ضرورة إحداث نقاش عمومي عميق حول جدوى تأسيس الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية في المغرب

مهدي مالك في الإثنين ١٨ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

ضرورة إحداث نقاش عمومي عميق حول جدوى تأسيس الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية في المغرب

مقدمة لا بد منها                                        

عاش العالم الاسلامي منذ سقوط ما يسمى بالخلافة الاسلامية سنة 1923 صراع فكري كبير بين دعاة التحديث و دعاة السلف الصالح خصوصا في مصر اوائل القرن الماضي لان من الطبيعي حدوث هذا الصراع الفكري الكبير انذاك بحكم ان المسلمين او بعضهم قد أدركوا ان الغرب قد قطع اشواط بعيدة في التقدم العلمي و في جودة الحياة العامة الخ من هذه المناحي .

و بينما كان المسلمين وقتها الى هذه اللحظة يعيشون اوضاع التردد و عدم الحسم في الاختيارات الكبرى للدولة و المجتمع في اغلب دول العالم الاسلامي باستثناء  ايران التي استطاعت منذ 40 سنة من الثورة الاسلامية ان تحتل المراكز الاولى في التقدم العلمي و في حقوق المراة الخ على صعيد عالمنا الاسلامي حسب كلام السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني بمناسبة الذكرى 40 عاما على انتصار الثورة الاسلامية في ايران ..

انني لا اخفي هنا اعجابي بالنموذج الايراني الذي يجمع بين الهوية الفارسية و الدين الاسلامي بمذهبه الشيعي المحترم بالنسبة لي كامازيغي مسلم لي قناعاتي المستقلة عن الاستاذ الفولاني او عن الفقيه الفولاني الخ ...

انني احاول بناء اتجاهي الامازيغي الاسلامي شيئا فشيئا حيث ان الحركة الامازيغية هي تيارات و افكار و مواقف تجتمع كلها حول مبدأ امازيغية المغرب كمشروع حضاري و سياسي في المستقبل انشاء الله  ...  .

ان اتجاهي الامازيغي الاسلامي يعادي الوهابية التي انجبت لنا تيارات الاسلام السياسي في عالمنا الاسلامي بهدف ايقاف التقدم مهما كان نوعه و فرض علينا القراءة السلفية للاسلام باعتبارها القراءة الوحيدة و الصحيحة علما ان الاسلام طيلة تاريخه الطويل الممتد ل14 قرن ذو قراءات مختلفة و مذاهب و فرق شتى كالمعتزلة و القرانيين الخ بمعنى انني انسان باحث عن الحقيقة داخل دائرة الاسلام الكبرى لدى انشر مقالاتي المتواضعة في موقع اهل القران بالولايات المتحدة الامريكية باعتباري لم اجد أي منبر او جريدة تتحدث بلسان حال الاسلاميين ببلادنا تدافع عن الامازيغية باعتبارها هوية اسلامية و باعتبارها ثقافة اسلامية الخ.......

قد قلت في احدى مقالاتي لسنة 2016 لو كانت السلفية الدينية مذهب فكري او اتجاه سياسي يدعو المسلمين باختلاف هوياتهم الثقافية و اللغوية الى معاني التقدم و الحداثة لوصل العالم الاسلامي لقيادة الامم و الشعوب بفضل جمالية الاسلام كدين و كمرجعية اخلاقية عالية من قيم الحياء و الاحترام حتى مع المختلف على المستوى الديني أي المسيحي او اليهودي او غير مؤمن باي دين اصلا ....

انني اعتقد ان الاسلام يمكنه لعب دوره الحضاري و الانساني لكن بشرط اعادة قراءة نصوصه عموما و القران الكريم خصوصا قراءة معاصرة تتعارض مع فهم فقهاء السلف الذين عاشوا في عز الخلافة الاسلامية كما تسمى كنظام استبدادي و قمعي للانسانية جمعاء حسب اعتقادي المتواضع بمعنى ان العقلية السلفية هي التي ساهمت تاريخيا و مازالت تساهم في جعل الاسلام دينا ارهابيا بامتياز للاسف الشديد بحكم تم نشر الوهابية على انها النسخة الاصلية للدين الاسلامي في مختلف بقاع العالم باسره عقود من الزمان بمباركة الولايات المتحدة الامريكية اي ان العقلية السلفية مازالت تفرض سيطرتها على الخطاب الديني الرسمي لدول المغرب الكبير و دول الشرق الاوسط باستثناء ايران التي قدمت للعالم اسلاما مسالما و نموذجا تنمويا في المستوى المطلوب ....      

