من ينقذ المضطرين من مخالب المرتشين ؟؟

Inactive User في الجمعة ٢٢ - سبتمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

من ينقذ المضطرين من مخالب المرتشين ؟؟؟
* قال صديقى ألم تعلم أن فلانأ إبن عمك فلانى قد تم تعيينه وكيلأ للنيابة العامة ؟ فقلت كيف ذلك ثم قلت لنفسى إنه لا يجيد النطق رغم تخرجه من كلية الشريعة والقانون وكذلك لا يتمتع بلياقة مظهرية وليس مثقفأ كما أعلم من كثرة لقائه بى ثم إن هذا المنصب الخطير يؤهله لأن يصبح قاضيأ ومستشارأ وبيده إصدار الأحكام فى القضايا ثم سألت صديقى أليس هناك ضوابط لإختيار هؤلاء ؟ قال طبعأ هناك ضوابط قوية جدأ وقوانين صارمة ولكن فى زماننا هذا صار الضابط الوحيد والقانون الأكيد هو أن يدفع من يريد المنصب مبلغأ كبيرأ من المال يؤهله للحصول علي المنصب وإلا فلا مكان له حتى لو كانت لديه كل الإمكانيات التى تؤهله علميأ ونفسيأ وإجتماعيأ فإنه مرفوض بغير دفع المبلغ المطلوب فقلت هذه كارثة رهيبة ومفزعة 0
* وقال صهرى بعد أن نجح إبنه فى الثانوية العامة أنه يرغب فى إلحاقه بالكلية الحربية أو الشرطة وأن إبنه لديه جميع الكفاءات المؤهلة لهذه الكلية العظيمة التى يتخرج منها حماة لوطن والمدافعون عنه والساهرون على سلامته من أى عدوان أو خطر خارجى أو حتى داخلى وقلت له هل بدأت فى الإجراءات المطلوبة فقال طبعأ قمنا بشراء الملف المطلوب وقدمناه وتم تحديد مواعيد الإختبارات الطبية والرياضية واللياقة البدنية والنفسية وغيرها ولكننى متأكد أنه لن يقبل فقلت لماذا هذا التشاؤم يا صديقى فقال علمت من الجميع أننى لابد أن أذهب وأقابل بعض الأشخاص وأدفع مبلغأ ضخمأ من المال قد يتخطى الثمانين ألف جنيهأ لكى يتم قبوله ومن أين لى بهذا المبلغ المهول ؟ لو كان معى لفتحت به أى مشروع فهل يعقل أن يكون الفساد قد وصل بالبلد لهذه الدرجة من التردى ولهذا الحد من التخبط؟
كيف يحرم الشاب الكفأ من فرصته لمجرد عدم قدرته على دفع الرشوة المطلوبه ؟
وكيف يسيطر آخر غير لائق على هذه الوظيفة لمجرد أن أباه غنيأ ويستطيع دفع المبلغ المطلوب؟
* كلما ذهبت لتجديد رخصة القيادة يتملكنى الموظف المسؤل كأننى عبد إشتراه من سوق العبيد ويبالغ فى طلباته ويرسلنى هنا وهناك لشراء دمغات وأوراق وطفايات وتصوير البطاقات ودفع التأمينات وفحص السيارة ودفع الضريبة فى الخزينة وبعد أن ينقطع نفسى يبدا فى طلب المعلوم ويسمى فى أماكن أخرى الدخان أى ثمن علبة السجائر وهو بالطبع لا يقل عن ثمن عشرين علبة وفى حكايات أخرى يقال أن الموظف يفتح درجه وما عليك سوى أن تضع فيه المعلوم وهذا المعلوم لو قل عن حد معين فقد ضاع مجهودك هباءأ وراح تعبك يا مسكين أدراج الرياح فما اسهل أن تضيع ورقة من ملف سيارتك بقدرة قادر ويطلب منك إحضارها وهى أشق على الإنسان من لبن العصفور فلا يجد الواحد منا بدأ من مسايرة الجو ومهادنة الموظف وملاطفته ومداعبته بكلمات نفاقية جميلة ومجاملته بأنه يتعب ويشقى ولا يقبض المقابل فى دولة ظالمة لا تقدر أحدا وتدفن المواهب من أمثال مواهبه فى السرقة والرشوة ويتكرر معى شخصيأ هذا المنظر سنويأ بشكل دائم ومتواصل وأسأل الآخرين فيكون الرد شبيهأ تمامأ بما حدث لى فأستغفر الله العظيم رب العالمين وأتأفف وأمصمص شفتاى وأعود لبيتى برخصة السيارة كأننى حصلت على كنز فى زمن المجاعة
