دارون نسف نظريته والدارونيون يدافعون عنها

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٢١ - مارس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

دارون نسف نظريته والدارونيون يدافعون عنها

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد

نظرية دارون أصبحت واحدة من أشهر النظريات فى عصرنا رغم أن صاحبها نفسه هو أول من انتقدها فى كتابه أصل الأنواع وهو يعترف صراحة بذلك فى أكثر من خمسين موضعا بأنها نظرية مبنية على الجهل بما كان وما يحدث وبأنه لا توجد أدلة قوية تشير لصحتها

والأغرب من هذا هو أن من يسمون أنفسهم الدارونيون يعتقدون فى صحة النظرية اعتقادا جازما خاصة المنكرون للألوهية والذين يسمون خطأ بالملاحدة وهم يبنون كلامهم على النظرية رغم اعترافات صاحبها الكثيرة بأنها نظرية ضعيفة ولا دليل قوى عليها وأن الأدلة عليها غير موجودة حتى نهاية العالم   

منكرو الألوهية يقيمون الدنيا ويقعدونها فى موضوع إنكار الألوهية بناء على النظرية مع أن صاحب النظرية نفسه ليس من منكرى الألوهية

والأغرب أيضا شيوع مقولة أن النظرية تقول أن الإنسان أصله قرد وهى مقولة طالما نشرها ناقدو النظرية من أصحاب الأديان المختلفة وهى مقولة سارية سريان النار فى الهشيم حتى بين المثقفين بينما النظرية ليس فيها شىء عن تلك المقولة فالنظرية تقول بوجود آباء مشتركين للإنسان والقرد وهى لا تقول ذلك صراحة وبنفس الألفاظ وإنما  تتكلم عن وجود طوائف من الأنواع متشابهة يمكن ردها إلى أصل واحد أى آباء مشتركين     

كتاب أصل الأنواع النسخة التى اعتمدنا عليها فى نقل نصوص الكتاب هى ترجمة مجدى محمود المليجى والناشر هو المشروع القومى للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة فيما يسمى بالدولة المصرية حاليا 

جهل دراون:

فى العديد من مواضع كتاب أصل الأنواع بصفحاته التى تتجاوز الثمانمائة صفحة يعترف دارون بجهله وجهل علماء الأحياء  بنشأة الأنواع فيقول

"ويجب ألا يشعر أحد بالدهشة من القدر الكثير الذى ما زال غير مفهوم فيما يتعلق بنشأة الأنواع والضروب الحية  إذا ما سمح بالتالى جهلنا الشديد فيما يتعلق بالعلاقات المشتركة التى بين الكثير من الكائنات التى تعيش حولنا فمن منا يستطيع أن يفسر لماذا يرعى أحد الأنواع على نطاق واسع ومع ذلك فأعداده كبيرة ولماذا ينحصر رعى نوع أخر متقارب فى نطاق ضيق ولكننا نجده نادر الوجود"ص59

ويعلن جهله هو والآخرين بقوانين الوراثة فى الأنواع فيقول :

"القوانين التى تتحكم فى الوراثة هى فى معظمها مجهولة ولا يوجد أحد يستطيع أن يفسر لماذا فى بعض الأحيان يجرى توارث نفس الخاصية فى أفراد مختلفين ص70

ويعترف دارون أنه هو وغيره لا يعرفون حقا حتى هل الأنواع الداجنة من الحيوانات كان لها أصل واحد أو أكثر فيقول:

"عند محاولة تقدير كمية الفروق فى التركيب بين الأعراق الداجنة القريبة من بعضها سرعان ما نجد أنفسنا فى دائرة من الشك وذلك لعدم معرفتنا إذا ما كانت قد نشأت من واحد أو أكثر من الأنواع الأبوية ص74

ويكرر نفس الاعتراف مقرا باستحالة معرفة هل نشأت الأنواع الداجنة من نوع واحد أو أكثر  فيقول:

"أما فيما يخص معظم حيواناتنا ونباتاتنا المدجنة منذ القدم فإنه من المستحيل أن نصل إلى قرار محدد فيما لو كانت نشأتها نابعة من نوع واحد أم من العديد من ص75  الأنواع الوحشية ص76

ويعترف أن الجهل بنشأة حيواناتنا الداجنة سيكون شيئا مبهما إلى الأبد فيقول:

"من المحتمل أن تظل نشأة حيواناتنا الداجنة شيئا مبهما إلى الأبد ص76

وهو يقر أنه من النادر جدا إثبات إتحاد الأنواع أو الضروب فى المنشأ فيقول:

"وبشكل عام فإن المصطلح يتضمن العنصر المجهول من عمل سحيق القدم للخليقة ومصطلح ضرب متساو تقريبا فى صعوبة التعريف ولكنه فى هذا المقام فإن الاتحاد فى المنشأ هو المعنى المفهوم ضمنا على وجه العموم مع أنه من النادر التمكن من إثباته ص110

ويقر دارون بجهله وسواه فى أسباب زيادة كل نوع أو نقصه حتى النوع البشرى نفسه لكونها أسباب غامضة فيقول:

"الأسباب التى تكبح الميل الطبيعى الموجود لدى كل نوع للزيادة غامضة على أقصى حد انظر إلى أكثر الأنواع نشاطا فبقدر احتشادها بالأعداد بقدر ميلها على الزيادة بشكل أكثر ونحن لا نعرف بالضبط ما الضوابط التى تتحكم فى ذلك حتى فى حالة واحدة ولن يسبب هذا دهشة لأى إنسان يقلب الفكر فى مدى جهلنا فى هذا الموضوع حتى ولو كان يتعلق بالجنس البشرى بالرغم من أن المعلومات المتوافرة عنه أفضل بدون وجه للمقارنة من أى حيوان آخر ص143

ويقر دارون بجهله هو وغيره فى موضوع العلاقات المتبادلة لجميع الكائنات العضوية فيقول:

"وهكذا فإنه من المستحسن أن نحاول فى الخيال أن نعطى لنوع ما ميزة على الآخر ومن المحتمل أننا لن نعرف من خلال مثال واحد ماذا نفعل ويجب أن يقنعنا هذا بجهلنا فى موضوع العلاقات المتبادلة لجميع الكائنات العضوية وهو اقتناع ضرورى  ص157

ويعترف مرة أخرى أن التقدير فى النقاط الصغيرة للاختلاف بين الأنواع هو تقدير حسب جهله وهو غيره فيقول:

 وعند النظر إلى العديد من النقاط الصغيرة للاختلاف بين الأنواع التى قد تبدو غير مهمة إطلاقا إلى الحد الذى يسمح لنا به جهلنا بالتقدير فإننا يجب ألا ننسى أن المناخ والغذاء وخلافه قد أحدثا بدون شك بعض التأثير المباشر ومن الضرورى أيضا أن نضع نصب أعيينا أنه طبقا لقانون العلاقة المتبادلة فغالبا ما سوف ينتج عن ذلك شىء ذو طبيعة أبعد ما تكون عن التوقع ص167

ويقر أنه هو وغيره من علماء الأحياء جهلة بالسبب وراء كل تمايز معين فيقول :

لقد تكلمت هنا فى بعض الأحيان كما لو كانت التمايزات على شيوعها وتنوعها فى الكائنات العضوية تحت تأثير التدجين وإلى درجة أقل فى تلك الكائنات الموجودة تحت تأثير الطبيعة نتيجة للمصادفة وهذا بالطبع تعبير خاطىء تماما ولكنه يفيد فى الاعتراف صراحة بجهلنا بالسبب وراء كل تمايز معين ص230

ويعترف مرة أخرى بالجهل التام فى أسباب التمايز بين الأنواع أو الضروب قائلا:

 "ومرة أخرى فهناك أمثلة لا حصر لها معروفة لكل عالم فى التاريخ الطبيعى عن أنواع تبقى على أصلها أو لا تتمايز على الإطلاق بالرغم من معيشتها تحت أكثر الأجواء تعارضا ومثل هذه الاعتبارات تجعلنى أميل إلى أن أضع ثقلا أقل على التأثير المباشر للظروف المحيطة عما أضعه على القابلية للتمايز وذلك نتيجة لأسباب نحن نجهلها تماما ص232

ويقر صراحة لأن جهله هو وعلماء الأحياء جهل عميق جدا بقوانين التمايز كما أنه لا يوجد دليل كافى فى الموضوع قائلا:

"إن جهلنا بقوانين التمايز جهل عميق جدا فنحن لا نستطيع أن ندعى ولا حتى فى حالة واحدة من مائة حالة إمكاننا أن نحدد سبب وراء تمايز هذا أو ذاك الجزء ولكن عندما يكون لدينا الوسائل لإقامة مقارنة فإنه يظهر أن نفس القوانين قد أدت تأثيرها فى إنتاج الاختلافات الصغرى بين الضروب التابعة لنفس النوع والاختلافات الكبرى بين الأنواع التابعة لنفس الطبقة والظروف المتغيرة تحدث عامة مجرد قابلية متقلبة للتمايز ولكنها فى بعض الأحيان تسبب تأثيرات مباشرة ونهائية وهى التى قد تصبح واضحة بشدة على مدى الزمن بالرغم من أنه ليس لدينا دليل كاف على هذا الموضوع والسلوك فى إحداثه لتغيرات فى البنية والاستخدام فى تقوية الأعضاء وعدم الاستخدام فى إضعاف وإنقاص الأعضاء أشياء تبدو فى كثير من الحالات أنها قد كانت قوية فى تأثيراتها والأجزاء المتماثلة تميل إلى أن تتمايز بنفس الشكل والجزاء المتماثلة تميل إلى الترابط والتعديلات التى تحدث فى الأجزاء الصلبة والجزاء الخارجية تؤثر فى بعض الحيان على الجزاء الاكثر ليونة وعلى الجزاء الداخلية "ص272

 ويكرر الإقرار بالجهل الفظيع لديه ولدى علماء الأحياء فى سبب التمايز والاختلاف بين الأنواع فيقول:

"نحن فى حالة جهل فظيع عن السبب وراء كل تمايز بسيط أو اختلاف فردى ونحن نشعر بذلك فى الحال عندما نقلب الفكر فى الاختلافات الموجودة بين السلالات الخاصة بحيواناتنا المدجنة الموجودة فى البلاد المختلفة وبالأخص فى البلاد الأقل تحضرا التى لم يحدث بها إلا القليل من الانتقاء المنهجى مختلفة ص320

ويقر دارون بجهله بتاريخ الأنواع الماضى ومن ثم لا يمكن أن يجيب إجابات منطقية عن التساؤلات المعترضة على نظريته فيقول :

وكثيرا ما ثارت بعض التساؤلات عن التالى إذا كان الانتقاء الطبيعى بهذه الكفاءة فلماذا لم تكتسب بعض الأنواع هذا التركيب أو ذلك والذى كان من الواضح أنه سوف يكسبهم مميزات تفضيلية ولكنه من غير المنطقى أن نتوقع إجابة محددة لمثل هذه التساؤلات عندما نضع فى الاعتبار جهلنا بالتاريخ الماضى لكل نوع من الأنواع وللظروف التى تحدد فى وقتنا الحالى أعدادها ومآلفها ص391

ويقر دارون أنه وعلماء الأحياء جهلة بعلم طبقات الأرض الخاص بالأقطار الأخرى البعيدة عن التخوم الخاصة بأوربا والولايات المتحدة ومن ثم سيكونون متهورين لو حكموا على بقية العالم من خلال الحكم على ما درسوه فى أوربا والولايات المتحدة فيقول:

"ونتيجة لهذه الاعتبارات ونتيجة لجهلنا بما يتعلق بعلم طبقات الأرض الخاص بالأقطار الأخرى البعيدة عن التخوم الخاصة بأوربا والولايات المتحدة ونتيجة للثورة التى قد حدثت فى معلوماتنا الخاصة بعلم الاحاثة والتى قد نتجت عن طريق الاكتشافات التى تمت فى خلال الاثنتى عشرة سنة الأخيرة فإنه يبدو لى من أنه من التهور أن نحكم بدون وجود مبرر كاف على التعاقب الخاص بالأشكال العضوية فى جميع أنحاء العالم بنفس الشكل الذى سوف يكون عليه أمر الخبير فى العلوم الطبيعية عندما يكون يضع قدمه لمدة خمس دقائق على بقعة جرداء فى أستراليا ثم يبدأ بعد ذلك فى مناقشة الأعداد والمآلف الخاصة بمنتجاتها ص529

ويقر دارون مرة أخرى بأنه هو وغيره لا يعرفون مدى جهلهم  فهم لا يعرفون جميع التدرجات الانتقالية ووسائل التوزيع المختلفة والسجل الجيولوجى فيقول:

"هو أن الاعتراضات الأكثر أهمية بالأسئلة التى نحن نجهلها بشكل معترف به وحتى فإننا لا نعلم مدى الجهل الذى نحن عليه فنحن لا نعرف جميع التدرجات الانتقالية التى من المحتمل وجودها بين ابسط الأعضاء الجسدية وأكثرها اكتمالا ولا يمكن الزعم بأننا نعرف جميع الوسائل المختلفة الخاصة بالتوزيع فى خلال السنوات الطويلة التى انقضت ولا أننا نعرف  مدى عدم الاكتمال الخاص بالسجل الجيولوجى وبقدر الجدية  الخاصة بهذه الاعتراضات العديدة المختلفة فإنها فى تقديرى ليست كافية بأى حال من الأحوال للإطاحة بالنظرية الخاصة بالنشوء مع التعديل اللاحق ص746

ويقر دارون بأن معظم قوانين الوراثة مجهولة وحتى المفسرين عاجزين عن إجابة العديد من الأسئلة فيها  فيقول:

"القوانين التى تتحكم فى الوراثة هى فى معظمها مجهولة ولا يوجد أحد يستطيع أن يفسر لماذا فى بعض الأحيان يجرى توارث نفس الخاصية فى أفراد مختلفين ص70

وحتى الحيوانات الداجنة رغم المعرفة الإنسانية بها فالخبراء لا يملكون أى ظلال من الأدلة فى ضروب الأنواع وفى هذا قال دارون:

"وإذا كان من الممكن إظهار أن أنواعنا الداجنة قد أبدت قابلية كبيرة للارتداد أى أن تفقد صفاتها المكتسبة أثناء بقاءها تحت نفس الظروف وأثناء الحفاظ عليها فى مجموعة كافية لعدد تمكنها من التهجين فيما بينها على نطاق واسع مما قد يحد عن طريق التمازج فيما بينها من أى انحراف بسيط قد يحدث فى تركيبها فإننى أضمن أننا لن نستطيع أن نستنتج أى شىء من الضروب الداجنة فيما يتعلق بالأنواع ولكن لا توجد أى ظلال من الأدلة تؤكد هذه الوجهة من النظر"ص73

ويقر دارون أن العلماء يجهلون أصل وتاريخ السلالات الداجنة فيقول:

"ويبدو أن هذه الآراء تفسر ما قد تم ملاحظته فى بعض الأحيان ألا وهو أننا بالكاد نعرف أى شىء عن الأصل أو التاريخ الخاص بأى من سلالاتنا الداجنة ولكن فى الحقيقة فإن السلالة  هى مثل لهجة فى إحدى اللغات ومن الصعب أن توصف بأن لها أصل منفصل ص102

ويعترف دارون أن أسباب زيادة كل نوع غامضة لأقصى حد وضوابط الزيادة لا يعرفها العالم  فيقول

"الأسباب التى تكبح الميل الطبيعى الموجود لدى كل نوع للزيادة غامضة إلى أقصى حد انظر إلى أكثر الأنواع نشاطا فبقدر احتشادها بالأعداد بقدر ميلها على الزيادة بشكل أكثر ونحن لا نعرف بالضبط ما الضوابط التى تتحكم فى ذلك حتى فى حالة واحدة ولن يسبب هذا دهشة لأى إنسان يقلب الفكر فى مدى جهلنا فى هذا الموضوع حتى ولو كان يتعلق بالجنس البشرى بالرغم من أن المعلومات المتوافرة عنه أفضل بدون وجه للمقارنة من أى حيوان آخر ص143

ويقر أن رؤية العالم فى منافسة البقاء مبهمة ولا يمكن أن يكون العالم فيها دقيقا فيقول:

ونحن نستطيع أن نرى على الأقل بشكل مبهم لماذا يجب أن تكون المنافسة على أشدها بين الأشكال المتقاربة التى تشغل تقريبا نفس المكان فى المنظومة الخاصة بالطبيعة ولكن من المحتمل أنه لا توجد حالة نستطيع أن نحدد فيها بدقة لماذا خرج أحد الأنواع منتصرا على نوع آخر فى المعركة الكبرى من أجل الحياة ص155

ويعترف دارون بضرورة الاقتناع بجهله هو والعلماء فى موضوع العلاقات المتبادلة لجميع الكائنات العضوية فيقول:

"وهكذا فإنه من المستحسن أن نحاول فى الخيال أن نعطى لنوع ما ميزة على الآخر ومن المحتمل أننا لن نعرف من خلال مثال واحد ماذا نفعل ويجب أن يقنعنا هذا بجهلنا فى موضوع العلاقات المتبادلة لجميع الكائنات العضوية وهو اقتناع ضرورى مثلما هو صعب فى أن يكتسب وكل ما نستطيع أن نفعله هو أن نضع نصب أعيينا أن كل كائن حى عضوى يكافح فى سبيل الزيادة بنسبة هندسية وأن كل كائن عند فترة ما من حياته أو أثناء فصل ما من فصول السنة وأثناء كل جيل أو عند مراحل معينة يجب أن يكافح ويتنازع من أجل الحياة وأن يعانى من إهلاك هائل وعندما نقلب الفكر فى هذا التنازع فإننا نعزى أنفسنا بالإيمان التام بأن حرب الطبيعة غير متواصلة وأنه لا يوجد شعور بالخوف ومن أنه من المعتاد أن يكون الموت حثيثا وأن النشيط والمتعافى والسعيد يعيش ويتكاثر ص157

ويعترف دارون نحن لا نرى شيئا من هذه التغييرات البطيئة أثناء قيامها ومن ثم فدليل رؤية التطور غير موجود وفى ذلك قال :

"وقد يقال على سبيل المجاز إن الانتقاء الطبيعى دائم التنقيب كل يوم وكل ساعة فى جميع أرجاء العالم بحثا عن أكثر التمايزات بساطة لافظا ما هو ردىء منها ومحتفظا ومدخرا لكل ما هو جيد عاملا بصمت وتمهل كلما وعندما تلوح له الفرصة على إدخال التحسينات على كل كائن عضوى فيما يتعلق بظروف حياته العضوية وغير العضوية ونحن لا نرى شيئا من هذه التغييرات البطيئة أثناء قيامها إلى أن تترك يد الزمان علامات مرور العصور ويبدو أن ذلك هو نتيجة لعدم كمال نظرتنا إلى العصور الجيولوجية البالغة القدم  فإننا لا نرى سوى أن الأشكال الحية مختلفة حاليا عما كانت عليه فى الماضى ص165

ويقر أن تقدير العلماء فى الاختلاف بين الأنواع هو تقدير عن طريق الجهل وليس العلم فيقول:

"وعند النظر إلى العديد من النقاط الصغيرة للاختلاف بين الأنواع التى قد تبدو غير مهمة إطلاقا إلى الحد الذى يسمح لنا به جهلنا بالتقدير فإننا يجب ألا ننسى أن المناخ والغذاء وخلافه قد أحدثا بدون شك بعض التأثير المباشر ومن الضرورى أيضا أن نضع نصب أعيينا أنه طبقا لقانون العلاقة المتبادلة فغالبا ما سوف ينتج عن ذلك شىء ذو طبيعة أبعد ما تكون عن التوقع ص167

ويقر دارون أن ما يقوله هو مجرد افتراضات واحتمالات وليس حقائق فيقول:

"كنه يجب أن على أن أعلق هنا على أننى لا أفترض أن العملية تظل ماضية على الإطلاق بهذا الشكل المنتظم كما هو موضح بالرسم البيانى مع أنه قد تم ايقاعها عليه بشكل غير منتظم بعض الشىء ولا أنها تظل مستمرة فالاحتمال الأكبر جدا أن كل شكل قد يظل بدون تغيير لفترات طويلة ثم بعد ذلك يمر فى مرحلة تعديل مرة أخرى وأنا لا أفترض أنه من المؤكد الاحتفاظ بأكثر الضروب تنوعا فإنه كثيرا ما يبقى شكل متوسط لمدة طويلة  ومن الممكن أن ينتج أو لا ينتج أكثر من سليل معدل واحد وذلك لأن الانتقاء الطبيعى سوف يعمل بناء على الطبيعة الخاصة بالأماكن التى قد تكون إما غير محتلة أو ليست محتلة بشكل كامل بكائنات أخرى وهذا سوف يعتمد على علاقات معقدة بشكل لا نهائى ص207

ويعترف دارون أن موضوع ذكاء المخلوقات موضوع غامض غير معلوم فيقول:

"ونحن نرى بوضوح أكثر مدى الغموض الذى يكتنف هذا الموضوع عند الالتفات إلى النباتات والتى فيما بينها فإن مستوى الذكاء شىء مستبعد تماما وهنا نجد أن علماء النبات يصنفون النباتات العليا  على أساس أنها تلك التى تحوز كل الأعضاء مثل الورقات الكأسية والتويجات والأسدية والمدقات فى صورة كاملة التكوين فى كل زهرة بينما نجد بعض العلماء النبات الآخرين وربما يصدق أكثر ينظرون إلى النباتات التى تمتاز بأن أعضائها المختلفة معدلة بشكل كبير ومختصرة فى العدد على أساس أنها الأعلى فى التصنيف ص216

ويعترف الرجل أن العلماء جهلة بقوانين التمايز فيقول:

"إن جهلنا بقوانين التمايز جهل عميق جدا فنحن لا نستطيع أن ندعى ولا حتى فى حالة واحدة من مائة حالة إمكاننا أن نحدد سبب وراء تمايز هذا أو ذاك الجزء ولكن عندما يكون لدينا الوسائل لإقامة مقارنة فإنه يظهر أن نفس القوانين قد ادت تأثيرها فى إنتاج الاختلافات الصغرى بين الضروب التابعة لنفس النوع والاختلافات الكبرى بين الأنواع التابعة لنفس الطبقة والظروف المتغيرة تحدث عامة مجرد قابلية متقلبة للتمايز ولكنها فى بعض الأحيان تسبب تأثيرات مباشرة ونهائية وهى التى قد تصبح واضحة بشدة على مدى الزمن بالرغم من أنه ليس لدينا دليل كاف على هذا الموضوع والسلوك فى إحداثه لتغيرات فى البنية والاستخدام فى تقوية الأعضاء وعدم الاستخدام فى إضعاف وإنقاص الأعضاء أشياء تبدو فى كثير من الحالات أنها قد كانت قوية فى تأثيراتها والأجزاء المتماثلة تميل إلى أن تتمايز بنفس الشكل والجزاء المتماثلة تميل إلى الترابط والتعديلات التى تحدث فى الأجزاء الصلبة والجزاء الخارجية تؤثر فى بعض الأحيان على الأجزاء الأكثر ليونة وعلى الأجزاء الداخلية "ص272

ويقر دارون أنه لم يستطع أن يكتشف أى حالة تثبت التعديلات على أى عضو قائلا:

"إذا كان من الممكن إثبات وجود أى عضو جسدى مركب ليس من المحتمل أنه قد تم تكوينه عن طريق تعديلات بسيطة عديدة ومتتالية فإن ذلك من شأنه أن يجعل نظريتى تنهار تماما ولكنى لا أستطيع أن أكتشف أى حالة بهذا الشكل ولا شك أنه يوجد الكثير من الأعضاء الجسدية التى لا نعرف مراحلها الانتقالية وهذا يوجد بشكل أكثر خصوصية إذا ما نظرنا على الأنواع شديدة العزلة والتى حدث حولها بناء على النظرية الكثير من حالات الاندثار أو أيضا إذا تناولنا عضوا جسديا شائع الوجود فى كل الأفراد التابعة لإحدى الطوائف وذلك لأنه فى هذه الحالة الخيرة فإن هذا العضو الجسدى من المحتم أن يكون قد تم تكوينه فى الأصل منذ فترة زمنية بعيدة وبعدها قد تم تكوين جميع الأفراد الكثيرين التابعين للطائفة ومن أجل اكتشاف المراحل الانتقالية المبكرة التى قد مر خلالها هذا العضو الجسدى فإنه نمن الواجب علينا أن نبحث عن الأشكال السلفية المبكرة التى قد أصبحت مندثرة  منذ زمن بعيد ص299

