المدارس القرآنية التونسية التى تكفر بالقرآن

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٤ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

المدارس القرآنية التونسية التى تكفر بالقرآن

مقدمة :

1 ـ جاء هذا من الاستاذة هاجر التونسية : ( سلام استاذي! لو سمحت تكتب عن المدارس القرانبة للاطفال و هل الطفل ذكر في القران ليلقنوه الدين قبل ان بكتمل عقله و فكره ليؤمن باقتناع و بعد بحث ام علينا تاييد وجود هذه المدارس التي اصبحت تفرخ لنا الارهاب و تهدد اجيال و دول؟.  ارجو ان لا تنسى ان تبين كيف اصبحت المدارس القرانية خطرا على اجيالنا كما كانت مدارس الماضي خطرا علينا اليوم و ها نحن ندفع الثمن و ارجو إنقاذ اجيالنا .. )

2 ـ ومع الشكر لها ولأحرار تونس أقول:

2 / 1 : هذه المدارس ( القرآنية ) تكفر بالقرآن ، تحرف معانيه لتجعل القرآن ليس رحمة للعالمين ولكن لارهاب وترويع وقتل العالمين. تجربة هذه المدارس أنها أسست فى باكستان وفى أفغانستان وفيها تخرج طلبة اصبحو حركة ( طالبان )، وهم الذين قتلوا وظلموا الملايين ولا يزالون. وإذا إستمرت هذه المدارس فى عملها مصحوبة بالوهابيين التونسيين فستتحول تونس الخضراء الى صحراء ومقابر عشوائية .

2 / 2  ـ الحل فى تصورى هو إلغاء هذه المدارس تماما ، وأن يكون تعليم الأطفال مسئولية الدولة وحدها. وأن يتم تعليهم الأخلاق الحميدة والقيم العليا فى مادة للأخلاق . يتعلمون ليس بالآيات القرآنية ولكن بالحكايات والقصص معانى الصدق والأمانة والكرم ، ويتعلمون القيم العظمى من الحرية والعدل والرحمة والاحسان وعدم الظلم وعدم الاعتداء ..ولنا تجربة فى أواخر التسعينيات فى مصر فى إصلاح التعليم إنتهت بإضطهاد أسفر عن لجوئى لأمريكا. 

2 / 3 : إن أعدى أعداء الاسلام هم من يستخدمون الاسلام فى الوصول الى الحكم .  

3 ـ ونعطى بعض التفصيل :

أولا  : ماهية الاسلام العظيم

1 ـ  الاسلام بالقرآن الكريم هو الرحمة للعالمين : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾ الانبياء  )

2 ـ   الاسلام هو دين العدل والاحسان والقسط الذى يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾النحل  ) وهو دين أقامة القسط بين الناس (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ) ﴿٢٥﴾  الحديد )

3 ـ الاسلام هو دين الحرية المطلقة فى الدين. وهناك أكثر من ألف آية قرآنية تؤكد الحرية الدينية المطلقة لكل فرد ، ومنها أن يتحمل الناس مسئوليتهم عن إختيارهم الدينى يوم الدين .

3 / 1 :  فإلى الله جل وعلا مرجعنا يوم الدين  ليحكم بيننا فى إختلافاتنا الدينية (  إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗوَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٧﴾الزمر) .

فهو وحده جل وعلا عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات الأرض الذى له وحده الحكم بين الناس فى إختلافاتهم الدينية : ( قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾الزمر  ) .

3 / 2 :وخاتم النبيين عليه وعليهم السلام كان مأمورا أن يقول للناس : ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٤٠﴾ الزمر  ) . أى يرضى لهم ما شاءوا كما يرضى لنفسه ما شاء ، والمرجع الى الله جل وعلا يوم القيامة ليحكم يوم الدين.

3 / 3 : وفى تقرير مشيئهم بالضلال أمره جل وعلا أن يقول لقومه : (  قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ) ﴿١٥﴾ الزمر ) . كل هذا فى سورة واحدة ( الزمر ).

3 / 4 :القاعدة القرآنية هى منع الإكراه فى الدين : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ  فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗوَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾ البقرة ) . كان هذا فى المدينة. وقبله فى مكة قال جل وعلا للنبى عليه السلام حين أخذته الحماسة  فى نشر الاسلام بين قوم يكرهون الاسلام (  وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٩٩﴾ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴿١٠٠﴾ يونس) .

3 / 5 : وأمره ربه بمجرد التبليغ وألا يشقى نفسه بعد التبليغ مع المعاندين:

3 / 5 / 1 : بعد الاعلان والتبليغ فالذى يريد أن يهتدى عليه أن يأتى باحثا عن الهداية وحينئذ يقوم النبى بتذكيره : (طه ﴿١﴾ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ ﴿٣﴾ طه ).

3 / 5 / 2 :  ، وألا تذهب نفسه حسرات على المعاندين :(فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر) وألا يهلك نفسه حسرة عليهم :(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾ الكهف ) (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ الشعراء  ).