* ولا أنسى موضوع الحصول على براءة الذمة---شهادة المخالفات--- وهى الشهادة التى تثبت أننى قمت أو لم أقم بخالفات طوال العام الماضى ومطلوب منى الذهاب إلى مكان يبعد ثلاثين كيلومترأ عن مكان المرور الذى أرخص فيه سيارتى وعندما أذهب لهذا المكان النائى أجد طابورأ طوله عشرون مترأ لأشخاص يريدون الحصول على نفس الورقة التى أسعى للحصول عليها فأضطر للوقوف فى الطابور ثم يأتى لى عدة أشخاص الواحد تلو الآخر قائلأ هل تريد أن تخلص ورقتك بسرعة فأقول له ياريت يا شيخ ربنا يخليك قيقول قب بالمعلوم فأقول له ما معنى قب فيقول إطلع بعشرين جنيهأ وشخشخ جيبك وخليك حرك وأنا أحضرها لك بعد عشر دقائق لانك لو ظللت هكذا قدامك أسبوع رايح جاى وتصحى كل يوم من النجمة – يقصد مبكرأ جدأ—فقمت فورأ بإعطائه العشرين جنيهأ وخرجت من طابور الشؤم وفعلأ عاد المفترى ومعه ورقة ففرحت بها فقال لا تفرح إنها مخالفة فسقطت فى يدى كيف ذلك؟ ومتى أخذوا عنى هذه المخالفة إننى لا أتحرك بسيارتى خارج مركزنا وعندى حزام أمان والحمد لله فقال يا أستاذ هون على نفسك وما تزعلشى ممكن الراجل الذى عمل المخالفة يغيرها علشان خاطر أى حد فيقوم بقلب الصفر لواحد والواحد لإتنين وهكذا ويكون من نصيب سيارتك المبروكة الرقم العشوائى الجديد فقلت أعوذ بالله العظيم وهل يسمح له ضميره بذلك فسقط الرجل من الضحك على الأرض وقال ضمير ايه ياعم الريس تصبح على خير هم العالم دول يعرفو أصلأ يعنى ايه ضمير؟؟؟
ذهبت ودفعت الفلوس فى الخزنة يا سادة وحاولت أن يدلنى أى مخلوق كيف تمت هذه المخالفة وأين ؟ فلم يرد على أحد ولم يعرنى أحدهم أذنه لحظة واحديأتى لى عدة أشخاص الواحد تلو الآخر قائلأ هل تريد أن تخلص ورقتك بسرعة فأقول له ياريت يا شيخ ربنا يخليك قيقول قب بالمعلوم فأقول له ما معنى قب فيقول إطلع بعشرين جنيهأ وشخشخ جيبك وخليك حرك وأنا أحضرها لك بعد عشر دقائق لانك لو ظللت هكذا قدامك أسبوع رايح جاى وتصحى كل يوم من النجمة – يقصد مبكرأ جدأ—فقمت فورأ بإعطائه العشرين جنيهأ وخرجت من طابور الشؤم وفعلأ عاد المفترى ومعه ورقة ففرحت بها فقال لا تفرح إنها مخالفة فسقطت فى يدى كيف ذلك؟ ومتى أخذوا عنى هذه المخالفة إننى لا أتحرك بسيارتى خارج مركزنا وعندى حزام أمان والحمد لله فقال يا أستاذ هون على نفسك وما تزعلشى ممكن الراجل الذى عمل المخالفة يغيرها علشان خاطر أى حد فيقوم بقلب الصفر لواحد والواحد لإتنين وهكذا ويكون من نصيب سيارتك المبروكة الرقم العشوائى الجديد فقلت أعوذ بالله العظيم وهل يسمح له ضميره بذلك فسقط الرجل من الضحك على الأرض وقال ضمير ايه ياعم الريس تصبح على خير هم العالم دول يعرفو أصلأ يعنى ايه ضمير؟؟؟
ذهبت ودفعت الفلوس فى الخزنة يا سادة وحاولت أن يدلنى أى مخلوق كيف تمت هذه المخالفة وأين ؟ فلم يرد على أحد ولم يعرنى أحدهم أذنه لحظة واحدة وقالوا روح ارفع قضية تظلم وانت تعرف فقلت لا أريد أن أعرف شيئأ السلام عليكم
وذهب صاحينا بإيصال الدفع وأحضر لى الرخصة فأخذتها وهربت إلى بيتى خوفأ من يلحق بى أحدهم ويطلب منى رسومأ جديدة
* يقول جارى السائق والذى يعمل على سيارة لنقل الركاب على الخط أن كل وحدة محلية على الطريق قد عينت رجلأ يجلس على قارعة الطريق فى الجزء المقابل لقريته ومعه دفتر وإيصالات حكومية يتقاضى مبلغ خمسين قرشأ من كل سيارة تمر عليه محملة ركابأ ويؤول هذ المبلغ للوحدة المحلية على أساس ان تستخدمه فى إصلاح الطريق الذى تسير عليه تلك السيارات ولكننا نرى طبعأ الطريق متهالكأ ويزداد سوءا على سوء ويتكسر من الجانبين كلما مر عليه زمن بسيط فقد تم عمل الأسفلت بطريقة عشوائية همجية عن طريق مقاول لا يهمه سوى توفير ولهف أكبر مبلغ ممكن من العملية
