من الأشد عداءا للنبى محمد : الأقباط والمسيحيون أم المتطرفون المحمديون ؟

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٠ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

من الأشد عداءا للنبى محمد : الأقباط والمسيحيون أم المتطرفون المحمديون ؟

مقدمة

1 ـ رسالة هامة يقول صاحبها ( أنا أحترم فيك ثباتك على مبدئك وأنك مستمر فى طريقك ضد المستبدين وضد الكهنوت . ولكن لى ملاحظة أرجو أن تتقبلها بصدر رحب . أو حتى توضح لى وجهة نظرك فيها . وهى علاقتك الطيبة بالمتطرفين الأقباط  الذين هم أشد المسيحيين كراهية للإسلام ، موقفك هذا يعطى أعداءك حجة عليك . ).

2 ـ أرد عليها بهذا المقال ، للتوضيح :

أولا : أعداء النبى محمد عليه السلام فى حياته :  

1 ـ الله جل وعلا هو الأعلم حيث يجعل رسالاته ( الأنعام  124)ـ وقد إختار وإصطفى أعظم الناس فى عصره وهو ( محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب ) ليكون خاتم النبيين . إمتاز عليه السلام برحمته وحرصه على الناس ، وفى دعوته بلغ به الحرص على هداية قومه الى درجة أن ينزل عليه الوحى ينهاه عن أن يشقى نفسه من أجلهم ( طه 2) وأن  تذهب نفسه عليهم حسرات ( فاطر 8 ) وأن لا يهلك نفسه من أجلهم ( الكهف 6 ) ، كل هذا وهو يتعرض للأذى منهم .

2 ـ بالتالى نعرف أنه كان قبل نزول القرآن عليه يعامل قومه بكل النُّبل فإستحق حبهم وإحترامهم . إنقلبت محبتهم له الى عداوة بعد أن نزل عليه القرآن وأصبح نبيا يدعو قومه الى نبذ تقديس البشر والحجر . من هنا كان رب العزة يذكّرهم بأن محمدا هو صاحبهم الذى صحبوه من قبل وعرفوا صدقه ونبله وامانته ، فلماذا بعد نزول القرآن إتهموه بالضلال والغواية. قال لهم جل وعلا : ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (٢﴾ النجم )، ولماذا يتهمون ( صاحبهم ) بالجنون . قال لهم جل وعلا : ( وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ﴿٢٢﴾ التكوير). ودعاهم رب العزة جل وعلا الى التفكير موضوعيا فى صاحبهم الصادق الأمين كيف يتهمونه بالجنون : (  قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا  مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚإِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾ سبأ ).

3 ـ أى إن عداءهم ليس لشخص محمد بن عبدالله ولكن للقرآن الذى نزل على محمد بن عبد الله . وظهرت كراهيتهم له حين كان يتلو عليهم القرآن ، كراهية للقرآن . كانت أعينهم عندها تشتعل بالكراهية . قال جل وعلا : ( وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴿٥١﴾ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٥٢﴾ القلم ). وإمتدت كراهيتهم الى كل من يتلو عليهم القرآن كراهية فى القرآن ، فكانوا يكادون يعتدون ويسطون بمن يتلو عليهم القرآن. قال جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗقُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖوَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾ الحج ). وهو نفس الموقف الذى كنت ألقاه فى مصر من متطرفى المحمديين .

4 ـ وإستغلوا حبه لهم وحرصه عليهم فى التأثير عليه :

4 / 1 : بأن يأتى لهم بقرآن آخر يتفق مع ثوابتهم الشركية ، وكان هذا حين يتلو عليهم القرآن . قال جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ) وأمره ربه ان يرد عليهم : ( ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿١٦﴾ يونس ). هنا تذكير لهم بمعايشته لهم قبل نزول القرآن وقد كان الغاية فى الصدق والأمانة .

4 / 2 : بأن يفترى لهم كلاما يرضيهم ، وكادوا ينجحون فى هذا لولا أن عصمه الله جل وعلا ، وعصمة الرسول هى فيما يخص الوحى فقط . قال جل وعلا : ( وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾ الاسراء ).

4/ 3 : لقد قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ﴿٣٨﴾ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ﴿٣٩﴾ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿٤٠﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ﴿٤١﴾ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٣﴾ الحاقة ) ثم قال عن إستحالة أن يتقول النبى فى الدين شيئا خارج القرآن : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ( 44 ) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ( 46 ) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴿٤٧﴾ الحاقة).أئمة المحمديين فيما بعد تقوّلوا أكاذيب نسبوها للنبى ظلما وعدوانا .!!

5 ـ خاب مسعى كفار قريش فإشتد أذاهم له عليه السلام ، وهنا إختلط الشخصى بالموضوعى ، أصبحوا يكرهون شخص محمد ويكرهون ( موضوع ) القرآن . كانوا يتندرون عليه إذا رأوه ، وأساس إستهزائهم هو كونه رسولا . قال جل وعلا :

5 / 1 : ( وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦﴾ الانبياء )

5 / 2 : ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّـهُ رَسُولًا ﴿٤١﴾ إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴿٤٢﴾ الفرقان ).

