فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ
الحج الأكبر

ابو مهند باجابر في الثلاثاء ٢١ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

يقول تعالى : " ( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِيَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ) (3)  التوبة

 

فا السؤال هنا ماهو الحج الأكبر المذكور في الآيه الكريمة السابقة ؟

 

كما هو معلوم ان الله سبحانه وتعالى اعطى المشركين ناقضي العهد مهلة مدتها ٤ اشهر تنتهي بآخر يوم من الأشهر الحرم وهو شهر ربيع الأول.

 

اذا يكون اول يوم من أيام الحج وهو اليوم الأول من شهر ذي الحجه تم فيه إعلان المشركين ناقضي العهد بمهله قدرها ٤ اشهر. وواضح جدا من الايه السابقه ان اول يوم من أيام الحج مشمولة بكلمة " الحج الأكبر" فهل يكون الحج الأكبر هو بداية موسم الحج؟

 

بعد تدبري لبعض ايات القرآن والصياغه القرآنية فا اعتقد ان الحج الأكبر ليس المقصود به اول أيام الحج وذلك من عده أوجه:

 

الوجه الأول: ان كلمة "الأكبر" تعني التعظيم والافضلية  في حين كل الأشهر الحرم معظمه ولم يتم تخصيص أي يوم او أسبوع بافضليه عن غيره كما اختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان عن باقي الأشهر واختص ليلة القدر عن باقي الليال واختص وقت الفجر بافضليه قراءة القرآن. فان الله سبحانه وتعالى لم يختص الأيام الأولى عن باقي الأيام في موسم الحج.

 

الوجه الثاني:  ان الغرض السامي من جعل مدة الحج أربعة اشهر هو الرحمه بالعباد من التكدس ودرء المخاطر عنهم. فانه من غير المعقول ان يخصص الله سبحانه وتعالى "الحج الأكبر" بالايام الأولى من الحج عن غيره ومعلوم ان طبيعة البشرتحب التكلف في العبادة ولوجدنا تكدس المسلمين في الأيام الأولى من الحج عن غيره من الأيام.

 

الوجه الثالث: بالرجوع للاية ( وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (٢٠٣) البقرة

 

كلمة التعجل في الشي تعني فعل الشي قبل موعده وكلمة التاخير في الشي تعني فعل الشي بعد موعده أي ان الانسان يستطيع ان يتعجل في الحج قبل موسم الحج (شهر ذي الحجه) بيومين او يتأخر بعد شهر ربيع الأول بيومين وكلاهما في الحج غير مرغوب فيه بتعبير الايه " فلا آثم عليه" وتذيلها بقوله " لمن اتقى" وهذا من تسهيله لنا سبحانه وتعالى ارحم الرحمين.

 

خلاصة القول: في رأيي الشخصي ان الحج الأكبر هو الحج الذي يتم كامل في الأشهر الحرم. والتعجل والتاخر في الحج المذكور في الاية ( وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (٢٠٣) البقرة

هو حجا مقبول لكن الأفضل إتمام الحج في الأشهر الحرم. والله تعالى اعلم.  

 

اجمالي القراءات 3658