الرد على الأخت رحمة عبد المولى فى موضوع الجنابة

Inactive User في الثلاثاء ٢٢ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الخيل والليل والبيداء تعرفنى ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم

الكاتبة رحمة عبد المولى مع خالص إحترامنا لإجتهاداتها المخلصة لكى تفهم الحقائق القرآنية وتطلع على ما فى القرآن من أنوار ربانية إلا أنها كثيرأ ما تختلط لديها الأمور ونجد فيما تقول كثيرأ من القصور الذى يحتاج لتسليط النور حتى تتضح الحقيقة وخاصة أنها أخت وصديقة .
الكاتبة تحاول أن تثبت أن كلمة ( جُنًب) لا علاقة لها بالجماع الجنسى وأن الملامسة الجنسية بين الرجل وزوجته لا توجب الإغتسال ولكنها توجب الوضوء فقط . وسأحاول فى مقالى هنا أن أفند حجتها وأثبت لها من القرآن العظيم  ان الجنابة معناها الجماع الجنسى وأنها تستوجب الغسل الكامل لجميع أعضاء الجسم بالماء فى حال توفره ويستبدل بالتيمم فى حال غياب الماء لأى ظرف .

تقول الأخت رحمة الكاتبة الواعدة :
<< رسخ السلف من المتخلفين في عقول الناس مفهوم "الجنابة "( وهي كلمة دخيلة على القرآن)على أنه متعلق بالجنس.. وهناك من قال أنها تتعلق بالرجل والمرأة على حد سواء.. الحيض بالنسبة للمرأة والمني بالنسبة للرجل، وفي رواية أخرى .. قالوا أنها للرجل فقط .. فهو المعني بالشهوات حتى أنه لم يكتفي بالاشتهاء المرأة .. بل يشتهي الرجل كذلك كما كان شأن قوم لوط.. فقال فيهم الله:
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ(55) النمل >>.
وأقول :
بداية نرفض التعميم فى وصف السلف بهذا الشكل الفج فنجن لا نعلم الغيب ولم نحط بهم ولا بأعمالهم علماً فقد كان منهم الصالح والطالح , ويكفيك أن تكتبى دون سب أو تجريح فليس السب والتجريح من شيم الكاتب الفذ .
ونحن نسأل الأخت رحمة فى هدوء وتؤدة هل ذكرت كلمة وضوء فى القرآن ؟؟

بالطبع لا لم تذكر ولا مرة , فكيف عرفنا أن قوله تعالى ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم ... الآية ) كيف عرفنا هنا أن الله تعالى يتحدث عن الوضوء الذى يسبق الصلاة ؟؟ وكيف أطلق المسلمون عليه كلمة (( وضوء )) ؟؟
لابد أن نرجع لما قلناه من قبل وهو أن الصلاة بكل ما لها وما عليها سنة متواترة عملية إنتقلت من رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى المسلمين بالتعليم المباشر ثم نقلوها للأجيال التالية بالتواتر بكل ما لها وما عليها , ومن هذا التواتر فهمنا أن الوضوء يتكون من تلك الأركان التى بينها رب العزة فى الآية السابقة .

ومن مستلزمات الصلاة الوضوء قبل الفروض والإغتسال بعد الجنابة ( الملامسة الجنسية بين رجل وزوجته) فإذا لم يتوفر الماء نستبدل ذلك بالتيمم وهو مسح الوجه واليدين برمال نقية ( صعيدأ طيبأ ) وليس ترابأ خبيثأ ملوثأ وقد اشترط المولى فى هذا ( الصعيد ) أن يكون ( طيباً ) وهى أوامر ربانية لازمة التنفيذ دون نقاش حيث لو نوقش هذا التيمم لبرز لنا أسئلة كثيرة وسخيفة عن أهميته وقيمته وهل هو فعلأ يطهر الوجه واليدين أم يلوثهما ؟؟ هو أمر الله لمن لم يجد الماء .
تقول الكاتبة :
<< وبقينا سنين بل قرون ونحن نشقى من أجل هذه المفاهيم المغلوطة.. لماذا نشقى؟؟ لأنه موضوع بات يسبب الإحراج ويدخل في صميم حرية الشخص ويمس بصفة مباشرة حياءه.. في حين أننا لو تمعنا في آخر الآيتين في الأعلى لوجدنا أن العلاقة الجنسية ذكرت فيما بعد وحكمها كحكم المريض والمسافر والقادم من الغائط..وهذا الأخير عندما يذهب إلى الغائط فهو يخرج سائلا ومادة صفتهما النجاسة..كان الأجدر إذا أن يكون الاغتسال لهؤلاء..أو أن ينسب مفهوم "الجنابة" لهم..لكن حكمهم بالنص القرآني تماما كحكم الممارسة الجنسية وهو: الوضوء فقط وإذا لم يجدوا ماءا فليتيمموا.>>.
وأقول :
وتعتمد الكاتبة على الآيتين القرآنيتين التاليتين :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)) (43) النساء