ويقرر دارون أن ما يفعله فى مراحل الانتقال للأعضاء هو تخمين ويقر لأنه مندهش من ندرة القدرة على تحديد الأعضاء المتطورة فيقول:

"إذن فى النهاية فبالرغم من أنه من أصعب الأشياء فى الكثير من الحالات حتى مجرد التخمين فيما هى المراحل الانتقالية التى انتهت بالأعضاء إلى الوصول على حالتها الحالية إلا أنه مع الوضع فى الاعتبار مدى صغر نسبة الأشكال الحية والمعروفة إلى الأنواع التى قد اندثرت وغير المعروفة فإنى ما زلت مندهشا من مدى ندرة القدرة على تحديد أى عضو جسدى لا تقود إليه أى درجة انتقالية معروفة ومن المؤكد صحة أن الأعضاء الجسدية الجديدة التى تظهر وكأنها قد خلقت لأحد الأغراض الخاصة من النادر أن تظهر أو قد لا تظهر على الإطلاق  فى أى كائن وذلك كالمشاهد فعلا عن طريق هذه الشريعة القديمة الموجودة فى التاريخ الطبيعى ولو أنه قد بولغ فيها بعض الشىء والتى تنص على أن الطبيعة لا تنتج الطفرة ونحن نواجه هذا الاعتراف فى الكتابات الخاصة بمعظم علماء التاريخ الطبيعى تقريبا ص315

ويعترف دارون بأن العلماء فى حالة جهالة زائدة عن اللزوم فيما يتعلق بالنظام الكلى الخاص بأى كائن فيقول:

"وفى المقام الأول فنحن فى حالة جهالة زائدة عن اللزوم فيما يتعلق بالنظام الكلى الخاص بأى كائن واحد من الكائنات  العضوية تمنعنا من أن نقول ما التعديل ص316

ويقر دارون بعدم معرفتنا بالسبب المحدد للاختلافات المتناظرة البسيطة الموجودة بين الأنواع الأصلية  قائلا:

"وأنا قمت بتقديم هذه الملحوظات لكى أبين فقط أننا إذا كنا غير قادرين على أن نجد تفسيرا للاختلافات الموجودة بين سلالاتنا الداجنة العديدة والتى بالرغم من ذلك قد تم الاعتراف بأنها قد نشأت على وجه العموم من خلال النشوء العادى من واحد أم من القليل من الأصول الأبوية فإننا يجب علينا ألا نضع أهمية أكثر من اللزوم على عدم معرفتنا بالسبب المحدد للاختلافات المتناظرة البسيطة الموجودة بين الأنواع الأصلية  ص321

ويقرر الرجل أننا لا نمتلك دليلا جيدا على تواجد نزعة فطرية فى الكائنات العضوية فيقول:

بالرغم من أننا لا نمتلك دليلا جيدا على تواجد نزعة فطرية فى الكائنات العضوية تجاه النشوء الارتقائى إلا أن هذا يتواصل بالضرورة كما حاولت أن أقدم فى الباب الرابع من خلال التأثير المستمر للانتقاء الطبيعى وأفضل تعريف قد تم وضعه على الإطلاق عن المستوى العالى للتعضية هو الدرجة التى تخصصت أو تمايزت إليها الأجزاء والانتقاء الطبيعى يهدف فى اتجاه هذه النهاية بقدر ما يمكن من أجل جعل الأجزاء قادرة على القيام بوظائفها بقدر اكبر من الكفاءة ص350

ويعترف دارون أن الانتقاء الطبيعى عاجز عن تسبيب المراحل الابتدائية للتراكيب المفيدة فيقول:

"وقد تأملت بما فيه الكفاية وربما أكثر من الكفاية فى الحالات التى تم اختيارها بواسطة علماء أكفاء فى التاريخ الطبيعى لإثبات أن الانتقاء الطبيعى عاجز عن تسبيب المراحل الابتدائية للتراكيب المفيدة وأرجو أن أكون قد أظهرت أنه لا توجد صعوبة كبيرة تحت هذا العنوان وبالتالى فقد سنحت لى فرصة جيدة للتوسع قليلا فى موضوع تدرجات التراكيب والذى كثيرا ما يرتبط مع موضوع التغير فى الوظائف وهو موضوع مهم لم يعالج باستطراد كاف فى الطبعات السابقة لهذا البحث ص284

ويقرر دارون أن الحقائق التى ذكرها فى الموضوع لا تؤكد النظرية ولا تهدمها  فيقول:

"وفى الكثير من الحالات فإنه من المحتمل أن تكون للعادة أو الاستخدام وعدم الاستخدام أدوار تلعبها وأنا لا أدعى أن الحقائق التى وردت فى هذا الباب قد تعزز بأى درجة كبيرة نظريتى ولكن بناء على أقصى قدرتى على الحكم فلم تهدمها أى من الصعوبات التى واجهتها وعلى الجانب الآخر فإن حقيقة أن الغرائز ليست دائما تامة الكمال وأنها قابلة للأخطاء  ص444

ويقر الرجل أن أى تفسير يقدمه لظهور مجموعات كاملة من الأنواع الحية بشكل مفاجىء سيكون قاتلا أى هادما لنظريته فيقول:

"لقد رأينا فى الباب السابق أن مجموعات كاملة من الأنواع الحية تظهر بشكل زائف أحيانا وكأنها قد تكونت بشكل مفاجىء وقد حاولت أن أقدم تفسيرا لهذه الحقيقة التى إن كانت صحيحة فإن هذا من شأنه أن يكون شيئا قاتلا لآرائى ولكن مثل هذه الحالات هى بالتأكيد حالات استثنائية فإن القاعدة العامة هى الزيادة التدريجية فى العدد إلى أن تصل المجموعة إلى ذروتها وعند ذلك فإنه عاجلا أو آجلا ما يحدث بعد ذلك نقصان تدريجى وإذا كان عدد الأنواع الحية المتضمنة فى نطاق إحدى الطبقات أو كان عدد الطبقات المتضمنة فى نطاق إحدى الفصائل من الممكن أن يتم تمثيله عن طريق خط رأسى ذى سمك متغير يرتفع فى خلال التكوينات الجيولوجية المتتابعة التى تكون الأنواع موجودة فيها فإن هذا الخط سوف يظهر بشكل زائف فى بعض الأحيان وكأنه يبدأ عند نهايته السفلى ليس بنقطة محددة ولكن بشكل فجائى ثم يزداد فى السمك بالتدريج فى طريقه إلى أعلى ص542

ويعترف دارون بأن ما يفعله فى الوسائل الخاصة بالتوزيع هو تخمين فيقول:

وعندما نعلم بمرور الوقت شيئا مؤكدا عن الوسائل الخاصة بالتوزيع فإنه سوف يكون باستطاعتنا أن نخمن بشكل آمن عن الامتداد السابق لليابسة ولكنى لا أصدق أنه سوف يمكن على الإطلاق إثبات أنه فى خلال الفترة الحديثة أن معظم قاراتنا التى تنتصب الآن منفصلة عن بعضها البعض تماما قد كانت متصلة أو متحدة تقريبا بشكل متصل مع بعضها البعض ومع العديد من الجزرص594

ويقر دارون أنه لا يستطيع أن يقدم جواب شافى على عدم العثور على تراكمات غنية بالأحافير فيقول:

"وردا على التساؤل عن السبب فى أننا لا نعثر على تراكمات غنية بالأحافير تابعة إلى هذه العصور الأكثر تبكيرا والمفترض أنها قبل النظام الكمبرى فإنى لا أستطيع أن أقدم أى رد  مرض ص531

من هذه الاعترافات الصريحة الواضحة نجد أن دارون هدم نظريته باعترافه أنه جاهل بما تدرسه نظريته ومن ثم كما قال لا توجد أدلة عليها إلا نادرا كما فى قول سابق أو لا أدلة نهائيا كما فى قول أخر سابق له 

السجل الجيولوجى:

السجل الجيولوجى يقصد به طبقات الأرض المتتالية وما تحتويه من بقايا الدفن سواء كان دفنا مقصودا كدفن الإنسان أمواته أو دفنا غير مقصود عن طريق تأثيرات فجائية فى الغالب كالزلازل والبراكين والطوفان

والسجل المزعوم هو مقولة خرافية تتنافى مع الواقع فالطبقات لا يمكن أن تكون متتالية تاريخيا مع وجود الزلازل التى كثيرا ما تخلط الطبقات بسبب الانكسارات والتصدعات التى تنتقل خلال مكونات الطبقات من أعلى لأسفل أو من أسفل لأعلى  ومع وجود البراكين التى تخرج ما فى الطبقات السفلى للطبقات العليا ثم تنزله بالتدريج لطبقات أقل من العليا  وأيضا نجد الانهيارات الأرضية والجليدية تدفع ما فى الأعلى للأسفل أو غير ذاك كما أن الفيضانات تدفع الطمى وغيره من أماكن عالية كالجبال والهضاب إلى أماكن أسفل منها  وأيضا الأمواج العالية أى ما يسمونه بظاهرة التسونامى تدفع ما فى باطن البحار للوجود فى طبقات الأرض العليا

دارون الصادق هنا يقر بأن السجل الجيولوجى أو الأحفورى سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد فيقول :

"وأخيرا فالبنظر على مجموع الزمن وليس لأى زمن واحد وإذا كانت نظريتى صحيحة فإنه من المحتم انه كانت هناك أعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة تربط فيما بينه جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة ولكن عملية الانتقاء الطبيعى تميل بشكل ثابت كما سبق التنويه عن ذلك فى أحوال كثيرة إلى إبادة  الأشكال الأبوية والحلقات الوسيطة وبالتالى فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التى نجدها محفوظة كما سوف نحاول أن نظهره فى باب قادم فى شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد ص283

ويكرر دارون اعترافه بنقص السجل وتقطعه وهو ما يمثل دحضا لنظريته وحتى النظريات الأخرى فيقول:

"ولكن من ناحية أخرى فإنه توجد مجموعة واحدة من الحقائق ألا وهى أن الظهور المفاجىء لأشكال حية جديدة وغير معتادة فى تراكيبنا الجيولوجية هو تأييد من أول نظرة للمعتقد بالتكوين الفجائى ولكن قيمة هذا الدليل فى أنه يعتمد كليا على حد الكمال الذى وصل إليه السجل الجيولوجى فيما يتعلق بعهود سحيقة من تاريخ العالم وإذا كان هذا السجل بمثل هذا التقطع الذى يؤكده بقوة العديد من علماء الجيولوجيا فلا يوجد شىء غريب فى ظهور أشكال جديدة من الكائنات الحية تبدو وكأنها قد تكونت فجأة  ص391

ويعترف دارون بأن أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية هو النقص البالغ فى السجل فيقول:

"ومع ذلك فإن السبب الأساسى لعدم وجود حلقات متوسطة لا حصر لها فى كل مكان فى جميع أنحاء الطبيعة يعتمد على عملية الانتقاء الطبيعى بذاتها والتى من خلالها تأخذ الضروب الجديدة بشكل مستمر الأماكن الخاصة وتحل محل أشكالها الحية الأبوية ولكن يجب أن يكون عدد الضروب المتوسطة التى قد سبق أن تواجدت عددا هائلا بالفعل بنفس المعدل الواسع النطاق بالضبط الذى تجرى عليه هذه العملية الخاصة بالإبادة فلماذا إذن لا يكون كل تركيب جيولوجى وكل طبقة فيه مليئة بمثل هذه الحلقات المتوسطة إن علم طبقات الأرض بالتأكيد لا يفصح عن أى شىء على شاكلة تلك السلسلة العضوية الدقيقة التدريج وربما كان هو أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية وأنا أعتقد أن التفسير لذلك يقع فى النقص البالغ فى السجل الجيولوجى ص494

ويكرر دارون كلامه عن نقص السجل وسببه فيقول :

"ولكن هذا النقص الموجود فى سجلنا الجيولوجى ناتج إلى حد كبير عن سبب آخر وهو أكثر أهمية من أى من الأسباب السابقة ألا وهو أنه ناتج عن كون أن العديد من التكوينات المختلفة مفصولة عن بعضها البعض بواسطة فترات فاصلة واسعة من الزمن وهذا المبدأ قد تم الاعتراف به بالتأكيد بواسطة العديد من علماء الجيولوجيا والمختصين بعلم الاحاثة والذين مثل أ فوربس لا يؤمنون إطلاقا بحدوث أى تغيير فى الأنواع "ص506

ويعترف دارون بأن التعاقب التاريخى الحميم للسجل فى الطبقات هو أمر غير موجود ومن ثم فالسجل متقطع دوما  فيقول :

"وأنا أعتقد أنه من الممكن لنا أن نرى لماذا نجد أن التكوينات الجيولوجية الخاصة بكل منطقة هى متقطعة بشكل دائم تقريبا وهذا يعنى أنها لم تتبع بعضها الآخر بتسلسل متعاقب حميم ومن النادر أن تصدر منى أى حقيقة أكثر من عندما أقوم بفحص العديد من مئات الأميال الخاصة بسواحل أمريكا الجنوبية التى قد ازدادت فى الارتفاع لمئات عديدة من الأقدام فى خلال العصر الحديث إلا الغياب الخاص بأى ترسبات حديثة واسعة المدى بشكل كاف  لأن تبقى ولو لعصر جيولوجى مقيد وعلى طول كل الساحل الغربى المستوطن بواسطة أحياء حيوانية بحرية غريبة فإننا نجد أن القيعان الخاصة بالمرحلة الثالثة قد تكونت بشكل هزيل على درجة أنه من المحتمل ألا يكون هناك أى سجل خاص بالأحياء الحيوانية البحرية العديدة المتعاقبة والغريبة محتفظ به على عهد بعيد والقليل من التمعن فى  التفكير سوف يفسر لماذا على طول الساحل المرتفع الخاص بالجانب الغربى لجنوب أمريكا  ص507

ويكرر دارون إقراره بكون السجل الطبقى للأرض منقوص لأبعد مدى قائلا :

"انطلاقا من هذه الاعتبارات الكثيرة فإنه لا يوجد مجال للشك فى أن السجل الجيولوجى عندما ينظر إليه ككل منقوص إلى أبعد مدى ولكن إذا قصرنا انتباهنا على أى تكوين واحد فإنه يصبح من الصعب جدا أن نفهم لماذا لا نجد فى ذلك المكان ضروبا متدرجة بشكل حميم فيما بين الأنواع المتقاربة من بعضها التى عاشت عند الابتداء والختام لهذا التكوين ويوجد هناك العديد من الحالات المسجلة الخاصة بنفس النوع الذى يقدم ضروبا موجودة فى الأجزاء العليا والسفلى الخاصة بنفس التكوين ص512

ويعترف دارون بجهله هو والآخرين بالسجل وأنهم لا يعرفون سوى الجزء الأخير من السجل فى دولتين أو ثلاثة فقط وأما باقى أقطار العالم التى تعد بالمئات أو العشرات فهى مجهولة ومن ثم صفحات السجل خالية من كثير من الأسطر فى معظم الصفحات فيقول:

"أما من جانبى واتباعا لكتابة لايل فإنى قد نظرت على السجل الجيولوجى على أساس أنه تاريخ للعالم تمت المحافظة عليه بشكل غير كامل وتمت كتابته بلهجة متغيرة ونحن نمتلك من هذا التاريخ الجزء الخير فقط وهو المتعلق باثنين أو ثلاثة من الأقطار ومن هذا الكتاب فقد تم الحفاظ فقط على باب قصير هنا وهناك ومن كل صفحة تم الحفاظ فقط على بعض الأسطر هنا وهناك وكل كلمة فى اللغة التى تتغير ببطء هى بشكل أو بآخر مختلفة فى الأبواب المتتالية قد تمثل أشكال الحياة التى نجدها مدفونة فى تكويناتها الجيولوجية المتتابعة والتى تظهر بشكل زائف كأنه قد تم إدخالها عليها بشكل مفاجىء ص536

ويكرر كلامه عن وجود الجزء الأخير من السجل الجيولوجى ويعترف أنه لا يمكن سد فجوات السجل إلا فى حالات نادرة فيقول:

"وبما أننا نمتلك فقط الجزء الأخير من السجل الجيولوجى وأن هذا الجزء فى حالة متقطعة بشكل كبير فليس لدينا أى حق فى أن نتوقع إلا فى حالات نادرة أن نسد الفواصل الواسعة الموجودة فى النظام الطبيعى ص562

ويقر دارون أنه لا يمكن البرهنة على التعضية وهى تطور أعضاء الأنواع من خلال السجل غير المكتمل فيقول:

"ومشكلة ما إذا كانت التعضية فى مجموعها قد تقدمت هى مشكلة شديدة التعقيد بطرق عديدة فإن السجل الجيولوجى غير المكتمل فى جميع الزمان لا يمتد إلى الخلف مسافة زمنية كافية لكى يبين بجلاء لا يقبل الخطأ أن التعضية قد تقدمت بشكل كبير فى خلال تاريخ العالم المعلوم وحتى فى وقتنا الحاضر فعند النظر إلى الأفراد التابعة لنفس الطائفة فإن الخبراء فى التاريخ الطبيعى غير مجمعين على أن من الأشكال الحية من الواجب تصنيفها على أساس أنها الأرقى ص568

وكرر دارون اعترافه بنقص السجل وان المعلوم منه جزء صغير

"لقد حاولت أن أبين السجل الجيولوجى غير مكتمل إلى أقصى حد وأن جزءا صغيرا فقط من الكرة الأرضية هو الذى قد تم استكشافه بدقة وأن بعض الطوائف المعينة من الكائنات العضوية فقط هى التى قد تم حفظها على نطاق واسع فى حالة أحفورية مستحجرة وأن عدد كل من العينات أو من الأنواع الحية المحفوظة فى متاحفنا لا يمثل شيئا على الإطلاق بالمقارنة بالعدد الخاص بالأجيال التى لابد وأنها قد هلكت حتى فى أثناء تكوين واحد وأنه نتيجة لكون الزوال شيئا ضروريا تقريبا من أجل تكديس التراكمات الغنية بالأنواع الأحفورية الكثيرة الأصناف والسميكة بدرجة كافية لكى تتفوق فى الصمود على تأثير التعرية المستقبلية ص575

ونلاحظ فى الفقرة السابقة أنه يتكلم عن أمور ليس عليها دليل وهو العدد الخاص بالأجيال الهالكة فهو يتكلم عما لم يره أحد وعما لا يوجد له حفريات دالة عليه مخالفا بذلك المنهج العلمى عاين ثم قل فلا يوجد معاينة بأى شكل من الأشكال فى الأمر المزعوم

ويكرر الرجل كلامه عن عدم كفاية  السجل الجيولوجى لإثبات القانون وهو فقط يجعله محتمل أن يكون صحيحا فيقول :

"ويجب أن نضع نصب أعييننا أيضا أن القانون من الممكن أن يكون صحيحا ولكن مع ذلك نتيجة لعدم امتداد السجل الجيولوجى إلى الخلف فى الزمن بشكل كاف فإنه من الممكن أن يبقى لفترة طويلة وربما إلى الأبد غير قادر على إظهار نفسه وهذا القانون يثبت صحته بشكل قاطع فى تلك الحالات التى قد أصبح فيها شكل قديم متكيف فى حالته اليرقانية على منوال معين للحياة وقام بنقل نفس الحالة اليرقانية إلى مجموعة كاملة من الذرارى وذلك لأن مثل هذا الشكل اليرقانى لن يماثل أى شكل أقدم منه فى طوره البالغ ص720

وكلامه عن إمكانية صحة القانون يعنى أنه لا يملك دليلا وإلا كان قد قاله

ويكرر الرجل اعترافه فيقول أن عمر الكائنات العضوية لا يمكن حسابه لأن السجل الجيولوجى غير مكتمل بشكل كبيرا جدا عما يعتقد فيه معظم علماء الجيولوجيا والعينات ناقصة :

وبالرغم من أننا نعلم الآن أن الكائنات العضوية قد ظهرت على سطح الكرة الأرضية عند فترة بعيدة بشكل لا يمكن حسابه  وذلك فى زمن أقدم بكثير من زمن ترسيب أكثر القيعان انخفاضا من تلك التابعة للنظام الكمبرى فلماذا لا نعثر تحت هذه النظام على أكوام عظيمة من الطبقات الزاخرة بالبقايا الخاصة بالجدود العليا الخاصة بالمستحاثات الكمبرية وذلك لأنه بناء على تلك النظرية فإن مثل هذه الطبقات لابد من أن تكون قد ترسبت فى مكان ما عند تلك العهود القديمة وغير المعلومة على الإطلاق الخاصة بتاريخ العالم ص وأنا لا أستطيع أن أجيب على هذه التساؤلات إلا بناء على افتراض أن السجل الجيولوجى غير مكتمل بشكل كبيرا جدا عما يعتقد فيه معظم علماء الجيولوجيا وأن العدد الخاص بالعينات الموجودة فى متاحفنا لا يمثل شيئا على الإطلاق  بالمقارنة مع العينات التى لا تحصى التى كانت موجودة بالتأكيد 743

ونلاحظ فى الفقرة السابقة أنه يتكلم عن أمور ليس عليها دليل وهو العينات التى لا تحصى التى كانت موجودة بالتأكيد فهو يتكلم عما لم يره أحد وعما لا يوجد له حفريات دالة عليه مخالفا بذلك المنهج العلمى عاين ثم قل فلا يوجد معاينة بأى شكل من الأشكال فى الأمر المزعوم

ومع اعترافه بأن نقص السجل وجدية الاعتراضات على نظريته فهو يجعلهما لا يطيحان بها وهو موقف غريب من دارون الصادق فى اعترافاته وشكوكه فى نظريته يجعله دارون المصر على الخطأ  وهو يقول فى ذلك

"أن الاعتراضات الأكثر أهمية بالأسئلة التى نحن نجهلها بشكل معترف به وحتى فإننا لا نعلم مدى الجهل الذى نحن عليه فنحن لا نعرف جميع التدرجات الانتقالية التى من المحتمل وجودها بين ابسط الأعضاء الجسدية وأكثرها اكتمالا ولا يمكن الزعم بأننا نعرف جميع الوسائل المختلفة الخاصة بالتوزيع فى خلال السنوات الطويلة التى انقضت ولا أننا نعرف  مدى عدم الاكتمال الخاص بالسجل الجيولوجى وبقدر الجدية  الخاصة بهذه الاعتراضات العديدة المختلفة فإنها فى تقديرى ليست كافية بأى حال من الأحوال للإطاحة بالنظرية الخاصة بالنشوء مع التعديل اللاحق ص746

ويكرر الرجل أن علم الطبقات فقد مجده نتيجة للنقص الشديد الموجود فى سجلاته قائلا:

"العلم الراقى الخاص بطبقات الأرض يفقد مجده نتيجة للنقص الشديد الموجود فى سجلاته فإن القشرة الأرضية وما فيها من بقايا مطمورة يجب ألا ينظر إليها على أساس أنها متحف قد تم حشده بشكل جيد ولكن على أساس أنها مجموعة هزيلة قد تم جمعها عن طريق المصادفة وعند فترات متخلخلة ص774

ويؤكد دارون مجددا على أن السجل الجيولوجى ناقص متقطع وهو ما قاله علماء الجيولوجيا فيقول:

"ولكن من ناحية أخرى فإنه توجد مجموعة واحدة من الحقائق ألا وهى أن الظهور المفاجىء لأشكال حية جديدة وغير معتادة فى تراكيبنا الجيولوجية هو تأييد من أول نظرة للمعتقد بالتكوين الفجائى ولكن قيمة هذا الدليل فى أنه يعتمد كليا على حد الكمال الذى وصل إليه السجل الجيولوجى فيما يتعلق بعهود سحيقة من تاريخ العالم وإذا كان هذا السجل بمثل هذا التقطع الذى يؤكده بقوة العديد من علماء الجيولوجيا فلا يوجد شىء غريب فى ظهور أشكال جديدة من الكائنات الحية تبدو وكأنها قد تكونت فجأة  ص391

ويؤكد مرة جديدة على أن السجل ناقص ليس فيه سوى جزء صغير هو الموجود فيقول:

