قصة حقيقية حدثت لأبا أيوب الكويتي
يمامة شجاعة

أبو أيوب الكويتي في الثلاثاء ١٣ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

ذات يوم في بيتنا القديم في منطقة القرين أحببت أن أفتح الشباك لكي أحصل على بعض الهواء النقي لتهوية غرفة النوم الخاصة بي. واذ بي أجد يمامة تجلس في عشها الذي اتخذته في شباك بيتنا لتستظل بظل ضرفة الشباك الخشبي والمصمم على الطراز التقليدي المصري من حرارة الشمس الحارقة في الكويت وما أدراك ما شمس الصيف في الكويت.

لاحظت انها جالسة في عشها وحولها زغاليلها أو فراخها الصغار. لم أفتح الشباك بعد ولكني فقط فتحت الستارة وكان زجاج الشباك شفافا وقد رأتني هذه اليمامة من وراء الزجاج ولكن المفاجأة أنها لم تهرب ولم تحرك ساكنا فاندهشت من ذلك الموقف لعدم هروبها لمجرد رؤيتي!. أصررت على أن أفتح الشباك وفعلت وفتحت الشباك حينها فقط هربت تاركة فراخها لكن يالها من شجاعة !!! لم تتخلى عنهم وتنجوا بحياتها من أول مارأتني. حينها بعدما حلقت بعيدا يائسة من بعد مافتحت زجاج الشباك تخيلت أن قلبها يعتصر على فراخها وهي مجبرة على تركهم يواجهون مصيرهم دون حول منهم ولا قوة. حينها قررت أن أكافيء هذه اليمامة على شجاعتها وأن احصل على التهوية اللازمة للغرفة دون المساس بفراخها الضعاف مع أن نفسي الأمارة بالسوء تحرضني على النيل من هذه الزغاليل اللذيذة فأنا أكيل ((شدة على الكاف)) وأحب الزغاليل محشية بالفريك لكنني تحكمت بنزواتي ولم أمسسهم بسوء وقفلت الشباك بعد اتمام المهمة بتهوية الغرفة. ذهبت للعب كرة القدم مع أصدقائي ورجعت في المساء منهكا خصوصا ان فريقي ادعك بثلاثة اهداف مقابل لاشيء على يد شوية عيال عفاريت ولاد لعيبة. وأنا منهكا ألملم جراح هذه الخسارة القاسية واذ بي أتذكر جيراني وأصدقائي اليمامة وفراخها وقررت أن أطل عليهم من وراء زجاج الشباك. رفعت الستارة وكانت الدهشة والمفاجأة!!! هذه اليمامة الشجاعة رجعت لفراخها مرة أخرى تضمهم ونظرت اليمامة الي من وراء الزجاج وانتبهت لوجودي ولم تهرب حينها قررت أن لا أخيفها مرة أخرى ولا ابطش بها وبفراخها مع انني كنت استطيع أن اباغتها بفتح الشباك سريعا والامساك بها لأن ظرفة الشباك ضيقة على الزجاج والمسافة طويلة فلن يسعفها الوقت للهرب. ولكن آثرت أن أتركها وفراخها بحالهم وأقفل الستارة ولكني كنت من كل قلبي أشكر هذه اليمامة على هذا الدرس المجاني للشجاعة فقد علمتني هذه المخلوقة الضعيفة ان اضحي بحياتي في سبيل من أحب. كم أنتي شجاعة أيتها اليمامة أما خفتي على حياتك في سبيل فراخك!؟ ألم تتعلمي من الدرس أول مرة أن مكان عشك فيه مخاطر ؟! لماذا عاودتي الكرة وعدتي!؟ ألم تتعلمي من الدرس الأول أم هي فطرة الأمومة أم هي الشجاعة والاستبسال ؟! كم أنتي شجاعة أيتها اليمامة!؟ كم من أب وكم من أم جبناء هربوا وتركوا أطفالهم ... كم من ابن جبان ترك أبواه وتخلى عنهم في الكبر !!! كم انتي شجاعة أيتها اليمامة ...انتي اشجع من ألف رجل   

اجمالي القراءات 3460