حواري الصحفي الخيالي مع احد رموز اذاعة اكادير الجهوية ؟

مهدي مالك في الثلاثاء ٢٣ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

حواري الصحفي الخيالي مع احد رموز اذاعة اكادير الجهوية ؟

مقدمة لا بد منها                                            

لقد شكلت اذاعة اكادير المحطة الاولى التي كنت استمع اليها سنة 1993 حيث كان عمري وقتها هو عشر سنوات بالتمام و الكمال أي كنت طفل صغير قد بدا يستمع الى بعض البرامج الرياضية و الترفيهية بالامازيغية حيث وجدت انذاك بعض الاسماء الكبيرة التي كانت تشتغل في هذه الاذاعة من قبيل الاستاذ محمد ولكاش و الاستاذة خديجة امرير و الاستاذ عبد الله اسافار الخ حسب شروط تلك المرحلة الحساسة بالنسبة للنضال الامازيغي ببعده الثقافي .

لقد تأسست اذاعة اكادير الجهوية في اوائل سبعينات القرن الماضي  بهدف تنزيل سياسة المخزن التحقيرية لكل ما هو امازيغي و سياساته التعريبية بمعنى تعريب الارض و الانسان الخ حسب اعتقادي المتواضع........

ان منطقة سوس هي واحة للعلم الشرعي منذ قرون من الزمان من خلال المدارس العتيقة كتراث امازيغي اسلامي يجب الحفاظ عليه مع ادخال التحديث كي يصبح الاجيال القادمة اكثر تنويرا و القدرة على تقديم القراءة الحديثة لديننا الاسلامي الحبيب...........

ان منطقة سوس هي كذلك واحة للامازيغية كلغة و كثقافة و كفنون و كعلمانية اصيلة كما اسميها شخصيا حيث من المهم وجود هذه الاذاعة الجهوية بهدف لعب دورها في التعريف بسوس تاريخيا و دينيا و ثقافيا الخ من هذه الابعاد لان الاعلام الجهوي في الدول المتقدمة يتكون اولا من الاذاعات و القنوات التلفزيونية و الصحف بغرض لعب هذا الدور الجوهري يتمثل في التعريف بخصائص هذه الجهة او تلك   ..

غير ان المغرب لم يستطيع الى هذه الساعة تاسيس للجهوية المتقدمة بمعناها الحقيقي على كافة الاصعدة و المستويات بالرغم من الشعارات المرفوعة من طرف السلطة منذ التصويت على دستور 2011 و بالرغم من تطلعات النخب السياسية و الثقافية و بالرغم من حراك الريف كموضوع ساخن حيث اتساءل السؤال التالي اين الخلل ؟

بمعنى ان المخزن التقليدي لا يريد تفعيل المعنى الحقيقي للجهوية المتقدمة أي التنمية البشرية و تقاسم الثروة و القيم..

و بالرغم من كل هذه العراقيل  فان اذاعة اكادير الجهوية حسب اعتقادي المتواضع ظلت في المستوى على مر هذه العقود حيث استطاعت ان تطرح السؤال الثقافي الامازيغي  منذ سنة 1993 عبر برنامج تاوسنا تامزيغت أي الثقافة الامازيغية للاستاذ محمد اكوناض الذي احترمه كثيرا ...........

و بالاضافة الى برامج الاستاذ بوبكر انفاكار و برامج الاستاذة حادة العويج و البرنامج الرياضي للاستاذ مبارك ادمولود الخ من هذه البرامج سواء بالامازيغية و بالعربية التي تهتم بهموم المواطن و تفتح له مجال للتعبير عن مشاكله التنموية سواء داخل البادية او داخل المدينة  ............

منذ صيف 2017 دخلت اذاعة اكادير الجهوية الى عصر البث على مدار 24 ساعة محليا و وطنيا و دوليا حيث اعتبره شخصيا انجازا تاريخيا لان هذه الاذاعة كانت تبث محليا من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الثانية زوالا و كانت تبث على الصعيد الوطني و الدولي عبر الاذاعة الامازيغية اسبوعيا من الساعة السابعة مساءا الى منتصف الليل ................

