الشيطان وعبادة الهوى

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٩ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الشيطان وعبادة الهوى

مقدمة : لا كهنوت فى العلم ولا فى الدين الالهى الحق

1 ـ ( س ) تناقش مع ( ص ) فى موضوع سياسى ، كانت حجة ( س ) هى الأقوى ، غضب ( ص ) فقال ل ( س ) : هل معنى هذا أننى جاهل ؟ .تحول النقاش من ( الموضوعى ) الى ( الشخصى ) . هنا الخلط بين ( موضوع النقاش ) و ( أشخاص المتناقشين ).الجاهل فى موضوع النقاش يتحول الى مهاجم رفيقه فى النقاش ليدارى جهله . فى الموضوعات البحثية ليكون النقاش ناجحا لا بد من باحثين وليس أدعياء علم . الباحث هو من ( يبحث ) عن الحقيقة وعن الصواب فى موضوع البحث. لا يهم من يكون معه الصواب . المهم هو الوصول الى هذا الصواب . وبالتالى فإن حوارهما هادف وناجح ، ويثمر إحتراما بينهما ، وحتى لو إختلفا فإن الاختلاف فى الرأى لا يفسد الود بينهما . إذا كان أحدهما جاهلا فما أسهل أن يلجأ الجاهل الى الدفاع عن نفسه بالهجوم على رفيقه فى النقاش وتحويل النقاش الى شأن شخصى . هنا يكون ( الهوى ) الذاتى ملجأ الجاهل فى الدفاع عن جهله وعن ذاته .

2 ـ نشرت سلسلة من المقالات عن النساء فى حياة هارون الرشيد معتمدا فيها على المصادر التاريخية الموثقة . إعترض بعضهم قائلا إن المشهور أن هارون الرشيد كان يحج عاما ويغزو عاما ولم يكن له وقت للجوارى . تحاورنا وظهر جهله فقال محتدا غاضبا : هل معنى ذلك أننى جاهل ؟ قلت له : لم أتعرض لك ، أنا أتكلم عن هارون الرشيد فى المصادر التاريخية . إنفضت الجلسة وقد كسبت عداوته  بدون قصد .!.

3 ـ نشرت مقالات عن الانحلال الخلقى فى العصر المملوكى ومنه الشذوذ الجنسى الذى جعله التصوف دينا. هاجمنى صحفى تحت عنوان مفاده أن آباءنا العظام لم يكونوا شاذّين . كان العنوان ومحتوى المقال تحريضيا ، وأدى الغرض منه فى التحريض على شخصى . لم يسأل أحدهم عن الأدلة من كتب التاريخ وكتب التصوف . هذا لأن المناخ العام ( أو الهوى العام ) كان ــ ولا يزال ـ فى تقديس السلف . وفى هذا المناخ يفوز الجهل وأربابه . ـ  هى مشكلة خطيرة حين يتحكم الهوى فى المجالات العلمية ، إذ يؤسس الجهل بدلا من البحث العلمى الموضوعى . لهذا فإنه لا وجود للكهنوت فى البحث العلمى الجاد .

4 ـ تكون المشكلة أخطر حين يتحكم الهوى فى ( الدين ) . إذ أن الدين الشيطانى مؤسس على الهوى . الشيطان يتسلل الى هوى الإنسان فيجعل هواه إلاها ودينا  خلال وحى شيطانى . إذا كان الهوى فى الغزو والاحتلال والسلب والنهب والتسلط جعله الشيطان دينا يقول :( أُمرتُ أن أقاتل الناس ..) وتحت مسمى ( السُّنّة ) ، وإن كان فى اللهو واللعب والرقص والانحلال بكل أنواعه صار دينا بعنوان ( التصوف ) ، وإذا كان الهوى فى الثقافة القومية ( الشعوبية ) الفارسية تحول الى دين ( التشيع ).

