مالك بن أنس ( 93 : 179 ) رائد التواتر الشيطانى فى تشريع الصلاة

آحمد صبحي منصور في السبت ١٥ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 مالك بن أنس ( 93 : 179 ) رائد التواتر الشيطانى فى تشريع الصلاة

مقدمة

1 ـ بدأ التواتر الشيطانى فى الصلاة بالحفاظ على مواقيتها وشكلها غالبا مع تغيير مقصدها ، بعد أن كان التواتر الاسلامى يجعل الصلاة وسيلة للتقوى وتنهى عن الفحشاء والمنكر أصبحت فى الفتوحات الشيطانية ـ التى ارتكبها الخلفاء الفاسقون ــ  أساسا فى الحث على البغى والظلم والعدوان. وبهذا تواترت الصلاة حتى عصرنا تحتفظ بشكلها غالبا وبمواقيتها ولكن مع إتخاذها وسيلة للإثم والعدوان.

2 ـ لم يضع الخلفاء الفاسقون تشريعات ولم يعرفها عصرهم ، إذا إنهمكوا فى الفتوحات الشيطانية وحروبهم الأهلية الشيطانية ، ولم يكن لديهم الوقت أو الأهلية الثقافية والمعرفية التى تمكنهم من التاليف والتقعيد . جاء التأليف والتقعيد لاحقا فى العصر العباسى الأول ، وبه كان تقعيد للصلاة الشيطانية والذى بدأ به مالك بن أنس ، وإستمر متواترا بعده . وكما إبتدع الخلفاء الفاسقون حروبا شيطانية باسم الرحمن جل وعلا ـ فى صورة عملية ـ فإن مالك إبتدع تغييرات متناقضة فى شكل الصلاة تواترت بعدها ، ونسبها بالكذب والأفتراء الى النبى محمد موته لتصبح دينا بالإفتراء والتدليس مخترعا ما يعرف بالإسناد ( روى فلان عن فلان ) . وهذا ساد وإستمر بعده ، وبهذا يكون مالك بن أنس رائدا فى التواتر الشيطانى فى الصلاة وغيرها ، وهذا جاء به كتاب ( الموطأ )أول كتاب مدون فى تاريخ ( المسلمين ) .

3 ـ ونضع ملاحظات حول موطأ مالك                                                           

أولا : مالك لم يكتب الموطأ بنفسه ، وإنما أملاه من ذاكرته :

1 ـ : هذا يعنى أنه كان يكتب ويتكلم من دماغه ، ولا ينقل من كتاب سابق أو كتب سابقة . وبالتالى : كيف يمكنه بالذاكرة تجميع أكثر من ألف إسناد مختلف ، كل واحد منها لحديث من تلك الأحاديث التى فاقت الألف حديث ؟ كيف له أن يملى من ذاكرته أكثر من ألف إسناد مختلف يقول فى كل واحد منها ( أخبرنا فلان عن فلان عن فلان ) أو ( حدثنى فلان عن فلان عن فلان ) مع إختلافات فى تلك الإسنادات ؟ لا يمكن أن يحفظ فى ذاكرته كل هذه العنعنات . أى مستحيل أن تكون تلك العنعنات صحيحة ، بل هى بالقطع مصنوعة . يؤكد هذا أنه فى وقته كان يتكلم عن رواة ماتوا من قبل ، ماتوا دون أن يعرف أحدهم ما أسنده اليه مالك من أحاديث . أى زعم مالك بعد موت هؤلاء الناس جيلا بعد جيل أن فلانا قال لفلان الذى قال لفلان الذى قال لفلان الذى قال أن النبى أو الصحابى قال كذا. وهؤلاء الأشخاص كلهم ماتوا جيلا بعد جيل دون أن يعلم أحدهم  شيئا عن مستقبل سيأتى فيه مالك ويزعم أقوالا ينسبها اليه .

