فى سبيل السلام : المظلوم والصبر الايجابى ( 1 )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٣ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

فى سبيل السلام : المظلوم والصبر الايجابى ( 1 )

 مقدمة : على المقال السابق جاء تعليق د عثمان محمد على . يقول ( يبقى سؤال : .. ولكن هُناك سؤال بالتأكيد يجول بخاطر كل من ينتهى من قراءة هذا المقال ،الا وهو . وماذا عن المظلوم صاحب الحق فى الأرض كالفلسطينيين الذين تتخذ حكومة إسرائيل قرارات بمصادرة أملاكهم لبناء مستوطنات او مصانع عليها ، او كمن يعتدى أخاه الأكبر عليه وعلى حقه وميراثه وليس له سواه ليعيش منه ، فماذا يفعل ،هل يستسلم ويترك ارضه وحقه ، ام يُدافع عنه مهما كلفه الأمر ؟؟  فلو إستسلم ورضى بالأمر الواقع  إيثارا للسلام  فستكون غابة وتضيع فيها الحقوق . وماذا لو قُتل اثناء دفاعه عن حقه  ؟؟) .

وأقول :هذا يدخل فى علاقة معقدة بين السلام والصبر الايجابى . ونعطى بعض التفصيل:

أولا : بين الظالم والمظلوم

1 ـ أظهرت الحرب العالمية الأولى ــ والتى جرت بين إبنى آدم وقتل أحدهما الآخر ـ وجود ظالم ومظلوم . وقتها كانت النسبة بين الظالم والمظلوم متساوية 50% لكل منهما .

2 ـ بإتساع العمران البشر وزيادة عدد البشر أصبح المظلومون هم الأغلبية الساحقة ، بل هناك مظلوم ويظلم ، والعادة أنه فى مجتمع الاستبداد تشيع ثقافة الظلم ، يظلمون رب العزة جل وعلا فيتخذون معه آلهة مخلوقة ، ويتظالم الناس فى التعامل بينهم. ، القوى يظلم الضعيف ، والضعيف يظلم من هو أضعف منه ، وتتضاءل الفوارق بين مجتمع الاستبداد ومجتمع الغابة . وهذا نراه واقعا حيا فى الشرق الأوسط فى عصرنا .

3 ـ وجود ظالم من البشر يعنى وجود مظلوم من البشر . من حق المظلوم أن يطالب بحقه ، وله أن يترك حقه . يوجد فى البشر أمثال قابيل القاتل وأمثال هابيل الذى لم يدافع عن نفسه ورضى أن يقتله أخوه الشقيق. المظلوم قد يرضى بالظلم ويستكين له فيشجع على إستمرار الظلم ، ويضيع السلام ، وقد يصبر صبرا إيجابيا ، يكون فى تحقيق السلام

ثانيا : المظلوم والصبر الايجابى

1 ـ بعض الأديان الأرضية يعتبر الرضى بالظلم والصبر عليه فضيلة دينية كما يعتقد بعض الأقباط المصريين . وفى عقيدة التناسخ الهندية تكريس للنظام الطبقى الصارم فى الهند ، فالمنبوذون إذا رضوا بالظلم الطبقى وتعايشوا مع وضعهم تتناسخ ( أرواحهم ) فى مخلوقات أعلى ، أما الذين يرفضون الظلم فتتناسخ ( أرواحهم ) فى حيوانات ومخلوقات أدنى . عندهم يكون الصبر السلبى بالرضا بالظلم فضيلة دينية ، مما يكرس الظلم ، فالذى يعتبر الظلم واقعا مفروضا يتعايش معه كأنه قدر مفروض لا فكاك منه ، ولا يعرف حقوقه الضائعة ، ويرى المستكبرين يتصارعون فوق جثته تنافسا على تملكه ، وهو الضحية بإستمرار شأن الأنعام المملوكة . هذا يتنافى مع تكريم الانسان .  لذا فليس الصبر السلبى للمظلوم من قيم الاسلام العليا .

2 ـ ( الصبر الايجابى ) قيمة عليا فى الاسلام لأن الاسلام دعوة للإصلاح بالوعظ وليس بالفرض والإكراه فى الدين ، هو بالدعوة القولية أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ، فإن لم تكن هناك إستجابة فالمؤمن يعرض عنه منتظرا حكم الله جل وعلا يوم القيامة ، متمسكا بقوله جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٠٥﴾ المائدة ) ، ويقول لمن أعرض عن الحق:(وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿١٢١﴾وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿١٢٢﴾ هود  ) .

3 ـ المؤمن فى تفاعله الايجابى مع الحياة آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر يتعرض للظلم من المستكبرين فى الأرض . ولا بأس بهذا فهو سعى لتحجيم الفساد. والاصلاح هو لُبُّ دعوة الأنبياء ضد المستكبرين أكابر المجرمين . قال جل وعلا عنهم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( ١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الانعام ) . لا يرضى المستكبرون المفسدون بالاصلاح الدينى والاجتماعى والسياسى لأن الاصلاح يعنى نهايتهم ، لذلك لا بد أن يتسلطوا على المصلحين بالأذى . حدث هذا مع الأنبياء ومع خاتم النبيين . المؤمن فى دعوته الاصلاحية يتأسى بخاتم النبيين فى الصبر الايجابى ـ وخاتم النبيين كان مأمورا أن يتأسى بصبر أولى العزم من الرسل .

