كيف أصبح المسلمون في مصر أغلبية؟

سامح عسكر في الأحد ٠٢ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لو تتذكرون الصراع اليهودي العربي منذ الأربعينات، أدى ذلك لموجات هجرة يهودية وأسلمة طالت بعض المشاهير، حتى أصبح عدد اليهود في مصر الآن معدود على الأًصابع.

حدث هذا في زمن الحروب الصليبية

تم الربط بين المسيحية والغازي الصليبي (وجدانيا) فظهرت حركات الأسلمة وتخوين المسيحيين في الداخل مما اضطر كثير من العائلات للهجرة أو الرضوخ ثم تغيير دياناتهم ببطء، وتبديل المعتقدات غالبا يحدث على مراحل أولها فقدان الحماس للمعتقد القديم، ثم محاولة التكيف مع الوضع الجديد بادعاء التدين (الحيادي والمستقل) ثم يأتي جيل ينهي هذا الحياد ويتبع دين الأغلبية أو القوة القهرية..

أما تعريب مصر فبدأ منذ العصر الأموي وساهم في أسلمة مصر لكن على استحياء..أي جهود الأمويين والعباسيين رغم بطشهم بالمسيحيين (ثورات البشموريين نموذج) لم يفلحوا في تغيير دين المصريين الذي ظل على عقيدته المسيحية مُطعّما بأفكار وعقائد وأعراف موروثة منذ الحضارة المصرية القديمة، ويمكن اعتبار أن مسيحيين هذا الزمن كانوا أشبه للمصري القديم من أي مصري بعد ذلك.

اكتمل تعريب مصر في العصر الفاطمي بمساعدة القس "ساويرس بن المقفع" ت 986 هـ الذي ترجم العهدين القديم والجديد لأول مرة من اللغة القبطية إلى اللغة العربية، وبدأ المسيحيون في التحول للعربية تدريجيا ، ثم وبعدها بأقل من 100 عام بدأت الحروب الصليبية التي ساهمت في تحول المصريين للإسلام إما بهجرة مسيحية إلى الخارج ، ثم هجرة عربية إلى الداخل مصدرها الحجاز واليمن والمغرب العربي.

بحلول العصر الأيوبي ومجازر صلاح الدين ضد مسيحيي الصعيد ثم قدوم العصر المملوكي وبدأ فرض المذاهب الأربعة تغيرت الخريطة الدينية لمصر وأصبح المسلمون أكثرية مقابل أقلية مسيحية مركزها الصعيد لعوامل سياسية، فحكام مصر وقتها اهتموا بالقاهرة والإسكندرية والدلتا وتركوا الصعيد يعاني من الهجرة المزدوجة، وإلى اليوم ما زال الصعيد في بؤرة نسيان الحكومة..مما شجع بعض الحركات الجماهيرية للثورة والانتفاضة على حكام القاهرة من ذلك ثورة "شيخ العرب همام" في القرن 18 ثم غزوات البدو وما حدث بعد ثورة/ انقلاب يوليو 1952

معلومة: دخل الإسلام مصر سنة 642 م ثم تحول المصريين إلى الإسلام كأغلبية في أواخر العهد الفاطمي خلال القرن 12 م..وهذا يعني أن مصر ظلت 500 سنة بعد عمرو بن العاص أغلبية مسيحية ، في حين دخل الإسلام بلاد فارس سنة 654 م ثم تحول الإيرانيين إلى الإسلام كأغلبية في القرن العاشر على أيدي البويهيين، أي ظلت إيران بعد غزوها ب 300 سنة أغلبية (زرادشتية) وهذا خلق عند الإيرانيين حنين وفخر بماضيهم الإخميني والساساني ذي العقيدة المجوسية لعدم وجود وسيط ثائر على ماضيهم..باعتبار أن الحكم البويهي ثائر في اتجاه آخر تماما وهو الخلافة العباسية.

أما المصري فبعد تكفير ديانته القديمة على أيدي الثورات المسيحية واليهودية ثم دخول الإسلام والتعريب انقطع تماما عن ماضيه في عصر الأسرات، ولم يعد يفهم شئ من حضارته القديمة ولا الأهرام ولا التماثيل والرسوم ولا اللغة على الجدران، وبعد فك رموزها على يد الفرنسيين خلال القرن 19 صُدِمَ المصريون بأن أجدادهم كانوا (متعددي الآلهة) وربطوا بين قصة فرعون في القرآن والتوراه وبين أجدادهم فانعزلوا أكثر وأكثر..حتى جاءت الحركات الإسلامية بشيطنة المصريين القدماء واعتبار عصرهم شرك وتخلف..بينما الآثار الباقية منهم تشهد أنهم كانوا متحضرين وبعض إنجازاتهم المعرفية لم يسبقهم فيها أحد خصوصا في الطب والفلك والتحنيط وبناء الأهرامات والمعابد الضخمة.