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))(6) المائدة
أقول وبالله التوفيق :
الآية الكريمة الأولى 43من سورة النساء يوضح لنا رب العزة الحقائق التالية عندما نهم للصلاة :
أولأ فى حال توافر الماء :
(1) عدم القيام للصلاة إلا فى حالة الوعى الكامل للعقل الإنسانى لأنها فريضة جليلة يقف فيها العبد بين يدى مولاه خاشعأ فلا يصح أن يكون فى حالة سكر أى غياب ذهنى لأى سبب من الأسباب , وقد تحدثنا فى مقالات سابقة أن السكر لا يكون بشرب الخمر كما يفهم الكثيرون ولكنه قد يحدث من مرض نفسى أو جسدى أو حالة ذهول ودللنا على ذلك بما يكون عليه الناس يوم القيامة حيث يقول الله تعالى عنهم ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) .
(2) الشرط الثانى لإقام الصلاة ألا يكون الإنسان ( رجل أو إمرأة ) جنبأ أى قادم من لقاء جنسى مع زوجته ففى هذه الحالة يشترط المولى سبحانه على الإنسان القادم من ملامسة جنسية أن يتطهر والكلمة هنا ( فاطهروا ) تدل على عموم وشمولية غسل الجسم كله بالماء فى حال توفره .
(3) فى حالة عبور السبيل ( أى السفر ومفارقة البيت والأهل) يستثنى الله تعالى شرط الطهارة لعدم إمكانية المسافر أن يحصل عليه فى كثير من الظروف .
(4) فإذا تيسرت سبل الغسل وجب الغسل ( الإستحمام بالماء ) فورأ .
ثانياً : فى حال غياب الماء :
ثم ينتقل بنا ربنا جل شأنه فى نفس الآية للحديث عن نفس المسائل الهامة السابقة التى تتعلق بالصلاة وهى :
المرض – السفر – القدوم من الغائط – ملامسة النساء
يستبدل التراب ( الصعيد الطيب ) بالماء فى كل ماسبق من أحوال .

والآية الكريمة الثانية 6 من سورة المائدة تجمل نفس المعانى والتوجيهات من الله جل وعلا .
ونفهم منهما أن الجنابة معناها مجامعة أو ملامسة النساء ووجوب التطهر من ذلك بالإغتسال الكامل الذى يشمل كافة أجزاء الجسم , ولا يمكن أن يكفى الوضوء كما تقول الكاتبة لهذا الغرض بحيث تحاول الكاتبة أن تثبت أن الوضوء يكفى الإنسان بدلأ من الغسل بعد الملامسة الجنسية بحجة أن الملامسة الجنسية خصوصية شخصية لا يجب أن يعلم الآخرون ما إذا كانت حدثت بين زوجين أو لم تحدث , وهو تصور عجيب إذ لا ينطبق هذا المنطق إلا على العائلات والأسر الذين يعيشون جماعات فى شقة واحدة أو منزل ريفى واحد فيكون من السهل على بقية العائلة متابعة العريس وزوجته أو الرجل وزوجته والفهم  بأنهم قد تجامعوا منذ قليل أم ليلة أمس ام ماذا ؟. تصور عجيب لا يمكن تطبيقه فى المجتمعات الحضارية حيث يستقل كل زوجين بشقة خاصة أو منزل أو فيلا ولا يمكن لمخلوق أن يعرف ما يحث بينهما من لقاءات جنسية مهما قلت أو كثرت .
ثم تنتقل الكاتبة بنا إلى الحديث عن كلمة ( جنب ) فتقول : .. <<< كلمة "جنبا" إذا هي حالة يكون عليها الإنسان تستوجب اغتساله.. وهي حالة تجعله غير قادر على الاقتراب من الصلاة والحضور بين يدي الله .. بعبارة أوضح هي تمنعه من إقامة حدود الله في الصلاة.
كيف يمكن لنا أن نفهم معنى هذه الكلمة؟؟؟؟
بالبحث في كتاب الله ودراسته وجدت أن هذه الكلمة ذكرت بنفس الشكل وبنفس الصيغة في قوله تعالى:
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا(36) النساء " الْجَارِ الْجُنُبِ"؟ فهل لو كان المعنى السابق أي العلاقة الجنسية أو الحيض والمني صحيحا فهل نستطيع أن نفهم هذه الآية؟؟؟ التي يطالب فيها الله عباده بالإحسان إلى " الْجَارِالْجُنُبِ"..؟؟؟؟؟؟
هذا الجار هو في حالة تستوجب أن نحسن إليه.. وفي الآيات السابقة هذه الحالة تستوجب الغسل
فما معنى هذه الكلمة؟؟
هذه الآيات البينات تبين لنا أن الْجُنُبِ هو الذي لا تتوفر له المرافق الصحية الطبيعية الضرورية وهي أيضا حالة يختص بها كل واحد تكون طبيعة عمله تجعله يكون غير نضيف وفي حالة تستوجب الاغتسال.. مثل الحداد و الفحام والبحار....إلخ.>>>.
وأقول :