الأعجب من ذلك أن الموظف الذى عينته الوحدة المحلية لتحصيل نصف الجنيه على كل سيارة ثمنأ للإيصال الذى يجب قطعه وتسليمه لسائق كل سيارة ,هذا الموظف العفيف الطيب الرحيم قرر أن يعفى معظم السيارات خصوصأ معارفه وأصدقاءه من دفع هذا الملغ والإكتفاء بربع جنيه—خمسة وعشرون قرشأ--- ولكن بدون إيصال أى أنه يضربه فى جيبه ولكم أن تتخيلوا عدد السيارات التى تمر على خط يخدم مليون نسمة وعدد أرباع الجنيهات التى تدخل جيب هذا المسكين الذى كان لا يملك قوت يومه وعينوه فى هذه الوظيفة حتى لا يموت عياله جوعأ , إنه الآن يبنى عمارة ويشترى أرضأ من حصيلة أرباع الجنيهات
* طبعأ لا يخفى على عاقل تلك السيارات الضخمة المحملة بمئات الأطنان من الأشياء والتى تسير مخالفة لقوانين المرور فما على سائقها إلا أن يشخشخ جيبه لعسكرى المرور ويدفع له المعلوم ويسمح له أن يسير مخالفأ وقد يقوم بعمل حوادث يموت فيها الأبرياء نتيجة لطمع الطامعين واستهتار السفهاء ممن لا يهمهم رفعة الوطن وحياة أبنائه وتقدمهم
* أحد أصدقائى الأطباء تعسرت ظروفه المادية إلى حد لم يعد يطيق الصبر عليه نظرأ للضعف والهزال الذى يصيب المرتب الحكومى وعجز هذا المرتب فى مواجهة ضربات الغلاء الموجعة والتى تقضى عليه بالضربة القاضية فى الأسبوع الأول من كل شهر فذهب المسكين صديقى لمكاتب السفر إلى الخليج عله يجد ضالته وبا ليته لم يذهب فقد باع كل ما يملك من أجل توفير سبعة آلاف جنيهأ هم ثمن العقد كما صور له لصوص مكاتب التسفير وطبعأ ناهيك عما لاقاه من عذاب وتعذيب من أجل الحصول على الأوراق والمستندات المطلوبة وداخ السبع دوخات كما يقولون وذاق الويل وكاد أولاده ان يجوعوا ولكنه فجأة جاءنى باكيأ فصعقت وسألته ماذا حدث فقال تبين ان عندى فيروس سى الكبدى وزاغت عيناه وأشرف على الموت لكننى نهضت وأخذت بيديه وقلت له هون عليك يا صديقى فربع البلد لديهم نفس الفيروس ثم إنه عندك فى حالة خمول فلا تحزن وأنت طبيب وتعرف ماذا ستفعل وسالته هل معنى ذلك حرمانك من عقد العمل قال طبعأ قلت والمبلغ الذى دفعته فى المكتب فقال وعدونى برده لى ولكن متى لست ادرى ؟
* أيها السادة
ألم يحن الوقت بعد لإصلاح أحوالنا التى خربت وضمائرنا التى مرضت وقلوينا التى تقيحت بالغل والسرفة والرشوة والفساد ؟
لا يمكن لمنصف أن ينكر وجود الشرفاء والأطهار وأصحاب الضمائر الحية فى كل مكان فى الشرطة والداخلية والحربية والقضاء والصحة والزراعة والمجالس المحلية وغيرهم من مرافق الدولة ولكن لا يوجد وجه مقارنة بين أعداد الصالحين القليلة جدأ وأعداد الفاسدين الكبيرة جدأ فعلى من يقع هذا الذنب القاتل؟؟
يقع على المثقفين أصحاب الرؤى الصحيحة والإتجاهات الإصلاحية لأن الله تعالى أنار بصائرهم بنور الحق والعلم والمعرفة وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلأ بما آتاهم من علم ونور بصيرة يجب أن يسخروه فى إصلاح الحياة من حولهم ويجب أن يصل رأيهم وكلامهم إلى الجميع بكل الصور حتى يعرف الغافلون الفرق بين الحق والباطل والخير والشر والنور والظلام والهدى والضلال
إنها مسئولية كل مثقف وسيسأل عنها أمام الله تعالى يوم القيامة مهما كانت أجهزة الحكم قمعية وقهرية فلا بد من وصول وانتشار كلمات الحق والصدق والعدل بين الناس ولابد من نشر مبادىء الخير والحب والسلام بين فئات الشعب المختلفة ولابد من تصحيح الأخطاء ومحاسبة المقصرين مهما كانت مواقعهم ولا بد من نصرة العدالة فهى روح الله فى الأرض0





 

اجمالي القراءات 12505