ثالثا : الصبر الايجابى للرسل فى الدعوة

1 ـ كل الرسل فى دعوتهم الاصلاحية تعرضوا للأذى من أقوامهم ، ومع إختلاف الزمان والمكان والأقوام والألسنة فقد قالوا نفس القول لأقوامهم إنهم يصبرون عن أذاهم متوكلين على الله جل وعلا . قالوا : ( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا  وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿١٢﴾ ابراهيم )

2 ـ وتعرض خاتم النبيين لأذى شديد من قومه قريش من مزاعم واتهامات ومطالب لمجرد العناد والاستكبار تكذيبا بالقرآن الكريم .

2 / 1 : منها طلب آية حسية بديلا عن القرآن فقال له ربه جل وعلا يذكره بصبر الأنبياء السابقين : ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚوَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾ الانعام ).

2 / 2 : وكانوا يستعجلون العذاب تكذيبا وتحديا ، فأمره ربه جل وعلا أن يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا يستعجل نزول العذاب بهم ، قال له جل وعلا : (  فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) ﴿٣٥﴾ الاحقاف ). وقال جل وعلا عن إقتراب نهاية العالم (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾َفاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ المعارج )

2 / 3 : والنبى يونس عليه السلام لم يصبر فهرب من قومه وركب سفينة فإلتقمه الحوت . قال جل وعلا لخاتم النبيين يأمره بالصبر ويحذره من أن يفعل ما فعل يونس صاحب الحوت : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴿٤٨﴾ لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ( 49 )  فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٥٠ القلم ).

3 ـ وتوالت الأوامر بالصبر فى سياقات مختلفة :

3 / 1 : يأتى الأمر له بالصبر مقترنا بوعد الله جل وعلا الحق مع أمره بالاستغفار والتسبيح : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿٥٥﴾ غافر). وأيضا قال جل وعلا :  ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٧٧﴾ غافر) .

3 / 2 : وأن يكون صبره إبتغاء مرضاة ربه : ( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴿٧﴾ المدثر )،

3 / 3 : وأن يكون صبره رضى بحكم ربه ، وألا يطيع أحدا من الكافرين الآثمين وأن يواصل ذكر الله جل وعلا بكرة وأصيلا : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴿٢٤﴾ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٢٥﴾ الانسان )، وقال جل وعلا إن رضاه بحكم ربه يجعله فى عناية الرحمن ورعايته طااما يسبح بحمد ربه : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ الطور )

3 / 4 : وأن يستعين على صبره بربه جل وعلا ، ولا يحزن لكفرهم ولا يضيق بمكرهم : (  وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّـهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ( ١٢٧﴾ النحل )

3 / وتكرر الأمر له عليه السلام بالصبر على ما يقولون دليلا على أنه تعرض لحملة دعاية مركزة من الأكاذيب والافتراءات والتشنيع . قال له ربه جل وعلا :

3 / 1 :  (  فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴿٣٩ ) ق)

3 / 2 : (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿١٣٠ ) طه )

3 / 3 : ( اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴿١٧﴾ ) ص )

3 / 4 : وأمره ربه بالصبر على ما يقولون وأن يهجرهم هجرا جميلا : ( وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴿١٠﴾ المزمل )

4 ـ ومن روعة السمو الخلقى فى الاسلام أن يكون الصبر جميلا : ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ المعارج )

5 ـ هذا يذكرنا بحملات التشنيع والتشويه والأكاذيب التى نتعرض لها من أربعين عاما ، وهم يكررون ما كان كفار العرب يفعلون. ولا جديد تحت الشمس .

رابعا : الصبر الايجابى فى المواجهة الحربية

1 ـ قريش أخرجت النبى والمؤمنين ثم تابعتهم بالهجوم الحربى فى مستقرهم الجديد فى المدينة. لم يكن مسموحا للمسلمين بالرد على غارات قريش ، وبعد الاستعداد الحربى نزل لهم الإذن بالقتال الدفاعى ، وفيه مسوغات هذا الإذن ، ومنه أنهم يتعرضون للقتال الظالم وقبلها أخرجوهم من ديارهم ظلما ، ثم إن القانون الالهى هو أن يقف للظالم من يواجهه وذلك ليتحقق السلام وينقشع الاكراه فى الدين وتعم الحرية الدينية وتكون لكل بيوت العبادة حصانة . قال جل وعلا : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴿٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠) الحج ).

2 ـ هذا لا يشمل الكافرين الذين لا يرفعون السلاح ، والذين يكتفون بالأذى القولى . الرد عليهم هو بالصبر والتقوى والاعراض عنهم .

2 / 1 : قال جل وعلا عن المنافقين : ( هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠﴾ آل عمران ).

2 / 2 :  وقال جل وعلا عن كفار أهل الكتاب الذين يؤذون المؤمنين بالقول فقط : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿١٨٦﴾ آل عمران) .

2 / 3 : وقال جل وعلا عن أذى الكافرين والمنافقين للنبى : (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٤٨﴾ الاحزاب ) .

3 ـ الأذى القولى يكون الرد عليه :

3 / 1 : بالصفح والغفران . قال جل وعلا : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥﴾ القصص ) .

3 / 2 :  ويكون برد السيئة ليس بالحسنة بل بالأحسن منها ، قال جل وعلا : (  وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾ فصلت ). هؤلاء هم الذين صبروا هم أصحاب الحظ العظيم .

3 / 3 : هنا صبر إيجابى فى الدعوة السلمية ، بالتسامح والاحسان .

4 ـ وفى حالة اللجوء للحرب الدفاعية فالصبر الايجابى يصاحب هذه الحرب أيضا .

ونأتى للتفصيل عن الصبر فى الحرب الدفاعية فى الاسلام.  

اجمالي القراءات 4565