نقد الرسالة الجديدة للنبى المزعوم سومرز

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد الرسالة الجديدة لسومرز

هل هو أمر غريب أمر سكان الولايات المتحدة الأمريكية الذين أبوا إلا أن يقلدوا العالم القديم فى كتبه المقدسة وفى ادعاء النبوة وفى أعمال الفاحشة؟

 وجدنا مثلا جوزيف سميث يؤلف عهد جديدا وقديما للعالم الجديد سماه الرسالة الثانية للمسيح(ص) تتحدث كما يزعم عن سكان العالم الجديد القدامى ووجدنا العراة يعيدون دين قوم لوط (ص) للوجود من خلال مدن العراة  وحتى فى الألفية الثالثة نجد مارشل فيان سومرز يأتينا بما سماه الرسالة الجديدة  التى أوحيت له حسب زعمه  في 27 يوليو، 2007 في بولدر، كولورادو

والأغرب فى أمر الأنبياء الكذبة الجدد ووحيهم المزعوم سواء فى الولايات المتحدة أو روسيا أو فرنسا أو  غيرهم أنهم لا يتخلون عن تراث المسيحية على وجه الخصوص وهم يقلدونها غالبا فى أنهم لا يأتون بأحكام جديدة ولا حتى شاملة لمناحى الحياة المختلفة يركز كل منهم على شىء ما متعلق مثلا بالكائنات الفضائية المزعومة أو متعلق بمشاكل البيئة وهم لا يتكلمون مثلا عن مؤسسة الزواج وأحكامها ولا عن كيفية حكم أى بلد ولا عن التعاملات الاقتصادية

رسالة سومرز نقلتها من على الشبكة العنكبوتية ويبدو أنها كتاب لأنه يشمل فصولا ولكن لا يوجد ترقيم للصفحات بها لأنها كانت منشورة على هيئة فصول نسخت كل واحد منها بمفرده فى موقع يسمى الرسالة الجديدة من الله

https://wwwalresalaaljadedaorg/the-message-and-the-messenger/

رسالة سومرز المزعومة تركز على موضوع واحد وهو :

موارد الأرض وكيفية التعامل معها بعد المشكلات التى أحدثها الناس فيها حيث تم استنزاف الموارد وتخريب النظام الطبيعى فيها وفى هذا قال فى العديد من المواضع:

"إن تَغْيِيراً عظيماً آتٍ إلى العالم، إنه تَغْيِير لم تشهد له البشريّـة مجتمعةً مثيلاً قط مِن قبل، إنها أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة تـتلاقى جميعاً مع بعضها البعض في هذا الوقت فلقد احدثت البشريّـة تأثيرات عظيمة على العالم وبطُرقٍ شَتّى، وإن نتائج هذه التأثيرات تجتمع الآن– فها هي تستجمع قوتها وبأسها، لتتلاقى في ذلك الوقت الذي تكون فيه معظم البشريّـة غير واعية وغير مستعدة" وقال:

"إن هذه الأمواج العظيمة ليست حدثاً واحداً ليست مجرد شيء يحدث في مناسبةٍ واحدةٍ فحسب فلقد تسببت البشريّـة بتنشيط قوى من المتغيّرات التي يجب التعامل معها الآن بصفة دائمة إذ أنكم تعيشون الآن في عـالمٍ قد أخذت موارده بالانحسار، ذلك العالم الذي قد أصيب مناخه إصابةً بالغة، ذلك العالم الذي باتت حالته البيئـيّة في تدهور، ذلك العالم الذي ستضطر فيه البشريّـة إلى مواجهة مشهد النقص العظيم في الغذاء والماء ومخاطر الأمراض والأوبئة على نطاق واسع جداً، مؤثراً حتى في الأمم الغنـيّة من العالم إن كِفة الميزان قد انقلبت الآن وتغيّـرت، ويجب على العائلة البشريّـة بأسرها أن تَــتَّحِد وتتكاتف مع بعضها البعض لتتعامل مع هذه التحديات العظيمة"

وكرر الرجل كلامه فى شكل أسئلة فقال:

"في عالمٍ لم تـزل أعداد السكان فيه تـنمو والموارد فيه تنحسر، فإن البشريّـة أمام مواجهة لقرار عظيم، اختيار جوهري للاتجاه المتَّبع: هل تتنافس الأمم وتتحدّى بعضها البعض على الموارد المتبقـيّة؟ هل تتقاتل الأمم وتتصارع من أجل تحديد من الذي سوف يتحكم بهذه الموارد ومن الذي سوف يمتلك صلاحيّة الوصول إليها؟ حقاً، إن جميع الحروب العظيمة من ماضي البشريّـة الهائج كانت، بالأساس، تصارع من أجل امتلاك صلاحيّة الوصول إلى الموارد والتحكم بها

هل سوف تُصِر أمم العالم الثريّـة على وجوب الحفاظ على نمط معيشتها وبناءً على ذلك الدخول في منافسة وصراع مع بعضهما البعض مما يزيد تفكُّك بقـيّة العالم، سالبةً الشعوب الأفقر في العالم من قدرتها في الإبقاء على حياتها فقط كي يتم الـمحافظة على نمطٍ ما من أنماط المعيشة المنغمسة أو الفخمة في الأمم الثريّـة؟"

ثم بين الرجل أن البشرية إن اختارت الاستمرار فى استنزاف الموارد فستدمر الأرض وأرواح البشر فقال:

"إن اختارت البشريّـة هذا المسلك، فإنها ستدخل حقبةً من الصراع الممتد والاضمحلال المستديم فبدلاً من الحفاظ على الموارد المتبقـيّة وتقسيمها وبناء قدرة التأقلم على حالة العالم الجديد، ستدمّر البشريّـة ما تبقّـى، تاركةً نفسها في الفقر والحرمان، مع خسارة هائلة للروح البشريّـة ومع تقديـرات نَـحِسَة ومُهلِكة للمستقبل"

ويبين أن البشر إذا اتحدوا بسبب الضرورة فى حماية الأرض والبشرية فهم من يرسمون الحلول وليس هو أو الوحى المزعوم المنزل عليه فيقول:

"في الوقت ذاته، إن اختارت البشريّـة مسلكاً مختلفاً، مدركةً طبيعة الأخطار الكامنة والمرتبطة في مواجهة هذه الأمواج العظيمة من الـتَـغْيِـير، مدركةً مدى خطورة واقعها وما تحمل معها من العواقب العظيمة على المعيشة وعلى مستقبل البشريّـة، فإن العقلاء من الأفراد ومن القادة في الأمم والمؤسّسات الدينـيّة سيدركون أنه في حال انقسمت البشريّـة فإنها ستفشل أمام أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة لكن في حال اتحدت البشريّـة، فإنها ستتمكن من رسم منهجيّة جديدة، والاستعداد لصدمات أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة، والإعداد المنهجيّ للشروع في تعاونٍ أعظم واتحادٍ أعظم، أعظم من أيّ تجربةٍ شهدتها البشريّـة مجتمعةً في أيّ وقت مضى وذلك لن يحدث الآن بسبب المبادئ الدينـيّة أو بسبب الأخلاقيات العالية، وإنما بسبب الضرورة الـمحضة ذاتها"

ووضح أن أمة واحدة لا تستطيع أن تصلح هذا الخراب لأنها ستصلح ما عندها ولكن تخريب الآخرين سيخرب ما أصلحته  لارتباط الأنشطة  البشرية ببعضها كاستخدام الوقود الأحفورى والمصانع الملوثة والتى تنتقل عبر الهواء العالمى والماء العالمى فقال:

"فماذا تستطيع أيُّ أُمّـةٍ من الأمم أو تأمل في تحقيقه بمفردها في حال انـغمس العالم في الصراع والحرمان إن أمم العالم الآن مرتبطة ببعضها البعض إلى حدٍّ بعيد ولا ثـمّة وسيلة لاختيار مسار الحرب والصراع من دون إحضار الخراب والحرمان لكل شخص"

وكرر نفس المعنى بألفاظ أخرى فقال:

"متّحدين، فإن لديكم فرصةً عظيمة منقسمين، فسوف تفشلون طويلٌ بقائـه لسوف يكون فشلكم، وباهظ ثمنه– أعظم من أيّ حرب حصلت على الإطلاق في هذا العالم لسوف تكون، أكثر فتكاً من أيّ صراع بشري عرفـتّه البشريّـة على الإطلاق"

ويكرر الرجل نفس المقولة بأنه لابد من اتحاد الأفراد من أجل النجاح فيقول:

"إن خياراتكم قليلة، ولكنها جوهرية وإن هذه الخيارات يجب ألا تُصنَع بواسطة قادة الأمم والمؤسّسات الدينـيّة فحسب، وإنما بواسطة كلّ مواطن يجب على كلّ الأفراد أن يختاروا ما إذا كانوا سيقـتتلون ويتنافسون، أم سيقاومون أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة، أم سيتصارعون مع أنفسهم ومع الآخرين من أجل الإبقاء على نمطِ حياةٍ تمسّكوا به، أم أنهم سيستدركون الخطر العظيم ويتحدوا فيما بينهم كي يبدؤوا بالاستعداد للصدمة وكي يبنوا مستقبلاً من نوعٍ جديد ومختلف للعائلة البشريّـة"

ويحذر الكل خاصة الفقراء من أن بقاء الأغنياء على نفس أشكال حيواتهم لن يمنع من الخراب بو التزم الفقراء ولم يلتزم الأغنياء بنفس النمط المطلوب فى الحياة من التقليل من كل شىء فيقول :

"فإنكم لا تستطيعون الإبقاء على الطريقة التي تعيشون بها الآن تلك الأمم الغنـيّة، أولئك الناس الأثـريّـاء، أولئك الذين قد اعتادوا على رغد الحياة، الذين يشعرون بأن هذا الأمر هو ليس مجرّد حقٌ من حقوقهم بل هو استحقاق من الله ومن الحياة، يجب على أولئك أن يكونوا على استعداد ليغيّـروا طريقة معيشتهم، ليعيشوا حياة أبسط بكثير من ذي قبل، ليعيشوا حياة أكثر عدلاً وإنصافاً من ذي قبل، إذ أن مشاركة الموارد المتبقـيّة سيتطلب هذا الأمر سيتوجب على الأغنياء أن يعتنوا بالفقراء، وسيتوجب على الفقراء أن يعتنوا ببعضهم البعض، وإلا فإن الفشل سيواجه الجميع، أغنياء وفقراء سوف لن يكون هناك ثـمّة فائزين في حال فشل الحضارة البشريّـة سوف لن يكون هناك أمم عظمى سوف لن يكون هناك قبيلة عظمى أو مجموعة عظمى أو هيئة دينـيّة عظمى إذا فشلت الحضارة وإن أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة تمتلك القوه لقيادة الحضارة البشريّـة نحو الفشل هذه هي عَظَمَةُ أمواج التَغْيِـير هكذا سوف يكون بُعْدُ مدى صدمتها"

ويبين سومرز أن العقاب وهو الخسران سيشمل الكل فيقول:

"إن الأمر كما لو أنه قد حان موعد استحقاق السداد فمنذ أمد بعيد كانت البشريّـة وما زالت تُسرِف وتـقترض من موروثاتها الطبيعـيّة، مؤجلةً سداد العواقب طوال هذه الفترة، والآن قد حان موعد استحقاق السداد الآن حيث تنبثق العواقب بكل قوتها، وهناك الكثير منها الآن هو وقت الحساب، لتحاسبوا ما خلقتم، لتحاسبوا موقفكم، لتحاسبوا أوضاعكم، يجب عليكم محاسبة ما تخلقون لأنفسكم في هذا العالم فلقد أهدرت البشريّـة موروثاتها الطبيعـيّة هذا العالم الوافر، هذا العالم البديع الذي قد وهبه الخالق الذي خلق الحياة كلّها إلى البشريّـة ليُشَكِّل عـالمهم الخاص، قد تم سلبه وتبديده وإضاعته من خلال الجشع، من خلال الإفساد، من خلال الحرب والصراع، من خلال السلوك الغير- مسؤول، من خلال انعدام- الوَعْي والجهل، وأما الآن فقد ابتدأ وقت انبثاق العواقب فهذه ليست مجرد احتمالـيّة بعيدة أو مسألة لبعض أجيالٍ مستقبلـيّة"

مقولة  المسئولية الجماعية وضرورة اتحاد البشر لعلاج تلك المشاكل هو ضرب من الوهم والجنون فلا يمكن أن يتحد الناس جميعا فالله خلقهم من أجل التفرق كما قال :

""ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم"

كما أن العقاب وهو الضرر لن يعم العالم طالما كان هناك فريق مؤمن يقوم بما هو واجب عليه وفى هذا قال تعالى :

"لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"

والرجل يبين أن البشر هم خدم للعالم وأنهم هم من يستطيعون تغيير الأوضاع عن طريق المعرفة التى هى الذكاء الأعمق فى قوله:

"هذا هو العالم الذي كنتم قد جئـتم لخدمته هذا هو العالم الذي قد خلقتموه هذه هي الأوضاع التي تواجهكم الآن وجب عليكم مواجهتها وجب عليكم تحمّل المسئوليّة،إنها المعرفة وحدها، ذلك الذكاء الأعمق الذي قد غَرَسَهُ الله في داخلك، هي التي ستعرف كيف تتعامل مع هذه الأوضاع ومع التَغْيِـير الهائل الذي ينتظر البشريّـة فقط هذه المعرفة الأعمق، هذه المعرفة المقدّسة، التي قد غرسها الله في داخلك، ستعرف كيف تجتاز الأوقات الصعبة التي من أمامكم، ستعرف كيف تبحر في المياه المضطربة، فإن مياه مضطربة لسوف تكون بانتظاركم"وكرر مقولة كون البشر خدم للعالم فى قوله:

