إجتهادات فى آيات توزيع الغنائم .

عثمان محمد علي في الأحد ٢٥ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 

يقول المولى عزّوجلّ

((واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير))  - الأنفال – 41

==

((ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب)) – الحشر –7

==

يتصور كثير من المُسلمين  ان توزيع غنائم الحرب  والفيء  فى زمن النبى عليه السلام كان  يتم كالآتى  (( لله وللرسول والمساكين وأبن السبيل واليتامى  وذوى قربى رسول الله  )) وفقط  . فى الحقيقة هذا تصور خاطئ 100% .. لأنك لو نظرت ببساطة فلن تجد بعد ذلك التقسيم والتوزيع  نصيبا لتعطيه  وتقسمه على  المقاتلين ، وعلى عائلات الذين قُتلوا فى سبيل الله ( من يُطلق عليهم  فى هذه الأيام مجازا الشُهداء  - وهى تسمية خاطئة ).  ولكن التوزيع  الصحيح من وجهة نظرى كان توزيعا مبنيا على العدل  بين المقاتلين وبين ممثلى ورثة  من قُتلوا فى سبيل الله حسب مُساهماتهم و أدوارهم وخدماتهم وتضحياتهم التى قدموها  اثناء القتال.....

أما التوزيع ((لله وللرسول ولذوى القربى  واليتامى والفقراء والمساكين  وأبناء السبيل  )) فهو توزيع لصدقة وزكاة ما آل إلى المقاتل من الغنيمة والفيء . فعليه أن يتصدق بخمسه ( 20 % ) وتوزيع هذا الخُمس يكون ( لله جل جلاله ) بالإنفاق على  بيوته سبحانه وتعالى  التى يُذكر فيها أسمه وحده لا شريك له ،وعلى الاستعدادات المُستقبلية  للجهاد فى سبيله  سبحانه وتعالى  وعلى أعمال خيرية أخرى ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى ...

 (وللرسول ) والرسول هو الرسالة  (القرءان ) وما يحتاج من طباعة  وتوزيع  إنفاق على من يتفرغون للاجتهاد فيه وتعليم أحكامه وحقائقه وأوامره ونواهيه  للمُسلمين  .  أما نصيب ذوى القربى واليتامى والفقراء والمساكين وأبناء السبيل  فهو معروف ولا يحتاج إلى شرح أو تفصيل ،فكل فرد  يعرف من هم أقربائه ،ويعرف ما حوله من أيتام  عائلته وجيرانه  ويعرف فقراء ومساكين منطقته ،ومن  يمر  ويسير فيها  من سائلين وابناء سبيل وهكذا  وهكذا....

الخلاصة .

1- يتم توزيع الغنائم  على من عاد حيا من المقاتلين وعلى ممثلى ورثة  من قتلوا فى سبيل الله فى الحرب .

 2- ثم يتصدق المقاتل  بخُمس (20%) ما حصل عليه ،  ويتم توزيعه هكذا على الإنفاق فى سبيل الله،  وخدمة القرءان ( الرسول الباقى إلى يوم القيامة ) ، ولأقرباء المُقاتل ، ولليتامى من اقرباء المقاتل وجيرانه وعلى المساكين وأبناء السبيل فى منطقته التى يعيش فيها .

 3—ما يدعيه الشيعة من أن (ذوى القربى ) تعود على  ((أقارب النبى عليه السلام  وخاصة آل على بن ابى طالب ) ويأكله بالباطل  الملالى اصحاب العمامات السوداء من  أموال الناس على اساسه  لهو محض افتراء  وكذب على الله ورسوله ،ما انزل الله به من سلطان ،وهو أفك وخداع وسرقة لصدقات عوام المسلمين وجهلاءهم

  -- 4- رواية ( من قتل قتيلا فله سلبه )  اى له (ماله وما كان معه من عتاد وسلاح  ) رواية كاذبة مخالفة لآيات الغنيمة والفيء وتوزيعهما وهى تُشبه  كل  روايات  كُتب ( لهو الحديث ) فى مخالفتها لشريعة الرحمن سبحانه وتعالى .

 – 5 – نؤكد على أن قول الله جل جلاله (( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )  التى جاءت فى موضوع  الفيء فى سورة الحشر لا علاقة لها نهائيا بما يقولونه عنها انها دليل على صدق روايات  (لهو الحديث وحُجية السنة المزعومة ومشاركتها فى التشريع الإسلامى  ) وإنما هى تتحدث عن وجوب  قبول الصحابة آنذاك  لما كان يُعطيه لهم النبى عليه السلام  ويوزعه عليهم  من أنصبة من أموال الغنائم والفيء والصدقات.... وقد كتبت عنها  بالتفصيل  سابقا فى مقالة تحت عنوان ((وماأتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنة فإنتهوا))

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1275

تحياتى .

اجمالي القراءات 8549