنقل الامراض اكثر من الكلب بل كثير من الناس من القذارة مايجعلهم على رأس الهرم في نقل الامراض ,وكيف يكون الكلب مكروه ونجس لهذه الدرجة وياّمرنا ديننا حسب قولهم ان نبعده حتى عن بيوتنا بحجة انه يبطل الصلاة في حين ذكره الله عز وجل على انه رفيق اهل الكهف المؤمنين بل كان معهم داخل الكهف سواء كان الوصيد فناء الكهف او مدخله او يتوسطهم المهم في الاّمر انه لم يكن نجساً يبطل الصلاة كما يدعي البخاري ومسلم الخرساني او كل من شارك في هذه المؤامرة الشيطانية على الاسلام الصحيح المستمد من كتاب الله عز وجل ورسالته ، فالكلب ليس إلا حيوان كباقي الحيوانات يجب على الانسان ان يبعدها قدر الامكان وحسب درجة الاتساخ التي يسببها هذا الحيوان سواء كان أليف او غير أليف عن مسكنه وفراشه وعدم الاحتكاك بها وملامستها بشكل دائم ومباشر لا ان نعاديه ونعتبره مصدراً للبلاء وننسى ان الله عز وجل خلقه لنا لكي يخدمنا في حين ان كثير من الحيوانات والتي يأكل الانسان لحومها ويشرب ألبانها ويلبس صوفها وجلودها لكن لا يمكن ان نربيها داخل غرف نومنا او على اسرتنا اما الغربيون ليسوا قدوة لنا في شدة التصاقهم بالحيوانات الاليفة وغيرها فالشيطان دائماً يحاول وضع الأنسان في المكان والموضع الخطاء اما متطرفاً لليمين او متطرفاً لليسار ذلك لكي يبعدنا عن المكان والموضع الصحيح وهو الوسط فالدين الصحيح هو دين الوسطية - قال الله تعالى: (وَ كَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) وسواء كان المقصود في الاّية هو توسط زمني او سلوكي المهم ان كل التوجيهات القراّنية هي توجهات وسطية فتجد ان الله عز وجل ذكر الميزان في سورة الرحمن ثلاث مرات متتالية قال الله سبحانه وتعالى : (وَ السَّمَاءَ رَفَعَهَا وَ وَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِى الْمِيزَانِ وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) والميزان وسط حتى في سلوك الانسان اليومي والعادي كصوت الانسان مثلاً اّمر الله عز وجل ان يكون وسطاّ قال الله تعالى : ( واغضض من صوتك) لم يقل اكتم صوتك ولم يقل ارفعه كذلك في المشي او المسير قال الله تعالى ( واقصد في مشيك)  حتى في الصلاة قال الله تعالى(وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا) كذلك في الانفاققال الله تعالى (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)وغيرها من الامور التي دعانا الله عز وجل للوسطية فيها , ولهذا نجد ان الحرب التي توعد بها ابليس لعنه الله على بني اّدم تستهدف التوازن ليختل الميزان ويحدث الانحراف والضلال , فجنود ابليس ومنهم البخاري وامثاله يضلون الناس اما لليمين المتطرف او اليسار المتطرف ايضاً ,فحسبنا الله والحمد لله الذي وهبنا عقول يمكننا بها ان ندرك المكان او الموضع الذي نقف عليه او السلوك الذي ننتهجه او الاتجاه الذي نسير فيه.

اجمالي القراءات 2808