الإيمان و الشهادة
الإيمان و الشهادة

أسامة قفيشة في الأربعاء ٢٠ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الإيمان و الشهادة

هي رؤية جديدة متعمقة , تعتمد في أساسها على المقارنة بين مفهوم الإيمان و العلم و مفهوم التشهد المأخوذ من الشهادة , و كيف ينقلب الإيمان و العلم معاً لشهادة مطلقة و راسخة .

و هذه المقارنة توصلنا لمزيدٍ من الفهم و الإدراك العلمي و المنهجي , يأتي هذا الفهم و الإدراك من خلال ما يطرحه المهتم بالأمر على نفسه من أسئلة , ثم يبدأ بتحليل البيانات بمجملها من خلال الربط و الاستدراك , و بعد هذا ينظر في النتائج المستخلصة , و تلك النتائج يكون فيها جوابه الشافي دون شك أو تردد .

و السؤال الذي طرحته على نفسي يقول :

أيهما أعمق و أعظم ؟ الإيمان و العلم أم الشهادة ؟ و أيهما أشمل ؟ و أيهما أعلى مكانه ؟

سيتضح لنا بأن الإيمان و العلم أعلى من الشهادة , طبعاً هنا نقصد بالشهادة العملية التي تعتمد على السمع و البصر , أما العلم و الإيمان به فهو الشهادة النظرية التي تعتمد على العلم و الاختصاص , و قد بينا هذا في مقال ( أنواع الشهادة ) , حيث قلنا بأن الشهادة النظرية أعلى و أقوى من الشهادة العملية , أي أن مكانتها أسمى و أرفع . 

العلم و الشهادة :

( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) , فالله جل وعلا هو و حده عالم الغيب و هو وحده عالم الشهادة بمجملها و بحيثياتها , فعلمه جل وعلا علمٌ واسع لا يحيط به أحدٌ سواه .

هنا نضرب مثالاً على واقع البشر :

حين تحدث حالة وفاة مفاجئة يتم تحويل تلك الجثة للتشريح كي يعلم سبب تلك الوفاة , فالطبيب المشرح خبير في هذا العلم و مطلع عليه جيداً , علمه و خبرته في النهاية هي قول الفصل في تحديد سبب الوفاة , حينها يكتب شهادته بناءاً على علمه في هذا التخصص ثم بناءاً على ما يراه في عملية التشريح , فشهادته لابد بأن تشتمل على الشهادة النظرية ثم الشهادة العملية , و لا يمكن الفصل بين الشهادتين , أي لابد لهذا الطبيب من اطلاعٍ شامل و واسع في علم الطب , ثم لابد له بعدها من تشريح الجثة كي يرى تلك الأسباب ,

من هنا نلاحظ بأن العلم يأتي في الدرجة الأولى , فلا يمكن لشخصٍ مثلي من معرفة أسباب الوفاة و إن قام بتشريح الجثة أو كنت شاهداً لهذا التشريح دون علمٍ و خبره في هذا المجال .

فمن الطبيعي أن يشهد البشر الكثير في حياتهم , و لكنهم لا يمتلكون العلم , كمن يشاهد الأخبار و يصدقها و هو لا يعلم حقيقة الأمر و حيثياته ,

فلننظر في قول الحق جل وعلا ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) :

هنا نحن أمام ثلاث نقاط في غاية الدقة :

النقطة الأولى قول المنافقون ( نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ) :

هذه الشهادة غير مبنية على العلم , لأنهم لو كانوا حقاً و صدقاً يعلمون ذلك لما كانوا من المنافقين , و سيتضح لنا بأن سبب النفاق و الشرك هو عدم الإيمان المطلق بالغيب .  

النقطة الثانية قول الله جل وعلا ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ) :

هنا نلاحظ بأن الله جل وعلا قد قال عن نفسه ( يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ) و لم يقل مجرد يشهد لأنه من المطلوب بأن يعلم هؤلاء بأن محمد رسول الله , فتم استخدم ( يعلم ) لمزيدٍ من البلاغة , فالعلم الإلهي المنزل لنا مقترنٌ بالغيب و الإيمان به .

النقطة الثالثة قول الله جل وعلا ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) :

هنا نلاحظ قول الله جل وعلا بأنه يشهد بأن المنافقين كاذبين , فهنا يأتي الرد على هؤلاء المنافقين بنفس الدرجة ( شهادة مقابلها شهادة ) , حيث يبين الله جل وعلا لنا بأن شهادتهم تلك هي شهادة ناقصة لا قبول لها , فيرد عليهم بنفس المستوى علماً بأنه جل وعلا يعلم كذبهم و يعلم مستقبلهم , كما يعلم سرهم و جهرهم حيث يقول ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .

الغيب و الريب :

يقول جل وعلا ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) أي  بما أنكم لا تؤمنون بالغيب , و كنتم في ريب منه أو من بعضه , فادعوا شهدائكم أي ما تشهدون به و لمستموه فكان بمثابة اليقين لديكم .

لو نظرنا جيداً في مستهل كتاب الله جل وعلا ( القرآن الكريم ) حيث يقول ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) :

1 – التأكيد و التعريف بأن هذا الكتاب بكل ما جاء به لا ريب و لا شك فيه .

2 – الإيمان بالغيب الذي جاء فيه هو أول الشروط و أول المطالب , فالإيمان بالغيب أهم عناصر الإيمان إن آمنا بأن هذا الغيب لا ريب و لا شك فيه .

3 – هذا الغيب هو فحوى الرسالات كلها ( بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ) .

