الشيطان اللعين الرجيم وإيقاع البشر فى عذاب الجحيم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٥ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الشيطان اللعين الرجيم وإيقاع البشر فى عذاب الجحيم

أولا : ابليس الرجيم والشيطان الرجيم

1 ـ فى موضوع لعن ابليس ولعنه وطرده من الملأ الأعلى تكرر وصفه بالرجيم ، قال له جل وعلا : ( فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر ) هنا جاء وصفه مقدما بأنه رجيم ، ثم بعدها تأكيد اللعنة عليه الى يوم الدين . وتكرر هذا فى سورة ( ص ) : ( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) ص ) .

2 ـ التطبيق العلمى حدث بعد طرده من الملأ الأعلى وصيرورته فى برازخ الأرض وقد أصبح إسمه ( الشيطان ) . أصبح من الجن وأصبح وذريته يسترقون السمع على حواف السماء الدنيا . وهنا ترجمهم الصواعق . وبهذا يكتسب الشيطان وصف ( الرجيم ) . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18) الحجر ). وبهذا أيضا جاء وصف السماء الدنيا بأنها ( رجوم ) أى ( راجمات ) للشياطين ، قال جل وعلا : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ )(5) الملك) . وهذا يذكرنا بالسلاح المعروف براجمات اللهب .

ثانيا : الشيطان الرجيم وإغواء البشر

1 ـ توعد ابليس ابناء آدم بإغوائهم ليدخلوا معه النار ويعانوا معه عذابها : (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) ص ).

2 ـ وإنقاذا للبشر منه أرسل الله جل وعلا الرسل بالكتب الالهية ، فكان الشيطان هو الذى يحطم أمنية كل رسول فى أن يؤمن كل أتباعه ، قال جل وعلا : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) الحج ) . الله جل وعلا أتاح للشيطان حريته فى الإغواء وأتاح للبشر حريتهم فى الايمان أو الكفر إختبارا لهم .

3 ـ ومن أهم وسائل الشيطان أن يوحى الى أوليائه وحيا ينسبونه لرب العزة ، وهؤلاء الذين يذيعونه هم أعداء الأنبياء ، أى لكل نبى عدو من المجرمين أولياء الشيطان ، وسيتبرأ خاتم المرسلين يوم القيامة من أتباع الشيطان الذين إتخذوا القرآن مهجورا .قال جل وعلا عنهم : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان )

4 ـ وعن الوحى الشيطانى لأعداء الأنبياء قال جل وعلا : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الانعام ). أى بمشيئته جل وعلا توجد ملايين النسخ من الأحاديث الشيطانية فى الكتب المقدسة عند السنيين والشيعة والصوفية والمسيحيين والبهائيين والبوذيين والهندوسيين ..الخ . وفى مقابلها حفظ الله جل وعلا القرآن الكريم ليكون عليهم حُجّة يوم القيامة .

5 ـ أنزل الله جل وعلا هذا القرآن نذيرا للعالمين : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1) الفرقان  ) أى نذيرا لهم من عذاب الجحيم ، وأنزله رحمة للعالمين:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الانبياء ) فمن آمن به وعمل بما فيه أنقذته رحمة رب العالمين من العذاب المهين. ولقد قال جل وعلا عن رحمة القرآن الكريم لمن يتعظ به فى حياته وقبل مجىء الأجل:(إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) يس ) .

6 ـ وكان عليه السلام فى حياته يعظ الأحياء بهذا القرآن : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ق ) (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)الانعام) (وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)الانعام ) .

7 ـ وفى هذا الكتاب نذكّر بالقرآن الكريم فى موضوع العذاب ، ونحذّر من الشيطان الرجيم .

ثالثا : حفظ الله جل وعلا الوحى القرآنى من تنصت الشيطان والجن :

1 ـ حفظ الله جل وعلا القرآن الكريم : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر ). ولهذا الحفظ ثلاث مراحل : حفظه عند نزوله على قلب النبى ، وحفظه وهو فى قلب النبى وعلى لسانه وحفظ النبى فى تبليغه ، وأخيرا حفظه مكتوبا بنفس طريقته الفريدة فيما يسمى بالمصحف الى قيام الساعة . ونتوقف مع حفظه فى التنزيل وفى الدعوة والتبليغ على يد خاتم النبيين ـ عليهم جميعا السلام .

2 ـ الأولى : حفظه عند التنزيل : سبقت الإشارة الى الآيات الكريمة : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) الصافات ) وقول الجن ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً (9) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) الجن ).

