لمحة تاريخية عن ( عدو الله ) فى خلافة (على بن أبى طالب )

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٣ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لمحة تاريخية عن ( عدو الله ) فى خلافة (على بن أبى طالب )  

مقدمة :

1 ـ المؤمن المتقى يحنى رأسه لربه جل وعلا فى الركوع والسجود ، ليس فقط حسيا وماديا فى الصلاة بل معنويا وسلوكيا فى عموم الطاعة . الباحث المتدبر للقرآن الكريم حين يحتكم اليه فى أعمال الناس وأفعالهم يلتزم بهذه الطاعة تاركا هواه الشخصى وما عاش عليه من ثوابت . هنا تكون عبوديته لربه جل وعلا . على العكس من ذلك ترى باحثين يقدسون الخلفاء والصحابة ، لا يعترفون بأن الفتوحات والحروب الأهلية فى عصر الخلفاء هى عصيان لرب العزة جل وعلا ، وأن أولئك الصحابة إقترفوا هذا وذاك بإسم الرحمن ، أى هم خصوم وأعداء للخالق جل وعلا . هؤلاء الباحثون يناصرون الخلفاء وصحابة الفتوحات على رب العزة جل وعلا ، ويكونون مشاركين لهم فى ظلم رب العالمين ، أو مظاهرين مؤيدين لهم فى ظلمهم لرب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا عن هذا الصنف من البشر : ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴿٥٥﴾ الفرقان ) .

2 ـ الخلفاء وصحابة الفتوحات لم يقوموا بالغزو والسبى والسلب والقتل والاحتلال والظلم والقهر تحت شعار دنيوى ، ولو فعلوا ذلك لكان ظلمهم للناس فقط ، ولكنهم حين رفعوا إسم رب العزة فقد ظلموا رب الناس . لا نملّ بالتذكير بهذه الحقيقة لنواجه إصرار المُضلّلين على تقديس صحابة الفتوحات عداءا لرب العالمين . فيما يخص موضوعنا فإن صحابة الفتوحات برروا إعتداءهم وغزوهم وإحتلالهم بأن تلك الأمم كافرة ، وأن اولئك الخلفاء والصحابة هم المخولون من رب العزة جل وعلا لغزوهم وإحتلالهم .

3 ـ فى كتابات لنا سبقت ( عن الصلاة ) إستشهدنا بإتهامهم أهل البلاد المفتوحة بالكفر ، وحتى حين كانوا يثور أهل البلاد المفتوحة لرفع الظلم الواقع بهم فقد كانت ثورتهم توصف بالكفر ، كمثل قول الطبرى ( وكفر أهل أرمينية زمان معاوية .. ) .

4 ـ المصيبة العظمى أن صحابة الفتوحات إعتبروا رب العزة جل وعلا تابعا لهم . وأستغفر الله جل وعلا من الاضطرار الى كتابة هذه الجملة ، ولكنها التفسير الوحيد للكفر الفظيع للخلفاء وصحابة الفتوحات . ونستشهد بما أورده الطبرى فى رسالة حبيب بن مسلمة الى أهل تفليس ( فى جورجيا ) وهى عاصمتها الآن . نقرأ الرسالة : ( بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب من حبيب بن مسلمة لأهل تفليس من جرزان أرض الهرمز بالأمان على أنفسكم وصوامعكم وبيعكم وصلواتكم ،على الإقرار بصغار الجزية على كل أهل بيت دينار واف ، ولنا نصحكم ونصركم على عدو الله وعدونا ..   ومن تولى عن الله ورسله وكتبه وحزبه فقد آذناكم بحرب على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين . شهد عبدالرحمن بن خالد والحجاج وعياض وكتب رباح وأشهد الله وملائكته والذين آمنوا وكفى بالله شهيدا ) . شعب جورجيا لم يقم بالاعتداء على العرب بل ربما لم يكن له علم بالعرب ، ولكن كفار العرب هجموا عليهم فى بلادهم ، ويطلبون منهم الجزية وأن يكونوا لهم عونا على العدو. وفى الرسالة وصف العدو بأنه ( عدو الله وعدونا ) فمن كان عدوا لهم أصبح عدوا لله .!!. وإذا رفض أهل تفليس فهم بالتالى أعداء الله ورسله وكتبه ، ويتعين حربهم . ثم جعلوا الله جل وعلا شهيدا معهم. نضطر الى القول بأنهم جعلوا رب العزة جل وعلا تابعا لهم وجعلوه عدوا لمن يعاديهم ، أى جعلوا أنفسهم فوق رب العزة جل وعلا ، وكفى به كفرا فظيعا . 

