لمحة عن : ( الضحك ) ( 1 ) إسلاميا :

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٥ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لمحة عن : ( الضحك ) ( 1 ) إسلاميا :

مقدمة :

1 ـ جاء سؤال عن ( النكتة) وأن الشعب المصرى مشهور بأنه ( إبن نكتة ) . والإجابة : أن المصرى خلال سبعين قرنا يستعين بالسخرية ليظل متحملا ظلم الفرعون المستبد من عصر ( مينا / نارمر ) وحتى الآن. ولكن الواقع أنّ النُّكتة المصرية تغطى على حزن مستمر وإكتئاب مستقر، والدليل إن المصرى يستكثر على نفسه الفرحة ، فإذا ضحك مرة من قلبه إستشعر بلاءا قادما وإستغفر معتذرا عن ضحكته قائلا : (اللهم إجعله خير).! .

2 ـ ثم جاء هذا السؤال :. ( هل الضحك حرام )، كان المقرر أن تأتى الإجابة فى الفتاوى بأن الضحك عموما ليس حراما ، ولكن قد يكون كفرا حين يقترن بالسخرية بالحق جل وعلا وكتابه وبالمؤمنين متبعى الحق.

3 ـ  قد يبدو ( الضحك ) بعيدا عن الدين ، ولكنه له فيه دخل ، يجعل موضوع ( الضحك ) أكثر جدّية مما يتوقع البعض . ولذا يستحق بحثا يعطى لمحة تكون تمهيدا للباحثين الجادّين .  وقد تعرضنا من قبل لسخرية الكافرين وإستهزائهم بالله تعالى ورسلة وآياته ، ونعطى هنا مزيدا عن إستهزائهم وسخريتهم حين تنحطُّ الى درك الضحك .

4 ـ ونفصّل الموضوع كالآتى :

أولا :

الضحك العادى مباح إسلاميا :

1 ـ الله جل وعلا هو الذى خلق فينا خاصية الضحك وخاصية البكاء . قال جل وعلا : (  وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ ﴿النجم: ٤٣﴾. بعض القردة تضحك ، ولكن وجوه الحيوانات الأخرى والطيور والحشرات تكون محايدة ، لا يظهر عليها السرور أو الحزن . وجه الأسد مثلا هو هو حين يأكل وحين يمارس الجنس ، بلا ملامح . وننتظر التصحيح من أصحاب العلم فى هذا الأمر .

2 ـ الضحك العادى ليس حراما . وجاء فى القصص القرآنى :

2 / 1 : النبى سليمان عليه السلام تبسّم ضاحكا حين سمع كلام النمل . قال جل وعلا : ( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴿١٨﴾ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿١٩﴾ النمل )

2 / 2 :  زوجة ابراهيم عليه السلام أخذتها المفاجأة فضحكت ، وهذا حين بشرتها الملائكة بأن تلد إسحاق ثم يكون يعقوب إبنا لاسحاق . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠﴾ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢﴾ هود ) حين ضحكت لم تتعرض للتأنيب ، بل بتعليق بالدعاء بالرحمة والبركات : ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴿٧٣﴾ ﴿هود﴾.

ثانيا :

من ملامح الكفر الإستهزاء ضحكا بالحق الالهى

1 ـ قال جل وعلا عن قوم فرعون وضحكاتهم الساخرة من موسى وآيات رب العزة جل وعلا :

( فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴿الزخرف: ٤٧﴾ . وذكر رب العزة سخرية فرعون الضاحكة من موسى وقوله للملأ من قومه عن موسى : (قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾ الشعراء )

2 ـ ونفس الحال مع العرب الكافرين:

2 / 1 : قال جل وعلا لهم :( أفَمِنْ هَـٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ﴿٥٩﴾ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴿٦٠﴾   ﴿النجم:  ﴾.

2 / 2 : وقال جل وعلا للنبى محمد عنهم : ( بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ( 12 ) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ﴿١٤﴾﴿الصافات:١٢﴾

3 ـ ووقع فى نفس الخطيئة الصحابة المنافقون:

3 / 1 : كانوا يستهزئون بالقرآن الكريم ، (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا( 124 ) التوبة )

3 / 2 : وقولهم بعد خروجهم من عند النبى يتندرون عليه وعلى القر’ن الكريم  : (  وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴿١٦﴾ محمد )

3 / 3 : كانوا يضحكون تندرا وقد قعدوا عن الخروج للقتال الدفاعى عن المدينة ، وسخروا قائلين ( لا تنفروا فى الحرّ ) . قال جل وعلا : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّـهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴿٨١﴾  فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿التوبة: ٨٢﴾ . هنا المقارنة المؤلمة بين حرارة الصيف القائظ ونار جهنم ، والمقارنة المؤلمة الأخرى بين ضحكهم القليل فى هذه الدنيا وبكائهم الأبدى فى الجحيم .

ثالثا : الإستهزاء ضحكا بالمؤمنين

1 ـ فى الأغلب يكون المؤمنون المتقون من المستضعفين فى الأرض ، ومن الأغلب أن يكون الكفار من المستكبرين . واضح هذا فى قصص الأنبياء فى القرآن الكريم ، وهو واضح فى عصرنا أيضا . ولأنها عادة سيئة فقد قال جل وعلا عن المستكبرين عُبّاد الدنيا المغرورين بها : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ﴿البقرة: ٢١٢﴾. وتصل السخرة الى درجة الضحك ، إذ  يسخرون ضحكا من المؤمنين المستضعفين ( الغلابة ) .