وفى محاولة جديدة من الكاتبة للمغالطة والزج بآيات الله تعالى الكريمات الواضحات فى غير معانيها , فإنها تحاول هنا أن تطبق معنى الجنابة التى تحدث للزوجين بعد الجماع على معنى كلمة ( الجار الجنب ) وتريد منا أن نوقف عمل عقولنا لنخضع لطريقتها العجيبة فى فهم القرآن حيث أن فى طريقتها خللأ أكيدأ لا بد من إظهاره , أنظر عزيزى القارىء لكلامها أعلاه ستجد العجب العجاب .
وبالبحث والتدقيق والإستتباط من كلام الله تعالى نجد أن كلمة (جُنُب ) جاءت من الفعل ( جَنَبَ) أى بعُد وقد ذكرت هذه الكلمة فى آيات كثيرة بمعان متعددة فقد تأتى لتدل على مكان على الأرض او تدل على مكان بجسم الإنسان أو تدل على شىء معنوى غير ملموس كما سنوضح فيما يلى :
أولأ : مشتقات الفعل جنب بمعنى ابتعد عن الشىء وهجر الشىء جاءت فى الآيات التالية :
(( الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ )) الزمر 17

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )) الحجرات 12

((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )) النحل 36

(( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ )) الحج 30

((وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)) الشورى 37

((لَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )) النجم 32

ثانيأ مشتقات الفعل جنب بمعنى يدل على مكان على الأرض :

((فَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً)) الإسراء68

((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى )) طه 80

((وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا )) مريم 52

((فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)) القصص 29

((لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ)) الصافات 8

(( قَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )) القصص 11


ثالثأ مشتقات الفعل جنب بمعنى جزء من البهيمة :

((وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) الحج36

رابعأ مشتقات الفعل جنب بمعنى الدين والتقوى ( وهو شىء معنوى ) :
((أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ )) الزمر 56
وهنا معناها حق الله أى دينه ورسوله كتابه .

خامسأ مشتقات الفعل جنب بمعنى غريب وليس قريب :

(( واعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)) النساء 36

وواضح هنا أن الجار الجنب عكس الجار ذى القربى ولا تحتاج لكلام وإطالة وفتح قصص بدون داع أو سبب , والصاحب بالجنب هو رفيق السفر سواء بالجمل أو الحصان أو القطار أو الطائرة أو الباخرة وخلافه .

مما سبق يتضح معنى كلمة (جُنًب) ومشتقات الفعل (جَنَبَ) وقد تم تفصيلها أعلاه , والجنابة من خلال فهمى لتلك الآيات الكريمات السابقة معناها أن الإنسان بعد الجماع الجنسى يكون بعيدا عن ممارسة عبادة الصلاة إلا إذا تطهر بالغسل فى حال وجود الماء او بالتيمم فى حال غياب الماء , ولا يتأتى لأحد ان يقول ان الإنسان يتوضأ بعد الجماع الجنسى وأن الوضوء يكفى فهذا إفتتاء على الله تعالى لأنه سبحانه قد أوجب التطهر أى الإغتسال بعد الجماع الجنسى , ولا سبيل لتشبيه الجماع الجنسى وخروج سائل المنى من الرجل وسائل النشوة من الأنثى لا يمكن تشبيه ذلك بمن تغوط أو بال فهذا أمر بعيد المنال ولا يمكن تصوره بحال ,
وأخيراً أتقدم بالشكر للأخت الكاتبة رحمة فقد شحذت همتى للبحث والتقصى واستنفرت همم الكثيرين للرد على زعمها مع خالص دعائنا لها وللجميع بالتوفيق .






اجمالي القراءات 29063