5 ـ الفتنة الكبرى نتجت عن الفتوحات حين إختلف الفاسقون على توزيع الغنائم . وكما جعلوا رب العزة جل وعلا تابعا لهم فى الفتوحات فقد جعلوه أيضا تابعا لهم فى حروبهم الأهلية ، كل منهم يحتكر رب العزة جل لنفسه ، ويجعل أعداءه أعداءا لرب العزة . ونعطى أمثلة من بين سطور تاريخ الطيرى فى خلافة على ابى طالب .

أولا : فى موقعة صفين :

1 ـ يقول الطبرى عنها : (  ثم خرج ( أى على بن أبى طالب ) يريد معاوية بن أبي سفيان ومن معه بالشام ، فبلغ ذلك معاويةفخرج فيمن معه من أهل الشام ، والتقوا بصفين ،  في صفر سنة سبع وثلاثين ، فلم يزالوايقتتلون بها أياما ..وقتل بصفين عمار بن ياسر وخزيمة بن ثابت وأبو عمرة المازنيوكانوا مع علي ...)

2 ـ وعن إستعمال مصطلح ( عدو الله ) نراه فى خطبة عمار بن ياسر فى موقعة صفين يصف بها معاوية واصحابه . يروى الطبرى : ( وخرج اليوم الثالث عمار بن ياسر وخرج إليه عمرو بن العاص فاقتتل الناس كأشد القتال ، وأخذ عمار يقول يا أهل العراق أتريدون أن تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما وبغى على المسلمين وظاهر المشركين فلما رأى الله عز وجل يعز دينه ويظهر رسوله أتى النبي فأسلم وهو فيما نرى راهب غير راغب ثم قبض الله عز وجل رسوله فوالله إن زال بعده معروفا بعداوة المسلم وهوادة المجرم فاثبتوا له وقاتلوه فإنه يطفئ نور الله ويظاهر أعداء الله عز وجل .).

ثانيا : التحكيم .

1 ـ إقترب جيش (على ) من النصر فأشار عمرو بن العاص على معاوية برفع المصاحف على الرماح دعوة الى تحكيم القرآن . ورفض (على ) فأرغمه الأعراب من أتباعه على قبول التحكيم . يروى الطبرى : ( ورفع أهل الشام المصاحف يدعون إلى ما فيها ، مكيدة من عمرو بن العاص،أشار بذلك على معاوية وهو معه،  فكره الناس الحرب ، وتداعوا إلى الصلح. وحكّموا الحكمين، فحكّم علي أبا موسى الأشعري وحكّم معاوية عمرو بن العاص ، وكتبوا بينهم كتابا ؛ أن يوافوارأس الحول بأذرح فينظروا في أمر هذه الأمة،فافترق الناس ،فرجع معاوية بالألفة من أهلالشام ، وانصرف علي إلى الكوفة بالاختلاف والدغل . )

2 ـ وجاءت نتيجة التحكيم لصالح معاوية بسبب خداع عمرو لأبى موسى الأشعرى ويقول الطبرى : ( واجتمعالناس بأذرح في شعبان سنة ثمان وثلاثين ، وحضرها سعد بن أبي وقاص وابن عمر وغيرهما منأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقدم عمرو أبا موسى فتكلم فخلع عليا وتكلم عمروفأقر معاوية وبايع له، فتفرق الناس على هذا‏.‏).

