لا يمكن أن تُرضى الله جل وعلا وتُرضى أيضا أغلبية البشر

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٢ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لا يمكن أن تُرضى الله جل وعلا وتُرضى أيضا أغلبية البشر

مقدمة :

1 ـ هما نقيضان لا يجتمعان : رضوان الله حل وعلا أو سخط الله جل وعلا . رضوان الله جل وعلا يعنى الخلود فى الجنة ، وسخطه يعنى الخلود فى الجحيم . ولا توسط هنا . قال جل وعلا : ( أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) آل عمران ). و قال جل وعلا : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) محمد )

2 ـ كيف تتبع رضوان الله جل وعلا وكيف تتجنب سخطه ؟

أولا : فى مجال الدعوة الدينية

1 ـ أكثرية البشر ـ موصوفة فى القرآن الكريم بأنها لا تعقل وإذا آمنت بالله جل وعلا فهى تجعل له شركاء ، وأن النبى محمدا نفسه لو أطاعها فستضلّه عن سبيل الله . بالتالى فإن إرضاء أكثرية البشر يعنى إغضاب رب العزة جل وعلا ، وإن إرضاء رب العزة جل وعلا يعنى إغضاب أغلبية البشر . بالتالى فإما أن تحظى برضوان الله جل وعلا فيسخط عليك أكثرية الناس ، وإما أن تحظى برضوان أكثرية الناس فيحلّ عليك سخط الله جل وعلا .

2 ـ هنا لا توسط ، هو موقف قائم على (إمّا وإمّا ) . وهو يتجلى أكثر فيمن يعمل فى الدعوة الدينية ، فالذى يتصدى للدعوة الدينية : (إمّا ) أن يقول للناس ما يحبون وما يتمنوُّن شأن المُطرب الذى يستجيب لما يُعجب الجمهور ، و ( إمّا ) أن يقول لهم ما يكرهون ، وهو التأكيد على انّ ما يعبدون هم مخلوقات سواء كانت بشرا  أو حجرا ،أصبح مقدسا بالخرافات . وصف هذه المعبودات وصفا موضوعيا يعتبره البشر العابدون لها سبّا وشتما وتسفيها لأديانهم وتطاولا على آلهتهم ، وإذا كان للكهنوت نفوذ وسيطرة على المجتمع فالويل للداعية الى الحق العامل فى الاصلاح .

3 ـ بعض من فى قلبه مرض ينصح الداعية بالحق أن يخفّف لهجته وأن لا يصدم مشاعر الناس ، وأن يقول الحق بالتدريج حتى يكتسب له أنصارا وينجح فى دعوته . بالضبط هذا ما فعله أساطين الكفر القرشى ، طلبوا من النبى محمد أن يُداهن وأن يخفف وأن يتغاضى ، كما لو كان النبى يتكلم من عنده وليس بالقرآن الكريم . جاء الوحى يرد عليهم ، يقول جل وعلا للنبى محمد عن أعدائه : (  فَلا تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)  القلم  ).

عرفوا أنه لا مهادنة فى القرآن الكريم ، وأنه عليه السلام لا يدعو إلا بالقرآن ، ولا يتكلم من عنده ، فإلتفتوا الى التأثير على النبى محمد نفسه ــــــــــ بمكرهم الذى تزول منه الجبال ـــــــ ليفترى شيئا من عنده يعجبهم ، وحاولوا وكادوا أن ينجحوا لولا أن عصمه الله جل وعلا . قال جل وعلا :  (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75) الاسراء  ) .

فى النهاية طلبوا (قرآنا أخر ) يوافقهم لأنهم يكفرون بهذا القرآن ، ونزل قوله جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)يونس ) .

4 ـ بعد موت النبى وفى العصر العباسى عاد نفس العداء للقرآن الكريم بصناعة أحاديث ينسبونها ظما وعدوانا للرسول ورب العزة جل وعلا فيما يعرف بالسنة والحديث النبوى والحديث القدسى ، وجعلوا مفترياتهم تنسخ ـ أى تُبطل بزعمهم أحكام الله جل وعلا فى القرآن ، وتلاعبوا بآيات القرآن الكريم يجعلونها ( تنسخ ) أى يلغى بعضها بعضا ، وفرضوا ولا يتهم على القرآن يعبثون بمعانيه بزعم التأويل والتفسير وأسباب النزول .