انني ساحاول من خلال هذا الحوار الخيالي اظهار كم كان صعب للغاية ان تكون مقدم البرامج بالامازيغية داخل اذاعة اكادير في سنوات الرصاص و خصوصا البرامج الثقافية التي تعنى بفن الروايس و بالشعر الامازيغي الخ من هذه المواضيع ....................

الى صلب الحوار                             

يشرفني ان اجري هذا الحوار المتواضع  مع احد رموز اذاعة اكادير الجهوية حيث يتعلق الامر بالاستاذ احمد ازغار المقيم حاليا بفرنسا بعد مسار طويل في خدمة المستمع بلغته الام الامازيغية حيث بدا العمل منذ انطلاقة هذه الاذاعة الى سنة 1999 ثم قرر الهجرة الى الديار الفرنسية للبحث عن حرية التعبير و الدفاع عن الامازيغية الخ....

السؤال 1 من هو احمد ازغار ؟                                                              

الجواب 1 انني يا الاخ مالك ابن مدينة اكادير حيث ولدت سنة 1956 حيث ان ابواي قد ماتوا في زلزال اكادير سنة 1960 أي مازلت صغير انذاك و اصطحبني خالي محمد الغني بفضل التجارة و السياسة الى مدينة الرباط قصد السهر على تربيتي و تعليمي هناك وسط اولاده الصغار انذاك حيث أدخلني الى المسجد لتعلم القران الكريم و عندما بلغت 10 سنوات ادخلي الى احدى مدارس البعثات الفرنسية لكي  اتعلم الفرنسية باعتبارها لغة العلم و الادارة وقتها ...

 و كان خالي محمد الطيب معي الى ابعد الحدود رجل له نفوذ كبير في البلاد باعتباره كان عضو قيادي في حزب الاستقلال و قريب من العائلات الفاسية الخ .

 لكنه بالمقابل يحب ثقافته الامازيغية حتى النخاع حيث عندما نسافر الى اكادير لقضاء العطلة الصيفية او لقضاء الاعياد الدينية كان يكرم الروايس و طلبة العلم الشرعي معا بالمال الوفير و بالهدايا الثمينة .......

و قال لي في احدى المناسبات العائلة انني اصبحت  لا أؤمن بادبيات حزب الاستغلال كما اسميه باعتباره حزب عنصري تجاه الامازيغيين حيث انت ستكون لك اراء اخرى حول ثقافتنا الام بينما انا بلغت من العمر 70 عام في هذه السنة أي 1970 أي ان خالي محمد قد انخرط مبكرا في هذا الحزب العنصري دون ان يدرك اهدافه و مشروعه السياسي .............

السؤال 2 كيف دخلت الى اذاعة اكادير الجهوية للعمل فيها ؟                        

الجواب 2 لقد غادرت مدينة الرباط بعد انتهاء من الدراسية بالثانوية بالنجاح هناك حيث قررت العيش في مدينة  اكادير سنة 1971 في بيت خالي محمد الفاخر  ...

قد كنت انذاك شديد الاعجاب بفن الروايس عموما و بالمرحوم الحاج محمد البنسير  حيث اشتريت كل اسطواناته انذاك....

 و كنت احلم بان مدينة اكادير تتوفر على اذاعتها الجهوية قصد العمل فيها كمقدم البرامج الثقافية و الفنية بالامازيغية و هذا تم بالفعل حيث تاسست هذه الاذاعة وقتها و ذهبت الى مقرها قصد التوظيف و قلت لهم انني اعشق ثقافة سوس الخ فقبل طلبي و قالوا لي ان هذه الاذاعة تحتاج الى الموظفين الذين يحترمون مقدسات الدولة من قبيل العروبة و الاسلام و اهل فاس بصريح العبارة.......

السؤال 3 هل لك انتماء الى حزب  سياسي معين انذاك ؟                            

الجواب 3 نعم كنت في تلك الفترة اميل الى حزب الحركة الشعبية باعتباره قد رفع شعار الامازيغية و البادية المغربية .....

