هل يدرك المغاربة خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية حقا ام لا ؟

مهدي مالك في الأربعاء ٠٨ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 

هل يدرك المغاربة خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية حقا ام لا ؟

مقدمة  متواضعة                             

انني  اتحدث هنا بصفتي كاتب جد متواضع استطعت ان اصل الى هذا المستوى المتواضع رغم اعاقتي الحركية التي تمنعني من المشي على الاقدام او النطق باللسان لكن هذه الاعاقة لم تمنعني على الاطلاق من ان اعبر عن افكاري عبر الكتابة بالحرية المسؤولة على صفحتي الفايسبوكية او على موقع اهل القران بالولايات المتحدة الامريكية حيث اتمنى ان انشر مقالاتي في احدى الجرائد المغربية المستقلة في يوم من الايام...

قد يتساءل البعض لماذا اعادي السلفية بهذا الشكل القوي حيث انني اقول قد تعرفت على السلفية كمبادئ سطحية عندما دخلت الى مؤسسة الوردة الرملية لاستقبال الاطفال المعاقين في يناير 1996 حيث كنت ابلغ من العمر 12 سنة حيث هناك قد تعرفت على السلفية في شخص معلمتي الاولى التي علمتني المبادئ الاولى لهذا المرض الفكري الخطير على تقدم مجتمعنا نحو الديمقراطية و نحو المساواة الفعلية بين الرجال و النساء.....

و من بين هذه المبادئ التي كانت تحاول معلمتي الاولى ترسيخها في عقلي الصغير انذاك احتقار هويتي الى ابعد الحدود و تقديس اللغة و الجنس العربيان الى ابعد الحدود و معاداة المسيحيين و اليهود باعتبارهم كفار سيدخلون النار كأن السلفيين يملكون مفاتيح الجنة وحدهم دون الله الخالق لكل شيء و كانهم يملكون الحقيقة المطلقة دون غيرهم من الطوائف الاسلامية الاخرى على مر تاريخ الاسلام حيث ان الاسلام له قراءات متعددة عبر تاريخه الطويل بمعنى ان السلفية هي احدى القراءات السلبية و الرجعية للاسلام في نهاية المطاف حسب اعتقادي المتواضع..

 

 انني اؤمن ايمان عميق ان  لو لم تكن السلفية موجودة في وعينا الديني و المجتمعي بشكل متفاوت اصلا لاصبحنا امة امازيغية اسلامية متقدمة على كافة المستويات و الاصعدة مثل تركيا او احسن منها لان الامازيغيين هم شعب مسلم علماني كما شرحته مرارا و تكرارا .....

الى صلب الموضوع                      

اعتقد ان سؤال هذا المقال اي هل يدرك المغاربة خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية حقا ام لا ؟ هو سؤال كبير ذو ابعاد مختلفة حيث يصعب الاجابة عليه دون استحضار معطى مهم الا و هو ان موضوع تيارات الاسلام السياسي ببلادنا ينبغي تناوله بالوضوح التام دون اي تحفظ حيث لا شك ان المغرب هو بلد اسلامي ما قبل الغزو الاموي حسب راي الاستاذ الحسين جهادي اباعمران حيث ان مصطلح البلد الاسلامي لا يعني بالضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية او الحدود الشرعية بل يعني حسب اعتقادي المتواضع ان تكون اغلبية الناس في بلاد معينة تدين بالاسلام دينا و اخلاقا الخ من هذه الاوصاف..

 و بالاضافة الى مصطلح البلد الاسلامي حسب استاذنا صبحي منصور زعيم تيار اهل القران  يفيد السلام و الحرية المطلقة في الايمان او الالحاد  بمعنى ان المغرب منذ ذلك الحين الى الان يعتبر بلد اسلامي ذا الاصل الامازيغي الافريقي بحكم ان المغرب يوجد جغرافيا و تاريخيا في القارة الافريقية و ليس في شبه الجزيرة العربية..

 لكن توجد العديد من القراءات لمصطلح الاسلامي تحاول دائما الربط بين الدين الاسلامي و العروبة او بين الدين الاسلامي و النسب الشريف او بين الدين الاسلامي و الجمود الفكري الخ من هذه الاشياء الدخيلة .......

غير ان  هذه القراءات رفضت رفضا قاطعا الربط بين الدين الاسلامي و الامازيغية كهوية اصلية لهذه الارض و كثقافة و كأنظمة علمانية بحكم ان هذه القراءات هي اصلا نتاج للتاويل السلفي للاسلام الذي يعتبر ان العروبة كجاهلية و كعرق و كأنظمة استبدادية هي من صميم الاسلام بينما ان  الامازيغية بشموليتها تعتبر حسب هذا التاويل الرجعي للاسلام جاهلية قائمة الذات و نفس الشيء بالنسبة للفارسية كهوية اسلامية لايران الخ من الهويات الاسلامية الغير عربية ...

 ان من الصعب  الان ان تحاول اقناع عامة المسلمين بهذه الحقيقة الأليمة الا و هي التاويل السلفي للاسلام هو السبب الجوهري لانحطاط المسلمين على كافة الاصعدة و المستويات بحكم ان الخطاب الديني الرسمي لاغلب دول المسلمين يربي على الطاعة و الولاء التامان للتخلف و الرجعية و معاداة التقدم و الديمقراطية و العلمانية باعتبارها مصطلحات الغرب الكافر كما يسميه السلفيين باختلاف توجهاتهم السياسية و الدينية حسب اوضاع بلدانهم المختلفة ...