 ما كانت تأمله قريش الكافره تحقق فى العصر العباسى ولا يزال مسيطرا حتى الآن ، وإذا وقف عالم مسلم يحتكم الى القرآن الكريم إضطهدوه وكفّروه . و ينبرى له الناصحون ممّن فى قلبه مرض يقولون له أن يخفّف من خطابه وأن يداهن حتى يكتسب الأنصار والأتباع . هم لا يعرفون ان الداعى للحق يسعى لرضوان ربه جل وعلا ، وأنه لا تأخذه فى قول الحق لومة لائم ، شأن من قال عنهم رب العزة جل وعلا :  (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54 ) المائدة ).

ثانيا : صحابة رضى عنهم الله جل وعلا

فى عهد النبى محمد عليه السلام كان من أصحابه من يسعى لرضوان الله جل وعلا ، وجاءت الإسشارة اليهم فى القرآن الكريم ـ ليس بالأسماء ولكن بالصفات . ونعطى أمثلة :

1 ـ فى البداية قال جل وعلا عن الفقراء المهاجرين الذين إفتقروا لأنهم هاجروا وضحوا بثروتهم وبيوتهم يبتغون فضلا من الله جل وعلا ورضاه جل و علا عليهم ، قال جل وعلا : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8) الحشر)

2 ـ هناك من المهاجرين من كان يوالى كفار قريش ويتودد اليهم . على النقيض كان مهاجرون يوالون الله جل وعلا ورسوله ، وقد وعدهم رب العزة بالجنة والرضوان ، قال جل وعلا : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة )

3 ـ بعد موقعة (أُحُد ) رفض بعض المؤمنين الهزيمة وصمموا على تعقب جيش قريش الذى إقتنص النصر ثم هرب ، كان أولئك الشجعان جرحى ، ولم تمنعهم جراحهم ولم يمنعهم كلام الناس عن التحرك مطاردة لجيش المشركين ، فقال جل وعلا عنهم يزكيهم ويعدهم بالنعمة والفضل والأمن : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) آل عمران ).

4 ـ فى أواخر ما نزل من القرآن الكريم نزل التبشير للمؤمنين المهاجرين المجاهدين بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله جل وعلا بأن لهم الجنة والرضوان . قال جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) التوبة )

 ثالثا : الصحابة المنافقون عليهم سخط الله جل وعلا وكرهوا رضوانه .

1 ـ كثيرة هى الآيات التى تصف تآمرهم وتخاذلهم وكفرهم . وفى بعضها جاء ما يفيد بسخط الله جل وعلا عليهم لأنهم كرهوا رضوانه ، قال جل وعلا ـ  ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد ) ثم قال جل وعلا : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) محمد )

2 ـ وعن أولئك المتخاذلين عن الجهاد قال جل وعلا : ( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة )

رابعا : رضوان الله جل وعلا مُتاح لمن شاء من البشر  

1 ـ قال جل وعلا عن السابقين فى العمل الصالح والتقوى :( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة ) . هذا ينطبق على كل سابق فى التقوى والعمل الصالح . رضى الله جل وعلا عليهم ورضوا عنه جل وعلا .

2 ـ من الناس من يغرّه متاع الدنيا ، ومنهم يطمع فى رضى الله جل وعلا ، بأن يعيش متقيا فيحظى بالخلود فى الجنة ، قال جل وعلا  فى مقارنة بين الفريقين :( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) ال عمران )، وفى مقارنة أخرى قال جل وعلا : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) الحديد )

 3 ـ كل من يهتدى بالقرآن الكريم فقد أتبع رضوان الله جل وعلا : ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) المائدة ). وقد وعدهم رب العزة بالجنة والرضوان ، قال جل وعلا : ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة ). ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) البينة ). ويوم القيامة سيقول جل وعلا : ( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) المائدة )

 أخيرا :

لكل إنسان حرية المشيئة فى أن ينال رضوان الله جل وعلا ، ويحظى بالخلود فى الجنة ، إذا عاش ومات متقيا . وله أيضا حرية المشيئة فى أن ينال سخط الله جل وعلا ويخلد فى النار لا يموت فيها ولا يحيى .

اجمالي القراءات 6747