3 ـ وأدى التحكيم الذى فرضه الأعراب التابعون ل ( على ) على ( على ) الى خروجهم على (على ) وأصبحوا ( الخوارج ) . وقد أفنى (على ) معظمهم فى موقعة ( النهروان ). يقول الطبرى  : ( فخرجت عليه الخوارج من أصحابه ومنكان معه وقالوا : لا حكم إلا الله وعسكروا بحروراء .فبذلك سموا الحرورية . فبعث إليهمعلي عبد الله بن عباس وغيره فخاصمهم وحاجّهم،  فرجع منهم قوم كثير. وثبت قوم على رأيهم،وساروا إلى النهروان ، فعرضوا للسبيل ، وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت . فسار إليهمعلي فقتلهم بالنهروان ..وذلك سنة ثمان وثلاثين. )

ثالثا : فى الصراع بين (على ) والخوارج

4 ـ وفى العداء بين (على ) والخوارج ورد مصطلح ( عدو الله ) .

4 / 1 : يقول الطبرى عن حالة جيش (على ) بعد صفين : ( خرجوا مع علي إلى صفين وهم متوادون أحباء فرجعوا متباغضين أعداء ما برحوا من عسكرهم بصفين حتى فشا فيهم التحكيم ولقد أقبلوا يتدافعون الطريق كله ويتشاتمون ويضطربون بالسياط يقول الخوارج يا أعداء الله أدهنتم في أمر الله عز وجل وحكمتم وقال الآخرون فارقتم إمامنا وفرقتم جماعتنا ) الخوارج يصفون عليا وأصحابه ب ( اعداء الله ) .   

4 / 2 : وانطلق الخوارج يقتلون من يرونه مؤيدا ل (على ) حتى لو كان مسالما. فقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن إمرأته . وقطّعوا بسيوفهم رجلا فارسيا مسلما مسالما لأنه كان يحب عليا بن أبى طالب. ووصفوه بأنه عدو الله.!. يروى الطبرى أن رسالة جاءت ل (على) من تابعه قرظة بن كعب الأنصارى ، يقول فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني أخبر أمير المؤمنين أن خيلا مرت بنا من قبل الكوفة متوجهة نحو نفر وإن رجلا من دهاقين أسفل الفرات قد صلى يقال له زاذان فروخ أقبل من قبل أخواله بناحية نفر فعرضوا له فقالوا : أمسلم أنت أم كافر ؟ فقال: " بل أنا مسلم" . قالوا : " فما قولك في علي ؟" قال : " اقول فيه خيرا .. " فقالوا له : " كفرت يا عدو الله . " .! ثم حملت عليه عصابة منهم فقطعوه . ). هو نفس الاستجواب الذى تعرض له عبد الله بن خباب بن الأرت قبل أن يقتلوه وزوجته.  

4 / 3 : وتردد نفس المصطلح فى المواجهة الحربية بين (على ) والخوارج فى موقعة النهروان. يروى الطبرى : ( وأقبلت الخوارج فلما أن دنوا من الناس نادوا يزيد بن قيس فكان يزيد بن قيس على إصبهان فقالوا :" يا يزيد بن قيس لا حكم إلا لله وإن كرهت إصبهان " فناداهم عباس بن شريك وقبيصة بن ضبيعة العبسيان : " يا أعداء الله أليس فيكم شريح بن أوفى المسرف على نفسه .) هنا أحد أتباع (على ) يصف الخوارج ب (أعداء الله ) .  

4 / 4 : وانهزم خوارج حروراء سريعا . " وجاء أبو أيوب الأنصارى الى (على ) وقد قتل زعيم الخوارج زيد بن حصين . تقول الرواية : ( أن أبا أيوب أتى عليا فقال " " يا أمير المؤمنين قتلت زيد بن حصين ."  قال : " فما قلت له وما قال لك ؟ قال : " طعنته بالرمح في صدره حتى نجم من ظهره . " . ..وقلت له " " أبشر يا عدو الله بالنار" ،  قال : "  ستعلم أينا أولى بها صليا . ). كل منهما يجعل الآخر ( عدو الله ).!!