لقد حاولت أن أبين السجل الجيولوجى غير مكتمل إلى أقصى حد وأن جزءا صغيرا فقط من الكرة الأرضية هو الذى قد تم استكشافه بدقة وأن بعض الطوائف المعينة من الكائنات العضوية فقط هى التى قد تم حفظها على نطاق واسع فى حالة أحفورية مستحجرة وأن عدد كل من العينات أو من الأنواع الحية المحفوظة فى متاحفنا لا يمثل شيئا على الإطلاق بالمقارنة بالعدد الخاص بالأجيال التى لابد وأنها قد هلكت حتى فى اثناء تكوين واحد وأنه نتيجة لكون الزوال شيئا ضروريا تقريبا من أجل تكديس التراكمات الغنية بالأنواع الأحفورية الكثيرة الأصناف والسميكة بدرجة كافية لكى تتفوق فى الصمود على تأثير التعرية المستقبلية ص575

ويشير دارون لوجود صعوبات لا تقهر تمنع من الوصول للقرار الصحيح فى مسألة الاندثار أو الانقراض لنوع معين بسبب عدم العلم بباقى مناطق العالم فيقول

ولكن كما يبدو لى فإن هناك بعض الصعوبات التى لا تقهر تمنعنا من الوصول إلى أى قرار صحيح يتعلق بهذا الموضوع وعندما نرى أحد الأنواع يظهر لأول مرة فى منتصف أى تكوين فإنه سوف يكون من التهور إلى أقصى حد أن نعزو هذا إلى أن هذا النوع لم يكن موجودا من قبل فى أى مكان أخر ومرة أخرى فعندما نجد أحد الأنواع يختفى قبل أن تتراكم الطبقات الأخيرة فإنه سيكون من التهور بشكل متساو أن نفترض أنه قد أنه قد أصبح مندثرا عندئذ ويغيب عن ذهننا مدى صغر المساحة الخاصة بأوربا عندما تقارن بباقى قارات العالم ولم يتم الربط بين المراحل العديدة التابعة لنفس التكوين الموجودة فى جميع أنحاء أوربا بدقة كاملة ص513

ويناقض نفسه فيقرر حدوث الانقراض أو الاندثار فى قوله:

"وباستطاعتنا أن نفهم بوضوح لماذا عند مجرد الفقدان لأحد الأنواع الحية فإنه لن يعود للظهور مرة أخرى على الإطلاق حتى لو عادت نفس الظروف الخاصة بالحياة سواء كانت عضوية أو غير عضوية إلى الظهور " ص541

ويكرر اعترافه بحدوث الانقراض فيقول:

" وأخيرا فقد رأينا أن الانتقاء الطبيعى الذى ينتج عن الصراع من أجل البقاء والذى يقود بشكل حتمى تقريبا إلى الانقراض وإلى التشعب "ص692

البقاء للأصلح:

مقولة البقاء للأصلح مقولة تعنى أن الأكثر تميزا هو من يعيش أطول وهو كلام لا علاقة له بالواقع فالبقاء متعلق بالأعمار وليس بالصلاحية بدليل حياة ذوى الاعاقات من كل الأنواع كثيرا أكثر من الأصحاء والغريب أن المرضى يعيشون أكثر من الأصحاء خاصة فى النوع الإنسانى حتى ضرب المثل بذلك فقيل "كيف حال مريضكم قالوا قوينا مات"

بين دارون مقولته فى البقاء للأصلح وهى صراع على البقاء فقال:

وفى الفصل التالى سوف نفكر فى الكفاح من أجل الكفاح فيما بين جميع الكائنات العضوية فى جميع أنحاء العالم والذى لا مناص من أنه تابع للمتوالية الهندسية العالية لتزايد أعدادهم وهذا هو مبدأ مالثوس المطبق على كل الممالك الحيوانية والنباتية وبما أن عدد الذين يولدون من كل نوع هو أكبر من أن يعيش وبما أنه التالى هناك صراع يتكرر كثيرا من أجل البقاء فالذى يحدث بعد ذلك هو لو أن أى كائن تمايز بأى قدر بسيط وبأى وسيلة مفيدة له تحت تأثير ظروف الحياة المعقدة والكثيرة التغيير فسوف تكون له فرصة للاستمرار فى الحياة وبالتالى سوف يتم انتقاؤه طبيعيا وبناء على المبدأ القوى للوراثة فإن أى ضرب منتقى سيميل إلى الإكثار من شكله الجديد والمعدل ص58

فى الفقرة مقولة أن عدد الذين يولدون من كل نوع هو أكبر من أن يعيش مقولة خاطئة فالخالق سبحانه وتعالى جعل العملية معتمدة على التوازن والتوازن يقوم على خلق عدد كبير من الفرائس بحيث يبقى العدد الحى منها متناسب مع باقى الأنواع بحيث لا ينقرض النوع مهما حدث  والتوازن لو اختل بانقراض نوع  فإن الأنواع الباقية كلها ستكون عرضة للانقراض وفى الفقرة السابقة أكد على أن سبب البقاء هو التمايز بأى قدر بسيط على الغير وهو ما عارضه بكون الأنواع الداجنة تكتسب وتفقد الصفات المميزة ولكنها تظل باقية بقوله:

"وإذا كان من الممكن إظهار أن أنواعنا الداجنة قد أبدت قابلية كبيرة للارتداد أى أن تفقد صفاتها المكتسبة أثناء بقاءها تحت نفس الظروف وأثناء الحفاظ عليها فى مجموعة كافية لعدد تمكنها من التهجين فيما بينها على نطاق واسع مما قد يحد عن طريق التمازج فيما بينها من أى انحراف بسيط قد يحدث فى تركيبها فإننى أضمن أننا لن نستطيع أن نستنتج أى شىء من الضروب الداجنة فيما يتعلق بالأنواع ولكن لا توجد أى ظلال من الأدلة تؤكد هذه الوجهة من النظر"ص73

ويبين أن هناك صفة مميزة فى بعض المخلوقات وهو ما يسمى الشذوذ ومع هذا تفقد تلك الصفة وتموت حاملاتها فيقول:

 "فإن بعض الخنازير قد تولد أحيانا ولها ما يشابه الخرطوم وإذا ما امتلك بشكل طبيعى أى نوع وحشى تابع لنفس الطبقة خرطوما فقد يكون هذا مجالا للجدال فيما إذا كان هذا الخرطوم قد ظهر كإحدى الظواهر الشاذة فى الخلقة ولكنى لم أوفق إلى الآن بالرغم من البحث الجاد فى العثور على حالات من الشذوذ فى الخلقة تشابه التراكيب الطبيعية فى الأشكال الحية المتقاربة بشكل حميم وهؤلاء هم الوحيدون الذين يتحملون وطء التساؤل  وإذا حدث وظهرت على الإطلاق أشكال شاذة فى الخلقة من هذا النوع فى البيئة الطبيعية وكانت قادرة على التكاثر وهذا ليس المعتاد دائما وبما أن الحالات من النادر أن تحدث وإذا حدثت فبصورة حالات فردية فإن بقاءها سوف يعتمد على ظروف مواتية بشكل غير معتاد " ص111

وينقض دارون مقولة بقاء المتميز ببقاء نبات كالهدال الذى لا يملك أى ميزة لأن بقاءه ليس معتمدا على صفاته هو ولكنه معتمد على غيره وهى الطيور فيقول:

"وبما أن نبات الهدال يتم انتشاره بواسطة الطيور فإن بقاءه على قيد الحياة يعتمد عليها ومن الممكن أن يقال عنه بشكل منهجى إنه يتنازع مع النباتات الأخرى الحاملة للثمار فى سبيل إغراء الطيور لكى تلتهم وبالتالى لكى تنتشر بذوره وفى تلك النواحى المختلفة التى تتداخل مع بعضها الآخر فأنا أستخدم كوسيلة من سبل الراحة المصطلح العام الخاص بالتنازع من أجل البقاء على قيد الحياةص139

ووضح دارون أن الانتقاء الطبيعى أن الطبيعة تبقى على الأعضاء المفيدة للكائنات الحية فقال :

"أما الطبيعة إذا كان مسموحا لى بأن أتصور ما هو الاحتفاظ الطبيعى أو بقاء الأصلح على قيد الحياة فلا يهمها شىء من المظاهر إلا فيما يتعلق بكونها مفيدة لأى كائن وهى تستطيع التأثير على كل عضو داخلى وعلى كل ظل من الاختلاف البدنى  وعلى مجمل آليات الحياة والإنسان ينتقى فقط لما فيه مصلحته أما الطبيعة فتنتقى فقط لما فيه مصلحة الكائن الذى ترعاه وهى تتعامل بالكامل مع كل صفة منتقاة كما تقتضيه الواقعية الخاصة باختيار هذه الصفات والإنسان يربى مستوطنين معتادين على أجواء عديدة فى نفس القطر ومن النادر أن يتعامل مع كل صفة منتقاة ببعض الطرق الخاصة والمناسبة ص164

ويناقض دارون نفسه فيجعل الانتقاء هو الكائنات هى التى سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الطريقة وليس الطبيعة فيقول:

" فإن ما سوف يحدث بالتأكيد أن الأفراد التى سوف تتميز بهذا الشكل سوف يكون لديها فرصة لكى يتم الاحتفاظ بها فى أثناء التنازع من أجل الحياة ونتيجة لهذا المبدأ القوى الخاصة بالوراثة فإن الكائنات هى التى سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الطريقة وهذا المبدأ الخاص بالحفاظ أو البقاء للأصلح فأنا قد أطلقت عليه الانتقاء الطبيعى وهو يؤدى إلى تحسين كل كائن فيما يتعلق بظروف حياته العضوية وغير العضوية ص224

وينقض دارون مقولته بأن الكائنات هى من تقوم بعملية الانتقاء بأنه لا يملك دليلا على هذا فى قوله:

"بالرغم من أننا لا نمتلك دليلا جيدا على تواجد نزعة فطرية فى الكائنات العضوية تجاه النشوء الارتقائى إلا أن هذا يتواصل بالضرورة ص350

ويناقض دارون نفسه فيجعل الانتقاء هو أن كل كائن عضوى هو فى حالة سعى دائم للزيادة فى العدد فيقول:

 إعادة صياغة الحقيقة بلغة مبجلة والإنسان الذى يؤمن بالتصارع من أجل البقاء وفى مبدأ الانتقاء الطبيعى سوف يسلم بصحة أن كل كائن عضوى هو فى حالة سعى دائم للزيادة فى العدد وأنه إذا تمايز كائن واحد بشكل قليل على الإطلاق سواء فى السلوكيات أو فى التركيب وبهذا يكتسب ميزة أكبر على أحد الكائنات القاطنة الأخرى لنفس القطر فإنه بهذا الشكل سوف يستولى على المكان الخاص بهذا القاطن مهما يكن هذا المكان مختلفا عن المكان الخاص به ص293

ويعيد دارون تعريف أسباب الانتقاء بكونها التكيفات والوراثة فيقول

"ومن المعترف به عامة أن جميع الكائنات العضوية قد تم تكوينها بناء على اثنين من القوانين العظيمة هما وحدة النمط وظروف البقاء والمعنى بوحدة النمط هو ذلك التوافق الجوهرى فى التركيب الذى نراه فى الكائنات العضوية التابعة لنفس الطائفة والذى هو مستقل تماما عن سلوكياتهما فى الحياة وبناء على نظريتى فإن وحدة النمط تفسر بوحدة النشأة أما التعبير الخاص بظروف البقاء الذى كثيرا ما يصر عليه العالم الشهير كوفير هو مطوق بالكامل بواسطة المبدأ الخاص بالانتقاء الطبيعى وذلك لأن الانتقاء الطبيعى يعمل إما عن طريق التكييف الحالى للأجزاء المتمايزة فى كل كائن على ظروف الحياة العضوية وغير العضوية الخاصة به أو عن طريق القيام بتكييفهما فى أثناء العهود السابقة من الزمان وهذه التكيفات قد تمت مساعدتها فى الكثير من الحالات بواسطة الزيادة فى الاستخدام أو عدم الاستخدام الجسدى وبكونها قد تأثرت بالمفعول المباشر الخاص بالظروف الخارجية للحياة وتعرضت فى جميع الحالات إلى القوانين الجديدة المختلفة الخاصة بالنمو وبالتمايز ومن ثم فإن القانون الخاص بالظروف الخاصة بالبقاء هو القانون الأعلى وذلك لأنه يتضمن من خلال الوراثة للتمايزات السابقة والتكيفات هذا القانون الخاص بوحدة النمط "ص333

وفى فقرة أخرى يناقض دارون ما سبق فيجعل السبب عنصر النشأة وهو التشعب فى الطابع الموجود فى الذرارى الناتجة عن أى نوع أبوى واحد بقوله:

"وأخيرا فقد رأينا أن الانتقاء الطبيعى الذى ينتج عن الصراع من أجل البقاء والذى يقود بشكل حتمى تقريبا إلى الانقراض وإلى التشعب فى الطابع الموجود فى الذرارى الناتجة عن أى نوع أبوى واحد يفسر تلك الصفة العظيمة والواسعة الانتشار الموجودة فى الصلات العرقية الخاصة بجميع الكائنات الحية وبالتحديد اخضاعها إلى الترتيب فى مجموعات تابعة لمجموعات ونحن نستخدم العنصر الخاص بالنشأة عند القيام بتصنيف الأفراد الخاصة بكل من الشقين الجنسيين الخالصين بجميع الأعمار تحت نوع واحد بالرغم من أنه قد يكون لديها القليل من الصفات المشتركة فيما بينها فقط ونحن نستخدم النشأة عند القيام بتصنيف الضروب المعترف بها مهما تكن من الممكن أن تكون مختلفة عن آبائها وأنا أعتقد أن هذا العنصر الخاص بالنشأة هو رابطة الوصل الخفية التى كان يبحث عنها علماء التاريخ الطبيعى تحت المسمى الخاص بالنظام الطبيعى وبناء على هذه الفكرة الخاصة بأن النظام الطبيعى إلى المدى الذى وصل له من الكمال معتمد على سلسلة النسب فى ترتيبه مع التعبير عن الدرجات الخاصة بالاختلاف عن طريق تلك المصطلحات مثل الطبقات والفصائل والرتب وخلافه ص692

وفى فقرة أخرى بين أن السبب هو القوى الخاصة بالوراثة فقال:

"فإن ما سوف يحدث بالتأكيد أن الأفراد التى سوف تتميز بهذا الشكل سوف يكون لديها فرصة لكى يتم الاحتفاظ بها فى أثناء التنازع من أجل الحياة ونتيجة لهذا المبدأ القوى الخاصة بالوراثة فإن الكائنات هى التى سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الطريقة وهذا المبدأ الخاص بالحفاظ أو البقاء للأصلح فأنا قد أطلقت عليه الانتقاء الطبيعى وهو يؤدى إلى تحسين كل كائن فيما يتعلق بظروف حياته العضوية وغير العضوية ص224

وبالطبع تباين التعريفات التى أتى بها من كون الطبيعة هى السبب مرة والكائنات هى السبب مرة ومرة كون الزيادة العددية من الكائن مرة ومرة التكيفات والوراثة ومرة عنصر النشأة ومرة قوى الوراثة فقط يعنى أنه لا يعرف عما يتحدث وهو ما اعترف به عندما أقر بكونه هو وعلماء الأحياء فى جهل فظيع بالأسباب فيقول:

"نحن فى حالة جهل فظيع عن السبب وراء كل تمايز بسيط أو اختلاف فردى ونحن نشعر بذلك فى الحال عندما نقلب الفكر فى الاختلافات الموجودة بين السلالات الخاصة بحيواناتنا المدجنة الموجودة فى البلاد المختلفة وبالأخص فى البلاد الأقل تحضرا التى لم يحدث بها إلا القليل من الانتقاء المنهجى فإن الحيوانات التى يتم ترتيبها بواسطة السكان البدائيين فى البلاد المختلفة يتحتم عليها فى كثير من الأحيان أن تكافح من أجل إعالة نفسها وهى معرضة إلى مدى معين للانتقاء الطبيعى والأفراد تتمتع ببنيات مختلفة بشكل بسيط سوف تنجح فى البقاء بشكل أفضل تحت تأثير الأجواء المختلفة ص320

الانتقاء الطبيعى:

الانتقاء أى الاحتفاظ أى الارتقاء الطبيعى ألفاظ استعملها دارون للتعبير عن نظريته الخاصة  وقد أسسه عن طريق واحد هو حيازة النوع لميزة ما على الأشكال الحية التى يدخل معها فى منافسة فقال:

"النظرية الخاصة بالارتقاء الطبيعى مؤسسة على الإيمان بأن كل ضرب جديد وفى النهاية كل نوع جديد يتم إنتاجه وتتم المحافظة عليه عن طريق حيازته لميزة ما على الأشكال الحية التى يدخل معها فى منافسة ص546

وقد ناقض دارون نفسه فجعل التعديل وهو التمييز له وسائل متعددة منها الانتقاء الطبيعى فقال:

"لأى نوع معين ما هى إلا سلائل لهذا النوع والأكثر من هذا فأنا مقتنع بأن الانتقاء الطبيعى قد كان الوسيلة الأكثر أهمية ولكنه ليس الوسيلة الوحيدة للتعديل ص60

وبين دارون أن الناس فهموا الانتقاء الطبيعى خطأ  فقال :

"العديد من الكتاب قد أخطئوا الفهم أو اعترضوا على مصطلح الانتقاء الطبيعى وبعضهم وصل على أنه تخيل أن الانتقاء الطبيعى يسبب التمايز مع أنه لا يتضمن إلا الحفاظ فقط على مثل هذه التمايزات كما تظهر وكانت مفيدة للكائن تحت تأثير ظروف حياته ص161

وبين دارون أن الانتقاء مصطلح زائف فقال :

"وحتى إن الجدال قد تطرق على أنه بما أن النباتات ليس لديها إرادة فإن الانتقاء الطبيعى غير قابل للتطبيق عليها ولا شك فى أن الانتقاء الطبيعى مصطلح زائف ص161

كما بين دارون أن الانتقاء تعبير مجازى وليس تعبير حقيقى فقال:

"وقد سبق أن قيل إنى أتحدث عن الانتقاء الطبيعى وكأنه قوة فعالة أو إله ولكن من الذى يقوم بالاعتراض على مؤلف يتحدث عن التقارب بالجاذبية على أساس أنه المسيطر على حركات الكواكب كل إنسان يعلم ما الذى يعنيه أو ما الذى ينطوى عليه استخدام مثل هذه التعبيرات المجازية وهذه التعبيرات غالبا ما تكون ضرورية بغرض الإيجاز ص161

وهذه الاعترافات تدحض النظرية  تماما بقلم صاحبها لأنه غير فاهم لها وهو ما يظهر أيضا فى الفقرة التالية  فالرجل لا يستطيع أن يفترض أن جميع السلالات قد نتجت فجأة بمثل هذا الكمال وهو ما يجعله جاهل بأن الأعضاء كانت كاملة فى كل الأنواع عند الخلق وهى تصل فى بعض الأعضاء عند كل نوع للكمال كلما بلغ سن معين مثل الجهاز التناسلى الذى ينضج فى سن معينة عند كل مخلوق  ومثل البصر فى بعض المخلوقات لا يكون كاملا عند الولادة ويكتمل فيما بعد والفقرة تقول:

"عندئذ أعتقد أننا يجب أن ننظر إلى ما هو أبعد من مجرد التمايز ونحن لا نستطيع أن نفترض أن جميع السلالات قد نتجت فجأة بمثل هذا الكمال ومثل هذا الشكل المفيد كما نراها الآن فنحن نعلم جيدا أنه فى حالات كثيرة لم يكن هذا هو تاريخها والمفتاح لكل ما حدث هو فى قدرة الإنسان على الانتقاء التراكمى فالطبيعة تعطى تمايزات متعاقبة ص91

ويعترف دارون أن فهم وتقدير الفروقات بين الضروب  غير ممكن" وأنا أحد الذين حاولوا فهم وتقدير هذه الفروقات ولكن بدون جدوى" وهو ما يعنى أنه وغيره جاهلون بالانتقاء وهو قوله:

"فإذا كان الانتقاء يتوقف على فصل ضرب متباين جدا ثم الاستيلاد منه فإن المبدأ يصبح بهذا الشكل فى شدة الوضوح ومن الصعب أن يستحق أى اهتمام ولكن أهميته تتمثل فى التأثير العظيم الناتج عن التكديس فى اتجاه واحد من خلال أجيال متعاقبة لفروقات لا قيمة لها إطلاقا فى نظر العين غير الخبيرة وأنا أحد الذين حاولوا فهم وتقدير هذه الفروقات ولكن بدون جدوى ولا يوجد إنسان من كل ألف من الناس لديه دقة العين والمقدرة على التقدير الكافية ليكون من المربين البارزين"ص93

ونلاحظ أن دارون الذى جعل الانتقاء ناتجه البقاء يجعل البلاد التى يعتبرها جديدة كإستراليا والأمريكتين ليس بها انتقاء فى الفقرة التالية:

"فإننا نستطيع أن نفهم كيف أن أيا من استراليا أو رأس الرجاء الصالح أو أى منطقة أخرى مأهولة بواسطة أناس غير متمدينين لم تقدم إلينا نباتا واحدا يستحق الزراعة والأمر لا يرجع على أن هذه البلاد الغنية جدا بالأنواع لا تمتلك عن طريق المصادفة الغريبة الأصول الأرومية لأى نبات مفيد ولكن لأن النباتات المحلية لم يتم تحسينها عن طريق الانتقاء المستمر لتصل إلى مستوى الكمال بالمقارنة الى المستوى الذى حازته النباتات فى البلاد المتمدينة منذ القدم ص100

والسؤال كيف بقت تلك الأنواع من النباتات إن لم تكن انتقيت كما تقول نظريته فى البقاء؟

ويعترف دارون بأن الإنسان لايرى شيئا من هذه التغييرات البطيئة أثناء قيامها إلى أن تترك يد الزمان علامات مرور العصور فيقول:

طوقد يقال على سبيل المجاز إن الانتقاء الطبيعى دائم التنقيب كل يوم وكل ساعة فى جميع أرجاء العالم بحثا عن أكثر التمايزات بساطة لافظا ما هو ردىء منها ومحتفظا ومدخرا لكل ما هو جيد عاملا بصمت وتمهل كلما وعندما تلوح له الفرصة على إدخال التحسينات على كل كائن عضوى فيما يتعلق بظروف حياته العضوية وغير العضوية ونحن لا نرى شيئا من هذه التغييرات البطيئة أثناء قيامها إلى أن تترك يد الزمان علامات مرور العصور ويبدو أن ذلك هو نتيجة لعدم كمال نظرتنا إلى العصور الجيولوجية البالغة القدم  فإننا لا نرى سوى أن الأشكال الحية مختلفة حاليا عما كانت عليه فى الماضى" ص165

وهو اعتراف ينسف النظرية نسفا تاما لأنه لا دليل على الارتقاء أى التطور لأنه لم يره أحد  كما يجب فى تطبيق المنهج العلمى

ويكرر دارون مقولة أن الانتقاء الطبيعى يعمل عادة ببطء شديد وهو ما يعنى أنه لا يراه جيل واحد ولا حتى عدة أجيال متعاقبة فيقول:

"وأنا مقتنع تماما بأن الانتقاء الطبيعى يعمل عادة ببطء شديد وهو يستطيع أن يعمل فقط عندما يكون هناك أماكن فى التشكيل الطبيعى لإحدى المناطق من الممكن أن تشغل بشكل أفضل بواسطة التعديل لبعض من القاطنين الموجودين فيها والتواجد لمثل هذه الأماكن سوف يكون فى الغالب معتمدا على التغييرات المادية التى تحدث فى العادة  ببطء شديد وعلى المنع لجرة الأشكال المتكيفة بشكل أفضل  ص195

ويكرر ذكر عملية البطء فيقول:

"هذه الحقائق الكثيرة المختلفة تتماشى بشكل جيد مع نظريتنا التى لا تتضمن أى قانون ثابت للنشوء يدفع جميع القاطنين بإحدى المناطق إلى التغير بشكل مفاجىء فى توقيت متزامن أو على درجة مساوية فإن عملية التعديل يجب أن تكون بطيئة وسوف تحدث تأثيرا فى القليل من الأنواع الحية فقط فى نفس الوقت وذلك لأن القابلية للتمايز الخاصة بكل نوع حى شىء مستقل عن تلك الخاصة بكل الأنواع الآخرى أما فيما يتعلق بإذا ما كانت مثل هذه التمايزات أو الاختلافات الفردية سوف يتم تكديسها كلما تم ظهورها إلى الوجود من خلال الانتقاء الطبيعى بدرجة كبيرة أو صغيرة مما يؤدى بذلك إلى كمية كبيرة أو صغيرة من التعديل الدائم ص539