"فبالرغم من جميع مظاهر العالم، بالرغم من جميع أنشطة العالم وانغماساته ومآسيه ، فإنك لا تـزال مرتبطاً بالله وإن الله قد أرسلك إلى العالم لخدمةِ عالمٍ حاجته عظيمة لذلك السبب فأنت على ما أنت عليه لذلك السبب فإنك تـتمـيّـز بطبيعةٍ فريدة لذلك السبب فإن لديك مواطن قُوى معيّـنـة والتي يجب استخدامها ومواطن ضعف معيّـنـة والتي يجب التعرُّف عليها وإدارتها بصورة صحيحة "

ويبين أن المطلوب التأقلم والتكيف مع ما هو قادم فيقول:

"في الأساس، ليس بمقدوركم تَغـْيِـير ما هو آتٍ الآن، ولكن بمقدوركم الإعداد له بمقدوركم التأقلم عليه بمقدوركم تسخيـر هذه الأوضاع للمساهمة في تحسين معيشة الناس، حقاً، إن هذا لهو سبب مجيئكم إلى العالم فالحقيقة من المستوى الأعظم، من وراء نطاق أفكاركم ومعتقداتكم، أنكم قد جئتم في مهمّةٍ إلى العالم، أنكم هنا لغاية وأن الله قد أرسلكم إلى العالم لخدمة العالم، تحت ظل نفس هذه الأوضاع التي تدنوا الآن عليكم"

ويكرر الرجل ما سبق أن قاله عن ضرورة الاستعداد لحل المشاكل بالمعرفة وإلا فإن النتيجة الحتمية هى الخسران بسبب الصراعات المختلفة فيقول:

"من دون هذا النداء، سيفـضي بكم الحال ببساطة إما إلى الإنكار ومحاولة النسيان والبقاء في الجاهليّة والحماقة، أو إلى الاقتتال والتصارع من أجل الحفاظ على أيٍّ من الاستحقاقات التي تشعرون بأنها حقٌّ لكم أو أنها مازالت تحقُّ لكم سوف تتصرفون بدافع الخوف والغضب سوف تـنهالون على الآخرين بالهجوم اللاذع سيكون خوفكم صاعقاً واضطرابكم هائلاً ستعتقدون أن شيئاً ما سوف ينجيكم، أو أن هنالك حلًّ ما في الأفق سيـنهي جميع هذه المشاكل إنكم سوف لن تبصروا ولن تعرفوا ولن تستعدّوا وعندما تأتيكم الأمواج العظيمة، سوف لن تكونوا مستعدّين وسوف لن تكونوا مُحَصَّنِين

بالتأكيد، لقد رأيتم أن الطبيعة عديمة الرحمة لمن لم يكن مستعداً إن الطبيعة لا تُظهِر أيّ رحمةٍ لأولئك الذين هم ليسوا على استعداد للأحداث الطارئة إنما يـريد الله تخليصكم من الفشل والصراع والخصام لهذا السبب كانت قد غُرِسَت المعرفة في داخلكم إن الله يعلم ما هو مقبل على العائلة البشريّـة ولكن الناس ما زالوا مستمـرّيـن في غـيّـهم وحماقتهم وانغماسهم في ذاتهم إن الله يعلم أنكم إذا لم تُعِدّوا أنفسكم، وإذا لم تصبحوا أقويّـاء مع المعرفة، وإذا لم تسمحوا باستخراج هباتكم من داخل أنفسكم، وإذا تشبثـتم بحياةٍ قديمة، بمجموعة من الآراء والافتراضات القديمة، فإنكم ستفشلون، وإن فشلكم سيكون مريعاً

ليس هذا هو سبب إحضاركم إلى هنا، وإنكم لتعرفون في قلوبكم أن هذا لهو الحقّ إلا أن ما تعرفون من الحقّ لا يستوي حتى الآن مع ما تظـنّون ويجب عليكم إذن الـمحاذاة مع المعرفة وتعلّم سبـيـل المعرفة واتباع الخطوات إلى المعرفة كي تصبح المعرفة هي الهادي وهي المستشار"

ووضح الرجل أن الصراعات القائمة والمستقبلية ليست صراعات دينية أو سياسية وإنما هى صراع على الموارد فيقول:

"وإنكم لسوف تكونون في أمس الحاجة لهذا الإيقان- الداخلي، فمن حولكم سوف يكون الاضطراب والغضب والصراع وذلك عندما يُـحرَم الناس، عندما يشعر الناس بالوعيد، عندما يكون الأمن تحدّياً للناس في كل مكان سوف ترون أفراداً ومجاميع يستجيبون بدافع الغيظ والسخط سوف ترون أمماً تُهدِّد بعضها البعض، وهذا ما يحدث الآن بالفعل وأما بالنسبة للصراعات العظيمة التي ستنبثق والخطر العظيم في قيام الحرب، فسوف تغطى جميعها بأقنعة السياسة والدين، بـينما أن حقيقة الأمر أن الصراع هو صراع فوق الموارد من الذي سيمتلك هذه الموارد؟ ومن الذي سيتحكم بهذه الموارد؟

إن مِثل هذه الصراعات قد ابتدأت بالفعل وإنها لتسير في مسارها المعلوم وإن مشهد الصراعات العظمى، والحروب العظمى، ينمو مع مرور كل يوم فهنالك نارٌ تشتعل سلفاً في العالم، وإن جمرات النيران التي ستشعل الصراع الأعظم قد باتت موقدة، وقد تهيئت الظروف لانبثاقها"

بالقطع لا يوجد شىء خارج الدين فحتى الموارد داخل الدين كما قال تعالى "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين" فالموارد وهى الأقوات مقسومة عند الله بين البشر بالعدل ومن ثم فمن يأخذ أكثر من نصيبه هو كافر فهو صراع دينى فى الأول والأخر وإن تعددت المظاهر ما بين مالى وغير مالى

والرجل يبين أن هناك أنواع من خارج الأرض سوف تنافس البشر على الأرض فى صراع محتدم فيقول :

"هذا هو الإنذار العظيم الذي تُـقدِّمُهُ رسالة الله الجديدة أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة آتيةٌ إلى العالم، والبشريّـة تواجه الآن منافسةً من وراء نطاق العالم – تَدَخُّلٌ أجنبي من أجناسٍ آتيةٍ من وراء نطاق العالم تسعى إلى انتهاز بشريّـةٍ ضعيفةٍ ومنقسمة، تسعى للاستفادة من هبوط حضارة بني الإنسان "وكرر المقولة نفسها فى نهاية الفصل قائلا:

" وبذلك، فإن الرسالة الجديدة تخاطب حاجة العالم العظيمة، وأمواج الـتَـغْيِـير العظيمة، والظلام الأعظم الناجم عن تدخُّلٍ أجنبي في هذا العالم إنها تخاطب الغاية الأعظم التي قد استدعت كلّ شخص إلى العالم إنها تخاطب مقدرة المعرفة وتبيّن للناس كيف يمكن اكـتشاف وتجربة المعرفة "

وكرر المقولة نفسها فى الفصل الثالث فقال:

"إن العالم كله يتغير ذلك لأن أمواج التغيير العظيمة قد أصبحت فوق العالم ، في حين تواجه الإنسانية الآن عدة اتصالات ، وربما تدخّلات من أجناس ذكية في الكون ، ومن المجتمع الأعظم للحياة التي يوجد فيها العالم الذي تعيشون فيه"

وهو بذلك يناقض نفسه عندما قرر أن مشاكل الأرض نابعة من البشر الذين خلقوها فقال :

"هذا هو العالم الذي كنتم قد جئـتم لخدمته هذا هو العالم الذي قد خلقتموه هذه هي الأوضاع التي تواجهكم الآن وجب عليكم مواجهتها وجب عليكم تحمّل المسئوليّة"

ووضح سومرز أن علامات أمواج التغيير واضحة أمام الناس وهم لن يستطيعوا إيجاد حلول سحرية للمشاكل أو مصادر جديدة للطاقة فيقول:

"حقاً، لا بُدَّ من وجود مجموعة عظيمة من الأحداث لتنادي برسالة جديدة من الله إلى العالم حقاً، لقد اقـتربت البشريّـة الآن من العتبة التي سَتُحَدِّدُ مصيرها ومستقبلها ودليل هذا في كل مكان من حولك، لعلّك كنت قادراً على الشعور به في داخل نفسك– إحساس القلق، الارتياب، الاضطراب، التوجس إن العلامات في العالم تتحدث إليك، تخبرك بأن هناك تَغْيِيراً عظيماً يقترب، بل إنه عند عتبة بابك

هذا هو وقتك هذا هو سبب مجيئك هذه هي الأحداث العظيمة لزمنك هذه هي العتبة العظيمة التي تعترض البشريّـة، إذ يجب عليك الآن الإعداد لمستقبل سوف لن يكون له مثيلٌ من الماضي سوف لن تستمـرّ الحياة كما عرفتها، بلا انقطاعات سوف لن تكـتشف البشريّـة ببساطة مصادر أخرى للطاقة أو بعض الحلول السحريّـة للحفاظ على امتيازات القلّة"

الرجل هنا واهم فما حدث للأمم السابقة يتكرر وهو ينكر الفكرة فكرة تكرار التاريخ وأما الحلول فهى حل واحد اتباع كتاب الله وأمام الحلول التفصيلية فهى فيه كلها لمن أراد الفهم وعمل به  وموارد الأرض لا يحدث بها نضوب فما يحدث هو أن كل عنصر ينقص من مكان يزيد فى مكان أخر ويحل محله عنصر أخر ومن ثم فالمادة تعيد توزيع نفسها بأمر الله ومن ثم فهى تتجدد بتعبير البشر وهو يكرر نفس المقولة وهى تناقص الموارد فيقول:

"إذ أنكم تعيشون في عـالمٍ قد دخل طور الاضمحلال تلك الموارد التي تعطي لأممكم الثراء والأمن والاستقرار قد بدأت الآن بالتناقص سوف تتعرّض البيئة التي تعيشون فيها إلى مزيد من الانحباس من خلال الانحلال البيئي، ومن خلال تـقلّب وتغيّـر المناخ، ومن خلال العديد من الصدمات التي كانت قد أحدثـتها البشريّـة منذ أمدٍ بعيد على العالم نفسه"

التغيرات المناخية ليست من فعل الإنسان وإنما هى فعل الله تعالى فهو يحرك الريح والسحاب وغير هذا كما يريد وفى هذا قال تعالى :

 "إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون"

وقال :

""ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء"

ومن ثم فالكلام عن التغير المناخى بيد البشر هو وهم

الحادث هو تلوث فى مناطق معينة نتيجة التكدس السكانى والصناعى المعتمد على  الوقود الأحفورى وغيره

وكرر الرجل كلامه عن المشاكل والمصائب فى الفصل الثانى فقال :

"ولذلك ، فأنت يجب أن يكون لديك هذا الأساس، وإلا فإن أمواج التغيير العظيمة ستقذف بك بعيداً ،و سوف تشعر بالإرهاق  وسوف تصبح حياتك بلا إدراك ، وسوف تُترك معوزاً ، وخاضعاً لأية تأثيرات مظلمة في العالم، وحتى من خارج العالم كلما كان أساسك أقوى ، كلما كنت أفضل تجهيزاً للصمود في وجه العواصف في العالم ولذلك ، فإن أمواج التغيير العظيمة أقوى بكثير مما أنت عليه ، ولن يكون بمقدورك تغييرها عن طريق إثباتاتك أو تصريحاتك   ولكن يمكنك أن تتعلم التخفيف منها، ومن ثم إلى التكيّف معها من أجل استخدامها لصالحك ، واستخدامها لتقديم المساعدة للآخرين على حد سواء إن حاجة البشر من حولك ستكون هائلة، بل وأكبر من أي حرب عالمية ، ولذلك ، عليك أن تكون على استعداد لرعاية الناس  ولربما مساعدة أناس قد لا تعرفهم ، وكذلك لمساعدة آخرين في السبل التي من شأنها أن تكون جديدة وغير متوقعة  سيكون هناك نقص عظيم في الغذاء وفي بعض الأماكن سيكون هناك نقص عظيم في المياه ، في حين أن مصادر  الطاقة الخاصة بك سوف تصبح  من الموارد الثمينة، بل و باهظة  الكلفة ، ومن  الصعب الحصول عليها  كما سيكون هناك عدم استرار سياسي  واقتصادي، وسوف تنتشر الكثير من الاضطرابات المدنية في العديد من الأماكن في العالم"

 

ويبين سومرز أنه لا يمكن إصلاح المشاكل إلا عبر الشعور بحاجة فى داخل كل فرد تجاه مساعدة الآخرين والحال الآن أنه لا توجد حلول جذرية وإنما حلول جزئية لعدم تجميع الصورة كاملة وهو قوله:

"إنه من أجل معرفة المراد من – هبة الله العظيمة-، يجب عليك رؤية حجم وعمق التحدّي الذي تواجهه البشريّـة يجب عليك الشعور بالحاجة في داخل نفسك، والتسليم بأنك، كفرد، لا تمتلك إجابة، وأن حتى أممكم وخبرائكم وعلمائكم ليس لديهم حقاً إجابة إنهم يملكون إجابات لأجزاء من المشكلة إنهم يعملون من أجل تنبـيه وإعداد البشريّـة، لكنكم بعيدون الآن كلّ البعد في استعدادكم لأمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة الساعة متأخرة، وأنـتم لستم بمستعدّين

لرؤية الحل، لا بُدّ من الشعور بالحاجة يجب أن تتعرَّفوا على الحاجة يجب عليكم مواجهة أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة يجب أن تبدؤوا بتجميع الأجزاء والعلامات مع بعضها البعض لـتروا الصورة التي تـرتسم لكم هذه الصورة واضحة وجليّة، ولكنها ليست بجليّة لأولئك الذين لا ينظرون، الذين لا يتفكّرون، الذين لا يقومون بالجمع بين الارتباطات الأساسيّة التي لا بُدّ من جمعها في حال أردتم رؤية الصورة بوضوح"وكرر كلامه قائلا:

" فيجب أن تعلم أن الحاجة الإنسانـيّة ستغدو أعظم وأشد بكـثير في المستقبل مـمّا هي عليه الآن سيصبح كلّ شخص أكثر فقراً، وسيُـحرم الكثير يجب أن تمتلك القوة هنا لا لتعتني بنفسك فحسب بل لتعتني بالآخرين أيضاً– لتعتني بـكبار السن، لتعتني بالأطفال بالتأكيد، سوف لن تـتولّى بنفسك مسئوليّة الاعتناء بكلّ شخص، ولكن سيتضح لك من هو الأكـثر ضعفاً وعُرضَةً للخطر من بين جيرانك أو من بين علاقات ذوي القربى يجب أن تكون قوياً بقدرٍ كافٍ للاعتناء بهم أيضاً"

ويركز سومرز على أن الحل بيد الفرد وحده حتى ولو كفر الآخرون بذلك الحل فيقول :

"إن أيَّ خُطةٍ عمليّةٍ وجريئة تسعى من خلالها لإعادة توجيه نقطة ارتكازك وطاقتك، يجب أن تُبنى دائماً على أساس حاجةٍ داخليّةٍ ومُلِحّة أما في الأوضاع الهامدة، فمن النادر ما يحرز الناس أيَّ تقدّم البتة في أيّ ميدان من ميادين العمل إن التقدّم الحقيقي يجب أن يكون منساقاً بدافع الحاجة العميقة والمُلِحّة تلك الضغوطات الناجمة عن أوضاعك وعن حاجات العالم من جهة وعن المعرفة التي في داخلك من جهة أخرى،

لا تبـتـئس لعدم استجابة الآخرين لا تُـقلِـق نفسك على بشريّـة باقية في جهلها وانغماسها وحماقتها في شأن غاراتها وصراعاتها إذ أن النداء هو نداءك يجب عليك تحمّل المسئوليّة في حياتك وفي أسباب وجودك في العالم النداء هو نداءك لست بحاجة لإجماع الآخرين حتى تستجيب في الحقيقة، إنك لن تحصل على هذا النوع من الإجماع لعلّك تكون أنت الشخص الوحيد الذي سيستجيب من حولك حتى لو كان هذا هو الحال، يجب أن تستجيب لا يمكنك انتظار الآخرين كي يقدموا لك التطمين على وجوب استجابتك، فعندما يستجيب كل شخص، سيكون هناك ذُعرٌ وتنازع سيكون هناك مِحَنٌّ وتصارع وإنك لا تودُّ الانتظار حتى اللحظة التي يستجيب فيها الآخرين، فعندها ستحل الفوضى العارمة"

وهذه المقولة الحل الفردى تناقض مقولة أنه لا يوجد سوى حل جماعى بإيمان الكل وتضافرهم لمواجهة مشاكلهم فى قوله:

"يجب على كلّ الأفراد أن يختاروا ما إذا كانوا سيقـتتلون ويتنافسون، أم سيقاومون أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة، أم سيتصارعون مع أنفسهم ومع الآخرين من أجل الإبقاء على نمطِ حياةٍ تمسّكوا به، أم أنهم سيستدركون الخطر العظيم ويتحدوا فيما بينهم كي يبدؤوا بالاستعداد للصدمة وكي يبنوا مستقبلاً من نوعٍ جديد ومختلف للعائلة البشريّـة"

والرجل يبين أن المطلوب الإعداد للصدمات من خلال التعامل مع الماديات فى البيئة فيقول:

"يجب عليك إعداد نفسك وإعداد حياتك يجب عليك تعزيز علاقاتك يجب عليك تعليم مَن تَعرِفهم من الناس المقربين منك– أولئك الذين يقدرون على السماع وأولئك الذين يقدرون على الاستجابة يجب أن تضع أهدافك وأهوائك إلى جانب حتى تستجيب للعالم يجب أن تُعيد تـقْيِـيم مكان معيشتك، كيفيّة معيشتك، من هم الذين معك من حيث المقدرة على الارتحال معك، من يستطيع الإعداد معك ومن لا يستطيع، يجب أن تُعيد تَـقْيِـيم عملك وقابليّة استمراره في المستقبل، ويجب عليك فعل ذلك من غير أن يشجعك ويتفق معك جميع من حولك، فإن هذا سيكون مستبعداً"

بالقطع الرسالة المزعومة هنا تتعامل مع مكونات البيئة وأما الناس وتعاملاتهم معا والتى هى أساس المصائب كلها فالرسالة لا تتحدث عنها

ثم يناقض الرجل نفسه فيجعل للإنسان عقل ضعيف ثم يفاجئنا بوجود عقل أخر داخل الإنسان غير العقل الضعيف وهو عقل المعرفة فيقول:

"سوف لن يودُّ عقلك مواجهة المستقبل سوف يودُّ عقلك بأمورٍ أخرى وذلك بسبب ضَعف العقل وهوانه فهو ينساق بواسطة الخوف والهوى ولكن هنالك عقلٌ أعظم في داخلك، ألا وهو عقل المعرفة إنه غير مشتّـت ليس في صراعٍ مع نفسه ليس خاضعاً للإغواء القادم من العالم أو من أيّ قوةٍ أخرى فهو يستجيب إلى الله وحده إنه الجزء الوحيد منك الطاهر والمُؤتَمَن في جميع أحواله، وإنه الجزء الوحيد منك الذي يتصف بالحكمة إنه يحوي هدفك الأعظم لمـجيئك في العالم، وإنه يُـمَثِّلُ علاقتك الأساسيّة مع الله، التي لم يتم خسرانها عند الانفصال"

ونقض سومرز تقسيم العقل فى الفصل الرابع حيث جعل هناك نوعين من العقل هما العقل المفكر والعقل الأعمق معرفة فقال:

"فإن عدم القدرة على الاستجابة، أو لنقل بأنها القابلية غير المتجاوبة ،  هي المشكلة الأساسية هنا  وهذا هو السبب  في أنه  من أجل دراسة الخطوات إلى المعرفة، لا بد من القيام بعملية بناء الجسر بين عقلك المفكر –  أي فكرك – الذي أصبح متكّيفاً للغاية من خلال  الأوضاع الاجتماعية والتجربة السابقة، وبين العقل الأعمق للمعرفة التي خلقها الله"

ويوضح سومرز أن الرسالة ليست سوى نداء يحفز المعرفة داخل الناس لحل المشاكل ومواجهة التغيرات فيقول:

"لذلك، لا تنظر إلى أمواج الـتَـغيِـير العظيمة فقط على أنها مأساة أو على أنها خطر عظيم، بل أنظر إليها كنداء، أنظر إليها كـمُتطلَّب– نداء ومُتطلَّب باستطاعتهما إحياءك وتخليصك، نداء ومُتطلَّب باستطاعتهما استدعاء المعرفة في داخلك والهبات العظيمة التي كنت قد أتيت لتقديمها، هذه الهبات التي سوف تحدّدها نفس هذه الأوضاع التي تنبثق الآن"وقال:

"يتم إيجاد القوةِ الحقيقـيّة فقط عند استجابة الناس وتحرُّكهم في الوجهةِ والنـيّةِ الصحيحة"

والغريب أن نجد  فى الفقرة السابقة فى رسالة إلهية مزعومة أن حل المشكلات ومواجهة التغييرات الكونية ينبع من داخل الناس وبجهدهم بدلا من أن يقدم الله الحل للناس كما هو معهود فى رسالات الوحى 

ونلاحظ الكذب فى كلام سومرز عندما يقرر أن رسالته تقدم لأول مرة فى التاريخ الروحانية على مستوى المعرفة وهو كلام تكذبه الرسالة الصحيحة والرسالات الخاطئة فكل منها يدعى أنه يقدم المعرفة الحقة وما سواها باطل وهو يقول هذا فى الفقرة التالية:

"إن هنالك رسالة جديدة من الله في هذا العالم لدى البشريّـة الآن أملٌ عظيم فلأول مرة في تاريخ البشريّـة، تُـقدّم فيها الروحانـيّة على مستوى المعرفة إنه نداءٌ عظيم إنها هبةٌ عظيمة"

ويناقض الرجل نفسه فى الفصل الثانى فالرسالة المزعومة لو كانت تقدم المعرفة فلماذا تدع الاجابات على الأسئلة لقدرات الإنسان فى قوله:

"سوف يتساءل  الناس كثيرا حول  ” كيف تبدو تلك الأمواج العظيمة ؟ وما الذي نتوقعه منها ؟ وما هي التحضيرات التي يجب أن نقوم بها حقاً  وقدرة استعدادنا لها ؟  وهل ستكون عبارة عن وضع  صعب ، أو أنها ستكون حالة  فظيعة لا نقوى على تحملها  ؟ “

أما الأجوبة  على تلك التساؤلات فإنها تعتمد على أشياء كثيرة تتلخص في قدرات استجابة الإنسان ودرجة تحمله للمسؤولية"

والغريب أن الرسول المزعوم هو الأخر لا يعرف إجابة  ماذا سيكون رد الناس على رسالته فيقول:

"إلا أن ثمة سؤال يظهر هنا ليقول :

إذاً ، كيف ستكون استجابة الناس؟ وهل ستقوم  الإنسانية  بتدمير نفسها خلال صراعاتها ومعاركها حول من سيحصل على الموارد المتبقية، أو أنها ستعي ما تقوم به ، وسيكون هناك قدر أكبر من الاتحاد والتعاون؟

بيد أنالإجابةعلى ذلك السؤال غير مؤكد ، ولكن في كلتا الحالتين ، فإنك – كإنسان –  إنما تقوم بنقلة  باتجاه  زمن الصعوبات العظيمة "

وهذا الجهل يتنافى مع كون الإجابة موجودة داخل الإنسان فى قوله:

"ولذلك ، فإنه ، ومن أجل الحصول على أجوبة وتفسيرات لتلك الأسئلة الصعبة ، سيتوجب عليك  البحث الحثيث من أجل الوصول  إلى كينونة المعرفة الأعمق بداخلك ، ومن ثم إلى العقل الذي خلقه الله فيك "

ويتبنى الرجل مقولة خاطئة هى أن المناخ صار أكثر دفئا فى غالبية العالم وهو ما يجعل المشكلات تنشأ فى الغذاء والماء وغيرهم فيقول :

"سيتغير المناخ حول العالم ، وها هو ذا يصبح أكثر دفئا في معظم الأماكن ، مساهماً في تناقص الإنتاج الغذائي، وتناقص إمدادات المياه، وخلق أزمات كبيرة في مناطق معينة من العالم

ولذلك ، فإن خطر انهيار المجتمع سيكون مهولاً ، وفي غاية  الخطورة  في ظل هذه الظروف، بالإضافة إلى حقيقة أن معظم الناس إما أنهم لا يدركون ما هو قادم ، أو أنهم لا يعيرون أهمية تُذكر لذلك ، وإن حصل ، فهم يمنحون اهتماما  طفيفاً جدا حول ذلك القلق العظيم  "

والرد هو فى مقال لى نشر من قبل وهو :

" بدأت الدراسات من الثمانينات بفرضية أصبحت مسلمة حاليا وهى أن درجة حرارة الأرض ترتفع بسبب النشاط الصناعى خاصة استخدام بعض المواد مثل الكلوروفلوروكربون وأن هذا سيؤدى فى النهاية إلى غرق الأرض بسبب ذوبان الجليد فى المناطق الجليدية فى العالم مثل القارة الجنوبية وجزيرة جرينلاند وقد أدت هذه الدراسات إلى نتيجة أخرى مفادها أن ثقب الأوزون يتسع سنويا كما أدت هذه الدراسات إلى قيام معاهدات واتفاقات مثل اتفاقية كيوتو للحد من الانبعاثات الحرارية الصناعية والتى امتثلت لها كثير من الدول ولم تمتثل لها الولايات المتحدة الأمريكية كعادتها على طريقة الكبار أو خالف تعرف
ومن يتابع درجات الحرارة سنويا ويقارن درجات الحرارة عاما بعام سيجد أننا لا نعيش عصر ارتفاع الحرارة وإنما عصر إنخفاض الحرارة فالسنوات الخمس الأخيرة شهدت فى مصر انخفاضا ملحوظا فى درجات الحرارة خاصة فى فصل الربيع وفصل الصيف فقد شهدنا الأمطار تتساقط فى الربيع عدة مرات فى السنة خلال الأعوام الخمس السابقة وهو أمر نادر الحدوث ولم يحدث طوال42 سنة هى عمرى أن تساقطت الأمطار وبرد الجو فى فصل الربيع كما فى السنوات الخمس الأخيرة بل كان الربيع صيفا خاصة فى السبعينات والثمانينات من القرن العشرين وأما الصيف فلم يعد هو الصيف المرتفع الحرارة كما كان فالدرجة لا تتجاوز الأربعين إلا نادرا بينما فى السبعينات والثمانينات كانت فى فترة الصيف تتجاوز الأربعين كثيرا
أرجو من خبراء المناخ مراجعة درجات الحرارة فى السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية فى مصر وفى الكثير من الدول وساعتها سيجدوا عجبا وهو أن تلك الدراسات التى أنتجت لنا نظرية الدفيئة او الصوبة الزجاجية هى دراسات فاشلة ليس لها أساس من الصحة "