6 ـ هذا الأذى يعبر عن عداء صريح من قومه له عليه السلام . وقد وصل العداء والأذى الى درجة أنهم كانوا على  وشك الفتك به حين تصدى لعبادتهم الأولياء والقبور المقدسة فى مساجدهم ( وهو ما يفعله المحمديون الآن ) . قال جل وعلا : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿١٩﴾ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ﴿٢٠﴾ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴿٢١﴾ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّـهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٢﴾ إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴿٢٣﴾  الجن ).

7 ـ وفى المدينة ظهر المنافقون الصحابة أعداء جُدُدا للنبى محمد والاسلام والقرآن الكريم . كانوا يؤذون النبى ( التوبة 61 ) وكانوا يستهزئون بالله جل وعلا ورسوله وكتابه ( التوبة 64 : 66 )، وإنضم اليهم فريق من الصحابة المؤمنين الذين فى قلوبهم مرض ( الأحزاب 53 ، 57 ، 69  ). وإمتدت كراهيتهم للمؤمنين .( آل عمران  118 : 119 ).

9 ـ وظهر التعاون بين أعداء النبى ضد النبى ، تعاون المنافقين مع الكفار خارج المدينة الى درجة أنهم أقاموا مسجدا وصفه ربه العزة بأنه مسجد ضرار والكفر والتفريق بين المؤمنين ووكرا للتآمر ( التوبة 107 : 110 ). وكانوا يتثاقلون عن الخروج للقتال الدفاعى عن المدينة يعتذرون بأنهم لا يعرفون القتال ( آل عمران 167 ) عن تثاقلهم قال جل وعلا للنبى فى حرمانهم من شرف الجهاد : ( فَإِن رَّجَعَكَ اللَّـهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖإِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴿٨٣﴾ التوبة ). لاحظ كلمة ( عدوا ) عن الكفار الصرحاء المعتدين .

ثانيا : أنواع أعداء النبى محمد عموما :

1 ـ أهون أعداء النبى شأنا هم الذين كانوا يهاجمونه ويضطهدونه ويؤذونه فى حياته ، لأن رب العزة هو الذى كان يرد عليهم مدافعا عنه عليه السلام ( التوبة 61 ).

2 ـ أخطر أعداء النبى هم الذين جاءوا فيما بعد يؤلهونه ويتقولون عليه بأقاويل تجعله شفيعا وذا قبر مقدس . سيضطرالنبى يوم القيامة للتبرؤ منهم وأنه ليس مسئولا عن إفكهم ، وهو نفس موقف عيسى عليه السلام يوم القيامة . قال جل وعلا : (وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚوَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ المائدة  ).

3 ـ هناك من جعلهم الناس آلهة دون علمهم ودون رضاهم ، وسيأتون يوم القيامة يتبرأون من أولئك المشركين . قال جل وعلا :

3 / 1 : (  وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚوَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ الفرقان )

3 / 2 : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ سبأ  )

 ثالثا : أئمة المحمديين هم أعدى أعداء النبى محمد فى عصرنا :  

1 ـ قال جل وعلا :

1 / 1 :( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)( 112)الانعام ). التعبير بالمضارع عن أعداء الأنبياء من شياطين الإنس والجن إذ ( يوحى ) بعضهم الى بعض الوحى الشيطانى . النبى محمد عليه السلام لم ( يتقول على ربه ) . بعد موته تقوّل عليه شياطين الإنس والجن أقوالا وجعلوها وحيا وسُنّة ودينا . وتحول شياطين الإنس والجن الى آلهة فى أديان المحمديين الشيطانية . من ينتقدهم فهو مرتد حلال الدم . وتلك هى مشكلتنا معهم.

1 / 2 : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ الفرقان ) الرسول سيتبرأ من قومه الذين عايشهم والذين إتخذوا القرآن مهجورا ، وأئمتهم أصبحوا حكاما بعده وإرتكبوا جريمة الفتوحات وشوهوا الاسلام دين السلام والعدل والرحمة والحرية وكرامة الاسلام . وهؤلاء الخلفاء تحولوا أيضا الى آلهة ، من ينتقدهم فهو مرتد حلال الدم . وتلك هى مشكلتنا معهم.

1 / 3 :  وقال جل وعلا بعدها : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان ). أى هو وصف لكفار قريش ، واشدهم كفرا هم الذين مردوا على النفاق ثم اصبحوا خلفاء راشدين ، والأولى أن نقول عنهم ( الخلفاء المجرمون ) تمسكا بوصف رب العزة جل وعلا لهم .