4 – هذا الغيب يستدعي الإيمان اليقيني المطلق علماً و معرفة و عمل .

5 – إن تحقق هذا الإيمان يتحقق الهدى و الفلاح .

6 – يبدأ الله جل و علا و يستهل كلامه بطلب الإيمان بالغيب و لم يستهل كلامه بطلب الشهادة , لأن الشهادة جزءٌ من الإيمان العلمي و العملي و ليس العكس .

فلننظر في آية التشهد الآن كيف تبدأ و كيف تنتهي :

يقول جل وعلا ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ * شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) :

1 – تبدأ بتحقق الإيمان العلمي و العملي المطلق ( يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا ) .

2 – ثم تأتي الشهادة النظرية و العملية مبنية على أساس هذا الإيمان ( الإيمان بالغيب ) حيث يتحول هذا الغيب إلى يقين لا شك فيه , أي أن هذا الغيب لم يعد غيباً عند هؤلاء المؤمنون , بل تحول لحقيقة لا لبس و لا شك فيها .

3 – بعد تحول هذا الغيب إلى حقائق لا شك و لا ريب فيها ( أي إيماناً علمياً و عملياً ) , تأتي الشهادة .

4 – هذه الشهادة هي شهادة مطلقة ( شهادة نظرية مبنية على العلوم و المعلومات , و شهادة عملية مبنية على المشاهد و الشواهد الحاضرة و الماثلة بين أيدينا ) .

5 – نلاحظ بأن الله جل وعلا يبدأ بشهادته على نفسه بأنه لا إله إلا هو , و كفى به شهيدا , ثم تأتي شهادة ملائكته , ثم تأتي شهادة أولوا العلم ( أي المؤمنين بالغيب و المصدقين له تصديقاً علمياً و عملياً ) .

6 – شهادة أولوا العلم هي شهادة نظرية بحد ذاتها , لأنها تعتمد على العلم الذي بين أيديهم و هو القرآن الكريم , و لكنها ترقى لشهادة عملية مبنية على السمع و البصر كونهم يؤمنون بالغيب و لا ريب لديهم فيه .

كيف يتحول هذا التصديق للغيب إلى شهادة يؤديها الشهداء ( أولوا العلم ) :

يقول جل وعلا ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) :

1 – يتحقق ذلك الأمر فقط من خلال الإيمان العلمي و العملي , فهو أساس التصديق و أساس تقديم الشهادة ( شهادة الشهداء ) .

2 – هؤلاء المؤمنون هم الصديقون و الشهداء , و شهادتهم تلك مبنية على تصديقهم لكلام الله جل وعلا المنزل من عنده إيماناً دون ريب أو شك , و هذا هو علمهم الذي يشهدون به و يتلمسون فيه كل الشواهد التي يشهدون و يستشهدون بها ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ) .

كيف يتحول الإيمان و الشهادة إلى ريب :

يقول جل و علا ( قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) :

هنا يضرب الله جل وعلا لنا مثالاً على الخلل في الإيمان و الشهادة ,

فالحواريون قد آمنوا بالله و آمنوا بما أنزل و اتبعوه , و شهدوا على ذلك .

ثم يقول جل وعلا عنهم مبيناً لنا خلل هذا الإيمان ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُواْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ * إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ) :

خلل إيمانهم يتلخص في عدم إيمانهم بالغيب , أي أنهم كانوا في ريبٍ منه ,

لم يصدقوا بأن الله جل وعلا قادرٌ على كل شيء فقالوا ( هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ) ,

قلوب هؤلاء لم تطمئن للغيب فكانت في ريبٍ منه فقالوا ( وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا ) ,

حينها أيقن عيسى عليه السلام بأن إيمان هؤلاء فيه خلل فقال ( اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .

كل من لديه خلل في موضوع الإيمان بالغيب لا يستقيم إيمانه أبداً , و لا تستقيم شهادته أيضاً , حيث يقول سبحانه ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) ,

و يقول أيضاً ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .

فالإيمان بالغيب كما لاحظنا هو أهم عناصر الإيمان و أولها , و عليه يتم تبني جميع عناصر الإيمان الأخرى لأنها عناصر غيبيه ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) ,

و هذا الإيمان تنبثق عنه تلك الشهادات , و لهذا نحن مطالبون في المقام الأول بالإيمان بالرسل جميعاً إيمانا غيبياً لا شك و لا ريب فيه , لأن شهادتنا بهؤلاء الرسل هو من ضمن الإيمان بالغيب , و تصديقاً لا ريب فيه .

و بما أن الله جل وعلا قد شهد لنا بأن هؤلاء هم رسله عليهم جميعا منا السلام , فهذا يدفعنا نحن المؤمنون بإدلاء تلك الشهادة تصديقاً منا بهذا الغيب , و نحن أيضاً نشهد بذلك دون ريب , و عن شهادته جل وعلا برسوله محمد عليه السلام يقول (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا * مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ... ) ,

فالإيمان أسمى من الشهادة , و الشهادة تحصيل حاصل لهذا الإيمان , فنحن نؤمن و نشهد بنبوة و رسالة جميع الأنبياء و الرسل المذكورين لنا دون تفضيل و دون تفريق , كما نؤمن و نشهد بجميع الأنبياء و الرسل الغير مذكرون أيضاً , لأنه ينبغي علينا الإيمان بالغيب دون ريب .

و كفى بالله شهيدا على ذلك . 

اجمالي القراءات 4245