القلب الكافر ( النفس الكافرة )
القلب هو النفس ، والقالب هو الجسد المادى. ( 6 )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٤ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

القلب هو النفس ، والقالب هو الجسد المادى. ( 6 )

القلب الكافر ( النفس الكافرة )

أولا : تهديد الكافرين بالختم على قلوبهم ( انفسهم )

يقول جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّـهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ﴿٤٦﴾ الانعام ). هذا سؤال يعظ البشر . فالله جل وعلا هو وحده الخالق ، وهو الذى وهب للنفس السمع والبصر بصفتها الفؤاد ، وهو الذى يملك الختم على ( القلب ) أى الفؤاد والنفس ، أى تعطيلها عن الإدراك فيصبح الانسان مجنونا يعيش ويتحرك غائبا عن الوعى ، أو يكون فى مثل إدراك الطفل الوليد حديثا الذى لم يستعمل بعد خاصية السمع وخاصية البصر داخل نفسه. الذى يملك تعطيل النفس عن الإدراك هو خالقها جل وعلا. وإذا ختم الله جل وعلا على القلب ( النفس ) فمن غيره يأتينا بما أخذ ؟ تخيل نفسك الواعية المدركة وقد غابت وتعطلت وأصبحت طفلا لا تعلم شيئا أو مثل النائم الذى غابت عنه نفسه المدركة أو قلبه الواعى ، كالذى يسير نائما. وضع خطير لا يرتضيه أى منّا . هى عظة ينبغى أن نتعقلها. ولكن الذى يهم هنا  أن الوعظ  ب( ختم القلب )  هو موجّه للكافرين ، الذين يصرّف الله جل وعلا لهم الآيات متنوعة ثم هم يصدفون ويُعرضون.

أخيرا :

أحوال القلب الكافر ( النفس الكافرة )

الاستكبار

1 ـ عن الذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يؤمنون بالله الواحد الأحد قال جل وعلا : ( إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴿٢٢﴾ النحل )

2 ـ وهذا حكم عام على كل الكافرين فى كل زمان ومكان . وفى القصص القرآنى عن الأمم السابقة نرى تشابها بينهم جميعا ـ ولذلك قال جل وعلا فى التعليق على بعض أهل الكتاب الكافرين فى عصر النبى محمد عليه السلام : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّـهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿١١٨﴾ البقرة )

تحكم قلوبهم ( أنفسهم ) الكافرة فى السمع :

1 ـ للجسد أجهزة للسمع والرؤية ، ولكنها ما تسمعه وما تراه يخضع لسيطرة النفس بما فيها من سمع وبصر ( فؤاد ) . والنفس الكافرة أو القلب الكافر يرفض إستقبال صوت الحق الذى يسمعه الشخص بإذنيه المادتين ، بينما يحتفل بما يسمعه من الباطل. وهذا موصوف قرآنيا بأنهم لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها بها ولهم أذان لا يسمعون بها ، قال جل وعلا عن أصحاب الجحيم : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾ الاعراف )

2 ـ من هنا يرفضون سماع الحق ، مثل أهل الكتاب الكافرين الذين تشربت قلوبهم عبادة العجل الذهبى ، قال جل وعلا عنهم : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٩٣﴾ البقرة )

3 ـ وفى الوقت الذى يرفضون صوت الحق تسمعه آذانهم وترفضه قلوبهم تراهم ( سمّاعين ) أى مدمنين لسماع الباطل ، تسمعه آذانهم المادية وتحتفل به آذانهم النفسية القلبية . ونعطى أمثلة :

3 / 1 : عن بعض أهل الكتاب قال جل وعلا :

3 / 1 / 1 : (  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖيَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا  ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّـهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾ المائدة ). هؤلاء بدءوا بالمسارعة بالكفر ، ومن قبل أعلنوا الايمان بألسنتهم فقط وقلوبهم منكرة  لذا سارعوا الى إعلان الكفر ، وحزن الرسول فنهاه الله جل وعلا عن أن يحزن من اجلهم ، لأنهم ( سمّاعون للكذب ) أى انهم أدمنوا السماع للكذب ، ولهذا يحرفون الكلام الالهى الذى أنزله الله جل وعلا اليهم ـ يحرفونه من بعد مواضعه . ولأنهم بدءوا بالكفر المتطرف هذا فلم يرد أن يطهّر قلوبهم وينتظرهم خزى فى الدنيا وعذاب عظيم فى الآخرة .  