3 / 5 / 3 : وألّا يحزن لو آمن بعضهم ثم سارع الى الكفر : (  وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّـهَ شَيْئًا ۗيُرِيدُ اللَّـهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿١٧٦﴾ آل عمران ) ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ المائدى 41 ) (وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ ۚ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴿٢٣﴾ لقمان ). لم يكن هناك حد الردة الذى إخترعه الضالون أعداء الاسلام.

4 ـ الاسلام هو دين السلام:

4 / 1 : السلام إسم ما اسماء الله الحسنى (هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ الحشر)

4 / 2 : والسلام هو تحية السلام (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦١﴾ النور  ) (  وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ ) ﴿٥٤﴾ الانعام )

4 / 3 : والسلام هو الاسلام من حيث السلوك الخاجى فى التعامل مع الناس . وفى الاسلام بمعنى السلام دخل العرب فى دين الله أفواجا مع كفر معظمهم بالقرآن . قال جل وعلا : (  إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ النصر). النبى محمد لم يكن يعلم غيب القلوب ، ولم يكن يعلم أن أقرب أصحابه اليه قد مردوا على النفاق (  وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة). إذن لم ير النبى من أفواج الداخلين فى الاسلام ما فى قلوبهم وهو الاسلام القلبى أو الكفر القلبى. الذى رأه هو الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، وكيف أنهم جميعا كفُّوا عن غاراتهم وجنحوا للسلام ، وهو دين الله فى التعامل السلمى بين البشر . 

4 / 4 : وفى الحث على السلام :

4 / 4 / 1 :قال جل وعلا للمؤمنين لإحلال السلام : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٠٨﴾ البقرة )

4 / 4 / 2 : الله جل وعلا يأمر المؤمنين بأن يتعاملوا مع المخالفين لهم فى الدين بالبر والقسط طالما لم يعتدوا على المؤمنين ولم يقوموا بإخراجهم من ديارهم . قال جل وعلا : (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾) الممتحنة )

4:  والقتال فى الاسلام هو لدفع العدوان الحربى مثله : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾ البقرة ) (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾ البقرة ) والاستعداد الحربى فى الدولة الاسلامية المسالمة هى لردع العدو المعتدى حتى لا يعتدى وبهذا هو حقن للدماء مقدما ، وإن جنحوا للسلم فلا بد من الاستجابة لهم حتى لو كانوا مخادعين (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠﴾  وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١﴾ الانفال).

5 ـ والاسلام هو دين حفظ حق الحياة ، ومنع قتل النفس ظلما وعدوانا .

5 / جاء هذا فى الوصايا العشر التى جاءت قيها وصيتان فى حفظ حق الحياة : (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٥١﴾الانعام  ).

5 / 2 : وتكررت التوصية بحق الحياة وعدم قتل النفس إلا بالحق ( أى القصاص ) مرتين ( الاسراء  33 ،  الفرقان 68 )

5 / 2 : وتشريع النفس بالنفس قصاصا كان فى التوراة مكتوبا عليهم (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) ﴿٤٥﴾  المائدة ) أما فى تشريع القرآن فهناك تخفيف بدفع الدية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٨﴾ البقرة ) هذا هو الحق القرآن المشار اليه فى قوله جل وعلا : (  وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) . والقرآن هو الذى نزل بالحق (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) ١٠٥﴾ ) الاسراء )

5 / 3 : وتوعد الرحمن جل وعلا من يقتل  متعمدا إنسانا مسالما بأشد أنواع العقوبة قال جل وعلا : (  وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿٩٣﴾ النساء ) . والتعرف على هذا الانسان المسال المؤمن يكون بمجرد أن يلفظ كلمة السلام ( السلام عليكم ) حتى لو كان محاربا فى جيش معتدى ثم نطق أو ألقى السلام ، حينئذ يجب حقن دمه ، قال جل وعلا فى الآية التالية :(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )﴿٩٤﴾ النساء ) . ولو كان جنديا محاربا ثم إستجار بالجيش المسلم المدافع عن أرضه وأهله فلا بد من إجارته وحمايته وإيصاله الى مأمنه بعد أن يسمع كلام الله فى القرآن ليكون هذا حجة عليه يوم القيامة. قال جل وعلا : (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾ التوبة )

ثالثا : كيف نفهم القرآن لنهتدى الى عظمة الاسلام ؟

1 ـ نزل القرآن الكريم إختبارا لنا ، هناك من يلحد فيه بإرادته وإختياره ، ترك لهم رب العزة حريتهم فى الالحاد ، وقد هددهم رب العزة جل وعلا مقدما فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖإِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ فصلت ).

2 ـ من هنا فليس صعبا الإلحاد فى القرآن ، يكفى أن تتلاعب بآياته تحرف معنى بعضها لتتفق مع أهوائك ، ويمكن أن تتدبر القرآن مخلصا فى طلب الهداية فتدخل على القرآن بلا رأى مسبق تريد إثباته أو نفيه ، حين تتدبر القرآن الكريم مخلصا عليك أن تتفهم مصطلحاته من داخله وليس من التراث أو القواميس ، ثم تتبع موضوعك فى الآيات كلها فى سياقها المحلى فى نفس السورة فى سياقها الموضوعى فى القرآن كله ، وبعد تجميع الآيات ترى الحق القرآنى أمامك .

