خاتمة كتاب ( سفاح نيوزلنده ) :

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٦ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

خاتمة كتاب ( سفاح نيوزلنده ) :

1 ـ وصلت البشرية حاليا الى قمة التقدم التكنولجى والعلمى ولكن لم تصل الى ما يوازيه من التقدم الأخلاقى والحضارى ، بدليل إن أبرز تقدمها التكنولوجى والعلمى يتم تسخيره فى حروب عدوانية يكون أغلب ضحاياها من المستضعفين الذين يجب أن يكونوا فى بؤرة الاهتمام للقلب البشرى  .

2 ـ هى كارثة أن يكون المستضعفون فى الأرض هم أكثر ضحايا التقدم فى صناعة السلاح ، وكارثة أكبر أن يكون أولئك المستضعفون فى الأرض هم الذين يقومون بتمويل هذا التقدم التكنولوجى بالضرائب التى يدفعونها ، ثم يكونون هم ضحايا الحروب التى لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وكارثة أكبر أن تخاطب الأمم المتحدة الحكومات بينما الأولى بها أن تتجه بإهتمامها الى الانسان وحقوقه.   

3 ـ آن الأوان للأمم المتحدة أن تتحول الى سلطة عليا لتنقذ الانسان من حفنة أشرار يتحكمون فى البشر فى هذا العالم ، يكررون مسيرة الاستبداد التى أشعلت حرائق الحروب وحمامات الدم فى العصور المظلمة ، وآن لهذه الحروب الظالمة أن تتوقف فى عصرنا ؛ عصر حقوق الانسان . إن عصرنا هو عصر القرية العالمية والتى لا بد أن تتكون لها حكومة عالمية لتنقذ بلايين البشر من سطوة نفر قليل من أكابر المجرمين . المجرم العادى الذى يسرق فردا أو يقتل شخصا ينال الاحتقار ويدخل السجن . أما المستبد الأشد إجراما والذى يسرق شعبا ويقيم مذابح لأبناء قومه وللآخرين فهو يحظى بالتكريم ، وتتفتح له أبواب الجمعية العامة المتحدة ليلقى أكاذيب علنية ، ويُكافأ عليها بالتصفيق . بدلا من القبض عليه ومحاكمته يصفقون له ليزداد إجراما ؟!!  متى تنتهى هذه المهزلة ؟

4 ـ الدين الالهى الحق هو الذى يبشر بالسلام والعدل والاحسان والحرية والتراحم وحقوق الانسان. والدين الشيطانى هو الذى ينشر الحرب والبغضاء والظلم والاستبداد والتعصب والتطرف والارهاب . ليس مهما الشعار المرفوع إسلاما أو مسيحية أو بوذية ..المهم السلوك المرئى عدوانا بالقتل والسلب والنهب والارهاب . وليس مهما بأى نصوص دينية دينية أو علمانية يتم بها ترويج قيم السلام والعدل والاحسان والحرية والتراحم وكرامة وحقوق الانسان .المهم أن تصل بأى طريقة ، بل إن التنوع فى أساليب الخطاب هو الأهم .

5 ـ المطلوب الآن هو نشر الوعى ، وهو مهمة يجب أن تضطلع بها الأمم المتحدة ومؤسساتها وقوى الخير فى العالم . هو الوعى بالسلام بديلا عن الحرب الهجومية والوعى بالتسامح بديلا عن التعصب ، والوعى بالعدل بديلا عن الظلم ، والوعى بالديمقراطية بديلا عن الاستبداد ، والوعى بالرحمة بديلا عن الغلظة والقسوة ، والوعى بالحب بديلا عن الكراهية .

6 ـ نشر هذا الوعى هو جوهر حربنا الفكرية السلمية ضد الارهاب . الارهابيون يستخدمون حربا فكرية للتغرير بشباب المسلمين ، ونحن بإمكاناتنا البالغة الضآلة نرد عليهم . وتعرض موقعنا ( أهل القرآن ) للتدمير مرات عديدة ، وأعدنا تشغيله . لو كانت معنا إمكانات متوسطة لأوقفنا الخداع الذى يمارسه الارهابيون يستغلون الانترنت والقنوات الفضائية .

7 ـ الامكانات التى نحتاجها لكى نطور حربنا الفكرية ونعظّم تأثيرها الايجابى السلمى لا تُقارن بثمن دبابة . عموما فالحرب الفكرية ليست فقط قليلة التكاليف بل وتدر عائدا ، أكثر من هذا فهى دائمة مستمرة من خلال الكتب والبرامج والدراما . على العكس من ذلك ترى مقذوفات السلاح العادى من رصاص وقنابل وطوربيدات تفنى بمجرد إستعمالها ولا يبقى منها سوى الأحقاد والبغضاء ، فما كانت الحروب المسلحة حلا نهائيا فى معظم تاريخ العالم . فلماذا لا نجرب الحرب الفكرية العقلية المسالمة لانقاذ ما يمكن إنقاذه ؟ ولماذا لا تنشىء الأمم المتحدة هيئة ترعى هذه الحرب الفكرية ؟ وإذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن هذا فلماذا لا تقوم بالدور قوى الخير والسلام فى العالم ؟

8 ـ  لنا نحن ( أهل القرآن ) خبرة أكثر من ثلاثين عاما فى التبشير بهذه القيم العليا من داخل الاسلام إحتكاما الى القرآن الكريم ، وبرغم الاضطهاد وقلة الامكانات وشدة التعتيم فقد نجحنا بالمثابرة والصبر ، وأحدثنا تغيرا نوعيا فى فكر ملايين المثقفين المسلمين لم يكن موجودا قبلنا فى قرون مضت . ماذا لو كانت معنا قناة فضائية ؟ ماذا لو نطقت بتلك القيم العليا أعمال درامية ؟ ليس هذا فى إمكاناتنا حاليا . مع انها مُتاحة لقوى الاستبداد وقوى الخير على السواء . الذى نرجوه أن يتعاون معنا أهل الخير فى وصول صوتنا لينقذ مئات الملايين المسلمين الذين يقعون تحت تأثير مباشر من قوى الشر والظلام قبل أن يتحولوا الى متطرفين ثم الى ارهابيين .

9 ـ إننا نرى فى مذبحة المسجدين فى نيوزلنده نذيرا بحرب عالمية من نوع جديد ، وبعض التحرشات ظهرت أنباؤها ، وهى تنبىء عن نار متقدة تحت الرماد . وحتى نمنع الحريق القادم قمنا بتحليل هذه المذبحة أصوليا وتاريخيا وتتبعنا الجذور فى إطار دعوتنا الى الاصلاح السلمى. وليست هى المرة الأولى فمنشور لنا فى موقعنا آلاف المقالات والكتب والفتاوى فى الدعوة الى الاصلاح السلمى ، ولا مجيب لنا حتى الآن ؟  فهل نأمل فى إستجابة قريبة.

10 ـ أننا نفتح ذراعينا لكل محبى السلام والعدل والاحسن والرحمة والحرية . فإلى متى نظل نفتح ذراعينا فى فراغ ؟

11 ـ إذا ظللنا نصرخ فى البرية بلا إستجابة فيكفينا شرف الإصرار على الدعوة لمبادئنا برغم الاضطهاد .

12 ـ وإذا لم نجد التقدير فى جيلنا فلعل الجيل القادم يكون اكثر إنصافا لنا . وحين يتم إنصافنا سيكون بنفس القدر إستنكار لموقف الذين تخلوا عنا وتركونا ضحايا للإضطهاد والتعتيم . 

اجمالي القراءات 6141