 الى صلب الموضوع                          

ان المغرب منذ ستة عقود من الاستقلال الشكلي لم يستطيع الحسم في اختياراته الكبرى تجاه الدين الاسلامي او تجاه القضية الامازيغية بشموليتها او تجاه النموذج التنموي حيث ان المغرب بامكانه ان يصبح نموذجا على صعيد عالمنا الاسلامي في العلمانية و في الاسلام السمح الخ بشرط اشراك الامازيغيين كايديولوجية سياسية في السلطة مع الاحترام الواجب للمؤسسة الملكية التي لها دور هام في استقرار الوطن الحبيب امام خطر الجماعات الارهابية الكبير في ظل تعاظم نفوذ تيارات الاسلام السياسي ببلادنا يوم بعد يوم..........

ان ضرورة إحداث نقاش عمومي عميق حول جدوى تاسيس الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية هو موضوع يستحق منا التوضيح بحكم ان ملك المغرب يسمى بامير المؤمنين في دستورنا الحالي و يعتبر الاسلام الدين الرسمي للدولة المغربية منذ سنة 1956 ...

لكن مع ذلك ظهر الاسلاميين ذوي النزعة السلفية على الساحة السياسية المغربية رسميا منذ تسعينات القرن  الماضي عبر تاسيس حركة التوحيد و الاصلاح ثم حزب العدالة و التنمية حيث ان اسباب ظهور الاسلاميين ببلادنا هي واضحة بالنسبة لي من قبيل عدم تطبيق الشريعة الاسلامية كنظام شمولي كما يقولون و سيادة التيار التغريبي في بلادنا الخ من هذه الاسباب الموضوعية بالنسبة لهم...

و هكذا فتيارات الاسلام السياسي قد انخرطت في حياتنا السياسية منذ ذلك الوقت طبعا بشروط السلطة و مع مرور الايام و الشهور و السنوات اصبحت هذه التيارات لها نفوذ داخل الدولة و داخل المجتمع بكل تأكيد ..

 انني اعتقد ان الحركة الاسلامية ببلادنا على العموم لم تكن مغربية على الاطلاق في يوم من الايام بل كانت و مازالت مشرقية على طول الخط بمعنى ان هؤلاء القوم لهم مشروع ايديولوجي يخالف بشكل تام مع تاريخنا الاجتماعي كشعب امازيغي مسلم و مع انظمة الامازيغيين الديمقراطية و العلمانية الخ اي انني اعتبر ان الاسلاميين ذوي النزعة السلفية كما اسميهم هم عملاء المشرق العربي بكل صراحة عبر مواقفهم منذ تسعينات القرن الماضي الى هذه اللحظة تجاه القضية الامازيغية بشموليتها و تجاه قضية المراة و تجاه الحريات الفردية و الجماعية علما ان تاريخهم السلفي المقدس هو مليء بالفضائح الاخلاقية حيث كان الرجل في عز الخلافة الاسلامية يشتري 1000 جارية قصد الجماع دون عقد زواج كأن الاسلام يدعو الى هذه الفاحشة فعلا...........

 

ان هؤلاء القوم يقدسون تاريخ السلف الصالح بالمشرق اكثر من تاريخ اسلافنا الامازيغيين الصالحين بالمغرب كاحدى ثمار ايديولوجية الظهير البربري المعتمدة من طرف المخزن التقليدي عقود من الزمان الى الان .....................

لكن سيقول البعض انني اعارض تاسيس الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية باعتباري ادافع عن الامازيغية و حركتها العلمانية حيث سارد على هذا الكلام بالقول انني ارحب بتاسيس الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية المغربية اي تعترف بمبدأ امازيغية المغرب اولا ثم تعترف بتاريخنا الاجتماعي الموجود في كتب الفاعلين الامازيغيين من قبيل  كتاب الواح جزولة و التشريع الاسلامي للمرحوم امحمد العثماني كمثال حي على ان الثقافة الامازيغية لا تعادي الاسلام على الاطلاق بمعنى انني لست ضد تاسيس الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية المغربية حيث اننا لا نحتاج الى جلب التدين الوهابي او الاخواني لان اسلافنا الامازيغيين تركوا لنا الاسلام الامازيغي بكل بساطة ..............................

المهدي مالك                                         

اجمالي القراءات 3178