لكنني كنت وقتها شاب ثوري يريد التغيير الجدري في مغرب السبعينات كما انتم تريدونه الان في مغرب العهد الجديد لان جيلي لم يكن يعرف مصطلح حرية التعبير على الاطلاق حيث كنا في خوف دائم داخل الاذاعة و داخل الصحافة الحزبية ..........

انني قررت الانضمام سنة 1975  الى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باعتباره حزب  معارض للسلطة حينها و باعتباره حزب قد دافع عن الحداثة و عن الديمقراطية في ذلك الزمان ..............

السؤال 4 كيف كانت بداياتك داخل الاذاعة ؟                                             

الجواب 4 قد بدات في مصلحة الاخبار الجهوية بالامازيغية حيث كنت محرر و مقدم لهذه الاخبار التي تدور حول تجميل النظام و الواقع أي الكذب على البسطاء من الامازيغيين بالجبال و الهوامش البعيدة بغية جعلهم يؤمنون بان المغرب هو جنة فوق الارض بفصل نظام الحسن الثاني انذاك...............

انني استحضر هذه الذكريات بالم كبير حيث حينما تعيش في  ذلك الزمان و طابوهاته التي لا حد لها وقتها ..............

و في سنة 1983 اصبحت اقدم برنامج ثقافي يهتم باستضافة الروايس قصد الحديث معهم حول مسيرتهم الفنية فقط لان الكلام عليه ان لا يتجاوز الخطوط الحمراء من قبيل الدفاع عن الثقافة الامازيغية و حقوقها في التلفزة المغربية الوحيدة وقتها .

السؤال 5 لماذا هاجرت الى فرنسا سنة 1999 بالضبط ؟                              

الجواب 5 تم طردي من اذاعة اكادير الجهوية في يناير 1999 بسبب انني بدات اتمرد على الخط التحريري الذي لا يتناسب مع افكاري باعتباري مناضل امازيغي و مناضل يساري في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و كاتب صحفي في جريدته الاتحاد الاشتراكي .........

و جاهرت الى فرنسا مع زوجتي العزيزة في  مارس 1999 حيث استقرنا في مدينة باريس الى يومنا هذا كخيار مفروض علينا مادام ان المغرب الان لم يحسم بعد في اختياراته الكبرى الخ .........

السؤال 6 ما رايك في وضعية الثقافة الامازيغية الان في المغرب؟                  

الجواب 6 ان النظام المخزني يحاول ربح وقت منذ 2001 الى الان في موضوع الامازيغية باعتباري أتابع الشان الامازيغي بالمغرب منذ صدور البيان الامازيغي الى اليوم......

انني لن انكر المكاسب المحققة لصالح الامازيغية في عهد الملك محمد السادس على الاطلاق لكنها تظل مكاسب رمزية مادام لم يتم تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية باختصار شديد و العاقل يفهم ....

السؤال 7 ماذا تفعل في فرنسا ؟                                                           

الجواب 7 منذ استقراري في الديار الفرنسية و في باريس تحديدا بحثت عن عمل في الاذاعات الفرنسية كمقدم البرامج الثقافية و الفنية بالامازيغية لفائدة الجالية المغربية المقيمة هنا..

 و فعلا وجدت عملا في احدى هذه الاذاعات و وجدت ايضا الحرية التامة في الدفاع عن ثقافتي الام حيث استضيف الروايس و المجموعات العصرية و رموز النضال الامازيغي الخ............

 و اتصلت وقتها بصديقي الحاج عبد الرحمان السوسي و المقيم في باريس منذ سنة 1944 حيث عمل في الجيش الفرنسي بالجزائر حتى سنة 1955 ثم استقر في باريس  بصفة نهاية و كان يزور المغرب في كل فصل صيف.............

قد شرحت له مشاكلي كلها في المغرب ثم قال لي انت جئت الى هنا قصد البحث عن حرية التعبير و الراي حيث هذا هو شيء محمود باعتبارك كنت صحفي باذاعة اكادير الجهوية و بجريدة الاتحاد الاشتراكي و بامكانك ان تعمل هنا بحرية اكبر لكن لا تتخلى عن بلادك و عن دينك الاسلامي و عليك زيارة المغرب كل عام قصد صلة الرحم و تربية الابناء على قيم اجدادنا .....................

