- *هل المسلمون عقبة في وجه اهتداء المسيحيين إلى الإسلام؟!* -

يحيى الإلياسي في الجمعة ١٦ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً


 - *هل المسلمون عقبة في وجه اهتداء المسيحيين إلى الإسلام؟!* -

هناك مشاكل عديدة يمكن أن تواجه من يهتدي إلى الإسلام أو يفكر بجدية بالإسلام

وسأحاول أن أعرض بعضها من خلال ما شهدته وعايشته.

ولدت في عائلة مسيحية عربية [نَعَم أقول عربية وإن صار الكثيرون من المسيحيين العرب يحبون أن يقولوا أنهم من أصول فينيقية أو كنعانية أو سريانية أو كلدانية أو قبطية إلخ.. بل حتى المسلمون أنفسهم صار يميلون إلى تلك الأقوال].
لم أتوجه للإسلام أو التفكير به لأنه كان لدي أصحاب مسلمون أو لأني كنت معجباً بمشاهير المسلمين. بل أردتُ بعد رحلة من الشك التعرف على القرآن وكان هذا بعد أن ابتعدت عن المسيحية وكتابها المقدس وهذا حصل بعد تعرفي على ما جاء فيه.
كنت قد اتخذت قرار الإسلام فقط بقراءتي للقرآن، وأنا بعدُ لم أتعرف على شخص مسلم أرتاح له.

بل أذكر لكم ما جرى لي في مسجد. كنت ذهبت إليه لأتحدث مع إمامه فوجدت المؤذن. وكان هذا شخصاً لطيفاً ومتفهماً [أفضل من الإمام]! وأعطاني موعداً لأقابل الإمام.
ذهبت فيه للمسجد.
حاولوا أن تحزروا ما قاله لي أول ما رآني؟
بدأ يقول لي: كيف تصلي؟ فذكرت له ما أعرفه. قال: خطأ! التكبير مرة واحدة لا ثلاثاً! قلتُ وأنا متعجب من طريقة تعامله مع شخص يراه لأول مرة وهو عازم على الإسلام - قلتُ: وماذا يحصل إذا قلت الله أكبر ثلاث مرات؟ قال: تبطل الصلاة! ثم تابع: هل تعرف كم نسبة الزكاة؟ قلت: لا.. فبدأ يحدثني بهذا أيضاً.
أظنه توقف بعدها بقليل عن الكلام لأن موعد الصلاة حان. وأنا خرجت هنا من المسجد! قد شعرتُ بالغربة فيه. رأيت أن الشيخ إسلامه هو فقط إسلام الطقوس. لم أرتَح له. فسلمت عليه ولم أعد إلى ذلك المسجد..


ولعلي كنت سأتجاهل مثل هذه الحادثة لولا أنها تكررت مع غيره من الشيوخ. في ألمانيا توجد أيضاً مساجد المسؤولون عنها اهتمامهم فقط بالطقوس وعقولهم متحجرة. أحدهم كان يرى أنه لا يجوز للمصلين في المسجد أن يلتفتوا إلى المصحف بين يديهم إذا كان هو يخطب الجمعة! بل يجب أن ينصتوا إلى درره!
وكان يحب الكلام في أتفه القضايا.
وهو مع أنه من أصل عربي ضعيف في الفصحى. ولم يُبدِ أي اهتمام بأني كنت أنوي نشر كتاب يبين المساوئ الكثيرة لما يسمونه "الإنجيل" أو "التوارة". [ولعله كان سيرحّب بي ويشجعني لو قلت إني أريد الطعن في مذهب إحدى فرق المسلمين المخالفة له..]
أيضاً في ذلك المسجد كانت الغربة تلازمني متى دخلته. فتركته بعد عدة مرات.

وأذكر لكم أيضاً هذه الحادثة لشخص ثالث كنت أراه مثقفاً وهو طبيب. عندما ذكرت له أني أسلمت. فرح لي ومعي. وفرحت معه. ولكنه أيضاً من النمط الغريب. بدأ يتحدث في منتهى البهجة لأنه ختن أحد الأشخاص الذين دخلوا الإسلام.. وكأن الختان هو غاية الإسلام.
أيضاً ابتعدتُ عنه.

وأخيراً تحضرني هذه الحادثة عن أحد الشيوخ في ألمانيا أيضاً.
بدا وكأنه مغتاظ لإسلامي [!] - أو لعلّه كان بطبعه فظّاً؟ - وكان أول ما قاله لي: هل تعرف حدّ الردة؟! ثم تركني هو وتجاهلني ورفض أن أكلمه ثانية. مع أني لم أقل له شيئاً عن الأحاديث التي يقدّسها ويرفعها فوق القرآن!


-- --

هذا الفريق من الناس بالطبع سيكفّرك ويتهمك بأنك ما زلت على المسيحية لو صرّحت له بأنك لا تؤمن مثلاً بحد الردة لأنه مخالف للقرآن. أو قد يجعلك زنديقاً إذا قلت إن الختان ليس من القرآن بل من كتب اليهود والمسيحيين.
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى وجدت في مواقع التواصل فريقاً آخر (معادياً للفريق المذكور) يكره أن تنقد أي شيء لدى كتب اليهود والمسيحيين! فيصفونك لو فعلت بأنك داعشي! أو يقولون لك: ليتك كنت بقيت على المسيحية.

وكأن المسلمين اتفقوا على تنفير الناس من الإسلام ووضع العقبات في طريق اهتدائهم إليه؟!
-- --

وغني عن الذكر أن المسيحيين لا يقبلون بأن تعتنق الإسلام. ولعلهم يفضلون الإلحاد عليه أو أي شيء آخر. وهذا - حتى لو كانوا هم  أصلاً غير متدينين!
إنه التعصب الطائفي البغيض الأحمق الذي تجده لدى الناس بمختلف أجناسهم وأحزابهم.

-- --



لا أريد أن يُفهم كلامي هذا بأن ما أواجهه هو أصعب مما يواجهه غيري. وأنا لم أتعرض إلى أي أذى جسدي. 
ثم كلنا في الدنيا دار الابتلاء.

وقد أذكر شيئاً غريباً:
أحسبني لو كنت ولدت على إسلام أهل البخاري والكليني كنت سأشك أكثر في الإسلام! كنت سأقول في نفسي: كيف يمكن أن تكون كل هذه القصص في كتب الأحاديث مكذوبة؟ ولكني لأن ولدت على المسيحية وعرفت ما جاء في كتابها المقدس من مصائب أصبحت أدرك أن افتراء الأكاذيب هو الأمر الطبيعي (!) - إلا أن الله حفظ لنا القرآن.
 
وأمر آخر: أن تقرأ القرآن بعد أن تكون اعتدت منذ الصغر على نصوص الكتاب المقدس يسهّل عليك تقدير القرآن حق قدره.
المقارنة تدعو للدهشة وللتفكير فتتبين لك منزلة القرآن أكثر.

-- --
 

اجمالي القراءات 3274