وهذا البطء هو اعتراف بعدم رؤية احد للتطورات  وهو ما ينقض النظرية حيث لا دليل مرئى

ويقر دارون باستحالة العثور على حالة واحدة  لتركيب واحد يثبت التعديل الذى أجراه الانتقاء المزعوم فيقول:

"وما لا يستطيع الانتقاء الطبيعى القيام به هو أن يقوم بتعديل التركيب الخاص بنوع واحد بدون منحه أى ميزة لصالح نوع أخر ومع أن التصريحات التى بهذا المعنى من الممكن العثور عليها فى أعمال التاريخ الطبيعى إلا أننا لا نستطيع أن نعثر على حالة واحدة قد تحتمل الاستقصاء وأى تركيب ما يستخدم لمرة واحدة فى خلال فترة حياة حيوان إذا كان ذا أهمية عالية له قد يتم تعديله إلى أى مدى عن طريق الانتقاء الطبيعى ص168

ويقر دارون بوجود اعتراضات كثيرة على الانتقاء الطبيعى فيقول:

"وأنا على يقين تام من أن هذا المبدأ الخاص بالانتقاء الطبيعى ممثلا فى الحالات المتخيلة السابقة يكون عرضة إلى الاعتراضات نفسها التى تم تقديمها فى أول الأمر ضد ألآراء القيمة التى تقدم بها السير تشارلز لايل عن التغيرات الحديثة للأرض ولكننا من النادر أن نسمع الآن عن العوامل التى نرى أنها ما زالت منكبة على العمل والتى يجرى الحديث عنها على أساس أنها تافهة وغير ذات أهمية عندما تستخدم فى تفسير الحفريات التى تجرى فى أعمق الأودية أو فى التكوين الخاص بالخطوط الطويلة التى فى الجروف الموجودة بداخلية البلاد والانتقاء الطبيعى يعمل فقط عن طريق الحفاظ والتراكم لتعديلات صغيرة موروثة كل منها مفيد للكائن الذى يتم الاحتفاظ به وبما أن علم الطبقات الأرض الحديث قد ألغى تقريبا بعضا من وجهات النظر مثل الشق لواد عظيم عن طريق موجة طوفانية واحدة فكذلك فإن الانتقاء الطبيعى سوف يلغى الإيمان بالخلق المستمر لكائنات عضوية جديدة أو بحدوث أى تعديل كبير ومفاجىء فى تركيبهاص181

ويبين دارون مقولة جديدة وهى أن الأنواع الجديدة تقضى على أنواع قديمة فيقول:

"ونتيجة لكل هذه الاعتبارات المختلفة فأنا اعتقد انه لا مفر من أن تكون نتيجة ذلك أنه ما دامت هناك أنواع جديدة يجرى تكوينها على مر الزمن من خلال الانتقاء الطبيعى فإن أنواعا أخرى سوف تصبح أندر فأندر وفى النهاية سوف تنقرض 197

ويؤكد دارون على حكاية إبادة أنواع قديمة فيقول:

"وأخيرا فالبنظر على مجموع الزمن وليس لأى زمن واحد وإذا كانت نظريتى صحيحة فإنه من المحتم انه كانت هناك اعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة تربط فيما بينه جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة ولكن عملية الانتقاء الطبيعى تميل بشكل ثابت كما سبق التنويه عن ذلك فى أحوال كثيرة إلى إبادة  الأشكال الأبوية والحلقات الوسيطة وبالتالى فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التى نجدها محفوظة كما سوف نحاول أن نظهره فى باب قادم فى شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد ص283

وحكاية الانقراض أو إبادة أنواع لا دليل عليها كما باعتراف دارون بقوله فى الفقرة السابقة " فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التى نجدها محفوظة كما سوف نحاول أن نظهره فى باب قادم فى شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد" فعبارة من الممكن العثور عليها "تعنى أنه لم يوجد لكن محتمل العثور عليه

ومع هذا يعود دارون للتأكيد على حدوث الانقراض مستقبلا كما حدث فى القديم وهو تناقض فى الفترة التالية:

"وبالنظر إلى المستقبل فإنه من الممكن لنا أن نتنبأ بأن المجموعات الخاصة بالكائنات العضوية التى هى الآن كبيرة ومنتصرة والتى هى الأقل فى التفكك وهذا يعنى تلك المجموعات التى قد عانت إلى الآن من أقل  قدر من الانقراض سوف تستمر لمدة طويلة فى الزيادة ولكن فيما يتعلق بما المجموعات التى تسود فى النهاية فإن ذلك شىء لا يمكن أن يتنبأ به أحد وذلك لأننا نعلم أن الكثير من المجموعات التى كانت على درجة عالية من التكوين قد أصبحت منقرضة الآن وبالنظر على المستقبل بدرجة أكبر فإنه من المحتمل أن نتنبأ بأنه نتيجة للزيادة المستمرة والمنتظمة للمجموعات الكبرى فإن عددا كبيرا من المجموعات الصغرى سوف تصبح منقرضة تماما ولا تترك خلفها أى ذرارى معدلة وبالتالى فإنه من ضمن الأنواع التى تعيش فى أى فترة زمنية فإن القليل النادر منها هو الذى سوف يتمكن من نقل ذرارى له على مستقبل بعيد وانا سوف أكون مضطرا إلى العودة إلى هذا الموضوع فى الباب الخاص بالتصنيف ولكنى أستطيع أن أضيف التالى إنه بناء على هذه الوجهة من النظر فإن القليل النادر من الأنواع الأكثر تقدما قد استطاعت أن تنقل ذرارى لها إلى وقتنا الحاضر وبما أن جميع الذرارى التابعة لنفس النوع تكون طائفة فإنه من الممكن لنا أن نفهم كيف أنه يوجد هناك مثل هذا العدد القليل من الطوائف فى كل قسم رئيسى من أقسام الممالك الحيوانية والنباتية وبالرغم من ان القليل من أكثر الأنواع إيغالا فى القدم قد خلفت وراءها ذرارى معدلة إلا أنه فى الفترات الجيولوجية البعيدة فإن الأرض من المحتمل أنها قد كانت مأهولة بنفس الطريقة بالأنواع التابعة للكثير من الطبقات والرتب والطوائف مثلما يوجد فى وقتنا الحاضرص214

ونلاحظ جنونا فى العبارة التالية وهو أن الأنواع المنقرضة تعيش حاليا فى قوله:

دعنا ننظر الآن إلى صلات القرابة المتبادلة الخاصة بالأنواع المنقرضة والتى تعيش حاليا فجميعها يقع بداخل القليل من الطوائف الرئيسية وهذه الحقيقة يتم تفسيرها على الفور بناء على مبدأ النشوء وكلما كان أى شكل حى أكثر قدما كان كقاعدة عامة أكثر اختلافا عن الأشكال التى ما زالت تعيش "ص555

ويعود دارون للتأكيد على وجود المنقرضات والأنواع الحديثة التى يمكن ترتيبها حسب شجرة نسب مزعومة فيقول:

"بما أن جميع الكائنات العضوية سواء كانت منقرضة أو حديثة التى قد عاشت على الإطلاق من المستطاع ترتيبها فى نطاق عدد قليل  من الطوائف العظمى وبما أن جميع الكائنات بداخل كل طائفة كانت دائما بناء على نظريتنا مرتبطة ببعضها عن طريق تدرجات دقيقة فإن أفضل ترتيب إذا كان مجموعاتنا  كاملة تقريبا فإن الترتيب الوحيد الممكن سوف بكون على أساس سلسلة الأنساب وبهذا الشكل تكون النشأة هى الوصلة الخفية للارتباط التى كان علماء التاريخ يبحثون عنها تحت المسمى الخاص بالنظام الطبيعى ص719

ويؤكد دارون على كون عملية الانتقاء تعتمد على علاقات معقدة بشكل لا نهائى ومن ثم فحدوثها محتمل وغير محتمل فى قوله:

"ولكنه يجب أن على أن أعلق هنا على أننى لا أفترض أن العملية تظل ماضية على الإطلاق بهذا الشكل المنتظم كما هو موضح بالرسم البيانى مع أنه قد تم ايقاعها عليه بشكل غير منتظم بعض الشىء ولا أنها تظل مستمرة فالاحتمال الكبر جدا أن كل شكل قد يظل بدون تغيير لفترات طويلة ثم بعد ذلك يمر فى مرحلة تعديل مرة أخرى وأنا لا أفترض أنه من المؤكد الاحتفاظ بأكثر الضروب تنوعا فإنه كثيرا ما يبقى شكل متوسط لمدة طويلة  ومن الممكن أن ينتج أو لا ينتج أكثر من سليل معدل واحد وذلك لأن الانتقاء الطبيعى سوف يعمل بناء على الطبيعة الخاصة بالأماكن التى قد تكون إما غير محتلة أو ليست محتلة بشكل كامل بكائنات أخرى وهذا سوف يعتمد على علاقات معقدة بشكل لا نهائى ص207

ويبين دارون أن الأنواع تزداد فى الانتقاء فقال:

"والأنواع الجديدة فى رسمنا البيانى التى انحدرت من الأنواع الأحد عشر الأصلية سوف تصبح الآن خمسة عشر فى العدد ونتيجة للقابلية للتنوع الخاصة بالانتقاء الطبيعى فإن الحد الأقصى لكمية الاختلاف فى الطابع بين النوع أ 14ص211

ووضح دارون أن الأنواع بها صفات عرقية وصفات نوعية فقال:

لتوضيح الحالة بشكل أخر النقاط التى تتماثل فيها جميع الأنواع التابعة لإحدى الطبقات والتى تختلف فيها عن الطبقات ذات القربى ببعضها البعض يطلق عليها صفات ص257 عرقية وهذه الصفات من الممكن أن تعزى إلى الوراثة من سلف أبوى مشترك وذلك لأنه من النادر أن يكون ما حدث أن الانتقاء الطبيعى سوف يكون قد قام بتعديل أنواع عديدة مختلفة متباعدة عن بعضها ومعدة تقريبا من أجل سلوكيات متباعدة الاختلاف بنفس الطريقة تماما وبما أن هذه الصفات التى يطلق عليها أنها صفات عرقية قد تمت وراثتها من وقت سابق للفترة التى تفرعت فيها الأنواع المختلفة لأول مرة من سلفها الأبوى المشترك وبالتالى فإنها لم تتمايز أو يحدث بينها اختلاف إلى أى درجة أو إلى درجة بسيطة  فقط فإنه ليس من المحتمل أنها سوف تتمايز فى الوقت الحاضر وعلى الجانب الأخر فإن النقاط التى تختلف فيها الأنواع عن الأنواع الأخرى التابعة لنفس الطبقة تسمى صفات نوعية وبما أن الأنواع من سلف أبوى مشترك فإنه من المحتمل أنها سوف تبقى فى كثير من الأحوال قابلة للتمايز على الأقل بشكل أكثر تمايزا عن تلك الأجزاء من التعضية التى قد استمرت ثابتة لفترة طويلة جدا ص258

والملاحظ فى الفقرة هو أن دارون يؤكد على سلف أبوى مشترك لبعض الأنواع وهى مقولة بلا دليل باعترافات دارون بكون عملية التطور بطيئة جدا لا يراها أحد وبكون العثور على حفريات تؤكد هذه النظرية محال

ويدحض دارون مقولة الطفرة وهو التطور المفاجىء فيقول:

"نفهم بوضوح لماذا لا يجب على الطبيعة فعل ذلك وذلك لأن الانتقاء الطبيعى يعمل فقط عن طريق انتهاز الفرصة الموجودة فى التمايزات البسيطة المتتابعة فالطبيعة لا تستطيع على الإطلاق أن تأخذ قفزة هائلة مفاجئة  ولكن يتحتم عليها ان تتقدم بواسطة خطوات قصيرة وثابتة ولو أنها بطيئة ص316

وكرر دارون استحالة وجود الطفرة فقال

وبما أن الانتقاء الطبيعى يؤثر بشكل منفرد عن طريق تكديس التمايزات البسيطة والمتتابعة فإنه لا يستطيع أن ينتج أى تعديل عظيم أو مفاجىء ولكنه يستطيع أن يعمل فقط عن طريق خطوات قصيرة وبطيئة ومن ثم فإن الشريعة الخاصة بأن الطبيعة لا تقبل الطفرة والتى تميل كل إضافة جديدة فى معارفنا إلى تأكيدها تصبح مفهومة بناء على هذه النظرية ونحن نستطيع أن نرى لماذا يحدث فى جميع أرجاء الطبيعة أن نفس الغابة العامة يتم اكتسابها عن طريق وسائل متنوعة بشكل لا نهائى تقريبا وذلك لأن كل خاصية بمجرد أن يتم اكتسابها فإنه يتم توارثها ص751

ويوضح دارون وجود انتقاء منهجى فى الأنواع الداجنة فيقول:

"فى حالة الانتقاء المنهجى فإن المستولد يقوم بالاختيار بناء على هدف محدد وإذا سمح للأفراد بأن تتهاجن فيما بينها بحرية فإن مجهوده سوف يفشل تماما ولكن عندما يكون لدى عدد كبير من الناس مع عدم توافر النية لديهم لتغيير النسل مستوى شبه معتاد من الكمال  وكان جميعهم يحاولون الحصول على الأنسال من أفضل الحيوانات فإن التحسين سوف يتبع بالتأكيد حتى ولو كان ببطء على هذه العملية للانتقاء على الرغم من عدم وجود فصل بين الأفراد المنتقاة  ص189

ويؤكد أن الانتقاء المنهجى يحدث تعديلا فى السلالات فيقول:

 القوة الكبرى  فى هذا المبدأ للانتقاء ليست قوة افتراضية فمن المؤكد أن العديد من المربين البارزين لدينا قد نجحوا فى خلال فترة حياتية واحدة لأى منهم فى التعديل إلى حد كبير لسلالاتهم من الماشية والخراف ومن أجل التحقق بشكل كامل مما قد وصلوا إليه ص92

ويناقض دارون نفسه فيقول بعدم تأثير الظروف كالمناخ فى تعديلات الأنواع فى بداية الفقرة ويعترف فى نهاية الفقرة بحدوث التعديلات فيقول:

"وأن لا أصدق أن أى تغير طبيعى كبير فى المناخ مثلا أو أى درجة غير عادية من الانعزال لضبط الهجرة هو شىء ضرورى من أجل ترك الأماكن الجديدة وغير المأهولة لكى يملؤها الانتقاء الطبيعى عن طريق تحسين بعض القاطنين الذين فى سبيلهم إلى التغيير فإنه بينما يتنازع جميع القاطنين فى كل قطر مع بعضهم البعض بقوى متوازنة بشكل حسن فإن أى تعديلات حتى ولو كانت غاية فى البساطة فى التراكيب أو السلوكيات قد تحدث فى أحد الأنواع من شأنها غالبا أن تعطى هذا النوع ميزة على الآخرين ص163

ويؤكد دارون على أن الاعتراض الصادم للنظرية أن الانتقاء الطبيعى عاجز عن تفسير المراحل البدائية للتراكيب المفيدة فيقول:

"وجميع اعتراضات السيد ميفارت سوف أو انه بالفعل قد تم تناولها بعين الاعتبار فى المجلد الحالى والنقطة الجديدة الوحيدة التى يبدو أنها قد صدمت العديد من القراء هى أن الانتقاء الطبيعى عاجز عن تفسير المراحل البدائية للتراكيب المفيدة وهذا الموضوع مرتبط بشكل حميم مع موضوع التدرج فى الصفات والذى غالبا ما يكون مصحوبا بتغيير فى الوظيفة مثل تحويل المثانة الهوائية للأسماك إلى رئات ص351

ويكرر دارون ذكر الاعتراض فيقول:

"وقد تأملت بما فيه الكفاية وربما أكثر من الكفاية فى الحالات التى تم اختيارها بواسطة علماء أكفاء فى التاريخ الطبيعى لإثبات أن الانتقاء الطبيعى عاجز عن تسبيب المراحل الابتدائية للتراكيب المفيدة وأرجو أن أكون قد أظهرت أنه لا توجد صعوبة كبيرة تحت هذا العنوان وبالتالى فقد سنحت لى فرصة جيدة للتوسع قليلا فى موضوع تدرجات التراكيب والذى كثيرا ما يرتبط مع موضوع التغير فى الوظائف وهو موضوع مهم لم يعالج باستطراد كاف فى الطبعات السابقة لهذا البحث ص284

ويقر دارون أنه لا يملك إجابات منطقية على بعض التساؤلات التى تعترض على النظرية فيقول:

"وكثيرا ما ثارت بعض التساؤلات عن التالى إذا كان الانتقاء الطبيعى بهذه الكفاءة فلماذا لم تكتسب بعض الأنواع هذا التركيب أو ذلك والذى كان من الواضح أنه سوف يكسبهم مميزات تفضيلية ولكنه من غير المنطقى أن نتوقع إجابة محددة لمثل هذه التساؤلات عندما نضع فى الاعتبار جهلنا بالتاريخ الماضى لكل نوع من الأنواع وللظروف التى تحدد فى وقتنا الحالى أعدادها ومآلفها وفى معظم الحالات فالأسباب العامة فقط ولكن فى بعض الحالات القليلة فأسباب خاصة أيضا هى التى يمكن أن نعزو إليها ما حدث وهكذا فلكى نهيىء أحد الأنواع الحية لسلوكيات جديدة للحياة فإن الكثير من التحورات  المترابطة لا يمكن الاستغناء عنها مطلقا تقريبا وكثيرا ما حدث أن الأجزاء المطلوبة لم يتم تعديلها على النمط الصحيح أو على الدرجة المطلوبة وقد كان من الضرورى منع العديد من الأنواع من الزيادة فى العدد وذلك عن طريق عوامل مدمرة والتى لم يكن لها أى علاقة بتراكيب معينة ص391

ويؤكد دارون من خلال حديثه عن الغرائز على أن ما ذكره من حقائق فى الباب لا يدعم نظريته كما أن الاعتراضات والتساؤلات الصعبة لا تهدم النظرية رغم اعترافاته السابقة بجهله  فيقول:

"لقد حاولت فى هذا الباب أن أبين باختصار أن الخواص العقلية الخاصة بحيواناتنا الداجنة تتمايز وأن هذه التمايزات يتم وراثتها وباختصار أكثر فقد حاولت أن أبين أن الغرائز تختلف قليلا فى البيئة الطبيعية ولن ينكر أحد أن الغرائز شىء فى غاية الأهمية لكل  حيوان وبالتالى فإنه لا توجد أى صعوبة حقيقية تحت تأثير ظروف الحياة المتغيرة فى أن يقوم الانتقاء الطبيعى بالتكديس على أى مدى للتغييرات البسيطة فى الغريزة التى قد تكون مفيدة بأى طريقة وفى الكثير من الحالات فإنه من المحتمل أن تكون للعادة أو الاستخدام وعدم الاستخدام أدوار تلعبها وأنا لا أدعى أن الحقائق التى وردت فى هذا الباب قد تعزز بأى درجة كبيرة نظريتى ولكن بناء على أقصى قدرتى على الحكم فلن تهدمها أى من الصعوبات التى واجهتها وعلى الجانب الآخر فإن حقيقة أن الغرائز ليست دائما تامة الكمال وأنها قابلة للأخطاء  ص444

ويوضح دارون أن أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية عدم العثور على الحلقات المتوسطة فى طبقات الأرض فيقول :

"ومع ذلك فإن السبب الأساسى لعدم وجود حلقات متوسطة لا حصر لها فى كل مكان فى جميع أنحاء الطبيعة يعتمد على عملية الانتقاء الطبيعى بذاتها والتى من خلالها تأخذ الضروب الجديدة بشكل مستمر الأماكن الخاصة وتحل محل أشكالها الحية الأبوية ولكن يجب ان يكون عدد الضروب المتوسطة التى قد سبق أن تواجدت عددا هائلا بالفعل بنفس المعدل الواسع النطاق بالضبط الذى تجرى عليه هذه العملية الخاصة بالابادة فلماذا إذن لا يكون كل تركيب جيولوجى وكل طبقة فيه مليئة بمثل هذه الحلقات المتوسطة إن علم طبقات الأرض بالتأكيد لا يفصح عن أى شىء على شاكلة تلك السلسلة العضوية الدقيقة التدريج وربما كان هو أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية وأنا أعتقد أن التفسير لذلك يقع فى النقص البالغ فى السجل الجيولوجى "ص494

ومع اعترافه بكون الاعتراض على عدم العثور على الحلقات المتوسطة واضح وخطير فإنه مصر على أنها كانت موجودة فيقول:

"باتباع نظرية الانتقاء الطبيعى فإن جميع الأنواع الحية كانت مرتبطة مع الأنواع الأبوية الخاصة بكل طبقة عن طريق اختلافات ليست أكبر مما نراه موجودا بين الضروب الطبيعية والداجنة التابعة لنفس النوع فى وقتنا الحالى وهذه الأنواع الأبوية التى قد اندثرت بشكل عام حاليا قد كانت بدورها مرتبطة مع أشكال حية أكثر قدما وهكذا يستمر الحال فى التقهقر متقاربة دائما على الحدود العليا المشتركة الخاصة بكل من الطوائف الكبرى وبهذا الشكل فإن العدد الخاص  بالحلقات المتوسطة الانتقالية الموجودة بين  الأنواع الحية والبائدة من المحتم أنها كانت هائلة بشكل لا يصدق ولكن بالتأكيد إذا كانت هذه النظرية صحيحة فإن مثل هذه الكائنات تكون قد عاشت على  الكرة الأرضية  ص496

ويصر دارون على الحلقات الوسيطة فالأنواع الحالية خلقت من أنواع أخرى غيرها فيقول:

"عند التأمل فى نشأة الأنواع الحية فمن المؤكد جدا تصور أن عالما فى التاريخ الطبيعى يقلب الفكر فى الصلات المشتركة بين الكائنات العضوية وفى علاقاتهما الجنينية وفى توزيعها الجغرافى وفى تعاقبهما الجيولوجى والحقائق الأخرى المماثلة فإنه قد يصل إلى استنتاج أن الأنواع الحية لم تخلق بصورة مستقلة عن بعضها ولكنها قد انحدرت مثلما حدث للضروب عن أنواع أخرى وعلى الرغم من ذلك فإن مثل هذا الاستنتاج حتى ولو كان على أسس متينة فإنه قد يكون غير كاف إلى أن يمكن إظهار الكيفية التى قد تعدل بها هذا العدد الكبير من الأنواع التى تقطن هذا العالم إلى حد اكتساب هذا الكمال فى التركيب والتعايش الذى يثير إعجابنا بجدارة وعلماء التاريخ الطبيعى يشيرون باستمرار إلى الظروف الخارجية مثل المناخ والطعام وخلافه على أساس أنها السبب المحتمل الوحيد للتمايز وقد يكون هذا حقيقيا فى اتجاه محدد واحد فقط كما سنرى فيما بعد ولكنه من غير المعقول أن يعزى للظروف الخارجية وحدها ص72

ويعود دارون فيتحدث عن الحلقات الوسيطة  وهى الأسلاف الأبوية المشتركة فيقول:

"ومع ذلك فبما أننا لا نعرف الأسلاف الأبوية المشتركة الخاصة بأى مجموعة طبيعية فإننا لا نستطيع أن نفرق بين الصفات المرتدة والمتناظرة وعلى سبيل المثال فإذا كنا لا نعرف أن الحمام الصخرى الأبوى لم يكن مريش الأقدام أو مستدير التاج إنه لم يكن باستطاعتنا أن نقول ص264

ويكرر الرجل حديثه عن الحلقات الوسطى ويستثنى عددا قليلا من الأنواع منها فيقول:

"وهذا هو الحال مع الأنواع التى عاشت فى أثناء العصور الجيولوجية التى مضى عليها وقت طويل والقليل جدا منها قد ترك وراءه ذرارى حية ومعدلة"ص226

ويعود للحديث عن تكون الأنواع الجديد من الأنواع القديمة الوسطى فيقول:

"على هذا الطريق للتغلب على الصعوبة وذلك لأنى أعتقد أن الكثير من الأنواع المحددة بشكل عام قد تم تكوينها على مناطق متصلة بشكل قاطع مع أنه ليس لدى أى شك أن الحالة المتفرقة السابقة للمناطق التى هى متصلة حاليا  قد لعبت دورا مهما فى تكوين أنواع جديدة  وبالأخص مع الحيوانات التى تتهاجن بحرية والتى تهيم على وجوهها ص278

