الأحياء فى البرزخ

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٨ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الأحياء فى البرزخ

أولا : لا نشعر بهم ولا نراهم وهم يشعرون بنا ويروننا

لا نشعر بهم ولا نراهم.

1 ـ الأحياء فى البرزخ لا نشعر بهم ، يقول جل وعلا عمّن يُقتلون فى سبيل الله جل وعلا : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة )

2 ـ هم يروننا ولكننا لا نراهم ، يقول جل وعلا  عن الشيطان :  ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ  ) (27) الاعراف ), ( وقبيله ) يعنى الأحياء فى البرزخ .

هم يشعرون بنا ويروننا

1 ـ  يقول جل وعلا :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ). المقتولون فى سبيل الله يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من إخوانهم ، يعنى يشعرون بهم ويرونهم .

2 ـ وعن مثل تطبيقى يقول جل وعلا عن رجل جاء يدعو قومه لإتباع المرسلين : ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) يس ). قتلوه فبشرته الملائكة بالجنة فى البرزخ فتمنى لو كان قومه يعلمون بالنعمة التى صار فيها : ( قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27)  يس )

ثانيا : المعذبون فى البرزخ

بالاضافة للمنعمين فى البرزخ هناك المعذبون فيه ، وهم قوم نوح وفرعون وقومه.

قوم نوح :

1 ـ  يقول جل وعلا : ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) هود ) .

2 ـ كانوا يسخرون من نوح وهو يصنع السفينة فقال لهم إنهم سيعملون من سيأتيه عذاب يخزيه ويحلُّ عليه عذاب مقيم. وتفسير ذلك فى قوله جل وعنهم : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَاراً (25) نوح ). بمجرد غرقهم دخلوا نارا . الفاء فى ( فأُدخلوا ) تفيد الترتيب والتعقيب السريع. بمجرد غرقهم وجدوا أنفسهم فى نار البرزخ ، وتحقق فيهم ما قاله لهم نوح ، وعلموا أنه قال لهم الحق.

ما بين قوم نوح وقوم فرعون :

1 ـ يجمع بينهما العقاب غرقا .

2 ،  وأن قوم نوح كانوا أئمة للكفرة بعدهم لأنهم أول قوم كافرين . وهم بداية المرحلة الأولى ، وجاء فرعون إماما للكافرين فى المرحلة الأخيرة حتى قيام الساعة، يقول جل وعلا :  ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ (42) القصص ) هم أئمة أهل النار لكل من أتى بعدهم .

2 / 1 ـ ولهذا وصف الله جل وعلا الكافرين بعد فرعون أنهم يسيرون على ( دأب) فرعون ، قال جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمْ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) آل عمران ) ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمْ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) الانفال ) ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) الانفال) .

2 / 2  ـ وجعل الله جل وعلا فرعون وقومه سلفا للكافرين ، قال جل وعلا :(فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ (56) ( الزخرف ). هم ( السلف الصالح للسلفيين ).!

2 / 3 ـ أيضا كانت رسالة موسى بداية عهد جديد ، قال جل وعلا :( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)القصص). برسالة موسى التى تلقاها فى جبل الطور بدأ عهد جديد ليس فيه إهلاك شامل للكافرين. بل تم فرض القتال على المؤمنين الذين يقع عليهم العدوان من الكافرين الذين يسيرون على دأب فرعون. نزل هذا فى التوراة والانجيل والقرآن ، قال جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)  ) التوبة )

وهناك خصائص لفرعون

1 ـ بينما هو ( بنفسه ) يتعذب فى البرزخ أنجى الله جل وعلا جثته ليكون عبرة، قال له جل وعلا حين اعلن إسلامه وهو يغرق :  ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) يونس ). هذا دليل على نفى عذاب القبر الذى يؤمن به المحمديون .

2 ـ وبعد عذابه فى البرزخ سيأتى يوم القيامة يقود قومه الى النار ، يقول عنه جل وعلا :  ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) هود )

3 ـ قال جل وعلا عن غرق فرعون وقومه : ( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)الاعراف). وقال جل وعلا عمّا حدث بعد غرقهم :( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)  الاعراف ). ورث بنو اسرائيل مصر وتم تدمير آثار فرعون موسى .