3 ـ هنا يكون القرآن الكريم شفاءا وهداية لك. بدون هذا يكون تلاعبك بالقرآن خسارة ووبالا عليك . بهذا نفهم قوله جل وعلا : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴿٨٢﴾الاسراء ) .

4 ـ وهنا نفهم الفارق بين الراسخين فى العلم القرآنى والكافرين بالقرآن الذين فى قلوبهم زيغ ، قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ آل عمران )

رابعا : حسب عملهم فالقائمون على تلك المدارس القرآنية هم الكافرون بالقرآن

1 ـ  المنافقون الذين فضحهم رب العزة فى القرآن الكريم لم نعد نسمع عنهم بعد موت النبى محمد عليه السلام.الذين إحتلوا عناوين التاريخ هم المنافقون الذين مردوا على النفاق ولم يكن أحد يعلمهم حتى النبى نفسه. هم من أصبحوا ( الخلفاء الراشدين)والتفاصيل فى كتابنا ( المسكوت عنه فى تاريخ الخلفاء الراشدين) . هؤلاء الخلفاء الفاسقون تحولوا الى آلهة فى أديان المحمديين الأرضية .

2 ـ وأصبح حُلم الطامحين للحكم هو إقامة الخلافة على منوال الخلافة التى أقامها أبو بكر وإستمرت الخلافة إستبداد سياسيا ودينيا حتى سقطت فى تركيا ، وعلى نفس المنوال أقام عبد العزيز آل سعود دولته الوهابية السعودية الراهنة بتعليم الشباب دين الوهابية وهو أشد فروع الدين السنى الحنبلى تشددا.

3 ـ وبقطار النفط  السريع إنتشرت الوهابية تحث الطامعين للحكم على الوصول اليه ، ومن أهم وسائلهم تأسيس ما يعرف بالمدارس القرآنية لإعداد الأطفال ليكونوا إرهابيين يقتلون الناس المسالمين عشوائيا . وهذا ما تفعله داعش وخليفتها ابو بكر البغدادى ، وهذا ما إنتشر فى تونس وغيرها . أنصف الرئيس بورقيبة حين أسس تونس العلمانية وحاصر التعليم الدينى . ولكن إستعاد وهابيو تونس نفوذهم بوسائل شتى منها تلك المدارس القرآنية .

4 ـ القائمون على هذه المدارس لا يفهمون الاسلام إلا من خلال ثقافتهم الوهابية من أحاديث وتفاسير وما يسمى بعلوم القرآن. ومنشور لنا هنا مقالات عن (علوم القرآن التى تطعن فى القرآن ) .

4 / 1  ـ لا يمكن لهم مطلقا أن يفهموا الاسلام دينا للسلام والحرية الدينية والعدل والاحسان والرحمة .

4 / 2 : لا يمكنهم أن يتعرفوا على معنى السلام السلوكى والسلام القلبى ولا معنى الايمان بمعنى الايمان القلبى ، ولا معنى الايمان السلوكى أو الأمن والأمان . وقد شرحنا هذا فى بحث منشور هنا عن (الاسلام دين السلام ) .

4 / 2 : لا يمكن أن يفهموا معنى الكفر والشرك وهما مترادفان ، وأنهما سلوكيا يعنى الاعتداء والظلم والإكراه فى الدين ( أى ينطبق عليهم ) وأنهما قلبيا يعنى تقديس البشر والحجر. وأنه من الممكن أن يكون الفرد مسالما فى سلوكه أو مسلما من حيث السلوك ثم يكون كافرا فى عبادته ولكن لا يقاتل الناس ولا يفرض عليهم دينه وملته .الذى يفهمونه هو تعميم مفهوم الكفر ليشمل الجميع من غيرهم ، وأنه يجب قتالهم على أنه الجهاد. وبهذا يصلون للحكم بعد حمامات دم من أولئك الأطفال وغيرهم.

4 / 3 : لا يمكن للقائمين على هذه المدارس أن يقوموا بتجلية حقائق الاسلام لأن حقائق الاسلام تدينهم وتجرمهم وتفضحهم وتثبت أنهم أعدى أعداء الاسلام. .

5 ـ لو فهموا اسلام على حقيقته القرآنية لتأكدوا :

5 / 1 : أنه دين علمانى ، لا مكان فيه لسلطة دينية أو كهنوت ، ولا مكان فيه لاستغلال الدين فى السياسة ، ولا مكان فيه لطائفة تتاجر بالدين لتمتطى به ظهور الناس .

5 / 2 : لو فهوا الاسم على حقيقته لعلموا أن المواطنة فى الاسلام هى لكل المسالمين المؤمنين سلوكيا أى الذى يأمنهم الناس .

5 / 3 : لو فهوا الاسم على حقيقته لأدركوا أنهم بدينهم المعتدى لا يستحقون المواطنة الاسلامية ، بل هم الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا ، وعقوبتهم إم لم يتوبوا هو ما جاء فى قوله جل وعلا (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ المائدة)

اجمالي القراءات 5177