رابعا : فى قتل محمد بن أبى بكر والى مصر من طرف (على بن أبى طالب )

1 ـ أرسل (علي) واليا له على مصر هو (محمد بن أبي بكر الصديق ) ، وأرسل معاوية لحرب محمد بن أبى بكر فى مصر فاتحها الأول ( عمرو بن العاص ) وانتهى الأمر بهزيمة ابن أبى بكر وقتله وحرق جثته .  

2 ـ وارسل عمرو بن العاص قائده ( معاوية بن حديج السكوني ) الذى هزم محمد بن أبى بكر وطارده حتى ألجأه الى خرابة إختفى فيها جريحا عطشان . يروى الطبرى : (.. فاستخرجوه وقد كاد يموت عطشا .. .. فقال لهم محمد : "اسقوني من الماء ".! . قال له معاوية بن حديج : " لا سقاه الله إن سقاك قطرة أبدا .إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما ، فتلقاه الله بالرحيق المختوم والله لأقتلنك باابن أبي بكر فيسقيك الله الحميم والغساق " قال له محمد : " يابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك وإلى من ذكرت ، إنما ذلك إلى الله عز وجل يسقي أولياءه ويظميء أعداءه أنت وضرباؤك ومن تولاه أما والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني هذا ". قال له معاوية " "  أتدري ما اصنع بك ؟ أدخلك في جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار .! " فقال له محمد : " إن فعلتم بي ذلك فطالما فعل ذلك بأولياء الله ، وإني لأرجو هذه النار التي تحرقني بها أن يجعلها الله علي بردا وسلاما كما جعلها على خليله إبراهيم ، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك كما جعلها على نمروذ وأوليائه إن الله يحرقك ومن ذكرته قبل وإمامك (يعني معاوية ) وهذا ( وأشار إلى عمرو بن العاص ) بنار تلظى عليكم كلما خبت زادها الله سعيرا " . قال له معاوية : " إني إنما أقتلك بعثمان " . قال له محمد : " وما أنت وعثمان؟ إن عثمان عمل بالجور ونبذ حكم القرآن وقد قال الله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) فنقمنا ذلك عليه فقتلناه، وحسنت أنت له ذلك ونظراؤك ، فقد برأنا الله إن شاء الله من ذنبه ، وأنت شريكه في إثمه وعظم ذنبه وجاعلك على مثاله. "  قال فغضب معاوية فقدمه فقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه بالنار.) نستشهد بهذا الحوار لإثبات أن كل فريق يجعل نفسه ( ولى الله ) ويجعل عدوه ( عدو الله ) ، وهم جميعا يتقاتلون فى سبيل إلاههم الأعظم هو المال.

3 ـ وبعث عمرو بن العاص يبشر معاوية بن أبى سفيان بقتل محمد بن ابى بكر ، ويقول له : ( أما بعد فإنا لقينا محمد بن أبي بكر وكنانة بن بشر في جموع جمة من أهل مصر ، فدعوناهم إلى الهدى والسنة وحكم الكتاب ، فرفضوا الحق وتوركوا في الضلال ، فجاهدناهم واستنصرنا الله عليهم ، فضرب الله وجوههم وأدبارهم ، ومنحونا أكتافهم . فقتل الله محمد بن أبي بكر وكنانة بن بشر وأماثل القوم والحمد لله رب العالمين والسلام عليك ) . هم قتلوا محمدا بن ابى بكر ويجعلون الله جل وعلا هو الذى قتله .!