ويكرر نفس الكلام فيقول:

"وهكذا فعلى حسب اعتقادى فإن عددا إلى أن تحل محل إحدى الطبقات القديمة التابعة لنفس الفصيلة ولكن من المحتم فى كثير من الأحيان أن يكون قد حدث أن أحد الأنواع الجديدة التابعة إلى مجموعة واحدة ما قد استولى على المكان الذى قد كان محتلا بواسطة أحد الأنواع التابعة إلى مجموعة متباينة وأنه قد تسبب بهذا الشكل فى إبادته وإذا ما تم تكوين العديد من الأشكال الحية المتقاربة من هذا الدخيل الناجح فإنه سوف يكون من الواجب على الكثير من الأنواع الأخرى أن تتخلى عن مواقعهاص547

ويناقض الرجل نفسه فى الفقرات السابقة بحديثه عن الحلقات الوسيطة أى أنواع خلقت من أنواع أخرى فيأتى بمقولة جديدة وهى وجود جد أعلى للأنواع وليس عدة جدود فيقول:

"والشىء غير القابل للتفسير بناء على النظرية الخاصة بالخلق هو لماذا يكون أحد الأجزاء الجسدية الذى قد تم تكوينه بطريقة غير عادية جدا فى نوع واحد فقط تابع لإحدى الطبقات وبهذا الشكل وكما قد نستنتجه بالطبع فإنه سوف يكون ذو أهمية عظيمة لهذا النوع هو عرضة بشكل بارز ص755للتمايز ولكن بناء على وجهة نظرنا فإن هذا الجزء قد كان خاضعا منذ أن تفرعت الأنواع العديدة عن الجد الأعلى المشترك لكمية غير عادية من القابلية للتمايز والتعديل وبهذا الشكل فإنه من الممكن لنا أن نتوقع أن يكون هذا الجزء ما زال قابلا للتمايز ولكن من الممكن أن يتكون أحد الأجزاء الجسدية بطريقة غير معتادة إلى أقصى حد مثل الجناح الخاص بخفاش ومع ذلك يكون أكثر قابلية للتمايز عن أى تركيب آخر إذا كان هذا الجزء شائعا بين الكثير من الأشكال الحية التابعة لهذا النوع وهذا يعنى إذا كان قد تم توارثه لفترة طويلة جدا أنه فى هذه الحالة يكون قد أصبح مستقرا عن طريق الانتقاء الطبيعى المستمر لمدة طويلة ص756

وكرر دارون مرة أخرى مقولة الجد الأعلى فقال :

ومعظم المناقشات التى قد نجحت فى اقناعى بأن جميع الأنواع الحية المعروفة التابعة لنفس المجموعة قد انحدرت عن جد أعلى منفرد تنطبق بقوة متساوية على أقدم الأنواع الحية المعروفة وعلى سبيل المثال فإنه لا يمكن الشك فى أن جميع الحيوانات الثلاثية الفصوص التابعة للعصور الكمبرية والسلورية قد انحدرت من حيوان قشرى معين واحد الذى من المؤكد انه كان يعيش فى وقت طويل قبل العصر الكمبرى والذى من المحتمل أنه كان مختلفا بشكل كبير عن أى حيوان معروف والبعض من أكثر الحيوانات قدما مثل حيوانات النوتى واللسانى وخلافهما لا تختلف كثيرا عن الأنواع الحية الآن ولا يمكن أن نفترض طبقا لنظرياتنا أن هذه الأنواع الحية القديمة كانت الجدود العليا الخاصة بجميع الأنواع التابعة لنفس المجموعات التى قد ظهرت فيما بعد وذلك لأنها غير متوسطة فى الطابع إلى أى درجة ص530

ويكرر كلامه عن وجود الجد الأعلى للدجاج ولكنه يجعل للبط والأرانب جد مشترك فيقول:

"وبما أنى قد قمت بتربية جميع السلالات تقريبا من الدجاج الانجليزى وقمت باستيلادها وتهجينها وفحصت هياكلها العظمية فإنه يبدو لى أنه من المؤكد تقريبا أن جميعها قد انحدر من الدجاجة الهندية الوحشية أو دجاجة الأدغال الحمراء وهذا هو نفس استنتاج السيد بليث وغيره من العلماء الذين درسوا هذا الطائر فى الهند أما فيما يتعلق بالبط والأرانب فبالرغم من أن بعض سلالاتها تختلف فى كثير من الأوجه فيما بينها إلا أن جميع الدلائل تقطع بأن جميعها قد انحدر من الأصل المشترك لكل من البط والأرانب ص77

ويكرر الرجل نفس مقولة وجود أب واحد للحمام فيقول:

"ومهما تكن الاختلافات كبيرة بين سلالات الحمام إلا أنى مقتنع تماما بقيمة الرأى العام الشائع بين علماء التاريخ الطبيعى ألا وهو أن جميعها قد انحدرت من حمام الصخور حمام ليفيا ص82

ويعود دارون لتكرار مقولة  الأب المشترك فيقول:

جميع ما سبق ذكره عن القواعد والعوامل المساعدة والصعوبات المتعلقة بالتصنيف من الممكن تصنيفها إذا لم أخدع نفسى بشكل كبير بناء على وجهة النظر القائلة بأن النظام الطبيعى يقوم على أساس النشاة مع  التعديل وأن الصفات التى يعتبرها علماء التاريخ الطبيعى على أساس أنها تظهر صلة عرقية حقيقية فيما بين أى اثنين أو أكثر من الأنواع الحية فإنها هى تلك التى قد تمت وراثتها من أب مشترك ص671

ويعبر عن نفس المقولة بالجد بدلا من ألب فيقول فى الفقرة التالية:

"وأما فيما يتعلق بالكمية الخاصة بالاختلافات الموجودة فى الفروع والمجموعات العديدة المختلفة فإنه بالرغم من قرابتها بنفس الدرجة فى الدم إلى جدها الأعلى المشترك إلا أنها قد تختلف بشكل كبير وذلك نتيجة للدرجات المختلفة من التعديل التى قد مرت بها ص672

 

المستوطنون للعالم فى كل فترة متعاقبة من تاريخه قد قاموا بهزيمة أسلافهم فى أثناء التسابق من أجل الحياة وهم بهذا الشكل أعلى فى المستوى وتركيبهم قد أصبح بوجه عام أكثر تخصصا ومن الممكن أن يكون ذلك هو التفسير للاعتقاد الشائع الذى يتمسك به مثل هذا العدد الكبير من الخبراء فى علم الاحاثة  ص579

وأخيرا فإن المجموعات المتعددة المختلفة من الحقائق التى قد تم طرحها فى هذا الباب تبدو أنها تعلن بوضوح تام أن الأنواع والطبقات والفصائل التى لا تحصى والتى تستوطن هذا العالم قد نشأت وانحدرت فى نطاق الطائفة الخاصة به من آباء مشتركة وأنها كلها قد تم تعديلها على مسار الانحدار والنشوء بدرجة تجعلنى أتبنى هذه الوجهة من النظر بدون أى تردد حتى ولو كانت غير مدعومة بواسطة أى حقائق أو محاولات أخرى ص735

ويبدو أن أعلى العلماء شأنا مقتنعون بشكل كامل بوجهة النظر الخاصة بأن كل نوع حى قد تم خلقه بشكل مستقل وبناء على تفكيرى فإن ذلك يتوافق بشكل أفضل مع ما نعرفه عن القوانين التى تم فغرضها إلى الأمر عن طريق الخالق والخاصة بأن الإنتاج  والاندثار الخاصين بالأنواع القاطنة السابقة والحالية للعالم من المؤكد أن يكونا نتيجة لأسباب ثانوية مثل تلك التى تحدد الولادة والممات الخاصين بالفرد وعندما أنظر إلى جميع الكائنات على أساس أنها ليست مخلوقات خاصة ولكن على أساس أنها الذرارى المباشرة لبعض الكائنات الحية القليلة التى قد عاشت منذ فترة طويلة قبل لأن يتم ترسيب أول قاع خاص بالنظام الكمبرى فإنها تبدو لى وكأنها قد أصبحت مرتفعة الشأن واعتمادا على الماضى فإنه من الممكن لنا أن نستنتج بشكل آمن أنه لن يكون هناك أى نوع حى واحد هو الذى سوف ينقل شاكلته غير المتغيرة إلى مستقبل بعيد ص775

 

ويعترف دارون بصعوبة اتخاذ قرار فى تصنيف شكل ما فيقول:

ولكن تظهر فى بعض الأحيان حالات تمثل صعوبة كبيرة والتى لن أقوم بسردها هنا فى اتخاذ قرار فيما إذا كنا نستطيع أو لا نستطيع أن نصنف أحد الأشكال على أساس أنه ضرب تابع لضرب أخر حتى لو كانا مرتبطين ارتباطا وثيقا عن طريق حلقات وسيطة أو حتى لو توافرت الصفات المشتركة المفترض وجودها فى الهجين الناتج"ص115

ويكرر دارون حكاية الحلقات الوسطى بين الأنواع ويعلن فى نهاية الفقرة انه ليس متأكدا من كون نظريته صحيحة قائلا:

"باتباع نظرية الانتقاء الطبيعى فإن جميع الأنواع الحية كانت مرتبطة مع الأنواع الأبوية الخاصة بكل طبقة عن طريق اختلافات ليست أكبر مما نراه موجودا بين الضروب الطبيعية والداجنة التابعة لنفس النوع فى وقتنا الحالى وهذه الأنواع الأبوية التى قد اندثرت بشكل عام حاليا قد كانت بدورها مرتبطة مع أشكال حية أكثر قدما وهكذا يستمر الحال فى التقهقر متقاربة دائما على الحدود العليا المشتركة الخاصة بكل من الطوائف الكبرى وبهذا الشكل فإن العدد الخاص  بالحلقات المتوسطة الانتقالية الموجودة بين  الأنواع الحية والبائدة من المحتم أنها كانت هائلة بشكل لا يصدق ولكن بالتأكيد إذا كانت هذه النظرية صحيحة فإن مثل هذه الكائنات تكون قد عاشت على  الكرة الأرضية  ص496

ويقرر الرجل أنه لا يوجد دليل حفرى على حكاية الحلقات  فيقول:

بشكل مستقل عن عدم عثورنا على بقايا أحفورية لمثل هذا العدد اللانهائى من الحلقات المترابطة فإنه قد يثور اعتراض أن الزمن لا يمكن أن يكون كافيا لحدوث مثل هذه الكمية الهائلة من التغيير العضوى فإن جميع التغييرات قدتم إحداثها بشكل بطىء وليس من الصعب على أن أعيد إلى ذهن القارىء الذى ليس ممارسا لعلم طبقات الأرض الحقائق التى قد تقود العقل بحرية إلى استيعاب مرور الزمن ص497

ويقرر دارون أن الانقراض وتكون أنواع جديدة واقع فيقول:

"وبناء على نظرية الانتقاء الطبيعى فإن الانقراض الخاص بالأشكال الحية القديمة والإنتاج لأشكال حية جديدة ومحسنة هما شيئان مرتبطان مع بعضهما بشكل وثيق والنظرة العامة القديمة الخاصة بأن جميع القاطنين للكرة الأرضية قد تم اكتساحهم عن طريق كوارث حدثت عند فترات متتابعة قد تم التخلى عنها بشكل عام حتى بواسطة الخبراء فى علم طبقات الأرض  ص543

وهو بهذا الشكل يكذب كتب دينه المقدسة فى حكاية الطوفان

التعضية:

التعضية يقصد بها الأعضاء والرجل يقول بتمايز الأعضاء وهو تطور بعضها بحيث يثبت هذا التطور لمدة طويلة فيقول:

"وبهذا الشكل فإنه من الممكن لنا أن نتوقع أن يكون هذا الجزء ما زال قابلا للتمايز ولكن من الممكن أن يتكون أحد الأجزاء الجسدية بطريقة غير معتادة إلى أقصى حد مثل الجناح الخاص بخفاش ومع ذلك يكون أكثر قابلية للتمايز عن أى تركيب آخر إذا كان هذا الجزء شائعا بين الكثير من الأشكال الحية التابعة لهذا النوع وهذا يعنى إذا كان قد تم توارثه لفترة طويلة جدا أنه فى هذه الحالة يكون قد أصبح مستقرا عن طريق الانتقاء الطبيعى المستمر لمدة طويلة ص756

ويقرر دارون أن هدف تمايز الأعضاء هو القيام بوظائفها بقدر أكبر من الكفاءة وهو قوله:

"وأفضل تعريف قد تم وضعه على الإطلاق عن المستوى العالى للتعضية هو الدرجة التى تخصصت أو تمايزت إليها الأجزاء والانتقاء الطبيعى يهدف فى اتجاه هذه النهاية بقدر ما يمكن من أجل جعل الأجزاء قادرة على القيام بوظائفها بقدر أكبر من الكفاءة ص350

وبين دارون أن جميع الكائنات العضوية قد تم تكوينها بناء على اثنين من القوانين العظيمة هما وحدة النمط وظروف البقاء فقال شارحا الاثنين:

"ومن المعترف به عامة أن جميع الكائنات العضوية قد تم تكوينها بناء على اثنين من القوانين العظيمة هما وحدة النمط وظروف البقاء والمعنى بوحدة النمط هو ذلك التوافق الجوهرى فى التركيب الذى نراه فى الكائنات العضوية التابعة لنفس الطائفة والذى هو مستقل تماما عن سلوكياتهما فى الحياة وبناء على نظريتى فإن وحدة النمط تفسر بوحدة النشأة أما التعبير الخاص بظروف البقاء الذى كثيرا ما يصر عليه العالم الشهير كوفير هو مطوق بالكامل بواسطة المبدأ الخاص بالانتقاء الطبيعى وذلك لأن الانتقاء الطبيعى يعمل إما عن طريق التكييف الحالى للأجزاء المتمايزة فى كل كائن على ظروف الحياة العضوية وغير العضوية الخاصة به أو عن طريق القيام بتكييفهما فى أثناء العهود السابقة من الزمان وهذه التكيفات قد تمت مساعدتها فى الكثير من الحالات بواسطة الزيادة فى الاستخدام أو عدم الاستخدام الجسدى وبكونها قد تأثرت بالمفعول المباشر الخاص بالظروف الخارجية للحياة وتعرضت فى جميع الحالات إلى القوانين الجديدة المختلفة الخاصة بالنمو وبالتمايز ومن ثم فإن القانون الخاص بالظروف الخاصة بالبقاء هو القانون الأعلى وذلك لأنه يتضمن من خلال الوراثة للتمايزات السابقة والتكيفات هذا القانون الخاص بوحدة النمط ص333

ويناقض دارون نفسه فى الفقرة التالية فيبين ضرورة وجود اختزال للأعضاء فى بداية الفقرة وفى نهايتها يقر أن الاختزال ليس ضروريا فيقول:

"وبهذا الشكل فأنا أومن بأن الانتقاء الطبيعى سوف يميل على المدى البعيد إلى اختزال أى جزء من التعضية بمجرد أن يصبح من خلال السلوكيات المتغيرة عديم الفائدة وذلك بدون التسبب بأى صورة من الصور لأى جزء آخر فى أن يصبح أكثر تكونا بدرجة متوازية وبالعكس من ذلك وأن الانتقاء الطبيعى قد ينجح نجاحا باهرا فى تكوين أحد الأعضاء بصورة كبيرة دون أن يحتاج كتعويض ضرورى إلى الاختزال فى أحد الأجزاء المجاورة  ص250

ويبين دارون أن الطبيعة تنتقى الأعضاء المفيدة فقال:

"أما الطبيعة إذا كان مسموحا لى بأن أتصور ما هو الاحتفاظ الطبيعى أو بقاء الأصلح على قيد الحياة فلا يهمها شىء من المظاهر إلا فيما يتعلق بكونها مفيدة لأى كائن وهى تستطيع التأثير على كل عضو داخلى وعلى كل ظل من الاختلاف البدنى  وعلى مجمل آليات الحياة والإنسان ينتقى فقط لما فيه مصلحته أما الطبيعة فتنتقى فقط لما فيه مصلحة الكائن الذى ترعاه وهى تتعامل بالكامل مع كل صفة منتقاة كما تقتضيه الواقعية الخاصة باختيار هذه الصفات والإنسان يربى مستوطنين معتادين على أجواء عديدة فى نفس القطر ومن النادر أن يتعامل مع كل صفة منتقاة ببعض الطرق الخاصة والمناسبة ص164

ويقرر دارون أن هناك أعضاء موجودة بدون فائدة كأجنحة النعام وهى باقية بقوة الوراثة فيقول :

"وعلى الجانب الآخر فإن الأعضاء الجسدية غير المكتملة فهى إما بدون فائدة على الإطلاق مثل الأسنان التى لم تشق طريقها من خلال اللثات أو أنها تكون بدون فائدة تقريبا مثل الأجنحة الخاصة بالنعامة والتى يتم استخدامها كمجرد أشرعة وبما أن الأعضاء الجسدية التى فى هذه الحالة قد كانت فى الماضى عندما كانت أقل تطورا ذات فائدة أقل مما هى عليه الآن فإنه من غير الممكن أن تكون قد تم إنتاجها فى الماضى  من خلال التمايز والانتقاء الطبيعى الذى يعمل فقط عن طريق الاحتفاظ بالتعديلات المفيدة وبذلك فإن هذه الأعضاء قد تم الاحتفاظ بها بشكل جزئى عن طريق القوة الخاصة بالوراثة والارتباط بالحالة السابقة للأشياء ومع ذلك فإنه كثيرا ما يكون من الصعب التفرقة فيما بين الأعضاء الجسدية غير المكتملة وتلك الحديثة التولد وذلك لأننا نستطيع الحكم فقط عن طريق التناظر فيما يتعلق بما إذا كان أحد الأجزاء قادرا على الاستمرار فى التطور وفى هذه الحالة فقط فإنه يستحق أن يطلق عليه حديث التولد والأعضاء الجسدية التى فى هذه الحالة سوف تكون دائما من الأشياء النادرة "ص724

وبذلك يناقض دارون نفسه باختراعه مذهب المنفعة وهو أن كل نقطة فى كل عضو مخلوق لفائدة بقوله:

"الملاحظات السابقة تقودنى إلى أن أقول بضع كلمات على الاعتراض الذى قام به أخيرا بواسطة بعض علماء التاريخ الطبيعى ضد مذهب المنفعة القائل بأن كل نقطة تفصيلية موجودة فى التركيب قد تم إنتاجها من أجل المنفعة الخاصة بالحائز عليها فإنهم يؤمنون بأن العديد من التراكيب قد تم خلقها من أجل الشكل الجمالى وذلك لإبهاج الإنسان أو لإبهاج الخالق -ولكن هذه النقطة الأخيرة تتعدى مدى المناقشة العلمية – أو من أجل مجرد التنويع وهو منظور قد تمت مناقشته بالفعل ومثل هذه المذاهب لو كانت صحيحة لأصبحت أشياء قاتلة تماما لنظريتى وأنا أعترف بشكل كامل بأن العديد من التراكيب حاليا غير ذات فائدة مباشرة للحائزين عليها ومن المحتمل لأنه لم يكن لها أى فائدة على الإطلاق لأسلافهم ولكن هذا لا يثبت أنها قد تكونت كليا من أجل الشكل الجمالى والتنويع ولاشك فى أن التأثير المباشر للظروف المتغيرة والأسباب المختلفة للتعديلات التى ققد حددتها مؤخرا قد أحدثت كلها تأثيرا ومن المحتمل أنه تأثير هائل غير متعلق بأى ميزة قم تم اكتسابها بهذا الشكل ص321

ونلاحظ أن الرجل ناقض نفسه فى الفقرة السابقة بقوله"وأنا أعترف بشكل كامل بأن العديد من التراكيب حاليا غير ذات فائدة مباشرة للحائزين عليها"

ويعترف مرة أخرى بأن مذهبه منقوض لأن بعض الأعضاء مخلوقة للجمال ذاته وليس للفائدة وهو قوله:

"وعلى الجانب الأخر فأنا أعترف عن طيب خاطر بأن عددا هائلا من ذكور الحيوانات وكذلك جميع طيورنا فائقة الجمال وبعض الأسماك والزواحف والحيوانات الثديية وحشد من الفراشات الرائعة الألوان قد صارت جميلة وذلك من أجل الجمال ذاته ولكن هذا قد تم حدوثه من خلال الانتقاء الجنسى وهذا يعنى عن طريق التفضيل المستمر من الإناث لأكثر الذكور جمالا وليس من أجل إمتاع الإنسان وهذا هو الحال مع الموسيقى الخاصة بالطيور ونحن من الممكن أن نستنتج من كل هذا أن هناك تذوقا مماثلا تقريبا للألوان الجميلة وللأصوات الموسيقية يجرى فى خلال جزء كبير من المملكة الحيوانية وعندما تكون الأنثى ملونة بشكل جميل مثل الذكر وهو أمر ليس نادرا مع الطيور والفراشات فيبدو أن السبب يكمن فى أن الألوان التى قد اكتسبت من خلال الانتقاء الجنسى قد تم انتقالها على كل من الشقين الجنسيين بدلا من انتقالها إلى الذكور فقط أما كيف تكون لأول مرة الإحساس بالجمال فى أبسط صورة وهذا يعنى الاستقبال لنوع غريب من السرور نتيجة لألوان وأشكال ص325

ويناقص دارون نفسه فيجعل الجمال معتمد على طبيعة العقل واعترافه بالجمال كما قال يدمر نظريته فيقول:

أما فيما يتعلق بالإيمان بأن الكائنات المتعضية قد تم خلقها بشكل جميل من أجل إبهاج الإنسان وهو إيمان قد تم إعلانه على أساس أنه مدمر لمجمل نظريتى فإنى من الممكن أن أعلق أولا على أنه من الواضح أن الإحساس بالجمال يعتمد على الطبيعة الخاصة بالعقل بغض النظر عن أى جودة حقيقية موجودة فى الشىء المثير للإعجاب وأن الفكرة المتكونة عما هو جميل ليست شيئا غريبا أو غير قابلة للتعديل ص322

ويبين دارون أن مقولة بساطة التكوين فى الكائنات العضويةتتعارض مع تخليق الأعضاء بالكمال فيقول:

وبالنظر إلى بزوغ فجر الحياة عندما كانت جميع الكائنات العضوية كما نعتقد تقدم التركيب المتناهى فى البساطة فقد ثار التساؤل كيف استطاعت أن تظهر إلى الوجود أولى الخطوات فى سبيل التقدم أو التخليق للأجزاء ص219

وبالطبع اعتقاده لم يجعله يجيب على التساؤل المطروح

وبين الرجل أن الانتقاء الطبيعى سوف يميل إلى المدى البعيد إلى اختزال أى جزء من التعضية  ثم يناقض نفسه بأن الانتقاء الطبيعى قد ينجح نجاحا باهرا فى تكوين أحد الأعضاء بصورة كبيرة دون أن يحتاج كتعويض ضرورى إلى الاختزال فى أحد ألأجزاء المجاورة فيقول:

"وبهذا الشكل فأنا أومن بأن الانتقاء الطبيعى سوف يميل إلى المدى البعيد إلى اختزال أى جزء من التعضية بمجرد أن يصبح من خلال السلوكيات المتغيرة عديم الفائدة وذلك بدون التسبب بأى صورة من الصور لأى جزء آخر فى أن يصبح أكثر تكونا بدرجة متوازية وبالعكس من ذلك وأن الانتقاء الطبيعى قد ينجح نجاحا باهرا فى تكوين أحد الأعضاء بصورة كبيرة دون أن يحتاج كتعويض ضرورى إلى الاختزال فى أحد ألأجزاء المجاورة  ص250

ويبين دارون وجهة نظر هيلارى فى ثبات عدد الأعضاء وعدم ثباته فى بعض أفرادكل نوع فيقول:

 طبقا لملاحظة ايزادور جيوفرى سانت هيلارى فإنه يبدو أنها قاعدة عامة فى كل من الضروب والأنواع أنه عندما تكرر أى جزء أو عضو كثيرا من  المرات فى نفس الفرد مثل الفقرات فى الثعابين والأسدية فى الزهور متعددة الأعضاء الذكرية فإن العدد يكون غير ثابت بينما نفس الجزء أو العضو عندما يتواجد بأعداد أقل فإن أعداده تصبح ثابتة وقد استطرد نفس الباحث بالإضافة إلى بعض علماء النبات فى التعليق على أن الأجزاء المتعددة قابلة بشكل شديد التمايز فى التركيب  ص251

