أمثلة على فتنة الخلائق
أمثلة على فتنة الخلائق

أسامة قفيشة في الخميس ٠٧ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أمثلة على فتنة الخلائق

فتنة الخلائق في الاعتداء :

( بالإكراه و القوة و العنف و الظلم و الاضطهاد و الفساد و الإرهاب ) :

و هي كل عملٍ يمارس فيه الإكراه و العنف و الإرهاب , و كل عملٍ فيه ظلم و اضطهاد , و كل عملٍ في فساد أو إفساد , و تشمل جميع التعاملات بين المخلوقات على الصعيدين السلوكي العملي و الفكري العقائدي ,

لذا يقول جل وعلا في نهيه عن تلك الفتنة على صعيدها السلوكي العملي ( وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) , و على صعيدها الفكري العقائدي ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) , و في الجمع بين الصعيدين ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ) ,

و قلنا بأن فتنة الخلائق يمكن صدها و مقاومتها , بل و يجب على المؤمن ذلك و لا عذر لديه في عدم صدها و رفضها و مقاومتها ( قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ) طبعاً هذا على المقتدر , و كلٌ حسب استطاعته ,

كما يأتي صد فتنة القتال بتشريع القتال ( صد فتنة الخلائق من خلال فتنة الله جل وعلا ) حتى ينتهوا عن قتالهم العدواني لما فيه من اعتداء و ظلم ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) , طبعاً هذا القتال هو قتال صد , و هو خاضع لامتلاك القدرة و الاستطاعة ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) ,

كما يأتي التحذير من عدم قتال هؤلاء ( إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) , هذا في باب فتنة المعتدين في القتال , فماذا بالنسبة لفتنتهم في جوانبها الأخرى و التي فيها اعتداء كالعنف و الفساد و بعض النواحي الأخرى من أنواع الاعتداء ؟

ففي تلك الجوانب الأخرى يقول جل وعلا ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) , و لكن و للأسف بعض الناس يظن بأن الباب هنا مفتوحٌ على مصراعيه في شكل الاعتداء , و هذا غير صحيح ,

فالاعتداء عليهم بمثل ما اعتدوا به علينا يخضع لشروط التقوى و الإحسان , أي أن يكون الرد بالتي هي أحسن و أقوم , فعلى سبيل المثال لو اعتدوا علينا بالسرقة لا يجوز لنا سرقتهم , و لو اعتدوا علينا باغتصاب نسائنا فلا يجوز لنا اغتصاب نسائهم , لذا فطريقة تنفيذ الرد تخضع لعامل التقوى و الإحسان , و إلا سنسقط في فتنتهم و نصبح مثلهم فنمارس تلك الفتن , لذا فالله جل وعلا يكمل تلك الآية و هذا التشريع بقوله ( وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) , ثم يعقب في الآية التي تليها مباشرةً بقوله ( وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ,

جميع نواحي فتن الخلائق و التي فيها اعتداء و إكراه و ظلم و فساد على الصعيدين السلوكي و الفكري نرى بأن الله جل وعلا قد حذر منها , و بين لنا تلك التحذيرات في كثيرٍ من الأمثلة , كما بين لنا عواقب تلك الفتن في الحياة الدنيا و في الحياة الآخرة أيضاً , و لخص لنا جل وعلا بأن كيفية الخلاص من تلك الفتن التي فيها اعتداء و ظلم و فساد تأتي من خلال المسالمة على جميع الأصعدة و على كافة السبل فيقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) .

فتنة الخلائق في التعدي :

( بالتغرير و التزيين و التضليل و الزيغ و الافتراء و الكذب و التمني و إتباع الهوى و الاستحواذ ) :

و هذه الفتنة لا تتم إلا من خلال التحايل , و أوجهها متداخلة , و يتزعمها الشيطان فيعلم أولياءه و أتباعه كيفيه ممارستها , و هي مكرٌ و خديعة كما قلنا سابقاً , و اختصاصها يكمن في صراطه جل وعلا ( لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) , و هدفها إعاقة المخلوقات في الوصول إلى الله جل وعلا , و حرف هذا الطريق عن مساره , بتبديل الخير إلى شر , و تحويل النعمةِ إلى نقمه , هذا التبديل و هذا التحويل هو قلبٌ للحقائق ( لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ) ,

لذا نلاحظ بأن الأمثلة عليها لا يمكن حصرها , فهي تختص بكل أمرٍ أمرنا به الله جل وعلا , و كل نهيٍ نهانا عنه سبحانه و تعالى , و كل قولٍ أخبرنا به من عنده , فهي وحيٌ موازي لوحي الله جل وعلا و معاكس له في الاتجاه .