4 ـ أما (على ) فحين بلغه قتل محمد بن ابى بكر فجمع الناس وخطب فيهم. يروى الطبرى : ( فقام علي في الناس وقد أمر فنودي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد ، ثم قال : "  أما بعد فإن هذا صريخ محمد بن أبي بكر وإخوانكم من أهل مصر قد سار إليهم ابن النابغة عدو الله وولي من عادى الله فلا يكونن أهل الضلال إلى باطلهم والركون إلى سبيل الطاغوت أشد اجتماعا منكم على حقكم هذا ، فإنهم قد بدؤوكم وإخوانكم بالغزو فاعجلوا إليهم بالمؤاساة والنصر. عباد الله إن مصر أعظم من الشام أكثر خيرا وخير أهلا فلا تغلبوا على مصر فإن بقاء مصر في أيديكم عز لكم . ) . (على ) يسمّى ( عمرو بن العاص ) ( ابن النابغة ) . النابغة هى أم عمرو بن العاص ، وكانت عاهرة يتعاقب عليها الرجال ، وحين ولدت عمرا نسبته الى العاص لأنه كان الأكثر مالا. و (على ) يصف عمرو بن العاص بأنه (عدو الله وولي من عادى الله ). ونتعرف على الهدف الأكبر للقتال وهو حطام الدنيا ، يقول (على ) فى تحريضه لأتباعه : (  عباد الله إن مصر أعظم من الشام أكثر خيرا وخير أهلا فلا تغلبوا على مصر فإن بقاء مصر في أيديكم عز لكم ). (على بن ابى طالب ) يعبد المال ويجعل رب العزة جل وعلا تابعا له ، من يعادى عليا وينازعه فى حطام الدنيا يكون عدوا لله لأنه عدو ل (على ). هل هناك كفر أقظع من هذا ؟

خامسا : ( على ) يقاتل من تركه من أتباعه ويسبى ذريتهم :

1 ـ بفشل (على ) تفرق عنه بعض أتباعه ، ومنهم من إرتد ومنهم من إعتنق النصرانية . لم يتركهم (على ) فى حالهم ، أرسل اليهم جيشا يقوده معقل بن قيس .  

2 ـ يروى الطبرى عن أحد جنود هذا الجيش : ( كنت في الجيش الذين بعثهم علي بن ابي طالب إلى بني ناجية ..قال فانتهينا إليهم فوجدناهم على ثلاث فرق فقال أميرنا لفرقة منهم : " ما أنتم ؟ " قالوا : " نحن قوم نصارى لم نر دينا أفضل من ديننا فثبتنا عليه ". فقال لهم : " إعتزلوا." ،  وقال للفرقة الأخرى : "  ما أنتم ؟ " قالوا : " نحن كنا نصارى فأسلمنا فثبتنا على إسلامنا . " ، فقال لهم : إعتزلوا ." ثم قال للفرقة الأخرى الثالثة : " ما أنتم ؟ " قالوا : " نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فلم نر دينا هو أفضل من ديننا الأول . " فقال لهم : "  أسلموا ؟ " فأبوا ، فقال لأصحابه:  " إذا مسحت رأسي ثلاث مرات فشدوا عليهم فاقتلوا المقاتلة واسبوا الذرية " . فجيء بالذرية إلى علي فجاء مصقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي ألف فجاء بمائة ألف فلم يقبلها علي ، فانطلق بالدراهم ، وعمد إليهم مصقلة فأعتقهم ، ولحق بمعاوية . ) أى ترك عليا ولحق بمعاوية . (على ) هنا يسبى ذرية قوم مسالمين ، ويبيعهم مقابل المال .!!  

سادسا : فى إغتيال (على )

5 ـ إغتال الخارجى عبد الرحمن بن ملجم عليا وهو على وشك أن يصلى الفجر ، وقبضوا على القاتل ، وأدخلوه على (على ) وبه رمق . يقول الطبرى : (.. فأدخل عليه ثم قال : " أي عدو الله ألم أحسن إليك ؟" . قال : " بلى".  قال " " فما حملك على هذا ؟ " قال : " شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه. ) . (على ) وهو يجود بآخر أنفاسه يصف ابن ملجم ب ( عدو الله ) ، ويصفه ابن ملحم بأنه ( شر خلق الله ).

أخير : نكتة مؤلمة :

1 ـ الذين يقدسون صحابة الفتوحات عليهم أن يقولوا : ( سيدنا على بن ابى طالب عدو الله كان خصما لسيدنا معاوية عدو الله وكان خصما لسيدنا عمرو بن العاص عدو الله ، وسيدنا عمرو بن العاص عدو الله قتل سيدنا محمدا بن أبى بكر عدو الله ، وسيدنا عمار بن ياسر عدو الله حارب سيدنا عمرو عدو الله ..) وهكذا ..

2 ـ وشر البلايا ما يُضحك .!!

اجمالي القراءات 6649