السؤال 8 ما رايك في اذاعة اكادير الجهوية الان ؟                                        الجواب 8 اولا انني لم اتوقف يوما عن الاتصال باصدقائي في هذه الاذاعة منذ خروجي من المغرب الى حد الان بمعنى انني لم اتخلى عن مدرستي الاولى في الاعلام السمعي ....

ثانيا انني اتابع برامجها عندما تبث على الامواج الدولية عبر الساتل اسبوعيا حيث اشعر ان هذه الاذاعة تتغير يوم بعد يوم حتى وصلت الى عصر البث على مدار 24 ساعة كحلم مستحيل في العقود الماضية ....

لكنني ارى ان منطقة سوس مازالت مهمشة اعلاميا و ثقافيا و سياسيا بصريح العبارة من خلال مجموعة من المؤشرات الدالة على ذلك من قبيل قضية الرعي الجائر و ما تلاها من المسيرات الضخمة في الدار البيضاء او في الرباط حيث حضرت في هذه المسيرات الناجحة باعتباري كاتب صحفي في احدى الصحف الفرنسية بباريس و قد كتبت مقالا ناريا حول هذا الموضوع .......................

و يكفي القول ان مدينة اكادير باعتبارها عاصمة جهة سوس تستحق ان تتوفر على قناة تلفزيونية جهوية اذا اردنا تحقيق شروط الجهوية المتقدمة بالفعل لان شباب الجيل الجديد يتواصل مع العالم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي و اصبح يريد المزيد من الديمقراطية و التنمية الجهوية ...........

السؤال 9 ما رايك في حراك الريف؟                                                      

الجواب 9 لي صديق من الريف الكبير كما يسميه حيث انه شاب مناضل امازيغي يعيش في اسبانيا و اتواصل معه عبر الفيسبوك كما افعل معك الان حيث نتحدث حول هذا الموضوع الشائك منذ فجر الاستقلال الى يومنا هذا حيث الله يهذي المخزن ان يطلق سراح معتقلي حراك الريف المبارك في عيد الفطر القادم لان المغرب قطع اشواط مهمة في تعزيز حقوق الانسان.........

لكنني اشعر بعد صدور الاحكام الجائرة على هؤلاء الابرياء ان المغرب قد عاد رسميا الى سنوات الرصاص من  جديد كشعور عام لدى اغلب المغاربة بمختلف فئاتهم و توجهاتهم لان حراك الريف ترك نتائج سلبية  على سجل المغرب في مجال احترام حقوق الانسان  ....................

السؤال 10 ماهية رسالتك لاذاعة اكادير الجهوية ؟                                  

الجواب 10 ان رسالتي هي النضال ثم النضال من اجل رد الاعتبار الحقيقي لمنطقة سوس كارض ساهمت بشكل كبير في تاريخ المغرب السياسي و الديني الخ حيث حان الوقت للنضال من اجل احياء تقاليدنا و اعرافنا الاصيلة امام التيار الوهابي الجارف كما اسميه الذي يستغل البسطاء من الامازيغيين سواء في المغرب و هنا في فرنسا للايمان بمشروعهم البعيد عن قيمنا الدينية و الاخلاقية حيث اتساءل هنا هل اجدادنا الامازيغيين ليسوا مسلمين حقا ؟

السؤال 11 ماهية رسالتك لحزبك القديم ؟                                              

الجواب 11 ما الذي قال لك انني تركت حزبي الاتحاد الاشتراكي و لو هاجرت الى فرنسا حيث ان العلاقات مازالت قائمة بيننا الى الان بالرغم من اختلافنا في بعض القضايا ...................

ليست لدي اية رسالة الى حزبي الحبيب ............

الكلمة الاخيرة                            

شكرا                                   

توقيع المهدي مالك                                            

 

 

اجمالي القراءات 3301