ويقول الرجل أننا سنتحمل العقاب بدلا من مرتكبيه فى الماضى فيقول:

"لقد تجاوزت الإنسانية  حجم استهلاكها للإرث الطبيعيللموارد في الأرض ، وقد بالغت – إلى حد بعيد – في  استغلال تلك الموارد التي ورثتها  في العالم ، العالم الرائع والغني  وهكذا ، سيتوجب عليك أن تدفع ثمن الذنوب والخطايا التي ارتكبت في الماضي، في حين سيتوجب على أطفالك دفع ثمن ذنوب وخطايا الحاضر هذه الذنوب والخطايا هي أخطاء ، أخطاء أساسية ، وجوهرية ، وهي في بعض الحالات أخطاء هائلة للغاية
لذلك، لا يمكن الهروب من كل هذا  كما لا يمكنك  أن تنتقل إلى أي مكان آخر، و أن تكون  في مأمن من أمواج التغيير العظيمة ولذا ، سيتوجب عليك العيش بشكل مختلف جدا،  إلا أن المعرفة المسكونة بداخلك فقط يمكنها أن ترشدك على وجه التحديد في هذه المسألة"

وتحميل ذنوب الآباء للأبناء مقولة خاطئة تتنافى مع العدل الإلهى وهى مقولة متخذة من العهدين القديم والجديد

ويركز سومرز على أن المعرفة الداخلية هى التى تحدد مسار الحل الإنسانى فيقول:

"وبعيداً عن اتباع ” التوصيات من أجل العيش في عالم أمواج المتغيرات العظيمة” التي تم تضمينها في هذا الكتاب ” فإن المعرفة المتأصلة  في داخلك، بالإضافة إلى قوة علاقاتك مع الآخرين، والشجاعة والموضوعية التي يمكنك  أن تعالج بها ظروفك  ، هي التي ستحدد المسار الذي يجب عليك اتباعه "

ويوضح الرجل أن التغيير سيصيب كل شىء وأن الإجابة الحل ليست تفسيرا وإنما خطوات متتالية لمواجهة التغيير فيقول:

"ولذلك ، فإن كل شيء سيصيبه التغيير، وسوف تكون هناك شكوكاً عظيمة  إن المكان الذي تعيش فيه، و طريقة حياتك المعيشية ، وإرادتك في الحياة  ، كلها ذات تأثير هائل على نوعية  الظروف التي ستحتم عليك مواجهتها وهنا ، فإن الإجابة لن تكون بالضرورة تفسيراً، ولكنها ستكون على شكل  سلسلة من الخطوات ، خطوات يتوجب عليك القيام بتنفيذها ، وخطوة تلو خطوة حيث أن التغيير العظيم يتطلب القيام بالانتقال خطوة بخطوة وبشكل تدريجي  إلا أن الاستثناء الوحيد لهذا الانتقال الرتيب إنما يتم  في حالات الطوارئ القصوى، كأن تكون في منزل يحترق ، أو على متن سفينة تغرق  ولكن فيما عدا تلك الحالات الطارئة القصوى ، فيتوجب عليك اتباع سلسلة من الإجراءات التي قد لا تحمل لك أي معنى على الإطلاق في اللحظة التي أنت فيها ، سلسلة من الإجراءات التي قد يعتبرها البعض الآخر  غارقة في الغباء ، أو أنها بعيدة عن العقلانية  ولكن ، سيتوجب عليك  اتباع سلسلة الاجراءات تلك"

هذا الكلام طبعا ليس مقبولا فبعض الأسئلة لابد لها من إجابات تفسيرية حيث يبنى الإيمان على التفسيرات وأما سلسلة الإجراءات وهى الأفعال فأحيانا ما تحتاج لتفسير خاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات قتل أو أخذ مال

والرجل يبدو أنه لا يظهر الحقيقة للناس فهو يطالبهم بالطاعة دون فهم فى الفقرة التالية:

"بيد أن كل هذا ، إنما يقع  تماما خارج نطاق مجرد كونها قضايا آمنة ومؤتمناً ،  وهذا هو أحد الأسباب أن الناس لا يفهمون الجواب عندما يتم إعطاء ذلك الجواب  فهم لا يستطيعون فهم ، أو الثقة في الميول العميقة لديهم ، ذلك لأنهم يطرحون السؤال مصحوباً  بوجود دافع خفي للحصول على الجواب الذي يريدونه كي يكون مزخرفا وخصباً يوافق رغباتهم ، وأن يكون محمياً ، وليحافظ على ما لديهم ، أو لأجل الحصول على أكثر من ذلك  ولكن ذلك في حقيقة الأمر ليس هو التركيز على المعرفة "ويكرر الكلام عن الطاعة بلا سبب وبلا وعى فيقول:

" هنا ، يجب عليك أن تستجيب  حين لا يستجيب الآخرون  كما يجب عليك اتخاذ الاحتياطات اللازمة ، عندما لا يفعل الآخرون ذلك يجب عليك  أن تقوم بتغيير ظروفك عندما يظهر لك بأنه لا يوجد هناك سبب مباشر لفعل ذلك يجب عليك أن تتبع الإلحاح الداخلي والاتجاه الداخلي فيك ، دونما أن تعي حقا ما يحدث ، وكيف سيبدو  مستقبلك ، أو كيف ستكون النتيجة "

والرسالة الصحيحة هى من تفسر للناس الحقيقة لا من تخفيها  ومع هذا يقول أن المعرفة الحقيقية تقدم لهم الحماية التى يحتاجونها فيقول:

" إن المعرفة الحقيقية ستقدم لكم الحماية التي تحتاجون ، وستحميكم هنا ، كما أنها أيضاً سوف توفر لكم الأمان ، وستحفظكم  من أجل هدف أعظم "

ويبين أن القضية ليست نجاة المؤمنين بالرسالة وإنما مواجهة الآخرين المدمرين فيقول:

"إن نجاتكم الشخصية ليست هي القضية هنا، إنما هو الوفاء لمهمتكم الأعظم ، حين تم اختياركم لكي تأتوا إلى هذا العالم في الزمن الذي تتأهب فيه أمواج التغيير العظيمة لتضرب العالم  لقد أتيتم في زمن يتحتّم على الإنسانية فيه أن تواجه وتتعامل مع التنافس الناتج عن المجتمعات الكبرى ، ومع القوى الغازية من الكون الذي يحيط بكم  لقد أصبحتم  مجتمعات كبرى في زمن تسود فيه صعوبات كبيرة  ، وحالات عظيمة من عدم اليقين ، زمن تفعل فيه الفتنة فعلها المدمر ، وتتعاظم فيها مخاطر الحروب "

سومرز يقول أن الرسالة قدمت الخطوات نحو المعرفة  فى الفقرة التالية:

"لقد قدمت الرسالة الجديدة الخطوات نحو المعرفة بحيث يمكنك أن تبدأ في بناء هذا التواصل الأعمق نحو  المعرفة، وهو الاتصال الذي لن تضطر معه إلى الاعتماد – على نحو متزايد – في المستقبل حين تصبح جميع المصادر الأخرى لليقين محط تحد ، و مفاجأة  ، و في حالة صراع أيضاً  فإلى أين ستتجه  ؟ وإلى من ستتجه في أوقات التغيير العظيم وعدم اليقين ؟ إلى حكومتك ؟  أو أصدقائك؟ أو عائلتك ؟ أو دينك ؟

ولكن في حال أنك لم تجد أي يقين أو الوضوح هناك، فهل ستهرب إلى ممارسة هواياتك  أو أوهامك ،  أو حتى شغفك وعواطفك ؟ وفي الحقيقية ، فإن هذا هو السؤال المهم، كما ترى"

ويناقض الرجل نفسه بأن الله قدم المعرفة للهداية بينما هى خطوات نحو المعرفة وليس المعرفة نفسها فى قوله:

"لقد وهبك الله المعرفة لكي يهديك، ويحميك ، و لكي يقودك إلى تحقيق إنجاز أعظم في العالم كما هو لذلك، عليك أن لا تسأل الله أي شيء أكثر فإذا لم يكن باستطاعتك  تلقّي هذه الهبة الكبيرة  – وهي الهدية التي تفوق كل تقديراتك ، الهدية التي من شأنها أن تخدمك كل يوم ، وفي كل ظرف –  وإذا لم يكن بإمكانك الحصول على ذلك ، وإذا لم تكن على ثقة بما وهبه الله لك ، وإذا لم تتبع ما وهبك الله إياه ، فلا ينبغي لك أن تسأل عن المعجزات "

والسؤال لسومرز أين المعرفة التى قدمتها الرسالة أى الهدية المزعومة للناس حتى يطيع الناس الرسالة  ؟

والرجل يعطينا الحل لإنسان ذو صفات حسنة من خلال الرسالة المزعومة التى لا يعرف أحد حتى الآن تفاصيلها وكأن ثقافاتنا لم توجد هذا الإنسان فيقول:

"لديك الفرصة لتصبح قوياً ، ومتكاملاً ،  ومتوازناً ، وشجاعاً ، وموضوعياً ، ورؤوفاً ، في حين كنت قبل ذلك مجرد مدمن لثقافتك، محاولاً أن تستحوذ ، أو تفعل أشياء لم تكن ضرورية لطبيعتك أو للهدف الأعظم لوجودك هنا في الحياة  هنا في هذه المرحلة ، تصبح علاقتك مع نفسك أكثر حسماً ، بل تصبح جوهرية ، وعملية ، وغامضة  فمهما كانت الصعوبات التي واجهتها في الماضي قوية ، ومهما كانت العيوب السابقة ، ومهما سببت لك الصدمات من نتائج ، فقد أصبحت تمتلك الإرادة الآن بعد أن ألقيت بظلالك وأصبحت محجوباً  بفعل حاجة اللحظة ، والحاجة  للاستعداد للمستقبل  وفي الحقيقة ، فإن هذا هو الترياق المثالي لشفاء هواجس الذات والأمراض العقلية ، وإلى ضعف الصحة العقلية والافتقار العاطفي "

ونلاحظ مناقضة الرجل نفسه فهو يريد علاقة أكثر حسما وهو ما يتطلب الوضوح لكى يكون الأمر فى العلاقة حاسما ومع هذا يصف العلاقة بأنها غامضة

ويكرر الرجل مقولة ذكرها مرات وهى القيام بأفعال وتعلم أمور لم تفعل من قبل فيقول:

"وهكذا ، يتوجب عليك الآن أن تقوم بأفعال لم تكن تفعلها على الإطلاق ، وأن تتعلم أشياء لم يكن عليك أن تتعلمها ، وذلك من أجل أن تصبح مُطَّلعاً ذا حيلة ، ويقظاً شديد الانتباه
ويطالب الرجل بعدم التفكير فى المستقبل ويغالط الرجل نفسه فيجعل المستقبل مطلوبا الوصول بالمعرفة فيقول:

 "لا تنظر الى المستقبل ، أو تفكّر ، أو تقلق بشأن ما يمكن أن تخسره  عليك أن تدرك أن المستقبل يمتلك  القدرة لرفعك عالياً ، وليمنحك  العودة إلى نفسك، وليعيد لك الهدف الحقيقي لمجيئك لهذا العالم ، وكذلك ليعيد لك قدراتك الحقيقية  ولكن ، عليك الوصول إلى المعرفة، ذلك لأن المعرفة فقط هي التي تعرف حقيقتك ، ومن أنت ، ولماذا أنت هنا، وكيف ستكون قادراً على الإبحار  في الأوقات العصيبة القادمة "

ومقولة عدم النظر للمستقبل تذكرنا بمقولة العهد الجديد "لاتهتموا بأمر الغد فإن الغد يهتم بأمر نفسه"

ويناقض الرجل نفسه بضرورة الاستعداد للمستقبل وعدم الانتظار فيقول:

"أما إذا كنت تستطيع أن تتحضّر مقدماً، وأن تُعدّ نفسك للمواجهة ، فسوف تكون في موقف يسمح لك لمساعدة الآخرين أما إذا كنت تنتظر، فإن التغيير الذي يتحتّم عليك أن تفعله سيكون يائساً ، ومكلفاً ، ومحفوفاً بالمخاطر  وإذا ما فكرت في إيقاف فعل التغيير ، أو تساءلت حول ماهية نفعه ، أو شككت فيه ، أو إذا اعتقدت بعدم جدواه ، وأنه ليس مهماً، فإنك تكون بذلك قد وضعت نفسك في خطر مُحدق ، و ستتضاءل فرص نجاحك نتيجة لذلك"وكرر ضرورة الاستعداد للمستقبل فقال:

"حب يوفر للإنسانية ما تحتاج إليه ، وما يجب عليها أن ترى ، وتعي ، وتسعى إليه من أجل التحضير للعيش في عالم سيكون متغيراً جذرياً ، وكذلك للتحضير لمستقبلك ضمن المجتمع الأعظم ، والذي يُمثّل  قدرك  الأكبر الآن"

والرجل يحدثنا عن أثر الخطوات نحو المعرفة ولكنه لا يعرفنا ما هى الخطوات نفسها فيقول:

"كما أن دراستك للخطوات نحو المعرفة سيعلمك كيفية قراءة الإشارات  القادمة من العالم ، وعلامات المعرفة، ولهذا فهو نوع مختلف جدا من التعليم، على عكس أي شيء يستطيع العالم نفسه يمكن أن يقدمه فهذا التعليم هو تعليم بلا خيال، وبدون تحيز،  ومن دون وجهة نظر مثالية للمستقبل ، ومن دون تهاون الإنسان والفساد البشري أنه تعليم نقيّ وقوي، و لذلك ، عليك أن تكون قوياً للمشاركة فيه ، وسوف يمنحك قوته  ، لأنه في الواقع كذلك "

والرجل يظن أنه يوضح لها ما سيحدث مستقبلا من جوع وفقر فيقول:

"ستكون هناك حاجة إنسانية كبيرة في المستقبل ، فالعديد من الأشخاص  سيعانون  من نقص الغذاء ولن يكون لديهم  ما يكفي من غذاء أو مأوى ، كما ستجتاح الاضطرابات المدن الكبرى وفي المجتمعات الصغيرة على حد سواء ولذلك ، يجب أن تكون قوياً بما يكفي ليس فقط للحصول على موقف آمن لتُحصّن نفسك ، ولكن من أجل مساعدة الآخرين، وخاصة كبار السن و الشباب"

وبالقطع الجوع والفقر موجود فى كل العصور تقريبا ونحن نعانى منه منذ عقود

وينصحنا الرجل بعد القراءة الكثيرة وعدم الاطلاع على وسائل الإعلام فيقول:

"وهكذا ، فإنك لست بحاجة إلى قراءة الكثير الكتب الآن ، ولست بحاجة إلى الذهاب لرؤية الأفلام ، ولا تحتاج للمشاركة في المحادثات التي لا نهاية  ولا طائل لها مع الناس
كما أنك لست بحاجة إلى أن تزج نفسك في ممارسة الهوايات والاهتمامات الأخرى  بيد أن كل ما أنت بحاجة له  فقط ما هو ضروري وذا مغزى عميق بالنسبة  لك ، وهذا ما يجب التركيز عليه"

وهى مقولة ليست سليمة فصحيح أن معظم الكتب لا تقدم جديدا ولكن فى العديد منها أفكارا مفيدة كما ان الخطاء التى فيها يجب أن تظهر للغير

ويبين الرجل الأركان الربع للحياة فيقول:

"لديك أربعة أركان في حياتك ،  وهي أشبه بالقوائم الأربع للطاولة، وهذه الأركان الأربعة هي التي  تمسك بحياتك ولذلك ، فكّر بحياتك  إذاً من حيث هذه الأركان الأربعة على أساس ركن من العلاقات، وركن من الصحة، وركن من العمل ، وركن للتنمية الروحية ولذلك فإن حياتك  ستكون قوية فقط كقوة أضعف ركن ، القائمة الأضعف من قوائم الطاولة إلى أي مدى يمكنك أن ترى ، وإلى أي مدى يمكنك الاطلاع والمعرفة، و إلى أي مدى تستطيع أن تكون فاعلاً  بإرادة الاعتماد على قوة هذه الركائز هناك عدد من الناس من الذين استطاعوا بناء  اثنين من تلك الأركان ، ولكن هناك قلة قليلة جدا من الناس قد استطاعت بناء الأركان الأربعة بشكل كاف لحياتهم والقيام بذلك إنما هو الترياق المثالي لمنع  الانحراف والتطرف  ولأنه إذا كنت قد استطعت حقا بناء وصيانة  الأركان الأربعة لحياتك، فإنك لن تكون متطرفاً أو غريب الأطوار في أي منطقة  كما لا يمكنك أن تكون مقهوراً أو مُلزَما ً ، ولا يمكن أن تكون مدمناً  لأنك سوف تكون مشغولاً للغاية في الاعتناء ورعاية الأركان الأساسية لحياتك، كما سوف لن يكون لديك الوقت للقيام بحماقات ، أو سلوكيات التدمير الذاتي"

والرجل بوضعه ركن الصحة لتقويته هو مخطىء فالصحة لا تتعلق بقدرة الإنسان فهو قد يمارس الرياضة ويكون نظيفا ويطلب العلاج ومع هذا تظل صحته ضعيفة لأنها هناك أمور أخرى تضعفها وأما ركن العلاقات فأى صاحب رسالة تتقطع علاقاته مع مجتمعه والمجتمعات المحيطة بسبب الرسالة نفسها وهذا هو معنى كفر أكثر الناس وحتى ركن العمل قد يتقطع بسبب الرسالة فيمنعه الناس من ممارسة عمله بفصله أو عدم الشراء منه أو غير هذا

ويوضح الرجل طبيعة عمل المؤمن برسالته فيقول:

"يجب على الركن الخاص بالعمل في حياتك أن يمثل عملاً ذات طبيعة مستدامة في المستقبل – عمل يوفر السلع أو الخدمات الحقيقية للناس، عمل يجعلك منخرطاً وبشكل هادف مع الآخرين، و هو عمل يمكن على الأقل أن يوفر ما لا يقل عن أساسيات ما تحتاجه للعيش في العالم"

ويبين المطلوب فى الصحة فيقول:

"أما في الركن الخاص بالصحة، فإن جسمك وعقلك يجب أن يعملا كوسائل لأجل المعرفة ، حيث يخدم الجسم العقل، والعقل بدوره يخدم الروح وذلك في صحيح التسلسل الهرمي لكينونتك  ولذلك فإنه لا داعي لأن تكون جميل المحيا أو رياضياً ، أو حتى  رائعاً تحت أي اعتبار، ما عليك هو أن تكون فاعلاً ليس إلا ، وتتمتع بصحة وافرة ، وصحتك النفسية جيدة ، وكذلك الصحة العقلية ، والصدق مع الذات ،والصدق مع الآخرين، والقدرة على التقدير والاستمتاع باللحظة، والقدرة على التعرف على والاستعداد للمستقبل، والقدرة على التواصل مع المعرفة ، والتي يجب أن يكون لها أساس حقيقي في حياتك ، والقدرة على الحصول على متعة بسيطة ومجزية ، والتعبير الفني ، وهذا كله هو ما يمثل ركيزة الصحة"

ثم يقول فى ركن التنمية الروحية :

"أما ركن التنمية الروحية ، فهو في الأساس يتمحور حول اتصالك بالمعرفة ، وبناء هذا الاتصال ، ومن ثم بالاعتماد على هذا الاتصال تعلم الحكمة لنقلها إلى العالم، وكذلك تعلم كيفية تطبيق ذلك الاتصال ، وتعريفه ، وتمييز قوة المعرفة عن سائر الدوافع أو التأثيرات في عقلك وهكذا ، فإنه ، ومهما الممارسة الروحية، وأيا كان الإيمان الديني الذي قد تعتنقه  ، أو حتى إذا لم يكن لديك الإيمان الديني الذي يمكنك تحديده ، فإن اتصالك بالمعرفة هو الذي يوصلك إلى ما منحك الله إياه لحمايتك وحفظك ، وإرشادك  ، وقيادتك نحو مزيد من الوفاء وخدمة العالم  وهذا هو الركن الخاص من التنمية الروحية أنت بحاجة الى بناء هذه الأركان الأربعة ،  وهي ضرورية جداً من أجل المستقبل، وللأوقات القادمة الصعبة  وغير المستقرة "

ونلاحظ الجنون المطلوب فى التنمية الروحية وهو أن دين الشخص ما قبل رسالة سومرز لا يمنعه من أن يكون على دين سومرز وهو كلام جنونى فكل الأديان تطالب أصحابها أن يكفروا بالأديان الأخرى وأن يؤمنوا بدينهم فقط ولكن سومرز يقول احتفظ بدينك القديم ودينك السومرزى الجديد

والرجل يبين فى الفصل الرابع أن متبعه لا يكون على دين أى اعتقاد بل يخرج الدين منه فيكون حرا فيقول:

"ومع ذلك يجب أن تكون حراً في الاستجابة للمعرفة ، وللتحرك معها  حيث  لا فكرة، لا اعتقاد ، ولا أي التزام للآخرين ، كما لا يجب لأي التزام آخر أن يقف في الطريق "

 

والرجل فى الفقرة يطالبنا بالاتصال المعرفى لكى نصل للحكمة وهو فى فقرة سابقة طالبنا بعد الاتصال والاقلال من قراءة الكتب فقال:

"وهكذا ، فإنك لست بحاجة إلى قراءة الكثير الكتب الآن ، ولست بحاجة إلى الذهاب لرؤية الأفلام ، ولا تحتاج للمشاركة في المحادثات التي لا نهاية  ولا طائل لها مع الناس
كما أنك لست بحاجة إلى أن تزج نفسك في ممارسة الهوايات والاهتمامات الأخرى  بيد أن كل ما أنت بحاجة له  فقط ما هو ضروري وذا مغزى عميق بالنسبة  لك ، وهذا ما يجب التركيز عليه"

والرجل يبين أن اتحاد البشر هو من سيحل مشاكلهم فيقول:

"لقد أتيت لخدمة العالم الذي يمر بمرحلة انتقالية، عالم من شأنه أن يسعى ليتّحد في العديد من الطرق وذلك من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة البشرية، عالم من شأنه أن يُعدّ نفسه لكي يستطيع أن يتعامل مع التدخلات الصعبة من الأجناس تعيش بعيداً عنه ، والذين يتربصون هنا للاستحواذ عليه مستغلين ضعف وتشرذم الانسانية

  سيتوجب عليك أن تتعلم كيفية القيام بذلك وأن تسعى لاكتساب القوة، وبسرعة، لأن الوقت هنا هو جوهر المسألة الآن  وعليك أن تعلم بأن  كل شهر،  وكل عام هو وقت حاسم  في تحديد ما إذا كنت قد أصبحت أقوى أو أضعف، وأكثر استعدادا أو أقل استعداداً، وأكثر اهتماماً أو أقل تأكيداً، وأكثر تواصل مع الآخرين في طريقة مجدية أو بتواصل أقل "

ويناقض الرجل نفسه عندما يقول أن الحب فى الرسالة هو من سيقدم الامكانيات لحل المشاكل فيقول:

"إن وعي وإدراك أمواج التغيير العظيمة إنما هي رسالة من الله العظيم من أجلك ، وهدية عظيمة لك ، وأنت محظوظ للغاية لقراءة هذه الكلمات  ذلك هو الحب العظيم الذي يحذرك ، ويقدم للعالم هذه النعمة، وهذا التحضير   إنه حب مطلق لكل البشرية ، حب يقدم الإمكانيات للإنسانية  ، حب يعبر عن القلق والاهتمام بالإنسانية ، حب يوفر للإنسانية ما تحتاج إليه ، وما يجب عليها أن ترى ، وتعي ، وتسعى إليه من أجل التحضير للعيش في عالم سيكون متغيراً جذرياً ، وكذلك للتحضير لمستقبلك ضمن المجتمع الأعظم ، والذي يُمثّل  قدرك  الأكبر الآن
وهكذا ، عليك أن تتقبّل هذا الوعي ، هذا الإدراك ، وهذا التحذير كهدية من الحب الأعظم والمطلق ، لأنه  هو الحب المطلق  "

ويقول الرجل أن المستقبل يختلف عن الماضى فى مشاكله فى الفقرة التالية:

تستعد الإنسانية للعيش في مستقبل مختلف للغاية، مستقبل لا يشبه الماضي في نواح كثيرة  وما التغيير المتسارع الذي تواجهه حولك ، وحتى داخل نفسك سوى دليلا على ذلك  ولكن ليس مجرد أن ظروف حياتك  المباشرة ستسير من خلال التغيير ، أو أنك لربما كانت لديك تجارب جديدة أخرى داخل نفسك"

بالقطع الفساد الموجود حاليا كان موجودا فى العصور الماضية كما قال تعالى فى عهد النبى(ص) الأخير :

"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس"

ويكرر الرجل نفس المقولة منكرا الدورات التاريخية فيقول:

"لقد أصبحت تلك الافتراضات والمعتقدات متأصلة للغاية في أذهان الناس ، لدرجة أنهم يفكرون بأن الحياة عبارة عن مجموعة من الدوارات كما هي في الماضي – كالدورات الاقتصادية ، ودورات الحياة –  كما لو أن الماضي يفرض نفسه ببساطة ، و يعيد تكرار نفسه مرة تلو مرة مثل تكرار المواسم الرتيب ، أو أنه يشبه شروق وغروب الشمس  إلا أن هذا الماضي يمنع الناس من الرؤية بوضوح ، ويمنعهم من استحضار المشاعر والأحاسيس الشائعة لمجموعة جديدة من الأسئلة، كما ويمنعهم من أدراك أن حياتهم تتغير ، وبأن عليهم أن يتخذوا الآن قرارات لربما كانت مختلفة ولا تشبه أية قرارات كنت قد اعتدت على اتخاذها في أي وقت مضى "