1 / 4 : فى سورتى الأنعام (112 ) والفرقان ( 31 ) جاء وصف رب العزة لأعداء النبى محمد بأنهم شياطين الانس والجن وأنهم مجرمون. هل تجرؤ على وصف الخلفاء علنا بالمجرمين ؟  

2 ـ هم أعدى أعداء النبى محمد لأن أحاديثهم المفتراة تطعن فى شخص النبى كما تطعن فى دين الاسلام . فى كتابنا ( القرآن وكفى ) تعرضنا للبخارى فى طعنه فى شخص النبى . وهم جعلوا فى أحاديثم النبى سفاكا للدماء مدمنا على النساء سبّابا عيّابا متآمرا ، وايضا جعلوه إلاها مالكا ليوم الدين وجعلوا له قبرا مقدسا تُشدّ اله الرحال . ومن ينتقد هذا فهو مرتد حلال الدم . وتلك هى مشكلتنا معهم.

 رابعا : الأقباط والمسيحيون أقل عداءا للنبى محمد

1 ـ لم يعرف الأقباط والمسيحيون عن الاسلام إلا من خلال معاناتهم من الغزو العربى وما صحبه من قتل وسلب ونهب وإسترقاق وسبى ثم إحتلال وقهر وظلم فاق الحدود. الخلفاء المجرمون قدموا الاسلام بهذه الصورة ، وترسبت هذه الصورة فى قلوب الضحايا وأجيالهم خلال 14 قرنا . بل إنتعشت مؤخرا بظهور وتسيد الوهابية ومنظماتها ما ظهر منها وما بطن . هل نسيتم داعش ؟!.

2 ـ وحين ظهر أهل القرآن يؤكدون قيم الاسلام العليا من السلام والعدل والرحمة والحرية وكرامة الانسان بادر أئمة المحمديين بتكفيرنا وإخراجنا من ملة الاسلام بزعمهم ، مؤكدين أن الاسلام هو ما فعله الخلفاء المجرمون ، من أبى بكر الصديق الى أبى بكر البغدادى ، ومن عمر بن الخطاب الى عمر عبد الرحمن . من الذى يستحق اللوم ؟ فى  نقاش مع مثقف قبطى قال : ولكن ما تقولونه يرفضه أئمة الاسلام ، بل أنتم عندهم كفار ..!

3 ـ أى إن معظم عداء الأقباط للنبى محمد هى للصورة الكاذبة التى زيفها الخلفاء المجرمون عمليا بالفتوحات والتى كتبها أئمة المحمديين تراثيا والتى يطبقها المتطرفون فى عصرنا . هم يكرهون هذه الصورة الوهمية الخرافية التى لا شأن لها بحقيقة النبى محمد فى القرآن . ونحن مع الأقباط فى كراهية هذه الشخصية الوهمية ، بل نحن نكفر بها .

4 ـ المسيحيون والأقباط تمتد كراهيتهم الى الاسلام دينا وعقيدته فى ( لا إله إلا الله ) لأنها تخالف عقيدتهم فى الثالوث . هم لا يعرفون أن المحمديين يؤلهون الإله الذى أسموه محمدا أكبر من تأليه المسيحيين للإله الذى أسموه عيسى . نحن أهل القرآن والأقباط خصوم فى الدين القلبى ( الإعتقادى ) ، وهذا مرجع الحكم فيه الى رب العزة جل وعلا القائل (قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ الزمر  )

5 ـ ولكن يتميز الأقباط والمسيحيون فى الشرق بكونهم مسالمين صابرين على الأذى الذى يلاقونه من المتطرفين المحمديين ، ونحن نعانى أيضا من الاضطهاد من نفس الناس ، ونحن مسالمون وهم كذلك ، أى يجمعنا الاسلام السلوكى أى السلام .هذا بينما لا يجمعنا بالمتطرفين المحمديين سوى التناقض .

6 ـ وفى حياتنا الدنيا فنحن مأمورون إسلاميا أن نتعامل معهم بالقسط وبالبر طالما لم يقاتلونا ولم يخرجونا من ديارنا . قال جل وعلا : (  لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ الممتحنة ) قال جل بعدها عن الكافرين سلوكيا وقلبيا : ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾ الممتحنة ) . المتطرفون فى مصر يخرجون الأقباط من ديارهم ويسبون بناتهم ، وكذلك فعلت داعش . هل نسيتم داعش ؟ّ

7 ـ ثم إن من واجبنا إسلاميا الدفاع عن كل مني تعرض للظلم بغض النظر عن ملته وإعتقاده ، نحن ندافع عن الشيعة المضطهدين فى مصر والخليج ، وندافع عن السنيين المضطهدين فى ايران ، وعن المسلمين المضطهدين فى مينامار والصين . نحن مع المستضعفين فى الأرض ، ندافع عنهم ، ولا نريد منهم جزاءا ولا شكورا .

اجمالي القراءات 4946