كيف تطورت الكائنات الحية؟

سامح عسكر في الأربعاء ٠٢ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بدون تفصيل وسرد أبحاث علمية، الموضوع باختصار جدا، أن الكائنات تتطور حسب تتبعها لمصدر غذائها، يعني لو السمك ماوجدش غذائه في البحر سيظهر فصيل منه يبحث عنه في البر..وبعد ملايين السنين في ممارسة هذه العادة يتحول هذا الفصيل إلى كائن (برمائي) وبنفس الطريقة سيتحول إلى كائن بري..

أجدادنا الأوائل عاشوا في البحر قبل 500 مليون إلى مليار سنة ، وتطورت الأنواع بهذه الطريقة حتى أثبتتها الأبحاث وعلم الأحفوريات، وبدهيا في علم الحفريات أجدادنا الأوائل من الأسماك موجودين في أسفل طبقة من طبقات الأرض، يعلوها الطبقة الأعلى اللي تطورت منها ثم الأعلى ثم الأعلى..وكلما تعلو في سطح القشرة الأرضية تصل في النهاية إلى عظام الإنسان والكائنات المعاصرة..

طب فيه مثال على ذلك؟

طبعا: الحوت

الحوت في البداية كان حيوان بري شبه التمساح، وبنُدرة غذائه في البر بحث عن غذائه في البحر ، وبعد ملايين السنين من ممارسة هذه العادة تطور فصيل منه وأصبح كائن برمائي..وبنفس الطريقة تحول إلى حيوان مائي، وتشريح الحوت الآن ما زال فيه الأرجل الخلفية مطموسة تحت اللحم اللي ورثها من أسلافه قبل ملايين السنين، غير الرئة طبعا والأثداء..ولأنه أصلا حيوان لا يستطيع الغطس تحت الماء ساعات متواصلة، لازم يطلع يشم هوا وينزل تاني تقريبا كل ساعة..

طب في مثال ثالث؟

آه طبعا: فرس النهر أو ما يسميه المصريون (السيد قشطة)

هذا حيوان بري ولما ندر غذائه في البر بحث عنه في البحر، وبعد ممارسة هذه العادة تطور فصيل منه إلى كائن (برمائي) وهو الحيوان الحالي، يقدر يعيش تحت المياه..وباختصار: السيد قشطة حاليا في مرحلته البرمائية، ولو ظل على نفس هذا الطريق من التطور سيصبح مستقبلا زي الحوت، ويتشكل جسمه حسب طبيعة المياه كما تشكل الحوت بالضبط...

طب فيه مثال رابع؟

آه طبعا: الطيور مختلفة المناقير

دي كانت بتجمعها سلف مشترك، ومع بحثها عن مصدر غذائها تشكل منقارها حسب المسافة بينها وبين الطعام، فكلما كان غذائها عميق في الأرض كلما طال منقارها وتحدب، وكلما أصبح غذائه على السطح قصر منقارها، وكلما هرب غذائها بين أشياء أخرى تفلطح المنقار ليضمن القبض على الفريسة..وهذه العملية أخذت ملايين السنين..يعني لا يمكن تراها، إنما داروين اكتشفها بعقله الجبار وسجلها في كتابه "أصل الأنواع"

طب فيه مثال خامس؟

آه : ودي مفاجأة..

قبيلة "باجوا" الأندويسية تعيش نصف حياتها الآن في البحر، فيغطسون لساعات دون تنفس تحت الماء ، والسبب بحثهم عن الصيد في ظل ندرة غذاء أسلافهم في البر فتحولوا إلى كائنات أشبه بالبرمائية.

وهذا فيديو لحياتهم في البحر.. https://bit.ly/2r8L1bE

يعيشون أيضا في الفلبين وماليزيا ، واكتسبوا صفات وراثية من أجدادهم تمكنهم من الغطس مدة أطول من الإنسان العادي، بالضبط زي ما حصل للحوت من قبل ويحدث الآن لفرس النهر وكلب البحر وغيرهم..يعني لو عاش هؤلاء بنفس الطريقة مليون سنة قدام على الأقل سيتحولوا لكائنات برمائية صرفة، ثم بعد ذلك إلى كائنات مائية رغم أصلهم الإنساني ويتشكل جسمهم حسب طبيعة المياه..وبعد 2 مليون سنة هايطلع لنا سلفي ويقول (دول أصلا سمك) وداروين ملحد والتطور أكذوبة..إلخ..

لكن بتحليل dna نكتشف إنهم أشقائنا وعاشوا زينا بالضبط قبل 2 مليون سنة، وربما لو ظلت هذه الفيديوهات وقتها تكون حجة على السلفي، ومع ذلك مش هايقتنع إلا لو الشيخ محمد حسان قاله ان دا جدنا ياحمار..!

يوجد مثال مشابه في قبائل التبت الصينية، تعيش فوق هضاب وجبال شاهقة ينقص فيها الأكسجين، فتكيفت وتطورت رئاتهم للطبيعة، بعكس الإنسان العادي، ماتقدرش تعيش معاهم في التبت وربما يجيلك أزمة قلبية أو ضيق تنفس وتموت بالليل، نفس الكلام في جرينلاند القطبية والشعوب الإسكندنافية وقبائل سيبريا، اكتسبوا خصائص العيش في الثلوج فتكونت طبقة دهنية تحت جلدهم زي اللي اكتسبها الدب القطبي بالضبط، يعني تكون عايش معاهم لابس 50 بطانية وهما قاعدين بالفانلة الحمالات عادي..

هذا التطور سماه علماء البيولوجي (بالطفرة) يعني وجود سبب أدى لحدوث التطور بتغير الجينوم البشري، وبالتالي عندما يتغير الجين يتغير شكل الجسم بالضرورة ، إنما تبقى الخلايا والجهاز التناسلي شاهدان على أصل الجسم الأول، وهو دا اللي عرفنا بيه أصل الحوت، وأجداد فرس النهر وتوقعنا بيه أيضا مستقبل هذا الفرس في البحر..

باختصار: الإنسان والشمبانزي تطوروا بنفس الطريقة، بحث أيضا عن مصادر الغذاء، هما فوق الشجر واحنا تحت، ولأن الشجر محتاج ذراع طويلة وقوية اكتسبها الشمبانزي بحكم التطور، واحنا عشان عايشين في البر نمشي على أرجلنا فبقينا العكس، أرجلنا طويلة وقوية مش ذراعنا، وهو دا اللي قاله داروين إن إحنا وهما من سلف مشترك غير عاقل طبعا..أما متى ظهر الإنسان العاقل المكلف وقصة الأديان..دي حكاية تانية خالص..
اجمالي القراءات 8371