إنكار الدورات التاريخية وهى وجود فساد يستوجب وجود رسالة وداعية ينهى الناس عن الفساد الموجود والذى تتنوع أشكاله وتتغير من قوم إلى قوم أخرين هو إنكار للحقيقة الدامغة والدليل أن شيئا لم يتغير منذ رسالة الرجل المزعومة فلا المصائب والمشاكل الكبرى حلت ولا رسالته نجحت فى أن يكون له أتباع قادرين على تغيير شىء وسومرز يناقض نفسه عندما يريد من الناس أن يتعلموا من التاريخ أى الماضى لأن معنى هذا التعلم هو أن الأخطاء تتكرر وهو اعتراف بما أنكره من فكرة الدورات التاريخية وهو قوله:

"انظر إلى التاريخ، وسوف تتعلم من تلك الدروس وفي هذا المقام ، فإن الماضي هو معلم كبير"

ويعود الرجل لمناقضة نفسه فى الماضى الذى يعتبره معيقا كبيرا للعقا فى الفقرة التالية:

" وقد منحك الله عيوناً لترى وآذاناً لتسمع  ولكن ، ولأن العقل مرتبط بتركيزه على الماضي ، وعلى افتراضات الماضي، فإن الرؤية والسمع تسبب إعاقة كبيرة  في كثير من الحالات التي طغت"

ويرجع ذاما الماضى قائلا :

"وهكذا ، فإن كل ما كنت تعتقد حول ماكنت عليه ، وما كنت تعتقد أنك تريده ، واهتماماتك الذاتية الخاصة ، وصراعك مع نفسك ، وماضيك ، وخيبات الأمل والفشل، كلها ستذهب بعيداً وستغرق في الماضي  أكثر فأكثر وستغتسل عند المصب في نهر الحياة  لأنه عندما كنت تعيش بشكل كامل في اللحظة ،  وتستعد للمستقبل، فإن الماضي لا يمكن أن يطارد  ولا يمكن أن يطغى عليك ، وعلى ما تقدمه ، ولأن حياتك قد مُنحت من أجل أمور هي أكثر إلحاحا وأكثر أهمية وأعمق مغزى "

ويناقض نفسه فيجعل بعض الماضى نافع وبعضه ضار فيقول:

"ستتخلص من الماضي من خلال الانخراط في الحاضر ، والاستعداد للمستقبل إلا أن  بعض جوانب ماضيك سوف تستمر في خدمتك، في حين أن بعض جوانب ماضيك الأخرى سوف تستمر في إزعاجك، ولكن تركيزك عموماً سوف يكون على العيش في اللحظة ، والاستعداد للمستقبل"

وبين الرجل أن الذكاء الحقيقى للتكيف والتعلم فى قوله:

"ستقوم المعرفة في داخلك بتحذيرك –  في وقت مبكر- من المخاطر والصعوبات  ولكن إذا لم تكن قادراً على أن تسمع ما تريد المعرفة أن تقوله لك ، أو إذا لم تأخذ رسائلها على محمل الجد – بصرف النظر عن كونها مجرد تعاليم غامضة أو أنها مجرد مخاوف  قادمة – فاعلم بأنك لن تجني أية فائدة من نداء ذلك الصوت العظيم الذي وضعه  الله في داخلك فعلى الرغم من ذكائك ، إلا أنك لن تعمل بطريقة ذكية لأن الذكاء الحقيقي يكمن في القدرة على التكيّف والرغبة في التعلم على حد سواء "

وكرر هذا بقوله:

" يكمن الذكاء الحقيقي في الرغبة في التعلم والقدرة على التكيف"

وناقض نفسه فى كون الذكاء للرؤية والتعلم والتصرف بيقين  فقال:

"ولكن ، إذا لم تكن تقرأ الإشارات والدلالات القادمة من العالم، وكنت لا تتصرف بطريقة ذكية  فأنت لا تستخدم ذكاءك ، ذلك الذكاء العظيم الذي وهبك الله إياه – في تكيّفك الاجتماعي، ولا في استرضاء الآخرين لك وتوقعات الناس من حولك ، وليس في السعي المستمر لاكتساب نجاح ما ،  أو للحصول على موافقة ودعم الآخرين – ولكن الذكاء العظيم الذي منحك إياه خالق كل الحياة  هو لكي ترى، ولتتعلم ، ولتعرف ، ولتتصرّف بالتزام ويقين "

واليقين مبنى على المعرفة كما فى قوله فى الفصل الرابع:

"  وعندما تدرك ذلك في نهاية المطاف ، فإنك  ستعلم بأنك لا تملك الجواب ، ولربما بعد  هذا الموقف فقط سوف تتحول إلى المعرفة و سوف تصلي الى الله للاسترشاد بها

سوف تصلي لله طلباً  للمساعدة  سوف تصلي لله طلبا للخلاص  وربما سيكون عقلك  متفتحاً  لكي تدرك بأنه من دون اليقين الداخلي الحقيقي، اليقين التي يمكن للمعرفة أن  تقدمه ، فلن يكون لديك أية مزايا  لذلك ستبقى بلا أمان ، ولن تنعم بالوضوح ، وستفقد الاتجاه المطلوب "

ويتعارض التصرف بيقين حيث اليقين مبنى على المعرفة مع كون تعليم الرسالة المزعومة غامضة فى قوله:

"ستقوم المعرفة في داخلك بتحذيرك –  في وقت مبكر- من المخاطر والصعوبات  ولكن إذا لم تكن قادراً على أن تسمع ما تريد المعرفة أن تقوله لك ، أو إذا لم تأخذ رسائلها على محمل الجد – بصرف النظر عن كونها مجرد تعاليم غامضة أو أنها مجرد مخاوف  قادمة"

ومع أن الرجل يقول بعلم الله وحده بما هو آت وهو المستقبل فى قوله:

"إن الله وحده يعلم ما هو آت في الأفق، ولهذا وُجدت الرسالة الجديدة في العالم  ولكن إذا لم تكن تستطيع أن ترى ذلك ، وإذا كنت لا تستطيع الاستجابة ، وإذا لم يكن بإمكانك أن تتحمل عناء الجهد للقيام بهذه الأشياء التي تقولها لك لتفعلها، فإن هذه الرسالة الجديدة ستضيع بداخلك ، ولن تستطيع أن تجني أية فائدة من تلك الموهبة العظيمة التي مُنحت لك "

فإنه يناقض نفسه بكون العالم يعرف بما هو آت فى قوله

"وهكذا ، فقبل أن يحدث المرض العظيم ، هناك إشارات و قبل حدوث الجفاف العظيم ، هناك دلالات  وقبل فشلك في الأنشطة الخاصة بك، هناك دلالات  وقبل فشل العلاقة هناك علامات  و قبل وقوع  أي خطأ كبير، هناك إشارات يعتمد الناس خلال حياتهم بالكامل على مجموعة من الافتراضات التي تتمحور حول استمرار الأشياء التي يدركونها والمعتادين عليها قبل وجود أي خطأ كبير، كانت هناك إشارات  فمن هو الذي ينتبه ؟هناك الكثير من العلامات فالعالم يخبرك عما هو آت  ، ويحذرك، ويحاول لفت انتباهك واهتمامك إن العالم يخبرك بذلك، والمعرفة بداخل نفسك تخبرك بذلك لأنها هي الحقيقة ،  فهي لا تعتمد على المنظور الشخصي ، أو الموقف ، أو المعتقدات لأنها لا تغير الظروف العظيمة القادمة  فسواء كنت مُحبّاً وحنوناً ، أو عنيفاً ومُرعباً ، فإنها إما ستساعدك  ، أو أنها ستقوم بتعطيل إدراكك لحقيقة موقفك"

وبعود الرجل فيناقض كلامه فى أن معرفة المستقبل لا تعتمد على الله ولا العالم وإنما على البصيرة فى قوله:

" أما الحقيقة في هذه الحياة ، فتكمن في أنك لا تعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك ما لم تمنحك المعرفة البصيرة أو الدليل "

ويتحدث الرجل عن التغيرات الفجائية وهى فى الحقيقة ليست كذلك فهى تحدث باستمرار من قديم الزمان ولكن البشر لا يلتفون لها إلا عندما تقع فيقول:

"يبني الناس حياتهم كلها على مجموعة من الافتراضات التي لا جدال فيها حول استمرار الأشياء التي يدركونها و المعتادين عليها ولكن الحياة يمكنها أن تمنحك تجربة جديدة ، كما يمكنها  أن تسلب منك قدراتك في لحظة ولذلك ، يمكن أن تتغير الأمور بالنسبة لك بشكل مفاجئ ، بل وفي لحظة – كالتعرض لحادث عظيم ، أو خسارة عظيمة ، أو الإصابة بمرض عضال ، أو مجموعة من الأحداث المأساوية  في مجتمعك – كالحروب، والأوبئة والجفاف ، والمجاعة أو الفيضانات – وهكذا حيث تطول القائمة ، ولكن الناس لا يشعرون بالقلق لأنهم لا يبحثون كما أنهم لا يولون اهتماماً  ولا يقرئون إشارات العالم التي تقول لهم بأن التغيير العظيم قد أصبح فوقهم "

ويبين الرجل أن الله يضع لكل إنسان إشارات وعلامات كى يرتدع عن الأخطاء فيقول:

 " إن الأمر ليس مجرد مسألة منظور  فلا تخدع نفسك في التفكير بهذا ، ولا تحاول  أن تتجاوز قوة الإدراك بأن الله قد وضع في داخلك ما من شأنه حمايتك ، وإرشادك وفي نهاية المطاف وضعك في موضع أساسي لكي تقدم الخدمة العظيمة للآخرين
بينما عقلك، ومداركك ، وفكرك ، لا يعرفون ما سوف يحدث لاحقاً ، ولكن المعرفة  في داخلك هي التي ستستجيب للإشارات والعلامات القادمة من العالم ، ومن حكمة من الله  يخبرك العالم بما هو قادم  إنه يحذرك  ويحاول جذب انتباهك "

وهى مقولة صحيحة ولكن الغالبية العظمى لا ينتبهون لتلك التحذيرات مثل وجع عقب عمل ذنب أو اصابة ابن او ابنة بشىء أو ضياع مال أو تلف شىء فى البيت

ويوضح سومرز أن ما يريده الإنسان هو خداع للنفس وهو بذلك يعمم حكما ليس من شأنه التعميم فهناك ناس يريدون الخير للناس ويسعون فى تنفيذه وهو قوله:

"وهكذا ، فإن مشروع التفكير في التوقعات المستقبلية استناداً إلى الماضي ، ليس في الواقع سوى شكل من أشكال الحلم والتخيل  أن ذلك ليس أمراً ذكياً  أن تعتقد بأنه سيكون لديك  أكثر مما كان لوالديك ، أن تعتقد بأن العالم سوف يوفر لك كل ما تريده ، أن تعتقد بأن الحياة سوف تخضع لتفضيلاتك وأهدافك هو أمر أحمق في الدفاع عن الذات حين لا يدرك عقلك ، وفكرك ما الذي سيحدث بعد ذلك،
فإن المعرفة بداخل ستستجيب للإشارات الصادرة من العالم إذا كنت تفهم ما هو الذكاء الحقيقي، فإنك سترى مدى ضخامة تلك الحماقة ، وكيف أنها ستقود الناس إلى زوالهم  سوف ترى كيف أنها تمنع الانسان من تلقّي الحكمة ، ونعمة الله  لأن الله لن يأتي ويُغيّر كافة الظروف لإعطائك ما تريد  لأن ما تريده هو ما يخدعك ، وما يسبب لك الهواجس ويجعلك متوجساً ، وهو الذي يسيطر على انتباهك ، فالحصول على ما تريد، والحلم بما تريد ، و محاولة  التلاعب مع نفسك أو مع الآخرين  هو للحصول على ما تريد ولذلك ، فإن السعي لتلبية ما تريد ، على حساب إهمال السعي للضروريات الأساسية للحياة ، سيتحول – أكثر من أي وقت مضى  – إلى مجرد خداع للذات ، لأنه يسرق منكم الذكاء والحكمة والقدرة "

ووضح سومرز أن الإنسان فى سبيل تحقيق ما يريده يفوت على نفسه الرضا وتحقيق الهدف الأعظم  فى الفقرة التالية:

 "وهنا ، لم تخضع حياتك فقط لأمواج التغيير العظيمة ، ولكنك تجاهلت إمكانية تقديمك لمساهمة كبيرة في الحياة وهنا ، أخذتك أحلام النجاح والتوفيق والسعادة والقناعة بعيداً عن المشاركة الحقيقية التي من شأنها أن تجلب لك الرضا الصحيح، والقدرة الصحيحة ، وإمكانية تحقيق قدر أكبر من الهدف الذي جئت من أجله إلى هذا العالم  لكنك تخليت عن شيء عظيم من أجل شيء صغير جدا ، وضئيل لقد اخترت متعة صغيرة وصادرت المتعة الأعظم "

ووضح أن الله لن يحضر لاصلاح الأحوال لأنه وضع داخل كل فرد المعرفة التى تصلح الأحوال فقال:

"ولذلك ، فإن الله لن يأتي إليك ليصلح كل شيء لك أو للجميع، ولكنه قد وضع المعرفة بداخل الجميع لأن المعرفة فقط  يمكنها أن تقودك إلى التصرف بشجاعة ، إلى التصرف بحكمة ، والتصرف بطريقة تجعلك قادراً على الاستفادة من مجموعة التغيير، وأن تكون في خدمة الآخرين، وهذا ما سيمنحك راحة عظيمة "

والكلام خاطىء فالمعرفة هى فى الرسالة خارج الإنسان ولم يضعها الله فى الإنسان فما وضعه هو العقل الذى يفهم الرسالة وينفذها وكذلك وضع الشهوات التى لا تريد فهم الرسالة ولا تنفيذها وتبقى الإرادة الإنسانية هى الفيصل هل تستعمل العقل أم الشهوات 

والرجل يجعل الناس تيأس من علاج المشاكل لأن لا أحد يعرف كيفية المواجهة ولا الحلول ولا كيفية إقامة المجتمع الموحد ويعتبر أن رسالته تقدم فكرة فقط عن المشاكل فيقول:

"لذلك عليك أن تنظر جيداً إلى حياتك توقف عن اللعب  وتوقف عن التخيّل وانخرط بالحياة وأعر انتباهك الى ما يريد  العالم أن يقوله لك ، ولكن لا تتعجّل النتائج  ولا تبحث عن الأجوبة  البسيطة  ولا تطالب بالحلول لأن أمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم ، واندماج  البشرية  في المجتمع الأعظم هي المشاكل التي ستضطر إلى التعايش معها لأنها حالات وأوضاع  طويلة الأجل، بحيث يتوجب عليك أن تتعلم كيف تتعامل معها خطوة خطوة سيتوجب عليك التعايش معها ، وأن تسمح  للحلول بأن تصل إليك ، وللآخرين بشكل تدريجي، حيث لا أحد لديه إجابة على هذه الأشياء  و لا احد لديه أي حل لأمواج التغيير العظيمة لا أحد لديه إجابة على كيفية التحضير للمجتمع الأعظم – وحيث لا يمكن لأحد من أولئك الناس أن يمتلكوا تلك الدراية ، أو أن يعلموا ماهية الحياة الموجودة وراء حدود هذا العالم، وغير مدركين لتعقيدات الاشتباك بين الأمم في الكون من خلال المحيط الخاص بك ، ويجهلون  ما الذي يتحكم بالحياة والتجارة في هذه المنطقة التي سيتوجب عليك أن تتعلم عنها ؟ ولذلك ، فإن الوحي الجديد فقط  يمكنه أن يعطيك فكرة عن ذلك "

ومن ثم لا أحد يعرف لماذا جاء بالرسالة المزعومة إن كانت لا تحل ولا تربط شيئا؟

ويعود الرجل فيقول أن الحلول ستوجد ولكن ليس بسرعة وإنما بالتدريج فيقول:

"ولكن ، حتى هنا، عليك أن تنمو وتتقدم في مجال التعلم الحقيقي الذي ستحصل عليه عملياً خطوة فخطوة لأن  ذلك لا يحدث دفعة واحدة  إلا أن أولئك الكسالى ، اللامبالين ، والخانعين والضعفاء فقط يعتقدون بأنهم قد اكتسبوا فهماً عظيماً في الوقت الراهن  الأمر ليس كذلك على الإطلاق  فأنت ستتعلم وفق مراحل لكونك تنمو في مراحل كما أن المشاكل الكبيرة والتحديات لا يمكن حلّها بسرعة وهذه هي دائماً طريقة الحياة في التعليم ، وقد علمتنا ذلك ، وهذه هي الطريقة التي يجب أن تتعلم بها الآن إذا كنت ستسعى لاكتساب القوة الحقيقية والقدرة على مواجهة أمواج التغيير العظيمة "وكرر الكلام فى الفصل الرابع حيث قال:

"وهكذا ، ومن أجل التحضير لأمواج التغيير العظيمة ، سيتوجب عليكم اتخاذ العديد من الإجراءات ، وقد يبدو بعضها غير منطقي في لحظة ما كما أنكم  لن تكونوا قادرين على تبريرها أو تفسيرها للآخرين  ولكن ينبغي عليكم الأخذ بها على أي حال ذلك لأن كلاً من المعرفة الموجودة بداخلكم ، والذكاء العميق الساكن في عقولكم ، هي التي ستحثّكم "

فالرجل هنا يجعل الناس قادرين على التحضير للتعامل مع الأمواج العظيمة وهو ما كرره فى الفصل الرابع بقوله:

"ولكن ، إذا كان بإمكانهم الحصول على التعليمات من المعرفة و الاستجابة عند هذا المستوى، فسيكونون قادرين على  الاستعداد مسبقاً لأمواج التغيير العظيمة و سيكون لديهم الوقت الكافي للاستعداد و إجراء التغييرات والتعديلات التي قد تكون صعبة في بعض الأحيان  ولكنها مطلوبة لإعادة  تموضع أنفسهم  من أجل  الحصول على موقف أقوى ، ولإبعاد  أنفسهم عن الأذى، وللحدّ من الضعف، وبالتالي ستزداد إمكانية  القيام بخدمة الآخرين"

 

ولا ينفك سومرز عن التأكيد عن أن السبب فى مشاكل العالم هو المشاكل الكبرى وهى مجموعة من الذنوب مرتبطة بالصناعة وسوء استخدام الموارد ويتناسى ذنوب الناس فى معاملاتهم اليومية فمجموع الذنوب وهو ما كسبته أيدى الناس هو السبب فى ظهور الفساد وفى هذا قال :

"في البداية، ستبدو هذه العلامات خفية ، وربما غير واضحة، ولكن مع مرور الوقت سوف تصبح واضحة للغاية وقوية وسوف تتعجب كيف أمكنك تجاهلها في السابق ، وكيف تغاضيت عنها من قبل  إلا أن هذا سيعطيك القوة و الثقة من أن المعرفة سوف تخاطبكم  في المستقبل، وإذا كنت في موقف  يسمح لك باتباعها مصحوباً بالقوة  والالتزام،  ومن دون افتراضات، فسوف تكون قادراً على الإبحار فيما سيبدو الأمر بالنسبة للآخرين غير مفهوم ، بل وساحق أيضاً كما سيتوجب عليك أن تكون متواضعاً هنا، لأن  الوضع سيكون أكبر مما أنت فيه ، وسوف لن يكون لديك إجابات سهلة للاعتماد عليها ، وذلك بسبب وجود أمواج التغيير العظيمة الهائلة  منذ وقت طويل إنها نتاج سوء استخدام الإنسانية للعالم، ونتاج جشع البشرية ، وصراعات البشرية ، واستخدام البشرية المفرط لموارد العالم ، وجهل البشرية حول الحياة في المجتمع الأعظم هناك لا مفر من العواقب، لأن الحياة  ستستمر، ويجب عليك التحرك معها  ستتغير  الظروف بطريقة متصاعدة "

وفى الفصل الرابع حرية التحرك بالمعرفة يبين وجود مشكلتين الأولى متعلقة بضعف المعرفة وهو قوله:

"ذلك ، فقد بدأوا بالاستجابة فعلاً على تلك  الرسائل بالمعرفة، وبالذكاء العميق بداخلهم ، والذي يرشدهم لكي يقوموا بتنفيذ بعض التعليمات ، من أجل إجراء بعض التعديلات ، أو التغييرات في حياتهم ، ومن أجل أن يتخذوا أشكالا معينة من العمل وهذا بدوره  يُظهر مشكلتان ، المشكلة  الأولى  تكمن  في أن المعرفة ليست قوية بما فيه الكفاية  بعد داخل الشخص لنقلها فعلى الرغم من أن  المعرفة في الحقيقة قوية  فعلاً بما فيه الكفاية، إلا أنهم  يفتقرون لوجود علاقة قوية وكافية معها لكي يشعرون بتلك  الحاجة المُلحّة و الحركة ضمن  أنفسهم  فالمعرفة إن صح التعبير تشبه صوتاً بعيداً ، أو مرور صورة  أو عاطفة عابرة، كما لو أن  المعرفة  كانت تتواصل معهم، ولكن من بعيد، من خلال  جدار ضخم وسميك  ولكن ، رغم أن  المعرفة تتدفق بقوة  بداخلهم ، بيد أنهم لم يكونوا قادرين على الاستجابة لها "

وبين الرجل المشكلة الثانية فقال:

" أما المشكلة الثانية فهي الواجبات والالتزامات الخاصة بك حيال أشخاص آخرين  وهذا بدوره يمثل مجموعة واسعة من الحالات"

وبنصح سومرز الإنسان بالرؤية والسمع وفق نهج لم يبينه والظاهر أنه نهج الحيوانات كما قال فى الفقرة الآتية:

"ولذلك ، فمن أجل أن ترى ، وأن تسمع حقاً، عليك  أن تسير وفق هذا النهج   ولكن يجب أن تنظر بجدية، و أن تُنصت بجدية يجب أن تلزم نفسك لكي ترى ، وتسمع فهذا ليس عملية مطاردة تقوم بها مرة واحدة  كل  فترة كما أنها ليست عملاً دورياً تقوم به  لمجرد أن ترى وتسمع   فهذا ما تفعله كل الحيوانات ، لأنها دائماً تنظر وتسمع ، باحثة عن وجود خطر ما ، فهي مجهزة للاستجابة ، وإلا فلن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة لأنها لم تكد تتعدى ما وراء العقل للوصول إلى عمق الذات لديهم  ولذلك ، فهم لا يستجيبون حقاً، ولذا فهم لا يمكن أن يكونوا مسؤولين  على الرغم من أن تلك العلامات لا توجد في كل مكان، لكنها وفيرة بما فيه الكفاية  فإذا كنت مُلاحِظاً ، وهيأت نفسك للبدء بالملاحظة خلال يومك ، فإنك سوف تبدأ في رؤية الأشياء، والتي  سوف تبرز من كل شيء آخر  سوف تبرز  وستثير إعجابك  أكثر من الأنواع المعتادة من الأشياء الرائعة ، أو الأشياء المثيرة للقلق التي يمكن أن تسمع أو تقرأ عنها كما ستثير إعجابك  وعلى مستوى أعمق  فانتبه  وقم بتسجيلها ثم احتفظ بذلك السجل  مع تدوين التاريخ والزمان والمكان  من أجل أن يكون بمقدورك أن تجمع قطع الأحجية معاً يجب عليك أن تكون أكثر بحثاً وأقل تفكيراً ، وأكثر إنصاتاً ، وأقل كلاماً ،  ومراقبة الآخرين دون إطلاق أية إدانة أو حكم، واضعاً عاداتك في الحكم على الآخرين وتقييمهم جانباً ، وذلك لكي تكون مُصغياً لقد حان وقت الإنصات الآن ، والانتباه  إنه لأمر غريب من أن الانسان الذي يعتبر المخلوق الأكثر ذكاء في العالم، يعمل ، ويتصرف بالطرق  الأقل ذكاء"

ويعيب على الناس عدم رؤية وسماع التحذيرات الإلهية فيقول:

"لذلك، يجب أن يعطي الله تحذيرا كبيرا كما يجب إعطاء ذلك الإنذار مع الرحمة، ولكن بوضوح وعزم لأن الناس في العادة لا يروون ولا ينصتون ، ولا يكترثون كما أنهم لا يدركون كيفية التمييز بين العلامات والإشارات القادمة من العالم ، و بين تلك التي تنتج عن المعرفة في أنفسهم  وبالإضافة إلى ذلك ، فهم ليسوا قريبين من المعرفة بشكل كاف في أنفسهم  لأن المعرفة تحثهم على فعل شيء ما ، ليتصرفوا ،  أو لتغيير أنشطتهم بطريقة محددة"

وينقل الرجل معنى من العهد الجديد وهو عدم الاستعداد للغد بالماديات فيقول:

"يعتقد الناس بأنه لا بد في زمن التحضير من تحصين أنفسكم من الخارج  كتخزين أنواع الطعام في منازلكم ، أو اتخاذ  مواقف دفاعية  أكثر أو في الحالات القصوى،  تتصرفون  كما لو كنتم على وشك الحرب، فتقومون بالانتقال إلى بعض الأماكن البعيدة النائية  من البلاد، وتقومون بتسليح  أنفسكم ، ثم تنظرون  في كل شيء بنظرات الريبة الخوف ولكن هذا في حقيقة الأمر مجرد حماقة ليس إلا ، ذلك لأن الإعداد الداخلي هو أكثر أهمية من الإعداد الخارجي لأنك لا تعرف ما الذي ستستعد لأجله حتى الآن  لذلك لا يمكنك معرفة كيف تسير الامور   ولأنك في نهاية المطاف هنا لخدمة الإنسانية بدلاً من الهروب من أمامها ، ولأنك لم تكن تتعامل بشكل حقيقي مع حياتك ومع نفسك ،  إذا كنت تريد بناء الأمان لنفسك فقط  ولكن أي نوع من الأمان تبنيه لنفسك ، سيكون غير آمن ، بل و عديم الجدوى في وجه  أمواج التغيير العظيمة  حيث لا يمكنك الهرب والاختباء تحت صخرة إذا كنت تُحصّن نفسك، فإن هذا هو كل ما تفعله بالنسبة للجانب الخارجي ، وسيأتي الأخرون ليأخذوا ما لديك  فإذا كنت قد قمت بتخزين  المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، ويكون ذلك هو كل ما فعلته ، فسيأتي الآخرون كي يأخذوا ما لديك  فلا مكان هنا للهرب والاختباء، كما ترى "

والفقرة المماثلة فى سفر متى 5:
"25لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟
26اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
27وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟
28وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ.
29وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
30فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟
31فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟
32فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.
33لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.