ويؤكد دارون على أن إثبات تطور عضو ما غير ممكن حاليا ولكن محتمل فيقول:

"إذا كان من الممكن إثبات وجود أى عضو جسدى مركب ليس من المحتمل أنه قد تم تكوينه عن طريق تعديلات بسيطة عديدة ومتتالية فإن ذلك من شأنه أن يجعل نظريتى تنهار تماما ولكنى لا أستطيع أن أكتشف أى حالة بهذا الشكل ولا شك أنه يوجد الكثير من الأعضاء الجسدية التى لا نعرف مراحلها الانتقالية وهذا يوجد بشكل أكثر خصوصية إذا ما نظرنا إلى الأنواع شديدة العزلة والتى حدث حولها بناء على النظرية الكثير من حالات الاندثار أو أيضا إذا تناولنا عضوا جسديا شائع الوجود فى كل الأفراد التابعة لإحدى الطوائف وذلك لأنه فى هذه الحالة الأخيرة فإن هذا العضو الجسدى من المحتم أن يكون قد تم تكوينه فى الأصل منذ فترة زمنية بعيدة وبعدها قد تم تكوين جميع الأفراد الكثيرين التابعين للطائفة ومن أجل اكتشاف المراحل الانتقالية المبكرة التى قد مر خلالها هذا العضو الجسدى فإنه من الواجب علينا أن نبحث عن الأشكال السلفية المبكرة التى قد أصبحت مندثرة  منذ زمن بعيد ص299

ويتحدث دارون عن الحيوانات الهدابية الأرجل ذات السويقات المندثرة ومع هذا يتحدث عن تطور وظائف الأعضاء فيها مع أنها اندثرت ولا دليل على وجودها فيقول:

"وإذا كانت جميع الحيوانات الهدابية الأرجل ذات السويقات قد أصبحت مندثرة وهذه الحيوانات قد عانت من الاندثار بشكل أكبر بكثير مما حدث لهدابيات الأرجل الجالسة فمن الذى سوف يدور فى خياله أن الخياشيم الموجودة فى الفصيلة الأخيرة قد كانت موجودة فى الأصل كأعضاء جسدية خاصة بمنع البيض من الانجراف إلى خارج الكيس بفعل الماء؟ ص303

ويعترف دارون بأنه لا يستطيع الحصول على دليل على تطور عضو فى مرحلة انتقالية ويؤكد على أن الطفرة فى تطور الأعضاء محالة فيقول:

"إذن فى النهاية فبالرغم من أنه من أصعب الأشياء فى الكثير من الحالات حتى مجرد التخمين فيما هى المراحل الانتقالية التى انتهت بالأعضاء إلى الوصول على حالتها الحالية إلا أنه مع الوضع فى الاعتبار مدى صغر نسبة الأشكال الحية والمعروفة إلى الأنواع التى قد اندثرت وغير المعروفة فإنى ما زلت مندهشا من مدى ندرة القدرة على تحديد أى عضو جسدى لا تقود إليه أى درجة انتقالية معروفة ومن المؤكد صحة أن الأعضاء الجسدية الجديدة التى تظهر وكأنها قد خلقت لأحد الأغراض الخاصة من النادر أن تظهر أو قد لا تظهر على الإطلاق  فى أى كائن وذلك كالمشاهد فعلا عن طريق هذه الشريعة القديمة الموجودة فى التاريخ الطبيعى ولو أنه قد بولغ فيها بعض الشىء والتى تنص على أن الطبيعة لا تنتج الطفرة ونحن نواجه هذا الاعتراف فى الكتابات الخاصة بمعظم علماء التاريخ الطبيعى تقريبا ص315

ويعود للتأكيد على أن تطور الأعضاء الفجائى وهو الطفرة غير ممكنة إلا من قبيل المعجزات لأنها خروج على العلم فيقول:

"والذى يؤمن بأن شكلا قديما قد تحول فجأة من خلال قوة أو قابلية داخلية إلى شكل مزود بالأجنحة مثلا إنه سوف يجد نفسه مضطرا إلى افتراض على عكس كل الأمثلة المتناظرة أن العديد من الأفراد قد تمايزت فى وقت واحد ولا يمكن إنكار أن مثل هذه التغيرات الفجائية والكبيرة فى التركيب شىء مختلف تماما عن تلك التغيرات التى يبدو أن معظم الأنواع الحية قد مرت خلالها وبهذا الشكل فإنه سوف يضطر أيضا إلى أن يؤمن بأن العديد من التراكيب التى قد تكيف بشكل جميل مع جميع الأجزاء الأخرى فى نفس المخلوق ومع الظروف المحيطة قد نتجت فجأة وبمثل هذا القدر المعقد والمذهل من المواءمة فإنه لن يتمكن من تحديد أى ظل لأى تفسير وسوف يكون مضطرا للاعتراف بأن هذه التحولات الكبيرة والفجائية لم تترك أى آثار لمفعولها على الجنين والاعتراف بهذا كله فإنه كما يبدو لى كمثل الدخول فى عوالم المعجزات وترك عوالم العلم  ص392

ويؤكد دارون على أن زيادة الحجم  تحمى من الوحوش وهى وجهة نظر خاطئة فالكائنات الصغرى هى المنتشرة فى الكون كالنمل والحشرات رغم أن حجمها صغير وفى هذا قال:

"ويجب ألا نغفل الحقيقة فى أن زيادة الحجم سوف تقوم بمهمة الحماية ضد كل الوحوش المفترسة تقريبا باستثناء الأسد وحتى ضد هذا الحيوان فإن عنقها الطويل وكلما كان أطول  كان هذا أفضل سوف يستخدم كما جاء فى تعليق السيد تشونسى رايت كبرج للمراقبة وأنه لهذا السبب كما يعلق السير س باكر  فلا يوجد أى حيوان أكثر صعوبة فى المداهمة من الزراف كما أن هذا الحيوان يستخدم عنقه الطويل كوسيلة للهجوم أو الدفاع ص253

ويبين دارون أن السجل الجيولوجى لا يخدم مقولته فى تطور الأعضاء ببطء أى تدريجيا ويتحدث عن التعضية فى الأسماك فيقول:

"ومشكلة ما إذا كانت التعضية فى مجموعها قد تقدمت هى مشكلة شديدة التعقيد بطرق عديدة فإن السجل الجيولوجى غير المكتمل فى جميع الزمان لا يمتد إلى الخلف مسافة زمنية كافية لكى يبين بجلاء لا يقبل الخطأ أن التعضية قد تقدمت بشكل كبير فى خلال تاريخ العالم المعلوم وحتى فى وقتنا الحاضر فعند النظر إلى الأفراد التابعة لنفس الطائفة فإن الخبراء فى التاريخ الطبيعى غير مجمعين على أن من الأشكال الحية من الواجب تصنيفها على أساس أنها الأرقى وبهذا الشكل فإن البعض ينظرون إلى الأسماك الغضروفية أو أسماك القرش نتيجة لتقاربها فى بعض النقاط المهمة فى التركيب من الحيوانات الزاحفة على أساس أنها أرقى وتقف أسماك الجانويد اللامعة البراقة فى المنتصف ما بين الأسماك الغضروفية والأسماك العظمية  والأخيرة فى وقتنا الحاضر هى المتفوقة بشكل كبير فى العدد ولكن فى الماضى كانت الأسماك الغضروفية وأسماك الجانويد هى الوحيدة الموجودة وفى هذه الحالة فقد تم اختيارها بناء على مستوى الرقى وعلى هذا الأساس فإنه سوف يقال إن الأسماك قد تقدمت أم تقهقرت فى مستوى التعضية ويبدو أن محاولة مقارنة أفراد تابعة إذا ما كانت إحدى الحباريات أكثر رقيا من النحلة هذه الحشرة التى آمن العلامة فون بير العظيم أنها فى الحقيقة أكثر ارتفاعا فى مستوى التعضية عن السمكة ص568

ويتحدث دارون عن صعوبة إثبات القاعدة التى استنتجها بلا دليل فقال :

"ومن الصعب على أن أشك أن هذه القاعدة صحيحة بوجه عام بالرغم من صعوبة لإثباتها وفيما بين الحيوانات الثديية فنحن نراها بادية للعيان بشكل واضح فى الخفافيش وبدرجة أقل فى فصيلة السنوريات وفصيلة الكلبيات ونحن نرى نفس القاعدة فى التوزيع الخاص بالفراشات والخنافس وهذا هو الحال مع معظم القاطنة للمياه العذبة وذلك لأن الكثير من الطبقات المتضمنة فى أكثر الطوائف تباينا تتجول فى جميع أنحاء العالم والكثير من الأنواع تتمتع بمآلف شاسعة ص652

ويعترف دارون بأن التراكيب غير المكتملة عضويا قد تكون أفضل من التراكيب العضوية غير المكتملة فيقول:

"وبهذا الشكل فقط أستطيع أن أفهم القواعد والدلائل العديدة المختلفة التى قد تم اتباعها بواسطة أفضل مصنفينا وبما أنه ليس لدينا أشجار نسب مكتوبة فإننا مضطرون إلى تعقب وحدة النشأة عن طريق التشابهات الخاصة بأى صنف وبهذا الشكل فإننا نختار الصفات الأقل احتمالا لأن تكون قد تم تعديلها بالنسبة إلى ظروف الحياة التى قد تعرض لها حديثا كل نوع من الأنواع وبناء على هذه الوجهة من النظر فإن التراكيب غير المكتملة تكون على نفس القدر وقد تكون حتى أفضل من الأجزاء الأخرى الخاصة بنظام التعضية ص677

ويتحدث دارون عن الأعضاء غير المكتملة فى الأنواع فيقول:

"الأعضاء أو الأجزاء الجسدية الموجودة فى هذه الحالة الغريبة التى تحمل الطابع الخاص بعدم الجدوى شائعة إلى حد بعيد أو حتى إنها عامة فى جميع أرجاء الطبيعة وقد يكون من المستحيل أن يتم ذكر واحد من الحيوانات العليا الذى لا يوجد فيه جزء جسدى ما أو آخر فى حالة غير مكتملة وعلى سبيل المثال ففى الحيوانات الثديية فإن الذكور لديها أثدية غير مكتملة وفى الثعابين فإن واحدا من الفصوص الرئوية غير مكتمل ص721

وهو كلام غير علمى فتلك الأعضاء كاملة ولكن دارون وغيره يظنون أن أعضاء الإناث هى المكتملة فى الأثداء فالثدى الذكرى له وظيفة غير وظيفة ثدى الأنثى ومن ثم فالخلاف هو اختلاف وظيفى وليس اختلاف فى الاكتمال وعدم الاكتمال وأما الفص الرئوى فى الثعابين فنفس الكلام وهو ان دارون جاهل بوظيفته ومن ثم فقد يكون كمال الشىء فى عدم اكتماله فى نظرنا حيث يؤدى دوره الذى أناطه به الخالق 

ويتكلم دارون عن الأعضاء غير المكتملة والحديثة الولادة فيقول:

"وبذلك فإن هذه الأعضاء قد تم الاحتفاظ بها بشكل جزئى عن طريق القوة الخاصة بالوراثة والارتباط بالحالة السابقة للأشياء ومع ذلك فإنه كثيرا ما يكون من الصعب التفرقة فيما بين الأعضاء الجسدية غير المكتملة وتلك الحديثة التولد وذلك لأننا نستطيع الحكم فقط عن طريق التناظر فيما يتعلق بما إذا كانت ص 723أحد الأجزاء قادرا على الاستمرار فى التطور وفى هذه الحالة فقط فإنه يستحق أن يطلق عليه حديث التولد والأعضاء الجسدية التى فى هذه الحالة سوف تكون دائما من الأشياء النادرة ص

724

وكلامه عن الحكم عن طريق التناظر خطأ فقد يتناظر العضوان فى الشكل ومع هذا يكون العضو فى الكبير عامل وفى الصغير غير عامل كما هو الحال فيما يسمى بأعضاء التناسل والجنس

ويعترض دارون على نظرية الخلق من خلال سؤال لماذا يكون أحد الأجزاء الجسدية الذى قد تم تكوينه بطريقة غير عادية جدا فى نوع واحد فقط تابع لإحدى الطبقات؟ فيقول:

"والشىء غير القابل للتفسير بناء على النظرية الخاصة بالخلق هو لماذا يكون أحد الأجزاء الجسدية الذى قد تم تكوينه بطريقة غير عادية جدا فى نوع واحد فقط تابع لإحدى الطبقات وبهذا الشكل وما قد نستنتجه بالطبع فإنه سوف يكون ذو أهمية عظيمة لهذا النوع هو عرضة بشكل بارز ص755

وهو اعتراض فى غير محله لأن السجل الطبقى غير مكتمل إلى حد كبير كما قال فى اعترافاته المتعددة فى فصل السجل الجيولوجى فما هوالدليل على تكوين العضو بطريقة غير عادية جدا فى نوع واحد فقط تابع لإحدى الطبقات

ويؤكد دارون على أن أعضاء النوع قد يطورها الناس من خلال عمليات التطعيم أو التغذية فى النبات فيتطور النوع فى الطعم من ردىء لرائع كما فى الكمثرى فيقول:

"إلا أنها تبدو من الوصف الوارد فى كتابات بلينى على أساس أنها كانت فاكهة من النوع الردىء جدا ولقد شاهدت تعبيرات عن الدهشة الشديدة فى مجال أعمال البساتين من المهارة المدهشة للمشتغلين بالحدائق لنجاحهم فى إنتاج مثل هذه النتائج الباهرة من مثل هذه الموارد الحقيرة ولكن الطريقة كانت بسيطة أما فيما يتعلق بالنتيجة النهائية فإن العملية قد تتابعت بشكل غير مقصود تقريبا وقد انحصر الأمر فى الزراعة لأفضل الضروب المعروفة دائما وحصاد بذورها وعندما يظهر بالمصادفة اى ضرب أفضل ولو قليلا فإنه ينتقى وهكذا يستمر الأمر على نفس المنوال ولكن العاملين بالحدائق فى العصر الكلاسيكى الذين قاموا بزراعة أفضل أنواع الكمثرى التى استطاعوا الحصول عليها لم يدر بخلدهم مدى روعة الفاكهة التى سنأكلها ولو أننا مدينون فيما يتعلق بامتياز ثمارنا ولو بدرجة قليلة إلى أنهم بالطبع قد اختاروا واحتفظوا بأفضل الضروب التى استطاعوا أن يجدوها ص99

دارون والألوهية:

الشائع بين الناس هو كون دارون ملحد وقد عمل منكرو الله على نشر الأمر فى وسائل الإعلام المختلفة حتى باتت الشائعة وهى الكذبة هى الحقيقة وبات الحقيقة هى الكذبة وهى كون الرجل مؤمن بوجود الله أى الخالق  ومن تلك الأقوال الدالة على ذلك فى الكتاب:

-"وهل نحن نملك الحق فى أن نفترض أن الخالق يعمل بمثل هذه القوى الفكرية الخاصة بالإنسان؟  ص298

-"الملاحظات السابقة تقودنى إلى أن أقول بضع كلمات على الاعتراض الذى قام به أخيرا بواسطة بعض علماء التاريخ الطبيعى ضد مذهب المنفعة القائل بأن كل نقطة تفصيلية موجودة فى التركيب قد تم إنتاجها من أجل المنفعة الخاصة بالحائز عليها فإنهم يؤمنون بأن العديد من التراكيب قد تم خلقها من أجل الشكل الجمالى وذلك لإبهاج الإنسان أو لإبهاج الخالق ولكن هذه النقطة الأخيرة تتعدى مدى المناقشة العلمية – أو من أجل مجرد التنويع وهو منظور قد تمت مناقشته بالفعل ص321

جميع ما سبق ذكره عن القواعد والعوامل المساعدة والصعوبات المتعلقة بالتصنيف من الممكن تصنيفها إذا لم أخدع نفسى بشكل كبير بناء على وجهة النظر القائلة بأن النظام الطبيعى يقوم على أساس النشاة مع  التعديل وأن الصفات التى يعتبرها علماء التاريخ الطبيعى على أساس أنها تظهر صلة عرقية حقيقية فيما بين أى اثنين أو أكثر من الأنواع الحية فإنها هى تلك التى قد تمت وراثتها من أب مشترك وان كل التصنيف الحقيقى هو على أساس سلسلة الأنساب وأن وحدة النشأة هى الرباط الخفى الذى كان علماء التاريخ الطبيعى يبحثون عنه لا شعوريا وأن الأمر ليس عبارة عن خطوة مجهولة ما خاصة بالخالق ص671

-"ويبدو أن أعلى العلماء شأنا مقتنعون بشكل كامل بوجهة النظر الخاصة بأن كل نوع حى قد تم خلقه بشكل مستقل وبناء على تفكيرى فإن ذلك يتوافق بشكل أفضل مع ما نعرفه عن القوانين التى تم فرضها على الأمر عن طريق الخالق والخاصة بأن ألإنتاج  والاندثار الخاصين بالأنواع القاطنة السابقة والحالية للعالم من المؤكد أن يكونا نتيجة لأسباب ثانوية مثل تلك التى تحدد الولادة والممات الخاصين بالفرد "ص775

-" وأن هناك شيئا من الفخامة فى هذا المنظور للحياة بالاشتراك مع قدراتها  العديدة المختلفة فى أنه قد تم نفخها بواسطة الخالق بداخل العدد القليل من ألأشكال أو فى شكل واحد ص777

-"وكما يبدو لى فإن الاعتراف بهذه الوجهة من النظر بمثابة رفض السبب الحقيقى لصالح السبب غير الحقيقى أو على الأقل لصالح سبب غير معلوم وهذا يجعل أن عمل الرب ما هو إلا مجرد خداع وغش "ص271

نوع واحد أم أكثر:

نجد دارون فى مسألة كون المخلوقات نشأت من نوع واحد أم من أنواع متعددة مستقلة متناقض فهو  يعلم الجهل بذلك بقوله:

"عند محاولة تقدير كمية الفروق فى التركيب بين الأعراق الداجنة القريبة من بعضها سرعان ما نجد أنفسنا فى دائرة من الشك وذلك لعدم معرفتنا إذا ما كانت قد نشأت من واحد أو أكثر من الأنواع الأبوية ص74

ويقرر دارون استحالة وصول العلم إلى قرار فى المسألة فيقول:

أما فيما يخص معظم حيواناتنا ونباتاتنا المدجنة منذ القدم فإنه من المستحيل أن نصل إلى قرار محدد فيما لو كانت نشأتها نابعة من نوع واحد أم من العديد من ص75  الأنواع الوحشية ص76

ويكرر اعترافه بأنه هو والعلماء غير قادرين على الوصول للحقيقة فيقول:

"وأنا قمت بتقديم هذه الملحوظات لكى أبين فقط أننا إذا كنا غير قادرين على أن نجد تفسيرا للاختلافات الموجودة بين سلالاتنا الداجنة العديدة والتى بالرغم من ذلك قد تم الاعتراف بأنها قد نشأت على وجه العموم من خلال النشوء العادى من واحد أم من القليل من الأصول الأبوية فإننا يجب علينا ألا نضع أهمية أكثر من اللزوم على عدم معرفتنا بالسبب المحدد للاختلافات المتناظرة البسيطة الموجودة بين الأنواع الأصلية  ص321

ويعيد الرجل الإقرار بعدم معرفته بكون الأنواع الداجنة من أصل واحد من أصول متعددة فيقول :

"دعنا نتأمل قليلا فى الخطوات التى قد تم من خلالها إنتاج أعراقنا الداجنة سواء من نوع واحد أو من أنواع متقاربة"ص90

ونجد دارون يقرر فجأة فى مسألة الحمام أنه من نوع واحد فيقول:

وبما أنه لدينا دليل دامغ على أن السلالات الخاصة بالحمام قد نشأت عن نوع وحشى واحد ص713

ويناقض نفسه فيجعل من المستحيل تقرير كون طوائف الحمام  من نوع واحد أو أكثر فيقول:

ولكن يجب ألا يكون لدينا أى ضروب متوسطة بشكل مباشر بين الحمام ذى الذيل المروحى والحمام العابس فلا يوجد منهما على سبيل المثال ما يجمع بين الذيل المنبسط بعض الشىء وحوصلة متضخمة بعض الشىء أيضا وهى الصفات المميزة لهاتين السلالتين والأكثر من هذا أن هاتين السلالتين قد أصبحتا معدلتين بشكل كبير إلى درجة أنه إذا لم يكن لدينا أى دليل تاريخى أو دليل غير مباشر يتعلق بأصولهما فإنه سوف يكون من المستحيل أن يتم التحديد من خلال مجرد المقارنة الخاصة بتركيبهما مع التركيب الخاص بحمام الصخور إذا ما كانا قد انحدرتا عن هذا النوع أو عن شكل ذى قرابة له مثلما هو الحال مع الحمام الخمرى ص595

وفجأة أعلن الرجل أن كل نوع حى نشأ من أب أى رأس مستقل وهو ما يناقض جهله السابق وأن هذه الحقيقة التى ستثبتها الأيام  القادمة فيقول :

وعندما يتم الاعتراف التام كما سوف يحدث فى أحد الأيام بأن كل نوع حى قد نشأ من مسقط رأس مستقل ص594

وكرر حقيقة كل نوع ناتج عن أصل النوع نفسه فقال:

" لأى نوع معين ما هى إلا سلائل لهذا النوع "ص60

ثم ناقض دارون نفسه فجعل الأنواع ناشئة من آباء مشتركين وليس أب مستقل فقال:

وأخيرا فإن المجموعات المتعددة المختلفة من الحقائق التى قد تم طرحها فى هذا الباب تبدو أنها تعلن بوضوح تام أن الأنواع والطبقات والفصائل التى لا تحصى والتى تستوطن هذا العالم قد نشأت وانحدرت فى نطاق الطائفة الخاصة به من آباء مشتركة وأنها كلها قد تم تعديلها على مسار الانحدار والنشوء بدرجة تجعلنى أتبنى هذه الوجهة من النظر بدون أى تردد حتى ولو كانت غير مدعومة بواسطة أى حقائق أو محاولات أخرى ص735

وفى الفقرة السابقة يعلن دارون إيمانه بذلك حتى ولو لم تكن براهين أو أدلة على ذلك

ويقرر دارون أن السخرية من كون الأنواع مخلوقة من أنواع أخرى مخالفة سخرية غير مقبولة فيقول:

"لا علم لهم بقوانين الوراثة أكثر من إلمام المربين العاديين ولا علم لهم بأى شىء عن حلقات الوصل الوسيطة فى سلاسل النشوء الطويلة أن يعترفوا بأن الكثير من أعراقنا الداجنة قد انحدر من نفس الأصول الأبوية أفلا ينبغى لهم أن يتعلموا درسا فى توخى الحذر عندما يسخروا من فكرة أن الأنواع فى حالاتها الطبيعية ما هى إلا الذرارى المباشرة لأنواع أخرى"ص90

ويكرر دارون نفس المقولة مزيدا أن الأنواع التى بقت على أصلها الأول نادرة بينما الشائع هو الأنواع التى لها آباء مشتركة  فيقول:

"ولكنى أستطيع أن أضيف التالى إنه بناء على هذه الوجهة من النظر فإن القليل النادر من الأنواع الأكثر تقدما قد استطاعت أن تنقل ذرارى لها إلى وقتنا الحاضر وبما أن جميع الذرارى التابعة لنفس النوع تكون طائفة فإنه من الممكن لنا أن نفهم كيف أنه يوجد هناك مثل هذا العدد القليل من الطوائف فى كل قسم رئيسى من أقسام الممالك الحيوانية والنباتية وبالرغم من أن القليل من أكثر الأنواع إيغالا فى القدم قد خلفت وراءها ذرارى معدلة إلا أنه فى الفترات الجيولوجية البعيدة فإن الأرض من المحتمل أنها قد كانت مأهولة بنفس الطريقة بالأنواع التابعة للكثير من الطبقات والرتب والطوائف مثلما يوجد فى وقتنا الحاضرص214

ويقرر دارون أن الأنواع الحالية ناتجة من أنواع وسيطة بينها وبين الأنواع القديمة فيقول:

"والصعوبة التى نلاقيها فى التعرف على الأنواع المتمايزة هى نتيجة إلى حد كبير لتقليد الضروب كيفما كانت لنوع أخر تابع لنفس الطبقة ومن الممكن أيضا تقديم بيان مصور جدير بالاعتبار لأشكال حية متوسطة بين شكلين آخرين اللذين فى ذاتهما من الممكن فقد أن يداخلنا الشك فى توصيفهما على أساس أنهما نوعان وهذا يبين أنه إذا لم يتحتم اعتبار جميع هذه الأشكال ذات القرابة الحميمة على أساس أنها أنواع قد خلقت بصورة مستقلة فإنها قد اتخذت فى أثناء التمايز بعض الصفات الخاصة بالآخرين ص265

ويكرر الرجل نفس المقولة وهى جميع الأنواع الحية  مرتبطة مع الأنواع الأبوية المندثرة عن طريق الأنواع الوسيطة فيقول:

"باتباع نظرية الانتقاء الطبيعى فإن جميع الأنواع الحية كانت مرتبطة مع الأنواع الأبوية الخاصة بكل طبقة عن طريق اختلافات ليست أكبر مما نراه موجودا بين الضروب الطبيعية والداجنة التابعة لنفس النوع فى وقتنا الحالى وهذه الأنواع الأبوية التى قد اندثرت بشكل عام حاليا قد كانت بدورها مرتبطة مع أشكال حية أكثر قدما وهكذا يستمر الحال فى التقهقر متقاربة دائما على الحدود العليا المشتركة الخاصة بكل من الطوائف الكبرى وبهذا الشكل فإن العدد الخاص  بالحلقات المتوسطة الانتقالية الموجودة بين  الأنواع الحية والبائدة من المحتم أنها كانت هائلة بشكل لا يصدق ولكن بالتأكيد إذا كانت هذه النظرية صحيحة فإن مثل هذه الكائنات تكون قد عاشت على  الكرة الأرضية  ص496

ويكرر دارون نفس المقولة وهى وجود أسلاف وسيطة للأنواع الجديدة من أنواع قديمة فيقول:

"وباستطاعتنا أن نفهم بوضوح لماذا عند مجرد الفقدان لأحد الأنواع الحية فإنه لن يعود للظهور مرة أخرى على الإطلاق حتى لو عادت نفس الظروف الخاصة بالحياة سواء كانت عضوية أو غير عضوية إلى الظهور وذلك لأنه بالرغم من أن الذرية الخاصة بواحد من الأنواع الحية قد يتم تكييفها ولاشك فى أن هذا قد حدث فى عدد لا يحصى من الحالات لكى تملأ المكان الخاص بنوع حى آخر فى منظومة الطبيعة وبالتالى لكى تحل محلا إلا أن كلا من الشكلين القديم والحديد لن يكونا متماثلين بالضبط وذلك لأن كليهما سوف يكون قد ورث بالتأكيد تقريبا صفات مختلفة من أسلافهما المتباينة والكائنات الحية المختلفة بالفعل سوف تتمايز بطريقة مختلفة ص541

ويناقض دارون نفسه فيأتى بمقولة جديدة وهى أن ألأنواع كلها لها جد أعلى مشترك وليس أباء مشتركين فيقول:

"ولكن بناء على وجهة نظرنا فإن هذا الجزء قد كان خاضعا منذ أن تفرعت الأنواع العديدة عن الجد الأعلى المشترك لكمية غير عادية من القابلية للتمايز والتعديل ص756

تصنيف الأنواع:

ويعترف دارون بأنه من الصعب على العلماء والخبراء مهما بلغ علمهم تصنيف الكائنات ومن ثم يختلفون فى التصنيف فيقول:

"تختلف بها الأنواع المتقاربة بشدة التابعة لنفس الطبقة فى البيئة الطبيعية ولكن الاختلافات فى معظم الحالات هى أقل فى الدرجة ويحب ولكن الاختلافات فى معظم الحالات هى أقل فى الدرجة ويجب الاعتراف أن هذه حقيقة أن أعراقا داجنة لحيوانات ونباتات كثيرة قد تم تصنيفها بواسطة بعض الخبراء الأكفاء على أنها منحدرة من أصول أنواع أرومية متباينة وبواسطة بعض الخبراء الأكفاء الآخرين تم تصنيفها على أنها مجرد ضروب فإذا كان يوجد خط واضح للتفرقة بين ما هو عرق وما هو نوع من الحيوانات الداجنة فإن هذا المصدر للشك سوف يتوقف عن التكرار للعودة وكثيرا ما تم التصريح بأن الأعراق الداجنة لا تختلف عن بعضها البعض فى صفة ذات قيمة عرقية عامة ومن الممكن إظهار أن هذا التصريح ليس صحيحا ص74

ويكرر دارون استحالة تفرقة الضروب من الأنواع إلا بسببين غير موجودين حاليا فيقول:

"بشكل نهائى لا يمكن تفريق الضروب عن الأنواع باستثناء أولا باكتشاف أشكال وسيطة رابطة وثانيا بواسطة كمية  ما غير محددة من الاختلاف بينها لأنه إذا اختلف شكلان بشكل قليل جدا فإنهما عموما يصنفان فى العادة على أساس أنهما ضربان على الرغم من أنهما لا يمكن أن يكونا مرتبطين بشكل حميم ولكن لأن كمية الاختلاف التى تعتبر ضرورية لمنح أى من الشكلين رتبة النوع لا يمكن تحديدهاص133

وأعاد دارون نفس المقولة وهى أن التصنيف ليس مهم للجهل بالتمايزات فقال:

"وقد تم فى الفصل السابق توضيح أنه توجد هناك بعض التمايزات الفردية بين الكائنات العضوية الموجودة فى البيئة الطبيعية وفى الحقيقة فإنه لا توجد لدى أى معلومات تفيد أن هذا موضع خلاف ومن غير المهم لنا إذا ما تم تصنيف حشد من الأشكال غير المؤكدة على أساس أنها أنواع أو أنواع فرعية أو ضروب ص136

ويقرر دارون جهله بتاريخ الأنواع والظروف التى مرت بها فيقول:

"وكثيرا ما ثارت بعض التساؤلات عن التالى إذا كان الانتقاء الطبيعى بهذه الكفاءة فلماذا لم تكتسب بعض الأنواع هذا التركيب أو ذلك والذى كان من الواضح أنه سوف يكسبهم مميزات تفضيلية ولكنه من غير المنطقى أن نتوقع إجابة محددة لمثل هذه التساؤلات عندما نضع فى الاعتبار جهلنا بالتاريخ الماضى لكل نوع من الأنواع وللظروف التى تحدد فى وقتنا الحالى أعدادها ومآلفها وفى معظم الحالات فالأسباب العامة فقط ولكن فى بعض الحالات القليلة فالأسباب خاصة أيضا هى التى يمكن أن نعزو إليها ما حدث وهكذا فلكى نهيىء أحد الأنواع الحية لسلوكيات جديدة للحياة فإن الكثير من التحورات المترابطة لا يمكن الاستغناء عنها مطلقا تقريبا وكثيرا ما حدث أن الأجزاء المطلوبة لم يتم تعديلها على النمط الصحيح أو على الدرجة المطلوبة وقد كان من الضرورى منع العديد من الأنواع من الزيادة فى العدد وذلك عن طريق عوامل مدمرة والتى لم يكن لها أى علاقة بتراكيب معينة ص391

ويكرر دارون لأنه لا توجد قاعدة ذهبية فى التصنيف يمكن الاعتماد عليها فيقول:

"ومن المهم فى مجمله أن نتذكر أن العلماء فى التاريخ الطبيعى ليس لديهم قاعدة ذهبية يستطيعون بها التفرقة بين الأنواع والضروب فإنهم يقومون بالسماح ببعض القابلية البسيطة للتمايز لكل نوع من الأنواع ولكنهم عندما يواجهون بكمية أكبر  بعض الشىء من الاختلاف بين أى اثنين من الأشكال الحية فإنهم يقومون بتصنيف كليهما على أساس أنه نوع متباين إلا إذا استطاعوا أن يربطوا بينهما عن طريق تدريجات متوسطة حميمية على أعلى مستوى وهذه التدرجات نتيجة للأسباب التى قد تمت الإشارة إليها الان من النادر أن يكون هناك أمل فى أن تظهر فى أى واحد من القطاعات الجيولوجية ص517

ويقرر دارون أن مصطلح ضرب أى صنف صعب التعريف فيقول:

"وبشكل عام فإن المصطلح يتضمن العنصر المجهول من عمل سحيق القدم للخليقة ومصطلح ضرب متساو تقريبا فى صعوبة التعريف ولكنه فى هذا المقام فإن الاتحاد فى المنشأ هم المعنى المفهوم ضمنا على وجه العموم مع أنه من النادر التمكن من إثباته ولدينا أيضا ما يسمى الشواذ فى الخلقة ولو أنهم يندرجون تحت الضروب وأنا افترض به أن معنى مصطلح الشذوذ فى الخلقة  هو الانحراف الكبير فى التركيب الذى يكون على وجه العموم ضارا أو غير مفيد ص110

ووضح دارون أن مصطلح نوع هو مصطلح اعتباطى أى عشوائى وكذلك ضرب فيقول:

ولسوف نرى من هذه الملاحظات أننى أنظر إلى مصطلح نوع على أساس أنه مصطلح قد تم إطلاقه بشكل اعتباطى وذلك ابتغاء لراحة البال على مجموعة من الأفراد تشابه بعضها البعض بشدة وأنه لا يختلف بشكل أساسى عن مصطلح ضرب الذى قد أطلق على أشكال أقل تباينا وأكثر تقلبا ومرة أخرى فمصطلح ضرب بالمقارنة مع مجرد الاختلافات الفردية هو أيضا ينطبق بشكل اعتباطى وذلك بغرض إراحة البال "ص125

ويؤكد الرجل أنه لا يوجد معيار حق لا يعترض عليه فى الضروب والأنواع فيقول:

"هناك علاقات أخرى بين الأنواع التابعة للطبقات الكبرى والضروب المسجلة الخاصة بها وهذه العلاقات تستحق الملاحظة فقد شاهدنا أنه لا يوجد أى معيار معصوم من الخطأ نستطيع أن نفرق به بين الأنواع والضروب شديدة الوضوح وعندما لا توجد حلقات وسيطة بين الأشكال غير المؤكدة فإن خبراء التاريخ الطبيعى يضطرون للوصول إلى قرار عن طريق كمية الاختلافات الموجودة بينهم معتمدين فى حكمهم على التناظر فيما لو كانت أو لم تكن هذه الكمية كافية لرفع أحدهما أو كليهما إلى مرتبة الأنواع وبهذا فإن كمية الاختلاف هى أحد المعايير المهمة جدا فى الاستقرار على ما إذا كان يجب تصنيف شكلين من أشكال الحياة على أساس أنهما أنواع أم ضروب وكان تعليق فرايس فيما يتعلق بالنباتات ووستوود فيما يتعلق بالحشرات ص130

وحكم دارون باستحالة تفرقة الضروب عن الأنواع فقال:

"بشكل نهائى لا يمكن تفريق الضروب عن الأنواع باستثناء أولا باكتشاف أشكال وسيطة رابطة وثانيا بواسطة كمية  مخا غير محددة من الاختلاف بينها لأنه إذا اختلف شكلان بشكل قليل جدا فإنهما عموما يصنفان فى العادة على أساس أنهما ضربان على الرغم من أنهما لا يمكن أن يكونا مرتبطين بشكل حميم ولكن لأن كمية الاختلاف التى تعتبر ضرورية لمنح أى من الشكلين رتبة النوع لا يمكن تحديدهاص133

ويؤكد دارون على أن عملية التصنيف لضروب وأنواع هى عملية غير مهمة فيقول:

وقد تم فى الفصل السابق توضيح أنه توجد هناك بعض التمايزات الفردية بين الكائنات العضوية الموجودة فى البيئة الطبيعية وفى الحقيقة فإنه لا توجد لدى أى معلومات تفيد أن هذا موضع خلاف ومن غير المهم لنا إذا ما تم تصنيف حشد من الأشكال غير المؤكدة على أساس أنها أنواع أو أنواع فرعية أو ضروب ص136

 

ويؤكد دارون أن الخبراء يختلفون عند تصنيف الضروب والأنواع اختلافات متناقضا فما يعتبره البعض ضرب يعتبره البعض الآخر نوع وهو قوله:

"وإنه لمن المؤكد أن أشكالا كثيرة قد تم اعتبارها بواسطة خبراء على درجة عالية من المقدرة على أساس أنها ضروب تتماثل تماما فى الصفات مع بعض الأنواع على درجة أنه قد تم تصنيفها على أساس أنها أنواع بواسطة خبراء آخرين على درجة عالية من الكفاءة أيضا ولكن حتى يمكن أن نناقش إذا ما كان من الواجب أن ندعوها أنواعا أم ضروبا قبل ان يتم الاتفاق العام على أى تعريف لهذين المصطلحين فإن هذا يعتبر كالضرب فى الهواء بلا هدى "ص120

ويقرر دارون أن الصعوبة فى الضروب والأنواع تقوده أحيانا لاعتبار الضروب أنواع ابتدائية فيقول:

"إذا كان لنا أن ننظر على الضروب على أساس أنها أنواع ابتدائية وذلك لأن جداولى تبين كقاعدة عامة أنه حيثما تم تكوين العديد من الأنواع التابعة لإحدى الطبقات فإن الأنواع التابعة لهذه الطبقة لإحدى الطبقات فإن الأنواع التابعة لهذه الطبقة تنتج عددا ما من الضروب وهو ما يعنى الأنواع الابتدائية أكثر من المتوسط المعتاد وهذا لا يعنى أن جميع الطبقات الكبرى تتغير بكثرة حاليا وأنها بالتالى تزيد من عدد أنواعها أو أنه لا توجد طبقات صغيرة تتمايز وتزداد حاليا  ص129

التمايز:

التمايز مصطلح دارونى فيما يبدو يقصد به التطورات التى تطرأ على النوع والتمايز عندنا هو الاختلافات بين الأنواع أو الأشياء ويرى دارون أن التمايز متعلق بظروف الحياة التى تتعرض لها الأنواع على مر الأجيال  فيقول:

"ولكن الحقيقة الخاصة بأن التمايزات والظواهر الشاذة تحدث بمعدل أكبر بكثير تحت تأثير التدجين عنها تحت تأثير الطبيعة وأن القابلية الأكبر لتمايز الأنواع التى تتمتع بمآلف أوسع عن الأنواع التى تعيش فى مآلف محدودة تؤدى إلى الاستنتاج بأن القابلية للتمايز بشكل عام متعلقة بظروف الحياة التى قد تعرض لها كل نوع فى خلال الأجيال العديدة المتتابعة ص230

وبالقطع هذه المقولة بلا دليل فلا أحد عاش ورأى ذلك ومن ثم فلا دليل علمى على هذا الكلام ولو كانت المقولة سليمة لتعرضت كل الأنواع فى المنطقة نفسها لنفس التمايزات لأنها عاشت فى ظروف واحدة ومن ثم فالناتج غالبا عن لم يكن دوما واحد

ويقرر دارون أن نظريته مؤسسة على الايمان بأن سبب حفاظ النوع على حياته امتلاكه ميزة على غيره فقال:

"النظرية الخاصة بالارتقاء الطبيعى مؤسسة على الإيمان بأن كل ضرب جديد وفى النهاية كل نوع جديد يتم إنتاجه وتتم المحافظة عليه عن طريق حيازته لميزة ما على الأشكال الحية التى يدخل معها فى منافسة ص546

ويقر دارون أن نشأة التمايزات شىء لا يمكن متابعته فيقول:

"أن نضع نصب أعييننا أن شكل كل واحد منها يعتمد على علاقات معقدة لا نهائية ألا وهى على التمايزات التى قد نشأت وهى التى كانت نتيجة لأسباب متشابكة بصورة شديدة إلى درجة أنه  لا يمكن متابعتها وعلى طبيعة التمايزات التى قد تم الاحتفاظ بها أو انتقاءها وهذه تعتمد على الظروف الطبيعية المحيطة وبدرجة أعلى على الكائنات المحيطة التى يحدث تنافس بينها وبين كل كائن حى وأخيرا على عامل الوراثة وهو عامل متقلب فى حد ذاته من أسلاف لا حصر لها جميعها قد تحددت أشكاله من خلال علاقات معقدة  على نفس المستوى ص221

ويقرر دارون أن الذرية المتميزة هى التى تبقى فيقول:

فإن ما سوف يحدث بالتأكيد أن الأفراد التى سوف تتميز بهذا الشكل سوف يكون لديها فرصة لكى يتم الاحتفاظ بها فى أثناء التنازع من أجل الحياة ونتيجة لهذا المبدأ القوى الخاصة بالوراثة فإن الكائنات هى التى سوف تميل إلى إنتاج ذرية متميزة بنفس الطريقة وهذا المبدأ الخاص بالحفاظ أو البقاء للأصلح فأنا قد أطلقت عليه الانتقاء الطبيعى وهو يؤدى إلى تحسين كل كائن فيما يتعلق بظروف حياته العضوية وغير العضوية ص224

وهو كلام يكذبه الواقع فأبناء المريض أو صاحب العاهات يتناسلون ويكون منهم الأصحاء كأبناء الصحيح فيكون منهم الصحيح والمريض فالمسألة لا تتوقف على شىء مما يظن فى النظرية

ويعترف دارون بجهله هو وغيره بالسبب وراء كل تمايز معين قائلا:

"لقد تكلمت هنا فى بعض الأحيان كما لو كانت التمايزات على شيوعها وتنوعها فى الكائنات العضوية تحت تأثير التدجين وإلى درجة أقل فى تلك الكائنات الموجودة تحت تأثير الطبيعة نتيجة للمصادفة وهذا بالطبع تعبير خاطىء تماما ولكنه يفيد فى الاعتراف صراحة بجهلنا بالسبب وراء كل تمايز معين وبعض الخبراء يعتقدون أن ألمر لا يتعدى أن يكون من وظيفة الجهاز التوالدى أن ينتج اختلافات فردية أو انحرافات بسيطة فى التركيب وذلك حتى يصبح الطفل مثل أبويه ولكن الحقيقة الخاصة بأن التمايزات والظواهر الشاذة تحدث بمعدل أكبر بكثير تحت تأثير التدجين عنها تحت تأثير الطبيعة وان القابلية الأكبر لتمايز الأنواع التى تتمتع بمآلف أوسع عن الأنواع التى تعيش فى مآلف محدودة تؤدى إلى الاستنتاج بأن القابلية للتمايز بشكل عام متعلقة بظروف الحياة التى قد تعرض لها كل نوع فى خلال الأجيال العديدة المتتابعة ص230

ويقرر دارون أن التمايزات لا يعرف هو وغيره كيفية عزوها لشىء محدد فيقول:

وعندما يكون أحد التمايزات ذا قيمة بسيطة جدا لأى كائن فإننا لا نستطيع أن نحدد على أى مدى يمكننا أن نعزو ذلك التأثير التراكمى لانتقاء الطبيعى وإلى أى مدى إلى التأثير المحدد لظروف الحياة وهكذا فإنه من المعلوم جيدا لتجار الفراء أن الحيوانات التابعة لنفس النوع تتمتع بفراء أسمك وأفضل كلما كانت تعيش أبعد شمالا ولكن من الذى يستطيع أن يحدد إلى اى مدى يمكن أن يعزى هذا الفرق إلى ان الأفراد الأكثر دفئا فى كسائهما كانت هى المفضلة والتى تم الاحتفاظ بها فى أثناء الكثير من الأجيال وإلى اى مدى يعزى إلى تأثير المناخ القاسى ص231

ويقر دارون أن هناك أنواع بقت على أصلها الأول ولم تتطور وهو يقر أن السبب ليس راجعا لتميزها فيقول:

"ومرة أخرى فهناك أمثلة لا حصر لها معروفة لكل عالم فى التاريخ الطبيعى عن أنواع تبقى على أصلها أو لا تتمايز على الإطلاق بالرغم من معيشتها تحت أكثر الأجواء تعارضا ومثل هذه الاعتبارات تجعلنى أميل إلى أن أضع ثقلا أقل على التأثير المباشر للظروف المحيطة عما أضعه على القابلية للتمايز وذلك نتيجة لأسباب نحن نجهلها تماما ص232

ويقر دارون بأنه لا يستطيع أن يطبق القاعدة على النباتات بسبب التمايزات الهائلة فيها فيقول:

"ويبدو بالتأكيد أن هذه القاعدة قد ثبت صحتها فى هذه الطائفة وأنا لا أستطيع أن احدد إذا ما كانت تنطبق على النباتات وهذا كان من شأنه أن يهز بشكل عنيف إيمانى فى صحتها لولا أن التمايزات الهائلة التى تحدث فى النباتات قد جعلت الموضوع صعبا من الوجهة العملية لإجراء مقارنة تتعلق بالدرجات النسبية الخاصة بقابليتهما للتمايز ص254

ويعترف دارون يصعوبة التعرف على الأنواع المتمايزة فيقول:

"والصعوبة التى نلاقيها فى التعرف على الأنواع المتمايزة هى نتيجة إلى حد كبير لتقليد الضروب كيفما كانت لنوع أخر تابع لنفس الطبقة ومن الممكن أيضا تقديم بيان مصور جدير بالاعتبار لأشكال حية متوسطة بين شكلين آخرين اللذين فى ذاتهما من الممكن فقد أن يداخلنا الشك فى توصيفهما على أساس أنهما نوعان وهذا يبين أنه إذا لم يتحتم اعتبار جميع هذه الأشكال ذات القرابة الحميمة على أساس أنها أنواع قد خلقت بصورة مستقلة فإنها قد اتخذت فى أثناء التمايز بعض الصفات الخاصة بالآخرين ولكن أفضل دليل على التمايزات المتناظرة هو المقدم بواسطة ألجزاء أو الأعضاء التى هى فى العادة ثابتة فى الطابع ولكنها التى تتمايز أحيانا وذلك من أجل أن تحاكى إلى درجة ما نفس الجزء أو العضو الموجود فى نوع متقارب وأنا قد قمت بجمع قائمة طويلة من قبل لهذه الحالات ولكننى فى هذا المكان كما حدث من قبل أقع تحت تأثير الشعور بالخسارة الشديدة لعدم قدرتى على تقديمها ,انا أستطيع فقط أن أكرر أن مثل هذه الحالات تحدث بالتأكيد وأنها تبدو لى شديدة  الجدارة بالاعتبارص265

ويقرر دارون جهله وهو الآخرين بقوانين التمايز فيقول:

"إن جهلنا بقوانين التمايز جهل عميق جدا فنحن لا نستطيع أن ندعى ولا حتى فى حالة واحدة من مائة حالة إمكاننا أن نحدد سبب وراء تمايز هذا أو ذاك الجزء ولكن عندما يكون لدينا الوسائل لإقامة مقارنة فإنه يظهر أن نفس القوانين قد أدت تأثيرها فى إنتاج الاختلافات الصغرى بين الضروب التابعة لنفس النوع والاختلافات الكبرى بين الأنواع التابعة لنفس الطبقة والظروف المتغيرة تحدث عامة مجرد قابلية متقلبة للتمايز ولكنها فى بعض الحيان تسبب تأثيرات مباشرة ونهائية وهى التى قد تصبح واضحة بشدة على مدى الزمن بالرغم من أنه ليس لدينا دليل كاف على هذا الموضوع والسلوك فى إحداثه لتغيرات فى البنية والاستخدام فى تقوية الأعضاء وعدم الاستخدام فى إضعاف وإنقاص الأعضاء أشياء تبدو فى كثير من الحالات أنها قد كانت قوية فى تأثيراتها والأجزاء المتماثلة تميل إلى أن تتمايز بنفس الشكل والأجزاء المتماثلة تميل إلى الترابط والتعديلات التى تحدث فى الأجزاء الصلبة والأجزاء الخارجية تؤثر فى بعض الأحيان على الأجزاء الأكثر ليونة وعلى الجزاء الداخلية "ص272

ويقرر دارون أن الخواص العقلية الخاصة بحيواناتنا الداجنة تتمايز وأن هذه التمايزات يتم وراثتها فيقول:

"لقد حاولت فى هذا الباب أن أبين لاختصار أن الخواص العقلية الخاصة بحيواناتنا الداجنة تتمايز وأن هذه التمايزات يتم وراثتها وباختصار أكثر فقد حاولت أن أبين أن الغرائز تختلف قليلا فى البيئة الطبيعية ولن ينكر ـحد أن الغرائز شىء فى غاية الأهمية لكل  حيوان وبالتالى فإنه لا توجد اى صعوبة حقيقية تحت تأثير ظروف الحياة المتغيرة فى أن يقوم الانتقاء الطبيعى بالتكديس على أى مدى للتغييرات البسيطة فى الغريزة التى قد تكون مفيدة بأى طريقة وفى الكثير من الحالات فإنه من المحتمل أن تكون للعادة أو الاستخدام وعدم الاستخدام أدوار تلعبها وأنا لا أدعى أن الحقائق التى وردت فى هذا الباب قد تعزز بأى درجة كبيرة نظريتى ولكن بناء على أقصى قدرتى على الحكم فلم تهدمها أى من الصعوبات التى واجهتها وعلى الجانب الآخر فإن حقيقة أن الغرائز ليست دائما تامة الكمال وأنها قابلة للأخطاء  ص444

ويقرر دارون أن القابلية للتمايز الخاصة بكل نوع حى شىء مستقل عن تلك الخاصة بكل الأنواع الآخرى فيقول:

طهذه الحقائق الكثيرة المختلفة تتماشى بشكل جيد مع نظريتنا التى لا تتضمن أى قانون ثابت للنشوء يدفع جميع القاطنين بإحدى المناطق إلى التغير بشكل مفاجىء فى توقيت متزامن أو على درجة مساوية فإن عملية التعديل يجب أن تكون بطيئة وسوف تحدث تأثيرا فى القليل من الأنواع الحية فقط فى نفس الوقت وذلك لأن القابلية للتمايز الخاصة بكل نوع حى شىء مستقل عن تلك الخاصة بكل الأنواع الأخرى أما فيما يتعلق بإذا ما كانت مثل هذه التمايزات أو الاختلافات الفردية سوف يتم تكديسها كلما تم ظهورها إلى الوجود من خلال الانتقاء الطبيعى بدرجة كبيرة أو صغيرة مما يؤدى بذلك إلى كمية كبيرة أو صغيرة من التعدبل الدائم ص539

ويؤكد دارون أن تكديس التمايزات البسيطة بطىء جدا جدا ولا يمكن أن يكون طفرة فيقول:

وبما أن الانتقاء الطبيعى يؤثر بشكل منفرد عن طريق تكديس التمايزات البسيطة والمتتابعة فإنه لا يستطيع أن ينتج اى تعديل عظيم أو مفاجىء ولكنه يستطيع أن يعمل فقط عن طريق خطوات قصيرة وبطيئة ومن ثم فغن الشريعة الخاصة بأن الطبيعة لا تقبل الطفرة والتى تميل كل إضافة جديدة فى معارفنا إلى تأكيدها تصبح مفهومة بناء على هذه النظرية ونحن نستطيع أن نرى لماذا يحدث فى جميع أرجاء الطبيعة أن نفس الغابة العامة يتم اكتسابها عن طريق وسائل متنوعة بشكل لا نهائى تقريبا وذلك لأن كل خاصية بمجرد أن يتم اكتسابها فإنه يتم توارثها ص751

التكاثر:

التكاثر هو ولادة النسل وتناول دارون الموضوع من جهات مختلفة فمثلا يقول أن متوسط عدد أى حيوان أو نبات فى جميع الحالات يعتمد بشكل غير مباشر فقط على عدد بيضه أو بذوره فى الفقرة التالية:

وأنه من المؤكد أنها سوف تنبت فى مكان مناسب وبهذا الشكل فإن متوسط عدد أى حيوان أو نبات فى جميع الحالات يعتمد بشكل غير مباشر فقط على عدد بيضه أو بذوره ص142

وبالطبع المكتشفات فى عصرنا أثبتت فساد تلك النظرة فملايين الحيوانات المنوية فى الإنسان لا تنجب فى الغالب سوى فرد واحد كل مرة

ويقرر دارون شيوع الخناث بين النباتات والكثير من الحيوانات وهو كلام يختلف مع مكتشفات عصرنا فلا يوجد خناث وإنما ذكران وإناث تتلاقح بطرق متعددة ومتنوعة وهو قوله:

"وهذا هو كل ما يهمنا فى هذا الأمر ولكنه ما زال يوجد الكثير من الحيوانات الخنثى التى بالتأكيد لا تتزاوج بشكل معتاد والأغلبية الكبرى من النباتات هى فى الواقع خناث وقد يثور التساؤل عما هو السبب الموجود للإفتراض أنه يحدث على الإطلاق فى هذه الحالات تلاق بين فردين فى عملية التكاثر وبما أنه من المستحيل فى هذا المجال أن ندخل فى التفاصيل فيجب أن اعتمد على بعض الاعتبارات العامة وحدهاص182

وفى موضوع أخر يقرر أن التزواج المتبادل  بين الأقارب ينقص الحيوية والخصوبة فيقول :

"على الجانب الآخر فإن التزواج المتبادل  بين الأقارب ينقص الحيوية والخصوبة وإن هذه الحقائق وحدها تجعلنى أميل على الاعتقاد فى أنه قانون عام فى الطبيعة ألا يلقح أى كائن عضوى نفسه لفترة دائمة من الأجيال وأن التهجين مع فرد أخر أحيانا ربما على فترات طويلة من الزمن شىء لا غنى عنه ص183

وهو وجهة نظر ليست صحيحة لأنه طبقا لمقولة  الأصول الأبوية التى يقول بها دارون فكل أفراد الأنواع أقارب بدرجة أو بأخرى والأصول الأولى كانت كلها أقارب من الدرجة الأولى ومع هذا أنتجت لنا هذا التنوع

ويناقض دارون نفسه فى مقولة شيوع الخناث السابقة من خلال تأكيده على أنه لم يجد حيوان يلقح نفسه فيقول:

"ولنتجه لمسافة مختصرة إلى الحيوانات فإن أنواعا مختلفة من الأنواع الحية الأرضية حيوانات خناث مثل الرخويات الأرضية وديدان الأرض ولكن جميع هذه الأنواع تتزاوج وإلى الآن فأنا لم أتمكن من العثور على حيوان أرضى واحد يستطيع أن يلقح نفسه وهذه الحقيقة الملفتة للنظر التى تكشف عن أوجه اختلاف صارخة عند مقابلتها بالنباتات الأرضية تصبح مفهومة على أساس أن حدوث تهاجن عارض هو شىء لا غنى عنه وذلك بناء على طبيعة عدم وجود اى وسائل لعنصر التخصيب مماثلة لمفعول الحشرات والرياح مع النباتات والتى عن طريقها من الممكن أن يحدث تهجين عارض بين الحيوانات المائية فإنه يوجد هناك الكثير من الخناث الذاتية التخصيب ولكن فى حالتنا هذه فإن التيارات المائية توفر وسيلة واضحة لحدوث اى تهجين عارض وأنا قد فشلت حتى الآن كما حدث فى حالة الزهور بعد الاستشارة مع واحد من أرفع الخبراء ألا وهو الأستاذ هوكسلى فى أن اكتشف حيوان خنثى واحد ص187

وهو يؤكد فشله فى العثور على حالة واحدة من خناث الحيوانات

ويؤكد أن حدوث تهاجن عارض بين أفراد مختلفين عن بعضهم هو قانون شائع جدا فيقول :

"من مجموع هذه الاعتبارات المختلفة ومن الكثير من الحقائق الخاصة التى قمت بجمعها ولكن لا أستطيع أن أقدمها هنا فإنه يبدو فى الحيوانات والنبات أن حدوث تهاجن عارض بين أفراد مختلفين عن بعضهم هو قانون شائع جدا إن لم يكن قانونا عاما من قوانين الطبيعة ص188

ويؤكد على أن التهاجن المنهجى ينجح فى تغيير شىء ما فى النوع فيقول:

"فى حالة الانتقاء المنهجى فإن المستولد يقوم بالاختيار بناء على هدف محدد وإذا سمح للأفراد بأن تتهاجن فيما بينها بحرية فإن مجهوده سوف يفشل تماما ولكن عندما يكون لدى عدد كبير من الناس مع عدم توافر النية لديهم لتغيير النسل مستوى شبه معتاد من الكمال  وكان جميعهم يحاولون الحصول على الأنسال من أفضل الحيوانات فإن التحسين سوف يتبع بالتأكيد حتى ولو كان ببطء على هذه العملية للانتقاء على الرغم من عدم وجود فصل بين الأفراد المنتقاة  ص189

ويقرر دارون أن تعدد الأجيال ينتج أشكال مختلفة عن أصلها المشترك وهو كلام ليس صحيح تماما فيقول:

"ومن المفروض بعد عشرة آلاف من الأجيال أن يكون النوع  أ قد أنتج ثلاثة أشكال أ 1 ف10 م 10 التى نتيجة لتشعبها فى الطابع من خلال الأجيال المتتابعة سوف تكون قد اختلفت بشكل كبير ولكن ربما بقدر غير متساو عن بعضها الآخر وعن والدها المشترك ص208

والواقع يكذب دارون فنجد فى النسل المشترك لأسرة ما بعد عدة أجيال أفراد تشبه والد الأسرة الأول تماما فى الجسم وأحيانا يتكرر وجود الشبيه رغم التباعد والزواج من أسر أخرى وهو يتكرر فى فروع أبوية مختلفة وهو أمر عاينته بنفسى فى أسرتى وأسر أخرى

ويؤكد دارون على أن تهاجن الأنواع فعله القدماء وهو حين يذكر أن العهد القديم ذكر اهتمام القوم بألوان الحيوانات عندهم فهو يكون مصدقا به ككتاب الخالق مع أنه ينفى نظرية الخلق المعروفة عبر هذا الكتاب وهو قوله:

"ويبدو واضحا فى بعض فقرات سفر التكوين التوراة أن لون الحيوانات الداجنة كان موضع عناية فى هذه الفترة الممعنة فى القدم والسكان البدائيون يقدمون أحيانا فى وقتنا الحاضر على تهجين كلابهم مع الحيوانات الكلبية الوحشية لتحسين السلالة ص95

ويؤكد دارون على أن حالات العقم فى التهاجنات الأولى بين الكائنات ليست شائعة بقوله:

"وأخيرا فإنه إذا أخذنا فى الاعتبار جميع الحقائق المؤكدة عن التهجين المتبادل الخاص بالنباتات والحيوانات فإنه من الممكن استنتاج أن درجة ما من العقم فى كل من التهاجنات الأولى أو فى الأنغال هى نتيجة شديدة العمومية ولكن لا يمكن تحت ظل  حالتنا الحالية من المعرفة أن يتم اعتبارها على أساس أنها نتيجة شاملة تماما ص454

وبالطبع تهاجنات الأنواع المختلفة  لا تنتج سوى مخلوقات عقيمة كالبغال وهذا هو الحال فى كل تهاجنات الأنواع المختلفة فالذرية تنتج من النوع نفسه وحده وليس من أبناء التهاجن وهو يرجع العقم لسببين وهما الظروف غير الطبيعية وتكوين ألعضاء فيقول:

"ومع ذلك فإنه يجب الاعتراف بأننا لا نستطيع أن نفهم بناء على وجهة النظر السابقة أو أى وجهة نظر أخرى العديد من الحقائق المختلفة فيما يتعلق بالعقم الخاص بالأنغال وعلى سبيل المثال الخصوبة غير المتساوية الخاصة بالأنغال التى تماثل بشكل حميم أحيانا واستثنائى واحدا من الآباء الأنقياء ولا أنا أدعى أن الملاحظات السابقة تتغلل إلى جذور الموضوع فإنه لا يوجد أى تفسير يمكن تقديمه عن لماذا عندما يتم وضع أحد الكائنات الحية فى ظروف غير طبيعية فإنه يصبح عقيما وجميع ما حاولت أن أظهره هو أنه فى حالتين مترابطتين فى بعض الاعتبارات كان العقم هو النتيجة المشتركة فى الحالة الأولى نتيجة لحدوث اضطراب فى الظروف الحياتية وفى الحالة الآخرى نتيجة لحدوث اضطراب فى التعضية بسبب أن تعضيتين قد تآلفتا فى تعضية واحدةص471

ويناقض دارون نفسه والحقيقة بأن الأنغال وهى نتاج التهاجنات بين الأنواع ليست عقيمة بشكل كلى فيقول:

"الهجائن الأولى الناتجة عن الأشكال المتباينة بشكل كاف إلى درجة تصنيفها كأنواع مع أنغالها هى يشكل عام جدا ولكن ليس بشكل كلى عقيمة والعقم على جميع الدرجات وغالبا ما يكون على قدر من البساطة على درجة أن أكثر التجريبيين دقة قد توصلوا إلى استنتاجات متناقضة تماما فيما يتعلق بتصنيف الأشكال الحية عن طريق هذا الاختبار والعقم شىء متغاير بشكل فطرى متأصل فى الأفراد التابعة لنفس النوع وهو سريع التأثر بشكل بارز بمفعول الظروف المواتية وغير المواتية والدرجة الخاصة بالعقم لا تتبع بشكل صارم الصلة التصنيفية ولكنها محكومة بواسطة العديد من القوانين الغريبة والمعقدة وهو عادة ما يكون مختلفا  وفى بعض الأحيان يختلف بشكل عريض فى التهاجنات التبادلية التى تتم بين نفس النوعين وهو ليس متساويا دائما فى الدرجة فى التهجين الأول وفى الأنغال الناتجة عن هذا التهجين ص488

والغريب أنه لم يقدم دليلا ماديا واحدا على تناسل الأنغال كالبغال

ويعود دارون للحديث عن وجود تكاثر لا زوجى بين الحشرات مقدما اكتشافين لم يثبتا وإنما هوكلام غير علمى فيقول:

:ومن الأشياء التى من الممكن أن تكون جديرة بالملاحظة أنه عندما تم الإعلان لأول مرة عن اكتشاف واجنر  الجدير بالملاحظة فإنه قد تم سؤالى عن كيف أنه من الممكن أن اليرقانات  الخاصة لهذه الذبابة قد اكتسبت القدرة على التكاثر اللاتزاوجى وما دامت الحالة ما زالت فريدة من نوعها فإنه ليس من المستطاع إعطاء أى إجابة على ذلك التساؤل ولكن جريم قد أثبت بالفعل أن هناك حشرة جائرة أخرى من أصناف الهاموش تعيد إنتاج نفسها نفسها بنفس الطريقة تقريبا وهو يؤمن بأن هذا الأمر يحدث بشكل متكرر فى هذه الرتبة من الحشرات ص704

وأكد دارون ان زيادة عدد الأنواع عن طريق التكاثر لا أحد يعرف ضابطه ولا كمه فيقول:

"ولكن علم طبقات الأرض يبين لنا أنه ابتداء من الجزء المبكر من العصر الثالث فإن عدد الأنواع من المحاريات وانه من الجزء الأوسط من نفس العصر فإن عدد الحيوانات الثديية لم يحدث بها أى زيادة كبيرة أو أنها لم تزد على الإطلاق فما العامل الذى يضبط أى زيادة لا نهائية فى عدد الأنواع والإجابة هى أن كمية الحياة وأنا لا أقصد العدد الخاص بأشكال معينة التى تعال على إحدى المناطق يجب أن يكون لها حدود وذلك يعتمد بشكل كبير فى الواقع على الظروف المادية ص222

توزيع الكائنات فى الأرض :

توزيع الكائنات يقصد به توزع الأنواع على مناطق معينة من العالم ويؤكد دارون على أنه لا يوجد دليل جقيقى على أن قاراتنا الحالية كانت قارة واحدة متصلة ثم انفصلت فيقول:

"وعندما نعلم بمرور الوقت شيئا مؤكدا عن الوسائل الخاصة بالتوزيع فإنه سوف يكون باستطاعتنا أن نخمن بشكل آمن عن الامتداد السابق لليابسة ولكنى لا أصدق أنه سوف يمكن على الإطلاق إثبات أنه فى خلال الفترة الحديثة أن معظم قاراتنا التى تنتصب الآن منفصلة عن بعضها البعض تماما قد كانت متصلة أو متحدة تقريبا بشكل متصل مع بعضها البعض ومع العديد من الجزرص594

ويناقض دارون نفسه بأن القارات لم تكن كما هى الآن  فيقول:

القارات ما زالت مناطق ارتفاع ولكنه لا يوجد لدينا سبب لكى نفترض أن الأشياء قد بقيت على هذا الحال من بداية العالم فيبدو أن قاراتنا قد تم تكوينها عن طريق التفوق فى أثناء العديد من التذبذبات فى المستوى الخاص بالارتفاع ولكن أليس من المحتمل أن تكون المناطق ذات الحركة المتفوقة قد تغيرت على مدى العصورص534

ويكرر دارون مقولته عن احتمال تبدل أماكن القارات  فيقول أن المحيطات كانت مكان القارات فيقول:

"ومن المحتمل أن المحيطات الصافية والمفتوحة تكون قد تواجدت حيث تقبع الآن قاراتنا ولن نكون محقين عندما نفترض على سبيل المثال أن القاع الخاص بالمحيط الهادى إذا تم تحويله الآن إلى قارة فإننا سوف نجد هناك تكوينات رسوبية فى حالة قابلة للتعرف عليها أكثر إيغالا فى القدم عن الطبقات الكمبرية مع الافتراض أن هذه الرسوبيات قد تراكمت قبل ذلك وذلك لأنه من المحتمل جدا أن تكون هذه الطبقات التى قد تمت إزالتها على مسافة أقرب ببضعة أميال إلى مركز الكرة الأرضية وأنها قد تعرضت للضغط عليها بواسطة وزن هائل من المياه التى تعلوها ص535

ويبين دارون أن التجمعات الحيوانية الخاصة عبر العصور لم تكن مرتبة فى الطبقات من القديم للحديث  فيقول:

"ليس هناك اعتراض حقيقى على صدق التصريح بأن التجمعات الحيوانية الخاصة بكل عصر فى مجموعها متوسطة تقريبا فى الطابع فيما بين التجمعات الحيوانية السابقة واللاحقة وأن نجد أن بعض الطبقات المعينة تقدم لنا استثناءات لهذه القاعدة وعلى سبيل المثال فإن الأنواع الخاصة بالمستودونيات والأفيال عندما تم ترتيبها بواسطة د فالكونر فى سلسلتين فى المقام الأول بناء على صلات قرابتها المتبادلة وفى المقام الثانى بناء على فترات تواجدها لا تتوافقان فى الترتيب فإن الأنواع المتطرفة فى الطابع ليست هى الأقدم أو الأكثر حداثة ولا تلك متوسطة فى الطابع متوسطة فى العمر ص563

ويبين دارون أن تواجد أنواع معينة حاليا فى أراضى معينة ليس دليلا على أنها لم تكن موجودة فى مناطق أخرى فيقول:

"وكذلك فإنه لا يمكن أن يتم الادعاء بأنه قانون ثابت ذلك الذى ينص على أن الحيوانات الجرابية من المحتم أن يتم إنتاجها بشكل رئيسى أو بشكل مقتصر على أستراليا أو أن الحيوانات الدرداء والأنماط الحية الأمريكية الآخرى من المحتم أن يتم إنتاجها بشكل مقتصر على أمريكا الجنوبية وذلك لأننا نعلم أن أوربا فى الأزمان السحيقة كانت مأهولة بالعديد من الحيوانات الجرابية وأنا قد أشرت فى الأبحاث المنشورة السابق التنويه إليها إلى القانون الخاص بتوزيع الحيوانات الثديية الأرضية فى امريكا قد كان فى الماضى مختلفا عما هو عليه الآن وقد كانت أمريكا الشمالية فى الماضى تشترك بشكل قوى فى الطابع الحالى الخاص بالنصف الجنوبى من القارة والنصف الجنوبى كان فى الماضى أكثر تحالفا بشكل حميم عما هو حاليا مع النصف الشمالى ص573

وكلام دارون عن ذلك ليس سليما تماما فكثير من الحيوانات  والنباتات إن نقلت من بلادها ماتت وهو يعترف بذلك فى الفقرة التالية مناقضا نفسه فيقول:

"والأنواع المجلوبة من المناطق القطبية أو حتى من منطقة معتدلة المناخ لا تستطيع احتمال المناخ الاستوائى والعكس صحيح وهكذا أيضا فالكثير من النباتات اللحمية الأنسجة والممتلئة  بالعصارة لا تستطيع احتمال أى مناخ رطب ولكن درجة تكييف الأنواع على الأجواء التى تعيش فيها هى فى الغالب شىء مبالغ فيه ومن الممكن لنا أن نستنتج ذلك من عدم "ص

وفى الفقرة التالية يبين أن بعض الأنواع تغير بلادها مضطرة وتعيش فى جو مختلف نسبيا فيقول:

"فلابد من أنه قد كان للتغيير فى المناخ تأثير قوى على الارتحال وأى منطقة تعتبر غير قابلة للعبور بالنسبة لبعض الكائنات الحية المعينة وذلك نتيجة للطبيعة الخاصة بمناخها من الممكن أنها قد كانت طريقا سريعا للارتحال عندما كان المناخ مختلفا من قبل ص593

ويناقض الرجل نفسه بزعمه أن حيوانات كل جزيرة من جزر جالاباجوس خاصة بها فقط مع تقارب الجزر  ومع هذا لم ينتقل نوع للعيش فى الجزر الأخرى مع أن بعض من تلك الأنواع تعيش فى مناطق أخرى بعيدة فى العالم فيقول:

"والحقيقة المدهشة حقا فى هذه الحالة الخاصة بأرخبيل جالاباجوس وبدرجة أقل فى بعض الحالات المناظرة هى أن كل نوع حى جديد بعد أن تم تكوينه فى أى جزيرة بعينها لم ينتشر بسرعة إلى الجزر الأخرى ولكن الجزر مع أنها على مرمى البصر من بعضها الآخر إلا أنها مفصولة عن بعضها بأذرع عميقة من البحر التى نجدها فى معظم الحالات أوسع من عرض القنال الانجليزى ولا يوجد أى سبب لافتراض أن هذه الجزر كانت فى أى مرحلة سابقة متحدة مع بعضها البعض بشكل متصل ونجد أن التيارات البحرية الموجودة بين الجزر كاسحة وسريعة وعواصف الرياح نادرة بشكل غير طبيعى وبهذا الشكل فإن الجزر فى الواقع مفصولة عن بعضها الآخر بشكل أكبر مما تبدو على الخريطة وبالرغم من ذلك فإن بعض الأنواع الحية سواء الموجودة فى الأجزاء الأخرى من العالم أو تلك المقصورة على الأرخبيل شائعة فى الجزر العديدة المختلفة ومن الممكن لنا أن نستنتج من طريقتها الحالية فى التوزيع أنها قد انتشرت من جزيرة واحدة إلى الجزر الأخرى ولكنى أعتقد أننا كثيرا ما نأخذ انطباعا خاطئا فيما يختص باحتمال قيام الأنواع المتقاربة بشكل حميم بغزو المنطقة الخاصة بكل من بعضها الأخر عندما تكون فى موضع اتصال متبادل وبدون شك ص649

دارون والنظام الشمسى:

ينتقد دارون نظرية ثبات الشمس ودوران الكواكب حولها فيقول:

"وعندما قيل سابقا إن الشمس تقف ثابتة وأن العالم يلف حولها فإن الإدراك العام للجنس البشرى أعلن خطأ هذا المذهب ولكن كما يعلم كل فيلسوف فإن المثل القديم القائل بأن الشائع هو الصحيح لا يمكن أن يكون موضع ثقة ص293

ومن خلال إيمانه بدوران الأرض حول محورها بلا دليل مباشر وكذلك الجاذبية الأرضية  المجهولة فإنه يدعونا لإيمان بنظريته التى بلا دليل فيقول:

"والإيمان بدوران الأرض حول المحور الخاص بها لم يكن حتى عهد قريب مؤيدا بأى دليل مباشر ولا توجد أى قيمة فى الاعتراض بأن العلم لا يلقى حتى الآن أى ضوء على المشكلة الأكبر بكثير والخاصة بالجوهر أو الأصل الخاص بالحياة ومن الذى يستطيع أن يفسر ماهية الجوهر الخاص بقوة الجذب الخاصة بالجاذبية الأرضية  ولا يوجد من يعترض الآن على اتباع النتائج المبنية على هذا العنصر المجهول  لقوة الجذب بغض النظر عن أن ليبنيتز قد اتهم نيوتن فى الماضى باقحام الخواص السحرية والمعجزات داخل الفلسفة ص765

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 8110