و لكن لا يسعنا سوى أن نضرب بعض الأمثلة على تلك الفتنة :

مثال عام في بيان نهج تلك الفتنة المعتمدة على التحايل بحرف المسار :

الله جل وعلا يختبرنا بأن حرم علينا القليل الطعام , في حين نرى بأن الشيطان و أولياءه قد انتهجوا نهج التحريم هذا فحرموا الكثير من الطعام , و هذا في حد ذاته تعدي على تشريع الله جل وعلا , و تعدي على جانبه سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ,

و يحذرنا جل وعلا بان الشيطان و أوليائه سيمارسون هذا الفعل من التحريم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) , و هنا و من أجل التنبيه فخطوات الشيطان تكمن في التحريم و لا تكمن في تحليل ما حرم الله جل وعلا , لأن الله لم يسمي لنا جميع أنواع ما أحل لنا , و لكنه سبحانه ذكر لنا ما حرم منها , فالشيطان و أوليائه لا يستطيعون أن يحلوا لنا ما حرمه جل وعلا كأن يقولوا بان لحم الخنزير حلال , و لكنهم يستطيعون أن يحرموا لنا أصنافاً كثيرة من الطعام بحججهم الواهية و بذرائع كثيرة , و لكن يأتي الرد فيقول جل وعلا ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ ) .

في الزيغ ( الانحراف ) :

حيث يقول ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ,

و يقول ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ) .

في التغرير :

حيث يقول ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ) ,

و يقول ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور ) .

في التزيين :

حيث يقول جل وعلا ( فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ) ,

 و يقول ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ) و هذا التزين من قبل الشيطان .  

في التضليل :

حيث يقول ( وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا ) ,

في الافتراء و الكذب :

حيث يقول جل وعلا ( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ) ,

هذه الآية الكريمة هي الآية المحكمة في نسف الأباطيل التي يزعم بها أهل السنة بافترائهم و كذبهم بأن هناك وحيٌ آخر غير القرآن الكريم ,

نعم هناك وحيٌ آخر غير القرآن و لا ننكره , و لكن هذا الوحي هو وحيٌ شيطاني ماكر مخادع يلبس عباءة الحق زوراً و بهتاناً و هو من أجل الفتنة , و هو الوحي الموازي و المعاكس الذي يحرف مسار الحق عن مساره , فسبحان الله جل وعلا و بعد وفاة النّبي محمد عليه السلام قد لجئوا لهذا الافتراء و الكذب و نسبوه للسان النّبي فاتخذوه بعد ذلك خليلاً .  

في التمني و إتباع الهوى :

حيث يقول ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ) ,

و يقول ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) ,

و يقول ( فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ ) ,

 و يقول ( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ ) .

في الاستحواذ :

يقول جل وعلا ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) ,

هذا الاستحواذ فيه سيطرة على العقل بالمكر و الخديعة .

القرآن الكريم و الفتنة :

للقرآن الكريم نظامٌ محكم في عملية الفهم و البيان , و هي من اختصاص من لديه القدرة على ذلك , و نظامه هذا يعتمد على الأخذ به بمجمله , أي لا يجوز الأخذ ببعضه فقط , فإن أخذت ببعضه فستفتن في بيانه , لأن الشيطان بالمرصاد لا يستريح و لا يمل , لذا يقول جل وعلا ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) , حتى لا تفتن ,

فالله جل وعلا قد أذن لهذا الشيطان منذ اليوم الأول بفتنة الإنسان , كي يتحقق الاختبار و الامتحان المبني على الحرية المطلقة بالإيمان و الكفر ,

هذا الشيطان يوحي للبشر وحيه الموازي لآيات الله جل وعلا , و لو نظرت في هذا الوحي الموازي و ما جاء فيه لوجدت بأنه غير محكم , و فيه الكثير من التضارب , و لو نظرت في وحي الله جل وعلا من الآيات في كتابه الكريم و ما جاء فيه لوجدت بأنه وحيٌ محكم , في يقول جل وعلا ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) , فما أن الله جل وعلا قد أذن للشيطان بفتنة البشر , فهذا يعني ضمنياً بأنه جل وعلا قد أذن للبشر بنسخ ما يوحيه الشيطان و تدونه بما يعرف بالوحي الموازي لوحي الله جل وعلا المحكم ,

هذا النسخ المدون و المكتوب في الوحي الشيطاني الموازي هو من اجل الفتنة و استكمالاً لعناصر الاختبار و الامتحان ( لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) فأنظر جيداً لأتباع هذا الوحي لترى بأنهم فعلاً في شقاقٍ بعيد , أي في شقاقٍ أزلي و دائم و مستمر , بسبب أن هذا الوحي غير محكم و فيه تضارب و اختلاف ,

أتباع الوحي الشيطاني الموازي و الذي أشركوه بوحي الله جل وعلا سيقولون يوم الحساب عن فتنتهم تلك ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) .

نحن نحاول جاهدين التحذير من هذا الوحي الشيطاني , و تلك هي مسئوليتنا تجاه الناس , لأن الشيطان بوحيه لن ينفعهم و سيتخلى عنهم , لأنهم بإرادتهم المطلقة اتبعوا وحيه و أطاعوه ,

و قد حذرنا الله جل وعلا من هذا فقال ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) ,

و قال أيضاً ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ,

و قال ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .

من هنا و قد ضربنا بعضاً من الأمثلة على فتنة الخلائق بوجهيها ( الاعتداء و التعدي ) نلاحظ بأن كلٍ منهما يحتاج للمكر و الخديعة .

و في الختام يقول جل وعلا ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) فاختر لنفسك الوعد و الأمر الذي تريد و تلك هي مسئوليتك المطلقة . 

اجمالي القراءات 3540