 
 

ويبين الرجل أن الآوان يفوت لإصلاح الأحوال إذا انتظر الناس ظهور الأدلة الساحقة فساعتها يكون الفوضى والدمار فيقول:

"ولكن إذا انتظر هؤلاء الناس زمن اجتياح الحاجة إلى التغيير، فسيكون الوقت قد أصبح متأخرا جداً ، حيث  سيدبّ الذعر في قلوب الجميع   وسيهتاجون كقطيع من الحيوانات في الحقول، سيضيعون ، وستدّب الفوضى العارمة التي ستجعلهم يفقدون القدرة على رؤية الطريق ، أو أي جهة سيتخذون ، ولن يستطيعوا التصرف بحكمة ويقين ، أو بأية طريقة أخرى لأن تصرفاتهم آنذاك ستكون يائسة إذا كنت تنتظر قدوم الأدلة الساحقة، فسيكون قد فات الأوان بالنسبة لك للقيام بأية تحضيرات حكيمة ولذلك ، فإذا انتظرت حتى  ترى الأدلة القاطعة،  فاعلم بأن الوقت سيكون متأخراً جداً حينذاك بالنسبة لك لاتخاذ أية استعدادات حكيمة  كما أن موقفك سيكون ضعيفاً وهشاً  ولا يمكن الدفاع عنه  وبعد ذلك ستصبح  في وضع يعاني الوهن ، والعجز الشديد  ثم ستصبح خياراتك محدودة جدا  لن يكون هناك طعام على الرفوف في المخازن  وسيتم إغلاق البنوك  وسيكون الناس في حالة من الهلع   ولن يستغرق ذلك الكثير من الوقت حتى يصاب الناس بالذعر"

ولأول مرة نرى الرجل يعطى نصائح فى تعاملات الناس وهى نصائح قليلة فى مساعدة الوالدين والأولاد والمعاقين وهى ليست نصائح تفصيلية فيقول:
"إن  كل حالة تعتبر هنا بمثابة حالة فريدة من نوعها إلى حد ما، و لذلك فإن المبادئ التوجيهية  هي مبادئ عامة جدا ، وواسعة جدا، ولكن هناك عدد قليل من الأشياء التي يجب أن تعرفها  في البداية ، وفي الحياة، حيث أن مسؤوليتك الأولى تتعلق بالمعرفة  لأنها مسؤوليتك  أمام الله  وتلك هي مسؤوليتك لكي تتبع ضميرك ، ولتسمح له بمراقبة أفكارك ومعتقداتك، وعلاقاتك مع الآخرين،  وكذلك على رغباتك في الحصول على المتعة ، وفي حالات الخوف من الألم ؛ وحول حيازتك للثروة ، والخوف من الفقر من جديد  عليك أن تُحكّم ضميرك في كل شيء  تلك هي مسؤوليتك الأولى  إنها مسؤوليتك في  تربية أطفالك لمرحلة البلوغ ، حيث لا يمكنك التخلي عنهم في تلك المرحلة   لذلك ، يجب عليك البقاء معهم إلا في  بعض الحالات الشاذة و المتطرفة للغاية ، وذلك إذا كانوا يميلون بشدة إلى التدمير الذاتي ، أو أنهم لا يمكن السيطرة عليهم ، فسيقع عليك حينذاك جزء من المسؤولية  لأنك جزء منها بطبيعة الحال  و لكن هذا لن يحدث  إلا في المراحل الأخيرة من تطور نموهم ،  ولن يكون إلا استثناء حقيقياً  ، وشذوذاً عن هذه القاعدة إذا كان لديك والدان لا يملكان أية وسيلة لدعم نفسيهما ، ففي بعض الحالات، سيكون عليك  تقديم المساعدة لهما بنفسك ، وتلك ستكون  مسؤولية أيضاً ، وقد يصحّ ذلك بالنسبة لكثير من الناس بطبيعة الحال

ولذا ، لا تعتقد  بأن الحكومة ، أو أنظمة  الرعاية  ستتوفر في المستقبل بالنسبة  للمسنين ، وأنه لن يكون لديك  أية مسؤوليات هنا ، ذلك لأن كثيراً من الناس سوف يضطرون إلى مواجهة ذلك، حيث يجب أن يشكل هذا جزءاً من الاستعدادات وعدا عن ذلك ، فثمة حالات ينبغي عليك فيها تقديم الخدمة لأشخاص آخرين لأنك موجود من أجل خدمتهم ، وعليك الاعتناء بهم وعادة ما يتضمن ذلك بعض  الناس شديدي الإعاقة، حيث تشعر بأنه لا بد لك من الالتزام مع تلك الحالات  وعلى الرغم من أن ذلك سيكون في الأوقات العصيبة للغاية، إلا أنك تتفهم وتعلم تماما ً بأنه يجب عليك البقاء معهم  وسيكون  ذلك واضحاً  ولكن في العديد من الحالات الأخرى، فإن الوضع  قد يختلف  فإذا كنت في علاقة مع  أشخاص لن يستعدوا لأمواج التغيير العظيمة ، أو الذين يحطّون من قيمة محاولتك  للقيام بذلك،  فقد تضطر آنذاك للتخلي عنهم ، ويجب أن تقوم بذلك ، وبسرعة لأنهم  سيقفون في طريقك ، وسيشدّونك للخلف مما سيساهم في   تقويض تقدمك الذي تحرزه وهذا ما سيوهنك ، وسيهين علاقتك مع المعرفة  هنا ، لا بد لك من أن تقطع رابط علاقتك مع أولئك الناس، وتتركهم يذهبون في حال سبيلهم ، ولكن بدون أية عداوة ، بل مع اليقين التام بأنك لا يمكنك المضي قدما معاً في هكذا علاقات أما إذا كان لديك زوج  ، أو في علاقة جدية مع شخص ما ، أو مع أشخاص مختلّين عقلياً ، أو كانوا يعانون من أي أنواع من الاختلال في حال من الأحوال، فإن قرار البقاء معهم أم لا سوف تحدده المعرفة  ولكنك يجب أن تكون على استعداد للتخلّي عنهم إذا كان ذلك ضرورياً ، لحماية نفسك وحماية أطفالك ، أو لحماية والديك المُسنّين ، ومهما تطلّبت مسؤولياتك ذلك  ولأنه من غير المناسب بالنسبة لك وجود ما يعرقلك ،أو تأثُّرك بشخص ما ، أو بأشخاص لا يمكنهم التحرك إلى الأمام في الحياة لذا ،  فإن هذا بالنسبة لكثير من الناس إنما يُمثّل عتبة عظيمة ، لأنه يُمثّل عائقاً كبيراً يحتجز حياتهم بالفعل، و لربما كان ذلك منذ وقت  طويل جدا ، لذلك واجهوا هذه المشكلة فورا وأصبحوا طلاباً  للمعرفة "

ونلاحظ أمرا غريبا فى تاريخ الأنبياء الكذبة الجدد فى الفقرة السابقة وهو أن الرجل يتكلم عن الزنى مسميا إياه إقامة علاقة جدية مبيحا إياه فهل أصبح الزنى مباحا ؟
ويبين أن المسئولية فقط هى نحو الأولاد والوالدين عندما يصرون على الفشل بينما بقية الناس على الإنسان تركهم يفشلون وهو قوله:

"ولكن إذا كان الآخرون متجهين نحو الفشل ، وأصرّوا على ذلك ، فلا يتحتّم عليك أن تمنعهم ، عليك أن تدعهم يتبعون مسارهم في الحياة ، لأنك لست مسئولا عنهم إلا إذا كانوا أطفالك أو والديك المُسنّين فهناك استثناء لهذا ولكن حتى هنا، يجب أن تتم الاستثناءات في بعض الحالات القصوى "

وهذا الكلام خاطىء فالإنسان مسئول فقط عن نفسه فى الإرشاد وأما الأخرين فهو يرشدهم ولكنه لا يجبرهم على عدم الفشل كما قال تعالى "لست عليهم بمصيطر"

ونلاحظ أن الرجل الداعى لإتباع الله يريد من متبعه الحر أن يزيل من نفسه الشعور بالذنب، والالتزام فيقول:

"ولذلك ، فإذا كانت مسؤوليتك الأولى نحو  المعرفة، فأنت حر  ولكن يجب أن تتعلم الحرية ، من أجل الفوز بالحرية  ومن أجل ذلك ، يجب عليك أن تتغلب على التيارات الأخرى في عقلك – كالشعور بالذنب، والالتزام، وإدانة الآخرين، والحاجة للإثبات ، والموافقات ، والحاجة إلى الأمن المالي، والحاجة إلى الاعتراف الاجتماعي – يجب التغلب عليها كما لو كنت تخوض معركة ضد قوات العدو  لا بد من التغلب عليها داخل نفسك لا يمكنك الحصول على كل شيء لا يمكنك البقاء حيث أنت والمُضيّ قُدماً  لا يمكنك الحصول على موافقة الآخرين ، واتبع المعرفة داخل نفسك"

وهو بذلك يناقض كلامه عن عبادة الله حق عبادته فمن يعبد الله لابد أن يشعر بالذنب عندما يخطىء فيتوب فيقول:

"تستطيع أن تشكر الله وتحمده ، وأن تعبده حق عبادته  تستطيع أن تركع على ركبتيك  تستطيع أن تسجد في المعابد  ولكن إذا لم تكن تُنفّذ ما وهبه الله لك ، فإنك لا تُكرّم الله  بل ولا تُقيم لله وزناً  كما أنك لا تفي أيضاً بما أنزل الله من أجلك لتنفّذه ، وهو ما سيكون في معظم الحالات مختلفاً جداً عن أفكارك حول حياتك ، ومفاهيمك الخاصة عن الوفاء والسعادة"

ويبين الرجل أن دينه ليس فيه عقاب عند الله وإنما العقاب هو فى الدنيا فيقول :

"لقد منحك الله قوة وجود المعرفة  قد تطلب المعجزات من الله  قد تسأل الله أن ينقذك  من سفينتك الغارقة  تستطيع أن تصلي  من اجل عدة أمور ولكن إذا لم تكن تستطيع الاستجابة لما وهب الله لك،  فإن كل صلاتك ، ودعاءك ، وابتهالاتك ليست صادقة ، أو شريفة، لأنها قد ولدت من الجهل والغطرسة والحماقة وعلى الرغم من ذلك ، فإن الله لن يعاقبك ، ولكنك ستضع نفسك في طريق الأذى، وستواجه مجموعة من الخيارات المتضائلة باستمرار ، ومن الفرص المتاحة وهي هنا لامتحانك ، و لتحذيرك،  ولتشجيعك ، ولإعدادك  و هذا هو الهدف من الرسالة الجديدة"

ويخبرنا سومرز أن على متبع الرسالة أن يزهد فى الممتلكات والالتزامات والعلاقات لكونها تستهلكه وتخسر طاقته فيقول:

لذلك ، عليك أن تبدأ بإعداد حياتك ، وتبسيطها ، وأن تُرفّه عن نفسك   أي شخص يستطيع أن يفعل ذلك الآن ، قم بتبسيط  حياتك فما لا لزوم له – كالممتلكات، والالتزامات ، والملكية، حتى العلاقات غير الضرورية –  ليس سوى امتصاص لطاقتك ، وصرفك بعيداً عن تحفزك ، وحماستك ، وملء وقتك ، وجعل عيناك مغمضتان عن العالم ، وعن ظروفك يمكنك أن تبدأ بممتلكاتك، ثم ستضطر إلى مراجعة علاقاتك، وأنشطتك ، والتزاماتك لذا قم بتحرير وقتك وتحرير طاقتك من أجل أن تبدأ بالاستعداد لأمواج التغيير العظيمة  لأنها ستتطلب منك تركيزاً هائلاً ، وشجاعة كبيرة

إن الكثير من الناس يعيشون في أماكن حيث لا ينبغي لهم أن يعيشوا فيها ، و يتشاركون  في ما لا ينبغي أن يتشاركوا فيه ، فالأثرياء يضيعون أوقاتهم وحياتهم في ملاحقات ومطاردات لا معنى لها  ، حيث يكون الاستحواذ ، والتملك هاجسهم ، كما ويضيعون الموارد الكبيرة التي بحوزتهم – والتي يمكن أن تكون في خدمة العالم وخدمة الآخرين –  و يغرقون  أنفسهم في  الإدمان، والانغماس في الملذات لأقصى مدى ومعنى في حياتهم لذلك ، فهم أكثر إثارة للشفقة – وفق عدة معايير واعتبارات – من الفقراء ، لأنهم يُظهرون حقيقة الإسراف والوقاحة التي ولّدتها البشرية لنفسها في تدميرها للعالم، وفي تدميرها لمواردها ، وفي استنفاذها للميراث الطبيعي لذا ، عليك أن  تبدأ مع تقييم عميق، وهذا التقييم سوف يغطي  كل شيء في حياتك"

اجمالي القراءات 4597