2 ـ ووقع فى هذا منافقو الصحابة حين كانوا يتندرون  بمن يتطوع للمجهود الحربى من المؤمنين الفقراء ، قال جل وعلا عنهم : ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ) عن عقابهم قال جل وعلا : ( سَخِرَ اللَّـهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿التوبة: ٧٩﴾)

3 ـ وأروع وصف لهذا جاء فى قوله جل وعلا فى حالة عامة تنطبق على كل زمان ومكان : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَآمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴿ ٢٩﴾  وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴿٣٠﴾ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴿٣١﴾ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴿٣٢﴾ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ﴿٣٣﴾  فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ( 34 ) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥﴾ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴿٣٦﴾﴿المطففين﴾. هنا تصوير حركى للضحك والتغامز ، ثم ما بعده وأولئك المجرمون ينقلون ما حدث وهم يتسامرون فى بيوتهم ، ثم بعدها يصفون المؤمنين بالضلال كما لو أن بأيديهم صكوك الهداية ومعهم التحكم فى الدين . ويوم القيامة سيتغير الوضع . تنتقل الصورة الى أولئك المؤمنين وهم فى الجنة يضحكون على المجرمين فى جهنم ، والمؤمنون مستريحون على الأرائك يرون المجرمين فى عذابهم . لنفهم هذا علينا أن نتخيل شاشة تنقل الينا ما يحدث فى مكان سحيق ( فى غابة أو قاع المحيط ) نراه ونحن مستريحون على الأرائك . ثم يكون ختم الموضوع بسؤال لا يخلو من سخرية عن الثواب الذى حصل عليه المجرمون الضاحكون الساخرون : (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) .

3 ـ وفى تصوير آخر للمجرمين المستهزئين بالمتقين ، يقول جل وعلا عنهم : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ المؤمنون ) ثم يقول لهم رب العزة مؤنّبا : ( أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ ويكون الرد إعتذارا غير مقبول : ( قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ ويدعون ربهم أن يخرجهم من النار ليعملوا صالحا غير الذى كانوا يعملون :( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ . ويأتيهم الرد الإلهى تحقيرا : ( قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾ . ومن أسباب هذا الرد التحقيرى لهم سخريتهم الضاحكة بالمؤمنين فى الدنيا : ( إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١٠٩﴾ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿١١٠﴾، ثم الإشارة الى نعيم المؤمنين فى الجنة جزاءا على صبرهم : ( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿١١١﴾ المؤمنون)

4 ـ فى جحيم الآخرة لا مكان للضحك ، وفى الجنة ضحك وإستبشار ولا مجال للكآبة والحزن . قال جل وعلا فى مقارنة مؤثرة :

 4 / 1 :( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴿٣٨﴾ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴿٣٩﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴿٤٠﴾ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿٤١﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴿٤٢﴾عبس ) .

4 / 2 : وأهل الجنة سيحمدون ربهم  الذى أذهب عنهم الحزن : (  وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴿٣٥﴾ فاطر ) وفى المقابل : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿٣٦﴾)وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧﴾ فاطر) .

رابعا :

الوقوع بسهولة فى الكفر عن طريق النكتة

1 ـ المجالات المحببة للسخرية والتندر والضحك هى الدين والجنس والسياسة . وهى غالبا محظورة فى الأعمال الدرامية حيث توجد رقابة من الدولة ( المستبدة ).

2 : إسلاميا : حرية الايمان والكفر بلا حدود للبشر ، إن شاءوا الهداية هداهم الله جل وعلا وزادهم هدى وإن شاءوا الضلال زادهم ضلالا. وهم مسئولون عن إختيارهم الدينى يوم الدين . أى يمكن لك أن تسخر من دين رب العزة ولكن ينتظرك عذاب أبدى خالد لا خروج منه ولا تخفيف فيه.

3 ـ دين الله جل وعلا مؤسس على الخشوع . والخشوع يتناقض مع أن تسخر من رب العزة أو من كتابه ورسوله . وهنا يكون العقاب مروعا .

4 ـ بعض الناس يستسهل قول نكتة ويستسهل سماعها ويكون فيها مساس برب العزة جل وعلا أو برسوله وكتابه . وهذا شائع ، وقد يجد رواجا . والمستمع لها راضيا بها يكون مشاركا للقائل. . أولئك الناس ينسون إن المؤمن قد يقع فى الكفر بمجرد كلمة يقولها . وهذا ما حدث من بعض المنافقين الصحابة. قال جل وعلا عنهم :

4 / 1 : (  يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚوَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾ ) التوبة ). نلاحظ أن عقوبتهم إن لم يتوبوا موكولة الى الله جل وعلا فى الدنيا والآخرة، إذ لا وجود لما يسمى ب ( حدّ الردة فى الاسلام )

4 / 2 : ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّـهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٦٦﴾ التوبة ) . نفس الملاحظة السابقة : أن عقوبتهم إن لم يتوبوا موكولة الى الله جل وعلا فى الدنيا والآخرة ، إذ لا وجود لما يسمى ب ( حدّ الردة فى الاسلام )

5 ـ بل إنه من الحرام أن يسخر الناس بعضهم من بعض ، قال جل وعلا للمؤمنين فى خطاب مباشر: (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿الحجرات: ١١﴾.

6 ـ ليس فى دين الله جل وعلا هزل. ودين الله جل وعلا هو القرآن وكفى . قال عنه جل وعلا :

( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴿١٣﴾ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ﴿١٤﴾ الطارق )

اجمالي القراءات 3879