2 ـ  يؤكد هذا قولهم ان مالك جمع الموطأ فى اربعين عاما ، وأنه فى البداية كان يحوى تسعة آلاف حديث ، ثم لم يزل ينتقى منه حتى رجع الى سبعمائة . هذا مع أن أشهر نُسختين للموطا في كل منها يوجد أكثر من ألف حديث وليس 700  . الموطأ رواية يحيى بن يحيى فيها 1861 حديثا ، آخرها الآتى : (  1861 - حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ ‏"‏ ‏.) .   

أما الموطأ رواية محمد بن الحسن الشيبانى فيحوى 1008 حديثا ، آخرها هو ( أخبرنا مالك ، حدثنا عبد الله بن دينار ، أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله (ص ) قال : إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر الى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل إستعمل عاملا فقال ..الخ ) : ( موطأ مالك : رواية محمد بن الحسن الشيبانى ( 132 189 ). ط 2 ، تحقيق : د عبد الوهاب عبد اللطيف . المكتبة العلمية )

3 ـ وننصح من يريد بالرجوع الى موطأ مالك ليراجع الأسانيد المختلفة لكل الأحاديث .

 4 ـ نعيد الـتأكيد على أن مالك أملى أسانيد الموطا كلها من دماغه ، صنعها بنفسه ، إذ يستحيل على الذاكرة البشرية أن تعى هذا كله وتحفظه .

ثانيا : هناك أكثر من 20 نسخة مختلفة من الموطأ

1 ـ مالك أملى الموطأ على أكثر من عشرين شخصا فى أوقات مختلفة وكل منهم كتب نسخة من الموطأ مختلفة عن غيره ، وكل منهم كتب ما قال إنه سمعه من مالك ، وبعضهم أملى ما سمعه من مالك على غيره ، مثل يحيى بن يحيى ، فجزء من الموطأ المنسوب اليه رواه عن آخر عن مالك وجزء نقله من مالك . ولهذا توجد نسخ مختلفة من الموطا فى عدد الأحاديث وفى الاسناد وفى متن الحديث . أى أننا أمام رجل يتكلم من ذاكرته لكل واحد من تلاميذه ، ويتكلم من ذاكرته بأسانيد مختلفة ، وبمتون احاديث مختلفة وفى أوقات مختلفة . هذا على فرض أن كل واحد ممن كتب الموطأ كان صادقا فى نقله عن مالك .

2 ـ واشهر نسخ الموطأ :

2 / 1 : الموطأ : رواية محمد بن الحسن الشيبانى تلميذ أبى حنيفة ، والذى تنكب طريق أبى حنيفة فعمل قاضيا فى الدولة العباسية ، وكان يروى أحاديث مالك فى الموطأ ويقول رأيه هو ، وأحيانا ينسب أحاديث لشيخه أبى حنيفة .

2 / 2 : الموطأ رواية يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملل المصمودى الأمازيغى ( توفى عام 234 ) ، وقد روى يحيى الموطأ عن بعض الرواة ، ثم إرتحل بنفسه الى المدينة فلقى مالك قبيل موت مالك عام 179 ، فسمع من مالك معظم الموطأ . وإشتهرت رواية يحيى للموطأ لأنه هو الذى نشر مذهب مالك فى الاندلس وشمال أفريقيا .

2 / 3 : وهناك روايات أخرى للموطأ أقل شهرة ، منها موطأ : ( ابن وهب الفهرى ت 197  ) ( ابن القاسم ت 191 ) ( معن بن عيسى 198  ) ( القعنبى ت 221  ) (  التنيسى ت 218 يحيى بن بكير المصرى ت 231  ) ( سعيد بن عفير ت 226 ) ..الخ ..