5 ـ والكهنوت فى كل دين أرضى هم أعاجيب فى الجهل . ولا يجرؤ أحد على نقاشهم ، فالمطلوب هو السمع والطاعة مهما قال الشيخ . ومثلا فإن من أعاجيب الجهل مخلوق قضى خمسين عاما فى تقديس البخارى ، فلما كشفنا عورات البخارى إتضح أن الشيخ لم يقرأ البخارى. إستهلك وقته هجوما علينا يتوعدنا بجهنم وبئس المصير . لم يلتفت الى أدلتنا من البخارى وعرضها على القرآن الكريم . هو فى الحقيقة لا يدافع عن البخارى . هو يدافع عن نفسه وعن جهله ، فلا يصح بعد خمسين عاما من تقديسه البخارى أن يظهر أنه حمار . هو يرفض أن يكون حمارا ، حتى لو كان حمارا مخططا بدرجة رئيس جامعة .

6 ـ الهوى فى الدين هو صناعة شيطانية . نتتبع هذا ببعض التفصيل  :

أولا : معنى الهوى قرآنيا

  الهوى نقيض التعقل : لو إستعمل الانسان عقله ما سجد لتمثال أو لقبر ميت تحول الميت فيه الى تراب ، وما قدّس مخلوقا مثله يتبول و( يخرى ) ويمرض ويموت . الشيطان هو الذى يجعل الانسان يفقد عقله .

 1 ـ  قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾ البقرة ) هنا تحذير من إتباع خطوات الشيطان الذى يأمر بالسوء والفحشاء والتقول على رب العزة جل وعلا . وقد خدع الشيطان الأسلاف ، وجعل دينهم الشيطانى ( ثوابت )، بحيث أتى اللاحقون يرفضون إتباع ما أنزل الله جل وعلا بسبب تمسكهم بتلك الثوابت التى ولدوا عليها ووجدوا عليها آباءهم ، مع أن آباءهم كانوا ( لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) قال جل وعلا : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُقَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَايَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾ البقرة ) بعدها قال جل وعلا عنهم يشبههم بالأنعام :  ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿البقرة: ١٧١﴾

2 ـ بل هم شر الدواب ، أى كل ما يدب على الآرض من البيكتيريا الى الحشرات والحيوانات . قال جل وعلا عن الكافرين :

2 / 1 :( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٥٥﴾  الانفال)  

2 / 2 :  ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿الأنفال: ٢٢﴾

3 ـ هذا لأنهم إتخذوا الهوى إلاها .قال جل وعلا : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا  ( ٤٣﴾  أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾  الفرقان )

ثانيا : الهوى الشيطانى ضد رب العزة جل وعلا

1 ـ جعل إبليس نفسه إلاها حين تحدى رب العزة جل وعلا قائلا : (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾) النساء ). بالتالى فإن الهوى الشيطانى المؤسس للأديان الأرضية الشيطانية يناقض الحق الالهى ( لا إله إلا الله )

2 ـ ردا على الهوى الشيطانى قال جل وعلا :

2 / 1 : (  لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿الأنبياء: ١٧﴾

2 / 2 : (  وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ﴿المؤمنون: ٧١﴾.

ثالثا : الهوى الشيطانى ضد الكتاب الالهى

1 ـ عن القرآن الكريم قال جل وعلا :( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ الاعراف ). الإتّباع هو للقرآن الكريم وحده ، مع النهى عن إتباع غيره من الكتب وأولياء الشيطان كالبخارى والكلينى والشافعى والغزالى ..الخ .

2 ـ وهذا الحق الالهى نزلت به كل الرسالات الإلهية ، وكان مأمورا به كل رسل الله جل وعلا. وقد قال رب العزة جل وعلا للنبى داود :(  يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿ص: ٢٦﴾، فالهوى نقيض الحق  ، وإتباع الهوى الشيطانى يعنى الضلال عن سبيل الله جل وعلا .

3 ـ وعن الحق القرآنى قال جل وعلا : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿ ٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ النجم )

رابعا : شيوخ الكهنوت شيوخ الهوى الشيطانى

1 ـ يرفض الكافرون الإستجابة للقرآن الكريم وهو الهدى الإلهى تمسكا منهم بإتباع الهوى الشيطانى . ولأن القرآن الكريم هو الميزان فإن الله جل وعلا قال لخاتم النبيين :(  فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿القصص: ٥٠﴾

2 ـ ولأن القرآن هو العلم فيما يخص الدين فإن رب العزة جل وعلا يصف متبعى الهوى الشيطانى بأنهم إتبعوا أهواءهم بغير علم . قال جل وعلا : ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ  ﴿٢٩﴾  الروم  )

3  ـ وهى عادة سيئة فى الكهنوت القائم بين الناس ،. فالكهنوت يبرر وجوده بأن يجادل فى ( الله ) يزعم أنه وكيل عن الله ومتحدث بإسمه وواسطة بينه وبين الناس . يوجد هذا بين  الناس فى أى زمان ومكان . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٤﴾ الحج ). هنا ترى ذلك الذى يجادل فى الله جل وعلا متبعا لألهه الشيطان .