تأخير تحول المصريين إلى الإسلام لم يكن لتسامح العرب الذين حاولوا فرض الإسلام بالقوة خلال العصرين الأموي والعباسي لكن ووجهوا بثورات شعبية مصرية وحركات مسلحة (البشموريين) مما اضطر الخليفة إلى الرجوع ونسيان قصة التحول القهري والاكتفاء بالجزية، نفس الشئ حدث في إيران..لكن الفرس كانوا أكثر صلابة مما ساعدهم في الحفاظ على لغتهم كتابة وصوتا، ورغم إسلامهم لكن يكرهون العرب جدا ، ويفصلون بين الإسلام واللغة العربية..بل يعتبرون أنهم ورثة الإسلام الحقيقي لآل البيت.

الإمام الرضا – وهو الإمام الثامن في المعتقد الشيعي الإثنى عشري- عاش في إيران، وأحفاد النبي من الطالبيين الفارين من الاضطهاد الأموي عاشوا في المنطقة ما بين خراسان والهضبة الإيرانية، هذا أثر بشكل كبير في انتشار المذهب الشيعي لدى الفرس، إضافة لتسامح الإمام علي بن أبي طالب مع غير العرب أضاف بُعدا أخلاقيا للمذهب الشيعي ودعاته الأوئل، وهذا جواب عن كيفية اعتناق الفرس للإسلام الشيعي طواعية في صدر الإسلام..ولنقطة سنشرحها بعد قليل عن المشترك الديني والاجتماعي بين الغزاه والشعوب، فالبويهيين الشيعة لم يختلفوا كثيرا في تفسيرهم للدين والحياه عن الزرادشتية..كلاهما فسر الدين بطريقة باطنية..مما ساهم في توسيع نفوذ البويهيين شعبيا..حتى عندما جاء السلاجقة لم يفلحوا في تحويل الفرس للمذهب السني.

والتحول الديني يحدث أحيانا عندما يجتمع رؤساء الدين مع الأغنياء والحكام، فتسود عنه نظرة سلبية اجتماعية أولا بالنظر إلى دعاته كأشرار ذوي مصالح خاصة، فتصبح المعابد تحت سيطرة الحكام الفاسدين..ولعدم وجود مقاومة تذكر من الدعاه يتحول الناس بالتدريج إلى معتقد آخر يفرض سطوته أو كان له بعض الحضور، وأزعم أن هذا حدث مع الزرادشتية، حين تحالف كهنتها مع أغنياء إيران وذوي النفوذ فانعزلوا عن المجتمع..حتى جاء البويهيين بالعدالة والمساواه فتحول الفرس للدين الجديد تلقائيا.

لذلك كتبت في الماضي أن السعوديين يتحولون عن الوهابية ليس فقط لشيوع التنوير والليبرالية في المجتمع، بل لتحالف كهنتها مع آل سعود والأمراء والأغنياء..نفس الشئ في مصر، يتحول المصريون عن السلفية والأشعرية الأزهرية لتحالفهم الدائم مع الحكام والأغنياء..هذا أنتج عدم احترام لدعاة تلك المذاهب تجلى في حملات هجوم شعبية طالت رموز دعوية كثيرة وأسقطتها دينيا وأخلاقيا، آخرها حملة الهجوم على شيخ الأزهر بعد تصريحه أن القرآن يمثل ربع الدين، هذا لو صدر من شخصية لها حضور واحترام لتم تأويل كلامه واختلاق الأعذار لتبرئته، لكن الهجوم لم يفرق بين إعلام ومثقفين وأحيانا بعض الشيوخ الذين تبرأوا من تصريحه.

والمثير أن بعض الشيعة العرب فطنوا لذلك، فترى مراجعهم الكبار فقراء وبعيدين عن قصور الحكام..فالشيخ السيستاني العراقي رغم أنه المرجعية الدينية الأولى لشيعة العرب – تقريبا – إلا أن منزله متواضع ويعيش حياه بسيطة جدا، ولا يظهر في الصحافة أو بلاط الحكام، هذا أضاف له بعدا أخلاقيا تمثل في شدة إيمان الإثنى عشرية بمعتقدهم، وانتشار المذهب في ربوع العراق وخارجه متسلحا بحجة أخلاقية قوية، وأتخيل أن الشيخ علي جمعة مثلا في مصر لو تخلى عن قصوره في 6 أكتوبر أو الشيخ محمد حسان تخلى عن قصوره في المريوطية والقاهرة وسياراته الفارهة..أو امتنع قادة الأزهر عن الظهور ولو عامين اثنين في الإعلام ووجهوا حديثهم عن ضرورة تحسين أحوال المصريين..ألا يخدمهم ذلك من الناحية الاجتماعية والدينية؟..ألا يرسخ أقدامهم في مصر باعتبارهم ممثلين جيدين للمذهب السني؟ 