ثالثا : مالك يزعم كذبا أنه لقى ابن شهاب الزهرى وروى عنه الحديث :

1 ـ ابن شهاب الزهرى أشهر المصادر المذكورة فى الموطأ .ومالك يزعم فى الموطأ انه روى عنه وأنه كان يسأله ويأخذ عنه الأحكام . وهذا كذب فاضح . لأن الزهرى : مولود عام 58 ، ثم رحل لدمشق فى حدود عام 80 ،ومات عام 124 . بينما ( مالك : مولود عام 93 ) بعد أن غادر ابن شهاب الزهرى المدينة بثلاثة عشر عاما ، ولم يفارق مالك المدينة ومات بها عام  179 ، ولم يأت ابن شهاب الزهرى المدينة مطلقا بعد أن غادرها لأنه تفرغ لتربية أبناء وأحفاد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان . أى أنه وقت مولد مالك فى المدينة عام 93 كان الزهرى قد ترك المدينة تماما ، وعاش معتكفا فى قصر الخلافة الأموية بدمشق يخدم الخليفة عبد الملك وأولاده وأحفاده ، وإنه أثناء انشغال الزهرى بخدمة الأمويين فى دمشق كانت ولادة مالك فى المدينة عام 93  وحياته فيها بعيدا عن الزهرى الى أن مات الزهرى عام 124 .   فأين التقيا ؟ 

2 ـ كان مالك يكذب فى كل رواياته التى كتبها فى العصر العباسى بعد موت الزهرى فى العصر الأموى زاعما بالكذب أنه سمعها من الزهرى وغيره .  

رابعا : مالك يزعم كذبا أن ابن شهاب الزهرى روى عن النبى عليه السلام

1 ـ من السهل ملاحظة كثرة الأحاديث التى زعم مالك أنه رواها وسمعها من ابن شهاب الزهرى ، ولكن هناك ملاحظة أخرى دقيقة وخطيرة ، وهى أن مالك يزعم كذبا أن ابن شهاب الزهرى روى الحديث عن النبى  مباشرة، بما يعنى أن ابن شهاب الزهرى عاش مع النبى وروى عنه ، هذا مع أن ابن شهاب الزهرى مولود فى العصر الأموى فى عام 58 ، فكيف عاش مع النبى عليه السلام .

2 ـ ونستشهد بحديثين فى موطأ مالك برواية يحيى بن يحيى : ( 433 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى قَبْلَ الْخُطْبَةِ ‏.‏ ) ( 1506 - حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ‏.‏ أَنَّ رَجُلاً اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَ ‏.‏ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِاعْتِرَافِهِ عَلَى نَفْسِهِ . ).

والحديث الأخير فى أكذوبة ( حد الرجم ) ورد أيضا فى الموطأ برواية الشيبانى تحت رقم  692 : ( اخبرنا مالك ، اخبرنا ابن شهاب ان رجلا اعترف علي نفسه بالزنا علي عهد رسول الله ( ص) وشهد علي نفسه اربع شهادات ، فأمر به فحد . قال ابن شهاب : فمن اجل ذلك يؤخذ المرء باعترافه علي نفسه ؟ ). ناقشنا من قبل ( أُكذوبة الرجم فى الأحاديث ) وكيف إخترعها مالك وهو أول من إفترى هذه الأكذوبة القاتلة ، وسار على سنّته الشافعى وابن حنبل والبخارى  وبقية أئمة الدين السُّنّى . وبسبهم كان ـ ولا يزال تنفيذ الرجم ظلما وعدوانا. ويتحمل الامام مالك مسئولية هذا الإفك .

أخيرا

 ولأن دين السُّنّة ـ مثل غيره من الأديان الأرضية ـ مؤسس على الكذب ، فقد تباروا فى تقديس الموطأ . قال الشافعى : ( ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله، أصح من كتاب مالك". وقال البخاري عن الموطأ: "من أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر". ) . وإذا كان هذا صحيحا فلماذا لم يكتفوا بالموطأ ؟ لماذا كتبوا بعده مؤلفاتهم يختلفون فيها مع موطأ مالك ؟ 

 

 

اجمالي القراءات 4587