3 / 2 :  ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴿الحج: ٨﴾ ﴿لقمان: ٢٠﴾.هنا تراه بلا علم وبلا هدى وبلا كتاب إلهى منير .

4 ـ  وعن أئمة الضلال قال جل وعلا فى تحقيرهم إذ تركوا الحق الالهى واتبعوا الهوى الشيطانى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿الأعراف: ١٧٦﴾

5 ـ وقال عنهم جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿الجاثية: ٢٣﴾. جعلوا هواهم الشيطانى إلاها من دون الرحمن جل وعلا . وكفى بهذا ضلالا أيها المحمديون .!

خامسا : غواية الشيطان فى عبادة الهوى فى عُصاة بنى اسرائيل :

1 ـ نظروا للرسالات الإلهية من واقع هواهم الشيطانى ، فما لا تهواه أنفسهم يرفضونه إستكبارا ، بل وكانوا يقتلون الرسل .  قال جل وعلا :

1 / 1 :( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿البقرة: ٨٧﴾

1 / 2 : (  لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴿المائدة: ٧٠﴾

2 ـ بل دفعهم الهوى الشيطانى الى قتل المصلحين من غير الرسل الذين يأمرون بالقسط . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢١﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٢٢﴾آل عمران ). مع ملاحظة أن فتاوى القتل تلاحقنا لأننا ندعو للقسط بين الناس .!

سادسا : نهى الله جل وعلا النبى محمدا عن إتباع الهوى  الشيطانى لأهل الكتاب والعرب ، تمسكا بالقرآن الكريم وحده :

1 ـ عن أهل الكتاب قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم السلام :

1 / 1 :(  وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴿البقرة: ١٢٠﴾

1 / 2 :(  وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿البقرة: ١٤٥﴾

1 / 3 :(  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) ﴿المائدة: ٤٨﴾

1 / 4 :(  وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ) ﴿المائدة: ٤٩﴾

1 / 5 : (  قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّـهَ حَرَّمَ هَـٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴿الأنعام: ١٥٠﴾

1 / 6 : (  فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّـهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّـهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿الشورى: ١٥﴾

2 ـ وفى النهى عن إتّباع الهوى الشيطانى للعرب الجاهليين قال جل وعلا  لخاتم النبيين :

2 / 1  :(   قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿الأنعام: ٥٦﴾

2 / 2 : ( وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿الرعد: ٣٧﴾

2 / 3 : (  وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴿الكهف: ٢٨﴾

2 / 4 :  (  فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿طه: ١٦﴾

3 ـ وعموما ، قال جل وعلا :

3 / 1 :(   ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) ﴿الجاثية: ١٨﴾

3 / 2 : ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم ﴿محمد: ١٤﴾

سابعا : نهى المؤمنين عن إتباع الهوى الشيطانى

1 ـ قال جل وعلا لأهل الكتاب : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ٧٧﴾

2 ـ قال جل وعلا للمؤمنين:

2 / 1 : فى قول القسط : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿النساء: ١٣٥﴾

2 / 2 : فى تشريع الطعام : ( وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ) ﴿الأنعام: ١١٩﴾

ثامنا : أغلبية البشر يتبعون الهوى الشيطانى .

1 ـ عموما قال جل وعلا : ( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴿القمر: ٣﴾

2 ـ وفى عصر النبى قال جل وعلا :

2 / 1 : عن آلهة العرب : ( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴿النجم: ٢٣﴾

2 / 2 : عن المنافقين : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴿محمد: ١٦﴾

3 ـ كان هذا فى عصر نزول القرآن فكيف بالمحمديين الآن ؟

أخيرا : فى الآخرة

  قال جل وعلا : ( فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴿٣٧﴾ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٣٨﴾ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾ النازعات ) . الذى ينهى النفس عن الهوى مصيره الجنة .!

اجمالي القراءات 4496