3 / 1 / 2 : ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ )﴿٤٢﴾ المائدة ). بالإضافة الى إدمانهم سماع الكذب من الأحاديث الكاذبة فهم مدمنون لأكل الحرام(السُّحت)، يبيعون لهم صكوك الغفران . وهذا ينطبق الآن على الكهنوت عند المسيحيين وعند المحمديين. هم جميعا ( سمّاعون للكذب ) وهم جميعا ( أكّالون للسحت ).

4 ـ وكان  فى المدينة من أدمن السماع للمنافقين ، فأولئك المنافقون كانوا قبل مجىء النبى هم السادة والملأ ، وكانوا لا يزالون الأكثر ثراءا ، ولهم أتباع يسمعون لهم أو ( سمّاعون ) لهم ، ولو خرج أولئك المنافقون للقتال الدفاعى مع المؤمنين للقتال فسيستخدمون نفوذهم على أولئك المؤمنين ليهبطوا بخلالهم وأخلاقهم الى مستوى الوضاعة ، قال جل وعلا تعليقا على رفض أولئك المنافقين الخروج للقتال : ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّـهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿٤٦﴾ لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ  وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ التوبة ).

5 ـ وفى كل زمان ومكان وفى تاريخ كل الأنبياء يكون لكل نبى عدو من شياطين الانس والجنّ يفترون أحاديث يزعمونها وحيا إلاهيا يحاربون الرسالة أو الكتاب الذى أنزله الله جل وعلا على هذا النبى ، ويكون كلامهم مزخرفا يدمن الإستماع اليه الضالون وعلى أساسه يقترفون المعاصى ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. قال جل وعلا :( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ﴿١١٣﴾ الانعام )

قسوة القلب الكافر:

1 ـ الله جل وعلا أرسل خاتم المرسلين بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) ووصفه جل وعلا بالرحمة والرأفة ( التوبة 61 ، 128 ). وقال له ربُّه جل وعلا : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )﴿١٥٩﴾آل عمران). ما كان عليه السلام فظّا غليظ القلب ، ولذا أجتمع حوله المؤمنين . ولكن الكافرين كانوا غلاظ القلوب ، قلوبهم قاسية . ونعطى بعض أمثلة عن قسوة قلوبهم : قال جل وعلا :

1 / 1 : عن الأمم السابقة التى أهلكها رب العزة جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾ الانعام)

1 / 2 : عن الكافرين من أهل الكتاب :

1 / 2 / 1 : فى البداية هناك منهم من آمن فجعل رب العزة جل وعلا فى قلوبهم رأفة ورحمة ، قال جل وعلا :( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّـهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ ) ﴿٢٧﴾ الحديد )

1 / 2 / 2 : عن نقضهم الميثاق ، قال جل وعلا : ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣﴾ المائدة ). بسبب نقضهم الميثاق الذى أخذه الله جل وعليهم لعنهم الله جل وعلا وترك قلوبهم تملؤها القسوة ، وبها يحرفون كلام الله جل وعلا عن مواضعه.

1 / 2/ 3 : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚوَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٧٤﴾ البقرة ). قست قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة .

1 / 3 : ولهذا وعظ الله جل وعلا المؤمنين ألا يكونوا مثل أهل الكتاب الذين قست قلوبهم : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾ الحديد )

2 ـ  مقارنة بين قسوة القلب للكافرين وخشوع القلب للمؤمنين

2 / 1 : الكافرون قُساة القلوب يخترعون الأحاديث الضالة التى يرفعونها فوق الكتاب الإلهى بينما المؤمنون من العلماء بالاسلام تخبت وتخشع قلوبهم لما أنزل الله جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٤﴾ الحج )

2 / 2 : المؤمنون الذين شاءوا الايمان بحديث الله جل وعلا وحده فى القرآن وحده تخشع قلوبهم وتقشعر جلودهم عند قراءة القرآن الكريم ( احسن الحديث ) بينما قلوب الكافرين قاسية لا تصل اليها أنوار القرآن الكافريم ، فهناك على قلوبهم أكنّة وحجابا مستورا ، قال جل وعلا : ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٢﴾ اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾  الزمر )

2 / 3 : لذا لا يطيقون الاستماع الى ذكر الله جل وعلا وحده. إذا قيلت لهم شهادة الاسلام الواحدة :( لا إله إلا الله ) يشمئزون أما إذا سمعوا الشهادتين بإضافة محمد إذا هم يستبشرون . إذا خطب خطيب بالقرآن فقط إشمأزت قلوبهم ، أما إذا خطب فيهم بالأحاديث الشيطانية من البخارى وغيره تراهم يستبشرون. قال جل وعلا : ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) ﴿٤٥﴾ الزمر )

 2 / 4 : ولهذا وعظ الله جل وعلا المنافقين بأن يتدبروا القرآن حتى تزول عن قلوبهم الأكنّة والحجاب ( الحاجز ) و( الأقفال ) ، قال جل وعلا عنهم : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴿٢٤﴾ محمد )

إرتياب القلب الكافر:

1 ـ المؤمن الحق على بصيرة من ربه لا يتصور معه إلاها . أما الكافر فإن كوابيس آلهته تجعله فى ريب دائما ، وخصوصا إذا كان منافقا يعيش بشخصيتين . قال جل وعلا عن المنافقين :

1 / 1 : عن إقامتهم المسجد الضرار : ( لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١١٠﴾ التوبة )

1 / 2 : عن إستئذانهم للقعود عن القتال الدفاعى : ( إنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴿٤٥﴾  التوبة )

1 / 3 : عن رفضهم التحاكم الى الرسول :( أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ النور )

 الغفلة فى القلب الكافر :

وهذا حال أكثرية الخلق ، فقد إقترب قيام الساعة وهم فى غفلتهم معرضون عن الحق لاهية قلوبهم ، قال جل وعلا :( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿١﴾ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٢﴾ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ) ﴿٣﴾ الانبياء ). وهذا ينطبق تماما على وقتنا بعد نزول القرآن الكريم بأكثر من 14 قرنا.

رعب القلب الكافر

قلب المؤمن قد يقع فى الخوف ثم يطمئن قلبه بذكر الله جل وعلا وتذكر اليوم الآخر ولقاء الله جل وعلا ، أما الذى يشاء الضلال فإن الخوف عنده يتحول الى ( رُعب) . قال جل وعلا :

1 ـ ( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًاۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴿١٥١﴾ آل عمران )

2 ـ وعن موقعة بدر : تثبيت قلوب المؤمنين وقذف الرعب فى قلوب الكافرين : ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴿١٢﴾ الانفال )

3 ـ وعن أهل الكتاب المعتدين :

3 / 1 : ( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴿٢﴾ الحشر ). لم يعتبر المحمديون لأنهم ليسوا من أولى الأبصار ، لذا فهم الآن يدمرون بلادهم بأيديهم وايدى غيرهم...ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.!!

3 / 2 : (  وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ﴿٢٦﴾ الاحزاب )

3 / 3 : هذا لأنهم متشاكسون مختلفون ، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى : ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴿١٤﴾ الحشر ). وهذا أيضا ينطبق الآن على المحمديين ، فهم بأسهم بينهم شديد ، مع جهرهم بنفس التراث الكافر.

4 ـ وعن الصحابة المنافقين : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ۖ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ۙ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٠﴾ محمد )

5 ـ وفى الآخرة يتعظم رعبهم . قال جل وعلا عن الكافرين يوم الدين :

5 / 1 : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ غافر )

5 / 2 : ( قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ﴿٨﴾ النازعات )

اجمالي القراءات 4882