3 ـ هنا حفظه جل وعلا للوحى القرآنى لحظة انتقاله من العالم العلوى الى قلب النبى محمد فى عالمنا المادى، والقلب فى مصطلحات القرآن هى النفس أو الفؤاد . وهذا المستوى اللامادى البرزخى  لا نعرف عنه شيئا وهو الذى يكتنف عالمنا المادى ويتخلله ويتجاوزه وينعدم الزمن الذى نعرفه وتتجاوز السرعة حدود معرفتنا البشرية طبقا لاشارات القرآن الكريم. هنا فان حفظ الوحى كان بمنع تداخل البث الموجى  القرآنى من كائنات ذلك العالم غير المادى من الجن والشياطين . يقول جل وعلا ــ متحديا الإنس والجن ـ عن تحصين برازخ السماوات والأرض  (  يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن ) السلطان هنا هو السماح الإلهى . بدونه قال جل وعلا : ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) الرحمن )
رابعا : عصمة الرسول فى تبليغ القرآن الكريم

والثانية بعد نقل الوحى القرآنى على يد جبريل مكتوبا مطبوعا فى قلب النبى . وفيها لم يكن فى وسع النبى وهواه البشرى وضعفه الانسانى أن يؤثر فى حفظ هذا الوحى أو فى تبليغه ، قال له جل وعلا فى خطاب مباشر خاص به وحده : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) المائدة )

ونتتبع وسائل هذا الحفظ فى الآتى :

1 ـ أمر النبى بالاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم :

1 / 1 : أمر الله جل وعلا رسوله أن يستعيذ به من الشيطان الرجيم فى كل أحواله ، وتكرر هذا الأمر كثيرا لتحصين النبى من وسوسة الشيطان وهو قائم فى التبليغ . قال جل وعلا : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) فصلت ) ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الاعراف ) (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)  المؤمنون ) (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) الفلق ) (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الناس).

1 / 2 : وأمره جل وعلا أن يستعيذ بربه من الشيطان الرجيم خصوصا إذا قرأ القرآن الكريم: ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) النحل ).

1 / 3 : كما أمره ربه جل وعلا أن يستعيذ بالله العظيم من أتباع الشيطان الذين يجادلون فى آيات القرآن الكريم ، قال جل وعلا عنهم : (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)  غافر )

1 / 4 : وكل هذه الأوامر موجهة لنا نحن أيضا .

2 ـ كما نزل التهديد للنبى إذا لم يقم بواجبه فى التبليغ :

2 / 1  : أمره جل وعلا أن يعلن أنه لن يجيره ولن ينقذه أحد من ربه إلا بتبليغ القرآن الكريم : ( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن )

2 / 2 : وقام أتباع الشيطان بمحاولة التأثير على النبى ليفترى لهم وحيا شيطانيا ، وكادوا أن ينجحوا بمكرهم الذى تزول منها الجبال ، فنزل التهديد له من رب العزة : (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75)الاسراء)

2 / 3 : وأكّد جل وعلا أن النبى لو تقوّل على ربه فسيُنزل به عذابا يراه الناس ولا يستطيعون حجز هذا العذاب عنه . قال جل وعلا : ( تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) الحاقة )

3 ـ مع هذا أكّد رب العزة جل وعلا تحكمه جل وعلا  فى وحيه القرآنى حتى بعد وصوله الى قلب النبى :

3 / 1 : فهناك ( رصد ) من الملائكة للتأكد من تبليغ الرسول للرسالة ، قال جل وعلا : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28) الجن )

3 / 2 : ردا على زعم أتباع الشيطان الرجيم أن النبى هو الذى إفترى القرآن الكريم قال جل وعلا: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)الشورى ). أى لو حدث تدخل شيطانى فى قلب النبى يؤثر على الوحى فيه بوضع أباطيل فإن الله جل وعلا يحفظ ويحمى قلب النبى ويمحو هذا الباطل ويحق الحق القرآنى بكلماته .

3 / 3 : بل لو شاء الله جل وعلا لأذهب القرآن من قلب النبى ، لو لا رحمته جل وعلا : (وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً (86) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (87) الاسراء )

4 ـ متابعة النبى بالأوامر حتى لا يطيع أتباع الشيطان الرجيم :

4 / 1 : فى أوائل ما نزل فى مكة قال له جل وعلا  يحذره من طاعة الكافرين ومداهنتهم : ( فَلا تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)  القلم )

2 / 2 : وفى المدينة أمره ربه جل وعلا بالتقوى وأن يتبع القرآن الكريم متوكلا على ربه جل وعلا ، ونهاه عن طاعة الكافرين والمنافقين، قال له فى خطاب مباشر خاص به وحده : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3) الأحزاب ) (وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (48) الاحزاب ) .  

أخيرا : بالنسبة لنا :

1 ـ علينا أن نستعيذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إذا وسوس لنا بمعصية وإذا قرأنا القرآن الكريم .

2 ـ وقد أقسم رب العزة جل وعلا أن القرآن الكريم لا يمسُّ إلا القلب الطاهر الذى لا يؤمن بأحاديث الشيطان تمسكا بالايمان  بالقرآن وحده حديثا ويبغى الهداية فيه وحده. قال جل وعلا : ( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) الواقعة ) .

اجمالي القراءات 6648