لكن السعودية حسب راي الاستاذ صبحي منصور عندما نشأت في سنة 1932 شجعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر باعتبارها حاملة لمشروع  السلف السياسي بعدما سقطت ما يسمى بالخلافة الاسلامية سنة 1923 على يد مصطفى اتاتورك بمعنى ان السعودية هي الداعم الجوهري لتيارات الاسلام السياسي في العالم الاسلامي على مدار هذه العقود بهدف تخريب عقول المسلمين و سجنهم في سجن السلف الصالح كما يسمى  ...

اما على الصعيد الوطني فاعتقد اعتقادا راسخا  ان ما يسمى بالحركة الوطنية حين ظهرت سنة 1930 رفعت شعار تطبيق الشريعة الاسلامية في وجه الامازيغيين الذين ظلوا لقرون عديدة يطبقون اعرافهم المناسبة مع مقاصد الشريعة الاسلامية بشكل دقيق لكن هذه الاعراف او هذه القوانين العلمانية الاصيلة تهدف الى مسايرة تطور الزمان و المكان و الحفاظ على امازيغية المغرب بكل ابعادها....

لكن بعد الاستقلال الشكلي كما اسميه لم يطبق المغرب الشريعة الاسلامية نهائيا كنظام شمولي كما يقال في خطابنا الديني الرسمي بل طبق القوانين  الفرنسية الوضعية اي ان الحركة الوطنية خدعت الشعب المغربي بادعاءها الدفاع عن تطبيق الشريعة الاسلامية سنة 1930 ..

انني  اعتقد شخصيا ان هذا السبب اي عدم تطبيق المغرب للشريعة الاسلامية قد ساعد بشكل كبير على ظهور تيارات الاسلام السياسي في مغرب السبعينات لكن بخلفية سلفية خالصة .

و بالاضافة الى الاسس التي تم صياغة حقلنا الديني الرسمي منذ سنة 1956 الى حدود هذه الساعة بكل التاكيد حيث ظل هذا الاخير يقدس المشرق العربي كتاريخ و كحضارة و كعرق عربي الخ ..

و ظل يقدس كذلك ايديولوجية الظهير البربري بمعنى ان جل تيارات الاسلام السياسي بالمغرب لم تنطلق من حقائق الاسلام كدين التعايش و كدين السلام و لم تنطلق من تاريخنا الامازيغي الاسلامي على الاطلاق بل انطلقت من الشعار الخالد الا و هو العروبة و الاسلام حسب التاويل السلفي  ..

ان هذه التيارات المسماة بالاسلامية زورا و بهتانا لا تتوفر على اي  امتداد تاريخي او ايديولوجي في المغرب الاقصى حيث يجب على المغاربة يدركوا تام الادراك ان لو لم تظهر ما  يسمى بالحركة الوطنية سنة 1930 في بلادنا لكان المغرب دولة امازيغية اسلامية علمانية بمفهومها الاصيل لدينا كمجتمع اسلامي له خصوصياته و استقلاله عن مجتمعات الخلافة الاسلامية كما تسمى اي هناك فرق شاسع بين مجتمعنا الامازيغي و مجتمعات الخلافة القرشية كما  اسميها ..

 لو سالت اي مواطن عادي الان في الشارع لماذا صوت لحزب العدالة و التنمية و سيرد عليك بالقول بكل البساطة ان هذا الحزب يمثل الاسلام و قيمه المثلى من قبيل الحياء و الشرف بحكم ان دولتنا المغربية يجب ان تصبح اسلامية بمعنى ان تطبق الشريعة الاسلامية و الحدود الشرعية و اباحة تعدد الزوجات الخ.

 غير ان هذا الاخير قد دخل المدرسة العمومية لكنه وجد مقررات التربية الاسلامية لا تذكر شيئا على الاطلاق عن حضارة الامازيغيين و وجد مقررات التاريخ لا تذكر الامازيغيين نهائيا الا بصفتهم برابرة يسكنون في الكهوف اي انهم لا يتوفرون على اي تاريخ او على اية حضارة مهما كانت ..

ثم عندما يذهب هذا المواطن العادي الى احدى مساجدنا ليسمع الارشاد الديني من طرف الامام الذي يقول للعوام ان العادات الامازيغية هي عادات جاهلية حيث يرقص الرجال مع النساء في مناطق سوس رقصة تسمى احواش في اللهجة البربرية حيث ان الاختلاط بين الرجال و النساء  هو حرام للغاية في ديننا الاسلامي الذي علم للبشرية جمعاء قيم الحياء و العفاف الخ من هذا الكلام المعسول...

 لو كنا نعيش في زمن الخلافة الاسلامية لقال هذا الامام نفسه احل لكم شراء الجواري قصد الاستمتاع بهن دون اي عقد زواج بمعنى ان فقهاءنا و رموز تيارات الاسلام السياسي يحاولون تجميل الماضي لعامة الناس و يتجاهلون ذكر هذه المسائل حتى ظهور دولة الخلافة الموعودة  ...

وهذه هي خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية في المغرب حيث تستعمل لغة الخطاب الاخلاقي لاستقطاب بسطاء الناس نحو ايديولوجيتهم المخالفة لتقاليدنا الامازيغية الاسلامية كما اعتبرها شخصيا كانسان متواضع له افكار قد لا تعجب الجميع حتى الاحباب منهم لكنني اخترت طريقي منذ سنوات من القراءة و الكتابة حيث ان الله سيحاسبني في الاخرة على ذنوبي و على معاصي و على افكاري كذلك حيث افضل الاستماع الى الاستاذ عصيد اف مرة من الاستماع الى فقيه سلفي الذي يقول ان الامازيغية بشموليتها هي قائمة الذات او انك ملحد الخ من هذه الاتهامات المجانية  ............

المهدي مالك

اجمالي القراءات 4293