إن التحول الديني ليس نهاية المطاف، فقد تتحول مجموعة لمعتقد ما ثم تلبث حقبة من الزمن تعود بعدها لدينها القديم، وهذا تفسير لحملات العودة للجذور سواء في سوريا لحضارة السريان، أو في المغرب لحضارة الأمازيج، وفي العراق لحضارات آشور وسومر..وفي مصر أيضا..لكنها حملات ما زالت ضعيفة تسلك سلوكا بدائيا خشية الاصطدام بالمكون الديني والاجتماعي السائد، وتفضل المواجهة بالقوة الناعمة ممثلة في الفنون والتأليف، مرورا باستغلال أخطاء الخصوم ..نهاية بوضع تلك الحملات تحت راية التنوير، أي أنها عودة إلى الماضي تحت قناع المستقبل، ولا يخفى على بعض مثقفيهم ذلك فيعلنون أن هذه ليست عودة في الحقيقة ولكنه تنوير على أسس ومبادئ إنسانية مستقاه من الماضي المتحضر، وهذه حجة منطقية..خلاصتها أنهم يريدون حضارة حديثة على مبادئ قديمة..فلربما يبدع أحدهم في صياغة وابتكار مبادئ جديدة تضع حدا للفكر القديم.

كان يمكن للمصريين العودة لدينهم القديم لولا الحرق المتكرر لمكتبة الإسكندرية، ثم بعد ذلك حرق مكتبة الحكمة الفاطمية، فثمة رابط بين المعتقد الفاطمي الباطني وبين ديانة المصريين القدماء الذي يمكن الاستدلال عليها بثلاثة كتب هي : 1- قدماء المصريين أول الموحدين لنديم السيار 2- إشراقة حتحور لأليسون روبرتس 3- رحلة باطنية لمصر القديمة للكاتبين آلان ريتشاردسون و بيلي ووكر ، وملخص هذه الكتب أن المصري القديم عبد الإله الواحد برموز مشخصة دنيويا على هيئة تماثيل، فتم تشخيص قيمة العدل والصدق (باطنيا) بالإلهة ماعت، والتضحية والأمومة بإيزيس، والحنان والعطاء بحتحور والانتقام من الأشرار بحورس...وهكذا..أي أن هذه آلهة ليست منفصلة ومجردة في الحقيقة..بل صورة أولية للتدين آمن بها الإنسان الأول.

وفي جوابي لصديق كيف تحول المصريين للإسلام في العصر الفاطمي، قلت أن العوامل الأخرى كالتعريب والهجرة والحروب الصليبية أسباب مهمة لكنها لا تشكل في تقديري سوى نصف الأسباب، الباقي له علاقة بأمرين اثنين:

الأول: تسامح الفاطميين الديني وتشجيعهم للعلم والتدوين والمكتبات، أستثني حقبة الحاكم بأمر الله الذي يعد استثناء وضع حوله علامات استفهام ، سواء بطريقة حكمه أو اختفاءه أو لحضوره المقدس في أذهان بعض الفرق الدينية كالدروز.

الثاني: طبيعة الدين المصري الموروث منذ عصر الأسرات يتفق في جوهره الباطني مع الدين الإسماعيلي للفاطميين، فكل الإشكالات العقلية والعقائدية لها حلول بالتأويل والترميز وصولا في النهاية للإجابة عن سؤال الوجود، وهو الدين المسيطر حتى الآن على عموم المصريين..فبرغم الإنفاق الهائل للمذاهب الظاهرية والحنبلية والوهابية لكن لم يفلح ذلك في تغيير معتقد المصريين ولا زالوا ينظرون ويأولون الدين بطريقة باطنية عند المتصوفة ونظرائهم من الغنوصيين في المسيحية، إضافة لسيادة المذهب الأشعري الذي يعتقد في قوامه الأول على تأويل الصفات الخبرية داخل القرآن..وهو اتجاه باطني بالأساس..

ويمكن ملاحظة هذا الانسجام المصري الفاطمي في قياس عدد السكان مثلا، ففي عصر الفاطميين بلغ عدد السكان 20 مليون حسب بعض التقديرات التي من المرجح أنها ليست دقيقة، ولو وضعنا هامش خطأ بمقدار النصف فلن يقل عدد المصريين عن 10 مليون، بينما في أواخر العهد العثماني انخفض عدد السكان ل 3 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الوفيات أكبر بنسبة 300% من عدد المواليد خلال عصر المماليك والعثمانيين، مما يعني أن هذا العصر تخلف فيه المصريون بشدة ، وخصوصا على المستوى الصحي والتعليمي، علاوة على أسباب أخرى نفسية واجتماعية لا يرى الإنسان فيها سببا مقنعا للحياه فيفقد رغبته الدنيوية ويستسلم لأي متغير طارئ فيموت بأقل الأسباب.

