غياب العقل والدجالين

رمضان عبد الرحمن في السبت ٢٦ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

غياب العقل والدجالين

أنا لا أعلم من أين أبدأ ولكن لا بد أن أبدأ في هذا الموضوع الذي أثير في الفترة الأخيرة في مصر وللأسف على أيدي من يسمون أنفسهم علماء الأزهر، بخصوص رضاعة الكبار وما خاضوا في هذا الموضوع بجهلهم عن الحق، متبعين الخرافات وهم بذلك يتهمون الرسول بكذبهم أنه من قال هذا، والرسول من هؤلاء بريء، وأنا أرى شيئاً مختلفاً عن كل من كتب في هذا الموضوع من جهة أراها منطقية، وهي ـ لا يستطيع أي إنسان أن فعل ذلك دون أن يتحرك شعوره، ومن السهل أن يقع في الزنا، وقد  قال الله تعالى:
((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)) سورة الإسراء آية 32.

أي المسببات التي تقرب الإنسان إلى الفحشاء نهى الله عنها، بقوله تعالى عن غض الأبصار:
((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) سورة النور آية 30.
فإذا كان المولى عز وجل يأمرنا أن نغض البصر ، ورجال الدين المتعصبين يرون ان صوت المرأة عورة ، وأن جميع جسدها عورة إلا الوجه والكفين عند بعض المتفتحين منهم ، فكيف يرضع الرجل من امرأة غريبة عنه ..؟؟ ( أعتقد أن الشيخ الذي أفتى هذه الفتوى غابت عنه رخصة فقهيه هامة جدا وهي ( الضرورات تبيح المحظورات)..


وأمرنا المولى عز وجل بغض البصر لكي لا يتحرك شعور الرجل أو المرأة بالنظر غير المشروع، ولهذا جاء فيه أمر من الله، وهنا وجه المقارنة بين الحق وبين من يفترون على الله، مثل موضوع رضاعة الكبار، وإذا كان الموضوع هكذا سوف يصبح البشر كالحيوانات لا يعرف من إبن من أو من أخ من طالما أن الكبار يرضعون في بعض كما يقول هؤلاء المشوشون في الفكر والعقيدة، وإذا كان نبي الله يوسف عليه السلام كان قاب قوسين أو أدنى حين أغرته امرأة العزيز لولا أن صرف الله عنه السوء، فكيف لأي إنسان عادي أن يرضع من امرأة ولا يتحرك شعوره أو شعورها؟!.. وهم بذلك يضربون عرض الحائط بشرع الله، وأعتقد أن من قال هذا الكلام أو أثاره مجدداً في هذا العصر لا يستحق أن يحقق معه، وإنما يستحق أن يذهب إلى مصحة ليقوموا بعلاجه، كما أحب أن أوضح شيئاً ربما يكون غائباً عن الجميع وهو حين أمر الله رضاعة الأطفال من غير أمهاتهم لأنهم أطفال أبرياء ولهذا جعل الله الطفل الذي يرضع من غير أمه يصبح أخ لأبناء من قامت بإرضاعه وابنها أيضاً في الرضاعة، لأنه طفل لا يعلم شيء وأن الذي حكم بذلك أحكم الحاكمين، وهنا يتبين لنا أن هؤلاء هم من يقوم بالعبث بدين الله، متجاهلين قول الله تعالى عن أدب الأطفال الذين من صلب الرجل وزوجته، وقد جاء في هذا الموضوع أدب للأطفال لكي يتعلموا منذ الصغر، يقول المولى عز وجل:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) سورة النور آية 58.

لكي يعلمنا الله أن نؤدب أبناءنا قبل الحلم، وإذا كان الأطفال ذكر الله لهم هذا القول قبل أن يبلغوا الحلم وبعده، يقول تعالى:
((وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) سورة النور آية 59.

فكيف يقول هؤلاء هذا الكلام وهم بذلك يدعون إلى الزنا صراحة، وبعد ذلك يحملون الدين كذبهم فهذه هي لغة من يفترون على الله ورسوله مثل هؤلاء الدجالين الذين يدعو أنهم يعالجون الناس وخاصة من يقوموا بالكذب على النساء في موضوع الرقية الشرعية، ومن ثم يختلي بها، ويفعل ما يريد فيها وبعد ذلك بكل بجاحة يقول هذا نوع من العلاج، متهماً الدين أيضاً أنه يسمح له بما يفعله، بأي امرأة تأتي إلى هؤلاء الدجالين، وما أدراك ما الدجالين، وكما تعلمون أن هؤلاء لجأوا إلى هذا الطريق إما شذوذ أو فشلوا في حياتهم، المخزي في هذا الموضوع أن البنت أو الزوجة تذهب بعلم أبوها أو أخوها أو زوجها بل ويقف حارس عليها وما يدري ما الذي حدث لها في غياب عقله، الذي يسمح لرجل غريب أن يختلي بابنته أو زوجته وهو يقف (زي اللطخ) طالما أنه يصدق كذب هؤلاء الدجالين، وان الكذب لم ينتهي بعد فليس غريب أن يظهر في هذا العصر أحد الأشخاص ويحلل كذباً رضاعة الكبار متهماً الدين والدين منه بريء.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 13447