عن عذاب فرعون وقومه فى البرزخ جاءت إشارات وهو فى أوج طغيانه ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)  القصص ) . تمكين موسى وبنى اسرائيل فى أرض مصر حدث بعد غرق فرعون وقومه . أى رأى فرعون وقومه هذا التمكين لبنى اسرائيل فى مصر وهم فى عذاب البرزخ. ويقول جل وعلا بعدها : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) القصص ) . إلتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا . وكونهم يشعرون به عدوا وحزنا لم يحدث إلا وهم فى البرزخ.

4 ـ ثم عن عذاب البرزخ لفرعون وقومه يقول جل وعلا :  ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر). حاق  بهم سوء العذاب فى البرزخ . ثم ينتظرهم أشد العذاب يوم القيامة حيث سيقود فرعون قومه الى النار ( هود 98 )

5 ــ فرعون فى برزخه يقاسى التعذيب من وقت غرقه الى أن تقوم الساعة. وفرعون فى برزخه يرى الناس يعيشون ويموتون، ويرى الطُّغاة عبر القرون وهم على دربه ودأبه يسيرون . ماذا يقول فرعون موسى عن الفراعنة المستبدين من المحمديين ؟

ثالثا : الملائكة أحياء فى برازخ السماوات والأرض

1 ـ فى هذه الدنيا يقوم جل وعلا بتصريف شئون البشر ( من الحتميات والقضاء والقدر ) عن طريق الملائكة. كما يسجل أعمالهم بالملائكة. وهناك ملائكة الموت . بقيام الساعة يأتى رب العزة جل وعلا بذاته ليلقى البشر ويحاسبهم . الأوامر الالهية للملائكة تتنزل بين السماوات السبع والأرضين السبع ، أو بين برازخ السماوات السبعة وبرازخ الأرض الستة  قال جل وعلا : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) الطلاق ) . وتتوالى الأوامر صاعدة نازلة ، قال جل وعلا :( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) السجدة )( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) سبأ )

2 ، بالإضافة الى ذلك تقوم الملائكة بالعبادة. وتتنوع هذه العبادة الى :

2 / 1 : التسبيح ، يقول جل وعلا: ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44) الاسراء )، ( من فيهن ) يشمل الملائكة. ويقول جل وعلا : ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ )(13) الرعد) ( وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20) الانبياء )

2 / 2 : التسبيح والاستغفار للمؤمنين ، يقول جل وعلا : ( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) الشورى ) ، ويقول جل وعلا : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا ) (7) غافر ).

3 ـ السجود ، يقول جل وعلا :  ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)  النحل ). ( دابة ) تعنى المخلوق المتحرك الذى ( يدب) ، ينطبق هذا على أحياء الأرض وبرازخها الستة وأحياء السماوت وبرازخها السبعة. ويقول جل وعلا : ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15) الرعد ).

رابعا : الجن

1 ـ يعيشون فى برازخ الأرض الستة ، وكانوا ممنوعين من الاقتراب من برزخ السماء الدنيا حين نزول الوحى القرآنى ، فقد أحسوا بنبضات وتداخلات آتية من السماوات تمر عبر برازخ الأرض الستة الى الأرض المادية فإقتربوا من السماء الدنيا يستطلعون الخبر فسلّط الله جل وعلا عليهم شُهبا محرقة ، قالوا عن ذلك : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً (9) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11) الجن ) .

2 ـ عن معيشتهم فى برازخ الأرض قالوا : ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) الجن ) وقالوا أيضا : ( وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32) الاحقاف )

خامسا : الليل والنهار فى البرزخ

مما جاء عن أحياء البرزخ نفهم أن هناك ليلا ونهارا ، مع إختلافات لا نعرفها. ونحن نتدبر من خلال القرآن ولا نستطيع أن نتجاوزه وإلا وقعنا فى الكلام فى الغيبيات بالخرافات. ونعطى أمثلة :

1 ـ يقول جل وعلا : ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر). هنا عرضهم على النار فى الصباح وفى العشاء . وهذه مواقيت عندنا مع إختلاف الزمن. ، ويقول جل وعلا :  ( وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) الروم) ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15) الرعد )

2 ـ ويقول جل وعلا  عن الملائكة : ( وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20) الانبياء ). أى هناك ليل ونهار .

 

اجمالي القراءات 5956