والمتتبع لخطوط التحول الدينية يرى أنها مرتبطة أحيانا بالهجرة الجغرافية، أن تهاجر يعني أن تنفتح وترى أقواما لا تعرفهم بثقافات جديدة وطرق تفسير جديدة للكون، وهذا بدأ في مصر قبل عصر الأسرات، فمصر لم تتحضر فقط خلال الثلاثين أسرة القديمة..قبلها كانت حضارات نقادة والسيبيليه في الصعيد..ثم استمرت الهجرة إلى الشمال وصولا لمنف، قبل عصر الأسرات وخلال ثلاثة حقب لنقادة لم يظهر دين موحد للمصريين..لكن ظهر ذلك في منف بعد وصول الهجرة لتفريعات النيل، وقد يقول قائل أن سبب عدم ظهور الأديان في نقادة لعدم وجود الكتابة والتدوين..والجواب أن حضارات نقادة كانت مليئة بفنون النحت والرسم..ومن خلال تلك الفنون لم يلحظ تأثرهم بإله واحد يقدمون له القرابين، مع وجود مؤشرات لعبادة حورس في بداية عصر الأسرات بالربط بين إسم مينا/ نارمر وبين الإله حورس.

وهذا يعني أن الدين المصري تطور بالهجرة من الجنوب إلى الشمال، ونفس الشئ تطور مرة أخرى بالهجرة من الشمال إلى الجنوب بعد غزو الهكسوس للدلتا والوجه البحري، فظهر الإله آمون معبود المصريين الأوحد في حضارة طيبة/ الأقصر خلال الدولة الحديثة، رغم أن إسم آمون رع ذكر مقترنا قبل ذلك الزمن وهو ما يعني حدوث فصل إما لغوي أو معنوي عقائدي جعل آمون بديلا للإله رع.

وهذا يعني أن تأثير الهجرات الخارجية لمصر والداخلية كان له أثر كبير في التحول الديني، بدليل آخر أن الصعيد - الذي يعد موطنا رئيسيا لمسيحيين مصر – كان دائما مهرب المسيحيين وملجأهم للحماية منذ الاضطهاد الروماني إلى الأموي والعباسي، إضافة لطموح الغزاه الذي يتضح من تكوين حملاتهم العسكرية، فحملات الإسكندر مثلا لم يرافقها مبشرين بأديان اليونان..بل بعلماء وفلاسفة أنشأوا بعد ذلك "مكتبة الإسكندرية" نفس الشئ للفرس الذي لم يلحظ وجودهم التاريخي في العصر الإخميني أي جهود لنشر الزرادشتية في مصر، بل ربما طموحاتهم كانت منحصرة في التوسع الاستيطاني والمنفعة الاقتصادية، أي كان الاحتلال الإخميني في مصر لم يكن في الحقيقة ذات بعدا دينيا كما عند العرب مثلا أو الحملات الصليبية.

أختم بما حدث في العراق وسوريا مؤخرا، حيث سيطرت داعش على الموصل وأجزاء من شمال ووسط العراق، وهذا موطن مسيحيي العراق الأصيل مما أدى بموجة نزوح وهجرة جماعية للمسيحيين قاربت على 2 مليون مسيحي مُهجّر ..كذلك في إدلب التي سيطرت عليها القاعدة تم تهجير عشرات الآلاف من الشيعة ، ونفس الشئ حدث في مناطق حلب وحماه ودير الزور..وأفترض أن وصول داعش لمناطق الصابئة والشيعة العراقيين في الجنوب وبغداد لتم تهجيرهم أيضا..مما يعطي لنا صورة أكثر وضوحا عن ما حدث في الماضي من غزوات..وكيف تحولت البلدان وتغيرت خريطتها الدينية..

وهذا يفرض على الدولة المصرية التصدي الآن لمحاولات السلفيين في الصعيد إجبار مسيحيي قرى المنيا وأسيوط للهجرة كما حدث في سيناء منذ عامين، إذ تم تهجير مئات العائلات المسيحية من شمال سيناء لتهديدات داعش، فالأبناء يريدون إنجاز ما حققه الآباء بسيادة الدين والمذهب الواحد في مناطقهم، والإنسان بطبعه يأنف من الرأي الآخر ولا يحاول استيعابه ومناقشته وقبوله إلا إذا كان مثقفا ومتسامحا، ونسب المثقفين والمتسامحين دائما أقلية، فما بالكم إذا أصبح هذا الرأي المخالف دينا مختلفا يعطي معنىً آخر للوجود ..هنا احتمالات العنف ستكون أكبر لو لم تتدخل الحكومات بإقرار الحريات الفكرية وتعزيز مبدأ التسامح

اجمالي القراءات 4897